عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/12/11, 08:44 PM   #4
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

" بشرى النبوة "
قصيدة للشاعر اليمن الكبير الأستاذ/ عبدالله البردوني رحمه الله.
ألقيت هذه القصيدة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

بشرى من الغيبِ ألقت في فم الغارِ
وحياً وأفضت إلى الدنيا بأسرارِ
بشرى النبوءة طافت كالشذى سَحَراً
وأعلنت في الرُّبى ميلادُ أنوارِ
وشقَّتِ الصَّمتَ والأنسامُ تحمِلُها
تحت السكينة من دارٍ إلى دارِ

وهدهدت مكة الوسنى أناملها
وهزت الفجر إيذانا بإسفارِ
فأقبل الفجر من خلف التلال وفي
عينيه أسرار عشاقٍ وسمارِ
كأن فيض السنى في كل رابية
ٍ موجٌ وفي كل سفحٍ جدولٌ جار
تدافع الفجر في الدنيا يزف إلى
تأريخها فجر أجيالٍ وأدهارِ

واستقبل الفتحُ طفلاً في تبسمه
ِ آيات بشرى وإيماءاتُ إنذارِ
وشبّ طفل الهدى المنشود متّزراً
بالحقّ متشحا بالنور والنارِ
في كفه شعلةٌ تهدي وفي فمه
بشرى وفي عينيه إصرار أقدارِ
وفي ملامحه وعدٌ وفي دمه
بطولة تتحدى كل جبارِ
وفاض بالنورِ فاغتم الطغاة بهِ
واللص يخشى سطوع الكوكب الساري
والوعي كالنور يخزي الظالمين كما
يخزي لصوص الدجى إشراق أقمارِ

نادى الرسول نداء العدل فاحتشدت
كتائب الجور تنضو كل بتّارِ
كأنها خلفه نارٌ مجنحة
ٌ تعدو وقدّامه أفواج إعصارِ
فضج بالحق والدنيا كما رحبت
تهوي عليه بأشداقٍ وأظفارِ
وسار والدرب أحقادٌ مسلّخة
ٌ كأن في كل شبرٍ ضيغم ضاري
وهب في دربه المرسوم مندفعا
ً كالدهر يقذف أخطارٌ بأخطارِ
فأدبر الظلم يلقى هاهنا أجلا
ً وهاهُنا يتلقّى كفَّ حفّارِ
والظلم مهما احتمت بالبطش عصبته
فلم تطق وقفةً في وجه تيارِ

رأى اليتيم أبو الأيتام غايته
قصوى فشق إليها كل مضمارِ
وامتدت الملة السمحاء يرف على
جبينها تاج إعظامٍ وإكبار
مضى إلى الفتح لا بغيا ولا طمعاً
لكن حناناً وتطهيراً لأوزارِ
فأنزل الجور قبراً وابتنى زمنا
ً عدلا ً... تدبِّره أفكار أحرار

ياقاتل الظلم صالت هاهنا وهنا
فظايعٌ أين منها زندُك الواري
أرض الجنوب دياري وهي مهد أبي
تئنُّ ما بين سفّاحٍ وسمسارِ
ويلٌ وويلٌ لأعداء البلاد إذا
ضجّ السكونُ وهبت غضبة الثارِ
فليغنم الجورُ إقبال الزمان له
فإنَّ إقبالَهُ إنذارُ إدبارِ
والناس شرٌ وأخيارٌ وشرُّهم
ُ منافقٌ يتزيا زيَّ أخيارِ
في ثغره لغة الحاني بأمته
وفي يديه لها سكينُ جزّار
حقد الشعوبِ براكينٌ مسمّمة
ٌ وقودها كل خوَّانٍ وغدارِ
من كل محتقرٍ للشعبِ صورتُهُ
رسمُ الخيانات أو تمثالُ أقذارِ
وجثّةٌ شوَّشَ التعطيرُ جيفتها
كأنها مَيتةٌ في ثوبِ عطّارِ

ياخاتم الرسل هذا يومك انبعثت
ذكراه كالفجر في أحضان أنهارِ
يا صاحب المبدأ الأعلى وهل حملت
رسالَة الحقِ إلا روحَ مختارِ؟
أعلى المبادئ ما صاغت لحاملها
من الهدى والضّحايا نصبَ تذكارِ

مالي أغّنيكَ يا طه وفي نغمي
دمعٌ وفي خاطري أحقادُ ثوّارِ؟
تململت كبرياء الجرح فانتزفت
حقدي على الجور من أغوار أغواري

يا أحمد النّورِ عفواً إن ثأرتُ ففي
صدري جحيمٌ تشظّت بين أشعارِ
"طه" إذا ثار إنشادي فإنّ أبي "حسَّان"
أخباره في الشعرِ أخباري
أنا ابن أنصارك الغرّ الألى قذفوا
جيش َالطغاةِ بجيشٍ منكَ جرَّارِ
تظافرت في الفدى حوليك أنفسهم
كأنهن قلاعٌ خلف أسوارِ
نحن اليمانيين يا " طه" تطيرُ بنا
إلى الروابي العلى أرواحُ أنصارِ
إذا تذكّرت " عمارا ً" ومبدأه
ُ فافخر بنا إننا أحفادُ " عمار ِ"
"طه" إليك صلاةُ الشّعر ترفعها
روحي وتعزفها أوتارُ قيثارِي.
.....................
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.


رد مع اقتباس