عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/11/12, 02:54 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي زُر الحسين عارفاً بحقه ، مؤتماً به ، غير متكبرٍ ولا مستنكف

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

ورد عن المعصومين ( عليهم السلام ) : من زار الحسين عارفاً بحقه وجبت له الجنة وغير ذلك من المعاني ؛
.
فما هي تلك المعرفة التي أوجبت لزائره دخول الجنة ونحوها من الثواب الجزيل ؟

.
جاء هذا المعنى في بعض روايات الزيارة التي ينقلها الشيخ الأقدم ابن قولويه القمي ( رض ) في كتابه كامل الزيارات

.
فقد جاء : ( من زار قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة مقبولة ، وغفر له ماتقدّم من ذنبه وما تأخر ) ، وفي بعضها ( .... عارفا بحقه مؤتماً به ... ) ، وفي اخرى : ( من زار قبر الحسين عارفاً بحقه ، غير متكبّر ، ولا مستنكف .... ) .
.
ان جميع روايات الزيارة التي رتّبت الثواب العظيم والكبير لزوار الامام الحسين (عليه السلام ) محكومة لهذا الميزان والضابط ، ( عارفا بحقه ومؤتماً به ) ، فليس كل من زار الامام الحسين ( عليه السلام ) كيفما اتفق وان كان لا يعتقد به ، ولا يصلّي او يرتكب المنكرات ... يُعطى ذلك الثواب العظيم ، ونحن نعلم انه قد زار الحسين سفّاك الدماء ويزيد عصره المقبور صدام ، وامثاله كثيرون على مرّ العصور والدهور ، وانّما لابد للزائر ان يكون عارفاً له مؤتماً به غير مستكبرٍ ، ولا مستنكف ، ولا نريد ان نضيّق دائرة الثواب العظيم لنحصره بأفراد معدودين ، ليس كذلك ، وانّما نريد بيان مايلي :
.
المطلوب من الزائر الذي يطمح في تحصّل هذا الثواب العظيم ، ويتمسك به ، ويحافظ عليه الى ان يخرج من هذه الدنيا ... ان يحقّق التالي :،
.
،1 ان يكون عارفا بحق الامام الحسين (عليه السلام ) ، بمعنى انه يعتقد بالحسين ( عليه السلام ) إماماً معصوماً مفترض الطاعة ، كما كان الحال مع جده وأبيه وأخيه صلوات الله عليهم ، وهذا الاعتقاد لا ينفع وحده ، وانما لابد ان يُتبعه بعمل ، وسلوك ، وانقياد نظيف وعفيف مطابق للشريعة غير مستكبرٍ فيه ولا مستنكف ، كما سنبين
2 ان يكون مؤتماً بالامام الحسين (عليه السلام ) ، هذا ما أشرنا اليه من العمل والسلوك والانقياد النظيف المطابق للشريعة ، فيلتزم قول الامام وفعله وتقريره على مستوى الاعتقادات ، و الواجبات ، والمحرمات ، والأكمل ان يكون ذلك في الاخلاق ، والآداب ، والسنن والمستحبات ، فيمتثل كل ما جاء به الامام الحسين ( عليه السلام ) ، وينتهي عن كل ما نهى عنه بالقول والعمل
.
والنتيجة ان كلَّ من عرف حق الامام الحسين ( عليه السلام ) ، وأئتم به في العمل و السلوك والانقياد النظيف قولاً وفعلاً ، سيكون مؤمناً ورعاً صادقاً مقيماً للصلاة آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ملبياً دعوة الله وبذلك يستحق الثواب ، حتى وان صدر منه الذنب من هنا وهناك فأنه لا يُعدم التوبة ، والاستغفار والندم
.
،قال الله تعالى (( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ )) ، فيرجع الى مستواه من الثواب والاجر ، (( ولدينا مزيد ))،
.
انَّ هذا المعنى ( عارفا بحقه مؤتما به ) مفهوم مشكّك ، اي يتفاوت في الانطباق على مصاديقه من الناس بحسب وعيهم ، وبصيرتهم ، وعلمهم ، وعملهم ، وتبعاً لتفاوته يتفاوت الاجر والثواب وهذا ما يمكن ان نفهمه من تنوّع الثواب ، وتعدّده لمن زار الامام الحسين (عليه السلام ) فتأمل .
.
فالمرأة العجوز والشيخ الهرم الذي اعتقد بالحسين وأئتم به ، يعامل بقدر وعيه ، ومعرفته وفطرته ؛ بينما العالم والمرجع يعامل بمستواه ممّا يفقه ويعلم وهكذا المصاديق التي بينهما صعوداً ونزولا
.
ويبقى الباب مشرّعاً امام كلّ من لم يعرف الامام الحسين ( عليه السلام ) حقيقة ، وانما ارتبط به عاطفياً فحسب كبعض ابناء العامة ،والمسيحيين ، والمستضعفين ونحوهم ، فان هداية الله تعالى لهم ببركة الامام الحسين ( عليه السلام ) مفتوحة ومبذولة بقدر استحقاقهم ، ولعلَّ الله تعالى يخرجهم من الدنيا على دين الاسلام ، ومذهب اهل البيت عليهم السلام ، ولله في خلقه شؤون .
ومن هنا كان الامام الحسين ( عليه السلام ) سفينة النجاة ومصباح الهدى
.
.
قال تعالى : (( يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ))



.Ev hgpsdk uhvthW fpri K lcjlhW fi ydv lj;fvS ,gh lsjk;t lsjk;t lcjlhW hgpsdk



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس