عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/07/24, 03:38 AM   #14
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي



زعم عثمان الخميس أنه يدافع عن ظلم الشيعة لأهل البيت


وقال عثمان الخميس : ( إن الشيعة يطعنون في العباس ويطعنون في عبدالله ابنه ويطعنون في أولاد الحسن ، وقالوا : إنهم يحسدون أولاد الحسين ، ويطعنون كذلك في بناء الحسين نفسه من غير الأئمة الذين يدعونهم كزيد بن علي وكذلكإبراهيم أخي الحسن العسكري وغيرهم فهم ليسوا بأولياء للنبي ( ص ) وعترته بل أولياء النبي ( ص ) وعترته هم الذين مدحوهم وأثنوا عليهم وأعطوهم حقوقهم ولم ينقصوهم ) ( 1 ) .


وجوابه :
أولا : إن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية لا ينطلقون في تقييمهم للأشخاص ومودتهم ومدحهم أو ذمهم من منطلق العاطفة ، وإنما من منطلق التزام هؤلاء الأشخاص بالشريعة الإسلامية وتقيدهم بتعاليمها وتوجيهاتها ، فمن ثبت لهم بالدليل أنه مسلم مؤمن ملتزم بالشريعة كتابا وسنة فله عندهم مودة ومحبة ، وأما من ليس كذلك فهم معه بخلاف ذلك .

فكون الشخص يرجع في نسبه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يلزم منه وجوب مودته ومحبته ، ما لم يكن ملتزما بالشريعة الغراء ، وما أظن أن واحدا من أهل السنة يخالفنا في هذا القول ، فلا ضير على الشيعة إذا طعنوا فيمن اشتهر فسقه وانحرافه عن جادة الحق .

ثانيا : بالنسبة للعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، فإنه وإن كان ورد في بعض الروايات ما يظهر من الطعن فيه ، ولكن

_______________________
( 1 ) حقبة من التاريخ : 205 .


البعض من علماء الشيعة لم يلتفت إلى هذه الروايات وما فيها من قدح فيه ، وأثنوا على العباس ، فهذا العلامة الحلي عليه الرحمة يذكره في القسم الأول من كتابه الخلاصة وهو القسم الذي خصصه لمن تكون روايته عنده معتمدة وقال في ترجمته : ( العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد من سادات أصحابه وهو من أصحاب علي عليه السلام أيضا ) ( 1 ) .

ولنسمع ما قاله عالم آخر فيه وفي ولده عبدالله بن العباس وهو السيد علي الشهرستاني ، قال : ( والحق الثابت في التاريخ هو أن العباس بن عبدالمطلب وابنه عبدالله كانوا من الحماة والمدافعين عن علي بن أبي طالب في كل الظروف والمواقف ، وأن ما حفظه التاريخ من كلامهم ومواقفهم ليؤكد على أنهم كانوا يؤمنون بخلافة علي بل ويصرحون بوصايا الرسول لعلي بن أبي طالب ، وقد تناقلت المصادر أن العباس بن عبدالمطلب قد تخلف عن بيعة أبي بكر ولم يشارك في اجتماع السقيفة بل وبقي بجنب علي يجهزان الرسول حتى واروه التراب دعما لعلي ، وأن موقفه في الشورى – بعد مقتل عمر – وغيرها تؤكد هذه

_______________________
( 1 ) خلاصة الأقوال : 209 .



الحقيقة ، وهكذا الحال بالنسبة إلى عبدالله بن عباس فإنه كان من المحامين والمدافعين والمقرين بفضل علي بن أبي طالب وحقه ، وأنه وأولاده هم أحق بالأمر من غيرهم وقد نقلت هذه الحقيقة عنه تلويحا وتصريحا في أكثر من موقف وقضية ) ( 1 ) .

وقد ترجم الكثير من علماء الشيعة لعبدالله بن العباس ومدحوه وأثنوا عليه وردوا ما ورد من ذمه من روايات ، ولو لا أني جعلت هذا الرد مختصرا لنقلت هذه الأقوال ليعلم القاريء الكريم كيف أن عثمان الخميس افترى على الشيعة في قوله بأنهم يطعنون في عبدالله بن العباس ، وأكتفي هنا بعض ما قاله ابن طاووس والعلامة الحلي أثناء ترجمتهما له .

قال ابن طاووس عنه : ( عبدالله بن العباس رضوان الله عليه حاله في المحبة والإخلاص لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وموالاته له والذب عنه والخصام في رضاه والمؤازرة مما لا شبهة فيه ) .

ثم أطال الكلام في إثبات فضله وجلالته وتنزيهه عما يشينه وتضعيف الروايات الواردة في ذمه ، ثم قال : ( ولو ورد في مثله ألف حديث ينقل أمكن أن يعرض للتهمة ، فكيف مثل هذه

_______________________
( 1 ) وضوء النبي : 1 / 339 .


الروايات الضعيفة الواهية الركيكة ) ( 1 ) .

وقال العلامة الحلي : ( عبدالله بن العباس ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان محبا لعلي عليه السلام وتلميذه ، حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين عليه السلام أشهر من أن يخفى ، وقد ذكر الكشي أحاديث تتضمن قدحا فيه ، وهو أجل من ذلك ، وقد ذكرناها في كتابنا الكبير وأجبنا عنها رضي الله عنه ) ( 2 ) .

وأما قول عثمان الخميس : ( ويطعنون كذلك في أبناء الحسين نفسه من غير الأئمة الذين يدعونهم كزيد بن علي وكذلك إبراهيم أخو الحسن العسكري وغيرهم ... ) .

فهو من أكاذيبه أيضا ، وهو لم يشر إلا إلى شخصين وهما زيد بن علي وإبراهيم بن الحسن العسكري وقال غيرهم ، فمن هم غيرهم ؟ ولماذا لم يذكرهم ويؤيد كلامه بالدليل ؟! .

أما بالنسبة لزيد بن الإمام علي بن الحسين فإنه ذكر في الهامش أن الشيعة تتهمه بأنه كان يشرب الخمر ، وأشار إلى رواية ذكرها

_______________________
( 1 ) التحرير الطاووسي : 159 – 163 .

( 2 ) خلاصة الأقوال :
190 .

العلامة المجلسي عليه الرحمة في كتابه بحار الأنوار والرواية مع سندها هو : ( حمدويه ، عن أيوب ، عن حنان بن سدير قال : كنت جالسا عند الحسن بن الحسين فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية فقال : ما ترى في النبيذ ؟ فإن زيدا كان يشربه عندنا ، قال : ما أصدق على زيد أنه شرب مسكرا ، قال : بلى قد شربه ، قال : فإن كان فعل ، فإن زيدا ليس بنبي ولا وصي نبي ، إنما هو رجل يخطيء ويصيب ) ( 1 ) .

وأنت كما ترى أن المتهم لزيد بشرب النبيذ هو أحد رؤساء الزيدية وليس من الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ، وهذا الرجل لا اعتداد بقوله ، فإنه ممن لم يرد في حقه وثاقة أو مدح عندنا ! .

فانظر كيف ارتكب عثمان الخميس العصبية العمياء ليرمي الشيعة الإمامية الإثنى عشرية قاطبة بأنهم يتهمون زيدا رضوان الله تعالى عليه بأنه كان يشرب الخمر والعياذ بالله ، مع أن المتهم له بهذه هو واحد من غيرهم ، وزيد أجل وأتقى من أن يفعل ذلك ، إنما هي تهمة اتهمه شخص بها ، والشيعة الإمامية الإثنى عشرية لا يقولون في زيد إلا كل الخير ، ويكنون له كل المحبة

_______________________
( 1 ) بحار الأنوار : 46 / 194 .



والمودة والإحترام والتقدير ، وأقوال أئمتهم وعلمائهم شاهد على كل ذلك ونحن ننقل هنا ما قاله العلامة الأميني في كتابه الغدير ، قال تحت عنوان : زيد الشهيد والشيعة الإمامية الإثنى عشرية :

( هو أحد أباة الضيم ، ومن مقدمي علماء أهل البيت عليهم السلام ، قد اكتنفته الفضائل من شتى جوانبه ، علم متدفق ، وورع موصوف ، وبسالة معلومة ، وشدة في البأس ، وشمم يضع له كل جامع ، وإباء يكسح عنه أي ضيم ، كل ذلك موصول بشرف نبوي ، ومجد علوي ، وسؤدد فاطمي ، وروح حسيني .

والشيعة على بكرة أبيها لا تقول فيه إلا بالقداسة ، وترى من واجبها تبرير كل عمل له من جهاد ناجع ، ونهضة كريمة ، ودعوة إلى الرضا من آل محمد ، تشهد لذلك كله أحاديث أسندوها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأئمتهم عليهم السلام ، ونصوص علمائهم ، ومدايح شعرائهم وـابينهم له ، وإفراد مؤلفيهم أخباره بالتدوين .

أما الأحاديث فمنها قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحسين السبط : ( يخرج من صلبك رجل يقال له : زيد يتخطى هو وأصحابه رقاب الناس يدخلون الجنة بغير حساب ) ( 1 ) .

_______________________
( 1 ) عيون أخبار الرضا لشيخنا الصدوق في الباب : 25 ، وكفاية الأثر
.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم فيه : ( يخرج ويقتل بالكوفة ويصلب بالكناسة يخرج من قبره نبشا ، وتفتح أبواب السماء ، وتبتهج به أهل السموات والأرض ) ( 1 ) .

وقول أمير المؤمنين عليه السلام وقد وقف على موضع صلبه بالكوفة فبكى وبكى أصحابه فقالوا له : ما الذي أبكاك ؟ قال : ( إن رجلا من ولدي يصلب في هذا الموضع ، من رضي أن ينظر إلى عورته أكبه الله على وجهه في النار ) ( 2 ) .

وقول الإمام الباقر محمد بن علي عليه السلام : ( اللهم أشدد أزري بزيد ) .

وكان إذا نظر إليه يمثل :
لعمرك ما إن أبو مالك بواه ولا بضعيف قــــواه
ولا بالألد لـــــــه وازع يعادي أخاه إذا ما نهــاه
ولكنه هين ليـــــــــــن كعالية الرمح عرد نساه
إذا سدته سدت مطواعة ومهما وكلت إليه كفـــاه
أبو مالك قاصر فقـــــره على نفسه ومشيع غناه ( 3
) .

______________________
( 1 ) عيون أخبار الرضا لشيخنا الصدوق .

( 2 ) كتاب الملاحم لسيدنا ابن طاووس في الباب الـ 31 .
( 3 ) الأغاني : 20 ص 127 .


ودخل عليه زيد فلما رآه تلا : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ) ثم قال : أنت والله يا زيد من أهل ذلك ( 1 ) .

وقول الصادق عليه السلام : إنه كان مؤمنا ، وكان عارفا ، وكان عالما ، وكان صدوقا ، أما إنه لو ظفر لوفى ، أما إنه لو ملك لعرف كيف يصنعها ( 2 ) .

وقوله الآخر لما سمع قتله : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، عند الله أحتسب عمي والله عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسين مضى والله شهيدا ) ( 3 ) .

وقوله الآخر : ( إن زيدا كان عالما ، وكان صدوقا ، ولم يدعكم إلى نفسه وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد ، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه وإنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ) ( 4 ) .

وقوله الآخر في حديث : ( أما الباكي على زيد فمعه في الجنة ،

_______________________
( 1 ) الروض النضير : 1 ص 55 .

( 2 ) رجال الكشي : ص 184 .
( 3 ) عيون أخبار الرضا .
( 4 ) الكافي

أما الشامت فشريك في دمه ) .

وقول الرضا سلام الله عليه : ( إنه كان من علماء آل محمد غضب لله فجاهد أعداءه ) .

والأحاديث في ذلك كثيرة وإنما اقتصرنا على المذكور تحريا للإيجاز .
وأما نصوص العلماء فدونك كلمة الشيخ المفيد في إرشاده ، والخزار القمي في كفاية الأثر ، والنسابة العمري في المجدي ، وابن داود في رجاله ، والشهيد الأول في قواعده ، والشيخ محمد بن الشيخ صاحب المعالم في شرح الإستبصار ، والأسترابادي في رجاله ، وابن أبي جامع في رجاله ، والعلامة المجلسي في مرآة العقول ، وميرزا عبدالله الأصبهاني في رياض العلماء ، والشيخ عبدالنبي الكاظمي في تكملة الرجال ، والشيخ الحر العاملي في خاتمة الوسائل ، والسيد محمد جد أية الله بحر العلوم في رسالته ، والشيخ أبي علي في رجاله ، وشيخنا النوري في خاتمة المستدرك ، وشيخنا المامقاني في تنقيح المقال ، إلى كثيرين من أمثالهم فقد اتفقوا جميعا على معنى واحد هو تنزيه ساحة زيد عن أي عيب وشيه ، وإن دعوته كانت إلهية ، وجهاده في سبيل الله .

ويعرب عن رأي الشيعة جمعا ، قول شيخهم بهاء الملة والدين العاملي في رسالة إثبات وجود الإمام المنتظر : إنا معشر الإمامية


لا نقول في زيد بن علي إلا خيرا ، والروايات عن أئمتنا في هذا المعنى كثيرة ، وقال العلامة الكاظمي في التكملة : ( إتفق علماء الإسلام على جلالة زيد وورعه وفضلــــــــه ) .

ثم نقل صاحب الغدير رضوان الله تعالى عليه نماذج مما قاله شعراء الشيعة في زيد الشهيد والإشادة به وبمواقفه ثم قال : ( وأفرد غير واحد من أعلام الإمامية تأليفا في زيد وفي فضله ومآثره ، فمنهم :

1 – إبراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي المتوفى 283 ، له كتاب أخبار زيد .

2 – محمد بن زكريا مولى بني غلاب المتوفى 298 ، له كتاب أخبار زيد .
3 – الحافظ أحمد بن عقدة المتوفى 333 ، له كتاب من روى أخبار زيد ومسنده .
4 – عبدالعزيز بن يحيى الجلودي المتوفى 368 ، له كتاب أخبار زيد .
5 – محمد بن عبدالله الشيباني المتوفى 372 ، له كتاب فضايل زيد .
6 – الشيخ الصدوق أبو جعفر القمي المتوفى 381 ، له كتاب في أخباره .
7 – ميرزا محمد الاسترابادي صاحب الرجال الكبير .
8 – السيد عبدالرزاق المقرم .


أحد أعلام العصر المنقدين المكثرين من التأليف في المذهب ، على تضلعه في العلم ، وقدمه في الشرف ، واحتوائه للمآثر الجليلة ، ومن مهمات تآليفه وأوفرها فائدة كتاب الإمام السبط المجتبى ، وكتاب حياة الإمام السبط الشهيد ومقتله ، وكتاب السيدة سكينة ، ورسالة في علي بن الحسين الأكبر ، وكتاب زيد الشهيد ، وكتاب في تنزيه المختار بن أبي عبيد الثقفي طبع مع كتاب زيد ، وكتاب أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين ، إلى غيرها من كتابات ورسائل قد جمع فيها وأوعى وأتى بما خلت عنه زبر الأولين فحياه الله ووفقه للخير كله ) ، ثم قال : ( القول الفصل : هذا زيد ومقامه وقداسته عند الشيعة جمعاء ) ( 1 ) .

وأما إبراهيم الذي قال عنه عثمان الخميس إنه أخ الإمام الحسن العسكري عليه السلام فهو شخصية من مختلقاته فلا يوجد للإمام الهادي عليه السلام ولد يعرف بهذا الإسم ، وليس للإمام الحسن العسكري أخ يعرف بإبراهيم .

_______________________
( 1 ) الغدير : 3 / 69 – 74 .



تعالى لنرى من الذي يطعن في شخصيات أهل البيت عليهم السلام ؟!

والآن تعالى معي أيها القاريء الكريم لتعرف من هو الذي يطعن في شخصيات أهل البيت عليهم السلام هل هم الشيعة أم غيرهم ؟ .


ونحن لا نريد هنا أن نحاسب الشيخ الخميس من خلال أقوال غيره من النواصب ، ولكن من خلال قوله هو وفي نفس كتابه هذا ( حقبة من التاريخ ) الذي افترى فيه هذه الإفتراءات على الشيعة ، وندينه من فمه وما سطرته يده فقد طعن عثمان الخميس في الإمام الحسين عليه السلام وثورته حيث يقول كما قال إمامه ابن تيمية : ( لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه لا مصلحة دين ولا دنيا ، ولذلك نهاه أكبر الصحابة في ذلك الوقت ... وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن لو قعد في بلده ) ( 1 ) .

فأي جرأة على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى سبطه الحسين عليه السلام كجرأة هذا الرجل ، حيث اعتبر أن خروج سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والظلم

_______________________
( 1 ) حقبة من التاريخ : 138 .

( 117 )
والطغيان فسادا ليس فيه مصلحة لا في دين ولا دنيا ؟!! ، أليس هذا هو النصب بعينه للإمام الحسين عليه السلام ؟! .

لقد صرح الحسين عليه السلام في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية أن خروجه إنما هو للإصلاح والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث قال ما رواه السنة والشيعة : ( إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يحكم الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين ) ( 1 ) .

ألم يقرأ عثمان الخميس الأحاديث الصحيحة عندهم أن جبريل عليه السلام قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن أمته ستقتل ولده الحسين عليه السلام ؟ ، ألم يقرأ أحاديث بكاء النبي على ولده الحسين قبل قتله ، ودعاءه على قاتليه ؟! .

فلو كان في خروجه فساد كما يزعم عثمان الخميس لنهاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الخروج ، ولما أمر المسلمين بنصرته ، فعن الصحابي الجليل أنس بن الحارث رضي الله عنه قال : ( سمعت

_______________________
( 1 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 189 .

( 118 )
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن ابني هذا – يعني الحسين – يقتل بأرض يقال لها كربلاء ، فمن شهد منكم ذلك فلينصره ) ( 1 ) .

ولقد خرج هذا الصحابي مع الحسين واستشهد معه في واقعة الطف .

أليست تخطئة الإمام الحسين عليه السلام تخطئة لجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ؟! ، وانتصارا ليزيد وبني أمية أسياد الخميس ؟!
.

وله أكاذيب أخرى على الشيعة من قبيل اتهامهم بالشعوبية وأنهم يقولون بأن سلمان يوحى إليه ( 2 ) ، وأنهم يقولون بأن كسرى في النار والنار محرمة عليه ، نعرض عن الرد عليها هنا لوضوح زيفها ولنا معه إن شاء الله تعالى وقفة أخرى موسعة حول هذه الإفتراءات .

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على رسوله محمد وآله الطيبين الطاهرين

_______________________
( 1 ) البداية والنهاية لابن كثير : 8 / 301 ، الخصائص الكبرى للسيوطي : 2 / 213 ، كنز العمال للمتقي الهندي : 12 / 71 برقم : 3414 .

( 2 ) نعم ورد في بعض الروايات عندنا أن سلمان الفارسي ( المحمدي ) كان محدثا ، وقد ذكر عثمان الخميس في كتابه ( حقبة من التاريخ : 57 ) رواية منسوبة للنبي عن طريق أبي هريرة الدوسي مفادها أن عمر بن الخطاب كان محدثا !!! فلماذا يستغرب إذا أن يكون سلمان كذلك .


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس