عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/06/14, 11:26 PM   #1
العقيلة

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3785
تاريخ التسجيل: 2015/04/19
المشاركات: 805
العقيلة غير متواجد حالياً
المستوى : العقيلة is on a distinguished road




عرض البوم صور العقيلة
افتراضي في حياة فاطمة الزهراء دروس ودروس

حياة فاطمة الزهراء دروس ودروس


وكما أن الرسالة قد تجلت في الرجال ، وخصوصاً في رسول الله محمد صلى الله عليه وآله ، الذي كان خلقه القرآن ، وكان المجسّد للرسالة . فان هذه الرسالة قد تجسّدت أيضاً في النساء ، وفي مقدمتهنّ شخصية سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ، التي عاصرت الإسلام منذ أيامه الأولى ، وهي في بيت الوحي .
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله هو معلمها الأول . لذا لم تنته الزهراء عليها السلام في شخصيتها ، بل امتدت عبر ذريتها الطاهرة . .
صحيح ان المرأة المسلمة يفصلها اليوم عن فاطمة عليها السلام أربعة عشر قرنا ، ولكن سيرتها الوضاءة تستطيع ان تلهمها وان تكون مدرسة لها . وسنقوم فيما يلي بعرض جوانب بسيطة من عظمتها وشموخها اللذان استمدّتهما من عظمة وشموخ الرسالة الإلهية . فرسول الله صلى الله عليه وآله الذي فقد حنان الأم وعطف الأب منذ سنّ مبكّرة من عمره الشريف ، كان يحسّ بهذه العاطفة المفقودة في حياته ، لأنه بشر كسائر البشر كما يقول تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ... 2 . ولكنه سرعان ماوجد هذه العاطفة المفقودة في شخصية ابنته الزهراء عليها السلام .
لقد كان النبي صلى الله عليه وآله عندما يعود من صراعه مع الجاهلية ، وعندما يفرغ من دعوته للمشركين الى نبذ آلهتهم ؛ كان صلى الله عليه وآله يسارع الى ابنته فاطمة التي كانت بدورها تحوم حوله ، لتحوط هذا القلب الكبير بعاطفتها الجياشة ، ولتضمد جراحاته ، وتسكن آلامه . . تماما كما كانت تفعل ذلك والدتها خديجة الكبرى رضوان الله عليها . وهذا ما دفع النبي صلى الله عليه وآله الى آن يقول : " إن فاطمة أم أبيها " 4 ، و " إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها " 5 .
وفي خلال الحصار الذي ضربه المشركون على بني هاشم في شعب أبي طالب ؛ في تلك الفترة الحرجة من حياة الرسالة الإسلامية لم تكن فاطمة تشعر بالخوف ، رغم انها كانت في سنّ مبكّرة من حياتها ، ورغم إنها كانت قد فقدت والدتها في تلك الفترة ، ولكن صبرها الذي استوحته من قدرة التوكل على الله تعالى وثقتها به ، هذا الصبر كان يمنحها الثبات والمقاومة والصمود .
ومن الدروس التي نستطيع أن نستلهمها من حياة فاطمة الزهراء عليها السلام ، هو درس الفاعلية والنشاط . فلم يعرف عنها أنها قد توقفت عن هذا النشاط ، ولو للحظة واحدة من حياتها . فقد كانت تقضي ليلها في العبادة والضراعة والدعاء للمؤمنين ، ونهارها في مؤازرة والدها وزوجها ، والقيام بمهام الرسالة سواء قبل الهجرة أو بعدها .
ويا ليتنا نقتبس من هذه الشعلة الإلهية درس الصبر والجهاد والشجاعة والعطاء . . فان ركن هذه المرأة لم ينهّد رغم المصائب والآلام التي نزلت بها ، والتي كانت في مقدمتها وفاة والدها وما جرى عليها بعد ذلك من ظلم وإجحاف . فكان همّها الأول بعد ذلك الابقاء على الخطّ الرسالي السليم والدفاع عنه ، وعدم السماح بهبوط الروح الإسلامية في الأمة ، ودخول عدد من المنافقين في أوساطها .
وفي حياة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء دروس ودروس ؛ فمن أراد أن يقتدي بها لابد له أن يتعرف عليها ، وأن يعيشها في واقعه 6 .

فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين ، آية الله السيد محمد تقي المدرسي .




td pdhm th'lm hg.ivhx ]v,s ,]v,s ]dhf ]v,s th'lm



رد مع اقتباس