[أبو زينب اليمني]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ مصطفى!
تقسيم الأصول إلى " أصول دين " و " أصول مذهب " هذا التقسيم كلام فارغ، لا معنى له، وهو من ابتكار بعض المتفلسفين.
يا عزيزي!
الدين عند الله واحد، وهو دين الإسلام، وكل فرقة تزعم أنها على الحق، وأن مذهبها هو الدين!!.
فأنا مثلا، أرى أن المذهب الذي أنتمي إليه، وأتعبد به، وهو مذهب أهل البيت، أرى أنه هو الإسلام، وأنه هو الدين الذي جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، وأصول مذهبي هي نفسها أصول الدين، فلا فرق بين أصول الدين وأصول المذهب.
ذاك التقسيم لا يسمن ولا يغني من جوع حقيقة، وهو من تصنيفات المتفلسفين الذين يسترزقون أقلامهم بعلم دجلي عقيم!.

سألت عن الإمامة، وقد أجبناك أن الإمامة أصل من أصول الدين وقدمنا الأدلة بالتفصيل على هذا الأمر، ولكن يبدو أنكم لا تقرأون!!.
وقولك : إن التفصيل الذي قدمناه ممل!!.
نقول لك : " التفصيل الذي قدمناه يتضمن أدلة وبراهين علمية، وليس كلاما فارغا حتى تصفه بالممل!!.
التفصيل فيه فوائد للقراء، فوائد عقائدية وفوائد علمية، والذي دفعنا إلى هذا التفصيل هو أننا وجدنا المسلمين مختلفين في هذه الآيات، وقد ذهب كل مذهبا وسلك منهجا، فكان لزاما أن نوضح الأمر مفصلا، وبطريقة لا تدع مجالا للشك والريبة!.
فما عليك يا أخانا إلا أن تقرأ وتفهم، وقد نبهنا منذ البداية أن الفهم السليم لكل ما قدمناه يتطلب أن يكون القارئ الكريم ملما إلماما كافيا بعلوم اللغة، علوم اللسان العربي المبين، وهو اللسان الذي نزل به القرآن الكريم.
عدم قدرتك على فهم كلامنا لا يعني أن ما قدمناه يعتبر مملا كما تزعم، ولكن المطلوب منك أن تعي علوم العربية، وعند ذاك ستدرك أن كلامنا أحلى من العسل!!.
وقد قيل : " لا يعرف العطر حق معرفته إلا العطار ".
ليس عيبا أن يجهل المرء بعض المسائل العلمية، ولكن العيب أن يظل جهولا ويجادل بغير علم.

وخلاصة الكلام :
نحن نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين، واعتقادنا مبني على نصوص قرآنية.
وإذا أنت في شك من ذلك فحاورني.
تفضل!
حاورني في الإمامة.

قال تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تاويلا }.
( سورة النساء - الآية رقم : ٥٩ ).

نحن نستدل بهذه الآية الشريفة على أن الإمامة أصل من أصول الدين.
وكيفية استدلالنا بالآية مذكور هاهنا بالتفصيل، ولا حاجة إلى الإعادة.
فعلى القارئ الكريم أن يقرأ ويعي، وإذا كان هناك أي إشكال أو اعتراض فنحن مستعدون للنقاش والتوضيح.

وقال تعالى : { إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }.
( سورة المائدة - الآية رقم : ٥٥ ).

نحن نستدل بهذه الآية الشريفة على أن عليا عليه الصلاة والسلام هو الخليفة الشرعي للرسول صلى الله عليه وآله، خليفة الرسول بلا فصل.
أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو الخليفة الشرعي بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وآله.
وكيفية استدلالنا بالآية مذكور بالتفصيل هاهنا ولا حاجة إلى الإعادة.
و أي شخص لديه اعتراض أو إشكال فنحن مستعدون للنقاش والتوضيح.

نحن يا أخ مصطفى نستدل على الإمامة بنصوص شرعية، والحجة عندنا هو القرآن الكريم، وحديث الرسول الأمين صلى الله عليه وآله، وحديث الأئمة الطاهرين عليهم سلام الله.
ما أريد من الآخرين أن يفهموه هو أن كلام علماء الإمامية ليس بحجة إذا كان يتعارض مع النصوص الشرعية، القرآن والرسول وأهل البيت الذين ندين بإمامتهم.
كلام أولئك العلماء ليس بحجة مهما كان مقامهم ومكانتهم.
نحن نرحب بأقوال العلماء إذا كانت متفقة مع النصوص الشرعية، وإذا كانت مؤيدة بأدلة علمية، ما لم فإنها مردودة، لا وزن لها ولا قيمة.
استدلال الأخ مصطفى بكلام الخميني والصدر لا حجة فيه، لأنه يتعارض مع النصوص الشرعية وكلام أهل البيت عليهم السلام.
فنحن نرمي بكلامهم عرض الحائط.

نحن نستدل على الإمامة بآيات محكمات، ونعتقد أنها من أصول الدين، فما عليكم إلا أن تفندوا اعتقادنا وفقا لمنهجية علمية يحترمها العقلاء، أو تؤمنوا كما ءامن الناس.
والحق غايتنا جميعا.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.