الموضوع: المدد الغيبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/09/21, 09:27 PM   #1
هو الحق

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1252
تاريخ التسجيل: 2013/03/20
الدولة: حيثُ النور
المشاركات: 9,751
هو الحق غير متواجد حالياً
المستوى : هو الحق will become famous soon enough




عرض البوم صور هو الحق
افتراضي المدد الغيبي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد


أمدَّت كربلاءُ مسيرةَ الإسلام بدعامةِ استقامةِ الدين وهي التضحية. وبرز الإمام الحسينالمدد الغيبي مُعلِّماً ومربِّياً للأجيال للدفاع عن الحق والعدل مهما كان الثمن. وحيث لا يمكن إعلاء كلمة الدين من دون الجهاد، فقد غدا المدد الغيبي صفةً ملازمةً للسائرين المخلصين على هذه الطريق. وبما أنَّ العدل العالمي لا يتم إلاَّ على يد الإمام المهدي(عج)، فقد توجهت الأفئدة إليه منتظرةً إياه. ولما كانت أهدافه لا تتحقَّق إلاَّ بالثُّلَّة المجاهدة المستعدة للاستشهاد بين يديه، فإنَّ أنصاره هم الذين يتميزون بأعلى درجات التضحية والعطاء.‏
أنصارُ الإمام المهدي (عج) هم أنفسهم أنصارُ الإمام الحسينالمدد الغيبي. فلو كانوا في زمانه لكانوا معه. وهم ينتظرون الفرج ليترجموا استعدادهم لأنْ يكونوا بكامل طاعتهم لقائم آل محمد(عج). إنَّنا نتلمس أثر عاشوراء في بناء أنصار الإمام المهدي(عج) من خلال أمور كثيرة، أبرزها أربعة:‏
* التضحية طريقُ الفوز‏
عاشوراء تضحية. ولكنَّها طريقٌ للفوز، فهي خلاصةُ العطاء بأبرز معانيه ببذل النفس قربةً إلى الله تعالى. وعلى الرغم من كلّ الآلام وعظيم المأساة، فإنَّ رقي الهدف يستحق هذا المستوى من العطاء. علَّمتنا عاشوراء أن نُعطي من دون البحث عن أي بدلٍٍ دنيوي. وشحنت نفوسنا بالمدد الغيبي الذي يتجاوز كلّ مدد. وهي البابُ الممهِّدُ لسيادة العدل الإلهي على الأرض. عاشوراء ممتدةٌ في الأهل والأصحاب. وكلُّ واحدٍ منهم نموذجٌ مضيء في طريق ذات الشوكة. وهل يخفى البيرق الزينبي في إشعاعاته للأجيال، مرشداً وهادياً إلى البطولة والتضحية، بقناعة لا يزلزلها شيء، وثقةٍ بالنصر الأكيد؟ أليست زينبالمدد الغيبي في مسار حزب الله؟ فإنَّ حزب الله هم المفلحون. كلماتُ زينبالمدد الغيبي تتجاوز المحنة إلى الانتصار، والحدثَ إلى المستقبل، وتعلن النتيجة واضحة: فاز حزب الله وخسر حزب الشيطان. وتأسَّس البناء ليتابع أنصار المهدي(عج) على خطى التضحية والعطاء.‏
قالت زينب المدد الغيبي في خطابها لأهل الكوفة: «يا أهل الكوفة, سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه, وسبيتم نساءه ونكبتموه, ويلكم أتدرون أي دواهٍ دهتكم, وأي وزرٍ على ظهوركم حملتم, وأي كريمةٍ أصبتموها, وأي أموالٍ انتهبتموها؟ قتلتم خير رجالاتٍ بعد النبي المدد الغيبي, ألا إن حزب الله هم الفائزون, وحزب الشيطان هم الخاسرون»(1).
* البناءُ الجهادي دعامةُ الإسلام‏
ركَّز الإسلام على الجهاد، حيث لا يمكن حماية الحق وجماعته إلاَّ بالقتال والدفاع، وحيث تُقْفَلُ الأبواب أمام الحوار والدليل. وقد صبر المسلمون ثلاثة عشر عاماً في مكة المكرمة من دون قتال، وتحمّلوا كل أنواع الأذى والقتل والحصار والتهجير، وقدَّموا الحكمة والموعظة الحسنة والعفو ومساعدة المحتاجين ونصرة المظلومين، لكنْ لكل أمرٍ حدود، فأذن الله للمؤمنين بالقتال في المدينة المنورة دفاعاً عن أنفسهم وقناعاتهم وإيمانهم: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ** (الحج: 39).‏
وعلى المؤمنين أن يكونوا مستعدين وجاهزين للمواجهة مع الباطل، فالله تعالى يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ{ (الأنفال: 60).‏
مع ما تتطلبه المواجهة من تضحيات وشهادة. فمن حق المؤمن أن ينتصر لدينه، وأن يقيم العدل على الأرض، وأن يسعى للصلاح والاستقامة على طريق الهدى، بل هو واجب على كل إنسان أن يهتدي إلى هذا الطريق المستقيم. وهذا ما يعمل له أنصار الإمام المهدي (عج)، فهم المخلصون، المؤمنون بالله حقاً وصدقاً، والمؤمنون بولاية محمد المدد الغيبي وآل محمد المدد الغيبي، وعليهم أن يدافعوا عن إيمانهم مهما بلغت التضحيات.‏
عن أمير المؤمنين عليالمدد الغيبي: «التاسع من ولدك يا حسين، هو القائم بالحق، المظهر للدين، والباسط للعدل.‏قال الحسينالمدد الغيبي: فقلت له: يا أمير المؤمنين، وإنَّ ذلك لكائن؟‏
فقال عليالمدد الغيبي: إي والذي بعث محمداً المدد الغيبي بالنبوة، واصطفاه على جميع البرية، ولكنْ، بعد غيبةٍ وحيرة، فلا يثبت فيها على دينه إلاَّ المخلصون، المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ الله عزَّ وجل ميثاقهم بولايتنا، وكتب في قلوبهم الإيمان، وأيَّدهم بروحٍ منه» (2).‏
* ترابط السلسلة الطاهرة‏
إنَّها سلسلة طاهرة مترابطة، أوَّلها محمد المدد الغيبي، وأوسطها محمد المدد الغيبي، وآخرها محمد المدد الغيبي، أحَدَ عشر إماماً بين مقتولٍ بالسم أو بالسيف، يواجهون المنكر بصُوَرِه المختلفة، ويصمدون متحمِّلين كل التبعات، ولا يمكن الفصل بينهم، يمهدون بعطاءاتهم للإمام الثاني عشر المهدي المنتظر(عج).‏
أخبرنا النبي المدد الغيبي أن القوم يقتلون الإمام الحسين المدد الغيبي ويقتلون وُلْدَه، ولكنَّ الفرج قادم على يد القائم (عج)، فعاشوراء مسارٌ يوصل إلى المهدي (عج). قال المدد الغيبي: «أخبرني جبرئيل المدد الغيبي أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه، ويقاتلونه ويقتلون وُلْدَه، ويظلمونهم بعده. وأخبرني جبرئيل المدد الغيبي عن الله عزَّ وجلَّ أن ذلك يزول إذا قام قائمهم، وعَلَتْ كلمتهم، واجتمعت الأمة على محبتهم» (3).‏
* الحسينالمدد الغيبي قدوة‏
الحسينالمدد الغيبي سيد شباب أهل الجنة. فهو قدوة الأحرار، يتعلَّمون منه، ويهتدون بسلوكه وعطاءاته. فقد تحرّك ضد الجور، محطِّماً صمت الخانعين، متحمِّلاً ثمن الموقف. وقد خطب المدد الغيبي في جماعة الحرّ الرّياحي عندما وصل إلى «البيضة» (7) مبيِّناً تكليف القوم: «أيها الناس، إن رسول الله المدد الغيبي قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحُرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول اللهالمدد الغيبي، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيِّر بفعلٍ ولا قول، كان حقاً على الله أن يُدخله مدخله»(4).‏
إنَّ أنصار الإمام الحسين المدد الغيبي هم أنصار الإمام المهدي(عج)، فالدرب واحد، والشهادة طريق، والعدل نتيجة، والهدف: رضوان الله تعالى.‏
الهوامش:‏
(1) ابن نما الحلي, مثير الأحزان, ص: 69.‏
(2) الشيخ الصدوق، كمال الدين، ص: 304.‏
(3) الشيخ الطوسي, الأمالي, ص: 351.‏
(4) تاريخ الطبري, ج 4, ص: 304.‏



hgl]] hgydfd



توقيع : هو الحق
التصميم الذي يجمع بين المرقد الحسيني والعباسي في صحن واحد


[IMG]https://s*******-b-fra.xx.fbcdn.net/hphotos-xfp1/t1.0-9/10593107_1465704047024492_7233589183563280198_n.jp g[/IMG]

رد مع اقتباس