عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/01/03, 09:38 AM   #1
امامي

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4735
تاريخ التسجيل: 2016/07/30
المشاركات: 36
امامي غير متواجد حالياً
المستوى : امامي is on a distinguished road




عرض البوم صور امامي
افتراضي كيف نحقق مجتمعاً اسلاميا؟

كيف نحقق مجتمعاً اسلاميا؟

تغيير المجتمعات البشرية هي واحدة من الاهداف الرئيسية التي تسعى الى تحقيقها حركة الانبياء، وتبدأ عملية التغيير في التصورات والنفسيات والسلوكيات فيعمل الدين على تنقية تصورات الانسان من الاعتقادات الباطلة وتطهير النفسيات من الامراض ومن الحسد والطمع الجشع ويطالبه بتصحيح سلوكياته اتجاه الآخرين الاقربين والابعدين.

لقد جعل الله الدين منارا للبشر وسبيلاً لتحقيق سعادتهم لانه عزوجل غني عن جهادهم وعبادتهم ولو اراد ان يحولهم الى عباد مطيعين لامره ومنتهين لنهيه لقال لهم كونوا فيكونون كما يريد وانتهى الامر لكنه خيرهم في حلاله وحرامه فإذا التزموا حققوا السعادة في حياتهم وان اعرضوا ونكصوا ذاقوا العذاب على ايدي بعضهم بعضا او تسلط عليهم من يظلمهم.

فالدين هو الذي يهذب النفس البشرية ويهدي العقول الى مافيه الخير والرشاد ويفتح لهم أفاق الخير والسعادة ولقد جرب المسلمون فيما سبق الحياة الاسلامية المتكاملة وطبقوا تعاليم الدين الشريف في مختلف ميادين الحياة وقد استوت حياتهم وذاقوا طعم السعادة والرفاهية بعدما عاشوا لقرون على القتل والسلب والنهب.

ومع انعدام الخيرات والبركات كانت القبائل العربية تجلب رزقها من خلال الغارات التي كانت تشنها على بقية القبائل فتسلب مالها واحشامها وتسبي نسائها ،فكان الانسان يعيش وهالة الموت او القتل بيد ابناء القبائل الاخرى تطارده باستمرار والكثير الكثير من المظالم التي كانت تحدث للناس نتيجة تحكم قانون الغاب و(سيطرة القوي على الضعيف).

فالمسلمون عاشوا فترة ذهبية كانوا فيها اسياد العالم وذاقوا الطعم العذب لتطبيق مبادئ الاسلام ولكنهم يعودون اليوم الى جاهليتهم الاولى والى عصبياتهم القومية والعرقية نتيجة ابتعادهم عن الاسلام الحقيقي واستيلاء المشايخ على مقدرات الدين يتلاعبون به ويفتون بسفك الدم المحرمة ويرفعون راية الجهاد في غير مواضعها مما تسبب باندلاع الحروب في بلاد المسلمين.

ومن جهل هؤلاء المشايخ انهم افتوا بجهاد المسلمين والجهاد لايكون الا على الكفار وانما جهاد المسلم للمسلم هو امره بالمعروف ونهيه عن المنكر وهذه حقائق الدين الواضحة هي غامضة على من اغمض الله عينه وقلبه عن معرفة الحق ، واما الناس فهم همج رعاع ينعقون مع كل ناعق ولايدركون ان هؤلاء المشايخ الجهلة يأخذون بهم الى حتوفهم والى الخزي والعار في الآخرة.

الانسان نفسه نفسه ذاك الذي يقتات على لحوم البشر في الادغال او الذي يذبح الاطفال في سوريا ولبنان ومصر والعراق هو نفسه هكذا يكون حاله عندما ينفصل عن الاخلاق والدين فربما هو لاياكل لحوم البشر لكنه يقتل اخيه الانسان ويذبحه وفي بعض الاحيان يقضم شيئا من كبده هذا هو وضع الانسان المفصول عن الاخلاق والدين يتحول الى مجرد وحش اوآلة للقتل والذبح.

وعندما نسير في جنبات منطقة العالم الاسلامي نصاب بالهلع بسبب الفاصلة العظيمة بين تعاليم الاسلام وبين هذه المجتمعات التي تزعم تمسكها بالدين الحنيف وتمارس كل انواع الغش والكذب والتزوير والخداع حتى لاتجد امرء يدخل اسواق المسلمين يأمن من ان يصيبه شيئ من هذا الخداع وعلى اثر ذلك فقد الناس ثقتهم ببعضهم الآخر.

واصبح الناس في تناقض تام بين مايعتقدون به ومايجدونه خيراً في الاسلام فيعملون على تحقيقه وبين مايرونه شراً فيتجنبونه وبين مايطبقونه على ارض الواقع حيث انهم يفعلون مانهوا عنه ويتجنبون ماامروا به في ازدواجية غريبة تدفعنا الى التفكير مجددا من اجل اعادة بناء المجتمع الاسلامي على اسس صحيحة.

المبدئية هي واحدة من سمات المجتمع الاسلامي وهي تعني ان الانسان لديه اهداف سامية في الحياة وهذا الامر يلزمه بالتقيد بتعاليم السماء في كل ممارساته الحياتية فهو عندما يجري صفقة تجارية هو لاينظر للمسالة من جانبها الاقتصادي فقط بل يراعي من خلالها بكل الاحكام الواردة بخصوص احترام شروط البيع والشراء والالتزام بالتعهدات واداء الامانة فحتى العملية الاقتصادية التي تجري في السوق او مكاتب تسجيل العقود وغيرها تجري في اطار من الاخلاق والروحانية عند ذلك نقول بان هذا المجتمع اسلامي وأن افراده يلتزمون بكل المعايير الاخلاقية والاقتصادية التي اقرها الاسلام.

من هنا نحن بحاجة الى نخبة تمارس دور التذكير للامة عن طريق وسائل الاعلام المختلفة او عن طريق منابر الخطابة بالموازين والقيم والاحكام التي يدعو اليها الاسلام الشريف فهناك تعاليم واضحة للاسلام في مختلف ميادين الحياة: تعاليم لاسواق المسلمين وتعاليم في كيفية اجراء العقود وتعاليم لكيفية التعامل مع الناس في اجتماعاتهم وتعاليم اخرى في كيفية التعامل مع الجيران؛ الإلتزام بكل تلك التعاليم يجعل المجتمع اسلاميا.

ان تطبيق نموذج المجتمع الاسلامي في واقع الامة يساعد على تحقيق السعادة لكل فرد من افراد المسلمين تخيل نفسك وانت تدخل في اسواق المسلمين ويسود الاعتقاد لديك بانهم لن يغشوك ولايكذبون عليك من جهة مصدر السلعة وجودتها وقيمتها فهذا الاعتقاد بحد ذاته يخلق السعادة عند الانسان بغض النظر عن جميع فوائده المادية.

تخيل نفسك وانت تدخل في سوق معروف اهله بالغش والكذب والخداع ، مجرد هذا الظن هو يبعث لديك حس الشعور بالتعاسة حتى وان لم تتضرر مادياً ولم تتعرض لاي نوع من نواع الخداع؛ من هنا يجب ان نسعى الى ادخال الطمأنينة في قلوب كل الناس من خلال اعادة الثقة بانفسهم وبالآخرين الذين لايعرفونهم.

وبخلاف الرسالة المعروفة لكل الانبياء نجد ان الطغاة والقادة السياسيين هم الذين يزرعون بذور النفاق وعدم الثقة بين افراد الامة من خلال اثارة النعرات الطائفية والقومية وتشديد الخلاف بين فئات المجتمع المختلفة ، وذلك كله من اجل احكام السيطرة عليهم فهؤلاء يقيمون سلطانهم على اساس خلق بؤر النزاع بين شرائح المجتمع المختلفة عملا بقانون (فرق تسد)
المهمة الاولى التي قام بها جميع الانبياء صلوات الله عليهم هي توحيد الامة بعد تفرقها فالنبي موسى عليه السلام وحد امته بعد انقسامها الى اثنتي عشر فرقة ونبينا الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم وحد بين الاوس والخزرج كما وحد قبائل العرب كافة تحت راية الاسلام.

ومثلما التفرقة بين فئات المجتمع هي الخطوة الاولى لتمزيق وتفكيك المجتمع الاسلامي فإن تحقيق الوحدة بين افراد الامة هي المرحلة الاولى من تشكيل الامة وتحقيق قوتها والسير على درب تطورها وتقدمها.

اذن، لامجتمع اسلامي مع التفرقة والتفكك والانقسام ، وعندما نحقق الوحدة والتكاتف والتآزر بين افراد الامة سيشعر كل واحد من افراد هذه الامة بحاجته للآخرين وحاجته للتعاون مع بقية افراد هذا المجتمع من اجل مصلحة هذا البلد الذي يعيش الجميع في ظله.

لااحد يستطيع التهرب من المسؤولية ويقول انا ابني حياتي الخاصة بمنأى عن حياة وسعادة الآخرين ، يجب ان يتكاتف الجميع من اجل بناء المجتمع الاسلامي المتكامل وجلب السعادة لكافة افراد الامة “تيقنوا انكم لن تنعموا بالسعادة ابداً مادام هناك عدد كبير من الايتام والارامل يعيشون بتعاسة” لن تتحقق السعادة في بلدننا الا عندما نوزعها على الجميع هذا قانون اخلاقي اقره الاسلام عندما طالب برعاية الايتام والارامل!!

*بقلم : محمد الموسوي



;dt kprr l[jluhW hsghldh? hsghldh?



رد مع اقتباس