عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/17, 04:00 PM   #13
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: يوم دفنه
نحتج على الإخوة من مدرسة السنة بأنهم تركوا رسول الله دون دفن ثلاثة أيام لانشغالهم بالسقيفة ولكن يتبادر لذهننا هذا السؤال :
ما أسباب تأخر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ربي وسلامه عليه في دفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هل كانت هناك ضغوطات معينة عليه منعته من دفن رسول الله دون أهل السقيفة ودون انتظارهم ؟
الجواب:
نحن عندما نحتج على السنة بأنهم تركوا رسول الله ثلاثة ايام لانشغالهم بالسقيفة من باب الالزام لانهم رووا ذلك في كتبهم حيث يقولون انه دفن الاربعاء بعد الانتهاء من البيعة في السقيفة.
واما ما هو معتمد عندنا ان عليا (عليها السلام) كان مشغولا بجهاز رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عندما كانت السقيفة منعقدة واجتماع السقيفة كان منعقدا يوم الاثنين / يوم وفاة النبي(صلى الله عليه واله وسلم).




السؤال: كيف نفهم (أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)
السلام عليكم هذا أشكال من أحد السنة كيف نجيب عليه جزاكم الله خيرا
ومن الأدلة على أن أعمال الأمة لا تعرض على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأنه لا يدري عنها، ما ثبت في الصحيحين، واللفظ للبخاري عن سهل بن سعد الأنصاري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني فرطكم على الحوض، من مر عليّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا، ليَرِدَنَّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت: نعم. فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري سمعته وهو يزيد: فأقول: إنهم من أمتي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فقال: سُحْقًا سحقا لمن غيّر بعدي "سحقًا أي بعدًا".
فقوله في الحديث: فيقال: "إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" صريح في أن أعمال أمته لا تعرض عليه، وأنه لا يدري عنها.
وبهذا يتبين أن القول بأن أعمال الأمة كلها تعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- في البرزخ عريٌ عن الدليل مجانب للصواب مخالف للنصوص الصحيحة والله أعلم
الجواب:
يمكن الجمع بين الحديثين حديث عرض الاعمال وحديث عدم درايته بما احدثوا بعده بالقول ان الذي يعرض على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الاعمال دون النوايا القلبية التي هي الاعتقادات ولذلك وردت عبارة (لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم) التي تشير الى نواياهم القلبية او اعتقاداتهم .
ويمكن القول بأن هذه الفقرة زائدة وهي فقرة (لا تدري ...) كأن يكون الراوي نقل الرواية فهناك من النصوص في البخاري وغيره لم يرد فيها النص المذكور .




السؤال: يوم مولد النبي (صلى الله عليه وآله)
لدي سؤال اود طرحه على عليكم هنالك بعض الاخوة الموالين على ما يبدو أشكل عليهم كما هو واضح في مسائل التاريخ التي لا تخص العقيدة لكي يستدل من يتصيد بالماء العكر على بطلان المذهب الحق كما هو ديدن المفلسين والحال ان لنا مصادرنا التي نعود اليه وهي حجة علينا كما لغيرنا مصادرهم التي هي حجة عليهم لكني لم استطيع التوصل الى نتيجة وبعد أصرار الاخوة الاعزاء فاريت ان الرجوع الى اهل الاختصاص هو الافضل وهذا هو السؤال كما طرح
من المواضيع الخلافية بين الشيعه واهل العامة هو موضوع الاختلاف حول ولادة النبي الاكرم محمد ص وآله منهم من يقول 12 ربيع الاول وحسب كتب التاريخ لليعقوبي وابن الاثير والطبري تاريخ الامم والملوك هو 12 لكن اريد الان الحجة في كتبنا او حتى كتبهم ان ولادته هي 17 ربيع الاول من اين لنا هذه الحجة فهل لكم احبتي ان ترشدوني
الجواب:
لقد صرح علمائنا المتقدمون بان الولادة المباركة حصلت يوم السابع عشر من ربيع الول وممن صرح بذلك الشيخ المفيد وقد عقد ابن طاووس في اقبال الاعمال 3/121فصلا في تعيين وقت الولادة فقال :
فيما نذكره من تعيين وقت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وفضل صوم اليوم المعظم المشار إليه اعلم اننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف ما عرفناه من اختلاف أعيان الامامية في وقت هذه الولادة المعظمة النبوية، وقلنا : ان الذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على أن ولادته المقدسة صلوات الله وسلامه عليه وعلى الحافظين لأمره أشرقت لأنوارها يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل عند طلوع فجره، وان صومه يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، هكذا وجدت في بعض الروايات انه صومه يعدل هذه المقدار من الأوقات . فإن كان هذا الحديث ناشئا عن نقل عنه صلوات الله عليه، فربما يكون له تأويل يعتمد عليه، والا فالعقل والنقل يقتضيان أن يكون فضل صوم هذا اليوم المعظم المشار إليه على قدر تعظيم الله جل جلاله لهذا اليوم المقدس، وفوائد المولود فيه صلوات الله وسلامه عليه، الا أن يكون معنى قولهم عليهم السلام : يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، فيكون تلك السنة لها من الوصف والفضل ما لم يبلغ سائر السنين إليه، فهذا تأويل محتمل ما يمنع العقل من الاعتماد عليه . وسوف نذكر من كلام شيوخنا في وظائف اليوم السابع عشر ما ذكره شيخنا المفيد رضوان الله عليه، فقال في كتاب حدائق الرياض وزهرة المرتاض ونور المسترشد ما هذا لفظه : السابع عشر منه مولد سيدنا رسول الله صلوات الله عليه عند طلوع الفجر من يوم الجمعة عام الفيل، وهو يوم شريف عظيم البركة ولم تزل الشيعة على قديم الأوقات تعظمه وتعرف حقه وترعى حرمته وتتطوع بصيامه، وقد روي عن أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام انهم قالوا من صام يوم السابع عشر من ربيع الأول، وهو يوم مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله كتب الله له صيام سنة، ويستحب فيه الصدقة والإلمام بمشاهد الأئمة عليهم السلام والتطوع بالخيرات وادخال السرور على أهل الإيمان وقال : شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية نحو هذه الألفاظ والمعاني المرضية .
أقول : إن الذي ذكره شيخنا المفيد على سبيل الجملة دون التفصيل والذي أقوله انه ينبغي أن يكون تعظيم هذا اليوم الجميل على قدر تعظيم الرسول الجليل المقدم على كان موجود من الخلائق المكمل في السوابق والطرائق، فمهما عملت فيه من الخيرات وعرفت فيه من المبرات والمسرات، فالأمر أعظم منه، وهيهات ان تعرف قدر هذا اليوم وان الظاهر العجز منه




السؤال: علم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بنبوته قبل نبوته
هل النبي محمد (صلي الله عليه وآله) کان يعلم بنبوته قبل نزول القرآن عليه اي قبل سن الاربعين سنة؟
الجواب:
لقد کانت آثار نبوة نبينا محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) ظاهرة وبادية عليه قبل نبوته بل من حين ولادته ولذا کان عبدالمطلب ومن بعده عمه ابوطالب يخافان عليه من مؤامرات اليهود وأقطاب المشرکين ويحفظونه ويحرسونه حتي أنّ اباطالب کان يغير کل ليلة محل منام النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) ويبيت علياً مکانه کي يحفظ النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) من کيد الاعداء وکان عبد المطلب يأخذ محمدا (صلي الله عليه وآله وسلم) للاستسقاء ويتوسل إلي الله تعالي بشأن هذا الطفل وکذلک استسقي ابوطالب لقومه بالتوسل بالنبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وهو طفل صغير فلما امطرهم الله تعالي ببرکة محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) انشأ ابوطالب:
وابيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للاوامل
ويکفي قضية الراهب بحيرا لإثبات ذلک حيث رأي علامات النبوة في سيماء محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) فاوصي اباطالب بحفظه وحراسته.




السؤال: علة کون النبي (صلى الله عليه وآله) يتيما
ما صحة هذا الحديث: سئل أحد الأئمة (عليهم السلام) لماذا ولد النبي يتيماً؟ فقال (عليه السلام): لکيلا يکون لأحد فضل عليه.
أليس يعارضه تربية عبد المطلب و أبي طالب (عليهما السلام)؟
الجواب:
الرواية مروية في البحار ج 16 (باب معني کونه يتيماً وضالاً وعائلاً) بنحو آخر : سئل علي بن الحسين (عليهما السلام):لم اوتم النبي من ابويه؟ قال: لئلا يجب عليه حق لمخلوق.
وعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل ايتم نبيه (صلي الله عليه وآله وسلم) لئلا يکون لأحد عليه طاعة. ومن المعلوم أن طاعة عبدالمطلب وابي طالب (عليه السلام) لم تکن واجبة علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وإن کان لهما الفضل عليه بسبب کفالتهما وتربيتهما له.




السؤال: لا يصح ما ورد أنه قال لامثلن بسبعين
في احدى المحاضرات لاحد علمائنا الاجلاء قال ان رسول الله (ص) لما رأى ما فعل بحمزه (ع) قال لامثلن بسعبين واحد منهم جزاء ذلك فنزلت الايه (فأن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ..الى اخر الايه ورسول الله لا ينطق عن الهوى فاذا قالها بوحي كما هو المفروض فلم نزلت ايه تخالفه وكيف ان رسول الله الذي بعث رحمه للعالمين يأمر بالتمثيل بجثث البشر حتى ولو كانوا مشركين واعداء له (ص) وهو الذي قال لا يجوز المثله ولو بالكلب العقور.

الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)للسيد جعفر مرتضى ج 6ص 256 قال:
فجاء (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوقف عليه، فيقال : انه (صلى الله عليه وآله) لما رآه في تلك الحالة قال : (لولا أن تحزن صفية، وتكون سنة من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع، وحواصل الطير . أو قال : لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى، ولئن أظهرني الله على قريش يوما من الدهر في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم) . والمسلمون أيضا قالوا : (والله، لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب) . ويقال : انه (صلى الله عليه وآله) بكى وشهق، وقال : رحمة الله عليك، لقد كنت فعولا للخير، وصولا للرحم، أم والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك . فنزل حبريل بقوله تعالى : (( وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِرِينَ )). فعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصبر . وفي رواية، قال : أصبر، ونهى عن المثلة . وفي أخرى : كفر عن يمينه . ونقول : ان بكاءه (صلى الله عليه وآله) على حمزة لا مانع منه، وأما ما سوى ذلك مما ذكر آنفا، فنحن نشك في صحته . ونعتقد أنه كقضية ممارسة عمل المثلة الشنيع المنسوب له (صلى الله عليه وآله) زورا وبهتانا، قد وضع بهدف اظهار رسول الله (صلى الله عليه وآله) كأحد الناس، الذين يتعاملون مع القضايا من موقع الانفعال والعصبية للقبيلة والرحم، ولتبرر بذلك جميع المخالفات التي ارتكبها ويرتكبها الحكام الظالمون . كما أن ذلك يسقط قول وفعل الرسول (صلى الله عليه وآله) عن الاعتبار والحجية، فلا يبقى لما ورد عنه (صلى الله عليه وآله) من ذم لمن يحبهم بعض الناس تأثير يذكر .
أما ما نستند إليه في حكمنا على هذه الأقاويل بالوضع والاختلاق، فهو الأمور التالية :
أولاً: ان ذلك لا ينسجم مع روحية وأخلاق وانسانية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا ينسجم حتى مع روح التدبير للأمور العامة، من قبل أي انسان حكيم، مدبر للأمور، ولا مع سياسة الأمم بالمعنى الصحيح والسليم للسياسة . وذلك لأنه لا مبرر لابقاء جثة شهيد في الصحراء، تصهرها أشعة الشمس، عرضة للوحوش والسباع والطير، ولا فائدة في اجراء كهذا . إذ من الواضح : أن ذلك لا يعتبر انتقاما من قريش، ولا أداء لحق ذلك الشهيد العظيم، ان لم يكن إساءة واهانة له، بملاحظة أن اكرام الميت دفنه. ثم، أو ليست انسانيته (صلى الله عليه وآله) وأخلاقه الرفيعة هي التي أملت عليه حتى أن يغيب جثث قتلى المشركين في قليب بدر، فكيف بالنسبة لهذا الشهيد العظيم، أسد الله وأسد رسوله؟!! ويحاول البعض أن يدعي : انه (صلى الله عليه وآله) لم يقصد مدلول هذا الكلام، وانما هو يريد فقط أن يظهر مظلوميته ووحشية الطرف الآخر، أبي سفيان وأصحابه . ولكنها محاولة فاشلة، فإننا نجل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أمر كهذا، ولا يجوز نسبته إليه، لان معناه امكانية التشكيك في كثير من أقواله، ومواقفه، وأفعاله (صلى الله عليه وآله). أضف إلى ذلك : أن ما جرى لحمزة (عليه السلام) قد جرى مثله لغيره من الشهداء، وإن كان ما جرى لحمزة (عليه السلام) أفظع وأبشع . فلماذا اختص عضبه (صلى الله عليه وآله) بما جرى لعمه وحسب؟! . ثم إن المفروض بهذا النبي العظيم، هو أن يظهر الجلد والصبر لا الجزع والحزن، الا بالنحو المعقول والمقبول، والا فما وجه اللوم لغيره ممن فقد الأهل والأحبة، ان تجاوز حده، وظهر منه ما لا ينبغي في مناسبات كهذه؟!
ثانياً: قولهم على لسانه (صلى الله عليه وآله) : انه ان ظفر بقريش فسيمثل بثلاثين . مرفوض أيضا، إذ هذه جثث قتلى المشركين أمامه، وهي اثنان أو ثمانية وعشرون جثة، بل وأكثر من ذلك، كما يظهر من بعض النصوص، فلماذا لا يمثل بها، ويشفي غليل صدره منها؟! ولم لم يبادر المسلمون - بدورهم - إلى التمثيل بتلك الجثث التي تركها أصحابها وفروا خوفا من أن يدال المسلمون منهم، كما فروا من قبل في بدر؟!
ثالثاً: أما نزول الآية الكريمة ردا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي قوله تعالى : (( وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ )). فلا يصح أيضا، لان الآية مكية، لان سورة النحل قد نزلت في مكة، وأحد قد كانت في السنة الثالثة من الهجرة . والقول : بأن سورة النحل كلها قد نزلت في مكة الا هذه الآيات انما يستند إلى هذه الروايات بالذات، فلا حجة فيه . ان قلت : قد تحدثت السورة عن المهاجرين، وهذا يناسب أن تكون السورة قد نزلت بعد الهجرة . فالجواب : أنه لم يثبت ان المقصود هو الهجرة إلى المدينة فان الهجرة إلى الحبشة كانت قد حصلت والمسلمون في مكة، فلعلها هي المقصودة . والقول : بأن ذلك مما تكرر نزوله . أولا : يحتاج إلى اثبات . وثانيا : يلزمه أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله) قد خالف الحكم الإلهي الثابت، فاحتاج الله إلى تذكيره بأن موقفه هذا مخالف لنص تلك الآية التي لديه !! . وثالثا : قد روي عن ابن عباس في قوله : فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال : هذا حين أمر الله نبيه أن يقاتل من قاتله، ثم ذكر أنها نسخت ببراءة . وعن ابن زيد، قال : كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين، فأسلم رجال ذوو ممنعة، فقالوا : يا رسول الله لو أذن الله لانتصرنا من هؤلاء الكلاب، فنزلت هذه الآية، ثم نسخ ذلك، بالجهاد .
رابعاً: ان قولهم : انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نهى في هذه المناسبة عن المثلة . محل نظر، وذلك لما ورد عن سعيد، عن قتادة، عن أنس - فذكر حديث العرنيين - وفي آخره، قال : قال قتادة : وبلغنا أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان بعد ذلك يحث على الصدقة، وينهى عن المثلة . ويقول العسقلاني، عن ابن عقبة في المغازي : (وذكروا : أن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى بعد ذلك عن المثلة بالآية التي في سورة المائدة، والى هذا مال البخاري، وحكاه امام الحرمين في النهاية عن الشافعي) . فكلام قتادة السابق صريح في أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نهى عن المثلة بعد قضية العرنيين، وكانت بعد قصة أحد، لأنها كانت في حدود السنة السادسة . أضف إلى ذلك : ما ذكره سعيد بن جبير، الذي أضاف في قصة العرنين قوله : (فما مثل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل ولا بعد، ونهى عن المثلة) . فمعنى ذلك هو أن رسول الله لم يمارس هذا الفعل الشنيع أصلا، كما أنه قد نهى من كان بصدد ممارسته . ونحن بدورنا لنا كلام في قصة العرنيين هذه، حيث اننا نرفض أن يكون (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مثل بهم، ولا سيما بملاحظة ما قدمناه آنفا، عن سعيد بن جبير . وقد أنكر أبو زهرة ذلك أيضا . وكان علي بن حسين ينكر حديث أنس في أصحاب اللقاح : أخبرنا ابن أبي يحيى، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن حسين قال : لا والله، ما سمل رسول الله عينا ولا زاد أهل اللقاح على قطع أيديهم وأرجلهم . ولكن ما يهمنا هنا : هو أن ما ذكروه في قصة العرنين يتنافى بشكل ظاهر مع كونه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المثلة، انما كان في أواخر أيام حياته، لان سورة المائدة قد كانت من أواخر ما نزل عليه (صلى الله عليه وآله) . نعم، يمكن أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد قطع أيدي وأرجل العرنيين من خلاف، لانهم مفسدون في الأرض . وذلك هو الحكم الثابت لمن يكون كذلك . ثم زاد الرواة وأصحاب الأغراض على ذلك ما شاؤوا .
خامساً: انهم يقولون : ان أبا قتادة جعل يريد التمثيل بقريش لما رأى من المثلة، فمنعه (صلى الله عليه وآله وسلم) . وهذا هو المناسب لاخلاقه وسجاياه (صلى الله عليه وآله وسلم) . أما أبو قتادة فإنه ان صح ما نقل عنه يكون قد تصرف هنا بوحي من انفعاله وتأثره، الناجم عن ثورته النفسية بسبب ذلك المشهد المؤلم . كما أننا نشك في ما جاء في ذيل هذه الرواية، الذي يذكر : أنه (صلى الله عليه وآله) قد قرض قريشا في هذه المناسبة، حتى قال : إنه عسى ان طالت بأبي قتادة المدة أن يحقر أعماله مع أعمالهم . فإننا نعتقد أن هذه التقريظات من تزيد الرواة تزلفا للحكام الأمويين - كما عودونا في مناسبات كثيرة - في مقابل علي (عليه السلام)، وأهل بيته، لفسح المجال أمام تنقصهم والطعن بهم، ويكفي أن نتذكر هنا موقف قريش من علي (عليه السلام) وأهل البيت، حيث نجده (ع) يصفها بأسوأ ما يمكن، بسبب موقفها السئ هذا . يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (فدع عنك قريشا، وتركاضهم في الضلال، وتجوالهم في الشقاق، وجماحهم في التيه، فإنهم قد أجمعوا على حربي كاجماعهم على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبلي، فجزت قريشا عني الجوازي، فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن عمي) .
هذا ولابد أن لا ننسى هنا : أنه (صلى الله عليه وآله) قد قال لعلي (عليه السلام)، حربك حربي، وسلمك سلمي . وقال علي (عليه السلام) : (اللهم إني أستعديك على قريش (ومن أعانهم)، فإنهم قد قطعوا رحمي، وأكفأوا انائي، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري) . وقال (عليه السلام) : (ما لي ولقريش، والله لقد قاتلتهم كافرين، ولأقاتلنهم مفتونين، واني لصاحبهم بالأمس، كما أنا صاحبهم اليوم) . ولأبي الهيثم بن التيهان كلام جيد، حول موقف قريش من علي، من أراده فليراجعه . وفيه يحلل أبو الهيثم سر عداء قريش لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنه انما كان بسبب بغيها وحسدها له، وعدم قدرتها على اللحاق به . وقد ذكرنا شطرا كبيرا من النصوص الدالة ذلك مع مصادرها، في مقال لنا بعنوان الغدير والمعارضون . هذا كله . . عدا عما كان في صدور قريش من حقد على بني هاشم عموما، وعلى الأنصار أيضا . وقد مر في جزء سابق من هذا الكتاب في فصل سرايا وغزوات قبل بدر الماحة عن موقف قريش من الأنصار فليراجع ذلك هناك . وأخيرا نقول : إن هذه كانت حالة قريش بعد طول المدة، فكيف يحقر أبو قتادة أعماله مع أعمالها؟! وكيف يكون لها ذلك المقام المحمود عند الله تعالى؟! .
ما هو الصحيح في القضية :
ولعل الصحيح هنا هو قضية أبي قتادة المتقدمة، وإن كان قد تزيد الرواة فيها تزلفا للحكام، كما أشرنا . يضاف إلى ذلك : ما رواه غير واحد عن أبي بن كعب (رض)، قال : لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة، منهم حمزة . فمثلوا بهم، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا، لنربين عليهم . فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله : (( وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِرِينَ )) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : نصبر، ولا نعاقب، كفوا عن القوم الا أربعة . وحسب نص ابن كثير : عن عبد الله بن أحمد : فلما كان يوم الفتح، قال رجل : لا تعرف قريش بعد اليوم، فنادى مناد : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أمن الأسود والأبيض الا فلانا وفلانا، ناسا سماهم، فأنزل الله الخ . وعن الشعبي، وابن جريج ما يقرب من هذا أيضا باختصار . وفي رواية : أن المسلمين لما رأوا المثلة بقتلاهم قالوا : لئن أنالنا الله منهم لنفعلن، ولنفعلن، فأنزل الله : وان عاقبتم الآية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بل نصبر . لكن ما تذكره هذه الروايات من أن الآية قد نزلت في هذه المناسبة محل نظر، وذلك لما قدمناه من كونها مكية، ويمكن أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عاد فذكرهم بالآية، مبالغة منه (صلى الله عليه وآله وسلم) في زجرهم عن ذلك، فتوهم الراوي : أن الآية قد نزلت في هذه المناسبة .




السؤال: افضلية النبي (صلى الله عليه وآله) على جبرئيل
ما هو الدليل العقلي والنقلي على أفضليه الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) على أمين الوحي جبريل؟ وإذا ثبت ذلك فكيف يتفق مع ما ورد في روايات المعراج من سؤال الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) لجبريل عن كثير من الأشياء والتي تدلّ من حيث الظاهر على أعلمية جبريل؟
الجواب:
النبي (صلى الله عليه وآله) أشرف خلق الله وأفضلهم عند جميع المسلمين وهو أفضل من الملائكة بما فيهم جبرئيل وهذا ما نطقت به الروايات المتواترة من طرق الفريقين ولا ينافي أفضلية النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه سئل جبرئيل في بعض الموارد إذ ليس معناه أنّ جبرئيل كان أعلم منه بل كان النبي (صلى الله عليه وآله) ينتظر الوحي من قبل الله تعالى في كثير من الموارد، كما قال تعالى: (( وَلَا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضَى إِلَيكَ وَحيُهُ ))(طه:114).
وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) والمعصومون من أهل بيته يتخذون في سلوكهم سبيلاً يظهرون للناس أنّهم بشر وفقراء إلى الله تعالى ومحتاجون إليه حتى لا يحصل لدى تابعيهم الغلوّ كما قال النصارى بالنسبة لعيسى بن مريم أنه ابن الله.
وممّا يدلّ على أفضليّة النبي (صلى الله عليه وآله) على الملائكة أنّ الملائكة مجبولون على الطاعة ومجبورون على عدم المخالفة وليس في ذلك فضل بالقياس لمن يطيع الله ولا يعصيه باختياره ولمجرّد حبّه لله تعالى مع أنّه بشر وليس معنى العصمة أنّهم مجبورون على الطاعة أو ترك المعصية بل معناها أنهم لكمال علمهم وايمانهم ومعرفتهم بالله لا يختارون المخالفة نظير من يرى النار فإنّه لايمسّها لعلمه الكامل بأنّه يحترق قطعاً.
ويدلّ على أفضليّة النبي (صلى الله عليه وآله) من جبرئيل قول جبرئيل في المعراج (لو دنوت أنملة لأحترقت)(1) ولكن النبي (صلى الله عليه وآله) (( دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوسَينِ أَو أَدنَى )) (النجم:8-99) من العلي الأعلى .

(1) بحارالانوار : 18 / 382






السؤال: شيماء اخت الرسول من الرضاعة
ارجوكم انيروا طريقي بالحق من هي الشيماء؟ هل هي اخت الرسول بالرضاعة حقا؟ وهل كان الرسول علاقته بها جيدة؟ وهل كان راض عنها؟ وهل كانت تغني: وما هو موقف الرسول من غناءها؟
الجواب:
يقال إن شيماء هي ابنة حليمة السعدية مرضعة الرسول الاعظم (صلي الله عليه وآله وسلم) فكانت اخته من الرضاعة وقد ورد في الروايات ان ابنة حليمة السعدية (ولم يذكر اسمها) وقعت في الاسر يوم حنين فلما جيء بها إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قالت: يا محمد اختك سبية (او اختك سبيت) فنزع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) برده وبسطه لها فاجلسها عليه ثم اكب عليها يسألها وكانت هي التي تحضنه إذ كانت امها ترضعه، فلما كلمته اخته قال: اما نصيبي ونصيب بني المطلب فهو لك وأما ما كان للمسلمين فاستشفعي بي عليهم فتكلمت معهم. فوهب لها الناس اجمعون إلا رجلين امتنعا في البداية ثم وهبا حقهما أيضا.
ولم يذكر في مصادرنا أنها كانت تغني ولو صح ذلك فلا يدل علي انها كانت معادية للنبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته لأن الاحكام الشرعية نزلت تدريجا ولعل حرمة الغناء لم يثبت حينما كانت تغني.
ثم إن حليمة السعدية لها ابنة تسمى الحرة بنت حليمة وكانت موالية لاميرالمؤمنين علي (عليه السلام) وقد احتجت علي أفضلية علي (عليه السلام) على سبعة من الانبياء اولي العزم عند الحجاج:
ففي البحار ج 46\134 ان حرة بنت حليمة وردت علي الحجاج بن يوسف الثقفي فقال لها: أنت حرة بنت حليمة؟ قالت: فراسة من غير مؤمن فقال: الله جاء بك فقد قيل عنك أنك تفضلين علياً على أبي بكر وعمر وعثمان؟ وقالت: لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء خاصة. قال: وعلى من غير هؤلاء؟ قالت: أفضله على آدم ونوح ولوط وابراهيم وداوود وسليمان وعيسي بن مريم. قال: إن لم تأتيني ببيان ما قلت ضربت عنقك. قالت: ما أنا مفضلته علي هؤلاء الانبياء ولكن الله عزوجل فضله عليهم في القرآن بقوله عزوجل: (( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى )) وقال في حق علي (عليه السلام) : (( وَكَانَ سَعيُكُم مَشكُورا )). فقال: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على نوح ولوط؟ فقالت: الله عزوجل فضله عليهما بقوله (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نُوحٍ وَامرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبَادِنَا صَالِحَينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَم يُغنِيَا عَنهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيئًا )) وعلي بن ابي طالب كان ملاكه تحت سدرة المنتهي زوجته فاطمة الزهراء (عليه السلام) التي يرضى الله تعالي لرضاها ويسخط لسخطها. قال: احسنت يا حره فبما تفضلينه على أبي الانبياء ابراهيم خليل الله؟ فقالت: الله عزوجل فضله بقوله: (( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيفَ تُحيِي المَوتَى قَالَ أَوَلَم تُؤمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِيَطمَئِنَّ قَلبِي )) ومولاي أميرالمؤمنين قال قولاً لا يختلف فيه أحد من المسلمين: (لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً) وهذه كلمة ما قالها أحد قبله ولا بعده. فقال: أحسنت فبما تفضلينه على موسي كليم الله؟ قالت: يقول الله عزوجل: (( فَخَرَجَ مِنهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ )) وعلي بن ابي طالب (عليه السلام) بات على فراش رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) لم يخف حتي أنزل الله في حقه: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشرِي نَفسَهُ ابتِغَاءَ مَرضَاتِ اللَّهِ )). قال الحجاج: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على داوود وسليمان؟ قالت: الله تعالي فضله عليهما بقوله: (( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )). قال لها: في أي شيء كانت حكومته؟ قالت: في رجلين رجل كان له كرم والآخر غنم فنفشت الغنم بالكرم فرعته فاحتكما إلي داود فقال: تباع الغنم وينفق ثمنها علي الكرم... قال له ولده: لا يا أبه بل يؤخذ من لبنها وصوفها، قال الله: (( فَفَهَّمنَاهَا سُلَيمَانَ )) وأن مولانا أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) قال: (سلوني عما فوق العرش سلوني عما تحت العرش سلوني قبل ان تفقدوني ...) والحديث طويل يكتفي بهذا المقدار.




السؤال: كيف يأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بقتل ذي الثدية؟
نحن نعلم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) مع علمه بقاتله إبن ملجم لم يعاقبه أو يقتله لعدم جواز العقاب قبل الجرم.
ورد عن طريق إخواننا العامة أمر رسول الله (صلى الله عليه واّله وسلم) بقتل ذي الثديَة حرقوص بن زهير رأس المارقة , في القضية المشهورة عندما رفض أبو بكر وعمر ثم ذهب أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يجده.
السؤال أنه هل تثبت هذه الروايات من طرقنا وإذا كانت الواقعة صحيحة نرجو رفع شبهة أمر رسول الله (صلى الله عليه واّله وسلم) بقتل هذا المارق قبل وقوع الجرم منه.
الجواب:
الحديث ورد في كتب المخالفين باسانيد بعضها صرح بصحته ونقل الحديث في بعض كتبنا من كتب المخالفين وورد في بعض الاحاديث انه صدر من مرقوص قول يستحق القتل وهو انه قال ما في القوم افضل منه او خير منه وكان في القوم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فلعل السبب في صدور الامر من النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو لاجل قوله انه افضل من النبي بمعنى انكاره للنبوة او ادعاءه لها فيكون القتل لهذا او لغيره من اقوال او افعال توجب القتل لا لاجل انه بعد ذلك سيقود جيش المارقين ويقاتل عليا (عليه السلام).





السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) أعلم أم جبرئيل (عليه السلام)؟
عندما كان جبرائيل (عليه السلام) ينزل على النبي(صلى الله عليه واله) ويبلغه الآيات وبعض الأحكام, هل كان النبي (صلى الله عليه واله) جاهلا بها وجبرائيل (عليه السلام) اعلم بها منه أم كان النبي (صلى الله عليه واله) عالما بها
على الأول يلزم أن يكون جبرائيل اعلم من النبي(صلى الله عليه واله) وعلى الثاني يلزم تحصيل الحاصل؟

الجواب:
ان الله تعالى قد خلق نور النبي(صلى الله عليه واله وسلم) قبل خلق السماوات والارض بل قبل العرش والكرسي حيث لا جبرئيل ولا غيره من ملائكة الله المقربين ولذلك فانه(صلى الله عليه واله وسلم) يعلم جميع الوقائع قبل ابرائها وانشائها في اماكنها واوقات وجودها, فلما نزل(صلى الله عليه واله وسلم) من عالم الغيب الى عالم الشهادة وكان عالم الشهادة ضيق الفضاء فلم تكن تنزل عليه تلك العلوم دفعة واحدة ولكنها تجري بالتتابع كالنهر الجاري دائم الجريان فتنزل من غيب النبي(صلى الله عليه واله وسلم) الى شهادته.اذ ان بين الغيب والشهادة لابد من وجود رابطة وكانت الملائكة هي الروابط تأخذ من غيبه(صلى الله عليه واله وسلم) وتؤدي الى شهادته فلا يمكن في عالم الشهادة ان يصل اليه(صلى الله عليه واله وسلم) حكم غير الملك ولا يمكن ان يأخذ الملك الا من غيبه(صلى الله عليه واله وسلم) لان العلم اشرف من كل شئ ومحله يجب ان يكون اشرف منه لحكم المناسبة فلو ان احدا سوى النبي(صلى الله عليه واله وسلم) واله (عليهم السلام) كانوا حملة العلم واوعيته لكانوا اشرف من محمد واهل بيته(صلوات الله عليهم).
ولتوضيح هذا المطلب نقول: ان المستفاد من مجموع الاخبار في باب شأن(إنا أنزلناه في ليلة القدر) ان القران نزل كله جملة واحدة في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان الى البيت المعمور ومنه الى قلب النبي(صلى الله عليه واله وسلم) كما قال الله عز وجل (نزل به الروح الامين على قلبك) ثم نزل في طول عشرين سنة نجوما من باطن قلبه(صلى الله عليه واله وسلم) الى ظاهر لسانه فكلما اتاه جبرائيل (عليه السلام)بالوحي وقرأ عليه بالفاظه سبقه اليه فهذا مثال يذكره المفسرون في معنى نزول القران جملة على قلب النبي(صلى الله عليه واله وسلم) ثم نزوله تدريجا في تلك المدة .
اذا ادركته امكنك فهم ما ذكرناه في جواب مسألتك.




السؤال: دفاع الوهابية عن اساءتهم للنبي (صلى الله عليه وآله)
دافع الوهابيه عن شبهة بول النبي واقفا بمجموعة امور
استوقفتني اثنين منها
1- انه فعله لبيان انه جائز
2- ان البول اواقفا احصن

الجواب:
ان بيان هذا الحكم لا يتطلب ان يصدر منه هذا الفعل المشين المخالف للذوق العام بل بالامكان بيان ذلك من خلال القول، والقول بان البول واقفا احصن لمن يرتدي اليوم الزي الغربي بخلاف من يرتدي الزي العربي فان الجلوس يكون له احصن ان لم نقل بالتساوي وعلى كل حال فهو احتمال والاحتمال لا ينفع لاثبات الحكم الشرعي على انه ورد عندنا ان النبي ما بال قائما قط بل ورد ذلك بحق غيره من الصحابة وان بعضهم كان لا يجيز شهادة من بال قائما ولقد كذبت عائشة القول بان النبي يبول واقفا فقد ورد عنها قولها من حدثكم ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان يبول قائما فلا تصدقوه. ما كان يبول الا قاعدا.




السؤال: من أسماءه (أحمد)
ما هو السبب والعلّة في تسمية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بأسم احمد في الانجيل وما الدليل على ان أحمد من أسماء النبي (صلى الله عليه وآله)، ولماذا لم يذكر اسم محمد بدل احمد في الانجيل. ما ردكم على من يقول ان اسم النبي (صلى الله عليه وآله) كان اسمه " قثم بن عبد اللات " قبل الاسلام.
الجواب:
في تفسير الميزان ج 19ص 253قال:
وقوله : " اسمه أحمد " دلالة السياق على تعبير عيسى عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله وسلم بأحمد وعلى كونه اسما له يعرف به عند الناس كما كان يسمى بمحمد ظاهرة لا سترة عليها . ويدل عليه قول حسان :
صلى الاله ومن يحف بعرشه ***** والطيبون على المبارك أحمد
ومن أشعار أبي طالب قوله :
وقالوا لأحمد أنت امرء ***** خلوف اللسان ضعيف السبب
ألا إن أحمد قد جاءهم ***** بحق ولم يأتهم بالكذب
وقوله مخاطبا للعباس وحمزة وجعفر وعلي يوصيهم بنصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
كونوا فدى لكم أمي وما ولدت ***** في نصر أحمد دون الناس أتراسا
ومن شعره فيه صلى الله عليه وآله وسلم وقد سماه باسمه الآخر محمد :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا ***** نبيا كموسى خط في أول الكتب
ويستفاد من البيت أنهم عثروا على وجود البشارة به صلى الله عليه وآله وسلم في الكتب السماوية التي كانت عند أهل الكتاب يومئذ ذاك . ويؤيده أيضا إيمان جماعة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى وفيهم قوم من علمائهم كعبد الله بن سلام وغيره وقد كانوا يسمعون هذه الآيات القرآنية التي تذكر البشارة به صلى الله عليه وآله وسلم وذكره في التوراة والإنجيل فتلقوه بالقبول ولم يكذبوه ولا أظهروا فيه شيئا من الشك والترديد .
وأما خلو الأناجيل الدائرة اليوم عن بشارة عيسى بما فيها من الصراحة فالقرآن - وهو آية معجزة باقية - في غنى عن تصديقها، وقد تقدم البحث عن سندها واعتبارها في الجزء الثالث من الكتاب .





السؤال: ملكه (صلى عليه وآله) يفوق ملك سليمان
ورد في بعض لقاءات أحد السادة الكرام أن جميع الفضائل والكمالات للأنبياء والرسل يوجد نظير لها بشكل أتم وأكمل لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. فهل ملك نبي الله سليمان عليه السلام يعتبر من تلك الخصائص والكمالات؟ وهل يصح أن نقول أن ذلك لسيدنا محمد بشكل أتم وأكمل؟ وكيف يستقيم ذلك مع مضمون الآية الكريمة على لسان نبي الله سليمان عليه السلام : (( قَالَ رَبِّ اغفِر لِي وَهَب لِي مُلكًا لَا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعدِي إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ )) (ص:355).
الجواب:
الجواب في غاية البساطة, وهو ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو الانسان الكامل وواسطة الفيض وهو اول واشرف من خلق الله عز وجل، وحينئذ ينبغي ان يكون له من الكمالات ما يليق بشانه ومقامه, ولذلك لا نتصور باي حال من الاحوال ان يكون أي نبي غيره حائزا على ما يتجاوز أي كمال من كمالاته ...
واما دعاء سليمان (عليه السلام) بان يكون له من الملك ما ينبغي لاحد من بعده، فلا يلزم منه ان يكون نبينا (صلى الله عليه واله وسلم) لا يملك ما يزيد عن ملك سليمان، فهو (صلى الله عليه واله وسلم) ينبغي له ملك سليمان وما يزيد عليه وقد سئل الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث طويل عن قول سليمان : (( قَالَ رَبِّ اغفِر لِي وَهَب لِي مُلكًا لَا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعدِي )) (ص:355) ما وجهه وما معناه؟ فقال : الملك ملكان : ملك ماخوذ بالغلبة والجور واختيار الناس، وملك ماخوذ من قبل الله تبارك وتعالى كملك آل ابراهيم وملك طالوت وذي القرنين، فقال سليمان (عليه السلام) : هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي ان يقول انه ماخوذ بالغلبة والجور واختيار الناس، فسخر الله تبارك وتعالى له الريح تجري بأمره رخاء حيث اصاب, وجعل غدوها شهرا ورواحها شهرا, وسخر الله له الشياطين كل بناء وغواص، وعلم منطق الطير، ومكن في الارض، فعلم الناس في وقته وبعده ان ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين من قبل الناس والمالكين بالغلبة والجور ....إلى أن يقول (عليه السلام) قد والله اوتينا ما اوتي سليمان وما لم يؤت سليمان وما لم يؤت احد من العالمين ... الحديث.






السؤال: لقاء بحيرى الراهب
هناك شبهات تدور حول راهب اسمه بحيري الراهب وانه التقى بالرسول الاعظم وعلمه اشياء معينة فمن هو هذا الراهب وهل هذه الشبهة صحيحة؟
الجواب:
تلك الشبهة يذكرها بعض النصارى لينسبوا ما عند النبي صلى الله عليه وآله من المعارف الى راهب نصراني من اهل الشام كان يبشر بظهوره يدعى بحيرى، وخبر بحيرى الراهب رجاله من العامة، وقد ذكره بعض علمائنا في كتبهم استطرادا كما فعل ذلك الشيخ الصدوق في كمال الدين، ولو سلمنا بالخبر فلا يمكن ان يستفاد منه اكثر من حصول لقاء بين النبي صلى الله عليه واله وبين بحيرى الراهب ابان مجيئه الى الشام بصحبة عمه ابو طالب للتجارة قبل البعثة، ولا يعقل ان يكون ذلك اللقاء على قصره سببا لحصول تلك المعارف الدينية والتاريخية والعلمية التي نطق بها القرآن الكريم والسنة الشريفة، فالشبهة إذن متهافتة من جهتين: الاولى ان الخبر عامي ولم يرد عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم، والثانية: عدم معقولية ولا مقبولية تسبيب لقاء قصير الامد مع راهب نصراني لتلك المعارف التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله.





السؤال: اسماء النبي (صلى الله عليه وآله)
يروي أهل السنة أن للنبي المصطفى (ص) مائة وواحد اسماً, ما رأيكم الكريم بهذه الرواية؟
الجواب:
لا يوجد في في كتب الشيعة المعتبرة ما يشبه هذا الحديث، ولكن ذكر الطبرسي في تفسيره ج8/ 255 عن أبي جعفر عليه السلام: إن لرسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر اسما، خمسة في القرآن: محمد وأحمد وعبد الله ويس ونون.
وأورد الشيخ الصدوق في الخصال في باب العشرة عن أبي جعفر عليه السلام: إن لرسول الله عشرة اسماء خمسة منها في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التي في القرآن فمحمد وأحمد وعبد الله ويس ونون، وأما التي ليست في القرآن فالفاتح والخاتم والكافي والمقفى والحاشر.








السؤال: المخالفون ينسبون زورا للنبي (صلى الله عليه وآله) استماعه للغناء
اريد رواية حول ان النبي محمد ص انه جلس في جلسة غنائية في بيت عائشة حيث قرات هكذا حديث في الصحاح وكل الأحاديث في الصحاح التي تجعل الصحاح بانهم على صحة تامة
الجواب:
نحن نعتقد ان النبي لا يرتكب المحرمات ومن المحرمات الثابتة الغناء لكن المخالفين يروون روايات تشير الى استماع النبي للغناء بل والامر به ففي مسند احمد ومجمع الزوائد 8/130 قال :عن السائب بن يزيد ان امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة تعرفين هذه قالت لا يا نبي الله قال هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك قالت نعم فأعطتها طبقا فغنتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد نفخ الشيطان في منخريها . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح
وفي مجمع الزوائد 8/130 ايضا قال :
وعن عائشة قالت كان عندنا جارية تغني فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهي على تلك الحال ثم أستأذن عمر فوثبت فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال مم تضحك يا رسول الله فاجرة فقال لا أبرح حتى أسمع مما تسمع - أو ما يسمع منه النبي صلى الله عليه وسلم - فأمرها فأسمعته . ورجاله ثقات .
وفي سنن ابن ماجه 1/612 قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت : دخل على أبو بكر، وعندي جاريتان من جواري الأنصار . تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث . قالت وليستا بمغنيتين . فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد الفطر . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا أبا بكر ! إن لكل قوم عيدا . وهذا عيدنا " .
وفي سنن ابن ماجه 1/612 ايضا قال :
حدثنا هشام بن عمار . ثنا عيسى بن يونس . ثنا عوف عن ثمامة ابن عبد الله، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببعض المدينة . فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن :
نحن جوار من بنى النجار ***** يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " الله يعلم إني لأحبكن " . في الزوائد : إسناده صحيح ورجاله ثقات .



السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) رحمة للعالمين
بسم الله الرحمن الرحيم (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) صدق الله العلي العظيم
ظاهر الآيه واضح جداً، لكن لدي سؤال بخصوص كلمة العالمين الوارده في الايه الكريمه:
هل المقصود بالعالمين بالخلق جميعاً منذ بدأ الخليقة، أو منذ ولادة الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) في عام الفيل، أو عند نزول الوحي؟
ولغويا: هل فيها اشاره مكانيه الرحمه؟ بمعنى: هل المقصود برحمه الكون أو الخليقه جميعاً، ام فقط الكره الارضيه؟
مع فائق الشكر والتقدير، ووفقكم الله بما فيه خير في الدنيا والآخره.
الجواب:
الثابت عندنا أن النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(عليهم السلام) علّة غائية لخلق الوجود بما فيه، أي: أن الله تعالى لم يكن ليخلق الخلق لولا محمداً وآله الطاهرين.
وورد في هذا المعنى عدّة أخبار؛ منها على سبيل المثال حديث: ( لولاك لما خلقت الأفلاك)، وحديث الكساء المبارك الذي ورد في آخره: (إني ما خلقت سماءا مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلما يدور ولا فُلكا تسري ولا بحرا يجري إلا لمحبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء).. وحينئذ فإن كونه صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين شامل لجميع عوالم الإنس والجن والملائكة وغيرهم من أصناف خلقه تعالى، منذ أن خلق الله الخلق وحتى قيام الساعة.







السؤال: كيف تزوج (صلى الله عليه وآله) بزينب بنت جحش
أقول: بخصوص حكاية زواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من زينب بنت جحش يستشكل البعض على هذه القصة أنها تُخالف الغيرة و فيها نوع من التقزز, فكيف يرضى الله بأن ينزع زوجة رجل و يُعطيها لرجل آخر (و إن كان نبيّاً)؟ هل يرضى أحد عاقل أن تُؤخذ زوجته منه لمُجرّد أن رجلاً أُعجب فيها؟ هل هذا ينسجم مع العدالة و الفطرة السليمة و الذوق العام؟

الجواب:
الله سبحانه وتعالى عندما فرض على نبيّه بأن يتزوج بزينب أراد القضاء على ظاهرة اجتماعية خاطئة وهي عدم الزواج بزوجات الأدعياء، فالاعتراض اذا كان يوجه على احد فهو يوجه عليه سبحانه وتعالى، كيف فرض ذلك على نبيّه! ولا احد يحق له توجيه مثل هكذا اعتراض.
ثم إن الزواج جرى بعدما طلق زيد زوجته برغبته واختياره فهو قد أعرض عنها والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ارشده الى امساك زوجته، لكن زيداً أبى الا الطلاق، فما المانع بعد ذلك من الزواج بها.
واليوم يحصل الطلاق كثيرا ثم بعد ذلك يحصل الزواج من هذه المطلقات دون ان تكون هناك حزازة في مثل هكذا زواج.





السؤال: رجمه لماعز بن مالك
هل نقل التاريخ ان الرسول الأعظم ص اقام الحد و لو مرة واحدة على احد الزناة ( ماعز بن مالك ) أتاه تائبا مقرا بذنبه فأمر برجمه حتى الموت ؟
الجواب:
تشير رواية في الكافي الى ان النبي امر برجم ماعز عندما اقر بزناه لكنه اعترض على قتله بعد ان هرب وقال فهلا تركتموه اذا هرب يذهب فانما هو الذي اقر على نفسه ثم قال لهم : اما لو كان علي حاضرا معكم لما ضللتم ثم قال ووداه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من بيت المسلمين .



السؤال: إشكال ذكره بعض اعداء الاسلام في موضوع زواج النبي من زينب بنت جحش
أقول:
أولاً: هل القضاء على ظاهرة عدم الزواج بزوجات الأدعياء أو بالأصح بمُطلّقات الأدعياء لا يكون إلا من خلال انتزاع الزوجة منه بهذه الصورة البشعة؟ ألا يستطيع أن يُنزل الله حُكماً خطابيّاً قرآنيّاً في ذلك دون الحاجة إلى تطبيق عملي يُثير الريبة؟
بعبارة أُخرى: هل توقّف إبطال هذا الحُكم على نزع زوجة الرجل منه؟ (حبكت يعني)!!!
لأن البعض يقول أنه انتزعها منه لشهوة جنسيّة مُستدلّاً ببعض الروايات التي تحكي القصّة, ويقول هذا البعض أن القضيّة لم تكن قضيّة إنشاء حُكم شرعي (إبطال حُكم عدم التزوّج بمُطلقات الأدعياء), بل كانت القضيّة أن مُحمداً أُعجِب بهذه المرأة وأرادها له, ولكنه كان مُحرجاً من التصريح بذلك, فاصطنع هذه القصّة للتغطية على هذه الحقيقة ونسبها إلى الله ليظهر بالمظهر الحسن.
إذ لو كانت القضيّة هي إنشاء حُكم شرعي, فيُكتفى بنزول آية تُصرّح بذلك دون الحاجة إلى التطبيق العملي بالزواج منها, فدل ذلك أن القضيّة كانت قضيّة جنسيّة بحتة, وهذا مطعن قوي جداً ينسف أصل النبوّة والإسلام, إذ يصوّر النبي (ص), بأنه شخص شهواني استقلالي يقوم بتأليف الآيات القرآنية اتباعاً لشهواته, أو يصوّر أن الله يتبع شهوات النبي (ص) بحيث يرضيه على حساب مصالح الغير, فهم يصوّرون الله أنه يُدمّر الحياة الزوجيّة لزيد بن حارثة إرضاءاً لرغبات النبي (ص) الجنسيّة, ورب مثل هذا لا يكون رباً.
فيلزمكم حسب هذا التفسير أحد أمرين:
أ‌- إما أن يكون النبي (ص) ليس نبيّاً يقوم بتأليف كتاب يوافق أهوائه الجنسيّة وينسبه إلى الله كذباً.
ب‌- أو يكون الله ظالماً يُدمّر الحياة الزوجيّة لرجل إرضاءاً لشخص آخر, والرب الظالم ليس رباً, وبالتالي نبيّه ليس نبيّاً.
وبكلا الحالتين يبطل الدين الإسلامي, ففي الحالة الأولى تبطل النبّوة, وفي الحالة الثانيّة تبطل الربوبيّة والنبوّة معاً.
ثانياً: طيّب لماذا أعرض زيد بن حارثة عن زوجته؟ ألستم تروون أنه أعرض عنها إرضاءاً للنبي (ص)؟!
معنى ذلك أن شهوة وإعجاب النبي (ص) بزوجة زيد جعل زيداً يرغب عن زوجته, وبهذا يكون النبير(ص) سبباً في تدمير الحياة الزوجيّة لرجل مسكين ذنبه الوحيد أنه كان مُحباً للنبي (ص) ومُصدقاً لنبوّته!
واللوم ههُنا لا يرجع للنبي (ص) وحده, بل يرجع إلى زيد الذي سكت عن مُحمّد الذي تغزّل بزوجته وأُعجب فيها حسب رواياتكم, فلو كان لهذا الرجل (زيد) ذرة غيرة لما سكت عنه, بل إن أي شخص شريف يحصل معه هذا الموقف سوف يقوم ببغض هذا الرجل والتشهير به وسيقوم بدعوة الناس إلى إبطال نبوّته.
فتخيّل أن يأتي رجل يدّعي أنه نبيّ من الله ويدّعي الشرف والغيرة والعِفة والتقوى يتغزّل بزوجتك ويُعجب فيها ويبلغك هذا الأمر الخطير, فأوّل ما يخطر ببالك أن هذا الرجل ليس نبيّاً لأنه لم يراعِ العِفة والتقوى والأخلاق.
نستطيع أن نقول أن النبي (ص) [حسب هذا التصّور] أول من سن في الإسلام سُنة (المُعاكسات = المغازل) حسب رواياتكم المخزية!
ثالثاً: ثم تقولون أن النبي (ص) (الشريف العفيف طبعاً) قال لزيد اتق الله وأمسك عليك زوجك! طيّب.
لماذا لا يُقال للنبي (ص) نفسه (اتق الله ولا تُعاكس ولا تُغازل زوجات الآخرين)؟!
ثم إن النبي (ص) ههُنا يتظاهر بالطيبة والعِفة, فهو من داخله (حسب القرآن) مُعجب بزينب, ولكنه يتظاهر بالطيبة والعِفة.
إذن قضيّة (أمسك عليك زوجك) هي عبارة عن تصنّع للأخلاق, إذ لو قبِل النبي (ص) طلاقه زيد لزوجته فوراً لظهر بمظهر سيئ يصوّره بأنه شخص اسقلالي متلهّف على الزواج من زوجة زيد !
رابعاً: نعم لا غضاضة بالزواج من مُطلقة, ولكن الغضاضة أن يحصل انتزاع لهذه المُطلقة من زوجها ثم الزواج منها كما حصل في قصة زواج النبي (ص) من طليقة زيد بن حارثة, بل ما يزيد الأمر سواءاً المُغازلة التي قام بها النبي (ص) لإمرأة أجنبيّة وعدم غضه لبصره! نعم هذه هي الغضاضة.
خامساً: لأكن صريحاً معك, هذه القصص شككتنا بأصل النبوّة والإسلام, ولا يُمكن إنكارها لثبوت أصلها في القرآن المُدّعى تواتره وقطعيّة صدوره والمُدعّم بعِدة روايات تفسيريّة صحيحة عند المؤالف والمُخالف, فلا يوجد عاقل يقبل أن يصوّر نبيّه بهذا الشكل, ولست وحدنا من نقول ذلك, بل اعترف أكابر عُلمائنا بذلك, وبما أننا من الشيعة سنورد ما قاله السيد المُرتضى (المحسوب علينا) بهذا الخصوص.
قال السيّد المُرتضى في كتابه تنزيه الأنبياء ما نصّه عند تعليقه على بعض الروايات الحاكية لقصة زواج النبي (ص) من زينب بنت جحش:
[لم نُنكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن فعل الشهوة يتعلق بفعل العباد وأنها معصية قبيحة, بل من جهة أن عشق الأنبياء عليهم السلام لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم وحاط من مرتبتهم ومنزلتهم, وهذا مما لا شبهة فيه, وليس كل شئ يجب أن يجتنبه الأنبياء صلى الله عليه وآله مقصورا على أفعالهم .
ألا ترى أن الله تعالى قد جنبهم الفظاظة والغلظة والعجلة, وكل ذلك ليس من فعلهم, وأوجبنا أيضا أن يجتنبوا الأمراض المنفرة والخلق المشينة كالجذام والبرص وتفاوت الصور وأضطرابها, وكل ذلك ليس من مقدورهم ولا فعلهم .
وكيف يذهب على عاقل أن عشق الرجل زوجة غيره منفر عنه معدود في جملة معائبه ومثالبه, ونحن نعلم أنه لو عرف بهذه الحال بعض الأمناء والشهود لكان ذلك قادحا في عدالته وخافضا في منزلته, وما يؤثر في منزلة أحدنا أولى من أن يؤثر في منازل من طهره الله وعصمه وأكمله وأعلى منزلته . وهذا بين لمن تدبره .]. راجع ص158.
قلت: هنا يعترف المُرتضى أن فعل النبي (ص) على ما تصوّره الروايات التي وصفها أنها (خبيثة):
أولاً: مُنفّر.
ثانيّاً: حاط من مرتبته ومنزلته.
ثالثاً: معدود في جُملة معائبه ومثالبه.
رابعاً: قادحٌ في عدالته وخافضٌ من منزلته.
ومن كانت هذه صفاته فليس بنبي!
وأخيراً, نتمنى منكم الإجابة على هذه الانتقادات والإشكالات بدون عاطفة وخلفيّات مُسبقة.
الجواب:
إن اعداء الاسلام وأعداء النبي صلى الله عليه وآله الذين نقلت قولهم أو تبنيته يبحثون عن الذرائع ليلصقوا المعائب والقبائح بالدين الاسلامي وبنبيه الكريم صلى الله عليه وآله، فدأب هؤلاء وديدنهم هو الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله بتتبع بعض الروايات والاخبار التي يفسرونها طبقا لأهوائهم وتبعا لنفوسهم المريضة الملئية بالأحقاد على اسلام ونبيه العظيم وعلى القرآن الكريم الذي فضح أفعالهم وأنكر تصرفاتهم الخرقاء مع أنبياء بني إسرائيل وقتلهم لهم ومحاربتهم للحق وتزويرهم للكتب السماوية وتلاعبهم بتراث الأولياء والصالحين حتى نسبوا إلى عيسى عليه السلام انه متولد من رجل وافتروا على مريم بهتنانا عظيما... فهؤلاء أهون من أن يعتنى بقولهم وكنا قد أجبنا على كثير من الإشكالات التي طرحوها في مواضع متفرقة من صفحتنا العقائدية، ولكن سنرد باختصار على هذا الإشكال الذي يتعلق بموضوع زواج النبي صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد بن حارثة.
يجب أن تفهم قبل كل شيء ان الغرض من هذا الزواج هو نقض عادتين خرافيتين من عادات الجاهلية، إحداهما: الاشمئزاز والاستنكاف من تزويج مولى من الموالي بامرأة حرة، وثانيهما: اعتبار كون الأدعياء أبناء وكون أزواجهم في حكم أزواج البنين. فالشيء الذي لم يتطرق إليه هذا المستشكل في قضية زواج زينب بنت جحش من زيد بن حارثة ان زينب قد استشارت النبي صلى الله عليه وآله في التزويج، وأمرها النبي بالتزويج من زيد، فكرهت هي وأختها ذلك وقالت: إنه عبد ونحن كذا وكذا (فزينب هي ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وآله)، فلو كان النبي صلى الله عليه وآله يهواها ويرغب فيها تلك الرغبة التي وصفها كاتب الاشكال لكان قد تزوج من ابنة عمته زينب منذ البداية وانتهى الأمر، ولما كان قد أمرها بالتزويج من زيد بن حارثة، وحينما اختلف زيد مع زوجته زينب مخاصما لها واراد طلاقها وعظه النبي صلى الله عليه وآله وقال له: (لا تطلقها واتق الله في مفارقتها) فلو كان النبي مثلما يزعمون -وخسأوا فيما يزعمون- يرغب في زينب تلك الرغبة الشهوانية لما نصحه بعدم طلاقها ولرحب بهذه الخطوة أو على الأقل تركه وشأنه ليقرر ما يريد بشأنها من دون أن ينصحه بشيء. ورد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : (( وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم )) (الاحزاب:366) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الأسدية من بني أسد بن خزيمة وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وآله, فقالت : يا رسول الله حتى أؤامر نفسي فانظر, فأنزل الله (( وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ .. )) فقالت : يا رسول الله أمري بيدك فزوجها إياه فمكثت عند زيد ما شاء الله, ثم إنهما تشاجرا في شئ إلى رسول الله فنظر إليها النبي صلى الله عليه وآله فأعجبته فقال زيد : يا رسول الله تأذن لي في طلاقها فان فيها كبرا وانها لتؤذيني بلسانها, فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اتق الله وامسك عليك زوجك وأحسن إليها, ثم إن زيدا طلقها وانقضت عدتها فأنزل الله نكاحها على رسول الله فقال : (( فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنهَا وَطَرًا زَوَّجنَاكَهَا )) (الاحزاب:377) الحديث (تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 2 - ص 1944).
ثم لنشر إلى حقيقة تاريخية وهي أن اعداء الاسلام من اليهود والمنافقين قد اتخذوا من قضية تزويج زينب بزيد ذريعة للمس بالنبي والاساءة إليه منذ صدر الرسالة وليست القضية الذي يتضمها هذا الإشكال وليدة اليوم أو الساعة، بل هي امتداد تاريخي لسجل الاساءات ضد النبي صلى الله عليه وآله، فهؤلاء المعاصرون ينسجون على منوال آبائهم وأجدادهم مع تغيير طفيف وخاصة في منهج صياغة الإشكالات ضد الاسلام ونبيه، ولكي يتضح لكم أن الإشكال المذكور هنا هو قديم - جديد سنذكر ما أورده الطبرسي في تفسير مجمع البيان من أن قوله تعالى: (( وَمَا جَعَلَ أَدعِيَاءَكُم أَبنَاءَكُم )) (الاحزاب:44): نزلت في زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، من بني عبد ود، تبناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل الوحي، وكان قد وقع عليه السبي، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسوق عكاظ. فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعاه إلى الاسلام فأسلم، فقدم أبو حارثة مكة، وأتى أبا طالب وقال: سل ابن أخيك فإما أن يبيعه وإما أن يعتقه. فلما قال ذلك أبو طالب لرسول الله, قال: هو حر فليذهب حيث شاء. فأبى زيد أن يفارق رسول الله صلى الله وآله وسلم فقال حارثة: يا معشر قريش ! اشهدوا أنه ليس ابني. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اشهدوا أنه ابني - يعني زيدا - فكان يدعى زيد بن محمد. فلما تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم زينب بنت جحش فكانت تحت زيد بن حارثة, قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه, وهو ينهى الناس عنها . فقال الله سبحانه: ما جعل الله من تدعونه ولدا وهو ثابت النسب من غيركم ولدا لكم . (( ذلكم قولكم بأفواهكم )) أي : إن قولكم الدعي ابن الرجل شئ تقولونه بألسنتكم لا حقيقة له عند الله تعالى (تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 8 - ص 1199).
أما ما ذكره المستشكل زاعما أن السيد المرتضى ينكر ماورد من قصة زينب ويصف الروايات التي تتعرض لذكرها بالخبيثة فإنه تدليس، لأن السيد المرتضى لا يتكلم عن قصة زينب وتزويجها زيد بن حارثة كما وردت في الروايات الصحيحة بل هو بصدد رد رواية ضعيفة ورد فيها ان النبي صلى الله عليه وآله قد عشق زينب أو هواها، وسننقل لك ما ورد قبل هذا الاقتباس الذي دلسه هذا المستشكل الخبيث: قال السيد المرتضى في (تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - ص 157) فإن قيل: فما المانع مما وردت به الرواية من أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى في بعض الأحوال زينب بنت جحش فهواها فلما ان حضر زيد لطلاقها اخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعده وهواه لها, أو ليس الشهوة عندكم التي قد تكون عشقا على بعض الوجوه من فعل الله تعالى وأن العباد يقدرون عليها؟ وعلى هذا الوجه يمكنكم انكار ما تضمنه السؤال. قلنا : لم ننكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن فعل الشهوة يتعلق بفعل العباد وأنها معصية قبيحة, بل من جهة أن عشق الأنبياء عليهم السلام لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم وحاط من مرتبتهم ومنزلتهم, وهذا مما لا شبهة فيه, وليس كل شئ يجب ان يجتنبه الأنبياء صلى الله عليه وآله مقصورا على افعالهم... الخ.
وعليه فجميع ما ذكره من الاعتراضات التي بناها على هذا التدليس لا موضوع له، فالإشكال قد تمت صياغته طبقا لعبارات متفرقة مقتطعة عن سياقها، والغرض هو ذات الغرض القديم: الإساءة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وآله.





يتبع


رد مع اقتباس