عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/05/20, 01:49 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي من يجعل التقوى أساساً لفكره وقوله وعمله يوفّق في الدارين

بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ

الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ

الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌه

سماحة المرجع صادق الشيرازي: من يجعل التقوى أساساً لفكره وقوله وعمله يوفّق في الدارين

يجعل التقوى أساساً لفكره وقوله


قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله جمع من الفضلاء من مكتب آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله بقم المقدسة، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الجمعة الموافق للثاني والعشرين من شهر شعبان المعظّم 1430 للهجرة، فألقى سماحته كلمة قيّمة عليهم استهلها بالآية الشريفة: «ومَن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب» ، وقال: قبل قرنين تقريباً كان يعيش في مدينة النجف الأشرف عالماً من العلماء الذي كان مرجعاً للتقليد، وهو المرحوم الشيخ محسن خنفر قدّس سرّه.

مرض الشيخ محسن خنفر في أخريات حياته مرضاً أجلسه في البيت وألزمه الفراش، بحيث لم يستطع مزاولة شؤون المرجعية من التدريس، وتحقيق المسائل، والإجابة على الأسئلة الشرعية و...، وطال به المرض إلى أن توفي رضوان الله تعالى عليه عام 1270 للهجرة، وتوفي الشيخ صاحب الجواهر قبله بأربع سنوات أي عام 1266 للهجرة، وفي الفترة ما بين وفاة صاحب الجواهر إلى وفاة الشيخ خنفر صارت المرجعية للمرحوم الشيخ مرتضى الأنصاري رضوان الله تعالى عليه.

ونقلوا أنه جيء للشيخ الأنصاري رضوان الله تعالى عليه بكيس كبير مملوءاً بالليرات الذهبية وكان الكيس يسع لمئة كغم، وبدون أن يفتحه الشيخ الأنصاري قال: احملوه إلى الشيخ محسن خنفر. فأتوا به إلى الشيخ خنفر فقال: ما هذا؟ قالوا: الشيخ الأنصاري يبلّغكم السلام ويقول هذا لك. فسأل عما فيه؟ قالوا: دنانير من ذهب. فجلس الشيخ خنفر وفتح الكيس وأخذ ديناراً واحداً وكسر منه كسرة وأخذها وأرجع المتبقي منه في الكيس وقال: ارجعوا به إلى الشيخ الأنصاري، فهذا المقدار الذي أخذته يكفيني حالياً.

وعندما أرجعوا الكيس إلى الشيخ الأنصاري قام بصرف الدنانير على الموارد الشرعية والخيرية وغيرها. وبعد أيام توفي الشيخ خنفر وتبيّن أنّ المقدار الذي أخذه من الذهب كانت حاجته وحاجة عائلته للأيام المتبقية من حياته.

وعقّب سماحته: إن ما قام به الشيخ خنفر كان مصداقاً من مصاديق قوله الله تعالى: «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب».

وقال سماحته: إن التقوى أساس لكل إنسان وبالأخص لأهل العلم، في أي مستوى كانوا، سواء كانوا طلاباً في بداية دراستهم أو مراجع للتقليد. فأهل العلم بحاجة إلى أن يلتزموا بالتقوى أكثر من غيرهم، فالتقوى أحسن وسيلة ومخرج في الدنيا والآخرة.

وقال سماحته موضّحاً: من مصاديق التقوى أنه إذا سألني ـ بصفتي واحد من أهل العلم ـ أحد: ما مقتضى التقوى في التعامل مع المال، أو مع العلم، أو مع المجتمع، أو مع السياسة، أو مع العائلة، أو مع الأعداء، أو مع الأصدقاء، أو عن مقتضى التقوى في التعامل حين الرخاء أو حين الشدّة؟ فيجب عليّ أن أطبّق على نفسي وأعمل بالجواب الذي سأقوله له. أي أن أطبّق على نفسي الضوابط الشرعية المنطبقة على غيري. وهكذا إنسان ـ أي المتّقي ـ يوفّق في الحياة أكبر توفيق، ويرتقي في مراتب التوفيق أكثر وأكثر.

وأردف سماحته: إن الله تعالى جعل الدنيا دار مشاكل ليختبر عباده، كما قال عزّ من قائل: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً» ، والفتنة في الآية الشريفة تعني الامتحان والاختبار. والمتّقي مشمول بذلك، أي تصيبه المشاكل ويعاني من الأزمات والابتلاءات العائلية والاجتماعية وغيرها. ولكن بما أنه يجعل التقوى أساساً له في كل أموره فيوفّق في دنياه وآخرته.

وأشار سماحته إلى نموذج ممن جعلوا تقوى الله أساساً في أعمالهم وقال: إن الذين صحبوا مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله ورأوه وسمعوا منه أحاديثه كانوا مئات الألوف، وأولئك قد صحبوا أكبر قوّة قدسية خلقها الله تعالى، وأشرف الأولين والآخرين. فالذين كان التقوى أساس انطلاقهم في كل شيء وفّقوا في الدنيا والآخرة كأمثال أبي ذر وسلمان وعمّار والخباب وجابر الأنصاري وعثمان بن مظعون.

وختم دام ظله كلمته القيّمة مؤكّداً: يجدر بالجميع وبالخصوص أهل العلم، في أي مجال كانوا وفي أي مقام، وفي شتى الأدوار، أن يجعلوا تقوى الله سبحانه وتعالى أساساً لأنفسهم ولأعمالهم، وأساساً في تعاملهم مع شتى المشاكل والأزمات، وفي تعاملهم مع غيرهم، ومنطلقاً لهم لكل فكرة ولكل عمل، ومنطلقاً لكل مؤسسة ودراسة، وغير ذلك، كي يوفّقوا في الدارين.


منقول من مؤسسة الرسول الاعظم



lk d[ug hgjr,n HshshW gt;vi ,r,gi ,ulgi d,t~r td hg]hvdk



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس