عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/05/22, 12:32 PM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي نظرة تحليلية لمحادثة عمر لحذيفه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وخاتم النبيين محمد الصادق الامين وعلى اله الطيبين الطاهرين

وبعد :


ذكر ابن القيم في كتابه القيم "الداء والدواء" أنَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ كان يَقُولُ لِحُذَيْفَةَ: "أَنْشُدُكَ اللهَ، هَلْ سَمَّانِي لَكَ رَسُولُ اللهِ * يَعْنِي فِي الْمُنَافِقِينَ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَلَا أُزَكِّى بَعْدَكَ أَحَدًا".

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة "مصنفه" (7/481), والفسوي «تاريخه»(3/87-88)، والخلال «السنة» (1314) ثلاثتهم من طريق أبي معاوية قال: حدثنا الأَعْمَشِ عن زَيْدِ بن وَهْبٍ قال مَاتَ رَجُلٌ من الْمُنَافِقِينَ فلم يُصَلِّ عليه حُذَيْفَةُ فقال له عُمَرُ أَمِنْ الْقَوْمِ هو قال نعم فقال له عُمَرُ بِاللهِ منهم أنا قال َلاَ وَلَنْ أُخْبِرَ بِهِ أَحَدًا بَعْدَك

. رجاله ثقات .


اولا : سؤال عمر لحذيفة يهدم نظرية العشرة المبشرة بالجنة


فلو ان حذيفة اجاب عمر بنعم فهل عمر سوف يصدق حذيفة ويكذب رسول الله صلى اللله عليه واله وسلم
وان كان الجواب العكس فما معنى سؤاله لحذيفة واستحلافه له ؟

ونظرا لتعارض الروايتين فانه لا بد ان تكون احدهما باطل


حديث العشرة المبشرة بالجنة

أولاً: ان دليل العقل يمنع من القطع بالجنة والأمان من النار لمن تجوز منه مواقعة قبائح الاعمال, ومن ليس بمعصوم من الزلل والضلال, فلا يجوز أن يعلم الله تعالى مكلّفاً كهذا بأن عاقبته الجنة, لانّ ذلك يغريه بالقبيح, ولا خلاف أن التسعة لم يكونوا معصومين من الذنوب, وقد واقع بعضهم - على مذهب أكثر مخالفينا - كبائر- وان ادّعوا انهم تابوا منها ـ فثبت ان الحديث باطل مختلق.

ثانياً: انّ ممّا يبيّن بطلان الخبر أنّ أبا بكر لم يحتج به لنفسه, ولا احتجّ به له في مواطن دفع فيها الى الاحتجاج به - ان كان حقاً - لمّا حوصر وطولب بخلع نفسه وهمّوا بقتله, وما منعه من التعلّق به لدفعهم عن نفسه؟ بل تشبّث بأشياء تجري مجرى الفضائل والمناقب, وذكر القطع بالجنة اولى منها واحرى.
فلو كان الأمر على ما ظنّه القوم من صحّة هذا الحديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله), أو روايته في وقت عثمان لاحتجّ به على حاصريه في يوم الدار في استحلال دمه, وقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجنان (الإفصاح: 73, تلخيص الشافي 3 / 241).
ثمّ ما الذي ثبّط سعيد بن زيد - راوي الحديث - والطلحتَين الناكثَين وسائر الأحياء من العشرة يومذاك عن نجدة وليّهم بحديث التبشير بالجنّة؟! ولمَ ضنّ به أولئك الرهط - لو كان - على صاحبهم, مع أنّه من أنجع ما يدرأ به الشرّ وتحسم به مادّة النزاع؟!
وعلامَ نبذوا ابن عفّان بعد مقتله ثلاثة أيّام ملقىً على المزبلة حتّى خرج به ناس يسير من أهله إلى حائط بالمدينة يقال له: (( حشّ كوكب )) كانت اليهود تدفن فيه موتاهم, فرجم المسلمون سريره ومنعوا الصلاة عليه, إلى غير ذلك ممّا هو مسطور في كتب السيَر والتواريخ في قصّة قتل عثمان (تاريخ الطبري 5 / 143 ـ 144, الاستيعاب -ترجمة عثمان-).
بل روى ابن عبد ربّه الأندلسي في (العقد الفريد 3/ 84) عن العتبي, قال: قال رجل من بني سليم: قدمت المدينة فلقيت سعد بن أبي وقّاص فقلت: يا أبا إسحاق, من الذي قتل عثمان؟ قال: قتله سيف عائشة وشحذه طلحة وسمّه عليّ, قلت: فما حال الزبير؟ قال: أشار بيده وصمت بلسانه. انتهى.
فلو أنّ شيئاً من تبشير عثمان بالجنّة كان قد ثبت عند الصحابة لَما ألّبوا عليه ولا كتبوا إلى الناس يستدعونهم لجهاده!
والمنصف المتأمّل لذلك يجزم بأنّ حديث التبشير لم يكن له إذ ذاك عين ولا أثر, وإنّما اختلق في دولة بني أميّة.

ثالثاً: قد علم البرّ والفاجر, والمؤمن والكافر, ما وقع من أكثر هؤلاء المبشّرين من المخالفات للإمام عليّ (عليه السلام) وبين طلحة والزبير من المباينة في الدين والتخطئة من بعضهم لبعض والتضليل والحرب وسفك الدم على الاستحلال به دون التحريم, وخروج الجميع من الدنيا على ظاهر التديّن بذلك دون الرجوع عنه بما يوجب العلم واليقين, فكيف يكون كلّ من الفريقين على الحقّ والصواب - مع ماذكرناه - (الإفصاح: 73-74, الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: 522 )؟! وكيف يحكم للجميع بالأمان من عذاب الجحيم والفوز بجنّات النعيم, و(الحقّ مع عليّ يدور معه حيث دار) راجع 2 / 122 ـ 126 من كتاب (فضائل الخمسة من الصحاح الستّة) تجد الحديث بألفاظه المختلفة ؟!

رابعاً: لو كان الحديث صحيحاً - كما زعموا - لكان الأمان من عذاب الله لأبي بكر وعمر وعثمان به حاصلاً ولَما جزعوا عند احتضارهم من لقاء الله تعالى واضطربوا من قدومهم على أعمالهم مع اعتقادهم أنّها مفرضية الله سبحانه, ولا شكّوا بالظفر بثواب الله عزّ وجلّ, ولجَرَوا في الطمأنينة لعفو الله تعالى - لثقتهم بخبر الرسول (صلى الله عليه وآله) - مجرى أمير المؤمنين (عليه السلام) في التضرّع إلى الله عزّ وجلّ في حياته أن يقبضه الله تعالى إليه ويعجّل له السعادة بما وعده من الشهادة, وعند احتضاره أظهر من سروره بقرب لقائه برسول الله (صلى الله عليه وآله) واستبشاره بالقدوم على الله عزّ وجلّ لمعرفته بمكانه ومحلّه من ثوابه, كيف ؟! ومن أطاع الله أحبّ لقائه ومن عصاه كره لقاءه.
قال المفيد رحمه الله تعالى في (الإفصاح ص73): والخبر الظاهر أنّ أبا بكر جعل يدعو بالويل والثبور عند احتضاره, وأنّ عمر تمنّى أن يكون تراباً عند وفاته, وودَّ لو أنّ أمّه لم تلده, وأنّه نجا من أعماله كفافاً, لا له ولا عليه, وما ظهر من جزع عثمان بن عفان عند حصر القوم له, وتيقّنه بهلاكه - راجع كتاب (السبعة من السلف من الصحاح الستّة 16, 43, 114) دليل على أنّ القوم لم يعرفوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما تضمّنه الخبر من استحقاقهم الجنّة على كلّ حال, ولا أمنوا من عذاب الله سبحانه لقبيح ما وقع منهم من الأعمال. انتهى.
وممّا قرّرنا ينكشف لك أنّ حديث تبشير العشرة بالجنّة زخرف من القول, ليس له أصل, فلا تغرّنك كثرة طرقه, ولا تهولنّك وفرة أسانيده وشهرته, فلربّ مشهور لا أصل له


ثانيا - هل توجد دوافع واسباب لسؤال عمر لحذيفه ؟


ذكر أبو الأسود في " مغازيه " عن عروة قال ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا من تبوك إلى المدينة حتى إذا كان ببعض الطريق مكر برسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من المنافقين فتآمروا أن يطرحوه من رأس عقبة في الطريق فلما بلغوا العقبة أرادوا أن يسلكوها معه فلما غشيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر خبرهم فقال من شاء منكم أن يأخذ ببطن الوادي فإنه أوسع لكم وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة وأخذ الناس ببطن الوادي إلا النفر الذين هموا بالمكر برسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمعوا بذلك استعدوا وتلثموا وقد هموا بأمر عظيم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فمشيا معه وأمر عمارا أن يأخذ بزمام الناقة وأمر حذيفة أن يسوقها فبينا هم يسيرون إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم قد غشوه فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر حذيفة أن يردهم وأبصر حذيفة غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع ومعه محجن واستقبل وجوه رواحلهم فضربها ضربا بالمحجن وأبصر القوم وهم متلثمون ولا يشعر إلا أن ذلك فعل المسافر فأرعبهم الله سبحانه حين أبصروا حذيفة وظنوا أن مكرهم قد ظهر عليه فأسرعوا حتى خالطوا الناس وأقبل حذيفة حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أدركه قال اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار فأسرعوا حتى استووا بأعلاها فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة هل عرفت من هؤلاء الرهط أو الركب أحدا ؟ قال حذيفة عرفت راحلة فلان وفلان وقال كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلثمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل علمتم ما كان شأن الركب وما أرادوا ؟ قالوا : لا والله يا رسول الله قال فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا اطلعت في العقبة طرحوني منها قالوا : أولا تأمر بهم يا رسول الله إذا فنضرب أعناقهم قال أكره أن يتحدث الناس ويقولوا : إن محمدا قد وضع يده في أصحابه فسماهم لهما وقال اكتماهم زاد المعاد ج 3 ص

يتضح من الرواية ان الصحابة غير متهمين عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يكونوا ضمن قائمة حذيفة السوداء لانهم كانوا كلهم في بطن الوادي ولان الصحابة يثقون بعدالة نبيهم صلى الله عليه واله فهو لا يتهم بريء و لا يحكم على مؤمن بالنفاق عبثا ولانهم واثقين من انفسهم انهم كانوا في باطن الوادي فلا يكونون ضحايا الاشتباه الغير مقصود فانهم لم يكونوا قلقين ولا مضطربين يبحثون على اطمئنان ولا يحتاجون ان يسالوا حذيفة
لكن الذي يبحث عن هذا الاطمئنان فذهب يسال حذيفه اما انه لا يثق بالنبي وعدالته او انه كان ضمن زمرة المنافقين الذين شاركوا في تلك المهمة القذرة والارجح الاحتمال الثاني

ولكن قد يعترض معترض فيقول ان رواية عمر وحذيفه هي دليل براءة عمر وليس العكس
الجواب
1- ان عمر لم يكن متهم حتى يبحث عن براءة فهو مبشر بالجنة وكان ضمن الصحابة الذين سلكوا بطن الوادي فهذه معطيات كافيه لبراءته فلا يحتاج
لحذيفه حتى يبرء ساحته من تهمه وهميه فضلا على ان عمر انفرد بهذا الموقف عن بقية الصحابة فاما المؤمنون من الصحابة فلم تكن لديهم شكوك بقرار نبيهم واما المنافقون فلم يبالوا بسر حذيفه طالما هو سر فهم لا يخافون عقاب الله بالاخرة فكيف يخافون الفضيحة في الدنيا لكن يبدو ان عمر كانت له ظروفه الخاصة
2- ان سؤال عمر لحذيفه يصلح دليل ادانه اكثر مما يصلح جواب حذيفه لعمر دليل براءة
لان سؤال عمر كما ذكرنا انه يدل على قلقه واضطرابه وهذا له سبب من اثنين اما لانه لا يثق بعدالة النبي فظن انه اتهمه وهو بريء واما انه كان ضليع بالمؤامرة فكلاهما ادانة لعمر

اما جواب حذيفه فهو لا يكون دليل براءة لعدة اسباب

1- ربما جواب حذيفه تدليس من الرواة فهذا النهج مشهور عند القوم فهم يحذفون ويضيفون حسب ما تراه عقولهم القاصرة
فمثلا حذفوا كلمة عترتي اهل بيتي من حديث الثقلين وقالوا ان النبي لم يامر الا التمسك بالقران

2- لو فرضنا بصحة جواب حذيفه فان تفسير هذا بسيط للغاية فهناك احتمالان
الاول : أن حذيفه استخدم التقية
ثانيا : ان حذيفه كان يعلم بحكمة النبي صلى الله عليه واله وسلم لاخفاء اسماء المنافقين وعدم فضحهم لهذا السبب فان حذيفة لو اجاب عمر بنعم لخالف وصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اما اذا لو اجابه ب ( لا ) فان هذه لا تعتبر مخالفة وخيانه لانها لم تهدم حكمة السر وغاية الكتمان لان النبي لا يريد ان يعاقب منافق بالدنيا ولا يريد ان يزعزع وحدة الامة فجواب حذيفه ب ( لا ) وعدم جوابه سيان في هذه الحالة المهم انه لم يكن مأمور بفضح اي منافق في الدنيا وهذا يتحقق بالكتمان او بالنفي لكنه لا يتحقق بالجواب الايجابي
فلو كانت هناك قرارات صدرت على المنافقين
في الدنيا كالقتل او النفي او الطرد من الاسلام مثلا لقلنا ان جواب حذيفه بالنفي كان مخالفه لوصية النبي لانها استثنت منافق بدون وجه حق لكن طالما لا يوجد اي قرار بالدنيا فلا يشكل فرق عند النبي ولا عند حذيفه سواء عرف عمر عن طريق حذيفه انه ليس من المنافقين وهو منهم في الواقع ام لم يعرف
فاراد حذيفه ان يتجنب الحاح عمر ولا يشكل هذا كذب في منطق الدين اسوة بجواب النبي ابراهيم عليه السلام لقومه عندما سألوه عن هدم اصنامهم
وعندي هذا الاحتمال ارجح

ولكن يبقى كل هذا استنتاج يحتاج الى دليل اقوى
الكتب الحديثية عند اهل السنة مصنفه الى عدة اصناف منها المسانيد ومنها المصنفات ومنها المعاجم ومنها السنن
وهذه تحوي الغث والسمين من الاحاديث فان رايت حديث في هذه الكتب فعليك ان تتأكد من صحة سنده لان المصدر لا يدلك على صحته من ضعفه
لكن هناك كتابان سموهما بالصحيحين لانهم يقول ان كل اسانيد الاحاديث فيهما صحيحة لهذا عندما ترى حديث فيهما فلا تحتاج ان تذكر السند فيكفي ان تقول انه في الصحيحين وهذا بسبب ان كل رواة الصحيحين ثقات
ومن هولا ء الرواة

الوليد بن جميع

الوليد بن جميع من رجال مسلم ومسلم لا يروي إلا عن ثقات

الوليد بن جميع من رجال البخاري أيضاً ، والبخاري لا يروي إلا عن ثقات

هذا الوليد

رَوَى أَخْبَارًا فِيهَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ‏,‏ وَعُمَرَ ‏,‏ وَعُثْمَانَ ‏,‏ وَطَلْحَةَ ‏,‏ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، رضي الله عنهم ، أَرَادُوا قَتْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلْقَاءَهُ مِنْ الْعَقَبَةِ فِي تَبُوكَ

من هو الذي فضح هذه الاخبار

ابن حزم في كتابه المحلى ج 11 ص226 طبعة بيروت

هل الامام ابن حزم كذاب ؟
ربما المقام لايتسع لذكر تزكية اعلام اهل السنة فنكتفي بتزكية الذهبي

وقال الإمام الذهبي : الإمام الأوحد ، البحر ، ذو الفنون والمعارف أبو محمد ، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد

والامانه العلمية تقتضي ان نقول ان الامام ابن حزم عندما نقل ماقاله الوليد من باب الدحض وليس من باب الاثبات فقال
ان ماقاله الوليد كله كذب
لكن لماذا اصبح احد رجال الصحيحين كذّاب !!!!!!!!!

وفقط للطرفه
ان ابن حزم فارسي الاصل فطعن برجال الصحيحين من اجل عمر مذّل الفرس



k/vm jpgdgdm glph]em ulv gp`dti gp`dti jpgdgdm



توقيع : عبد الرزاق محسن

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرزاق محسن ; 2017/05/22 الساعة 03:49 PM
رد مع اقتباس