عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/11/09, 08:44 PM   #2
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

11 ـ النظرة الحسينية ودعوة الملائكة والأنبياء ووسام النور :

فمن زار القبر نظر إليه سيّد الشهداء الإمام الحسين 7، ثمّ دعى له ، ثمّ يسأل أباه وجده أن يستغفروا له ، ثمّ تدعوا له الملائكة ،، ثمّ يدعو له جميع الأنبياء والرسل ، ثمّ يكتب له جميع ما ذكرنا من ثواب مجموع العبادات ، ثمّ تصافحه الملائكة ، ثمّ يوسم بوجهه بميسم من نور العرش ، هذا زائر قبر ابن خاتم الأنبياء6 وسيّد الشهداء 7.

12 ـ فانّه إذا رجع الزائر إلى أهله شيعته أصناف من الملائكة ، فيشيعه بالخصوص جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ويشيعه الأربعة الآف ، ويشيعه السبعون ألف ، ويشيعه بالخصوص ملكان ، فاذا انصرف ودّعاه وقالا له : يا وليّ الله مغفور لک ، أنت من حزب الله وحزب رسول الله 6 وحزب أهل بيته ، والله لا ترى النار بعينک أبداً، ولا تراک ولا تطعمک أبداً، ثمّ ناداه منادٍ: طوبى لک طبت وطابت لک الجنّة[4] .


عن صفوان الجمّال عن أبي عبدالله 7 قال : إنّ الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين 7 شيّعه سبع مأة ملک من فوق رأسه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه ، حتّى يبلغوا به مأمنه ، فاذا زار الحسين 7 ناداه مناد: قد غفر الله لک فاستأنف العمل ، ثمّ يرجعون معه مشيّعين له من منزله ، فاذا
صاروا إلى منزله قالوا: يستودعک الله، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماته ، ثمّ يزورون قبر الحسين 7 في كلّ يوم وثواب ذلک للرجل .


أقول : الظاهر من باب الاشتراک في الأحكام بين الرجال والنساء، لا يختص هذا الثواب بالرجال بل يشمل النساء أيضاً، وذكر الرجل من باب المثال ، فتأمّل فإنه كتب زيارة الإمام الحسين 7 على النساء كما كتب على الرجال كما سنذكر.

13 ـ إذا مات في الطريق :

إذا مات في طريق الزيارة بأيّ سبب كان فقد ورد عن الإمام الصادق 7 انّه قال : «تشيّعه الملائكة وتأتيه بالحنوط والكسوة من الجنّة ، وتصلّي عليه إذا كفّن ، وتكفّنه فوق أكفانه ـ وكفن الملائكة يعني النور لتجرّدهم النوري فلا تغفل ـ وتفرش له الريحان تحته ، وتدفع الأرض حتّى تصور من بين يديه مسيرة ثلاثة أميال ، ومن خلفه مثل ذلک ، وعند رأسه مثل ذلک ، وعند رجليه مثل ذلک ، ويفتح له باب من الجنّة إلى قبره ، ويدخل عليه روحها وريحانها حتّى تقوم الساعة »[5] .


أقول : يرى ذلک في هذه الدنيا الدنيّة من فتح له بصره البرزخي ، وانكشف له الأمر، وأني على يقين من ذلک ، ولا غرو من يدعى انه على حق اليقين ، فكن من أهله ، حتّى تعرف حقيقته ، والله المعين والمسدّد والناصر.

14 ـ زيارة الإمام الحسين 7 ايّاه بعد موته :

فانه إذا مات بعد الزيارة بسنة أو سنتين شهدت الملائكة جنازته ، واستغفروا له بعد موته ، ثمّ يزوره الحسين 7.

فقد روى انه قال : «من زارني زرته بعد موته » وزيارته يمكن أن تكون أوّل الموت أو عند وضعه في القبر ليلة الوحشة ، بل هناک من يزوره عند احتضاره ، وكم لنا على ذلک من شواهد قاطعة لعلمائنا الأعلام وخَدَمة الإمام الحسين 7.

ثمّ هل لزائر الحسين 7 وحشة أو خوف أو كربة في قبره ؟! والإمام 7 يزوره ويسلّم عليه ، ثمّ بمقدار معرفتک وزيارتک له وتكرارها وشوقک إليه ، سوف يزورک 7، ويونسک في وحشتک ، ويكون قبرک روضة من رياض الجنة[6] .


15 ـ من أصابه الضرر أو الحبس أو الضرب في الطريق من الأعداء:

فقد ورد عن الإمام الصادق 7: «ان له بكل يوم حبس ويغتم ، فرحة إلى يوم القيامة »، قلت له : فان ضرب بعد الحبس في اتيانه ، قال : «له بكل ضربة حوراء، وبكل وجع يدخل عليه ألف ألف حسنة ، ويمحي بها عنه ألف ألف سيئة ، ويرفع له بها ألف ألف درجة ، ويكون من محدّثي رسول الله 6 حتّى يفرغ من حسابه ، ويصافحه حملة العرش ، ويقال له : سل ما أحببت ، ويؤتى بضاربه للحساب فلا يسأل عن شيء، ولا يحتسب بشيء، ويؤخذ بضبيعيه حتّى ينتهي به إلى ملک يحبوه ، ويتحفه بشربة من الحميم ، وشربة من الغسلين ، ويوضع على جبال في النار، ويقال : ذق ما قدّمت يداک فيما أتيت إلى هذا الذي ضربته ».

والمضرر في سبيل الحسين : هو وفد الله ووفد رسوله 6، ويؤتى به إلى باب جهنّم ويقال له : انظر إلى ضاربک وما قد لقي : فهل شفيت صدرک ، وقد اقتص لک منه ؟! فيقول : الحمد لله الذي انتصر لي ولولد رسوله منه[7] .



16 ـ المقتول في سبيل الحسين 7:

فانه إذا قتل الزائر في سبيل الإمام الحسين 7 فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق قال : «أوّل قطرة من دمه يغفر له بها كلّ خطيئة ، وتغسل طينته التي منها خلق الملائكة ، حتّى تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين ـ وهذا مقام عظيم لا يلقاه إلّا ذو حظٍّ عظيم ـ ويذهب عنها ما كان خالطها من أجناس طين أهل الكفر، ويغسل قلبه ، ويشرح صدره ، ويملأ ايماناً، فيلقى الله وهو مخلص من كل ما تخالطه الأبدان والقلوب ، وتكتب له الشفاعة في أهل بيته ، ولألفٍ من إخوانه ، وتؤتى الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملک الموت (عزرائيل ) ويؤتى بكفنه وحنوطه من الجنّة ، ويوسّع قبره عليه ، وتأتيه الملائكة بالتحف من الجنّة ، ويرفع ثمانية عشر يوماً إلى حظيرة القدس ، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النّفخة التي لا تبقى شيئاً.


فاذا كانت النفخة التالية ، وخرج من قبره ، كان أوّل من يصافحه رسول الله6 وأميرالمؤمنين 7 وأوصياءه صلوات الله عليهم ، ويبشّرونه ويقولون له : الزمنا، ويقيمونه على الحوض ، فيشرب منه ويسقي من أحبّ »[8] .


أقول : اللّهمّ بحقّ دم الحسين الزكيّ، وبحقّ محمّد وآله الطاهرين ، وباسمک الأعظم الذي إذا ادعيت به على مغالق أبواب السماء للفتح انفتحت ، ارزقنا الشهادة والقتل في سبيل الإمام الحسين 7 وكيف لا نهتف ونصرخ ليسمعنا العالم أجمع ، جيلاً بعد جيل (لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيک زحفاً سيّدي يا حسين ) ولا نُبالي بالموت وقع علينا، أم وقع علينا مادمنا على حق ، ومع أهل البيت :، وفي سفينة الإمام الحسين 7 ونهجه وخطّه المبارک ، حتى ولو فجّرونا ـ في عصرنا هذا بالأحزام الناسفة والهاونات والصواريخ والعبوات والرّمي بالقناصات ، بل كما حدثني سماحة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي دام عزّه ـ امام جمعة كربلاء ـ انّه في يوم عاشوراء في سنة مواقع من قرب الحرمين الشريفين (الحسينيّة والعبّاسيّة ) تفجّرت المتفجّرات وسقط مئات القتلى والجرحى ، وكان الحادث الرهيب والمؤلم في الساعة العاشر، وتلوّنت أرض كربلاء بالدماء الزكيّة مرّة اُخرى ، وإذا به بعد ساعتين فقط نزل عزاء الطوريج المعروف بعشرات الآلاف ، وكأنه لم يكن الموت ، بل بكلّ بسالةٍ وبطولة وتحدّي للارهابيّين والمنافقين ، خرجت الجماهير الحسينيّة من المؤمنين بحماس وفداء، وهكذا عاشوراء وهكذا كربلاء في كلّ زمان ومكان .

وما ذكر في بيان حالات الزائر منذ اللحظة الاولى وقصده وهمّه للزيارة ، فانّه ينال في كلّ حالة من حالاته مقام ومنزلة ومرتبة وفضيلة وأجر وثواب يفوق الفضائل ، وإلى موته ورحلته إلى جوار ربّه .

ثمّ للزيارته مقامات عظيمة ومنازل رفيعة ومراتب جليلة لم تجد نظيرها في غيرها، وكان أنّ الله سبحانه لمّا بلغ الإمام الحسين قمّة العبوديّة لربّه ، أراد الله أن يبلّغه قمّة أوصاف الربوبيّة فيه ، من باب (العبوديّة جوهرة كنهها الربوبية) وانه ورد في الحديث القدسي : «عبدي أطعني حتّى أجعلک مَثَلي ، أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون » فاليک جملة من الروايات المعتبرة في فضائل الزيارة وما يترتّب عليها من الأجر العظيم والثواب الجزيل والآثار الماديّة والمعنويّة في الدنيا
والآخرة ، وهو غيض من فيض ، وقطرة من بحر موّاج ومتلاطم بالعلم والمعرفة ومنها:


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس