عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/03/01, 07:49 AM   #1
العقيلة

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3785
تاريخ التسجيل: 2015/04/19
المشاركات: 805
العقيلة غير متواجد حالياً
المستوى : العقيلة is on a distinguished road




عرض البوم صور العقيلة
افتراضي التمهيد لغيبة المهدي عليه السلام

التمهيد لغيبة المهدي عليه السلام
التمهيد لغيبة المهدي عليه السلام
السيد عباس علي الموسوي
غيبة المهدي تشكّل حدثاً استثنائياً لم يعهد من قبل لأحد من الأئمة عليهم السلام، ولو جاءت بدون مقدّمات وممهّدات لشكّلت مفاجأة للشيعة، وربما صدمتهم في بعض معتقداتهم، ولكنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام الذين سبقوا ولادة المهدي عليه السلام وغيبته مهَّدوا لتلك الغيبة فلم تشكل. وقد كانت المناهج لذلك الهدف تتمثل في أمور:
الأول: بيانات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام المتتابعة والمتتالية التي تبشرنا بالمهدي عليه السلام وتذكر صفاته وأعماله وأصحابه والكثير من خصوصياته , خصوصاً مهمته العظمى في القضاء على الجور والظلم وإقامة الحق والعدل. كما هدَّأ الأئمة عليهم السلام من روع الشيعة أثناء غيبته عليه السلام وأعلموهم بهذه الغيبة، وأنّ عليهم الانتظار والدعاء بالفرج، وبذلك زرعوا في عقولهم ثقافة الغيبة وأبعادها وضرورة التعايش معها والتكيّف نفسياً وروحياً وعاطفياً مع كل معطياتها.
الثاني: كان من التمهيد لتقبّل غيبة الإمام المهدي عليه السلام أن الإمام العسكري عليه السلام حجب ولده المولود الحديث عن الأنظار إلا لبعض خواصه. وهذه الحالة والطريقة، سبقها احتجاب الإمام علي الهادي عليه السلام وابنه العسكري عليه السلام والد الإمام المهدي عليه السلام، فكان كل منهما لا يظهر أمام شيعته وأنصاره إلا قليلاً ويعتمد على طرق أخرى للتواصل معهم، وهذا منهما كان تمهيداً لحجب الإمام المهدي عليه السلام وغيبته حفاظاً عليه وصوناً له من كيد الأعداء. وإذا تقبّل الشيعة احتجاب الإمامين الهادي والعسكري عليهم السلام _إلا قليلاً_ كان ذلك ادعى لتقبل احتجاب المهدي عليه السلام.
الثالث: بعد أنْ احتجب الأئمة عليهم السلام لم يتركوا شيعتهم دون تواصل معهم، بل عمدوا الى طريقة الوكلاء فقد عيّنوا من قبلهم من يقوم بالوساطة بينهم وبين شيعتهم فنصبوا الوكلاء الموثوقين الأمناء الصالحين، وكلفوهم بنقل الرسائل المرسلة إليهم أو الصادرة عنهم، فكان الوكيل يتولى نقل الرسائل من الأصحاب إلى الإمام عليه السلام، وهو بدوره يجيب عنها ويردّها بوساطة وكيله، وفي بعض الأحيان يتولّى الإمام نفسه ابتداءً إرسال ما يرتئي أنه ضروري، فيرسل برسائله لإرشاد الشيعة وبيان الأحكام وكشف الأمور المهمة ممّا له علاقة بالدنيا والآخرة.
وهذه الطريقة في تواصل الأئمة عليهم السلام مع شيعتهم وفّرت كثيراً من الدماء والسجون والعذاب والآلام على الشيعة، حيث كانت السلطة ترصد كل فرد يدخل على الإمام أو يتصل به لتأخذه وتحقّق معه، وعلى أحسن حال يعود متهماً مراقباً طيلة حياته، إنْ سلم من القتل أو السجن. وأيضاً هذه الطريقة وفّرت على أهل البيت عليهم السلام الحفاظ على شيعتهم، كما وفّرت عليهم أنفسهم أتعاباً ومشقات وهم بطبيعة الحال متّهمون _عند الجهاز الحاكم_ بعدائهم للحكم وأنهم يريدون الانقلاب عليه والانقضاض على مؤسساته وتدميره.
عيد العمري
وطريقة الوكالة، وإنْ كانت جارية في حياة أكثر الأئمة بدءاً من حياة الصادق عليه السلام، إلا أنها اتخذت بعداً مهمّاً في حياة الإمامين الهادي والعسكري عليهم السلام من حيث أرادا أنْ يوطئا لهذا الأمر عندما يأتي المهدي ويحتجب عن الناس إلا القليل منهم. ونرى روعة هذا المعنى عندما يتولى عثمان بن س رضي الله عنه الوكالة عن الإمامين الهادي والعسكري عليهم السلام وتستمر وكالته في زمن المهدي عليه السلام حيث هو موضع الثقة من الإمامين عليهم السلام وكذلك يحرز ثقة الإمام المهدي عليه السلام فتتقبل الشيعة وكالته وتثق به وتعطيه زمام أمورها فتسلمّه الأموال وتدفع إليه الرسائل ليوصلها إلى الإمام المهدي عليه السلام كما كانت تستقبل ما يصدر عن الإمام عليه السلام من آراء وأفكار وتوجيهات وتواقيع، وهكذا استمر _العمري_ وكيلاً دون أنْ يختلف فيه أو عليه أحد من الشيعة. ولمّا وافته المنيّة كان ابنه الوكيل من بعده أيضاً موضع الثقة حيث نصبه الإمام المهدي عليه السلام وكيلاً عنه بعد وفاة والده. وهكذا كانت الوكالة عن الإمام عليه السلام _بأمر منه_ من أفضل الطرق للتواصل مع الإمام عليه السلام، ولما فيها من حفظ له ولشيعته وبهذه الطريقة تهيأت السبل وتمهدت ببركة الإمامين الهادي والعسكري عليهم السلام.
صحيفة صدى الامام المهدي عليه السلام








hgjlid] gydfm hgli]d ugdi hgsghl



رد مع اقتباس