عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/08/06, 10:05 AM   #10
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي


لقد أوجدوا هذا الخلط وسوء الفهم في مجتمعنا وهو أن البعض طلّاب الحياة والبعض الآخر طلّاب العبادة، وإنهم لفي حرب بينهم!

ما أسخفه من فعل إذا أراد البعض أن يقسّم الشعب إلى من يلبس نظّارات ومن لا يلبس نظّارات ويكوّن طبقات اجتماعية على هذا الأساس؟! وإن هذا الخلط وسوء الفهم الذي أوجدوه هو بنفس هذه السّخافة. فقد ادّعوا أن من جانب هناك من هم طلّاب الحياة، وفي مقابلهم طلّاب العبادة وهم في حرب في ما بينهم! لقد استطاعوا أن يرسّخوا هذا الخلط وسوء الفهم غير العقلاني لدى شرائح واسعة في المجتمع ومع الأسف قد انغرّ بهم الكثير.
المسجد الصحيح والجيّد، هو ذاك المسجد الذي إذا أرادت الأسر غير المتديّنة في تلك المنطقة أن ينجح أولادهم في الكونكور، يرسلون أولادهم إلى هذا المسجد وإذا سئلوا عن سبب ذلك يقولون: «نحن لسنا بصدد التزام أولادنا بالدين، ولكن رأينا أن الأولاد والفتيات المتواجدين في هذا المسجد هم أنجح من باقي أقرانهم في الكونكور». إذا كان مقرّ التعبئة (بسيج) ناشطا في هذا المسجد فهو مقرّ ناجح وصحيح. هذا تصور خاطئ وهو: «أننا إذا أردنا أن ندافع عن القيم فلابدّ من الذهاب إلى المساجد، بينما إذا أردنا تأمين حياتنا الدنيويّة فلابدّ من الذهاب إلى مراكز أخرى لا علاقة لها بالمساجد!»

على كل متديّن أن يجب عن هذا السؤال وهو: «ماذا كان تأثير دينه في حياته؟»/ لقد كان منطلق العداء للأنبياء عند عزمهم على التدخّل في الحياة في سبيل إعمارها

صحيح أن الهدف الأقصى للدين هو التقرّب ولكن لا يمكن التقرّب إلى الله إلا عبر حياة صحيحة. على کل متديّن أن يجب عن هذا السؤال وهو: «ماذا كان تأثير دينك في حياتك؟» الكلام حول إصلاح الحياة وهنا منطلق كلّ النزاعات، وإلا فمن كانت عبادته بلا أي تأثير في حياته، لن يعاديه أحد على مرّ التاريخ. لقد كان منطلق العداء للأنبياء عند عزمهم على التدخّل في الحياة في سبيل إعمارها.
إذا أزيل سوء الفهم عن دور الدين في تحسين الحياة، عندئذ كلّ من يواجه متديّنا سيشعر بأنه يحظى بحياة أفضل وأكثر جمالا وأناقة. طبعا لا نقصد من الحياة الأنيقة والجميلة والحسنة هي الحياة المليئة بالإسراف والترف، ونحن لسنا بصدد الدعاية لهذا النوع من الحياة وسوف نقوم بتعريف الحياة الأفضل في الجلسات القادمة.
للدين كلام كثير لتحسين حياتنا ولكن وللأسف نظرتنا إلى الدين سطحية. فعلى سبيل المثال لقد حدث كرارا وتكرارا أن قام أئمة الهدى(ع) بتعليم شيعتهم ومحبّيهم بعض الأصول والطرق والأساليب الظريفة لتحسين الحياة وقد أكدوا عليهم أن لا تطلعوا أعداءنا على ذلك، لأنهم سيستخدمون هذه الطرق ويحسّنون بها حياتهم ثمّ يبادرون إلى القضاء عليكم.

الهدف الثاني من طرح هذه الأبحاث: إصلاح الحياة والوصول إلى الحياة الأفضل/ بإمكان الدين أن يحسّن حتى مستوانا في كرة القدم

هدفنا الأوّل من هذه الأبحاث هو إزالة سوء الفهم. وهدفنا الثاني هو «إصلاح الحياة والحصول على الحياة الأفضل» أي كيف نتمسّك بالدين بحيث يؤدي ذلك إلى تحسّن حياتنا واقعا. فلابدّ لنا نحن المؤمنين والمتديّنين أن نستخدم ديننا في سبيل الحصول على الحياة الأفضل. هناك مهارات لابدّ منها لتحقيق الحياة الأفضل وإذا اكتسبها الإنسان سيحصل على نتائج أفضل ويزداد نجاحا في عمله. إن جميع المهن والتخصّصات بحاجة إلى هذه المهارات ولا فرق في ذلك بين الرياضي والمحقّق والتاجر والصانع.
فعلى سبيل المثال لنرَ كرة القدم هذه الرياضة الشعبية، ألا يشتمل ديننا على بعض التعاليم التي تنفع لاعبي كرة القدم؟ صحيح أن كرة القدم لم تكن قبل 1400 سنة، ولكن بعدما بيّن أئمتنا طرق الحياة الأفضل، من المفترض أن يمكننا استنباط ما ينفع هؤلاء الرياضيّين من تعاليمهم. إن لم تكن كرة قدمنا هي الأولى في العالم، فذلك بسبب أننا لم نعلّم ولم نبلّغ الدين جيّدا. إذ بعدما أصلح الدين حياتنا، يترك أثره في مختلف ساحات الحياة ومن ضمنها كرة القدم مثلا.
إن انطباعنا عن الدين يرفض فكرة قابليّته على تحسين كرة القدم، ولذلك إن ادعينا ذلك يبدو هذا الكلام عجيبا أو مضحكا. كما كان يستغرب الناس من بعض أحاديث أمير المؤمنين(ع). فقد روي أنه «كانَ جالِسا عَلى نَهرِ الفُراتِ وبِيَدِهِ قَضيبٌ، فَضَرَبَ بِهِ عَلى صَفحَةِ الماءِ وقالَ: لَو شِئتُ لَجَعَلتُ لَكُم مِنَ الماءِ نورا ونارا» [تصنيف نهج البلاغة/782]

الهدف الثالث من طرح هذه الأبحاث، هو إصلاح العبودية ونيل الحياة الأفضل/ لا يمكن نيل الحياة الأخروية الأفضل بغير إصلاح الحياة

هدفنا الثالث من طرح هذه الأبحاث هو إصلاح العبودية ونيل الحياة الأفضل. نحن بصدد التقرّب إلى الله واقعا ونريد أن يزداد مستوانا المعنوي ونعمّر حياتنا الأخرويّة، ولكن في سبيل التقرّب إلى الله ونيل حياة جيّدة في الآخرة، لابدّ لنا من المرور عن طريق الحياة الصحيحة في هذه الدنيا. يعني لا يمكن أن نلتفّ على الحياة الدنيا ثمّ ننال أفضل حياة في عالم الآخرة.
قد يقول بعض الجاهلين: «يا ليت كان ديننا ونمط عبادتنا لا يفرض علينا إصلاح حياتنا ولم يأمرنا الله بالمرور عن طريق الحياة الصحيحة! لكي نذهب إلى الجنان وننال القرب الإلهي ورضوانه!» ولكن هذا أمر غير ممكن وإلّا لكان الالتزام بالدين أسهل.
كان أحد أصحاب الإمام الصادق(ع) شيخا تاجرا وكان لديه من الأموال ما يكفيه ويغنيه عن الكسب والتجارة، فأراد أن يتقاعد ويترك العمل، وقال في نفسه: لا حاجة لي بعد إلى الكسب والتجارة وأن أتعب نفسي وأشوّش ذهني. فأخبروا الإمام الصادق(ع) عن حاله وأن فلان بصدد التقاعد وإعفاء نفسه والاعتزال عن التجارة ويريد أن ينشغل بالعبادة ويقضي السنين الأخيرة من عمره براحة بال. فقال الإمام الصادق(ع): «يا مُعَاذُ أَ ضَعُفْتَ عَنِ التِّجَارَةِ أَوْ زَهِدْتَ فِيهَا... فَإِنَّ تَرْکَهَا مَذْهَبَةٌ لِلْعَقْلِ» (الكافي/5/149) هنا يقول الإمام الصادق(ع) من ترك التجارة ينقص عقله. والآن ابحثوا في الروايات وانظروا كم هي قيمة عبادة ناقصي العقل وكم ينقص أجر عبادة ناقص العقل.

يتبع إن شاء الله...





توقيع : السيد مرتضي
رد مع اقتباس