16- وقال الشيخ عبد الحسين الأعسم ينتدب الحجة المهدي(ع):
نرى يـــــدك ابتـــــلت بقائمة العـــضب***فحـــــتام حتـــــام انتــــــظارك بالضرب
أطــــلت النوى فاستأمنت مكرك العدى***وطـــــالت عـــــلينا فيـك ألسنة النصب
إلام لنـــــا في كـــــل يـــــوم شكـــــايـة***تعـــــج بهـــــا الأصـوات بحا من الندب
هلـــــم فقـــــد ضاقــــت بنا سعة الفضا***مـــــن الضيـــم والأعداء آمنة السرب
ونيـــــت وعهـــــدي أن عــزمك لا يني***ولكنـــــما قـــــد يـــــربض الليث للوثب
أحاشيك من غض الجفون على القذى***وأن تملأ العينين نـــــوما عـــلى الغلب
متـــــى ينجـــلي ليل النوى عن صبيحة***نـــرى الشمس فيها طالعتنا من الغرب
فدينـــــاك أدركنـــــا فـــــإن قلـــــوبــــنا***تلظـــــى إلـــــى سلســال منهلك العذب
قـــــد العــــزم واستنقذ تراتك من عدى***تباغـــــت عليكم بالتمادي على الغصب
خلافـــــة حـــــق خـــــصكم بســــريرها***نبـــــي الهـــدى عن جبرائيل عن الرب
أديلـــــت إليـــــكم قائـــــما بعـــــد قــائم***وندبـــــا لـــــه تلقـــى المقاليد عن ندب
ومـــــا أمـــــرت أفـــــلاكها باستــــدارة***عـــــلى الأفـق إلا درن منكم على قطب
17- وفي ذكر مولود الإمام المهدي عليه السلام قال السيد حيدر الحلي:
بشرى فمولـــــد صاحــب الأمر***أهـــــدي إليــــك طرائف البشر
وبطـــلعـــــة منـــــه مباركـــــة***حـــــي بوجهـــــك طلعـــة البدر
وكســـــاك أفخـــر خلعة مكثت***زمنـــــا تنمقـــــها يـــــد الفخـــر
هي من طراز الوحي لا نزعت***عن عــطف مجدك آخر العـــمر
وإليك ناعمة الهبـوب ســــرت***قدسيـــة النفحـــــات والنشـــــر
فحبتك عطرا ذاكيـــــا وســوى***أرج النـــــبوة ليـــــس من عطر
الآن أضحـــــى الــدين مبتهجا***وفم الإمامـــــة باســـــم الثغـــر
وتباشرت أهل السمـــــاء بمن***حفت به البشـــــرى إلى الحشر
فرحت بمن لولاه مــا حبـــــيت***شرف التـــــنزل ليـــــلة القـــــد
ولما أتـــــت فيـــــه مسلمـــــة***بالأمـــــر حـــــتى مطــلع الفجر
لله مـــــولــــده ففيـــــه غـــــدا***الإسلام يخـــــطر أيـــــما خــطر
هو مولـــــد قـــــال الإلــــه به***كـــــرما لعـــــينك بالهــــنا قري
18- وقال أيضا:
هــــي دار غــــيبته فحــــي قبابها***والثــــم بأجــــفان العـــيون ترابها
بذلــــت لزائرها ولو كشف الغطا***لــــرأيت أمــــلاك السما حجــــابها
ولـــو النجوم الزهر تملك أمرها***لهــــوت تقبــــل دهــــرها أعـتـابها
سعــــدت(بمنتظر) القيام ومن به***عقــــدت عيــــون رجـــائه أهدابها
وسمــــت عـلى أم السما بمواثل***وأبــــيك ما حــوت السما أضرابها
بضــــرائح حجبــــت(أبـاه وجده)***وبغــــيبة ضــــربت عـلــيه حجابها
دار مقــــدسة وخــــير(أئمــــة) ***فتــــح الإلــــه بهــــم إليــــه بابــها
لهــــم علــى الكرسي قبة سؤدد***عقــــد الإلــــه بعــــرشه أطـنـــابها
كانــوا أظــــلة عــــرشه وبديـنه***هبطــــوا لدائــــرة غــــدوا أقطابها
صدعـوا عن الرب الجليل بأمره***فغــــدوا لكــــل فضيلــــة أربابـــها
فهــــدوا بني الألباب لكن حيروا***بظهــــور بعــــض كمالــهم ألبابها
لا غـرو إن طابت أرومة مجدها***فنمــــت بأكــــرم مغـــرس أكيابها
19- وقال الشيخ علي الصحاف يستنهض الإمام المهدي عليه السلام:
ما بــــال ثارك عن مثارك نازح***ولكــم شجاه من الصبابة صادح
وإلى م لــــم تنهض بــه متظلما***والسـيف في كف انتضارك لائح
وشباه يقذف بالشواظ إذا انجلى***كالصبــــح إلا أنــــه هــــو ذابـح
يا من له الشرف الذي لا يرتقى***مــن دونه انحط السماك الرامح
هــــلا دريت بــــأن أوج قبــابكم***هدمت وقوض من علاها الصالح
وشــــرائع الإيمان غـير حكمها***مــــع محــــكم القرآن جل الفادح
فلئن تطل في الغيب غيبتك الـتي***كبــــرت وأنـــت بها خفي واضح
فالحق ما في الدار غيرك مطلبا***للطالبــــيـن له يــــد ومنــــائــــح
حتى م هذا النوى ابن العسكري***فمتى يلــــوح لــك اللواء اللائح
ضاق الخناق أبا الفتوح فلم نجد***إلاك فـاتحها فأنــــت الــــفاتــــح
أو لم تهجك من الحوادث أسهم***لم يخــــط عـن أوتارها لك سانح
حتى فرت من جسم جدك مهجة***بصفاحها, الله كيــــف تصــــافـح
20- وقال السيد جعفر الحلي ينتدب الإمام المهدي عليه السلام ويستنهضه:
يا قمر التــــم إلــــى م الســـــرار***ذاب محبــــوك مــــن الانــــتـــظار
لنــــا قلــــوب لــــك مشتـــــاقــــة***كالنبــــت إذ يشتــاق صوب القطار
فـيــــا قــــريبا شفــــنــــا هجــــره***والهجر صعــــب من قريب المزار
دجــــى ظــــلام الغــــي فلتجـــــله***يا مــــرشد النــــاس بــذات الفقار
يستــــنصر الــــدين ولا نــــاصــر***وليــــس إلا بــــكــم الانــــتصــــار
متــــى نــــرى بيــــضك مشحـوذة***كالمــــاء صــــافي لونها وهي نار
متــــى نــــرى خــــيلك مـوسومة*** بالنصــــر تعــــدو فتــــثير الغــبار
متــــى نــــرى الأعـــلام منشورة***عــــلى كــــماة لــــم تسـعها القفار
متــــى نــــرى وجهــــك ما بـــيننا***كالشمس ضاءت بعد طول استتار
متى نرى غــــلب بــــني غــــالب***يدعــــون للحــــرب البــــدار البدار
كــــل يرى مقــــتعــــدا مـــهــــره***لايســــأل الصــــاحب أيــــن المغار
أولئــــك الأكــــفاء أرجــــو بهــم***إن لا يــــفوت الهــــاشميــــين ثــار
21- وقال أيضا:
فمتى يا مدرك الثــــــار ويـــــا***خـــــلف الأبرار يا غيث البلاد
قرحــــــت حاء الــوحى أكبادنا***وهـــي لم تنقع لنا غلة صادي
فمتــــــى تطــــــلع فيـــنا شزبا***كالقــــطاميات تومي بالهوادي
فــــــوقها مــــــن آل فهـر فتية***يــردون الحرب كالأسد الوراد
يطـربون الخيل في ذكر الوغى***فهـــــي تنزو فيهم نزو الجراد
كــــــل مفتــــــول ذراع قـــــــده***يحــوج السيف إلى طول نجاد
مــــــن رآه ورأى البــــــدر معا***قــــــال فيــــــه بحلول واتحاد
أتــــــراهم لا نبــــــت أسيــافهم***يــــــدركون الثار من آل زياد
غــــــادروا بالطــــف أشلاءهم***تتعــادى فوقه الخيل العوادي
ونســــــاهم تقـــــطع البيد على***هــــزل الأجمال من واد لواد
وإذا مــــــروا بهــــــا فـــي بلدة***ذهبــــــوا فيهن من ناد لنادي
لعــــــنة الله عــــــلى ظـــالمهم***لعــــــنة تبـــقي إلى نوم التناد
22- وقال الشيخ محمد حسن الجواهري:
أبــــــــا صالح كلــــت الألسن***وقـــد شخصت نحوك الأعين
تعــــــــج إلنــــك وأنت العليم***فيــــــــما نســــــــر وما نعلن
أتغضي وقد عز أنف الضلال***وأنـــف الــرشاد لــــه مذعن
ويملك أمر الهــــــــدى كافـر***فيغـــــــدو في حكمه المؤمن
وأهـــــــل التقى لم تجد مأمنا***وأهـل الشقى ضمها المأمن
فهــــــــذي البقـية من معشر***قديمــــــــا لكـم بغيهم أعلنوا
هــــم القوم قد غصبوا فيئكم***وغيــــــــركم منــه قد أمكنوا
أزاحــــــــوكم عــــن مقام به***برغـــم الهدى شرهم أمكنوا
أفـــي الله يظعن عنه الوصي***وشــــــــر دعــــــي به يقطن
تــــداعوا لنقض عهود الألى***أســـــروا النفاق ولم يؤمنوا
23- وقال السيد صالح الحلي يستنهض الإمام المهدي علنه السلام:
يا مـــــدرك الثـــار البدار البدار***شن عـــلى حرب عداك المغار
وات بهــــــــا شعـــواء مرهوبة***تبدو فقــــــد طال علينا السرار
ما خلت قبــــــل اليوم من هاشم***دماؤهــــــــا تذهــب منها جبار
يا غيــــــــرة الله أمـــــــا آن أن***تغيـــــــر أعداءك فالصبر عار
يا صاحب العصر أترضى رحى***عصــارة الخـــــــمر علينا تدار
فاشحــذ شبا عضبك واستأصل***الكــــــــفر بـــه قبلا صغرا كبار
عجــــل فدتك النفس واشف به***مــــن غيض أعداك قلوبا حرار
قد ذهـــــب العدل وركن الهدى***قــد هد والجور على الدين جار
أغــــــــث رعاك الله من ناصر***رعيــــــــة ضـــاق عليها القفار
فهاك قلتــــــــها قلـــوب الورى***وتشـــرع السمر وتحيي الذمار
في فئــــــــة لهـــــا التقى شيمة***ويا لثــــــارات الحسين الشعار
كأنــــــــما المــــــــوت لها غادة***والعـــمر مهر والرؤوس النثار
24- وقال الشيخ محمد جواد البلاغي في الرد على القصيدة التي جاءت من بغداد:
أطلعت الهوى فيهم فعصاني الصبر***فهــــــا أنا لي فيــــــه نهـي ولا أمر
أنســــــت بهم سهل القفار ووعرها***فـــــما راعني منهن سهل ولا وعر
أخــــــا سفــــــر سيان أغتنم اسرى***مــن الليل تغليسا إذا عرس السفر
بــــــذا ملــــــة ما انكرت ألم الجوى***ومـا صدها عن قصدها مهمه قفر
يضيــــــق بهـــــا صدر الفضا فكأنها***بصدر مذيـــع عي عن كتمه السر
تحــــــن إذا ذكــرتها بديــــــارهــــــم***حنين مشــــوق هاج لوعته الذكر
وشمــــــلاله أعــــــديتها بصبــــابتي***إذا هـــــاجها شوق الديار فلا نكر
أروح وقلبــــــي للواعـــــج والجوى***مباح وأجفاني عليها الكرى حجر
وأحمــــــل أوزار الغــــــرام كـــــأنه***غـــرام به ينحط عن كاهلي الوزر
وكــــــم لــذ لي خلع العذار وإن يكن***لحبـــي آل المصطفى فهو لي عذر
علقــــــت بهـــــم طفلا فكانت تمائمي***مــــــودتهم لا مــــــا يقــلده النحر
ومـــازج دري حبــــــهم يوم ساغ لي***ولو لا مزاج الحب ما ساغ لي در
__________________________
1 - طبع بالمطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ـ سنة 1339.
2 - أنوار البدرين: 350.
3 - أنوار البدرين: 272.
4 - رياض المدح والرثاء: 391.
5 - أدب الطف: 8 / 186.
6 - أدب الطف: 8 / 289.
7 - أدب الطف: 8 / 312.
8 - أدب الطف: 9 / 310.
9 - أدب الطف: 9 / 189.
10 - أدب الطف: 10 / 224.
11 - الغدير: 6 / 378.
12 - النوى: البعد.
13 - أعيان الشيعة: 7 / 455.