عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/01/18, 11:46 AM   #1
الرافضيه صبر السنين


معلومات إضافية
رقم العضوية : 3796
تاريخ التسجيل: 2015/05/07
المشاركات: 7,552
الرافضيه صبر السنين غير متواجد حالياً
المستوى : الرافضيه صبر السنين is on a distinguished road




عرض البوم صور الرافضيه صبر السنين
افتراضي تأملات في دعاء كميل

تأملات دعاء كميل
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

قال مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تأملات دعاء كميل
(1)
اَللهُمَّ إِنِّيْ أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِيْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِقُوَّتِكَ الّتِيْ قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ، وَذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ ، وَبِجَبَرُوْتِكَ الّتِيْ غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِيْ لا يَقُوْمُ لَهَا شَيْءٌ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِيْ مَلأَتْ أَرْكَاْنَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِسُلْطَاْنِكَ الَّذِيْ عَلا كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِوَجْهِكَ البَاقِيْ بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِيْ مَلأتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِيْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ ، وَبِنُوْرِ وَجْهِكَ الَّذِيْ أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ ، يَا نُوْرُ يَا قُدُّوْسُ يَا أَوَّلَ الأَوَّلِيْنَ وَيَا آخِرَ الآخِرِيْنَ.


( اَللهُمَّ )

اللهُمّ : بضم الهاء . أصلها في اللغة
يا أللهُ ، والميم المشددة عوض عن (يـا) ، فالميم في آخر الكلمة بمنزلة ياء في أولها ، والضمة التي على الهاء ضمة الاسم المنادى . وهذا هو المتفق عليه عند علماء النحو واللغة([1]) .
وليس من المهم أن نبحث كيف أصبحت (الله) (اللهم) ، فإن باب اللغة باب واسع . والأصل في تصريف الكلمة موجود ، ويكفي في صحة الكلمة ثبوتها ووردها في القرآن الكريم ، قال تعالى : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}([2])، {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ}([3]). {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}([4]). فلا حاجة لإطالة الكلام فيها .

( إِنِّيْ أَسْأَلُكَ )

ورد في علم الأصول : أن السؤال والطلب إن كان من العالي إلى الداني يكون (أمرًا) وإذا كان من المساوي بأن كان السائل والمسؤول في رتبة واحدة يكون الطلب ال (تماسًا). وإذا كان من الداني إلى العالي يكون (سؤالاً) .
والسؤال هنا لإظهار الاعتراف والإقرار بمقام الربوبية ، وهو أيضًا إظهار للتعظيم والإجلال لله سبحانه والإقرار بالعبودية المطلقة . ولذلك فالسؤال يجسد الافتقار والعجز من السائل ويحمل الأمل والرجاء الذي يمتلئ به قلبه ويدفعه إليه الضعف البشري فيتوجّه إلى مولاه جل وعلا سائلاً إياه تلبية مطالبه وتحقيق حاجاته ، إذ ليس له إلا الله سبحانه .
ويحسّ الإنسان وهو يفضي بمسائله بين يدي مولاه بتعاظم الأمل والرجاء واليقين بالإجابة وأنها قاب قوسين أو أدنى .
واليقين بالإجابة من المولى الذي يجب أن يزخر بها قلب العبد هو من ضروريات الدعاء ، ومن جملة آدابه ، وشرطٌ لقبوله واستجابته كما تقدم ، لأن الدعاء عندما يكون مقرونًا ومشفوعًا بهذا اليقين يكشف عن اللجَأ والتوجه الحقيقيين إلى المولى ويكشف أيضًا عن الأمل الحقيقي بالله وأنه ليس سواه القادر على الإجابة وتحقيق الآمال ، وعندئذ تنطبق عليه الآية الكريمة :
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}

وحين عبّر الإمام بـ(أسألك) فإنه يُعلّمنا ويرشدنا إلى أن السؤال لما كان مظهرًا من مظاهر العبودية والافتقار من العبد ، فيجب أن يكون الطلب بـ(أسألك) الذي تتجلى به وفيه مظاهر التذلل والخضوع والخشوع لله والإشفاق والخوف من أن يُرَدّ أو يُطرد من ساحة العزة .
فلغة الدعاء لغةٌ يجب أن تَكشف وتُجسد كل المقامات والأحوال التي تعتبر في الدعاء .

صحيح أن الله سبحانه لا يحتاج إلى لغة ، ولا يحتاج إلى ترجمان ولا يحتاج إلى بيان ، ولكن الله سبحانه يريد من عبده أن يطلب منه ويسأله حوائجه ومطالبه بلسانه ، يريد سبحانه أن يسمع صوت عبده وخفقات قلبه بين يديه ، يريد من عبده الافتقار والتذلل الخالصين له . وإن كان يُكره من العبد التذلل والافتقار لغيره من العباد ، فالتذلل بين يدي الله عِزٌّ وكرامة ، وبين يدي العباد ذلّ وخيبة .
ولذلك كانت أفضل لغة للدعاء هي اللغة الواردة عن أهل البيت ع حال الدعاء . لأن الأدب التعبيري الدعائي الذي يجسد المطالب حال الدعاء هو من مختصات الأئمة ع في أدعيتهم الواردة عنهم ، بل الخصوصيات اللفظية والتركيبية للدعاء التي لها تأثيرها ، لا يعرفها إلا أهل البيت ع ، وأهل البيت أدرى وأعرف لأن علمهم من رسول الله’ وعلم الرسول من الله سبحانه .



jHlghj td ]uhx ;ldg



توقيع : الرافضيه صبر السنين
رد مع اقتباس