عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/11/26, 12:36 PM   #1
خادمة سراج المتوكلين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2321
تاريخ التسجيل: 2013/11/18
المشاركات: 2,094
خادمة سراج المتوكلين غير متواجد حالياً
المستوى : خادمة سراج المتوكلين is on a distinguished road




عرض البوم صور خادمة سراج المتوكلين
Quba Nabi الرسول الأعظم (صلِ الله عليه وآله وسلم ) في الفكر الوهابي

بسم الله الرحمن الرحيم

كُتب الكثير الكثير عن الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله) من أُمّته ومن خارج هذه الأُمّة ، منذ أن ظهر إلى الوجود بشخصه المبارك ، ولا سيما بعد أن بدأ دعوته الإسلاميّة الميمونة .
فكان القمّة الإنسانيّة التي لا تُرتقى ، بل ينظر إليها كما النجوم في السماء ، لا بل هو شمس الوجود وقطب دائرتها النوراني .
ولطالما أُعجب به البشر من كلّ صنف ونوع من بني آدم على مختلف الألوان والقوميّات في الدنيا ، ومختلف الأديان والانتماءات العقائديّة كذلك ، حتّى أنّ الكفّار وأهل الشرك اعترفوا بعظمته وعلوّ مكانته على أقرانه ، ولا أقران له كما نعتقد .

ولذا تراهم كلّما كتب كاتب عن الأنبياء والعظماء والمصلحين والأطهار ، ترى اسم النبيّ محمد (صلّى الله عليه وآله) يكون على قمّة الهرم كما يقول الكاتب الغربي المشهور ( مايكل هارت ) في كتابه ( المائة الأوائل ) .
نعم ، لقد بهر العقول وحيّر الألباب بعظمته وعلوّ همّته ، ورسالته التي نعتنق وندين لله بها ، وكم كتب النصارى عن شخصيّة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ؛ معبّرين عن مدى إعجابهم وحبّهم لذاك الرمز الخالد الذي جعله الله للبشرية قدوة وأسوة بقوله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )(1) .

هذا هو البشير النذير والسراج المنير . هذا هو العلم الشامخ والنور الباهر . هذا هو الرسول العظيم والنبي الكريم هو خاتم الأنبياء ، وسيد البشر من الأوّلين والآخرين الذي أفرده الله سبحانه بالرسالة الخاتمة ، وقال عنه : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )(2) .
إنّ المتأمّل في هذه الجملة النورانيّة ، وهذا الوصف الكريم لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) يرى أنّه تفرّد به دون غيره من الأنبياء والرسل (عليهم السّلام) .
فكلّ نبيّ كان يبشّر قومه بالرسول الذي بعده ، وكلّ رسول كان يبشّر بالرسول الذي يليه ، وجميعهم كانوا يبشّرون بالرسول الخاتم المصطفى محمد (صلّى الله عليه وآله) ، فمن نوح (عليه السّلام) إلى إبراهيم الخليل (عليه السّلام) ، ومنه إلى موسى الكليم (عليه السّلام) وعيسى المسيح (عليه السّلام) الذي قال مبشّراً : ( وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )(3) .

فكلّهم كانوا محطّات نورانيّة وأساسيّة في الحركة التكامليّة والمسيرة الرساليّة في بني البشر ، ولكن عندما وصلت إلى المحطّة النهائيّة والرسول الخاتم (صلّى الله عليه وآله) كانت قد وصلت إلى القمّة ؛ إذ أنّه ليس بعده نبيّ ولا رسول ، وليس بعد رسالته رسالة تنزل من السماء إلى الأرض لتخلّص البشريّة من العذاب والعناء .
فـ ( محمد رسول الله ) أي أنّه (صلّى الله عليه وآله) هو الذي يستحق أن يُطلق عليه هذا الوصف دون غيره . فمحمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكفى به رسولاً ، وإذا ذكر هو يذهل الإنسان عن كلّ رسول غيره .
أقول : نعم ، إنّ الرسول الحقّ هو محمد دون غيره ، رغم أنّ إخوانه من الرسل السابقين كانوا حقائق موجودة ، ولكن إذا ذُكر العظيم ذُهل عمَّن هم أقلّ منه عظمة .

فكيف تعامل الفكر السلفي والوهابي مع هذا الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) ؟! كيف تناولوا ذكره ووصفه ، والصلاة عليه ، وسيرته وسنّته ؟!
وكيف بالتالي تعاملوا مع أهله الأطهار الأبرار (عليهم السّلام) وذريّته المباركة ؟!
تلك هي المعضلة الكبرى ، أن تقرأ ما يقولونه أو يطرحونه حول ذاك الحبيب الإلهي وأهل بيته وخاصّته وذريّته الكرام (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) .
إنّ أصحاب هذه الدعوة أرادوا أن يصنعوا إسلاماً مشوّهاً على مقاساتهم وأفكارهم ، مستفيدين من الدين وسماحته ، فراحوا ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ )(4) ، ويلفِّقون الأحاديث ، ويخترعون الأخبار والروايات الكاذبة ، ويجتزئون ويقطعون المرويّات الصحيحة والمتواترة في هذه الأُمّة المرحومة .
عمدوا إلى الاُصول فشوَّهوها ، وإلى الفروع فحرَّفوها ، وإلى السَّنن فبتروها ، فكان لديهم مسخ باطل سمّوه ديناً .
يتعلّقون بالقشور ويتركون اللباب ، يبهرهم المصباح ولا يسألون عن الكهرباء التي نوّرته ، حتّى إنّ أكابرهم وفي أواخر القرن العشرين أنكروا المسلّمات التي عرفها صبياننا ، ككروية الأرض ودورانها حول نفسها أو حول الشمس .
فهل سمعت بهذا من قبل ؟! أو قرأت كهذا في مثل هذا العصر ؟

إنّ هذه الأمّة لم تقدّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حقّ قدره ، وأمّا هؤلاء فسأدع الحكم عليهم إليك عزيزي القارئ ، وإليك الكلام وبعض أطرافه فقط .
محمد طارش وليس بسيّد !
سيّدنا رسول الله محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين .
كم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ))(5) كما روته كتب السيرة والسنن ؟
ومن البديهي المتعارف أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سيّد البشر من أُمّة ربيعة ومضر ، لا بل من كلّ البشر .
فهو السيّد المطاع ، والقائد المعظّم ، وهذا ما لم يرق لأصحاب الفكر الوهابي السلفي ، فقالوا : لا يجوز إطلاق لفظ السيادة على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .

لا بل تجرّأ أحد المتأخّرين إلى القول : إنّه يجوز إطلاق لفظ السيادة على أيّ إنسان إلاّ سيّدنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، بدعوى أنّ هذا يجرّ إلى عبادته من دون الله تعالى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ سورة الممتحنة / 6 .
2 ـ سورة الفتح / 29 .
3 ـ سورة الصف / 6 .
4 ـ سورة النساء / 46 .
5 ـ وسائل الشيعة 25 / 23 ، بحار الأنوار 9 / 294 .



hgvs,g hgHu/l (wgA hggi ugdi ,Ngi ,sgl ) td hgt;v hg,ihfd



رد مع اقتباس