عرض مشاركة واحدة
قديم 2018/06/04, 02:54 PM   #1
السيد امير الاعرجي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 5125
تاريخ التسجيل: 2017/03/23
المشاركات: 28
السيد امير الاعرجي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد امير الاعرجي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد امير الاعرجي
Man3 الصدق في حياة الانسان 3

وأبعد غوراً من الصدق القوليّ: الصدق النفسيّ بين المرء وما ينطوي عليه ضميره، وما يحمله في أعماقه من إيمان ومن مفاهيم. إنّ التوافق والانسجام الداخليّ للإنسان ركيزة جوهريّة في بناء الشخصيّة الإسلاميّة والإنسانيّة المتينة التي تنهض بتكاليفها، وترقى إلى غاياتها الكبيرة بهممها العالية. ومَن يعجز عن تحقيق هذا الانسجام الداخليّ بين الإنسان في سلوكه وعواطفه وبين قناعاته وعقيدته.. فإنّما يحكم على نفسه بازدواجيّة أشدّ بؤساً، وأدعى للبعد عن جادّة الصراط.. إلاّ أن يشاء الله ربّ العالمين، فينتشل الإنسانَ حينئذ من الوضع المُوحل الذي يغرق فيه

والارتباط بين الصدق القوليّ والعمليّ والاعتقاديّ هو ـ في الرؤية الإسلاميّة ـ ارتباط وثيق نابع من طبيعة الإسلام نفسه.. التي تنبع هي كذلك من طبيعة العلاقة التي يريدها الله تبارك وتعالى: بين الإنسان، وبين العالم الرحيب، وبين الله عزّوجلّ خالق كلّ شيء، وربّ كلّ شيء، والذي إليه يعود كلّ شيء، وهو العزيز الحكيم

والانسجام ـ لدى الصادقين والصادقات ـ يشمل القول والعمل، وينتظم الظاهرَ والباطن. إنّه الاستقامة في الأقوال والأفعال والأحوال

ومظاهر حياة الصادقين والصادقات في أنفسهم وفي بيئاتهم هي مظاهر متعدّدة متكثّرة. بَيْد أن هذا التعدّد وهذا التكثّر يرجعان إلى حقيقة واحدة، هي حقيقة الذات الصادقة؛ ففيها ـ كما في الكون الفسيح ـ تلحظ الوحدةَ من خلال الكثرة، والتفرّد من خلال التعدّد. والكون كلّه ـ بتعدّد مظاهره ـ يقوم على الوحدة والتوحيد، ذلك أنّه صادر من الواحد الأحد قُل هو الله أحد. اللهُ الصمد. لم يَلد ولم يولَد. ولم يكن له كفواً أحد

والصادقون والصادقات يمثّلون درجة من درجات الصلة اليقِظة بالله الحيّ القيّوم. وهي درجة عالية رفيعة: رفيعة في مستوى التغيّر الذي طرأ في داخل الإنسان، فنوّره.. وأوقد فيه الجذوة، فصدق في الوعي وصدق في العمل. ورفيعة في مستوى القرب من الله عزّوجلّ والزُّلفى لديه. إنّهم ـ إذَن ـ أمّة من الناس آمنوا، وارتقَوا في الإيمان، فصدقوا واستمرّوا في صراط الصدق لا ينحرفون ولا ينكفئون مِن المؤمنين رجال صَدَقوا ما عاهدوا الله عليه: فمنهم مَن قضى نَحبَه، ومنهم مَن ينتظر.. وما بدّلوا تبديلا

والله تبارك وتعالى يدعو المؤمنين ألاّ يَقنعوا من الإيمان بدرجاتهم التي هم عليها ولو شاء اللهُ لَجعلكم امّة واحدة، ولكنْ لِيبلُوَكم في ما آتاكم، فاستَبِقوا الخيرات إنّهم مدعوّون ببيان الله جلّ وعلا إلى المزيد من الجهد والمزيد من القصد ومن المعاناة للدخول في دائرة الصدق والالتحاق بالصادقين

يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله، وكونوا مع الصادقين .. يتبع


hgw]r td pdhm hghkshk 3 hgw]r



رد مع اقتباس