الموضوع: عظمة الغدير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/09/16, 02:30 AM   #6
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

9- أمر النبى صلى الله عليه وآله المسلمين ببيعة على عليه السلام


ثم تطرَّق إلى مسألة البيعة وبيَّن أهميتها وقيمتها وقال صلى الله عليه وآله: فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأوصياء من بعده الذين هم مني ومنه إمامةً فيهم قائمة، خاتمها المهدي إلى يوم يلقى الله الذي يقدِّر ويقضي.

ألا وإني قد بايعت الله، وعلي قد بايعني، وأنا أخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل. ثم قرأ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾22.

10- مستقبل الأمة والمصاعب الثقيلة

وفي خطبة الغدير تنبَّأ النبي صلى الله عليه وآله بمستقبل المسلمين وما سيواجهونه من مصاعب، وعيَّن لهم أمير المؤمنين عليه السلام المرجع في ذلك، فقال صلى الله عليه وآله: فإن طال عليكم الأمد فقصَّرتم أو نسيتم فعليٌّ وليكم ومبينٌ لكم، الذي نصبه الله عز وجل لكم بعدي أمين خلقه. إنه مني وأنا منه وهو ومن تخلُف من ذريتي يخبرونكم بما تسألون عنه ويبيِّنون لكم ما لا تعلمون.

ثم قال: "معاشر الناس، وكل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه، فانى لم أرجع عن ذلك ولم أبدل. ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه...".

كما أوجب النبي صلى الله عليه وآله على المسلمين إبلاغ خطاب الغدير إلى غيرهم تطبيقاً لأنه أعظم مصداق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقال: "ألا وان رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا الى قولى، وتبلِّغوه من لم يحضر، وتأمروه بقبوله عنى وتنتهوه عن مخالفته، فانه أمرٌ من الله عز وجل ومنى. ولا أمر بمعروف ولا نهى عن منكر الا مع امام معصوم".

11- الايمان والرضا بالأئمة الاثنى عشر من العترة

في آخر فقرة من الخطاب النبوي أخذ صلى الله عليه وآله في أمر البيعة قائلا: معاشر الناس، إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحد في وقت واحد، وقدأمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقَّدت لعليٍّ أمير المؤمنين ولمن جاء بعده من الأئمة مني ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه. فقولوا بأجمعكم:

انا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلَّغت عن ربنا وربك فى أمر امامنا على أمير المؤمنين ومن ولدت من صلبه. نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا. على ذلك نحيى وعليه نموت وعليه نبعث. ولا نغيِّر ولا نبدِّل، ولا نشكُّ، ولا نجحد ولا نرتاب، ولا نرجع عن العهد، ولا ننقض الميثاق. وعظتنا بوعظ الله فى على أمير المؤمنين والأئمة الذين ذكرت من ذريتك من ولده بعده: الحسن والحسين ومن نصبه الله بعدهما. فالعهد والميثاق لهم مأخوذٌ منا من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وضمائرنا وأيدينا. من أدركها بيده والا فقد أقرَّ بلسانه. ولا نبتغى بذلك بدلا ولا يرى الله من أنفسنا حولا. نحن نؤدى ذلك عنك الدانى والقاصى من أولادنا وأهالينا، ونُشهد الله بذلك وكفى بالله شهيداً وأنت علينا به شهيدٌ.

فاستجاب المسلون وفعلوا ما أمرهم به النبي صلى الله عليه وآله وردَّدوا ما قاله، وتمَّت البيعة العامة بهذه الصورة، والنبي صلى الله عليه وآله واقف على المنبر.

وطلب صلى الله عليه وآله منهم أن يشكروا الله على هذه النعمة حيث أن الله تعالى لم يوكلهم إلى أنفسهم في اختيار خليفة، بل اختار لهم الأصلح بعلمه وألزمهم بالقبول.

وفي ختام الخطبة الشريفة دعا النبي صلى الله عليه وآله للمبايعين كما دعا على المعاندين، وختم خطبته الشريفة بالحمد لله رب العالمين.

مراسيم الغدير فى أيامه الثلاث

التهنئة بالولاية

وبعد انتهاء النبي صلى الله عليه وآله من خطبته ضج الناس قائلين: "نعم، سمعنا وأطعنا لأمر الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا".

ثم إنهم ازدحموا على النبي وأمير المؤمنين عليهما السلام وتسابقوا لإعطاء البيعة لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وهنا قال النبي صلى الله عليه وآله: "الحمد لله الذى فضلنا على جميع العالمين".

ومن الواضح أن النبي صلى الله عليه وآله لم يفرح في كل انتصاراته وفتوحاته كما فرح في يوم الغدير، حيث أمر المسلمين بتهنئة علي عليه السلام لمقام الإمامة وقال: "ان الله خصَّنى بالنبوة وأهل بيتى بالامامة".

وقد قال عمر بن الخطاب لأمير المؤمنين عليه السلام في ذلك اليوم بعد بيعته له: "بخ بخ لك يا على! هنيئاً لك يا أبا الحسن! فقد أصبحت مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة"!

وأمر النبي صلى الله عليه وآله مناديه أن يمشي بين الناس ويكرر عليهم جوهر بيعة الغدير بهذه العبارة: "من كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله".

بيعة الرجال

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد وعدهم ضمن خطبته بأنه سوف يأخذ منهم البيعة حين الانتهاء من الخطبة الشريفة وقال: "ألا وانى عند انقضاء خطبتى أدعوكم الى مصافقتى على بيعته، والاقرار به، ثم مصافقته بعدى. ألا وانى قد بايعت الله وعلى قد بايعنى، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل".

إن بيعة الغديرتعني الالتزام والعهد والوفاء لولاية الأئمة المعصومين الاثني عشر عليهم السلام وقد أقرَّ بها جميع المسلمين بحضور النبي صلى الله عليه وآله.


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس