عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/09/12, 04:08 AM   #2
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

شمس الحقيقة تسطع وسط الظلام
هاهو لسان الثورة الحسينية الهادر, ووريث النبوة. وسليل الإمامة, وضمير الإسلام الحي يخطب في مجلس عدو الإسلام وعدو نبيه, فأحال سرور يزيد بقتل الحسين إلى حالة من الهلع والخوف وأطار فعل الخمر من رأسه, وأحدث انقلاباً في الرأي العام ضده حتى اضطر يزيد إلى التنصل من جريمته وإلقاء تبعتها كلها على المجرم ابن زياد.

صَعِدَ (عليه السلام) الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْه ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! أُعْطِينَا سِتّاً وَفُضِّلْنَا بِسَبْعٍ: أُعْطِينَا الْعِلْمَ، وَالْحِلْمَ، وَالسَّمَاحَةَ، وَالْفَصَاحَةَ، وَالشَّجَاعَةَ، وَالْمَحَبَّةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ. وَفُضِّلْنَا: بِأَنَّ مِنَّا النَّبِيَّ الْمُخْتَارَ مُحَمَّداً (صلغŒ الله عليه وآله)، وَمِنَّا الصِّدِّيقُ، وَمِنَّا الطَّيَّارُ، وَمِنَّا أَسَدُ اللهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ، وَمِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الأُمَّةِ.

أيها الناس:

مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي أَنْبَأْتُهُ بِحَسَبِي وَنَسَبِي: أَنَا ابْنُ مَكَّةَ وَمِنَى. أَنَا ابْنُ زَمْزَمَ وَالصَّفَا. أَنَا ابْنُ مَنْ حَمَلَ الرُّكْنَ بِأَطْرَافِ الرِّدَا. أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ ائْتَزَرَ وَارْتَدَى. أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ انْتَعَلَ وَاحْتَفَى. أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ طَافَ وَسَعَى. أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ حَجَّ وَلَبَّى. أَنَا ابْنُ مَنْ حُمِلَ عَلَى الْبُرَاقِ فِي الْهَوَاءِ. أَنَا ابْنُ مَنْ أُسْرِيَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى.أَنَا ابْنُ مَنْ بَلَغَ بِهِ جَبْرَئِيلُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. أَنَا ابْنُ مَنْ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏. أَنَا ابْنُ مَنْ صَلَّى بِمَلائِكَةِ السَّمَاءِ. أَنَا ابْنُ مَنْ أَوْحَى إِلَيْهِ الْجَلِيلُ مَا أَوْحَى. أَنَا ابْنُ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى. أَنَا ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى. أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ خَرَاطِيمَ الْخَلْقِ حَتَّى قَالُوا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ بِسَيْفَيْنِ، وَطَعَنَ بِرُمْحَيْنِ، وَهَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ، وَبَايَعَ الْبَيْعَتَيْنِ، وَقَاتَلَ بِبَدْرٍ وَحُنَيْنٍ، وَلَمْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ. أَنَا ابْنُ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ النَّبِيِّينَ، وَقَامِعِ الْمُلْحِدِينَ، وَيَعْسُوبِ الْمُسْلِمِينَ، وَنُورِ الْمُجَاهِدِينَ، وَزَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَتَاجِ الْبَكَّائِينَ، وَأَصْبَرِ الصَّابِرِينَ، وَأَفْضَلِ الْقَائِمِينَ مِنْ آلِ يَاسِينَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَنَا ابْنُ الْمُؤَيَّدِ بِجَبْرَئِيلَ، الْمَنْصُورِ بِمِيكَائِيلَ. أَنَا ابْنُ الْمُحَامِي عَنْ حَرَمِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَاتِلِ الْمَارِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمُجَاهِدِ أَعْدَاءَهُ النَّاصِبِينَ. وَأَفْخَرِ مَنْ مَشَى مِنْ قُرَيْشٍ أَجْمَعِينَ، وَأَوَّلِ مَنْ أَجَابَ وَاسْتَجَابَ للهِ وَلِرَسُولِهِ مِنَ‏ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَوَّلِ السَّابِقِينَ. وَقَاصِمِ الْمُعْتَدِينَ، وَمُبِيدِ الْمُشْرِكِينَ، وَسَهْمٍ مِنْ مَرَامِي اللهِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ. وَلِسَانِ حِكْمَةِ الْعَابِدِينَ، وَنَاصِرِ دِينِ اللهِ، وَوَلِيِّ أَمْرِ اللهِ، وَبُسْتَانِ حِكْمَةِ اللهِ، وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ. سَمِحٌ سَخِيٌّ، بَهِيٌّ بُهْلُولٌ زَكِيٌّ، أَبْطَحِيٌّ رَضِيٌّ، مِقْدَامٌ هُمَامٌ، صَابِرٌ صَوَّامٌ، مُهَذَّبٌ قَوَّامٌ. قَاطِعُ الأَصْلابِ، وَمُفَرِّقُ الأَحْزَابِ، أَرْبَطُهُمْ عِنَاناً، وَأَثْبَتُهُمْ جَنَاناً، وَأَمْضَاهُمْ عَزِيمَةً، وَأَشَدُّهُمْ شَكِيمَةً. أَسَدٌ بَاسِلٌ، يَطْحَنُهُمْ فِي الْحُرُوبِ ـ إِذَا ازْدَلَفَتِ الأَسِنَّةُ، وَقَرُبَتِ الأَعِنَّةُ ـ طَحْنَ الرَّحَى، وَيَذْرُوهُمْ فِيهَا ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمِ. لَيْثُ الْحِجَازِ، وَكَبْشُ الْعِرَاقِ، مَكِّيٌّ مَدَنِيٌّ، خَيْفِيٌّ عَقَبِيٌّ، بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ، شَجَرِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ، مِنَ الْعَرَبِ سَيِّدُهَا، وَمِنَ الْوَغَى لَيْثُهَا. وَارِثُ الْمَشْعَرَيْنِ، وَأَبُو السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، ذَاكَ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ... أَنَا ابْنُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، أَنَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ. أَنَا ابْنُ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى. أَنَا ابْنُ الْمَقْتُولِ ظُلْما. أَنَا ابْنُ الْمَجْزُوزِ الرَّأْسِ مِنَ الْقَفَا. أَنَا ابْنُ الْعَطْشَانِ حَتَّى قَضَى. أَنَا ابْنُ طَرِيحِ كَرْبَلا. أَنَا ابْنُ مَسْلُوبِ الْعِمَامَةِ وَالرِّدَا. أَنَا ابْنُ مَنْ بَكَتْ عَلَيْهِ مَلائِكَةُ السَّمَا. أَنَا ابْنُ مَنْ نَاحَتْ عَلَيْهِ الْجِنُّ فِي الأَرْضِ وَالطَّيْرُ فِي الْهَوَا. أَنَا ابْنُ مَنْ رَأْسُهُ عَلَى السِّنَانِ يُهْدَى. أَنَا ابْنُ مَنْ حَرَمُهُ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ تُسْبَى‏...

فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: أَنَا.. أَنَا.. حَتَّى ضَجَّ النَّاسُ بِالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ، وَخَشِيَ يَزِيدُ ـ لَعَنَهُ اللهُ ـ أَنْ يَكُونَ فِتْنَةٌ، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ الْكَلامَ.

فَلَمَّا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ.

قَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام): لا شَيْ‏ءَ أَكْبَرُ مِنَ اللهِ.

فَلَمَّا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام): شَهِدَ بِهَا شَعْرِي وَبَشَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي.

فَلَمَّا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ.

هنا الْتَفَتَ (عليه السلام) مِنْ فَوْقِ الْمِنْبَرِ إِلَى يَزِيدَ، وقَالَ: مُحَمَّدٌ هَذَا جَدِّي أَمْ جَدُّكَ يَا يَزِيدُ ؟ فَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدُّكَ، فَقَدْ كَذَبْتَ وَكَفَرْتَ، وَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدِّي، فَلِمَ قَتَلْتَ أَبِي وَسَبَيْتَ حَرَمَهُ وَسَبَيْتَنِي؟ ثُمَّ قَالَ: مَعَاشِرَ النَّاسِ! هَلْ فِيكُمْ مَنْ أَبُوهُ وَجَدُّهُ رَسُولُ اللهِ(صلغŒ الله عليه وآله)؟ فَعَلَتِ الأَصْوَاتُ بِالْبُكَاءِ.....

هكذا جرّد الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) السلطة الأموية الجائرة من الصبغة الشرعية التي أوهموا وخدعوا بها الناس, وفضح جريمتهم النكراء بحق آل الرسول في كربلاء, وأوضح وبيّن أعمالهم الوحشية بقتل الحسين وأهل بيته وأصحابه وهم ظِماء, وأسرهم وسبيهم بنات الرسول والطواف بهن من بلد إلى بلد.


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس