عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/06/26, 04:39 PM   #1
عاشقة الحسين

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل: 2011/12/20
المشاركات: 1,555
عاشقة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة الحسين is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة الحسين
Icon42 القنــــوت وأنـــس الـــروح:

القنــــوت وأنـــس الـــروح:


القنوت..
إن من أجزاء الصلاة المستحبة "القنوت".. والحديث عن القنوت حديثٌ ممتع، لأنها المساحة المفتوحة بين العبد وبين الله سبحانهُ وتعالى..





أنظروا إلى عظمة القنوت!.. إن القنوت مُستحب، ولكن إذا نسي المصلي القنوت ورفع رأسه من الركوع؛ فله الحق أن يقنت عوضاً عن القنوت الذي فاته.. ولو ذكر في السجود أنه لم يقنت، بإمكانه بعدَ الفراغ من الصلاة، أن يتوجه إلى الله -عزَ وجل- بالقنوت.. ولكن من تركَ القنوت رغبةً عنه، فلا صلاةً له، مثلما أنه لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد، مع أنَ الصلاة في المسجد مستحبة!.. فالذي يترك القنوت توفيراً؛ لا صلاة له.. ساعات عُمرهِ تمضي في كل ما هبَّ ودب، ولكن إذا وصلَ للقنوت؛ يريدُ أن يوفر.. وإذا وصل للأذان والإقامة -وهما مستحبان-؛ يُريدُ أن يوفر.. وإذا وصلَ إلى الصلاة على النبي وآلهِ في الركوعِ والسجود؛ يريد أن يوفر.. وإذا وصلَ للتسليمات الثلاث، يذكر تسليمةً واحدة؛ يريد أن يوفر.. هل هذا مكان التوفير؟.. وماذا يريد أن يعمل إذا وفر ذكر اللهِ عز وجل؟..




القنوت أنس بالله:
إن من صفات المؤمنين الذينَ وصلوا إلى درجة الأنس بالله عز وجل، أنهم يقومون بكل المستحبات، كي يبقى ذكر الله -عز وجل- على لسانهم..
هناك فرقٌ بينَ العبادةِ والأنس: العبادة: هي أن يعبد الإنسان ربهُ خَوفاً من عذابِ جهنم.. والأنس هو أن يعبد الإنسان ربه، لأنه أهلاً للعبادة..
قال الإمام علي (ع): (إن قوماً عبدوا الله رغبةً؛ فتلك عبادة التجار.. وإن قوماً عبدوا اللهَ رهبةً؛ فتلك عبادة العبيد.. وإن قوماً عبدوا اللهَ شكراً؛ فتلك عبادة الأحرار).. بعض المؤمنين عندما يصل للقنوت يقول: يا رب، اسمح لي في الحديث معك!.. ما المانع في ليلة الجمعة، إن لم يكن المصلي مأموماً، أن يقرأ دعاءَ كميل في صلاة المغرب، أو العشاء؟.. يا لهُ من دعاء!.. وكذلك ما المانع أن يقنت بمناجاةِ أبي حمزة الثمالي، في قنوت الصلاة الواجبة؟..
قال رسول الله (ص): (أطولكم قنوتاً في دار الدنيا، أطولكم راحةً يوم القيامة في الموقف).. البعضُ قد لا يتفاعل مع الحمدِ والسورة؛ لأنهُ يكررهما في كُل يوم، وهكذا في الركوع والسجود؛ ولكن في القنوت له أن يتكلم بما يريد.





موجبات كسب الرّوح:
إن الناس ثلاثة أقسام، على ما ورد في سورة "الواقعة": أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، والسابقونَ.. {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ}.. كُلما امتدَ الزمان قلَ السابقون، وقلَ المقربون، أما أصحاب اليمينِ فهم كثر {ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ}.. ولكن ماذا أعد لهم؟!.. {وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ}، وأما المقربون فماذا لهم؟.. {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ}.. بمجرد أن يموت تخرج روحهُ من هذهِ الدُنيا، ويبدأ نعيمه.. المقربون لهم الجنة في القيامة، ولكن في عالم البرزخ، يعيشون الروح والراحة.. أوَ تعلم من موجبات كسبِ هذا الروح؛ هو القنوت بينَ يدي الله -عزَ وجل-!..
يقول (ص): (ما من عبد اهتمَّ بمواقيت الصّلاة، ومواضع الشمس؛ إلاّ ضمنتُ له الرَّوح عند الموت، وانقطاع الهموم والأحزان، والنجاة من النّار.. كنّا مرَّة رعاة الإبل، فصرنا اليوم رعاة الشمس)..





طول القنوت:
إن صلوات العباد على درجات، عن النبي (ص): (إن من الصلاة لما يقبل نصفها وثلثها وربعها وخمسها إلى العشر، وإن منها لما تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها.. وإنما لك من صلاتك ما أقبلت عليه بقلبك).. فإذن، ما هي الصلاة النموذجية التي ترتفع؟..
يقول: النبي (ص): (أفضل الصلاة ما طال قنوتها)!.. فإذن، إن المؤمن يقوم في جوف الليل، والناسُ نيام، كما يقول الإمام علي (ع) في المناجاة المنظومة:



اِلـهي حَليفُ الْحُبِّ في اللَّيْلِ ساهِرٌ *** يُناجي وَيَدْعُو وَالْمُغَفَّلُ يَهْجَعُ


يقف في محراب العبادة في منزلهِ، يصلي ودموعهُ على خديه، يُناجي ربهُ بمناجاة المُحبين؛ عندئذ يعيش حالة تدرك ولا توصف!.. لذا، إذا قام المؤمن في جوف الليل، وأدركته الرقة، ولو بالشهرِ مرة واحدة، فليناج ربه بمناجاة المحبين، ليكتشف عالماً آخرا منَ السعادة.. المنحرفون يرونَ السعادة في الأفيونِ والخمَر، والمستقيمون يرونَ السعادة في متعة النساءِ والطعام، ولكنَ هؤلاء يرون متعتهم في حديثهم مع رب العالمين، ماذا يقول الإمام زين العابدين: (يا نعيمي وجنّتي!.. ويا دنياي وآخرتي)!.. وكذلك فإن طول القنوت يخفف عن الإنسان آلام الاحتضار، عن النبي الأعظم (ص): (طول القنوت في الصلاة، يخفف سكرات الموت).. فإذا أراد الإنسان أن يرتاحَ عندَ الموت، في ساعة النزع؛ فعليه بالقنوت.




الدعاء في القنوت:
ويجوز الدعاء في القنوت بكلِّ ما جرى على اللسان، لما روي عن إسماعيل بن الفضل، قال: سألت أبا عبد الله -القنــــوت وأنـــس الـــروح:- عن القنوت، وما يقال فيه، فقال القنــــوت وأنـــس الـــروح:: «ما قضى الله على لسانك، ولا أعلم فيه شيئاً مؤقتاً».. ويستحب الدعاء بالمأثور، لتجاوز الخطأ واللحن الشائع على الألسن.. قال الإمام الصادق -القنــــوت وأنـــس الـــروح:-: «يجزيك في القنوت: اللهمَّ!.. اغفر لنا وارحمنا، وعافنا وأعفُ عنا في الدنيا والآخرة؛ إنّك على كلِّ شيءٍ قدير»..



الإنسان جيد أن يلتزم بالمأثور.. ولكن الذي يقرأ دعاء ثابتا طوال عمره، لا يغير منه شيئا، -كأن يقرأ مثلا: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}-.. يتعود على لفظة ثابتة، فلا يتفاعل.. لهذا بعض المؤمنين يستثير دمعته بمناجاة من مناجيات شهر رمضان، هل هناك مانع إن قسا قلبه أن يقول: (وَمالي لا أَبْكي وَلا اَدْري إِلى ما يَكُونُ مَصيري... اَبْكي لِضيقِ لَحَدي، اَبْكي لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ اِيّايَ...)!..
إن المؤمن يستثير دمعته بما أمكنه من الأدعية.. هناك مجموعة من الأدعية القرآنية تبدأ بربنا أو ربي، من المناسب أن يُطعم المصلي قنوته بهذه الأدعية، مثل: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
{رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.
{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ} .
{رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}.
{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.
{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}.
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.






المؤمن يسأل اللهَ العافية في الدنيا والآخرة!.. المرض قد يرفع من درجات الإنسان عندَ الله -عز وجل- ولكن أيضاً قد يحرمه بعضَ التوفيق في هذا المجال.. فالإنسان المُعافى قادرٌ على القيام، كم من الناس يتمنون المجيء للمسجد، وهم على فراش المرض!.. ولهذا في السجود الأخير نقول: (يا وليَ العافية!.. نسألكَ العافية: عافية الدين، والدنيا، وعافية الآخرة).. بعض الناس يتظاهر بمظهر الأبطال يقول: يا ربِ، أنا بطل اختبرني بما تُريد، أنزل عليَّ أيَّ بلاءٍ تُريد؛ أنا على مستوى المقاومة.. إياكَ أن تقول هذا الكلام، فلستَ أهلاً لها!.. قُل: يا رب عافيتكَ أوسعُ لي، أريدُ العافية حتى أعبدكَ حقَ عبادتك.




hgrkJJJJ,j ,HkJJJs hgJJJv,p:



رد مع اقتباس