عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/17, 03:48 PM   #6
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: رواية أهل السنة بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يرقص بأكمامه؟
أود أن أسأل : هل توجد رواية في كتب الحديث لدى العامة تقول:بأن رسول الله يرقص بأكمامه حين دخوله للمدينة و حين غناء النساء و الصبيان بـ : (( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع )) ؟.
الجواب:
نعم, قد جائت هذه العبارة ( الرقص بالأكمام ) في نقل العلامة الحلي (ره) عن أهل السنة (دلائل الصدق 1/621 ـ 622 , دار العلم , القاهرة). والذي يؤيد هذا الموضوع في المقام: هو أن الفضل بن روزبهان ـ وهو من أعلام العامة ـ وفي مجال نقضه كلام العلامة , لم يرد هذا المطلب, الأمر الذي يورث الاطمئنان في النفس بأن الحديث كان موجوداً في بعض مصادر أهل السنة, وإن حذفته بعض الأيادي الأثيمة دفاعاً عن مذهبهم.

تعليق على الجواب (1)
تعقيبا على قولكم إن النبي يرقص باكمامه..وتدعون إنه تم حذفه..اقول..ليس من ديدن أهل السنة حذف شيئا اذا كان صحيحا..أما زعمكم بأن ذاك الشخص ذكر ذلك في كتابه..فعلى الاقل..كان ذهبتم للمصدر الذي نقله منه..أما التدليس فهو ديدن الذي يحذفون النصوص..ومن يطلع على كتاب الغيبة على موقعكم يجد كم صفحه ملغية
الجواب:
قبل أن نوضح ما أشكل عليك, نود أن تراجع كلام العلاّمة الحلي بتمامه في كتاب دلائل الصدق الذي ورد من ضمنه دعواه بوجود حديث عند أهل السنّة ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه يرقص باكمامه على صفحتنا تحت عنوان (المكتبة العقائدية /رد الشبهات / دلائل الصدق الجزء الرابع الصفحة 74 – 75). وتقرأ جواب الفضل بن روزبهان عليه في الصفحة التي بعدها (76).
فتلاحظ جلياً أن الفضل بن روزبهان مع أنه كان في مقام الرد بكل ما يستطيع لم يعترض على نسبة هذه الرواية لأهل السنّة ولا قال أنها لم تروَ أو كذب أو رويت بسند ضعيف ولا نلتزم بها وما شاكل ذلك.
وعليه نقول: أنا عندما رجحنا وجود مثل هذه الرواية ثم حذفها لم يكن ادعاءاً مجرداً بلا قرينة واعتماداً على قول العلاّمة (وهو كاف عندنا) فقط , وإنّما كان الترجيح تبعاً لعدم اعتراض الفضل على نسبة مثل هذه الرواية لهم وأن كل من يقرأ كلامهما معاً - أي الدليل للعلاّمة والرد لفضل بن روزبهان - يصل إلى نفس النتيجة لو كان محايداً منصفاً,حينما لا يجد مع أنا لا نجد مثل هذه الرواية فيما بين أيدينا من الكتب.مع أن هناك شواهد تدعم ما نقول منها ما رواه الترمذي في باب فضائل عمر بن الخطاب ح 3690, وأحمد بن حنبل في مسنده في أحاديث بريدة ح 23039 , ومنها ما رواه أبو يعلى في مسنده عن ثابت عن أنس ح 3409.
وهناك تنبيه يتعلق بالموضوع بالجملة وهو أنك إذا راجعت كلام العلاّمة الحلي تجده في صدد اثبات دعوى مفادها أن أهل السنّة قد نسبوا كثيراً من النقص إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الجزء الرابع الصفحة 64) وأخذ يورد الشواهد على ذلك ومنها هذا الحديث الذي ذكره أي أن هذا الحديث شاهد من الشواهد ودليل من أدلة كثيرة على مدعاه, وهو قرينة أخرى على قبول قوله, فإنه لم يأتِ به متفرداً كدليل أوحدي على مدعاه وإنّما جاء به من ضمن أدلة أخرى ثابتة النسبة إلى أهل السنّة.
وتنبيهنا :هو أنه لم يأتِ بما نسبه إلى أهل السنّة في هذا الحديث كمدعىًً برأسه وإنّما جاء به من ضمن أدلته وشواهده على مدعاه وهو نسبة النقص إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم – أعوذ بالله – من قبل أهل السنّة, فلو فرضنا أن ما قاله ونسبه لم يثبت , فإنه لا يؤثر على أصل مدعاه بعد أن ثبتت أدلته وشواهده الأخرى, فما ترومه من اشكالك من نسبة التدليس فيها حتى لو ثبت لا يفيدك في رد أصل الدعوى, فتأمل.
وملاحظة أخيرة: وهي أنك لو رجعت إلى جوابنا على الصفحة والذي اعترضت عليه لا تجده يخرج عن هذا التفصيل وهو ترجيح قول العلاّمة بما نسبه إلى أهل السنّة من خلال سكوت الفضل بن روزبهان عليه وعدم تكذيبه. فلاحظ.
أما بخصوص تحريف أهل السنّة فراجع كتاب (التحريفات والتصرفات في كتب السنّة) للعلاّمة الميلاني على صفحتنا (المكتبة العقائدية).

تعليق على الجواب (2)
تقيم الحجة علي بحوار لا نعرف اساسه ولا وقائعه..ومع شخص...صوفي؟
الله المستعـان وتريد أن تلزم أهل السنة والجماعه بقول((اذا كان هذا حدث))بقول وحوار شخص صوفي..يأخذ بالضعيف ايضا...سبحان الله
واعقب ايضا..سكوت الصوفي عن الرد..ليس دليلا على اثبات الأمر...لعله جاهل..وهو كذلك..لأنني قرأت ايضا بالجزء السادس من نفس الكتاب حول ضرب سيدنا موسى عليه السلام لملك الموت..رأيت رده((إن كان صحيحا هذا رده))فهو جاهل...لأن ملك الموت عندما جاء لسيدنا موسى..جاءه على شكل آدمي كما جاءت الملائكة لسيدنا ابراهيم عليه السلام.. يعني هو لم يعرف إنه ملك الموت..وطبعا من يأتيني يقول سآخذ
عمرك ((سافهما طبيعيا إنه سيقتلني))وطبيعة سيدنا موسى إنه قوي البنية حاد الطبع..وموقفه من لكزه للمصري وقتله..أكبر دليل على حدته وتسرعه وقوته فإذا كان هذا الصوفي لا يعرف يرد..نقول..ابحثوا عن شخص يعرف كيف يرد..ونحن متواجدين ونرد وبالادله والبراهين...ولكن لا تقيم علي الحجة بصوفي قبوري..وانتم تعلمون ماذا حدث للصوفيين في عهد المجلسي أما احالتك لي لمراجعة كتب الميلاني..
اقول: أنا لا أقرأ لشخص يقول إنه يعتقد بأن هناك بعض آيات القرآن ليست في مكـانها..وعندما سألنا اتباعه لكي ينقلوا السؤال إليه وهو السؤال التالي..فأين مكان تلك الآيات..؟؟لم نجد جوابا فكيف تريد مني أن اقرأ لشخص يطعن بكتاب الله ويقول ذلك القول وهو موجود في كتابه بعنوان عدم تحريف القرآن
الله المستعـان
الجواب:
1- اننا لم نقم الحجة عليك في شيء من هذا الموضوع وانما هو سؤال وجه الينا من قبل احد الاخوة فاجبناه عن اصل الموضوع وفي أي كتاب ذكر، وانت عندما علقت عليه فهذا شأنك ونحن وضحنا لك ما يتعلق به قدر الامكان.
وهل تظن أننا نقيم الحجة اللازمة على اهل السنة أو على الوهابية بمثل هذا، أو تظن أننا عندما نريد أن نبطل ما يعتقد به مخالفونا نستدل بمثل هكذا استدلال. يا أخي هذا الذي ورد، أولاً ليس دليلاً مستقلاً وانما هو جزء من دليل بل مؤيد للديل.
وثانياً: أصل المطلب كان في بيان سلوك فرقة من المسلمين هي أهل السنة اتجاه رسول الله(ص) من انتقاصه ونسبة ما يشين اليه ـ اعوذ بالله ـ وهو ليس اصلاً من اصول الدين عندهم وانما اردنا واراد العلامة بيان بعض باطلهم . وعيّنة من رواياتهم فكانك تركت اللب وتشبثت بالقشر.
2- ثم انا قد بينا لك اساس الكلام وواقعه ومن هما المتكلمان واين تجده فكيف تقول لا نعرف اساسه ولا وقائعه!!
3- نعم ان الفضل بن روزبهان صوفي ولكن لا يمكن لك أن تنكر كونه شافعي الفروع اشعري الاصول وانه عالم من علماء اهل السنة له مؤلفات كثيرة وقرأ الحديث على علماء كالسخاوي وأن من كان هكذا لا يمكن لاحد ان يصفه بالجهل إلا المكابر وان اتهامه بالأخذ بالضعيف لا يعدو تهمة تنسب الى عامة الصوفية من قبل مخالفيهم وتريد أنت أن تلصقها به شخصياً دون دليل.
ثم حتى لو كان قد اقر بضعف هذا الحديث ، فلا العلامة ولا نحن قد قلنا أن حديث الرقص بالأكمام صحيح وإنما دعوى العلامة كانت وجود الرواية فقط. فلاحظ.
وهناك شيء يبدو من ظاهر كلامك انك تنفي كون الفضل بن روز بهان من أهل السنة وتعبر (أهل السنة والجماعة) ونحن نعرف ما تقصد ولذلك بحزم أنك من الوهابية ولكن نقول لك أن مصادرة الوهابية والسلفية لاسم أهل السنة والجماعة واستأثارهم به دون الشريحة الأكثر من أهل السنة لا يعدو كونه سماجة لا يوافق عليها عوام أهل السنة فضلاً عن مراكزهم العلمية كالازهر.
ثم أن العلامة كان في عصر لم يكن للوهابية وجود اصلاً وإنما كان يتكلم مع أهل السنة بكل فرقهم وخاصة المذهب الاشعري في الأصول ونحن عندما نعبر باهل السنة لا نريد إلا ذلك وهو المصطلح الذي يشمل الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية في الفروع وكل مذاهبهم الاصولية وبالأخص الأشاعرة بل حتى المعتزلة فأهل السنة أسم شامل لكل هؤلاء وهو بالحقيقة ينطبق على كل من لا يؤمن بالإمامة الالهية ماعدا الخوارج وعندما نريد أن نعبّر عن ما تعني نقول الوهابيّة .
4- نحن لم نقل أن سكوت الفضل بن روزبهان دليل على اثبات الوجود بل قلنا أنه مؤيد وان كل باحث لو نظر الى الكلامين لوصل ألى نفس النتيجة.
5- أن نسبة الجهل الى من يعتقد بصحة رواية ملك الموت أو يفسرها بما ذكرت من التفسير أولى من نسبته الى الفضل بن روزبهان وان كان جاهلاً كما قلت.
ثم أني أراك تنسب الى نبي الله موسى (ع) أشياء نبرأ الى الله من نسبتها اليه وتجعله بغضب لغير الله حاد المزاج متسرع وهي اوصاف يبتعد عنها ادنى الشرفاء والعلماء فكيف بالانبياء ـ اعوذ بالله ـ .
وليتك قرأت رد العلامة المظفر على ما دعيت في نفس المكان الذي قرأت فيه جواب الفضل لكان احرى من ان تكتب ما كتبت,وبالمناسبة فأنه موجود في الجزء الرابع لا السادس فلا جزء سادس هناك.
6- أمّا رفضك قراءة ما أرشدناك اليه من مؤلفات الميلاني فلا أعرف لماذا؟ وما همك من عقيدته فأنت لست ملزماً بها ولكن عليك بعلمه وما كتب، وهذه البشرية منذ ان عرفت الكتابة ولحد الآن تقرأ لمن خالفها بالعقيدة وتأخذ بما تعتقده صحيحاً منه.
ولا أفهم ذلك منك الا خوفك من معرفة الحقيقة أو أن تهتز عقيدتك من الجذور مع أنك ناقضت نفسك عندما ذكرت أن قوله بخصوص ترتيب الآيات موجود في كتابه (عدم تحريف القرآن) فكيف عرفت ذلك اذا لم تقرأ كتابه ولا تقل لي أنك عرفت ذلك من غيرك فان التقليد لا يليق بالجهلاء فضلاً عن استاذ، ونحن عندما احلناك على الى كتابه كان تجنباً للتطويل والتكرار.
وبالمناسبة تستطيع أن تطلع على رأينا بترتيب آيات وسور القرآن الكريم وذلك بالرجوع إلى موقعنا على الإنترنت وتحت العنوان (الأسئلة العقائدية / القرآن الكريم ) .

تعليق على الجواب (3)
قولكم إنكم لم تقوموا بالحجة وإنه مجرد رد على أحد أخوانكم..اقول..استدلالكم لم يكن في محله وقد بينـت إنكم استشهدتم بالصوفي القبوري أمثالكم..أما قولكم أهل السنة والوهابية..ونقول أهل السنة من اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتزم بها وسار عليها..لهذا يطلق على أهل السنة بذلك الاسم..فأنظر في جميع((طرق الصوفية)) وفي عقيدتكم وحينها سترى هل اتبعتم سنة النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم أنظر إلى ما اطلقته((الوهابية)) وإلى سيرتهم ونهجهم..هل تتطابق مع سنة النبي صلى الله عليه أم زادوا عليها مثل أضافة الكثير من الادعية والعبادات الجديدة((تقربا))إلى الله..بل وجعلتوا أنتم والصوفية((اصحاب الطرق))أجر وثواب لتلك العبادات..مثال على كلامي..عندما تقولون من مارس المتعـة فله من الأجر كذا وكذا واذا اغتسل فله بعدد شعره كذا وكذا..وهكذا....أما بالنسبة للادعية التي نسبتوها للأئمة((والصوفية عندهم اوراد تسمى فتوح وخواتيم))جميع تلك الادعية فيها أجر وثواب لمن قالها..ونسيتم ادعية النبي صلى الله عليه وسلم..هل عرفـت الآن معنى أهل السنة..؟؟أتمنى ذلك....
أما قولك بأن هناك انتقاص للنبي صلى الله عليه وسلم..أقول..لو نظرت لكتبكم لرأيت الانتقاص الحقيقي..ألا يكفيكم القول بأن الرسول تزوج ابنتي الشيخين تقية..!!ألا توجد في كتبكم بأن النبي لا ينام إلا بوضع وجهه بين ثديي الزهراء..فهذا (السيد) الخميني يقول إن النبي قد فشل في إداء رسالته وإن الرساله سيكملها مهديكم..والكثير والكثير.....أما قولك بأن ذاك الصوفي هو اشعري..أعلم..إن جميع الصوفية يقولون إنهم اشعرية ثم يضيفون مذهب وبعدها يتبعون طريقة..فذاك تيجاني وذاك عدوي وهذا جيلاني ونقشبندي إلخ من الطرق الصوفية..وكل طريقة تغني على ليلاهـا..أما اذا سرنا في هذا النهج..فأقول..وأنتم لديكم الكثير من الفرق الشيعية فلديكم الزيدية والاسماعيلية والدرزية والنصيرية إلخ من الفرق وكل فرقه تغني على ليلاهـا..ولكنكم جميعا سواء الفرق الشيعية والصوفية تجتمعون على أمر واحد..زيادتكم بالدين بأن جعلتم لقبوركم((شعائر)) ونسبتموها للاسلام..فمن أين أتت تلك ((الشعائر)) المزعومة..هل أتت عن طريقة سنة النبي صلى الله عليه وسلم..؟؟أم هو كذب وأختلاق وزور وبهتان ونسب للاسلام..؟؟
أما قولك بأنني قلت إنه الصوفي جاهل..فأقول..إنك بترت كلامي ولم تكمله..فأنا قلت..إن لم يستطع أن يرد على تلك الشبهه..نعم هو جاهل..وعجيب أمركم... أما مسئلـة غضب سيدنا موسى عليه السلام..أقول سبحـان الله..ألا تقرأ القرآن..ألم يمسك أخيه هارون ألم يرمي الاحجار وفيها كلام الله ألم يضرب ذام المصري فصرعـه بمجرد نداء ذاك الذي من شيعـته لينصره..؟؟سبحان الله..وهل الغضب له دخل في ما ذكرت من صفات الانبياء والرسل..؟؟ألا يغضبون..ألا يتسرعون..ويذكرهم الله بعدهافيرجعوا ويستغفروا الله..سبحان الله..فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ومن كتبكم إنه غضب على أمرأة دخلت في
مسجد الكوفه وقالت له يا قاتل الاحبه فرد وقال لها يا سلفع يااللي بين رجليك كذا وكذا..إلخ..ماذا تسمي هذا..؟؟والنبي صلى الله عليه وسلم ايضا وكما في كتبكم وفي تفسيركم لآية البراءه..إنه غضب من قول أم المؤمنين عائشة ...(( وكما زعمتم))بأنها قالت إن ابنه ابراهيم ليس من صلبه...إلى نهاية الرواية المكذوبة..فماذا تسمي تصرف النبي صلى الله عليه وسلم فيما نسبتوه إليه..أليس بغضب..؟؟
أقول..مصيبتكم إنكم تعتبرون الرسل والانبياء ليسوا ببشر ولا يتصرفون على هذا الاساس وهذا هو الاصل فيهم..والقرآن يشهد بأنهم بشر ولا عليهم سوى التبليغ وإقامة الحجة على الناس بأن لا يعبدوا إلا الله ونشر كلمة التوحيد والتي من أجلها خلق الانسان بالاصل..ولكنكم تقولون أمر آخر..إن البشر والكون والافلاك خلقت من أجل الولاية فقط..اين دليلكم بالسند الصحيح..؟؟لا يوجد..ماذا يوجد إذا..وكما تزعمون تأويلات باطله وفاسده ولو نظرتوا جيدا في تأويلكم لعرفتم إنكم تطعنون بالله وبجميع الرسل والانبياء والرسل ورسالاتهم السماوية..حقيقة لا بد أن تعترفوا بهـا..واقول..أنتم ابدلتم اركـان الاسلام الخمسة وأهم ركن التوحيد وهي الشهادتين وابدلتموها بالولاية ولا غير الولاية وجعلتم جميع المخلوقات البشر والحجر والطيور والحيوانـات إما موالي أو معادي..وثم نقلتم التوحيد من الاركان وجعلتوها من ضمن الاصول..وعندما طالبانكم((وعبر مراسلاتي مع الكثير من مشائخكم ومراجعكم)) بأن يثبتوا لي وبالسند الصحيح رواية اركـان الاسلام..لم يجبني أحد..وهذه فرصه جيدة لي..ولعلك تجيبني بشأنها..اريد السند المتصل الصحيح في روايتكم اركـان ((بنيان)) الاسلام الموجودة في كتاب أصول الكافي..سأنتظر ردكم بهذا الشأن...وأكمل ردي وتعقيبي..أما قولك بأني رفضـت قراءة كتب الميلاني وغيرها..أعيد واقول..عندما ((قرأت كتابه)) وقوله و((((اعتقاده))))بأن القرآن ليس بذلك الترتيب..قلت...فكيف بعدها تريدني أن اقرأ من شخص هذه اعتقاده وهذا نهجه..؟؟وتتهمني بأنني أخاف الحقائق..اقول..شر البلية ما يضحك..اي حقائق وأنا أقرأ كتبكم ومصادركم..وأنتم تستشهدون بالضعيف والواهي والكاذب وتحاورون الصوفية..؟؟
لماذا لا تواجهون أهل السنة ((الوهابية بزعم اقوال جميع القبوريون)) لماذا الاصرار على اللف والدوران لما تتتضح عندكم من حقائق وبراهين وتتهربون منها وتخافون أن تواجهوا الأمر مخلصين نيتكم لله أولا ولأنفسكم ثانيا...هل تحبون أن تضلوا الناس بإصراركم على التدليس والكذب وأخذكم بالضعيف وتفسير وتأويل أحاديث أهل السنة حسب فهمكم وليس فهم أهل السنة..؟؟
وهذا ردي على زعمكم إنني أقرأ من غيري وليس من كتبكم مباشرة..اقول..رمتني بدائها وانسلت...أقول مضيفا لما سبق..وهل عندما استشهدتم برواية الرقص..كان من كتب أهل السنة أم هو نقل من اصحابكم..؟؟وهذا هو كـان أساس تعقيبي لكم..مصدر تلك الرواية وهل هي صحيحة لكي تدلسوا بها أمام الناس..على الاقل لو كنتم صادقين كنتم كتبتم تحت ذاك الموضوع..إن الرواية موجودة في كتاب كذا وإن السند صحيح أو حسن أو متفق عليه..المهم أن تذكروا صحته واقوال أهل العلم..أما رمي الكلام على عواهنه...فهذا أمر خبرناه نهجكم فيه وردي فيه بسيط رغم ذكري له بالسابق إلا إنني أعيده..لسنا نحن من يبتر ويحذف ويغير بالنصوص..واقول مذكرا إياكم..لا زلـت إلى يومنا هذا انتظر ردكم على موضوع بنات النبي صلى الله عليه وسلم..ألا يدل ذلك الأمر ايضا على ضعفكم وجهلكم بعقيدتكم..المطلوب الآن..قولكم((الشرعي))فيمن يقول إن هناك آيات قرآنية ليست بمكانها..؟؟
ألا تطالبون على الاقل من((اعتقد)) بذلك القول بأن يثبت نظريته والأهم من كل ذلك..أين موضع تلك ألايات بالضبط..؟؟أم كما يقول الميلاني بأن القرآن الصحيح ((والمرتب حسب النزول)) هو عند مهديكم..هل توافقون هذا القول..؟؟
اسئله بحاجة للرد..وبالانتظـار
الجواب:
أولاً: نحن سوف نستمر بمناداتك بالأخوة إلى أن يتأكد لدينا خروجك عن أخلاق الإنسان بتكرار شتمك لنا فنخرجك عند ذلك من أخوة الإنسانية.
ثانياً: لقد تعجبت من سرعة وصولك إلى منهج الشتم والتهريج والاتهام والخطابيات وادخال ما هو خارج عن الموضوع في الموضوع لحرفه عن مساره العلمي وهو منهج عتيد نعرفه من أغلب متصدي الوهابية وخاصة رواد الانترنيت منهم, ولكني لم أتصور وصولك إلى هذا المنهج بهذه السرعة فماذا جرى هل نضب عندك الدليل أو انغلقت أبواب الفكر والاستدلال أو سقط ما في يدك أو أحسست أن الماء يجري تحت قدميك رويداً رويداً فأردت الهروب إلى الإمام. قل لي بربك ماذا حدث؟ ألم تكن منهجي الاستدلال سمح العبارة تطالب بالدليل ولا شيء غيره وبالالزام من كتبنا أو من بداهة العقل فهذه رسائلك السابقة بعيدة كل البعد عن منهج هذه الرسالة, فماذا جرى؟
ثالثاً: لا بأس أن أذكرك بسؤالك الأول وقد جاء فيه: تعقيباً على قولكم ان النبي يرقص بأكمامه ... وتدعون أنه تم حذفه... أقول.. ليس من ديدن أهل السنّة حذف شيئاً إذا كان صحيحاً... أما زعمكم بأن ذاك الشخص ذكر ذلك في كتابه فعلى الأقل كان ذهبتم للمصدر الذي نقل منه... إلى آخر سؤالك.
فهو كما تعلم كلام في الاستدلال وصحته أو سقمه فكان جوابنا أيضاً في بيان الاستدلال وتوضيحه وتصحيحه وارجعناك إلى مصدر وأصل الكلام ورجحنا القول الذي التزمناه من خلال القرائن والشواهد.
ولكنك في سؤالك الثاني تركت الاعتراض على الاستدلال وتحولت للكلام على الحجية والالزام وقلت: وتريد أن تلزم أهل السنة والجماعة بقول (إذا كان هذا قد حدث) وبقول وحوار شخص صوفي... إلى آخر كلامك مع أن كلامنا أصلاً لم يتطرق إلى إلزام الخصم ولا إلى بيان امكان الاحتجاج, وعندما أجبناك بذلك وقلنا لك أن الأمر كان توضيحاً وبياناً للاستدلال موجهاً لأحد الاخوة (وبالمناسبة نحن نخاطب كل من يتواصل معنا بالاخوة وليس معناه أنه متفق معنا بالعقيدة أو هو من معارفنا أو أصحابنا). رجعت أنت لتقول (استدلالكم لم يكن في محله) اعادة لما بدأت به واجبناك عليه, فلماذا هذا الدوران أما أن تتكلم في صحة الاستدلال أو تتكلم انه كان موجهاً لالقاء الحجة والالزام!!
ولا بأس أن نوضح شيئاً وهو أن الالزام والقاء الحجة بأن أهل السنّة ينسبون الى النبي (ص) ما لا يليق كان من العلامة وهو الذي ذكر وجود هذا الحديث في ما ربما أطلع عليه ولم يصلنا وأن الفضل بن روزبهان لم يرد على هذه الحجة ولم يخرج من الألزام.
وأما كلامنا فكان استنتاجاً وترجيحاً من خلال مقارنة كلام العلامة مع الفضل فلا تخلط بين الأمرين.
فان رد الالزام ودحض الحجة كان يجب أن يكون من الفضل بن روزبهان بأن يكذب العلامة في نقله لهذا الحديث وليس لنا من الأمر بينهما في شيء وإنما نحن نتبع عرف أصحاب اللغة بالأخذ بالظاهر والقرائن من كل الكلام لترجيح نتيجة ما.
رابعاً: قلت (وقد بينت انكم أستشهدهم بالصوفي القبوري أمثالكم) من هنا قد بدأت بالشتم ولكن لا بأس نعفو عنك ذلك هذه المرة ولكن أود أن اُذكرك ان الظاهر من سؤالك الأول أنك تعترض علينا وعلى العلامة لوحدة العقيدة بيننا فيكون من الطبيعي انك تقف في صف من يخالفنا وهو ابن روزبهان ولكن عندما أجبناك ووضحنا لك ووجدت أن المستفاد من ظاهر كلامهما لكل منصف من أهل لغة العرب هو ما رجحنا. صببت جم غضبك واعتراضك على الفضل بن روزبهان وانه جاهل صوفي , وانه لا يصح الأخذ بكلامه لأنه يتمسك بالضعيف ولم ترد على توضيحنا بشيء ونحن ماذا يهمنا من كون مخالفنا صوفياً جاهلاً فليكن كل ذلك فيه فهو من صالحنا ونحن نعرف أن أكثر من يرد علينا هم كذلك.
ولكن أن تجمع بين الراد والمردود عليه وبين المتخالفين والمتخاصمين وتجعلهما متشابهين فهذا من أعجب العجب!!
خامسا: وأما كلامنا في اطلاق مصطلح (أهل السنة) على فئة من المسلمين سعة وضيقاً فانه كلام في سبب هذا الاطلاق أولاً وفي مصداق الفئة التي يطلق عليها هذا المصطلح عند أصحاب الفرق والمؤرخين ثانياً وليس في المعنى والمفهوم اللغوي منه.
فان من الواضح ان المقصود به هو اتباع السنة ولكن من هو المتبع للسنّة حقاً وكل فرق المسلمين تدعي ذلك, ثم أن هذا المصطلح أطلق على أي فئة من المسلمين تاريخياً وعند التصنيف للفرق.
وادعاؤك بأن هذا الاطلاق اطلق على أهل السنة لأنهم اتبعوا سنة الرسول (ص) فهو ادعاء بلا دليل وخلط بين المعني اللغوي وسبب التسمية فهل أتيت لنا بدليل من مصدر تاريخي أو مؤلف في الملل والنحل يقول ذلك وقبل أن تجيب لا بأس أن تراجع ما كتبناه على صفحتنا (الأسئلة العقائدية / أهل السنة).
وهنا أسأل هل تخرج الأشاعرة عقيدة والشافعية والحنفية والمالكية فروعاً عن أهل السنة وهل تحصرهم بالوهابية عقيدة والحنابلة فروعاً وما دليلك على ذلك.
ونحن لا ننكر أن الزيدية والإسماعيلية من فرق الشيعة ولكن أصحاب الفرق وضحوا أنهم شيعة بالمعنى العام وأما المعنى الخاص المتداول الآن والمنصرف إليه في الكلام هم الإمامية الاثنى عشرية.
فهل تريد أن تقول أن هناك فرقاً تدخل في معنى أهل السنة بشكل عام وان أهل السنة بشكل خاص هم الوهابية, فإذا كان هذا ما تعني؟ فمن أين أخذته ومن قال به؟ ثم ألا يكون هو نفس ما استنتجناه نحن من دعوى الوهابية ذلك وحصر أهل السنة بأنفسهم فقط.
وأما عدك الدرزية والنصيرية من فرق الشيعة فهو ادعاء بلا دليل ولعله مأخوذ من مؤلفي الفرق في عدهم بعض فرق الغلاة من الشيعة أو من كتب خاصة بالفرق كتبت مؤخراً في السعودية تصنّف الناس على هوى كتابها حتى أنهم يعدون حزب البعث والشيوعية من الفرق!! ثم ألم تأكد أنت ما قلنا في نهاية كلامك وحصرت أهل السنة بالوهابية فقط!!
كان هذا استطراد منا جرى به القلم وإلا فان هذا الموضوع خارج عن موضوع السؤال, هو وما ذكرت بعده من:
1- طرق الصوفية.
2- المقارنة بين الصوفية وبين عقائدنا.
3- صدق اتباع الوهابية لسنّة رسول الله (ص).
4- حكم الادعية وبعض العبارات هل هي من السنة أو لا؟
5- الكلام حول المتعة والثواب عليها.
6- سبب زواج النبي (ص) من عائشة وحفصة وهل فيه منقصة للرسول (ص)؟
7- الادعاء بنوم النبي (ص) على صدر الزهراء (ع).
8- اتهام السيد الخميني (رحمه الله) بأنه يقول أن النبي (ص) فشل في الدعوة.
9- ادعاؤك أن للقبور شعائر.
10- غضب موسى (ع) والأنبياء هل هو غضب دنيوي أو غضب لله؟
11- ما الفرق بين نظرة الشيعة ونظرة السنة للأنبياء؟
12- هل هناك أدلة عقلية ونقلية على أن الكون خلق من أجل محمد (ص) وآل بيته.
13- ماهي أركان الإسلام, وما هو المعيار في تعيين أصول الدين وما هو الفرق بينها وهل المعين لها القرآن أو الروايات أو لا هذا ولا ذاك.
14- رأي الشيعة بموضوع ترتيب سور وآيات القرآن الكريم, وماهي حقيقة القرآن المدون بخط علي (ع) وأين هو موجود الآن.
هذه كلها وغيرها أخي خارجة عن موضوع السؤال وإن كان لديك استفسارات أو اعتراضات على هذه المواضيع فما عليك إلا أن تسأل السؤال بشكل محدد ومضبوط ومشخص للموضوع في العنوان المناسب له على صفحتنا ولكن مع الرجاء أن لا تستعجل وترسلها كلها دفعة واحدة فانها تأخذ منا وقتاً طويلاً والوصول إلى الحق ولو في سؤال واحد خير من الفرق في دوامة الاشكالات وعدم الوصول لنهاية جواب على أي سؤال وعمرك وعمرنا إن شاء الله طويل.
وأرجو منك مرة أخرى أن لا تنسى نفسك , فنحن مركز علمي لا غرفة من غرف الحوار على الانترنيت , فدعنا نتراسل في مشاكلنا العلمية بهدوء واحترام متبادل.
سادسا: أنا لم أبتر كلامك بخصوص ابن رزوبهان فأنت قلت في تعليقك ما هذا نصه (سكوت الصوفي عن الرد... ليس دليلاً على اثبات الأمر.. لعله جاهل وهو كذلك.. لأنني قرأت أيضاً...) ولم تجعلها قضية شرطية كما تدّعي الآن .
ثم وان كانت القضية شرطية عندك حسب ما تقول هنا وهي (ان لم يستطع الرد فهو جاهل) وأنت تعرف أن التالي في القضية الشرطية (فهو جاهل) مترتب على تحقق المقدم وهو (إذا لم يستطع الرد) وأنت قررت في تعليقك السابق بأنه لم يستطع الرد على قضية ملك الموت مع موسي (ع) فيترتب على ذلك بانه جاهل, فكيف تقول الآن أنك لم تقل أنه جاهل وقد تحقق الشرط فتحقق المشروط.
سابعاً: إذا كنت مصرّاً على عدم قراءة كتاب الميلاني بشأن التحريفات, فارجع إلى صفحتنا تحت عنوان (الأسئلة العقائدية / الشيعة / سؤال (2) دفع التهم عنهم والتعليق عليه).
وإذا كان عندك إشكال فابعثه تحت نفس العنوان واجعله سؤالاً مستقلاً.
ثامناً: نعود ونقول لك اننا لم نستشهد برواية الرقص بالأكمام وإنما الذي استشهد بها العلامة ولم يكن منا إلا جواباً على سؤال هل توجد مثل هذه الرواية أو لا فرجحنا حذفها من خلال القرائن الموجودة في كلام العلامة وابن روزبهان , ولم نتطرق إلى الصحة والضعف أو الحكم على الرواية أصلاً.
وإذا كان ترجيحنا أنها حذفت من المصادر الآن فكيف تطلب منا مصدرها أو سندها أو حكم سندها , نعم ان لك الحق أن تناقشنا وترد علينا بما استظهرناه ورجحناه وتناقش أو ترد القرائن التي أقمناها باسلوب علمي لا نستطيع أن نرده,عند ذلك نسلم لك أن العلامة استشهد برواية غير موجودة وأن ابن رزوبهان لم ينتبه أو غفل عن الإشارة إلى ذلك وأنها لا توجد في المصادر.






السؤال: معنى قوله تعالى (لم تحرم ما أحل الله لك)
بعلمنا إن الرسول الأكرم عليه و على آله السلام معصوم فلا يحرم ولا يحلل الى من عند الله فما هو تفسيركم للأية التي تقول: بسم الله الرحمن الرحيم (( لم تحرم ما أحل الله لك .. ))

الجواب:
سؤالك عن الوجه الذي تتلاءم به الآية الأولى من سورة التحريم: (( يا أيها النبي لم تحرّم ما أحلّ الله لكَ تبتغي مرضات أزواجك... )) (التحريم:1) مع كون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوماً يقف عند أمر الله ونهيه.
أولاً: ليس المراد بالتحريم هنا أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شرع على نفسه الحرمة مقابل ما شرع الله له من الحلية فهذا ما لم يكن.. بل يعني أنّه منع على نفسه ما هو حلال له وأوجبه بالحلف. وهذا ليس تشريعاً ولا قبيحاً فان تحريم المرء ما هو حلال له بسبب من الأسباب او لغير سبب ليس حراماً ولا من جملة الذنوب.. مع أنه قد يقال لتارك النَفل لمَ لَم تفعله مع كونه نفلاً؟ وبقرينة (( تبتغي مرضاة أزواجك )) يظهر ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قام بعمل مما أحل الله له فآذاه بعض أزواجه وضيقن عليه وألجأنه بسبيل إرضائهن على ان يحلف لهن بتركه وعدم فعله بعد ذلك والمسؤولية في هذا تتوجه إليهن في الحقيقة فهن من حملنه على ما ليست لهن بحق. ويؤيد ذلك قوله تعالى: (( ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه )) (التحريم:4).
ويومئ إلى ذلك إنّ الله تعالى حين أمر نبيّه أن يتحلل من يمينه في قوله: (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم)، ختمها بقوله (( والله مولاكم وهو العليم الحكيم )) (التحريم:22) فهي تشعر بالنصرة له (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيان علم الله وحكمته التي كانت وراء أمره له.
وهذا هو الوارد في الخبر:
فقد روي: (أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في بيت حفصة في نوبتها فاستأذنته في الذهاب إلى بيت أبيها لحاجة فاذن لها فلما ذهبت أرسل إلى جاريته مارية القبطية فكانت عنده.. فلما عادت حفصة ووجدتها خاصمته قائلة: انما أذنت لي من أجل هذا، أدخلت أمَتك بيتي ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي.. أما رأيت لي حرمة وحقاً؟! فقال صلوات الله عليه: (أليس هي جاريتي قد أحل الله ذلك لي)؟ وقال لها اسكتي.. الحديث.
ويبدو ان أخريات ظاهرن حفصة ومنهن عائشة ولم يرضين حتى حلف على عدم مقاربته لمارية بعد ذلك.
وحين أنزل الله سورة التحريم ومع تكريمه له في مخاطبته بلقب النبوّة فان قوله: (لمَ تحرم) مشوب بالعتاب ولذلك فانه حين تحلل من يمينه طلق حفصة، وهجر نساءه سبعة وعشرين يوماً وسكن في مشربة أم إبراهيم (مارية القبطية) ونزلت آية التخيير له في نسائه.
وبهذا يتضح لك أنّ لا منافاة بين الخطاب في هذه الآية وبين العصمة.
ثانياً:أ- إنّ كلّ ما ورد في القرآن الكريم مما ظاهره عتاب أو لوم للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو محمول على مخالفة الأولى من حيث المصلحة الواقعية شخصية أو اجتماعية حزبية، أو سياسية، أو ما يشبه ذلك وليس على المخالفة الشرعية أو الخلقية.
ب- إنّ كثيراً مما خوطب به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن مما لا يناسب مقامه أو ما هو مفروض فيه كرسول علماً وتوحيداً وعصمةً لا يقصد به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه وإنّما الناس ولذلك ورد في الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (إنّ الله تعالى بعث نبيّه بإياكَ اعني واسمعي يا جارة، فالمخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمعنى للناس).
وذكروا في الأمثلة قوله تعالى: (( لا تدع مع الله إلهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً )) (الاسراء:39) ، وقوله تعالى: (( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين )) (الاحزاب:11) فهما مما لا يمكن ان يصدرا عنه بحكم علمه وعصمته.
وقوله تعالى على سبيل الأخبار: (( ولو تقول علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين )) (الحاقة:44ـ46) فانّ القصد فيها ان يعلم الناس أنّه لا يمكن ان يفعل ذلك لا تجويز المنقول عليه حاشاه.




السؤال: المراد في قوله تعالى (ليغفر الله لك...)
استمعت إلى خطيب المنبر وهو يتلو الآية (( إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر... ))
وقال إن معنى الذنوب هي ما اعتقدته قريش بأنه أذنب في حقها (اي ذنوب إجتماعية) فهل ما ذهب إليه صحيح؟.
الجواب:
قال العلاّمة الطباطبائي في تفسيره (الميزان 18: 251): ((المراد بالذنب ـ والله اعلم ـ التبعة السيئة التي لدعوته (صلى الله عليه وآله وسلم) عند الكفار والمشركين وهو ذنب لهم عليه كما في قول موسى لربه: (( ولهم عليَّ ذنب فأخاف ان يقتلون ))(الشعراء: 14)، وما تقدم من ذنبه هو ما كان منه (صلى الله عليه وآله) بمكة قبل الهجرة، وما تأخر من ذنبه هو ما كان منه بعد الهجرة، ومغفرته تعالى لذنبه هي ستره عليه بإبطال تبعته بإذهاب شوكتهم وهدم بنيتهم، ويؤيد ذلك ما يتلوه من قوله: (( ويتم نعمته عليك ... وينصرك الله نصراً عزيزاً )).
ثم قال الطباطبائي: للمفسرين في الآية مذاهب مختلفة أخر:
فمن ذلك: أن المراد بذنبه (ص) ما صدر عنه من المعصية ، والمراد بما تقدم منه وما تأخر ما صدر عنه قبل النبوة وبعدها، وقيل: ما صدر قبل الفتح وما صدر بعده.
وفيه أنه مبني على جواز صدور المعصية عن الانبياء (عليهم السلام) وهو خلاف ما يقطع به الكتاب والسنة والعقل من عصمتهم (عليهم السلام) على أن إشكال عدم الارتباط بين الفتح والمغفرة على حاله.
ومن ذلك: أن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر مغفرة ما وقع من معصيته وما لم يقع بمعنى الوعد بمغفرة ما سيقع منه إذا وقع لئلا يرد الإشكال بأن مغفرة ما لم يتحقق من المعصية لا معنى له. وفيه مضافاً إلى ورود ما ورد على سابقة عليه أن مغفرة ما سيقع من المعصية قبل وقوعه تلازم ارتفاع التكاليف عنه(ص) عامة، ويدفعه نص كلامه تعالى في آيات كثيرة كقوله تعالى: (( إنَّا أَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ فاعبد اللَّهَ مخلصاً لَه الدّينَ ))(الزمر:2)، وقوله: (( وَأمرت لأَن أَكونَ أَوَّلَ المسلمينَ )) (الزمر:12)، إلى غير ذلك من الآيات التي تأبى بسياقها التخصيص.
على أن من الذنوب والمعاصي مثل الشرك بالله وافتراء الكذب على الله والاستهزاء بآيات الله والإفساد في الأرض وهتك المحارم، وإطلاق مغفرة الذنوب يشملها ولا معنى لأن يبعث الله عبداً من عبادة فيأمره أن يقيم دينه على ساق ويصلح به الأرض فإذا فتح له ونصره وأظهره على ما يريد يجيز له مخالفة ما أمره وهدم ما بناه وإفساد ما أصلحه بمغفرة كل مخالفة ومعصية منه والعفو عن كل ما تقوله وافتراه على الله، وفعله تبليغ كقوله، وقد قال تعالى: (( وَلَو تَقَوَّلَ عَلَينَا بَعضَ الأَقَاويل * لَأَخَذنَا منه باليَمين * ثمَّ لَقَطَعنَا منه الوَتينَ )) (الحاقة:44-46).
ومن ذلك: قول بعضهم إن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه مغفرة ما تقدم من ذنب أبويه آدم وحواء (عليهما السلام ) ببركته (ص) والمراد بمغفرة ما تأخر منه مغفرة ذنوب أمته بدعائه.
وفيه ورود ما ورد على ما تقدم عليه.
ومن ذلك: أن الكلام في معنى التقدير وإن كان في سياق التحقيق والمعنى: ليغفر لك الله قديم ذنبك وحديثه لو كان لك ذنب.
وفيه أنه أخذ بخلاف الظاهر من غير دليل.
ومن ذلك: أن القول خارج مخرج التعظيم وحسن الخطاب والمعنى: غفر الله لك كما في قوله تعال: (( عََفا اللَّه عَنكَ لمَ أَذنتَ لَهم )) (التوبة:43).
وفيه أن العادة جرت في هذا النوع من الخطاب أن يورد بلفظ الدعاء كما قيل.
ومن ذلك: ان المراد بالذنب في حقه (ص) ترك الأولى وهو مخالفة الأوامر الإرشادية دون التمرد عن امتثال التكاليف المولوية، والأنبياء على ما هم عليه من درجات القرب يؤاخذون على ترك ما هو أولى كما يؤاخذ غيرهم على المعاصي المعروفة كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
ومن ذلك: ما ارتضاه جمع من أصحابنا من أن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر مغفرة ما تقدم من ذنوب أمته وما تأخر منها بشفاعة (ص)، ولا ضير في إضافة ذنوب أمته (ص) اليه للإتصال والسبب بينه وبين أمته.
وهذا الوجه والوجه السابق عليه سليمان عن عامة الإشكالات لكن إشكال عدم الأرتباط بين الفتح والمغفرة على حاله.
ومن ذلك: ما عن علم الهدى رحمه الله أن الذنب مصدر، والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معاً فيكون هنا مضافاً إلى المفعول، والمراد ما تقدم من ذنبهم اليك في منعهم إياك من مكة وصدّهم لك عن المسجد الحرام، ويكون معنى المغفرة على هذا الإزالة والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين أي يزيل الله تعالى ذلك عنك ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح لك من مكة فتدخلها فيما بعد.
وهذا الوجه قريب المأخذ مما قدمناه من الوجه، ولا بأس به لو لم يكن فيه بعض المخالفة لظاهرة الآية)). (انتهى)




السؤال: قوله تعالى له (واستغفر لذنبك)
ما المقصود بالاية : (( واستغفر لذنبك )) ؟
الجواب:
يقول الطباطبائي في (الميزان ج 6 ص 366): (… وكلما دق المسلك ولطف المقام ظهرت هناك خفايا من الذنوب كانت قبل تحقق هذا الظرف مغفولاً عنها لا يحس بها الإنسان المكلف بالتكاليف ولا يؤاخذ بها ولي المؤاخذة والمحاسبة.
وينتهي ذلك - فيما يعطيه البحث الدقيق - إلى الأحكام الناشئة في طرفي الحب والبغض فترى عين المبغض - وخاصة في حال الغضب - عامة الأعمال الحسنة سيئة مذمومة ويرى المحب إذا كان في الغرام واستغرق في الوله أدنى غفلة قلبية عن محبوبه ذنباً عظيماً وان اهتم بعمل الجوانح بتمام أركانه وليس إلا انّه يرى ان قيمة أعماله في سبيل الحب على قدر توجه نفسه وانجذاب قلبه إلى محبوبه فإذا انقطع عنه بغفلة قلبية فقد أعرض عن المحبوب وانقطع عن ذكره وأبطل طهارة قلبه بذلك.
حتى ان الاشتغال بضروريات الحياة من أكل وشرب ونحوهما يعد عنده من الاجرام والعصيان نظراً إلى ان أصل الفعل وان كان من الضروري الذي يضطر إليه الإنسان لكن كل واحد واحد من هذه الأفعال الاضطرارية من حيث أصله اختياري في نفسه والاشتغال به اشتغال بغير المحبوب واعراض عنه اختياراً وهو من الذنب, ولذلك نرى أهل الوله والغرام وكذا المحزون الكئيب ومن في عداد هؤلاء يستكفون عن الاشتغال بأكل أو شرب أو نحوهما.
وعلى نحو من هذا القبيل ينبغي أن يحمل ما ربما يروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله: (وانه ليران على قلبي فاستغفر الله كل يوم سبعين مرة) وعليه يمكن أن يحمل بوجه قوله تعالى: (( وَاستَغفر لذَنبكَ وَسَبّح بحَمد رَبّكَ بالعَشيّ وَالأبكَار )) (غافر:55).
وقال صاحب الميزان في تفسير سورة الفتح: (ليس المراد بالذنب في الآية هو الذنب المعروف وهو مخالفة التكليف المولوي ولا المراد بالمغفرة معناها المعروف وهو ترك العقاب على المخالفة المذكورة فالذنب في اللغة على ما يستفاد من موارد استعمالاته هو العمل الذي له تبعة سيئة كيفما كان والمغفرة هي الستر على الشيء. وأما المعنيان المذكوران المتبادلان في لفظي الذنب والمغفرة إلى أذهاننا اليوم أعني مخالف الأمر المولوي المستتبع للعقاب وترك العقاب عليها فإنما لزماها بحسب عرف المتشرعين).








السؤال: آية ( وما أصابك من سيئة..) هل تنافي عصمة النبي (صلى الله عليه وآله)؟
(( مَا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ وَأَرسَلنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا )) هل هذه الايه تفهمنا ان الرسول ليس معصوم الا في التبليغ فقط؟
الجواب:
الآية الكريمة (( مَّا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفسِكَ وَأَرسَلنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً )) (النساء:799), وامثالها من الخطابات القرآنية تحمل على المعنى المعروف في الخطاب: إياك أعني واسمعي يا جارة.
وذلك لأن ثبوت عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) في عموم أحواله (قول، فعل، تقرير) ثبتت بالدليلين العقلي والنقلي المحكم، مما لا يمكن معه الأخذ بظواهر الآيات المعارضة لذلك. فهذه الآية يفهم منها بعد الاعتقاد بعصمة النبي (صلى الله عليه وآله) الثابت بدليل قطعي هو الخطاب للعموم. دونه (صلى الله عليه وآله)، أو التأويل بما لا ينافي عصمته (صلى الله عليه وآله).





السؤال: أمره (صلى الله عليه وآله) بقتل المشركين لا يعدّ إرهاباً
لدي سؤال يحيرني ..
فقد ذكر في الصحيحين ان رسول الله (ص) كان يأمر أصحابه باغتيال أعداءه ومن يخالفه في الراي ..
ونحن نعلم اليوم ان هذا يسمى الارهاب .. فهل كان رسولنا ارهابيا أم كانت هنالك حالات خاصة ونقلوها بشكل مشوه؟

الجواب:
ينبغي التفرقة بين القتل غدراً لمن هو محارب للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) والإسلام , ولمن هو في غير هذه الحال من المخالفين للإسلام وإن كان عدواً , ومن هنا ينبغي فهم الحوادث الواردة في هذا الجانب:
فأنت تجد مثلاً أنّ أبا عفك اليهودي الذي طلب قتله النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال فيه: (من لي بهذا الخبيث) (الاصابة لابن حجر 2708) كان من المحرّضين على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ويقول فيه شعراً (إمتاع الأسماع للمقريزي 1: 121). وأيضاً قتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي عظم عليه انتصار المسلمين في بدر فأخذ يهجو النبي (صلّى الله عليه وآله) وأصحابه في شعره, وكان يشبب بنساء المسلمين (وأضاف بعض: نساء النبي (صلّى الله عليه وآله) أيضاً) حتى آذاهم, وسار إلى مكة, وحرّض على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ولم يخرج من مكة حتى أجمع أمرهم على حرب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم), وكان أبو سفيان قد سأله: أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه؟ وأيّنا أهدى في رأيك, وأقرب الى الحق: إنّا لنطعم الجزور الكوماء, ونسقي اللبن على الماء, ونطعم ما هبت الشمال؟ فقال له: أنتم أهدى منهم سبيلاً, فلما عاد إلى المدينة, قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من لي بابن الأشرف؟ فانتدب له محمد بن مسلمة. (انظر: البداية والنهاية لابن كثير 4:6, ودلائل النبوة للبيهقي 3:191).
وهكذا نجد غيرها من الحوادث التي بعث فيها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أو أمر بقتل أفراد معينين لأنّهم كانوا يشكّلون عنواناً واضحاً ومصداقاً صريحاً لـ (المحارب). وقد أفتى الفقهاء بجواز الاحتيال على المحارب لقتله لأنّ (الحرب خدعة) (انظر : التهذيب للشيخ الطوسي 10:213 ح 214 ,وتذكرة الفقهاء للعلاّمة الحلي 9:83). وهذا غير الاغتيال الذي يراد به الفتك، وهو القتل غدراً لمن هو آمن من ناحيتك, فهذا قد نهت عنه الآيات والروايات الشريفة قال تعالى: (( وَإن أَحَدٌ منَ المشركينَ استَجَارَكَ فأَجره حَتَّى يَسمَعَ كَلامَ اللَّه ثمَّ أَبلغه مَأمَنَه ذَلكَ بأَنَّهم قَومٌ لا يَعلَمونَ )) (التوبة:6) .
وجاء في كتاب (الكافي) عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ان رسول الله قد نهى عن الفتك.. إن الإسلام قيد الفتك) (الكافي للكليني 7:375).
وأيضاً ورد في (مسند أحمد 1: 166) عن الزبير : ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (إن الإيمان قيد الفتك) .
فالإرهاب يصدق على المعنى الثاني وهو القتل غدراً لمن هو آمن من ناحيتك دون الأول وهو القتل بحيلة لمن هو محارب للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) ومحرّض عليه وعلى المسلمين.
مع ملاحظة مهمة تعليقاً على كلامك: إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) لم يكن يأمر بقتل مخالفيه في الرأي أبداً لمجرد مخالفتهم في الرأي كما توحي عبارتك ولا الأئمّة (عليهم السلام)، فنرجو التأمل في العبارة!!




السؤال: هجوم النبي (صلى الله عليه وآله) على قافلة أهل مكة

من المعروف ان سبب نشوب معركة بدر هو بسبب الهجوم الذي قام به المسلمون بأمر النبي (ص) على القافلة التي كانت بقيادة ابي سفيان العائدة من الشام..
والسؤال ما مدى مشروعية هذا الهجوم والاستيلاء على هذه الاموال بغض النظر عن عصمة النبي (ص) من الجانب الشرعي والعقلي؟ارجو الاسهاب في الرد للضروره لانه عندنا احد المشككين في هذا الامر ويقول بأنه منافي للدين.
الجواب:
في تفسير الامثل 5\367 قال الشيرازي:
وكان للنبي وأصحابه الحق في مثل هذه الحملة أو الهجوم ، لأنه - أولا - عندما هاجر المسلمون من مكة نحو المدينة استولى أهل مكة على كثير من أموالهم ، ونزلت بهم خسارة كبيرة . فكان لهم الحق أن يجبروا مثل هذه الخسارة .
ثم بعد هذا كله برهن أهل مكة طيلة الثلاثة عشر عاما التي أقام النبي وأصحابه بمكة خلالها أنهم لا يألون جهدا في إيذاء النبي وأصحابه ، بل أرادوا به الوقيعة والمكيدة ، فإن عدوا كهذا لن يسكت عن النبي ودعوته بمجرد هجرته إلى المدينة ، ومن المسلم به أنه سيعبئ قواه في المستقبل لمواجهة النبي والإيقاع به.
إذن فالعقل والمنطق يوجبان أن يسارع المسلمون بمبادرة عاجلة لمصادرة أموال أهل مكة لتدمير دعامتهم الاقتصادية ، وليوفروا على أنفسهم إمكانية التهيؤ العكسري والاقتصادي لمواجهة العدو مستقبلا.





السؤال: رواية بوله (صلى الله عليه وآله) -حاشاه- قائماً في أزقة المدينة!
اعتذر عن كثرة الاسئلة ولكن ورد هذا المقال في أحد مواقع الوهابية فكيف تردون عليه؟
*************************
((الشيعة وعقدة التبول واقفا وجهلهم المركب بكتبهم
يعلم الله كم من مرة كان الرافضة يكررون هذه الشبهة ويقولون: أهل السنة يطعنون في رسول الله. حتى زعموا أنه أتى سباطة قوم فبال واقفا. وعجبت لهم كيف يدققون في الفروع ويتجاهلون الأصول التي تلزمهم الشرك الأكبر.
ومن جهلهم المركب أو ربما من تقيتهم تجاهلهم أن التبول قائما مروي في أوثق مصادرهم.
فقد روى الشيعة عن الصادق أنه سئل عن التبول قائما: فقال لا بأس به (الكافي 6/500 وسائل الشيعة 1/352 و2/77 كشف اللثام للفاضل الهندي1/23 و229 مصباح المنهاج2/151 لمحمد سعيد الحكيم).
وسئل أبو عبد الله أيبول الرجل وهو قائم قال نعم (تهذيب التهذيب1/353 وسائل الشيعة1/352).
إن هذا يعتبر مثلا يبين كيف ينكر الرافضة أمورا وهي في أمهات كتبهم.
ثم نسأل: هل التقبيح بالعقل أم بالشرع؟
ما أجازه الشرع كان حلالا وإن كرهته النفوس كالطلاق.
وما حرمه الله كان حراما وإن كان محبوبا كالزنا.
هل الاستنكار لاحتمال ارتداد شيء من البول على بدن المتبول؟ فإن الشيعة قالوا بطهارة من أصابه بول اختلط به ماء آخر.
فقد رووا عن هشام بن الحكم (أمير المجسمين) عن أبي عبد الله عليه السلام في ميزابين سالا، أحدهما بول والاخر ماء المطر، فاختلطا فأصاب ثوب رجل لم يضر ذلك (المعتبر للمحقق الحلي1/43).
وعائشة قالت لم أره يبول عندي إلا قاعدا. فهي روت ما رأت وهي صادقة. وحذيفة كان مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتى سباطة قوم فبال قائما. فكل روى ما رأى وكل منهما صادق. ولكن المثبت الصدوق مقدم على النافي الصدوق....
*************************
الجواب:
إن الكاتب لهذه السطور غير مؤدب في طرحه ويحاول الطعن في الشيعة وعلمائهم الأبرار بأي وسيلة وأي طريقة وبمناسبة ودون مناسبة ، وهذا أمر ليس غريباً صدوره عن هذا الكاتب وأقرانه الوهابيين هداهم الله.
أما مسألة بول الرجل قائماً ، فنحن لا ننكرها بل هي موجودة ولكنه مكروه عموماً ، فقد ورد النهي عنه في مثل:
1- ما رواه الصدوق في خصاله: عن رسول الله (ص) قال: (البول قائماً من غير علة من الجفاء والإستنجاء باليمين من الجفاء).
2- وما روي عند الفريقين عن النبي (ص) من قوله: (أربع من الجفاء... (وذكر فيها) وأن يبول قائماً).
وقال الصدوق في (الهداية): ولا يجوز أن يبول قائماً من غير علة لأنه من الجفاء.
كل ذلك قد يكون مقبولاً للرجل العادي، أما لنبي بل أشرف الأنبياء والمرسلين (ص)!! فلا يمكن نسبة مثل هذا الفعل إليه (ص). لأن الواحد منا لا يقبل أن يفعل ذلك أو يقال عنه بأنه يفعله وهو أمر معيب ومخالف لآداب الخلوة التي علمنا إياها رسول الله (ص) نفسه وما كان يفعله ويحافظ عليه ويأمر به وينهى من يخالف ذلك، بل هو من عمل أهل الجاهلية كما كانوا يسخرون من رسول الله (ص) لأنه يجلس عند البول فيصفوه بأنّه يجلس كالمرأة، فيبدو أن هذا الفعل القبيح كان من مظاهر الرجولة عنهم ! ولا زال أهل الفسوق والجاهلية يعتبرون ذلك هو الأنسب للرجل إلى يومنا هذا.
ولا أقل أنه من خوارم المروءة عند المسلمين وهي تنافي العصمة كما هو متفق عليه. فقل لي بربك، هل يقبل إمام مسجد أو خطيب جمعة أن يبول واقفاً وأمام مرأى ومسمع من أصحابه أو سائرالناس؟!
كيف يصور رسول الله (ص) الذي ينادي بأن الحياء من الإيمان، وكان يستحي كحياء العذراء في خدرها، بأنه (ص) يأتي إلى باب بيت من بيوت المسلمين ومجمع كناستهم (السباطة) فيبول فيه وعن وقوف!! كيف يستطيع مسلم يعظم رسول الله (ص) ويفتخر به أمام جميع البشر ويصفه بأنّه أشرف خلق الله وسيد ولد آدم ينسب إليه مثل هذه الفعلة المستهجنة من أي شخص عنده ذرة إيمان وذرة حياء وذرة إنصاف وتجرد عن العصبية المقيتة فما لكم كيف تحكمون!!
والحكم العام والرخصة للناس لا يمكن قياسها على رسول الله (ص) وخصوصاً مثل هذا الأمر المشين والمستهجن حتى عرفاً بغض النظر عن الشرع المقدس.
ولذلك تجد عائشة استهجنت هذا الأمر واستنكرته على من يدعيه وينسبه إلى رسول الله (ص) حيث قالت: (من حدثكم أن النبي(ص) كان يبول قائماً فلا تصدقوا، ما كان يبول إلا قاعداً). وقال الترمذي عنه بعد أن أخرجه: حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح.
فها أنتم أنفسكم لا تقبلون ذلك وترفضونه فكيف تجعل إنكاره خاصاً بالشيعة ؟! وأنظر بعد أن تتجرد إلى هذه الأقوال: مثل ما نقله ابن حجر في (فتح الباري 1/284..) قائلا: وسلك أبو عوانة في صحيحة وابن شاهين فيه مسلكاً آخر فزعم أن البول عن قيام منسوخ واستدلا عليه بحديث عائشة الذي قدمناه: ما بال قائماً منذ أنزل عليه القرآن وبحديثها، أيضاً: من حدثكم أنه كان يبول قائماً فلا تصدقوه ما كان يبول إلا قاعداً.
أما الشوكاني في (نيل أوطاره 1/108) فقال بالجواز بحسب الأفعال دون النظر إلى الروايات ثم قال: أما إذا صح النهي عن البول حال القيام كما سيأتي من حديث جابر أنّه (ص) (نهى أن يبول الرجل قائماً) وجب المصير إليه والعمل بموجبه، ولكنه يكون الفعل الذي صح عنه (!!) صارفاً للنهي إلى الكراهة على فرض جهل التاريخ أو تأخر الفعل.. ويعضده نهيه (ص) لعمر وإن كان فيه ما سلف (ضعفه سنداً) ... (ثم قال) وقد روي عن أبي موسى التشديد في البول من قيام فروي عنه أنه راى رجلاً يبول قائماً فقال: ويحك أفلا قاعداً!؟...ثم قال: وقد ذهبت العترة والأكثر إلى كراهة البول قائماً وذهب أبو هريرة والشعبي وابن سيرين إلى عدم الكراهة والحديث لو صح وتجرد عن الصوارف لصلح متمسكاً للتحريم. ثم علق الشوكاني على اعتذارات علماء السنة وتأويلاتهم وتخريجاتهم على رواية بول النبي (ص) في سباطة قوم ـ حاشاه ـ فقال: وهذا وإن كان صحيح المعنى لكنه لم يعهد ذلك من سيرته ومكارم أخلاقه (ص).
وهذا القول عين قولنا فنحن وكل عاقل ومنصف ومعظم للنبي (ص) وعارف لقيمته وأخلاقه ومنزلته يرى بأن هذا الأمر مشين معيب غير لائق بالمرة بمقام النبي الأعظم (ص)، بل هو غير لائق بأصغر شيخ أو عالم.
ونقول لكل من يتمسك بهذه الرواية لكونها مروية عن معصومه البخاري: اتقوا الله واطعنوا في البخاري أولى وأرضى لله تعالى من طعنكم وإسائتكم لحبيبه وأشرف خلقه وسيد ولد آدم أجمعين!
وأخيراً، أرجو من كل من يتمسك بهذه الرواية البخارية الأموية أن يتصور المنظر أو إن كان شجاعاً أن يفعلها بنفسه ثم يتكلم بها ويدافع عنها بعد ذلك !! ليطبق السنة ويحييها لنا!!
وملخص الكلام، فمناط ردنا لما نسب إلى النبي (ص) لم يكن لأن البول وقوفاً حرام أو غير جائز ، بل كان تنزيهاً لأكرم خلق الله عن هذا الفعل ـ حاشاه ـ والفرق واسع بين الترخيص في الفعل للناس وبين تجويزه على رسول الله (ص) وبهذا الشكل وبتلك الوضعية (في سباطة قوم)!! فما قياس هذا على ذاك إلا من باب المغالطة والتمويه. فلاحظ.



يتبع


رد مع اقتباس