عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/07/17, 04:08 PM   #1
المختار

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3241
تاريخ التسجيل: 2014/07/06
المشاركات: 96
المختار غير متواجد حالياً
المستوى : المختار is on a distinguished road




عرض البوم صور المختار
افتراضي لماذا ندعو الى القرآن

لماذا ندعو الى القرآن


في ســياق حديثنا عن البحوث التمهيدية لتفسير القرآن الحكيم ، نطرح السؤال التالي : لماذا ندعوا الى القرآن ؟

اول سؤال يطرح علينا هو السؤال عن السبب الذي ندعوا من اجله للقرآن الحكيم ، و الواقع ان هناك عدة اسباب تفرض علينا العودة الى القرآن و التدبر فيه ، ونحن اذ نذكر بعضها بصورة مقتضبة لانملك سوى الاعتراف بعجزنا عن الاحاطة بها جميعا .

اولا : لكل منا رغباته المشروعة التي يتمنى ان يجد سبيلا مستقيما اليها ، و القرآن الحكــيم هــو ذلك السبيل المستقيم المؤدي الى مصالح كل شخص ورغباته المشروعة .

و ليست أهمية القرآن و عظمته منحصرة في انه يحقق للناس رغباتهم و مصالحهم المشروعة و يهديهم الى سبل السلام المؤدية الى مصالحهم ، بل و أهم من ذلك ، لانه يرسى قواعد للشخصية المتكاملة التي تستطيع بلوغ مآربها المشروعة بسهولة بالغة .

ثانيا : و مصالح الانسان بدورها ليست سوى بعض تطلعاته الكبيرة ، واما البعض الاخر فيمكن الحصول عليه في بحــث الانسان الدائم عن الحق و الخير و سعيه المستمر لتحقيقهما .

ان الانسان يبتغي اقرار دعائم الحق كما يريد الوصول الى المصالح .

و أهم ما يصبو اليه الانسان هو التوفيق بين هدفيه هذين وهو تحقيق الحق ، و وصول المصلحة .

و القرآن هو ذلك الحق الذي يبتغيه البشر و يسعى من اجل معرفته و تنفيذه ، وهو اضافة الى ذلك يهدي الانسان الى التوفيق بينه وبين المصالح الخاصة .

و نعود ونتساءل ، من منا لا يريد ان يكون انسانا طيبا يبتعد عن الجريمة و الفحشاء ، و يلتزم الطرق المستقيمة و يتحلى بالسلوك الممتازه ، ولكن كم واحد منا يستطيع ان يفعل ذلك ؟ طبعا القليل فقط يستطيع ذلك لماذا ؟

لان ضرورات العيش لا تدع فرصة للفرد للتفكير في الخير و الحق ، ولكن القرآن يوفر هذه الفرصة ، اذ انه يهدي البشر الى السبل القويمة للمصالح والتي لا تتنافى مع الخير و الحق ، بل يتكامل معهما .

ثالثا : نصطدم في حياتنا بعدة مشاكل فمن صديق ينقلب علينا ومن قريب يشاكسنا ، ومن خسارة تفاجئنا وقد تصل بنا المشاكل الى حد الخروج عن محور الضبط .

و بالتالي الانهيار في هاوية اليأس والضياع .

ولكن القرآن الحكيم يضع الحلول الحاسمة للمشاكل جميعا بل واكثر من ذلك يصنع الانسان الذي هو قادر على وضع الحلول المناسبة في الوقت المناسب .

وهذا حول الاجابة عن السؤال التالي :

لماذا نحن اساسا ندعوا الى القرآن الحكيم ؟

ولكن الدعوة الى القرآن شيء . و الاستفادة منه شيء اخر ، نحن بالاضافة الى دعوتنا الى القرآن ، ندعوا الى التدبر فيه لماذا ؟ لان التدبر في القرآن هو الطريق المستقيم الى العمل به ، ولا يعمل بالقرآن غير ذلك الذي يتدبر في آياته الكريمة فيفهم محتواه .

ان التدبر في القرآن يعطي للانسان فرصة لفهم محتوى القرآن الحكيم ، لان الله سبحانه وتعالى اودع في كتابه الكريم نورا يهدي البشر الى ربه العظيم فيؤمن به ، وبعد الايمان يطبق شرائعه .

من هنا ليس على الانسان سوى امر واحد هو الانفتاح على القرآن و استعداد التفهم له وهذا يكون بالتدبر فيه .

يقول الله سبحانه وتعالى :

" قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات الى النور بأذنه و يهديهم الى صراط مستقيم " .

ان القرآن ذاته نور وليس علينا امام النور ، الا ان نفتح أعيننا ، وان نستقبل امواج النور ، وان نرى بالنور كل الاشياء .

ان الكفار و الفاسقين ، اختاروا لانفسهم العمى فلم يفتحوا أعينهم على النور المبين ، وعملوا المستحيل في سبيل حجب النور الباهر عن التسرب الى قلوبهم خوفا من امكانية تأثرهم به و تنورهم بشعاعه الكبير .

لقد كان الكفار يتواصون بهذه المقولة التي نقلها القرآن الحكيم عنهم :

" وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه " .

انهم كانوا يحذرون من النور و يتهربون منه ولقد جاء احدهم الى الرسول يسأله عن قرآنه ، فلما تلى النبي بعض آيات الكتاب ضعف الرجل و شد على فم الرسول (ص) بيده قائلا : اناشدك الله و الرحم الا تسكت .

ثم تولى الى قومه قائلا أنه سحر يؤثر .

انه لم يستطيع الصبر على تيار النور الذي كاد يلف قلبه لذلك اسكت النبي وتولى هاربا .

ان المطلوب من الانسان هو الانفتاح على القرآن و استماع آياته بتدبر و تجرد .

اذن سوف يجد المرء كيف تحدث المعجزة .

لقد حاول رجل مجرم ان يتسلق جدارا لينهب المال و يغتصب النساء فسمع صوتا ينبعث من داخل البيت و يتلو هذه الاية الكريمة :

" الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله " .

فاستمع الى الاية بضع ثوان ثم انفجر باكيا وقال : بلى آن الوقت الذي يخشع قلبي القاسي لذكر الله . وما نزل من الحق ، بلى آن فهبط من الجدار و تولى بوجهه شطر المسجد و اعتكف فيه الى الابد ، ان تدبر هذا الرجل في آية واحدة حوله من مجرم متمرس بالجريمة الى معتكف في محراب العبادة ، فكيف اذا تدبر الانسان في كل القرآن افلا يتحول من رجل الى ملك ؟ بل والى من هو فوق درجات الملك .

نرجوا من الله ان يجعلنا من الذين يتدبرون في القرآن ، وفي آياته الكريمة و يحصلون منها على النور المبين انه ولي التوفيق .



glh`h k]u, hgn hgrvNk



رد مع اقتباس