[عبد الحميد]

أمير المؤمنين عليه السلام

أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه هو أخو الرسول ص وابن عمه، وزوج ابنته السيدة فاطمة سيدة نساء العالمين، إبن مؤمن قريش وسيدهم، وأمه فاطمة بنت أسد وأبو السبطين الإمامين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفارس المسلمين، وقاتل الكفار والمنافقين، الإمام العادل، الزاهد الذي لا يحبه إلا مؤمن تقي، ولا يبغضه إلا كل منافق شقي، معدن العلم، والحلم والأدب. مولى المتقين، ومنبع الفضائل، ومنتهى المكارم، والقمة الشامخة السامية التي ينحدر عنها السيل، ولا يرقى إليها الطير. أمير المؤمنين، ووارث علم النبيين، وخليفة رسول رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه ورحمة الله وبركاته..

ولد عليه السلام بمكة المكرمة في البيت الحرام داخل الكعبة المشرفة، يوم الجمعة، 13 رجب، سنة 30 من عام الفيل.حيث أن السيدة فاطمة بنت أسد عليها السلام كانت تطوف بالكعبة، فجائها المخاض أثناء ذلك ولم تجد مكان تعتصم به، فتوجهت إلى الله بالدعاء قائلة:

رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، وأنه بنى البيت العتيق. فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي..

عندها انشق جدار الكعبة من الجانب المسمى بالمستجار، ودخلت السيدة فاطمة بنت أسد ع إلى جوف الكعبة، وارتأب الصدع، وعادت الفتحة والتزقت، وولدت السيدة فاطمة علياً عليه السلام داخل الكعبة، وعندما كانت داخل الكعبة حاول الناس فتح باب الكعبة، فبائت كل المحاولات بالفشل، فأدركوا أنه أمر إلهي. وعندما ولد عليه السلام، وبعد خروج أمه ع. من الكعبة تحمله بعد ثلاثة أيام أخذه النبي ص بين يديه: وسماه علي..

ومن المعلوم أن للكعبة باباً يمكن الدخول والخروج منه، ولكن الباب لم ينفتح. بل انشق الجدار ليكون أبلغ وأوضح وأدل على خرق العادة، والغريب أن الأثر لا يزال موجوداً على جدار الكعبة، ويُرى الأثر بكل وضوح حتى يومنا هذا. بالرغم من تجدد بناء الكعبة خلال القرون، وقد ملئوا أثر الإنشقاق بالفضة..

قال الحاكم ووافقه الذهبي: فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، في جوف الكعبة..

كنيته وأسمائه: أبو الحسن. أبو الحسنين. أبو السبطين. أبو الريحانتين. وكناه رسول الله ص؛ أبا تراب. لما رآه ساجداً لله معفراً وجهه في التراب، وسمته أمه حيدرة..

ألقابه ع:أمير المؤمنين، المرتضى، الوصي. وقد لقبه رسول الله ص سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الأوصياء، وسيد العرب..

أشهر زوجاته وأولاده:فاطمة الزهراء سيدة النساء ع هي أول زوجاته، ولم يتزوج غيرها حتى توفيت، وأولادهما الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى.ثم تزوج أم البنين بنت حزام واولادهما العباس وجعفر وعبد الله وعثمان. استشهدو مع الإمام الحسين ع بكربلاء. وكان له ع 27 من الأولاد ذكوراً وإناث، وكان عدد زوجاته ما يقارب 11 زوجة..

حياته عليه السلام:كان هو الوحيد الذي سمح له النبي ص بمرافقته إلى غار حراء، وكان يحضر له الطعام إلى هناك، وكان عمره الشريف تسع سنوات لما نزل الوحي على النبي محمد ص، وكان أول رجل يعتنق الإسلام، وأول من صلى مع النبي ص وأم المؤمنين خديجة ع.ترعرع الإمام علي ع في بيت النبي ص، ورباه بنفسه واهتم به غاية الإهتمام، فأنتجت تلك التربية النبوية الفريدة في نفس الامام ع أحسن الأثر، واجتمعت فيه جميع المؤهلات للصعود إلى أعلى المراتب، فاستحق أن يجعله الله نفس النبي في آية المباهلة لما فيه من الكفائة بجميع معانيها، وصار أهلاً لكل منحة إلهية وعطية ربانية، وجديراً بالولاية والخلافة، والوصية، وبكل عظمة وكل تقدير من الخالق والمخلوق، وكل إعجاب من الرسول والمسلمين، وتجلت فيه الفتوة والقوة والشهامة..

اشتهر الإمام علي ع بسيفه ذو الفقار وكان بطل الحروب، وشارك في كل المعارك باستثناء غزوة تبوك حيث كان عليه أن ينوب عن النبي ص في المدينة، وفي معركة بدر كان الإمام علي ع أحد الثلاث مقاتلين الأوائل حسب تقاليد القتال وقتها يتقدم من كل طرف ثلاث أشخاص الذين يعدون الأقوى في ساحة الحروب. الإمام علي ع قتل اثنين من المشركين وهما الوليد وعتبة، فكان ذلك مما ثبط عزيمة المشركين الذين خسروا المعركة في النهاية. وفي معركة أحد وقف الإمام علي ع أمام النبي ص يحميه ويفديه في الوقت الذي جبن فيه الكثيرون. حتى أن بعضهم نشروا غدعاء أن النبي قد قتل، ومشاركة علي ع في معركة الخندق وخيبر كانت النقطة الحاسمة للإنتصار في المعركتين..

الخطبة الغراء:في غدير خم أكد النبي ص بالخطبة الغراء تأكيداً شديداً على أن الخليفة من بعده الإمام علي ع،ولما توفي النبي ص اجتمع البعض في السقيفة، وقرروا بعد سجال مشحون سلب الخلافة من الإمام ع، وإعطائها لغيره، ومعارضة أقوال النبي ص.

وبعد مقتل عثمان هرع الناس الى الإمام علي ع يطلبون منه الأخذ بزمام الأمور. وعلم الناس بعد فوات الأوان أن علياً ع هو الرجل المناسب للحكم، وفاتهم أن النبي قد أوصى به في أكثر من موضع، وأنُزلت أيات في ذلك، ولكن للناس الخيار بين الهدى والضلال!.

في الخطبة الشقشقية يقول الإمام ع: ..إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته، فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ينثالون عليَّ من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان وشٌق عطفاي مجتمعين علي كربيضة الغنم، فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وقسط أخرون..

شهادته ع:بعد حياة مليئة بالتضحية والعطاء وروعة العلوم والبلاغة اغتيل الإمام علي ع في 19 رمضان من سنة 40 هـ في أول ليلة من ليالي القدر، وذلك بعد أن ضربه ابن ملجم اللعين على رأسه المبارك وهو ساجد يؤم الناس في صلاة الصبح في مسجد الكوفة، وتوفي في ثاني ليلة من ليالي القدر عن عمر يناهز 63 عاماً، وهو نفس العمر الذي بلغه النبي ص. فتولى الإمام الحسن ع ابنه وخليفته تغسيله وتكفينه، ودفن في النجف الأشرف..

سلام الله عليك يا سيدي يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

استلم الخلافة من بعده الإمام الحسن ع، وحكم لمدة ستة اشهر، واستشهد مسموماً. وبعد أن طالب المسلمون من الإمام الحسين ع نجدتهم، ومطالبتهم له بأخذ الخلافة من يزيد الطاغية لعنه الله، توجه الإمام الحسين ع الى الكوفة، وقبل أن يصل اعترضه جيش الأمويين، وقتلوه مع سبعين من أصحابه وأخوته وأولاده. وهذا ما جرى على ألائمة الأطهار عليهم السلام من قتل وأبادة.

فيا عجباً كيف لا تحفظ الأمة وصية النبي ص بأهل بيته عليهم السلام!؟.

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: سيرة أهـل البيت (عليهم السلام)

---

Hldv hglclkdk ugdi hgsghl hglclkdk hgsghl