عرض مشاركة واحدة
قديم 2019/08/10, 10:48 AM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي لماذا الامامة افضل من النبوة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبين وسيد المرسلين الصادق الامين محمد صلى الله عليه واله وسلم وعلى اله الطيبين الطاهرين

وبعد


وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ




1_ منح الامامة جاء في وقت متأخر من حياة ابراهيم عليه السلام بدليل قول ابراهيم ( ومن ذريتي ) وهذا يعني ان ابراهيم كان على علم بوجود ذرية له اثناء منح الامامة وهذا لم يحدث الا بعد ان بلغ ابراهيم من الكبر عتيا ففي بداية عمره الشريف كان ابراهيم يفتقر الى العلم بتلك الذرية افتقار تفوح منه رائحة اليأس والقنوط


و نبئهم عن ضيف إبراهيم، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال: إنا منكم وجلون، قالوا: لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم، قال أ بشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون؟ قالوا، بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين»






فكيف يسع من له أدنى دربة بأدب الكلام خاصة اذا كان نبيا كابراهيم يخاطب ربه ويتفوه بما لا علم له به ويقول لربه ( ومن ذريتي ) وهو لا يعلم بوجودها



وهذا يدل على ان منح الامامة جاء بعد النبوة لان ابراهيم كان نبيا قبل وجود الذرية




في الكافي، عن الصادق (عليه السلام): أن الله عز و جل اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، و أن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، و أن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، و أن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما، فلما جمع له الأشياء قال: «إني جاعلك للناس إماما» قال (عليه السلام): فمن عظمها في عين إبراهيم قال: و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين


2- منح الامامة جاء بعد الابتلاء في حين لم يكن منح النبوة مرتبط بالبلاء وقد تكرر هذا المعنى في موضع اخر


«و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون


أي انهم لم يحصلوا على الامامة الا بعد الصبر



وهنا جاء اليقين ضمن الابتلاء وهذا ما حصل لابراهيم




و كذلك نري إبراهيم ملكوت السموات و الأرض و ليكون من الموقنين»



إراءة الملكوت لإبراهيم كانت مقدمة لإفاضة اليقين عليه، حتى يصل الى المرحلة التي ستحق بها الامامة




فالإمام يجب أن يكون إنسانا ذا يقين مكشوفا له عالم الملكوت - متحققا بكلمات من الله سبحانه - و أن الملكوت هو الأمر الذي هو الوجه الباطن من وجهي هذا العالم، فقوله تعالى: يهدون بأمرنا، يدل دلالة واضحة على أن كل ما يتعلق به أمر الهداية - و هو القلوب و الأعمال - فالإمام باطنه و حقيقته، و وجهه الأمري حاضر عنده غير غائب عنه، و من المعلوم أن القلوب و الأعمال كسائر الأشياء في كونها ذات وجهين، فالإمام يحضر عنده و يلحق به أعمال العباد، خيرها و شرها، و هو المهيمن على السبيلين جميعا، سبيل السعادة و سبيل الشقاوة.



فالإمام هاد يهدي بأمر ملكوتي يصاحبه، فالإمامة بحسب الباطن نحو ولاية للناس في أعمالهم، و هدايتها إيصالها إياهم إلى المطلوب بأمر الله دون مجرد إراءة الطريق الذي هو شأن النبي و الرسول و كل مؤمن يهدي إلى الله سبحانه بالنصح و الموعظة الحسنة


وهذا يعطي للامامة منزلة اعلى من منزلة النبوة



الأ أن جهل الناس بلفظة ( الامامة ) هو الذي يجعل عقولهم لا تستوعب هذا المنطق




منشأ هذا الجهل هو الابتذال الطارىء على معاني الألفاظ الواقعة في القرآن الشريف في أنظار الناس من تكرر الاستعمال بمرور الزمن و من جملة تلك الألفاظ لفظ الإمامة، ففسره قوم: بالنبوة و التقدم و المطاعية مطلقا، و فسره آخرون بمعنى الخلافة أو الوصاية، أو الرئاسة في أمور الدين و الدنيا


- فإن النبوة معناها: تحمل النبإ من جانب الله و الرسالة معناها تحمل التبليغ،


معنى الإمامة هي كون الإنسان بحيث يقتدي به غيره بأن يطبق أفعاله و أقواله على أفعاله و أقواله بنحو التبعية


لهذا فان النبوة لا تحتاج الى ابتلاء كما هو الحال مع الامامة كما ان تفسير الامامة بطاعة الناس ايضا لا يحتاج الى ابتلاء كالابتلاء الذي تعرض اليه ابراهيم عليه السلام



هذه المواهب الإلهية ليست مقصورة على مجرد المفاهيم اللفظية، بل دونها حقائق من المعارف الحقيقية، فلمعنى الإمامة حقيقة وراء هذه الحقائق.



و قال تعالى أيضا: «يوم ندعوا كل أناس بإمامهم»: تفسيره بالإمام الحق دون كتاب الأعمال، على ما يظن من ظاهرها، فالإمام هو الذي يسوق الناس إلى الله سبحانه يوم تبلى السرائر، كما أنه يسوقهم إليه في ظاهر هذه الحياة الدنيا و باطنها، و الآية مع ذلك تفيد أن الإمام لا يخلو عنه زمان من الأزمنة، و عصر من الأعصار، لمكان قوله تعالى: كل أناس،


3- الامامة تنصيب الهي




إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا



إماما، مفعول ثان لعامله الذي هو قوله: جاعلك و اسم الفاعل لا يعمل إذا كان بمعنى الماضي، و إنما يعمل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال فقوله، إني جاعلك للناس إماما، وعد له (عليه السلام) بالإمامة ، مع أنه وحي لا يكون إلا مع نبوة، فقد كان (عليه السلام) نبيا قبل تقلده الإمامة، فليست الإمامة في الآية بمعنى النبوة



فلأنا بينا في صدر الكلام: أن قصة الإمامة، إنما كانت في أواخر عهد إبراهيم (عليه السلام) بعد مجيء البشارة له بإسحق و إسماعيل، و إنما جاءت الملائكة بالبشارة في مسيرهم إلى قوم لوط و إهلاكهم، و قد كان إبراهيم حينئذ نبيا مرسلا، فقد كان نبيا قبل أن يكون إماما فإمامته غير نبوته.



لهذا لم يقل لابراهيم ( أني جاعلك للناس نبيا )



وهذه ايضا دليل على بطلان القول ان الامامة هي ان طاعة الناس لابراهيم




إذ لا يصح أن يقال لنبي - من لوازم نبوته كونه مطاعا بعد نبوته - إني جاعلك مطاعا للناس بعد ما جعلتك كذلك


4- علم ابراهيم بمواهب تلك الامامة فطلبها لذريته في حين لم يطلب لذريته النبوة ولا يمكن باي حال من الاحوال ان يطلب ابراهيم الامامة لذريته اذا كانت مجرد اطاعة الناس له لان تلك الاطاعة لم تكن محصوره فيه فكل نبي هو امام لو فسرنا الامامة بالاطاعه ولا مبرر ان تكون محصوره في ابراهيم



glh`h hghlhlm htqg lk hgkf,m hghlhlm hgkf,m



توقيع : عبد الرزاق محسن

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرزاق محسن ; 2019/08/11 الساعة 04:12 PM
رد مع اقتباس