عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/09, 12:17 AM   #80
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

يوجد في العربية أيها الأخوة مجموعة من الأوزان التي يستوي فيها المفرد والجمع والمذكر والمؤنث، وبإمكان القارئ الإطلاع على تلك الأوزان في كتب العربية.
من تلك الأوزان وزن " فعيل " بمعنى " مفعول ".
{ وزن فعيل بمعنى مفعول يستوي فيه المفرد والجمع }.
هذه قاعدة علمية من قواعد العربية.
فافهموا ذلك واعقلوه.
....................
نأتي الآن إلى آية الولاية، قوله تعالى : { إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }.

نحن نلاحظ ما يلي :
• أن الآية أثبتت الولاية لأكثر من واحد، أثبتتها لثلاثة أطراف، الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
• أن لفظ " وليكم " جاء بصيغة الإفراد وليس بصيغة الجمع على الرغم أن اللفظ أطلق على أكثر من طرف.
قال : " إنما وليكم " ولم يقل : " إنما أولياؤكم ".
فلماذا ورد اللفظ في الآية بصيغة الإفراد؟!
لمعرفة الجواب علينا أن نتذكر القاعدة اللغوية المذكورة آنفا، ونقوم بتطبيقها هاهنا، أقصد قاعدة وزن " فعيل " بمعنى مفعول.
وإذا فعلنا ذلك فسوف نعلم أن الآية قد أوضحت المعنى المقصود بأسلوب عبقري!، حيث إن " ولي " بصيغة الإفراد، وهو على وزن " فعيل "، واللفظ في الآية مستعمل لوصف أكثر من واحد، أي لوصف جمع، مستعمل لوصف " الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
وهذا يعني أن " ولي " هاهنا بمعنى " مفعول " لا بمعنى " فاعل ".
واسم المفعول من " ولي " هو " مولى ".
وبالتالي يكون معنى الآية هكذا :
" إنما مولاكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
.........
نأتي الآن إلى تفسير المخالفين، تفسير أتباع مدرسة السقيفة لآية الولاية.
قالوا : معنى الآية هو " إنما محبكم الله و رسوله .... " الآية.
أو : " إنما ناصركم الله ورسوله ...... " الآية.

" المحب و الناصر " أسماء فاعل، وبهذا نعرف أنهم جعلوا " ولي " بمعنى فاعل، وهذا غلط، لأن " ولي " في الآية، بمعنى مفعول، لا بمعنى فاعل، والذي يؤكد هذا المعنى هو أن اللفظ استوى فيه المفرد والجمع، حيث إنه مستعمل لوصف جمع، وجاء بصيغة الإفراد.
فمعنى الآية هكذا :
{ إنما محبوبكم الله و رسوله والذين ءامنوا الذين .... } الآية. أو { إنما منصوركم الله و ..... } الآية.

وبلا شك أن الدلالة المعنوية لاسم الفاعل تختلف تماما عن الدلالة المعنوية لاسم المفعول.
الفاعل هو الذي صدر منه الفعل.
و المفعول هو الذي وقع عليه الفعل.

إذن، الآية الشريفة بمعنى مفعول، وهذا يعني أن نصرة الولي قد وجبت على المخاطبين، والمخاطبين هاهنا هم المسلمون جميعا.
فالناصر هم المخاطبون، والمنصور هو الله ورسوله والذين ءامنوا الذين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.

حسنا!
نأتي الآن إلى السؤال المهم :
كيف نحب الله؟
حب الله ببساطة يكون باتباع شريعته، لزوم طاعته عز وجل وطاعة نبيه صلى الله عليه وآله.
قال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }.
اتباع المحبوب لازم من لوازم المحبة الحقيقية والصادقة، ما لم فإنها محبة مزيفة، كاذبة خاطئة.
والاتباع بلا شك هو الطاعة.
فالمحبوب، وهو الله عز وجل، يجب أن يطاع.
وهذا المعنى ينطبق تماما على المحبوبين الآخرين، وهما " رسول الله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
كيف يكون حبنا لهما؟؟
باتباعهما، وطاعة أمرهما واجتناب نهيهما.
وبناء على ذلك، نعلم أن المعنى دال على وجوب طاعة الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
فالآية دالة على ولاية الأمر.
والرسول صلى الله عليه وآله هو الولي، ولي الأمر في حال حياته، فإن مات أو قتل انتقلت الولاية إلى خليفته الشرعي، علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، لأنه هو المؤتي الزكاة حال الركوع، وهو المقصود بقوله تعالى : { الذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }.
هذا هو المعنى الأول.

نأتي الآن إلى المعنى الآخر من معاني " الولي ".
قالوا : المعنى هو : " إنما ناصركم ".
نقول : المعنى غلط يا شيوخ المعتزلة، لأن " ولي " بمعنى مفعول، وأنتم عكستم المعنى رأسا على عقب، جعلتم المفعول فاعلا والفاعل مفعولا!، وهذا غير صحيح.
المعنى الصحيح هو : " إنما منصوركم ".
وهذا يعني أن نصرة الولي قد وجبت على المكلفين، وجبت على جميع المسلمين.
المكلفون فاعل، فهم الذين يقومون بالنصرة، والولي مفعول به، فهو الذي وقعت عليه النصرة.
قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }.
وقال تعالى : ﴿ ..... وينصرون الله ورسولَه أولئك هم الصادقون }.
( الحشر - الآية رقم : ٨ ).

نأتي الآن إلى السؤال المهم :
كيف ننصر الولي؟ بكلمات أخرى، كيف ننصر الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون؟؟
الجواب ببساطة : بطاعتهم، اتباع أمرهم واجتناب نواهيهم.
هكذا ننصر الله، وهكذا ننصر رسوله، وهكذا ننصر الإمام الأمين المؤتمن، المؤتي الزكاة حال الركوع.
وبناء على ذلك، نعلم أن آية الولاية دالة على ولاية التصرف، الرئاسة العامة في شؤون الدين والدنيا، وهذه هي الإمامة.
والرسول صلى الله عليه وآله هو الإمام في حال حياته، فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإن مات أو قتل انتقلت الولاية إلى أبي تراب، علي أمير المؤمنين، سيد الأوصياء ووارث علم الأنبياء صلوات الله عليه.

هل اتضحت المسألة؟؟
أعتقد ذلك، فهذا الشرح المبسط كاف حتى لإفهام الحمير، فما بالك بالآدميين!!.
وفي الختام، لا ننسى أن نتقدم بالتعازي القلبية الحارة والساخنة إلى شيوخ المعتزلة.
" إن كيد الشيطان كان ضعيفا ".
لقد تهاوى بنيانهم المائل بغمضة عين، وانهارت كل تخرصاتهم أمام هذا اللفظ العبقري ���� " وليكم ".
فأين الذين يزعمون أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا.

نحن أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، معنا راية الحق والهدى، من سبقها مرق، ومن خذلها محق، ومن لزمها لحق، من علم الله علمنا، ومن حكم الله الصادق قولنا، فإن تتبعونا تهتدوا ببصائرنا، وإن تتولوا عنا يعذبكم الله بأيدينا أو بما شاء.
نحن أفق الإسلام، بنا يلحق المبطئ، وإلينا يرجع التائب.

والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.


رد مع اقتباس