خطبٌ ألمَّ بركن الدين فانهارا * أورى الغداةَ بقلب المصطفى نارا
فأيُّ حادثة في الدين قد وقعت * فألبسته من الاشجان أطمارا
كرّت وقد شمّرت عن ساقها فرمت * فجدّلت بطلاً في الحرب كرارا
هذي المحاريب أين القائمون بها * والليلُ مرخ من الظلماء استارا
جار الزمانُ عليهم كم بهم ملا الـ * ـدنيا مصاباً وكم أخلى لهم دارا
هذي منازلهم بعد الانيس فلا * ترى بها غير وحش القفر زوّارا
أضحى المؤمل للجدوى يجيلُ بها * طرفاً وليس يرى في الدار ديّارا
بالله يا راكباً حرفاً معوّدةً * طيَّ السباسبِ أنجاداً وأغوارا
يمم بها بمنى من غالب فئةً * وجوهها سطعت في الليل أقمارا
مطعامة الجدب إن كفٌّ به بخلت * وأُسرةُ الحرب إن نقعٌ لها ثارا
فأيُّ طود هدىً من مجدكم مارا * وأيُّ بحر ندىً من جودكم غارا
هذا عليٌّ أمير المؤمنينَ لقىً * مضرجاً بدم من رأسه فارا
قد حجّب الخسفُ بدراً منه مكتملاً * وغيّض الحتفُ بحراً منه تيارا
أودى ومن حوله للمسلمين ترى * من دهشة الخطب إقبالاً وإدبارا
وافتْ اليه بنوه الغرُّ مسفرةً * عن أوجه تملا الظلماء أنوارا
تدعوه والعين عبرى تستهلُّ دماً * والحزن أجّج في أحشائها نارا
يا نيّراً غاب عن أفق الهدى فأرى * أفق الهدى لا يرى للصبح اسفارا
أبكيك في الجدب مطعاماً سواغبها * وفي لظى الحرب مقداماً ومغوارا
فلا أرى بعد حامي الجار من أحد * يجيرنا من صروف الدهر لو جارا
فلا بدا بعده بدرٌ ولا طلعت * شمسٌ ولا فلكٌ في أفقها دارا
كاتب الموضوع : زهرة الفردوس المنتدى : منتـدى الصوتيات والمرئيات
o'fR Hgl~Q fv;k hg]dk thkihvh hg]dk fv;k o'fR