عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/07/24, 02:42 AM   #4
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي



ثانيا : النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى في حديث الثقلين
بالتمسك بالكتاب والعتــــرة


قال عثمان الخميس : ( وقد ثبت من حديث جابر في مسلم أن النبي ( ص ) لما خطب في حجة الوداع قال : ( قد تركت فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله ، ولم يذكر أهل البيت ... ) ) .


وجوابه :
أولا : أن هذا الكلام تدليس في تدليس ، لم يقله أحد قبل ابن تيمية وعثمان الخميس ، فكل من قرأ حديث الثقلين الشريف من علماء المسلمين ، واطلع على صيغه المتعددة ، يعرف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد كرره مرارا عند فتح الطائف ، ثم في المدينة ، ثم في حجة الوداع ، ثم في مرض وفاته صلى الله عليه وآله وسلم .. ويعلم أنه أوصى بالتمسك بهما معًا ، وليس بخصوص الكتاب .

قال ابن حجر الآخر في الصواعق المحرقة وهو يتحدث عن حديث الثقلين : ( ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ... وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنه قال


ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه قاله لما قام خطيبًا بعد انصرافه من الطائف ، ولا تنافي إذ لا مانع أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة ) ( 1 ) .

وقال الرافعي في كتاب التدوين : ( وروى أحمد بن ميمون عن محمد بن مدان ، وحدث سبطه أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون عنه وعن محمد بن الحجاج قالا : حدثنا محمد بن مهران ، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : أن النبي ( ص ) قال يوم عرفة في حجته على ناقته القصواء : أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ( 2 ) .

وكذلك رواية الترمذي المروية عن طريق زيد بن الحسن الأنماطي ( 3 ) والتي حسنها الترمذي ، وغيرها .

_______________________
( 1 ) الصواعق المحرقة : 2 / 440 .

( 2 ) التدوين : 2 / 266 .
( 3 ) ذكره ابن حيان في الثقات ، وروى عنه العديد من علماء أهل السنة أمثال إسحاق بن راهويه ، وسعيد بن سليمان وعلي بن المديني وجرحه أبو حاتم بقوله : ( منكر الحديث ) وجرحه هذا غير معتبر ، لأن النكارة في حديثه كما أنها =


وبمعناه ما صححه الحاكم في المستدرك : 3 / 533 ، وغيره ، وغيره ... .

وبهذا يتبين كذب عثمان الخميس بادعائه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بالتمسك بالقرآن فقط دون أهل البيت عليهم السلام .

ثانيا : لماذا لا تكون رواية مسلم ناقصة أو مبتورة ؟

روى مسلم بن الحجاج هذا الحديث من طريق حاتم بن

_______________________
= تأتي من الراوي نفسه فقد تأت من بعض الرواة الذين روى عنهم أو ممن رووا عنه ، ولأن مقياس هؤلاء في الحكم على الحديث بالنكارة أو على رواية بأنه منكر الحديث لأن ما ورد فيه لا يتماشى مع مذهبهم في الأصول أو الفروع ، فهم يحكمون على الكثير من الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حق أهل بيته بأنها أحاديث منكرة خصوصا تلك الأحاديث التي تقدمهم على غيرهم كالثلاثة ، أو تثبت لهم خصوصية قيادة الأمة من بعده صلى الله عليه وآله وسلم ، ولذلك يجرحون الراوي لها بقولهم : ( منكر الحديث ) ، نعم لقد قال الذهبي وابن حجر عنه بأنه ضعيف وهما متأخران فجرحهما له وحكمهما عليه بالضعف ليس إلا اجتهادا منهما وهو أيضا غير معتبر لعدم ذكرهما ما استندا إليه في هذا الجرح ، فيبقى الرجل بدون جرح ورواية أولئك العلماء عنه دليل على اعتبارهم حديثه ، وقد حكم الترمذي على هذا الحديث بأنه حديث حسن .


إسماعيل عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه الإمام الباقر عليه السلام عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضوان الله تعالى عليه ، وبغض النظر عما قيل في ( حاتم بن إسماعيل ) من جرح مما يجعلنا نعرض عن روايته هذه ، فقد قالوا إنه ( كان يهم ) ( 1 ) ، وأن ( به غفلة ) ( 2 ) ، وأنه روى أحاديث مراسيل عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه أسندها كما قال عنه ذلك علي بن المديني ( 3 ) ، وأنه ( ليس بالقوي ) كما قال النســــائي ( 4 ) ، فقد مر عليك في صفحة – 15 – رواية الرافعي في كتابه التدوين لحديث الثقلين بسند فيه ( حاتم بن إسماعيل ) وفيها أمر التمسك بالكتاب والعترة معا .

ومنه يظهر أن هناك بترا في رواية مسلم هذه ، فقد بتر أحد رواتها وصيته وأمره صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بالعترة من أهل بيته عليهم السلام .

بل حتى لو فرضنا صحة رواية مسلم وعدم نقصانها فإن

_______________________
( 1 ) تقريب التهذيب : 1 / 144 .

( 2 ) الجرح والتعديل : 3 / 258 ، ميزان الاعتدال : 1 / 428 .
( 3 ) تهذيب التهذيب : 2 / 110 .
( 4 ) ميزان الاعتدال : 1 / 428 ، تهذيب التهذيب : 2 / 110
.


أمره صلى الله عليه وآله وسلم في موقف ما بالتمسك بالقرآن الكريم لا ينافي أمره في موقف آخر بالتمسك بالكتاب والعترة معًا ، ولا يعد ذلك دليلا على بطلانه بعد ثبوته بالدليل الصحيح .

لكن عثمان الخميس استغل لفظ مسلم ومهد بمزعومة زعمها أن حديث الثقلين باللفظ الذي ذكره الترمذي أو بالألفاظ القريبة منه في صحته كلام ليخدع القاريء لكتابه والمستمع له ويوهمه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمر فيه بالتمسك بالعترة الطاهرة عليهم السلام مع الكتاب ، وإنما كان الأمر خاصا بالتمسك بالقرآن فقط .

وهو بفعله هذا يقلد النواصب أخزاهم الله الذين يسعون بكل جهدهم لتحريف أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحيحة في حق أهل بيته عليهم السلام ، ويغمضون عيونهم عن تصحيح أئمة علماء السنة لها .



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس