عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/06/22, 05:16 PM   #4
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي في احتفال تأبين شهداء اليمن في مقر وكر التجسس الأمريكي السابق 3

ب ـ قال النبي(ص): أنا يماني

هذا الصمت غير المسبوق للمجتمع الدولي تجاه جرائم آل سعود، يحكي عن حساسية ثورة اليمن لدى العدو

إذا كان المجتمع الدولي يسكت عن جرائم إسرائيل في غزّة، فلم يكن هذا شيئا جديدا، بل قد امتدّ هذا السكوت الدولي منذ حوالي قرن وله سابقة طويلة. إذ تشعر الأحزاب الحاكمة على البلدان الغربية بأنها مدينة للصهاينة فبسبب هذا الشعور وبسبب انقياد هذه الأحزاب التي تحكم الشعوب الأوروبية والأمريكية لإسرائيل، كانوا وما زالوا يلزمون الصمت عن جرائم إسرائيل بطبيعة الحال، وقد سكتت البلدان الاستكبارية عن جرائم إسرائيل منذ اليوم الأول. ولكن بالنسبة إلى الجرائم الأخرى فلم يحصل مثل هذا السكوت، حتى عندما أراد الأعداء أن يمارسوا جرائم وحشيّة بحقّ الشعب السوري، حاول بعض البلدان أن يحافظوا على ماء وجههم ويعبّروا عن اعتراضهم وقلقهم بحسب الظاهر.
أمّا هذا الكمّ من العداء والحقد الذي يمارس الآن بحقّ الشعب اليمن مما لا نظير له في تاريخنا المعاصر. حتى حينما هجم حزب البعث العراقي على إيران، كان يحاول أن يحفظ سمعته نوعا ما. كما نفس آل سعود أيضا ـ وقد أشار سماحة السيد القائد إلى هذا المعنى ـ كانوا يسعون للحفاظ على بعض الظواهر في مواقفهم، وإذا بهم يبادرون بقصف وحشي على بلد مظلوم آخر دون أي سبب، ثم يسكت المجتمع الدولي بكل بساطة. هذا ما يدلّ على أن الأعداء أيضا قد وعوا حساسيّة ثورة اليمن.

كلما ازداد الشعب اليمني مظلومية، تثبت أحقيّة ثورته ويزداد قوّة

كلما ازدادت مظلومية الشعب اليمني في ثورته هذه، تثبت أحقيته لنفسه ولمؤمني المنطقة ولأهل العالم جميعا، ولا شكّ في أنه يزداد قوّة.
نحن نعلم أن الشعب اليمني قد سبق الكثير من المؤمنين المقاومين في المنطقة من بعض الجوانب. لقد ودّ أعداؤنا كثيرا أن لا تنطلق هذه الثورة ولا تستقيم أعمدتها إذا انطلقت، وأن يخمدوا وهجها إذا استقامت. إذ كانوا يعرفون أن لا أحد يقوى على مواجهة الشعب اليمني مع ما يملكه من ثقافة وإيمان.
نحن نترقّب بعض مقدمات الظهور من أحداث اليمن، وكان جميع المؤمنين من قبل يرون وقوع مقدمات الظهور منوط بتبلور ثورة في اليمن. وذلك لأن رواياتنا قد تحدّثت كثيرا عن اليمن. وحقّا إن أحداث اليمن هي من مقدمات الظهور.
لا أريد أن أقارن بين المؤمنين الثوريين من أبناء اليمن وبين غيرهم، وكما جاء في المثل: لكل ورد رائحة. فجميع شعوب المنطقة والشباب الثوريين قد صنعوا أروع الملاحم كلّ بحسبه، من قبيل الملاحم الرائعة والفريدة التي صنعها الشباب الثوريون الأفغانيّون والسوريّون واللبنانيّون والعراقيّون في مواجهة التكفيريين والإرهابيين الوحوش ولا سيّما في دفاعهم عن حرم أهل البيت(ع)، ولكن بالرغم من كل مظاهر الجمال التي يتحلّى بها شعوب المنطقة، لا أدري لماذا كان الجميع في انتظار الشعب اليمني؟
أحد الإخوة اليمنيين الأعزاء قال لي: «نحن الیمنیین قنوعون، فعندما يرزقنا الله اليوم، لا نهتمّ لرزق الغد، هذه من طبائعنا الشعبية». إن هذه الخصلة هي موهبة من الله للمؤمن الثوري.
وكان أحد أبناء الشعب اليمني الشريف حاضرا بين جمع من طلاب الجامعة الإيرانيين وكانوا قد سألوه عدّة مرّات: «هل لديكم صواريخ لكي تردّوا على العدوّ؟» فاستغرب هذا الشابّ اليمني وأجابهم بجواب أعجبني كثيرا. قال: «وهل كان لديكم صواريخ يوم ثُرتم؟! أنتم الآن قد بلغتم هذا التطور. بينما حتى في أيام الدفاع المقدّس لم تكونوا تحظون بهذه التجهيزات. فلماذا تسألوني عن الصواريخ؟ لدينا الله وهو حامينا».
إن أخلاق الشعب اليمني واعتقادهم وإيمانهم بالله عز وجل وحبّهم لأهل البيت(ع) معروف لدى الجميع. طبعا لا أحد من أئمة الهدى قد دفن في اليمن، ولكن لدينا أخبار عن حبّ أهل اليمن لأهل البيت(ع) حبّا قلّ له من نظير.

كان يقول النبي(ص) ومن أجل التعبير عن حبّه لأهل اليمن: «أنا يماني»

كان يقول النبي الأكرم(ص) أحيانا ومن أجل التعبير عن حبّه لأهل اليمن: «أنا يماني»؛ «إنَّ خَیْرَ الرِّجَالِ أَهْلُ الْیَمَنِ، وَ الْإِیمَانُ یَمَانٍ، وَأَنَا یَمَانِيٌّ»[الأصول الستة عشر/ص81] وقال رسول الله(ص) في رواية أخرى: «...رِجَالُ أَهْلِ الْیَمَنِ أَفْضَلُ،‏ الْإِیمَانُ یَمَانِیٌ‏ وَ الْحِکْمَةُ یَمَانِیَّةٌ وَ لَوْ لَا الْهِجْرَةُ لَکُنْتُ امْرَأً مِنْ أَهْلِ الْیَمَن» [الكافي/ج8/ص70]
لابدّ أن نتذاكر في مجالسنا المعنوية والمعرفيّة أحاديث النبي الأكرم(ص) وأئمة الهدى(ع) في حقّ أهل اليمن. حتى أن روايات الظهور قد أعطت شأنا لأهل اليمن واعتبرت رايتهم أهدى الرايات؛ «وَ لَیْسَ فِی الرَّایَاتِ رَایَةٌ أَهْدَى مِنْ رَایَةِ الْیَمَانِیِّ هِيَ رَایَةُ هُدًى»[الغيبة للنعماني/ ص256]. يعني أن أهل اليمن ولما يتصفون به من خصائص سيكون لهم موقع يجعلهم دليلا واضحا للحق وسيعرف الناس بهم الحق أسهل من الطرق الأخرى. وهذا ما يدلّ على أنه لا يعتريهم وهن أو اعوجاج في درب دفاعهم عن الحق. أما أعداؤنا فقد ساهموا بازدياد وعي الشعب اليمني عبر هذا الظلم البشع الذي ارتكبوه بحقّهم.

إن ثورة الشعوب المظلومة في المنطقة، طريق لا عودة فيه

قال أحد الإخوة اليمنيين الآن: بعد هجوم آل سعود الشرس على الشعب اليمني، تضاعفت وحدة الشعب وبصيرتهم أضعافا مضاعفة. أنا لا أدري ماذا ينبغي لنا في مجلس تأبين شهداء اليمن وإجلال الشعب اليمني المظلوم، أفهل نفرح أو نحزن؟! نحن وإن أقمنا مجالس العزاء على مصائبهم وتوسلنا إلى الله لانتصارهم وحزنّا على مآسيهم ومظلوميتهم وكل ذلك من وظيفتنا وعلامة على إيماننا، ولكن مع ذلك نعيش حالة السرور في داخل قلبنا لما نشاهده من قوّة المقاومة وقوّة البصيرة وهذه الثورة التي لا عودة فيها. فنحن مغتبطون بهذه الحركة التي لا يعتريها وقوف.
لا يمكن لشعوب المنطقة من أهل الشام من لبنان إلى سورية وأهل العراق من شماله إلى جنوبه وغيرهم من الشعوب المؤمنة في هذه المنطقة، أن يرجعوا من هذا الطريق الذي سلكوه. فلن ينسوا حماة الإرهابيين أبدا، ولن يتخلّوا عن هتافهم صدّ الاستكبار. فإن هذه المظالم أصبحت من تاريخ شعوب المنطقة.

يتبع إن شاء الله...


رد مع اقتباس