عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/18, 04:32 PM   #10
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: القرآن يخاطب المؤمنين لا المسلمين
1- القرآن تارة يأتي بلفظ المؤمنين وتارة المسلمين، متى يستخدم هذا اللفظ ومتى يستخدم ذاك؟
2- معلوم أن أمير المؤمنين على رأس كل آية ذكرت المؤمنين، فكيف نوفق ذلك في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا آمِنوا ؟
3- القرآن قال عن أزواج الرسول أنهن أمهات المؤمنين، فلماذا لم يقل أمهات المسلمين؟
الجواب:
أولاً: لم يرد خطاب في القران بلفظ المسلمين بل الخطاب ورد بلفظ المؤمنين وبلفظ الناس فقال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... )) وقال تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ... )) فعندما ياتي القران بتعليم كحكم شرعي يخاطب بذلك المؤمنين فيقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) وعندما يخاطب عامة الناس ويرشدهم الى الايمان بالرسول مثلا يقول (يا ايها الناس) واما الايات التي وردت فيها لفظ (المسلمون) فانه اختلف في قراءتها فبعض قرأها بالتشديد فيكون المعنى التسليم وليس الاسلام وقد صرح بعض المفسرين بهذا المعنى لبعض الايات القرانية .
ثانياً: ورد عن ابن عباس قوله (ما في القران اية (( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )) الا وعلي اميرها وشريفها وما من اصحاب محمد رجل الا وقد عاتبه الله وما ذكر عليا الا بخير .... ) تفسير العياشي 2/352 والايات التي ورد بهذه الصيغة وهي الايمان والعمل الصالح كلها ورد في مقام المدح لهم والوعد لهم بالجنة والحياة الاخروية الكريمة لذا فيمكن ان يكون مراد ابن عباس هذه الايات ويمكن ان يكون مراده الاعم دون ذكر العمل الصالح كما ورد ذلك في بعض الروايات حيث ورد (ما نزل في القران (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) الا وعلي اميرها وشريفها) تفسير فرات ص50 .
وهذا يمكن قبوله باعتبار ان عليا امير المؤمنين ولكن الايات التي فيها عتاب سوف لا يكون عليّاً مشمولا بها باعتبار ان ابن عباس قال (وما ذكر عليا الا بخير).
ثالثاً: الاسلام درجه متدنية وردت في القران مورد الذم بقوله تعالى (( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم )) (الحجرات:14).
وبالاسلام بالنطق بالشهادتين يحفظ الانسان بدمه وماله وعرضه ولكن بدون دخول الايمان في القلب ليس لذلك النطق قيمة عند الله كما هو مع الايمان لذا فالخطاب كما ذكرنا وجه للمؤمنين فالاحكام الشرعية هم المخاطبون بها ومن تلك الاحكام صيرورة نساء النبي امهات لهم .




السؤال: الاوامر والنواهي في القرآن
هل كل امر أو نهي الهي وارد في القرأن الكريم هو تعبدي بمعنى اننا نقرأ في القرءان قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (( خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ )) (( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم )) (( لَا تَقرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُم سُكَارَى )) (( لَا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ )) (( كُلُوا وَاشرَبُوا وَلَا تُسرِفُوا ... )) صدق الله العلي العظيم وغيرها كثير من الاوامر والنواهي فهل الالتزام بها فيه اجر وثواب كبقية العبادات ؟
الجواب:
بعض الاوامر تكونن وجوبية ويلزم العمل بها وذلك فيما إذا ورد الامر ولم يكن هناك ترخيص من الشارع في الترك فإن العقل يحكم بلزوم الامتثال والاطاعة، وبعض الاوامر تدل على الاستحباب وذلك فيما إذا ورد الطلب الحقيقي مع الترخيص في الترك المستفاد من الروايات أو بحكم العقل كما لو أمر بغسل الجمعة ودل دليل آخر على جواز تركه مثل قوله تعالى: (( خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ )) (الاعراف:311) وبعض الاوامر ليس فيها طلب وجوبي أو استحبابي لكونها في مقام دفع توهم المنع والحرمة، مثل قوله: (( كُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِ )) (البقرة:187) فإنه يدل على الجلواز فقط وهكذا قوله تعالى: (( نِسَاؤُكُم حَرثٌ لَكُم فَأتُوا حَرثَكُم أَنَّى شِئتُم )) (البقرة:2233) لايدل على وجوب أو استحباب إتيان النساء متى شاؤوا بل على الاباحة في مقابل احتمال الحرمة وقد يكون الامر إرشاداً إلى الجزئية والشرطية من دون تعرض للوجوب أو الاستحباب كما لو قال: اقرء السورة في الصلاة.
وهكذا النهي فالظاهر منه عند عدم وجود قرينة على الخلاف هو الحرمة، كما في قوله: (( وَلَا تُسرِفُوا )) وقد يدل على الكراهة إذا ورد دليل من النقل أو العقل على جواز الفعل، كما لو قال: لاتصل في الحمام، وقام الدليل على صحة الصلاة في الحمام، فالنهي هنا محمول علي الكراهة وقد يكون النهي إرشاداً إلي المانعية كقوله: (لاتصل في وبر ما لايؤكل لحمه) ونحو ذلك.






السؤال: العرض على القران هل يستلزم الدور
يقول القران (( وَأَنزَلنَا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيهِم )) ويقول (( فَإِن تَنَازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ))
وقد ورد عن الائمة عليهم السلام "اعرضوا كلامنا على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالفه فارموا به عرض الجدار"
فنجد ان القران يحيلنا الى الرسول واولي الامر وهؤلاء يحيلوننا الى القران ...
السؤال / أليس في الكلام أعلاه دورا ( وكما نعلم الدور باطل) ؟
بالنتيجة الى ايهما نرجع ؟
الجواب:
مضمون حديث الثقلين يشير الى الاتحاد بين كلام المعصومين وكلام القران بالقول (بانهما لن يفترقا) فاذا كان هناك كلام مجمل في كلام المعصومين فانه يفهم من خلال القران واذا كان هناك كلام مجمل في القران فانه يفهم من خلال كلام المعصومين فارجاع احدهما على الاخر لايعد دورا نعم لو لم نفهم من القران ولا اية واحدة الا عن طريق المعصومين ولا نقبل من قول المعصومين قولا واحدا الا بالعرض على القران لصار دورا وهذا ما لا نقوله .




السؤال: خلق القرآن
هل كان القرآن الكريم في علم الله تعالى قبل أن يحدثه أم أنه تعالي أحدثه من العدم للوجود؟ و هل يمكن أن يقال عنه أنه من ممكنات الوجود؟ و هل يمكن أن تكون هناك كلمات لله كالكلام الذي تحدث به الله تعالى لموسى عليه السلام بحيث أنها وجدت من العدم للوجود و لم يكن لها إحاطة في علم الله السابق عنها؟
الجواب:

علم الله تعالى قد يتعلق من الازل بشئ سوف يوجده في المستقبل فلا يتنافي كون القرآن محدثاً و كونه في علم الله تعالى قبل ان يحدثه كما ان جميع مخلوقات الله تعالى من هذا القبيل فالله تعالي كان عالماً من الازل أنه سوف يخلق آدم (ع) لكن ليس معنى ذلك ان آدم كان قديماً و غير حادث و لم يوجد من العدم بل معناه ان الله تعالى اراد من الازل ان يحدث آدم و يخلقه في المستقبل.



السؤال: هل لكلمة آمين اصل قرآني
هل كلمة آمين لها اصل قرآني او عند اهل البيت عليهم السلام لأني قرأت مقال لأحد الكتاب المصريين وهو الكاتب احمد صبحي منثور يقول بأن كلمة آمين غير موجودة في القرآن وهي كلمة دخيلة من الفراعن وانا سأنقل لكم المقال للفائدة ......
*************************
كلمة (آمين) ليست عربية ولا وجود لها في القرآن الكريم لفظا. هي كلمة مصرية قديمة مشتقة من اسم الاله المصري الفرعومي الشهير (آمون) وكان المصريون القدماء - فيما يبدو - يتغنون بها بطريقة تجعل الوار في (آمون) تبدو مكسورة فتصبح أقرب الى (آمين). والى عهد قريب كان الريفيون المصريون - خصوصا في الصعيد - يغنون بها في الأفراح قائلين (آمونا آمونا).
وهي في الأصل دعاء الى الاله (آمون) وهتاف باسمه.
انتقل هذا الهتاف الديني الى التدين الاسرائيلي، حمله بنو اسرائيل معهم ضمن تأثرهم بالديانة المصرية القديمة، ثم جاء المسيحيون على آثارهم يهرعون، فأصبح في التدين المسيحي أن يقال (آمين) تأمينا على أي دعاء.
وهو يقال بنفس اللفظ في الانجليزية، وأن كنت لا أعرف أذا كان موجودا في الفرنسية وغيرها أم لا.
وفي كتابي (شخصية مصر بعد الفتح الاسلامي) الصادر سنة 1984 وكتاب (حقائق الموت في القرآن الكريم) ناقشت بعض الأساطير المصرية القديمة التي تسربت الى عقائد المسلمين وأهل الكتاب، وقد سبق القرآن الكريم في الاشارة الى هذا في سورة التوبة والأعراف، وأترك لكم مهمة البحث عن الايات في هذا الموضوع.
بالنسبة لكلمة (آمين) فقد ورد معناها ـ وليس لفظها في القرآن الكريم في سورة يونس.
في الآيات 87، 88، 89 . فقد جاء الوحي التوجيهي لموسى وهارون بالاعتزال بقومهما والصلاة في البيوت ردا على تكثيف الاضطهاد الفرعوني لهم.
وفي الصلاة دعا موسى ربه أن يعاقب فرعون وآله. (( وقال موسى ربنا أنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس علي أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم )) وجاء الرد الالهي من رب العزة (( قال قد أجيبت دعوتكما .. ))
يلاحظ أن الذي دعا ربه كان موسى فقط (وقال موسى)، ولكن الاستجابة جاءت باسم اثنين (( قد أجيبت دعوتكما )) أي انهما اشتركا في الدعاء. موسى دعا ربه وخلفه هارون يقول (اللهم استجب) أو بمفهوم الناس في وقتنا، قال (آمين).
هل يصح أن يقال (آمين) في الصلاة أو في الدعاء عموما ؟
لا أعتقد. يكفي للمؤمن أن يدعو الله تعالى بالاستجابة مخلصا، لأن ذكر الرحمن في الدعاء طلبا لاستجابة الدعاء أفضل من أي كلمة أخرى، فما بالك إذا كانت تلك الكلمة مشبوهة ..
*************************
وهناك احاديث في صحاح اهل السنة تقول بأن كلمة آمين هي واجبة وهكذا عند الصلاة ونحن لانقول بها كشيعة في نهاية سورة الفاتحة لكن سأنقلها للفائدة واريد جوابكم......
إذا قال الإمام : (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )). فقولوا آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 782
- إذا قال أحدكم آمين، قالت الملائكة في السماء آمين، فوافقة إحدهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 781
قدمت الشام . فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده . ووجدت أم الدرداء . فقالت : أتريد الحج، العام ؟ فقلت : نعم . قالت : فادع الله لنا بخير . فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " دعوة المسلم لأخيه، بظهر الغيب، مستجابة . عند رأسه ملك موكل . كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به : آمين . ولك بمثل " .
الراوي: صفوان بن عبدالله بن صفوان بن أمية - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2733
الجواب:
ذكر علماء اللغة أن في معنى آمين ثلاثة أقوال، أحدها: أن معنى آمين: كذلك يكون، حكاه ابن الأنباري عن ابن عباس والحسن . والثاني: أنها بمعنى: اللهم استجب، قاله الحسن والزجاج. والثالث: أنه اسم من أسماء الله (تعالى) قاله مجاهد وهلال بن يساف، وجعفر بن محمد.
فما نقلتموه عن أصل اشتقاق هذه الكلمة ومعناها غير معروف عند المتخصصين في لغة العرب، وعدم وجود هذه الكلمة في القرآن الكريم ليس دليلا على كونها منقولة أو منحولة من لغة اخرى، فكثير من الكلمات العربية لم يرد ذكرها في القرآن، لأن القرآن ليس كتاب لغة، إنما المرجع في ذلك الى المصادر الجامعة للغة العرب كالقاموس المحيط ولسان العرب والعين وغيرها.
ووجود نوع من التشابه في كلمة آمين لفظا وكتابة مع اسم آمون لا يدل على وجود علاقة أصل او اشتقاق بين الكلمتين، لم لا يكون الاستدلال المذكور عكسه هو الصحيح، وهو أن كلمة آمون مشتقة من آمين وليس العكس؟ فما يصلح في تقريب اشتقاق آمين من أمون بمجرد التماثل والتشابه الشكلي بل وحتى المعنوي يصلح كذلك في تقريب اشتقاق آمون من آمين. فيقال: إن اسم الاله المصري آمون قد اشتق من كلمة آمين الدالة على أحد المعاني المذكورة كما تقدم.
وأما السؤال عن ورود أصل لكلمة آمين عند اهل البيت عليهم السلام فجوابه ظاهر من عشرات الأدعية المروية عن أهل البيت عليهم السلام والتي غالبا ما يأتي ختامها بعبارة: آمين رب العالمين.




السؤال: عدم تعارض القران مع الحقائق العلمية
سؤالي او طلبي هو معلومات عن السبق القراني لمعرفة وذكرالعلوم الحديثة والاكتشافات العلمية الحديثة
الجواب:
إن سبق القرآن الكريم إلى ذكر الاكتشافات العلمية ليس معناه أن قد نص عليها تفصيلا ولكن من باب الاشارة حيث لوحظ أن القرآن لا يتعارض أبدا مع أسس العلم الحديث والحقائق العلمية التي تم اكتشافها مؤخرا في جميع حقول المعرفة. وقد ذكر بعض الباحثين الغربيين ومنهم الفرنسي موريس بوكاي في كتابه القرآن والتوراة والانجيل والعلم الحديث اتساق ما أشار إليه القرآن من معارف مع آخر ما توصل إليه العلم على خلاف التوراة والانجيل المتداولين اليوم عند اليهود والنصارى. إن هذا السبق القرآني لا يعني أن القرآن قد سبق العلوم الحديثة بذكر نصوص النظريات والمسائل العلمية، بل المقصود هو عدم تعارضه معها في جملة ما ورد فيه من المعارف.





السؤال: المراد من قوله (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)
كان أهل الكهف نياما، والنائم يستطيع الحركة والتقلب أثناء نومه، فلماذا ورد في القرآن الكريم أن الملائكة كانت تقلبهم؟ (( وَتَحسَبُهُم أَيقَاظاً وَهُم رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُم ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ‏ )) (الكهف‏:18).
الجواب:
ما ورد في القرآن الكريم في هذه الآية المباركة لا يستفاد منه تقليب الملائكة لهم فضمير المتكلم يعود على الباري جل جلاله، وهو يأتي تارة بصيغة المفرد وتارة بصيغة الجمع في الموارد المختلفة تبعا للدلالات والنكت البلاغية، ولكن نسبة التقليب إلى الملائكة أو إلى جبرئيل عليه السلام مستفاد من الاخبار. ومهما يكن فإن الإنسان في حالة النوم يغيب عن الوعي ولا يعد مدركا لشيء من أحواله الجسدية، ومن نعم الله تعالى على الإنسان أن يكتنفه بحفظه في حال نومه، فيسخر من يقوم برعايته ظاهر وباطنا حتى عودة النفس إليه، إذ النفس تُتوفى حال المنام مثلما تُتوفى حال الممات كما نص على ذلك قوله عزوجل: (( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوتِهَا وَالَّتِي لَم تَمُت فِي مَنَامِهَا فَيُمسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيهَا المَوتَ وَيُرسِلُ الأُخرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ )) (الزمر:422) ومعلوم أن الله تعالى قد وكل بحفظ كل جزء من الإنسان ملك من الملائكة، وأهل الكهف في حال نومهم الطويل وفقدانهم للشعور مروا بما يشبه السبات فتعطلت أي توقفت عن العمل أغلب وظائفهم الحيوية في سائر أجهزتهم وأعضائهم، وكانوا ينامون في جوف الكهف تلاصق جلودهم الأرض، وليس لديهم من الشعور والقوة ما يكفي (كحال سائر من ينام) حتى يتمكنوا من التقلب مثلما نتقلب نحن على فرشنا، فاقتضت الحكمة أن يقلبهم الله عزوجل عن طريق الملائكة حتى لا تتآكل أجسادهم وجلودهم.





الكويت
السؤال: هل في القرآن كلمات أجنبية؟
هل توجد كلمات أجنبية (ليست عربية) في القرأن الكريم كما يقال لبعض المفسرين؟ أم هو قرآن عربي مبين؟
ما قول مراجع الشيعة في ذلك؟
الجواب:
لا توجد أي كلمة اجنبية في القرآن الكريم، كما يشهد بذلك القرآن نفسه، ولكن توجد فيه بعض الأسماء او الكلمات العربية ذات النظائر أو الأصول الأجنبية، ولكن الله تعالى قد عربها فأصبحت عربية، منها على سبيل المثال: مشكاة فلها أصل أو نظير في الهندية، واستبرق وسجيل ولهما أصل أو نظير في الفارسية، وقسطاس ولها أصل أو نظير في الرومية وغيرها. واعلم أن بعض العلماء والمتكلمين قد اختلفوا فيما يتعلق بهذه الكلمات بين ناف لأعجميتها وبين مثبت، ولكن لا ثمرة من هذا البحث؛ لأننا لو سلمنا بأعجمية تلك الكلمات فذكرها في القرآن الكريم دليل على صيرورتها عربية، فقوله تعالى (( إنا أنزلناه قرآنا عربيا )) ينبغي أن يكون قاطعا لأي نزاع في هذا الصدد.




السؤال: الفرق بين اللمس والمس
ماهو الفرق بين اللمس والمس الوارد ذكرها في القران الكريم
الجواب:
اللمس بحسب المعنى اللغوي هو الإصابة بما به الإحساس من البدن بقصد الإحساس لملموس، لا خصوص اللمس باليد، نعم كثير من موارد اللمس ما يكون باليد باعتبار أنها آلة عادية كثيرة الاستعمال وأقوى إحساسا من سائر ما يصح به اللمس من اجزاء البدن.
أما المس فهو مطلق الإصابة لا بقصد الإحساس، ولذلك يكون أعم من اللمس، ومن موارد المس هو الإدراك والفهم، ومنه قوله تعالى (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ )) (الواقعة:79) ولا يكون المس هنا بمعنى اللمس، إذ يترتب عليه أن القسم في قوله تعالى (( فلا أقسم بمواقع النجوم... )) (الواقعة:755) قد قرر أمرا غير متحقق في الواقع، حيث نرى أن المصحف الشريف كثيرا ما يلمسه غير المتطهرين، ومنه نفهم أن المراد بالمس في الآية هو الإدراك. ومن موارد المس الإصابة بعارض من الجن وغيره كقوله تعالى: (( الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطَانُ مِنَ المَسِّ )) (البقرة





:2755) ومن موارده أيضا الإصابة بالوسوسة وما أشبه كقوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُم طَائِفٌ مِنَ الشَّيطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُبصِرُونَ )) (الاعراف:2011) والطائف هو الذي يطوف ويدور حول الشيء، فكأن وساوس الشيطان تدور حول فكر الإنسان وروحه كالطائف حول الشيء ليجد منفذا إليه.


السؤال: كيف يقول القرآن (يا اخت هارون)
ما هو رد علمائنا الاعلام على شبهت الملاحدة على القرأن العظيم حول ان القرأن خلط بين مريم ام عيسى ومريم اخت هارون فقال يا اخت هارون
الجواب:
هذا الاشكال ذكرت بعض الروايات انه طرح على النبي(صلى الله عليه واله وسلم) فاجاب عنه النبي ففي كتاب سعد السعود لابن طاووس من كتاب عبد الرحمن بن محمد الازدي وحدثني سماك بن حرب عن المغيرة بن شعبة ان النبي(صلى الله عليه واله وسلم) بعثه الى نجران فقالوا الستم تقرؤن (( يا اخت هارون )) وبينهما كذا وكذا فذكر ذلك للنبي(صلى الله عليه واله وسلم) فقال الا قلت لهم : انهم كانوا يسمون بانبياءهم والصالحين منهم . انظر تفسير الميزان 14/53 .
فالرواية هنا تشير الى ان هارون هنا غير هارون ذاك بل شخص على اسمه.



السؤال: دلالة بعض الكلمات المتقابلة لفظا
1- كيف نجمع بين قول الله تعالى : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلمًا وَعُلُوًّا )) (النمل:93) وقوله : (( وَاستَكبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُم إِلَينَا لَا يُرجَعُونَ )) (القصص:39)؟
2- (( وَإِن كَانُوا مِن قَبلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيهِم مِّن قَبلِهِ لَمُبلِسِينَ )) (الروم:49) ما سبب تكرار (من قبل) في الآية؟
3- في سورة يوسف (ع) (( إِذ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيتُ )) (يوسف:4) ولما دخل في السجن قال صاحبا السجن (( إِنِّي أَرَانِي )) (يوسف:36) وَقَالَ الآخَرُ (( إِنِّي أَرَانِي )) وملك مصر قال (( وَقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى ))(يوسف:43) فما دلالة تغير الفعل رأى في الحالات الثلاث مع أنها كلها أحلام؟
4- (( وَجَنَّاتٍ مِّن أَعنَابٍ وَالزَّيتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشتَبِهًا وَغَيرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثمَرَ وَيَنعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُم لآيَاتٍ لِّقَومٍ يُؤمِنُونَ )) (الأنعام:99) والثانية (( وَالزَّيتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَومَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسرِفِينَ )) (الأنعام:141),في الاية الاولى قال سبحانه- مُشتَبِهًا وَغَيرَ مُتَشَابِهٍ - و قال تعالى في الثانية - مُتَشَابِهًا وَغَيرَ مُتَشَابِهٍ - ما الفرق بين المعنيين؟
5- قال تعالى (( الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنهُ تُوقِدُونَ )) (يس:800) كيف يمكن اشعال النار من الشجر الأخضر, ما معنى هذه الآية الكريمة ؟
الجواب:
أولاً: معنى قوله تعالى (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم )) (النمل:144) أنهم أنكروا آيات الله تعالى وكذبوها والحال أن أنفسهم عالمة بها مستيقنة، وإنما انكروها ظلما لأنفسهم وعلوا أي ترفعا عن الانقياد للرسول والإيمان بما جاء به من عند الله تعالى. أما قوله عزوجل: (( وَاستَكبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُم إِلَينَا لَا يُرجَعُونَ )) (القصص:399) معناه أن فرعون وجنوده استكبروا في مصر عن تصديق موسى واتباعه على ما دلهم عليه من توحيد الله والاقرار بالعبودية له تعديا وعتوا على ربهم وظنوا أنهم بعد مماتهم لا يبعثون وأنه لا ثواب ولا عقاب فركبوا أهواءهم، ولم يعلموا أن الله لهم بالمرصاد وأنه مجاز لهم على اعمالهم الخبيثة.
فالايتان ليستا بمتنافيتين حتى يفتقران إلى جمع بينهما، إذ الاولى تتحدث عن الآيات التي حصلت في مصر على عهد موسى عليه السلام كأدلة وشواهد على صدق دعوته، وهذه الايات التي شاهدها فرعون وقومه لا سبيل إلى انكار وجودها ووقوعها في ارض مصر، فاستيقنوا بها ولكنهم لم يعتقدوا بما ينبغي أن يترتب عليها من الايمان والدلالة على صدق دعوة موسى عليه السلام، فنفوسهم قد أبت أو امتنعت عن الاقرار بكونها من عند الله تعالى، فالجحود بالآيات هو عدم الاقرار بما جعلت لأجله، أي (دليلا على صدق دعوة موسى عليه السلام وأنه رسول الله)، والاستيقان هو بوجود نفس الآيات وتحققها وأنها ليست من قبيل السحر. أما لآية الثانية فتتحدث عن عدم يقينهم بالبعث والنشور، فإنهم أنكروا اليوم الآخر والجنة والنار والثواب والعقاب. وعليه لا تناف بين الآيتين.
ثانياً: تكرار (من قبل) فيه قولان، الأول: أن التكرار هو للتوكيد، وفائدته هو الإعلام بسرعة تقلب قلوب البشر من الياس إلى الاستبشار، والقول الثاني: أن (من قبل) الأولى لإنزال المطر و(من قبل) الثانية لإرسال الرياح، اي أنهم كانوا من قبل أن ينزل عليهم المطر من قبل إرسال الرياح لآيسين قانطين.
ثالثاً: التعبير بـ(إني أراني) بدلا من (رأيت أو أرى) هو بعنوان حكاية الحال، اي أنه يفرض نفسه حال الحكاية في اللحظة التي يرى فيها الرؤيا، بمعنى أنه في مقام تصوير تلك الحالة التي مرت عليه في المنام. وقيل: ان قول (إني اراني) دال على تكرار الرؤيا اكثر مرة فهو رآها ولم يزل يراها، فليست هي رؤيا قد ذهبت بل لم تزل تتكرر فيراها.
رابعاً: اشتبه الشيئان وتشابها كقولك استويا وتساويا، فوزن (الافتعال، والتفاعل) يشتركان كثيرا، فلا فرق إذن بحسب المعنى اللغوي بين (اشتبه) و(تشابه). وفي قراءة اخرى: (متشابها وغير متشابه).
خامساً: معنى (( الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأَخضَرِ نَارًا )) (يس:80) انه أكمن النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب، ثم يستخرجها منه ليعرفكم انه على إعادة ما بلي وفني أقدر.




السؤال: الفرق بين الصراط والسبيل والطريق
ما هو تفسير وجود بعض الكلمات الأعجمية في القرآن الكريم, وهناك أكثر من آية تذكر بإن القرآن نزل بلسان عربي؟
من الإشكالات المرتبطة بهذا الموضوع إن اللغة العربية غنية بالألفاظ ولا تحتاج إلى استيراد كلمات من لغات أخرى, مثل كلمة الصراط التي تعني الطريق الواضح ويوجد في اللغة كلمات كثير تعني الطريق مثل النيسب, الالحب, النجد, المهيع, السبيل, الدرب, الجادة, ... إلخ, فلماذا استخدمت كلمة الصراط الأعجمية وهناك بديل في اللغة العربية لها؟
الجواب:
الصراط كلمة عربية وليست أعجمية، ورد في لسان العرب: (الصراط والسراط) قال وهي بالصاد لغة قريش الأَوّلين التي جاء بها الكتاب قال وعامة العرب تجعلها سيناً وقيل إِنما قيل للطريق الواضح سراط لأَنه كأَنه يَستَرِطُ المادّة لكثرة سلوكهم لاحِبَه (باب: س ر ط).
قال ابو هلال العسكري في الفروق اللغوية ص313: الفرق بين الصراط والطريق والسبيل، أن الصراط هو الطريق السهل قال الشاعر:
خشونا أرضهم بالخيل حتى ***** تركناهم أذل من الصراط
وهو من الذل خلاف الصعوبة وليس من الذل خلاف العز، (أي أسهل وأيسر من الصراط) والطريق لا يقتضي السهولة، والسبيل اسم يقع على ما يقع عليه الطريق وعلى ما لا يقع عليه الطريق: تقول سبيل الله وطريق الله وتقول سبيلك أن تفعل كذا ولا تقول طريقك أن تفعل به ويراد به سبيل ما يقصده فيضاف إلى القاصد ويراد به القصد وهو كالمحبة في بابه والطريق كالارادة . 1261 الفرق بين السبيل والطريق: قد يفرق بينهما بأن السبيل أغلب وقوعا في الخير، ولا يكاد اسم الطريق يراد به الخير إلا مقترنا بوصف أو إضافة تخلصه لذلك، كقوله تعالى : " يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
لا يوجد في القرآن الكريم إلا كلمات عربية، ولا ضير من من وجود نظائر لها في لغات أخرى، فالقرآن كله عربي ويشهد لهذا قوله عزوجل (( إنا انزلناه قرآنا عربيا )).
لمزيد الاطلاع ارجع إلى صفحتنا: القرآن وعلومه: هل في القرآن كلمات أجنبية.





السؤال: دل القرآن على كروية الأرض في جملة من آياته
اود ان من حضرتكم ان تذكروا لي جميع الايات القرآنية التي تدل على ان شكل الارض هو كروي. وايضا الاحاديث النبوية واحاديث اهل البيت (ع) حول هذا الموضوع.
فيوجد جمع من اصدقائي الغير مسلمين يتهمون القرآن بأنه يقول ان الارض هي سطحية.
قلت لهم بأن علماء المسلمين في ماضي الزمان اقروا بان الارض هي كروية وكانت نتيجة بحوثهم من القرآن الكريم. ولكن قالوا لي بأن الاغريق وعلمائهم استنتجوا بان الارض كروية من دون ان يكن لهم دين او كتاب سماوي! فما يكون جوابي لهم.
الجواب:
نشير هنا إلى ما ذكره السيد الخوئي قدس في كتابه (البيان في تفسير القرآن، ص 74 - 76): ومن الاسرار التي أشار إليها القرآن الكريم كروية الأرض فقال تعالى : (( وَأَورَثنَا القَومَ الَّذِينَ كَانُوا يُستَضعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرضِ وَمَغَارِبَهَا )) (الاعراف:137). (( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَمَا بَينَهُمَا وَرَبُّ المَشَارِقِ )) (الصافات:5). (( فَلَا أُقسِمُ بِرَبِّ المَشَارِقِ وَالمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ )) (المعارج:40).
ففي هذه الآيات الكريمة دلالة على تعدد مطالع الشمس ومغاربها, وفيها إشارة إلى كروية الأرض، فإن طلوع الشمس على أي جزء من أجزاء الكرة الأرضية يلازم غروبها عن جزء آخر، فيكون تعدد المشارق والمغارب واضحا لا تكلف فيه ولا تعسف. وقد حمل القرطبي وغيره المشارق والمغارب على مطالع الشمس ومغاربها باختلاف أيام السنة، لكنه تكلف لا ينبغي أن يصار إليه، لان الشمس لم تكن لها مطالع معينة ليقع الحلف بها، بل تختلف تلك باختلاف الأراضي. فلا بد من أن يراد بها المشارق والمغارب التي تتجدد شيئا فشيئا باعتبار كروية الأرض وحركتها.
وفي أخبار أئمة الهدى من أهل البيت (عليهم السلام) وأدعيتهم وخطبهم ما يدل على كروية الأرض، ومن ذلك ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: " صحبني رجل كان يمسي بالمغرب ويغلس بالفجر، وكنت أنا أصلي المغرب إذا غربت الشمس، وأصلي الفجر إذا استبان لي الفجر. فقال لي الرجل: ما يمنعك أن تصنع مثل ما أصنع؟ فإن الشمس تطلع على قوم قبلنا وتغرب عنا، وهي طالعة على قوم آخرين بعد. فقلت: إنما علينا أن نصلي وإذا وجبت الشمس عنا وإذا طلع الفجر عندنا، وعلى أولئك أن يصلوا إذا غربت الشمس عنهم " . يستدل الرجل على مراده باختلاف المشرق والمغرب الناشئ عن استدارة الأرض, ويقره الامام (عليه السلام) على ذلك ولكن ينبهه على وظيفته الدينية .
ومثله قول الإمام (عليه السلام) في خبر آخر : " إنما عليك مشرقك ومغربك " ومن ذلك ما ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دعائه عند الصباح والمساء: " وجعل لكل واحد منهما حدا محدودا، وأمدا ممدودا، يولج كل واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد " أراد صلوات الله عليه بهذا البيان البديع التعريف بما لم تدركه العقول في تلك العصور وهو كروية الأرض، وحيث أن هذا المعنى كان بعيدا عن أفهام الناس لانصراف العقول عن إدراك ذلك تلطف - وهو الامام العالم بأساليب البيان - بالإشارة إلى ذلك على وجه بليغ, فإنه (عليه السلام) لو كان بصدد بيان ما يشاهده عامة الناس من أن الليل ينقص تارة فتضاف من ساعاته إلى النهار، وينقص النهار تارة أخرى فتضاف من ساعاته إلى الليل، لاقتصر على الجملة الأولى: " يولج كل واحد منهما في صاحبه " ولما احتاج إلى ذكر الجملة الثانية : " ويولج صاحبه فيه " إذن فذكر الجملة الثانية إنما هو للدلالة على أن إيلاج كل من الليل والنهار في صاحبه يكون في حال إيلاج صاحبه فيه، لان ظاهر الكلام أن الجملة الثانية حالية، ففي هذا دلالة على كروية الأرض، وان إيلاج الليل في النهار - مثلا - عندنا يلازم إيلاج النهار في الليل عند قوم آخرين. ولو لم تكن مهمة الامام (عليه السلام) الإشارة إلى هذه النكتة العظيمة لم تكن لهذه الجملة الأخيرة فائدة، ولكانت تكرارا معنويا للجملة الأولى.

تعليق على الجواب (1)
ولكن لم يتم الاجابة على سؤاله وهو: "بأن الاغريق وعلمائهم استنتجوا بان الارض كروية من دون ان يكن لهم دين او كتاب سماوي"
الجواب:
لم تنقطع الديانات السماوية يوما عن الارض فالاقوام السابقة كان لهم انبياء ولايبعد ان تكون معلوماتهم عن الارض وحركتها هي من علوم الانبياء المسددين من السماء وعلى فرض عدم القبول بهذا فان وصول الجماعات القديمة الى علوم متقدمة لا يدل على بطلان الديانات السماوية واحقية اصحاب تلك العلوم فالذي وهب العقل لهذا الانسان هو الله سبحانه وتعالى واراد منه ان يتعلم ويكتشف اسرار هذا الكون فاذا اخفى عليه بعض الاسرار واراد منه ان يكتشف ذلك بنفسه لا يدل هذا على بطلان اصحاب الديانات السماوية لانهم لم يظهروا تلك العلوم بل يمكن القول ان هناك دواعي خفية الهية تريد ان تكون مسيرة التطور العلمي بهذا الشكل الذي حصل من التدرج في تحصيل الاسرار الموجودة بهذا الكون .




السؤال: الرد على من زعم امكان حصول معارضة للقرآن الكريم
عندما نقول أن الإسلام لديه معجزة خالدة تتحدى الجميع عبر العصور، نواجه التالي :
1-هل القرآن يفهم عند المسلمين فهم يختلفون في تفسير القرآن فكيف نعارضه خصوصا الجمل المجملة التي كثر الاختلاف والكلام في بيان المعنى والمراد منها؟ فماذا نعارض؟
2- من تراه الحكم بيننا وبين المسلمين، فابستطاعة المسلمين التنكر لما نأتي به وإدعاء عدم المعارضة، من يكفل الموضوعية من الجانبين؟
3- هل المطلوب في المعارضة الاتيان بشيء يساوي أم المطلوب التفوق أم الاقتراب ؟
4- هل لدى المسلمين جميعا معنى ومنهج محددا للمعارضة؟ أي هل تكون المعارضة من شخص أمي (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) أم مثل ما هو موجود في القرآن؟! وهل هنالك عدد محدد كأقل عدد من الآيات أو السور متفق عليه أم لا؟
5- ما أدراكم أنه لم تتم معارضته خصوصا وأن العرب اليوم أكثرهم عاميين اللسان فلا فصاحة ولا بلاغة في أوساطهم إلا للمدرسين للغة في الاكثر، هذا إضافة للتخلف العلمي التكنلوجي في العلوم الحديثة، فلعلكم أمة نائمة لا تدري ما حولها؟
هذه الأسئلة خصوصا السؤال الاول والثاني تتردد علي، كما هل هنالك محاولات معاصرة باءة بالفشل من قبل الخصوم؟
الجواب:
أولاً: اختلاف التفاسير وإن دل على اختلاف الناس في فهمهم لكتاب الله عزوجل فليس ذلك إلا لعمق المعنى وكثرة الوجوه المحتملة لفهمه، ويدل ذلك على غنى النص وقوته وعمقه، إذ كلما كان النص قويا ومصوغا صياغة بلاغية وأدبية محكمة كلما كثرت قراءاته وتعددت مستويات الدلالة التي يكشف عنها، وليس الامر يقتصر على القرآن الكريم من هذه الناحية فثمة أعمال أدبية خلفها لنا بعض الشعراء والادباء لم تزل مثارا للنقاش في الاوساط والنوادي الادبية ومدعاة للتأمل والتأويل ومنطلقا للاراء.
والقرأن الكريم كاي نص أدبي اصيل وفريد في بلاغته وقوة سبكه وعمق دلالته وجمال استعاراته وخفاء إشاراته لابد أن يبهر القرائح ويثير دفائن العقول فيتبارى المفسرون والفصحاء في ذكر الوجوه الممكنة لتبياته وتفسيره. فعلى من يروم المعارضة ان ياتي بنص يتسم بكل هذه السمات والخصائص.
ثانياً: القرآن مكتوب بلغة عربية فصيحة، والمفروض أن ياتي المعارض بسورة لها نفس فصاحة القرأن، وليست الفصاحة وحدها بل البلاغة وجمال النظم وعدم تنافر مخارج الحروف وحسن الجرس وتمامية الدلالة... وأما من يتصدى للحكم والتقييم فليكن كل منصف من الناس له القدرة على فهم القرآن والنص المعارض على قانون اهل العربية وفن اهل البلاغة.
ثالثاً: القرآن الكريم تحدى بالمثل، (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) (البقرة:23) على فرض عود الضمير على القرأن، ولكن ليس دون المثل، وأما التفوق فلا نسلم إمكان أن يأتي المعارض بما هو اعلى من القرآن، فإن زعم ذلك فليأت به إن استطاع.
رابعاً: المراد بالمثل على الاقوى هو القرأن الكريم فقوله (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) المقصود من مثل القرأن، ويؤيده ما ورد في أيات أخرى كقوله تعالى (( بِسُورَةٍ مِثلِهِ )) (يونس:38) فلابد أن يعود الضمير في هذه الأية على القرآن إذ عودها على النبي غير جائز لأن السورة ليست محمدا صلى الله عليه وآله . فالآية إذن فيها احتجاج لله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) على مشركي قوم من العرب والمنافقين وجميع الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، لأنه خاطب أقواما عقلاء ألباء في الذروة العليا من الفصاحة والغاية القصوى من البلاغة واليهم المفزع في ذلك، فجاءهم بكلام من جنس كلامهم، وجعل عجزهم من مثله حجة عليهم ودلالة على بطلان قولهم، ووبخهم وقرّعهم وأمهلهم المدة الطويلة وقال لهم: (( فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ )) (هود:13) ثم قال: (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ )) وقال في موضع آخر: (( بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) (البقرة:233)، وأخبرهم أن عجزهم إنما هو عن النظير والجنس، مع أن محمدا صلى الله عليه وآله ولد بين أظهرهم ونشأ معهم ولم يفارقهم في سفر ولا حضر، وهو من لا يخفى عليهم حاله لشهرته وموضعه، وهم أهل الحمية والانفة يأتي الرجل منهم بسبب كلمة على القبيلة، فبذلوا أموالهم ونفوسهم في إطفاء امره ولم يتكلفوا معارضته بسورة ولا خطبة فدل ذلك على صدقه.
وأما عدد الآيات فحسبهم أن يعدوا أقصر سور القرآن وليعارضوها بنحو عدد أياتها إن كانوا قادرين.
خامساً: بينا في رد سابق أن المعارضة لو وجدت لطارت في الأفاق ولاشتهرت، وأما عدم وصول تلك المعارضة بناءاً على أن العرب أمة نائمة، فأعداء العرب واعداء الاسلام هل هم نيام كذلك؟ فلماذا لم تصل المعارضة من طرقهم وهم أحرص الناس على القضاء على دين الاسلام وأمة المسلمين؟ وحينئذ فعدم وصول هكذا معارضة دليل على عدم حصولها أصلاً.



السؤال: ما هو وجه الله وجنبه وعينه؟
السؤال الأول: لا ريب في أن الله تعالى ليس جسماً ليكون له يدٌ ووجه وعين وجنب ونحو ذلك، ولكن ما معنى التعابير التالية؟
1- يدُ الله: (( يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيديهِم‏ )) (الفتح:10).
2- وجهُ الله: (( فَأَينَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّه )) (البقرة:115).
3- عينُ الله: (( وَقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُون )) (التوبة:105), (( وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا )) (هود:37).
4- جنبُ الله: (( أَن تَقُولَ نَفسٌ يَا حَسرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ )) (الزمر:56).
5- روحُ الله: (( وَلَا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللَّهِ )) (يوسف:87).
6- الإستواء عَلى العَرش: (( الرَّحمنُ عَلى العَرشِ استوى )) (طه:55).
السؤال الثاني: ما معنى كون الأئمة عليهم السلام (يد الله) و(وجه الله) و (عين الله) و(جنب الله) وأمثالها من التعابير؟
الجواب:
لابد من تأويل اليد والوجه والجنب والعين والروح في الآيات المذكورة فهذه الآيات تعد من المتشابهات ولا بد من ارجاعها الى آية محكمة كقوله تعالى (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) وقوله تعالى (( لَا تُدرِكُهُ الأَبصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصَارَ )) (الأنعام:1033) وسبب التأويل ان الله تعالى كما ثبت في الدليل القطعي ليس جسما او شيئا يشبه الانسان له عين ووجه وجنب ويد بل هو سبحانه منزه عن الشبيه والجسمية والحدود والصور ...فهذه الامور من لواحق وتوابع الاشياء المرئية والله يتعالى عن الحدود والابعاد والزمان والمكان .
وحينئذ لابد ان يكون المراد من هذه الامور المنسوبة الى الله تعالى معان اخرى تناسب الالوهية كالقدرة والعلم وقد يحمل المعنى على ارادة بعض اوليائه فقد ورد في كلام لامير المؤمنين (عليه السلام) : انا حجة الله تعالى على خلقه, انا يد الله القوي, انا وجه الله تعالى في السماوات, انا جنب الله الظاهر .

تعليق على الجواب (1)
ما هي مواصفات وجه الله
الجواب:
المراد من وجه الله هو ما يتوجه به العباد اليه تعالى فالله تعالى يجل عن الوجه واليد والعين فاليد كناية عن القدرة او عن العطاء والجود والعين كناية عن رقابيه للاشياء وقربه منها او عن علمه بها وعدم اخفائها عنه وكذا الوجه فهو كناية عن ظهوره لخلقه بمظاهر صفاته واسمائه .
والا لو تصورت ان لله وجها كوجوه الناس فقد صيرته من الاجسام والله تعالى يتنزه عن الجسمية او صيرته مركبا من وجه وغيره ومن كان مركبا فهو مخلوق لا خالق وحادث لا قديم .





السؤال: لماذا لم يجمع القرآن في زمن النبي (صلى الله عليه واله)؟
لماذا لم يجمع النبي ص محمد القران في زمنه
الجواب:
هناك رأي ان السور القرآنية كلها كانت مجموعة في زمن الرسول وانما الذي هو غير مجموع هو ترتيب السور القرآنية في مصحف واحد والنبي (صلى الله عليه وآله) لما ترك للامة الثقل الاصغر الذي لا يفترق عن القرآن ولا يفترق القرآن عنه فالتمسك بهما هو العاصم من الضلال والتمسك باحدهما كالقرآن حتى لو كان مجموعا بين دفتين فهو لا يعصم من الضلال فالضلال يمكن ان يقع في فهم معاني القرآن فلعله والله العالم ان عدم الجمع للقرآن من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) للاشارة الى عدم كفاية التمسك بالقرآن لوحده في العصمة من الضلال فبقاء القرآن مفرقا يحتاج بالتالي الى دعوة الصحابة الى المعصوم.




السؤال: القرآن يدعو للنظر في احوال الامم الماضية
يا اخوان لماذا نحن نفكر في اشياء اصبحت من الماضي ان الله لايريد منا الا العمل الصالح الصلاه الصيام الزكاه مساعدة الفقراء لايريد منا ان نسب او نتهجم علئ احد كائن من يكون ان الله هو القاضي وهو المحاسب
الجواب:
صريح القرآن الامر بالنظر في عاقبة الاقوام السابقة يقول تعالى (( قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ )) (الأنعام:11) وكذلك يقول تعالى (( لَقَد كَانَ فِي قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفتَرَى وَلَكِن تَصدِيقَ الَّذِي بَينَ يَدَيهِ وَتَفصِيلَ كُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنُونَ )) (يوسف:111) وكذلك يقول تعالى (( فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ )) (الأعراف:178).
لذا فالمنهج الذي يدعو اليه البعض من ترك الماضي وعدم البحث فيه منهج خاطئ مغاير للقرآن الكريم الهدف منه التغطية على اخفاقات اشخاص تقدس وينظر اليها بعين الاحترام وهي لا تستحق ذلك .








السؤال: رد على ملحد نسب وجود التناقض في القرآن الكريم
انقل لكم شبهة احد الملحدين و اريد ردا مع التقدير....
*************************
كيف تربط بين الأيات ؟
(( وَلَو شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ ))
(( وَلَو شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهدِي مَن يَشَاءُ ))
(( لَو يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ))
في هذه الأيات يشرح أن الله يستطيع هداية من يشاء ..
لكنه إبتلاء .. ويستطيع جعل الناس أمة واحدة "من غير تأويل"
بعدها الإستغراب الأبله .
(( فَمَا لَهُم لَا يُؤمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لَا يَسجُدُونَ ))
اين مشيئتك يا دجال ؟
المُصيبة الكبرى ..
(( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))
(( قَاتِلُوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ بِأَيدِيكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَ ))
(( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَربَ الرِّقَابِ ))
هل نُقاتل لنغير مشيئتك ؟
أنت لم تهدهم كيف نقاتل الذين لم تهدم حضرتك ؟
يقول القران :
(( وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلَافًا كَثِيرًا ))
*************************
انتهى.....
الجواب:
هذا الملحد لا يستطيع أن يفهم؛ لأن الحقد الاسود قد غطى مسارب الفكر لديه... فهو يحاول من خلال ضرب هذه الآيات ببعضها أن ينتهي إلى نتيجة مفادها أن القرآن الكريم فيه اختلاف وتناقض ولذلك ختم شبهته بقوله عزوجل : (( وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلَافًا كَثِيرًا )) (النساء:822) متهكما على القرآن بوجود الاختلاف المزعوم الذي بلغه فهمه القاصر ونظره الفاتر، مع أن الآيات التي ذكرها لا تعارض فيما بينها ولا تناقض، فأما الآيات التي ساقها اعتراضا على المشيئة فإن المراد بالطائفة الأولى منها أن الله تعالى لم يشأ هداية بعض الناس ولو شاء لهداهم، ولذلك استعمل أداة (لو) وهي حرف امتناع لامتناع... والمشيئة الإلهية ليست على حذو المشيئة الانسانية التي هي العزم والارادة التي يترتب عليها حدوث الفعل، بل مفهومها واسع يساوق عالم الإمكان جملة، فمشيئة الله تعالى تشمل جميع عالم الإمكان، وكل شيء في عالم الامكان فإن لله فيه المشيئة إن شاء كونه كان وإن لم يشأ لم يكن، والمشيئة هي المرتبة الاولى من مراتب الفعل الالهي يتلوها الارادة وهي العزم على ما يشاء، ثم القدر وهو الهندسة الايجادية، ثم القضاء بوجود الشيء، ثم الامضاء أي تحقق ذلك الموجود خارجا في عالم الكون... وقد جعل الله تعالى من أسباب وعلل الهداية أمور من ضمنها الداعي إلى الإيمان الذي هو الرسول، فمن كانت فطرته سليمة ولم تتلوث بأدران المعاصي فيهديه الله تعالى بدعوة الرسول، وأما من أظلم قلبه وتلوثت فطرته فيجد صعوبة بالغة في الاهتداء، والملاحدة من هذا الصنف، فإنهم قد أفسدوا فطرتهم بالآثام العظيمة حتى ران على قلوبهم فأنكروا وجود الله تعالى الذي لا شك فيه (( أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ ))(ابراهيم:10) وصاروا بحيث لا يهتدون، مع أن الله تعالى قادر على هدايتهم، إلا أنه قد أجرى الامور بأسبابها (( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَستَهزِئُونَ )) (الروم:100)...
وأما قوله تعالى: (( فَمَا لَهُم لَا يُؤمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لَا يَسجُدُونَ )) (الإنشقاق:20-21) فهو سؤال في معرض لفت نظر المؤمنين إلى العلة التي لأجلها لا يؤمن هؤلاء القوم، فالختم اوالرين على قلوبهم هو المانع الذي يحول بينهم وبين الإيمان، ولولا ذلك لكان حالهم كحال سائر من آمن... فهذه الآية الكريمة إذن لا تناقض ما ذكره من الآيات.
وأما ما اعترض عليه من الأمر بالقتال الوارد في القرآن الكريم وزعم أن القتال يدعو إلى تغيير المشيئة والمفروض أنها لا تتغير، فهو اعتراض واهن لا قيمة له ولا اعتبار به؛ لأن القتال وغيره إنما يكون بمشيئة الله تعالى لا ضد مشيئته، فلم يقل الله عزوجل إن هؤلاء الملحدين الذين لم يشأ الله هدايتهم ينبغي أن يقاتلوا لأجل أن يكونوا مهتدين بمشيئة الله، بل أمر الله سبحانه تعالى نبيه والمسلمين بمقاتلهم ليستأصلوهم وحتى يشتفي المسلمون بقتلهم، ففي بقاء هؤلاء الملاحدة والكفار ضرر بالغ على المجتمع الاسلامي، لأنهم منبع من منابع الضلال والفساد في الأرض.




السؤال: مصطلح الاعجاز العلمي في القرآن ودلالته
نعتقد بان المعجزة هي امر خارق للعادة ولا يعجز البشر عن القيام بمثلها.
1- قدرة البشر محدودة ظمن دائرة النواميس الطبيعية , والقرآن معجزة يعني لا يخضع للنواميس الطبيعية فكيف يتحدى الله البشر بالاتيان بمثله وذلك متسحيل لمثل البشر؟
2- قلنا ان المعجزة لا يمكن الاتيان بمثلها , من وجوه الاعجاز , الاعجاز العلمي , وقد اكتشف العلماء بعض الحقائق العلمية التي اشار اليها القرآن , اذا فقد تكمنوا من الوصول الى ما نمسيه اعجاز علمي ؟
الجواب:
يراعي الله عزوجل في المعجزات جنبتين: الاولى: أن تكون المعجزة من جنس ما يتداوله الناس في عصرهم والثانية أنها تكسر المألوف والقانون الذي يحكم هذا المتداول، فعصا موسى عليه السلام هي من جنس العصي التي كان سحرة فرعون يتعاطونها لإجل ايهام الناس بأنها تسعى، وطب عيسى عليه السلام كان من جنس ما اشتهر به النصارى في ممارسة شفاء الامراض، وقرآن محمد كان من جنس الكلام الفصيح الذي كان العرب يتعاطونه ويحسنونه في العصر الجاهلي، ولكن كل هذه الامور (العصا والطب والكلام) جاءت لتعجيز البشر اثباتا وتأييدا لنبوة الانبياء وصدق دعواتهم بحيث تضمنت أمرا يعجز كل قوم رغم اشتهارهم بمثله والمقصود من التحدي طلب مبتن على ظن مسبق بأن موضوع التحدي غير مقدور لمن يتحداه به، ويكون مع علم مسبق (حينما يكون الله عزوجل هو المتحدي) بأن موضوع التحدي غير مقدور لمن يتحداه به... والله عزوجل قد خلق الانسان وهو يعلم بما يكون في طوق استطاعته فيقدر عليه وما يكون خارج طوق استطاعته فيعجز عنه، والقرآن وإن كان معجزة خالدة لكنه ايضا كلام بليغ من جنس الكلام العربي الذي كان العرب يتفاخرون به نظما ونثرا...وهو مقرون بالتحدي بعدم استطاعة البشر أن يأتون بمثله أو بسورة من مثله.
أما ما يسمى بـ(الاعجاز العلمي في القرآن) فهو مصطلح لا يطابق مفهومه لأنه لا يعني أن العلماء قد توصلوا إلى معجزة قرآنية (بالرغم من التحدي) بل يدل على أن هنالك أمر قد وردت الاشارة إليه في القرأن ومن ثم عرف مصداقه في زمان متأخر، والصواب أن يقال: السبق العلمي، حيث أن القرآن الكريم سبق العلوم المعاصرة في الاشارة إلى كثير من المكتشفات والابتكارات وفي شتى المجالات...




السؤال: القرآن في طوري الاجمال والتفصيل
نص منقول حرفيا :
*************************
يقول المسلمون دائماً بسرمدية القرآن وأنه كتاب محفوظ عند الله منذ أقدم الأزمان وقد ذكر محمد ذلك بعدة آيات في القرآن نفسه, بالإضافة الى ادعائهم بأنه كتاب يصلح لكل زمان ومكان على الرغم من أنهم يعترفون بأن الكثير من آياته نزل بسبب حالات ظرفية ونتيجة لأحداث تفصيلية وجزئية .. هذا عدا عن اضافة بعض الكلمات الى بعض الآيات بسبب تدخل أحدهم أو اعتراض أحد آخر أو حذف بعض الكلمات من بعض الآيات بسبب محاباة بعضهم واعتراض البعض الآخر وهنا سأتوقف عند آيتين فقط من أجل الاختصار :
الآية رقم 95 من سورة النساء :
كان محمد جالساً يتلو على بعض أتباعه الوحي فقال : لَا يَستَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَموَالِهِم وَأَنفُسِهِم ?....... الخ .
و عندما سمع أحد اتباعه ( وكان أعمى ويدعى ابن إم مكتوم ) بأفضلية المجاهدين على القاعدين قال له : يا رسول الله، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين ... عندها أغشي على رسول الله ثانية وقال : إلا أولي الضرر ... فتم تعديل الآية السابقة بإضافة الجملة الأخيرة لتصبح هذه الآية على الشكل التالي : (( لَا يَستَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ غَيرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَموَالِهِم وَأَنفُسِهِم )) ?..... الخ
*************************
الجواب:
المسلمون لا يقولون بسرمدية القرآن ولا بأزليته كما تدعي، وثانيا أنهم لا يزعمون أن القرآن في كتاب محفوظ منذ اقدم الأزمنة، بل وصف الله تعالى القرآن بكونه في (لوح محفوظ) وهذا اللوح - كما قال صاحب تفسير الميزان- إنما كان محفوظا لحفظه من ورود التغير عليه، ومن المعلوم إن القرآن المنزل تدريجا لا يخلو عن ناسخ ومنسوخ وعن التدريج الذي هو نحو من التبدل، فالكتاب المبين الذي هو أصل القرآن وحكمه الخالي عن التفصيل أمر وراء هذا المُنزل، وإنما هذا بمنزلة اللباس لذاك. ثم إن هذا المعنى أعني: كون القرآن في مرتبة التنزيل بالنسبة إلى الكتاب المبين - ونحن نسميه بحقيقة الكتاب - بمنزلة اللباس من المتلبس وبمنزلة المثال من الحقيقة وبمنزلة المثل من الغرض المقصود بالكلام هو المصحح لان يطلق القرآن أحيانا على أصل الكتاب كما في قوله تعالى: (( بَل هُوَ قُرآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوحٍ مَحفُوظٍ )) (البروج:21-222)، إلى غير ذلك وهذا الذي ذكرنا هو الموجب لان يحمل قوله : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وقوله : إنا أنزلناه في ليلة مباركة، وقوله : إنا أنزلناه في ليلة القدر، على إنزال حقيقة الكتاب والكتاب المبين إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دفعة كما أنزل القرآن المفصل على قلبه تدريجا في مدة الدعوة النبوية...(تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 2 - ص 18).
وأما ما استشهد به من الآية والرواية فعلى فرض قبول الرواية التي هي من روايات العامة فإن الذي حصل بسؤال ابن أم مكتوم ليس هو باقتراح وإضافة من عند النبي صلى الله عليه وآله، وإنما هو من القرآن قد نزل وفقاً لسبب نزوله، وقد أشار السيد الطباطبائي في النص الذي أوردناه آنفا إلى التدريج في النزول الذي هو نحو من التبدل، ولكن لا يضر ذلك بقرآنية القرآن مع حصوله، فالقرآن في طور التفصيل لا يخرج عن حقيقته العليا في طور الاجمال. وإنما كان هناك مجملا وهاهنا مفصلا تبعا لاختلاف العوالم، فما يناسب عالم التجرد من المادة هو القرآن المجمل (في اللوح المحفوظ) وما يناسب عالم التعلق بالمادة هو نفس ذلك القرآن في طور التفصيل، وهو هذا القرآن المدون بين الدفتين.


يتبع


رد مع اقتباس