عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/11/29, 06:34 PM   #14
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي


( الباحثة / حسينة حسن الدريب )
البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولدت في اليمن ، ونشأت في أسرة متدينة تنتمي إلى المذهب الزيدي ، لكنها بفعل الأجواء المناسبة التي توفّرت لها توجهت إلى البحث الجاد حول الأمور الدينية والمذهبية ، فكانت النتيجة أن عرفت أن الحق مع المذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري ، فتركت إنتماءها السابق وتوجّهت بكل شوق إلى إعتناق مذهب أهل البيت (ع).
تقول الأخت حسينة : إن إعتناقي للمذهب الجعفري كان بعد زواجي برجل كان قد إعتنق من قبل هذا المذهب ، وقد يظن البعض أنني إنتميت للمذهب الجعفري تقليداً لزوجي فحسب ، ولكن يشهد الله أنني لم إختر هذا المذهب إلاّّ بعد إقتناعي به وبعد معرفتي بالأدلة والبراهين الدالة على أحقّيته وصوابيته.
لمحة مختصرة عن نشأتها : تقول الأخت حسينة حول نشأتها : نشأت في أسرة مديتنة والحمد لله تعالى ، هي على المذهب الزيدي الشيعي ، وكان والدي حفظه الله تعالى يحب هذا المذهب حباًً شديداًًًً ، وكان دائماًً ومنذ صغرنا يعلّمنا الصلاة والأحكام على ضوء المذهب الزيدي لكي لا نتأثر بالمعلومات والمجتمع الذي حولنا ، والحمد لله ، وبفضل الله وجهود الوالد العظيمة لم نتأثر بأي فكر مخالف لأهل البيت (ع) ـ حسب عقيدة الزيدية ـ وكنت أحب العلم والمتعلمين ، وكنت لا أجد فرقاًً بين مذهب وآخر ، وكان أكثر ما يهمني من الأشخاص حسن خلقهم وحسن تعاملهم وصدقهم وأمانتهم والتزامهم الأخلاق الفاضلة.
موقفها من التيار الوهابي : تقول الأخت حسينة : ومرت الأيام وبدأ الوهابية ينتشرون بشكل كبير في منطقتنا ، وكان والدي حفظه الله تعالى يحذّرنا دائماًً منهم ويبيّن لنا حقائقهم ، ويغرس في قلوبنا حب الخمسة من أهل الكساء (ع) وأئمة الزيدية والإمام الخميني (رض) وثورته المباركة وخليفته حفظه الله ، فنشأنا على ذلك ، حتى دخلنا المدرسة فكنا فيها عندما يقول لنا الأستاذ : معاوية (ر) ، فكنا نرفض الترضي عنه ونقول له : أن والدنا قال لنا أنه حارب علياًًً (ع) وأنه لا يستحق الترضي.
ولشدة حبي للعلم وميلي لأهل العلم والأخلاق ومجالستهم كنت أحضر لأستمع محاضرات أستاذة وهابية بجوار منزلنا ، وكنت الاحظ في محاضراتها أشياء كثيرة وفق مذهب الوهابية فكنت أقف ضدها ولكن للأسف لم يكن عندي علم أناقشها به ، وكنت إعتمد على حبي لأهل البيت وكره أعدائهم الذي غرسه والدي حفظه الله تعالى في قلبي ، ولم يكن عندي علم للرد على الشبهات ونحوها ، لهذا قلت لنفسي : أن كنت واثقة من نفسي إنني لا أتأثر بها ، فسوف يتأثر بها غيري ، فقررت البحث عن حل لهذه المشكلة ، فجمعت معي مجموعة ثم طلبت بصورة غير مباشرة من الأستاذ علي الداهوق حفظه الله تعالى الذي كان معلم الدين في المذهب الزيدي في منطقتنا آنذاك أن يقوم بتدريسنا في مجال العلوم الدينية.
فإستجاب لدعوتنا وأتى إلى منزلنا وأبدى إستعداده لتدريسنا ، فحدّدنا موعداً للدراسة وبالطبع بدأنا الدراسة بكل همه وجدية ، ولقد أحببت الدراسة من أعماق قلبي ، ولشدة حبي لها صرت محل ثقة عند ذلك الأستاذ ، فما مرت سنة كاملة حتى طلب مني ومن أختي وإحدى زميلاتي أن نساعده في تدريس بعض المسائل العقائدية ، وغيرها كالطهارة والصلاة والتجويد ... ثم واصلت التدريس بكل جهد وإخلاص لمدة أربع سنوات تقريباًً ، وكنا في دراستنا نتعلم النحو والفقه والقرآن ونبحث في التوحيد والعدل والامامة وغيرها ، كما كنا نبحث حول التشبيه والقضاء والقدر في عقائد الوهابية والرد عليهم ، أما الجعفرية فلم نتطرق اليهم وكذلك أهل السنة من غير الوهابية كنا نسمع عنهم ولكن لا نقرأ أدلتهم والرد عليها.
جملة من نشاطاتها التبليغية : تقول الأخت حسينة : كان لنا بعض النشاطات التبليغة بالإضافة إلى التدريس ، منها كنا نقوم ببعض المحاضرات والمجالس الدينية كمواليد الخمسة من أهل الكساء (ع) والإمام زيد وكذا وفاتهم ، ولكن بطريقة تختلف عن أسلوب الشيعة الإمامية ، إذ لم يكن هناك فرق بين مجالس الولادة والعزاء إذ كان من كليهما يتم الحديث عن حياة ذلك الإمام ، وقصة ولادته أو وفاته ، مع برامج إضافية أخرى كالحديث عن الوهابية وبطلان مذهبهم ، لكن للأسف كنا لا نمتلك المعرفة الحقيقة بأهل البيت (ع).
وكذا قمنا بالتعاون لنشر مجلة إسميناها مجلة الزهراء ، وكنت مديرة التحرير بإشراف معلمنا القدير ، ومعاونة السيد يحيى طالب مشاري وكان أكثر إهتماماًً من غيره بنشر وتوزيع المجلة ، والأستاذ علي وحير وغيرهم ممن كانوا يوجّهوننا ، وقبل تأسيس المجلة كنا آنذاك قد عملنا جمعية خيرية بإسم جمعية النساء الخيرية ، شكلتها طالبات العلم الشريف في الجوف ، وكنا نطبع المجلة على حساب الجمعية.
موقفها من المذهب الجعفري : تقول الأخت حسينه : طبعاً في خلال دراستي لم أكن أسب الجعفرية ، وكنت لا أشعر بوجود فارق يفصل أحدنا عن الآخر ، كنت أحس إن المذهب الجعفري أخو المذهب الزيدي ، ولا يصح أن نفرق بينهما وهذا ما سأضل إعتقده لأن المذهبين كلاهما شيعي والتفاهم بينهما ممكن ومتحدان في الولاء لأصحاب الكساء.
وكانت ترد على ذهني بعض الاسئلة ، ولم أكن أجد لها جواباًً ، بل لم يكن هناك من أتباحث معه في هذا المجال ، وتحدثت مع أحدهم مرة حول أهل البيت (ع) وذكرت أنني من شيعتهم فقال لي : أنتم أهل البيت ، أنتم سادة أشراف ، ونحن شيعتكم فتعجبت وتساءلت أنحن الأمان لأهل الأرض؟ أنحن أهل السفينة؟ أنحن ..؟ فسكت في حيرة ، لكني لم أناقش حتى نفسي لأذهب هذه الحيرة ، وكان الله : قد قدّر لي أني سأبحث في المستقبل كل ما أخزنه في نفسي ، ولم أجد من أناقشه ، أو على الأقل لم أجد شخصاًًً يقول لي إن كلامي هذا مستحيل وينهي الموضوع.
ومرة كنا في مجلس عزاء فتطرقت للآية : فسـلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، ( النحل : 43 ) ، فقالت إحدى الأخوات الداعيات من الحركة الزيدية: نعم إسألوا أهل الذكر هذه هي أهل الذكر تقصدني ، لقد هزني ذلك إذ لم يكن العلماء أهلاً لذلك فكيف بي؟؟؟ طبعاً أنا لم أكن أشك في المذهب إنما صرت متحيرة لا أدري من هم أهل البيت؟ وأهل السفينة؟ و ....
زواجها من رجل جعفري : تقول الأخت حسينة : بعد أربع سنوات من درسي وتدريسي في تلك الفترة تقدم لخطبتي أحد أقاربي ، وهو الأخ يحيى طالب قد شاع الخبر أنه جعفري ، وبعد فترة تزوجنا في " 12 ذي الحجة سنة 1418هـ الموافق 6 / 4 / 1998م " ، وبعد خمسة أشهر تقريباًً سافرنا إلى إيران الإسلامية تلك الدولة التي طالما ، حدثني : والدي حفظه الله عنها ، وطالما إشتقت أن أشم رائحة ترابها ، وطالما إستمعت إلى اذاعتها وراسلتها بالبريد وكنت أنتظر جوابها فيأتيني فأرتاح لهديتهم البسيطه كمجله أو كتاب ونحوهما ، وقد أحببت إيران حباًً شديداًًًً لما كان يبث في إذاعتها من معارف وعلوم دينية لا توجد في أي دولة إسلامية أخرى وبرامجها كلها دينية وثقافية وعلمية.
جئت إلى إيران وأنا لا أصدق نفسي من الفرح صحيح إني حزنت لفراق أهلي ووطني ، فالوطن عزيز ومحبوب ، وتراب الوطن ذهب كما يقال : إلاّ أنني تغربت في بلاد الأهل من ناحية الدين والعقيدة : إنما المؤمنون إخوة ، ( الحجرات : 10 ).
وبعد وصولي إلى إيران عرفت بوجود فارق بين المذهب الزيدي والمذهب الجعفري ، وأستأت من زواجي من شخص جعفري ، ولكن زوجي تعامل معي بكل صبر وتأن وحلم وعقل وهدوء مقابل إنفعالي ، وحلف لي يميناًً أنه لم يتبع المذهب الجعفري إلاّّ لأدلة وجدها أقنعته ، وحلف لي أنني إذا رددت عليه بأدلة ثابتة صحيحة فسيرجع إلى المذهب الزيدي فصرت على أمل أن أُرجعه إلى الزيدية لأني عرفت أنه جاد في كلامه ، وهو إنسان مؤمن ، وليس من أهل الدنيا ، وهذا ما جعلني أصدقه ، ولكن لا أجد ما أقول له إلاّ أن أوجه له أسئلة مثل : لماذا إتبعتهم وما أدلتهم؟؟ ، فقال : إن أشد الخلاف بين البشر هو الخلاف على الولاية أو العلو في الأرض ، وهذا كلام ذكره بالتفصيل في كتابه في ظلال الإسلام ، حقيقة النزاع ، وقال لي : إن المسلمين مجمعون على إن من صحت أصوله يتبع في فروعه ، والخلاف بين الزيدية والجعفرية أكثره وأهمه في الإمامة ، الجعفرية تقول : أن الأئمة إثنا عشر إماماًًً ، فقلت : وما دليلهم؟ ، قال : الحديث الموجود في كتب الزيدية والسنة والجعفرية ، فقلت إئتني بمصدر واحد يذكر ذلك؟.
فقال : بل آتيك بمصادر لا مصدر واحد ، فأتى بصحيحي البخاري ومسلم وغيره من الصحاح الستة ، وعندما قرأتها تحيرت فلأول مرة أعرف إن هذا الحديث موجود في صحاح أهل السنة ، لكني كابرت في البداية وقلت : أريد مصادر زيدية لا حاجة لي بمصادر أهل السنة ، وما كان منه إلاّ أن أتى بكتب أئمة الزيدية وكبار علمائهم مثل : التحف شرف الزلف ولوامع الأنوار للسيد مجد الدين المؤيدي وسير بعض أئمة الزيدية مثل : سيرة الإمام المرتضى ، وكتاب : الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية والشافي والبحر الزخار وغيرها.
قناعتها بأحقية المذهب الجعفري : تقول الأخت حسينة : وإستمرت فترة بحثي وحيرتي مدة ثلاث سنوات حتى وصلت إلى القناعة التامة بأحقية المذهب الجعفري ، وخلال عدة مرات وأنا أذهب وأرجع إلى اليمن ، التقيت بإستاذي وخالي ووالدي وحاولت أن أستفيد منهم ، إلاّ أنهم كانوا يتعصّبون ويتهمونني بأني جعفرية فالتزمت إمامهم الصمت.
وسألت إستاذي بعض الاسئلة حول الجعفرية ، ولكنه للأسف لم يجبني بصورة علمية ، وإذكر مرة في صنعاء دعينا للغداء من قبل أحد علماء الزيدية الكبار ، وكان من خلف الباب يوصيني ألاّ أتأثر بالجعفرية ، فقلت له : ما هو عيبهم؟ ، قال : والله إنهم أحسن من الزيدية في كل شيء ، إلاّ أنهم يقولون يا حسين ويا علي ويا فلان ... وهذا شرك ، فأجابه السيد وقال : إنهم يعتقدون أن علي أو الحسين أو حتى رسول الله (ص) : لا حول لهم ولا قوة إلاّّ بإذن الله إنما هو يتوسلون بهم إلى الله ، ولا تجد جعفري يقول : إن أهل البيت لهم حول بدون إذن الله ، ومن قال : بهذا فهو مشرك بالله عندهم وليس بمسلم ، فقال : جيد ، هذا جيد ثم ذهب ولم يقل شيئاًًً.

ثم سافرنا إلى إيران وإستمريت في البحث في الكتب ولم أستفد من شخصيات علمية في اليمن كنت أظن إنها ستفيدني في البحث والنقاش ولم تحن الفرصة إلاّّ لبضعة تساؤلات لم تجد لها جواباًً مقنعاً والتساؤلات والبحث والتحقيق والمقارنة بين كل حديث وآخر إستمر سنوات حتى أعلنت لزوجي حقيقة مذهبه وإيماني به رغم أنه لم يشدد علي بل كان يقول لي : إن كان عندك ما يفيدني فسأكون لك شاكراً ، لكني صرت في حرب مع نفسي إذا أنني لم أجد ما أفيد نفسي به إلاّ أن أصرح بالحق ، ولا أخاف في الله لومة لائم رغم خوفي الشديد من والدي الكريم حفظه الله الذي أكن له جل الإحترام والتقدير ، وهو يحترمني فوق ما أستحق بكثير ولي في قلبه مكانة عالية ولله الحمد ، وهذا يعود إلى أني حينما كنت أدرس المذهب الزيدي كنت أعمل بحركة وجدية وكان يشجعني ويحبني كثير وحتى قبل ذلك طبعاً.
وأيضاً كنت أفكر في والدتي وبقية الاقارب والصديقات والزميلات وطالباتي الذين طالما حدثتهم عن الزيدية ـ ولو أني ما كنت أناقش المسائل مناقشة علمية غنماً كانت إطروحات ، من قبيل أن عقيدتنا هي الحق لوجود الأحاديث الواردة في وجوب التمسك بأهل البيت ولكن من دون تطبيق الأحاديث أو مطابقتها على مصاديقها ، ومن قبيل أن الوهابية مجسمة ومجبرة و ....
لقد فكرت في هؤلاء جميعاًًًً ماذا سيقولون عني ، ولكن قلت لنفسي إن كنت أنتقد الوهابية وغيرهم من أهل السنة إذ لم يتبعوا الحق ويبحثوا عنه ، فها أنذا أرى الحق ولكني أخشى الناس وتذكرت الآية الكريمة : وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ، ( الأحزاب : 37 ) ، نعم لابد أن أعلن الحق ولعل الله يهديهم فيصلوا للحق كما وصلت إليه ، وكاتم الحق شيطان أخرس.
مؤلفاتها : وعرفت من هم أهل البيت (ع) : مخطوط : سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ، ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، وهو كتاب يشمل على قصة إستبصارها والأدلة التي دفعتها إلى إعتناق مذهب أهل البيت (ع) ويحتوي هذا الكتاب على العديد من المواضيع العقائدية ، منها : مصادر علوم أئمة الزيدية ، بعض التهم ضد الشيعة ، البكاء على مصائب أهل البيت ، الشفاعة ، التوسل ، زيارة القبور ، عدم القول بتحريف القرآن الكريم ، علم الأئمة ، البداء ، التقية والرجعة.
وقفة مع كتابها : وعرفت من هم أهل البيت (ع) ، وهو كتاب تعرض فيه صاحبته قصة إستبصارها ، وإنتقالها من المذهب الزيدي إلى المذهب الإمامي الإثنا عشري ، فهي كانت تعرف أهل البيت (ع) على سبيل الإجمال ، ودعوة النبي (ص) إلى التمسّك بهم ، ولكنها لم تكن تعرفهم على سبيل التفصيل والتحديد الإثنى عشري الذي ورد في حديث الأئمة الإثنى عشر.
تقوله المؤلفة ، عن المطالب المهمة التي دعتها إلى الشك بالمذهب الزيدي بالطبع أكثر ما دعاني للشك والبحث هو التناقض بين أئمة الزيدية حول الإمامة إذ البعض يقول بإمامة السجاد والبعض لا يقول بذلك وكذا الوصية والنص وغيرها ، ومن المهم ذكر الأحاديث الأخرى كحديث السفينة والثقلين والنجوم وغيرها الكثير ، فإن الزيدية تؤمن بها وتعتقدها وتحتجّ بها على أهل السنة ولكن عندما فكرت في تطبيقها وجدت إنه لا يمكن إنطباقها إلاّ على أناس معصومين ، وهذا ما جعلني اصمم على البحث والمناقشة.

حديث الأئمة الإثنى عشر في كتب الزيدية : تنقل المؤلفة بعض ما ورد في كتب الزيدية من روايات حديث الأئمة الإثنى عشر ، فتقول : في ( التحف شرح الزلف) قال : ( وأعلم أن الله عز وجل جعل خلف النبوة من أبناء نبيه في إثنى عشر سبطاً ، قال الإمام الرضا (ع) : أن الله عز وجل أخرج من بني إسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إثنى عشر سبطاً ، ثم عد الإثنى عشر من ولد إسرائيل ، وكذلك أخرج من ولد الحسن والحسين إثنى عشر سبطاً ... لا ينقطع عقبهم إلى إنقطاع التكليف ، وهم بمنزلة إسباط بني إسرائيل حجة الله على خلقه وأمان أهل الأرض من إستيصال عذابه ) إنتهى ، فتأمل في قوله : حجة الله على خلقه وأمان أهل الأرض.

وفي تتمة الإعتصام يذكر حديث إثني عشر خليفة ، ولكنه يفسّر الإثنى عشر من ولد الحسين بأنهم ستة من ولد الحسين (ع) ولكن لو تأملنا في الرواية لوجدنا عبارة ( من أبناء نبيه ) فأين ذهب الحسنان (ع) إذن؟ وكيف خرجا من الحديث بل كيف خرج منه السجاد (ع) والباقر (ع) وغيرهم وبأي دليل؟ ، إن هذا الحديث له قرائن توضّحه وتفسّره ، فرسول الله (ص) : يقول : إنه يأتي من بعده إثنا عشر خليفة منهم الإمام علي (ع) والحسنان (ع) فلو أضفناهم إلى العدد السابق لصار ( 3 + 12 = 15 ).
والحديث في أكثر الروايات إثنا عشر بعد رسول الله (ص) ولم يقل بعد الحسين (ع) والحديث كالقرآن يفسّر بعضه بعضاًًً ، ونفس المصدر المذكور أشار إلى حديث : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم إثنان.
وفي المجموعة الفاخرة للإمام الهادي ص221 ( والأخيار من ذرية الحسن والحسين ، أولهم علي بن الحسين وآخرهم المهدي ثم الأئمة فيما بينهما ) وذكر الإثنى عشر إمام بأسمائهم مبتدئاًً بالإمام علي (ع) ومنتهياً إلى الإمام المهدي (ع) وهو ما عليه الإمامية ( الجعفرية ) حالياً.
كذلك في الينابيع الصحيحة أن رسول الله (ص) قال : يولد للحسين (ع) ولد يقال له علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين ، كذا أورد رواية سلام النبي (ص) على الإمام الباقر (ع) في كتابه والرواية طويلة فراجع.
وحديث الإثنى عشر في الإعتصام بحبل الله المتين المجلد الخامس باب السير والشافي للإمام عبدالله بن الحمزة الجزء الأول الصفحة 140 وفي لوامع الأنوار المجلد الثاني الصفحة 493 ، وفي الحدائق الوردية : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم إثنان ، وللسائل أن يسأل ما هو هذا الأمر يا ترى ، إذ لم نر له تطبيقاً في الواقع عند غير الشيعة الإمامية.
هذا ما وصل إلي : من كتب الزيدية وكان ما وصلني فيه الكفاية لإيجاد الشك في صحة الزيدية ، فقد فكرت كثيراًًً في معاني هذه الأحاديث ، وقارنت بعضها ببعض ، وقارنتها مع الأحاديث الموجودة في كتب أهل السنة ، وإذا هي تصب في مصب واحد ( الأئمة الإثنا عشر ) ، ولكن الإختلاف في تفسير من هم هؤلاء الإثنا عشر فالزيدية تفسيرها مخالف للفظ الحديث إذ أن الحديث يقول : ( من بعدي ) فمنهم الإمام علي والحسنين (ع) والباقي تسعة ولكن الزيدية تقول : ستة من أولاد الحسن وستة من أولاد الحسين ، فنقول لهم بهذا التقسيم صار العدد إثنى عشر من أولاد الحسنين ، فأين ذهبوا بالإمام علي والحسن والحسين (ع) فلو ضميناهم إلى هذا العدد لصاروا خمسة عشر والحديث ينصّ على إثنى عشر بعد الرسول (ص) بلا فصل.

من هم أهل البيت (ع) ؟! : تقول المؤلفة في ذلك : هذا السؤال له دور كبير في إيصالي إلى الحقيقة التي عرفت بها من هم أهل البيت (ع) إذ كل من يقرأ روايات الزيدية بيقظة وتفكر لابدّ أن يتسائل مع نفسه أو مع أحد لأنه لا يرى من تنطبق عليه هذه الروايات ، لذا يلجأ إلى البحث وحتماً سوف يصل للنتيجة التي وصلت إليها.

والآن لنقرأ معاًً ما قال الزيدية في ذلك ، قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين .. قال الإمام الناصر : فلو كان أهل البيت أربعة فقط لكان قد ذهب أهل الأرض ، قلت : أخبار النجوم والأمان شهيرة رواها الإمام أبو طالب ، والمرشد بالله ، والإمام المنصور بأسانيدهم ، قلت هذا الخبر يفيد على أن متابعتهم أمإن من الإختلاف كما إن وجودهم أمان من الذهاب والهلاك ، روى في الشافي عن أمير المؤمنين (ع) ( مثل أهل بيتي مثل النجوم كلما مر نجم طلع نجم ومثله في نهج البلاغة مثل آل محمد ... الحديث ، ومثله في الأمالي ، وفي صفحة 72 لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته ... رواه الإمام الناصر إلى الحق في البساط ورواه المرشد بالله ، ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ... وعن حبنا أهل البيت ، أخرجه الإمام أبو طالب ، عن علي (ع) وقال : فخذوا بكتاب الله وإستمسكوا بأهل بيتي ، أخرجه أحمد وغيره ، وقال (ص) : لا يبغضنا أهل البيت إلاّّ ثلاثة من يؤتى من دبره ... ) وقال (ص) : ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري ، وفي التحف شرح الزلف قال : إن الذرية يدخلون في لفظ أهل البيت (ع) وإن ذريتهم باقية إلى يوم القيامة ، وإنهم الحجة على الأمة بدليل حديث السفينة والأمان و ....

لاحظوا هنا يثبت إن الذرية باقية إلى يوم القيامة بدليل حديثي الأمان والسفينة ، وإنهم حجة الله على الأمة ، والسؤال يوجّه إلى ( المؤلف ) مع جل إحترامي وتقديري لمقامه العالي : من هم الذرية الحجة والسفينة المنجية والأمإن من الإختلاف؟؟ ، هل كل سيد كما يدّعي أكثر الزيدية؟؟ ، أم الصالحين منهم ، والصالحون مختلفون إلى فرق ومذاهب؟؟ وحتى لو قيل إنهم أهل العدل والتوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهذا التعريف يشمل الجعفرية والزيدية بفرقها.

وفي صفحة 449 من التحف يبين من هم أهل البيت فيقول : هم أهل التوحيد والعدل والإمامة ، إذن ثبت دخول الجعفرية ، وكل من قال : بذلك وليس هذا التعريف خاصاًً بالزيدية فقط وحتى لو قلنا الصالحين من الزيدية ، فهل هؤلاء هم أمان أهل الأرض؟؟ ، وهل هم سفينة النجاة؟ وهل هم الذين قال عنهم النبي (ص) : لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ولا تقدموهم فتهلكوا ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ؟ ، ولا يؤمن عبد حتى ... وأهلي أحب إليه من أهله ) وغيره من الروايات الواردة في حق أهل البيت ، وقال صاحب التحف أيضاًًً ص450 ( فلو لم يعتد بهؤلاء الذين هم من طائفة الحق ، لبطلت الأدلة على وجود الحجة والخليفة والسفينة المنجية والأمان.

وعن حديث الثقلين والنجوم والكساء والغدير وغيره تجد أن تطبيق لفظ أهل البيت لا يصح إلاّ على المعصومين ، وهذه الآيات والأحاديث لا تطبق إلاّّ فيهم دون سواهم فلا يمكن أن يقصد بها أناس عاديون بدعوى إنهم من ذرية أهل البيت (ع) أو إن السادة هم أهل البيت ، فقد صار هناك خلط بين مفهومي السيد وأهل البيت (ع) كما نرى ونسمع ذلك كثير ، فكانوا يعلمون الطلاب في مدارس الزيدية أنه لا يجوز لك أن تمشي وخلفك سيد ، وغيره من القوانين المستنبطة من الروايات ، فقد أرادوا تطبيق الروايات في السادة ومنهم من خصها بالصالحين منهم ، ومنهم من قال : الخمسة أهل الكساء فقط ، أما المذهب الزيدي فمنهج أهل البيت ، لكن نقول لصاحب هذا الرأي الأخير أل اترى في أحاديث السفينة والأمان وحديث الثقلين خير دليل على دوام وجود أهل البيت ووجوب التمسك بهم مدى الحياة؟ فماذا تقول؟.

وأما من يقول : إن السادة كلهم هم أهل البيت (ع) لا يستطيع أن يطبق ما يقوله ، بل لا يكاد يقبل رأيه هو بنفسه كما كنت أسمع من بعض زميلاتي في المعهد تقول لي : أنتم أهل البيت ، ولكنها في وقت آخر تقول : والله أن الله يغضب من إنكم تدعون إنكم أهل البيت ، وفيكم فاسق وفاجر و ... وأنا أقول الحق معهم إذ كيف يصدقون ذلك؟!!! نعم السادة لهم حق الإحترام لنسبهم إلى رسول الله (ص) ولكن لا يجب طاعتهم وتطبيق الآيات والروايات إلاّّ في أناس مخصوصين في كل عصر لا تخلو الأرض من حجة منهم.

الإمامة : تناقش الكاتبة هذه المسألة ، فتقول : قال الإمام الهادي يحيى بن الحسين في رده على سؤال إبنه بشأن الإمامة : سألت يا بني أحاطك الله وهداك رشدك ووفقك ، عن مسألة هلك فيها خلق من المتكلمين وحار عن فهمها كثير من المتكلمين ... وكذلك الأوصياء ) ، لا تثبت الإمامة لأحد إلاّّّ بدليل شرعي إجماعاًًً ، وذلك لما كانت الإمامة تابعة للنبوة ، لأن ثمرتها هي حفظ الشريعة وتقويمها ... لم تكن إلاّ لمن إختاره الله وإصطفاه وعلم طهارته وقيامه ... ، وقال الإمام أحمد بن سليمان في كتاب ( حقائق المعرفة ) ( فقال أبو الجارود : ومن قال بقوله من الزيدية علي وصي رسول الله (ص) والإمام بعده وأن الأمة كفرت وظلت في تركها بيعته ثم بعده الحسنان بالنص ثم هي بينهم شورى فمن خرج من أولادهما جامع الشروط للإمامة فهو إمام ... ) ، ولدينا ملاحظات على هذا النص :

1 ـ قوله دليل شرعي ولم يقل الشروط.
2 ـ قال لمن إختاره الله ولم يقل لمن قام.
3 ـ قوله من علم الله طهارته يعني العصمة لا كل من إدعى الإمامة.
4 ـ قوله الإمام علي (ع) وصي سول الله (ص) والأمة كفرت وظلت في تركها بيعته يعني أن كل من لم يقل بإمامته كافر.
5 ـ التناقض الموجود في العبارة الأولى القائلة بالنص والإختيار الإلهي والثانية القائلة بالقيام والشروط.

وقال الإمام المهدي المرتضى : إن الإمامة نص خفي ، وقد عرفوا الإمامة بأنها : رئاسة شرعية كشخص واحد ليس فوقها يد والعلم بها جملة من فروض الأعيان ، وقال : إن الزيدية إختلفوا في أن فرض الإمامة جملة معلومة بالعقل والوجوب العقلي والسمعي وأن الإمام المهدي المرتضى لا يرى ذلك وإنما يرى الإمامة تثبت شرعاًًً لا عقلاً.
وقال : إن المعتزلة وبعض الزيدية وهم الجريرية والبترية أن رسول الله (ص) لم يعين أحداًًً بعده بإسمه وصفته ، فالواجب ثابت واليقين مجهول ، وباقي الزيدية قالوا : إنه نص خفي وقال : يقول الإمام المهدي المرتضى إن المفضول إذا كان أصلح من الأفضل للقيام بمصالح الناس جاز كالأعمى ، فأن تقديم المفضول المبصر أصلح للأمة من الأفضل الأعمى ، أقول : إن الإمام الهادي إلى الحق صرح إن الإمامة ليست شورى وإنتخاب بل وصية وأمر إلهي قائلاً : فكل من قال : بإمامة أمير المؤمنين ووصيه فهو يقول بالوصية على أن الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى علي بن أبي طالب والحسن والحسين وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين أولهم علي بن الحسين وآخرهم المهدي ثم الأئمة فيما بينهما.

وفي التحف للسيد مجد الدين المؤيدي ، إذا إجتمع إمامان في زمان واحد يقتل الثاني منهما ، وقال : من دعا إلى نفسه أو إلى غيره وهناك إمام فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وقال صاحب كتاب : الزيدية نظرية وتطبيق : يجب طاعة الإمام مالم يأمر بمعصية أو يشرب خمر .. وكل ما ذكر عمر وأبابكر ترحم عليهم وقال عمر : مات شهيداًًً ، أقول : هل من فعل ذلك يسمى إمام ؟! ، ثم أن الإمام عند الزيدية مجتهد لا تجب طاعته ولكن معه حق ، إذ الروايات تقول بوجوب طاعة الإمام ، ولكن لابد من معرفة الإمام الذي تنطبق عليه الروايات ، وأما من إغتصب الخلافة فقد لعنهم الإمام الهادي وغيره من أئمة الزيدية فهل يبقى واقفية ؟!.

وفي كتب الزيدية كلاماًً طويلاًً مضمونه ذكر الحروب بين أئمة الزيدية كالمنصور علي بن صلاح ، والداعي ، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى ، وغيرهم وإنقسام الناس بينهما والأشعار والسب بين المهدي وإبن الوزير ، وقال : إنه ظهر ثلاثة أئمة في وقت واحد في بلد واحد وهم المهدي والمنصور علي بن صلاح والهادي علي المؤيد ، وقال : إن الصراع بين الأئمة أنفسهم كالهادي وآلحمزة وقد وقع إمامين في مكان واحد ووقت واحد.

وقال رسول الله (ص) للإمام علي (ع) : لا يتقدمك بعدي إلاّّ كافر ولا يتخلفك بعدي إلاّّ كافر ، لوامع الأنوار السيد مجد الدين المؤيدي ، وقال : رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بسنده إلى الشيخ الإمام صاحب كتاب المحيط علي إبن الحسين الزيدي ، وأخرجه الشافي بطريق آخر.

أقول : من هذه الرواية نفهم إن من تقدم أو تأخر عن أمير المؤمنين ولو كان صحابياًً فهو كافر حسب هذه الرواية فكيف يتوقف بعض الزيدية عن التبرؤ ممن غصب خلافة أمير المؤمنين؟؟ ، بالاضافة إلى الرواية الواردة في لوامع الأنوار ص201 وغيرها قال : بالإتفاق أن فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبي بكر هاجرة له وإنها أوصت بدفنها ليلاًً ، والروايات عندهم أن الله يغضب لغضب فاطمة.

قال صاحب الينابيع الصحيحة : فكان النص علي إمامتهما الحسن والحسين (ع) نصاً جلياًً ، وفي كتاب الزيدية والإمامية وجهاً لوجه قال : إن الإمام عند الزيدية ليس معصوماًً ، والإمامة لها شروط ، ومن إكتملت الشروط فيه ، وإدعى الإمامة وقام إمام آخر لحربه إستحق غضب الله تعالى ، أقول : الملفت للنظر أن صاحب هذا الكتاب نفسه يثبت الإمامة للسيد مجد الدين المؤيدي في حال أن السيد مجد الدين لا يدعي الإمامة لنفسه ، هذا وقد الّف السيد مجد الدين كتاباًًً عدد فيه أئمة الزيدية منذ نشأتها إلى عصرنا الحاضر ولم يذكر نفسه كإمام لعصره أصلاًً ، ولا يمكن أن تقول : أن عدم ذكره لنفسه كان من باب التواضع لأنه لا تواضع في أمر الإمامة ، ولم يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر بمعنى القيام والثورة ، ولم تكتمل فيه الشروط عند الزيدية وقال : من قام لحرب إمام آخر إستحق غضب الله بينما قد أثبتنا في كتبهم قيام إمامين وحربهما مع بعضهما كلهم أئمة مقدّسون عند الزيدية.

نعم قد سألت مرة زوجة أحد الزيدية عن إمامة السيد مجد الدين فقالت : لقد دعا إلى نفسه قبل الثورة في اليمن ، ولكني تبادر إلى ذهني أن قبل الثورة كان هناك أئمة زيدية هم آل حميد الدين ، وقد إعترف السيد مجد الدين بهم كأئمة في كتابه ( التحف ) ، فهل يصح أن يدعو إلى نفسه في حال وجود أئمة مع إنه ذكر في كتابه التحف أن يحيى حميد الدين وإبنه أحمد أئمة؟! ، وفي الينابيع الصحيحة ص186 قال : ( أن الإمامة بالنص وهي قول جميع الزيدية ) ، وفي التحف شرح الزلف ص52 قال : قال رسول الله (ص) : ... فليتول علي بن أبي طالب وأوصيائه فهم الأولياء والأئمة من بعدي أعطاهم الله علمي وفهمي... والله لتقتلنهم أمتي.

أقول : نفهم من هذا النص أن لعلي بن أبي طالب أوصياء ، وهؤلاء الأوصياء هم الأئمة ، وهؤلاء الأئمة أعطاهم الله علم الرسول وفهمه ، وسوف تقتلهم الأمة يعني لا يموتون إلاّّ بالقتل بينما نلاحظ أن الكثير من أئمة الزيدية ماتوا موتاًً طبيعاً ، ولَم يدع أحد منهم علم أو فهم النبي (ص) ، وإنما هم مجتهدون يصيبون ويخطئون ولا يدّعون الوصية فبالله عليك تأمل.

وفي ص52 قال : ( قال رسول الله (ص) للحسين (ع) وإن حبيبي جبرائيل آتاني فأخبرني إنكم قتلى ومصارعكم شتى ... وذكر ما لمن يزورهم من الأجر ، وفي ص53 قال ما نصه : قال : الوصي (ع) في نعتهم ونعت أئمتهم : اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة كيلا تبطل حجج الله وبيناته ... أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه ، إذن فهم يقتلون ولمن زارهم أجراً عظيم والأرض لا تخلو من حجة منهم ليكونوا حجة الله على الناس وهم خلفاء الله والدعاة إلى دينه.

وفي التحف شرح الزلف قال : أن الإمام واحد لقيام الأدلة عقلاً ونقلاً فأما العقل ، فإن قيام إمامين موجب للإضطراب والفساد ... وأما نقلاًً فلو لم يكن إلاّّ الإجماع حول الإمام الواحد والخلاف في غيره ، ثم أورد الحديثين ، من دعا إلى نفسه أو إلى غيره وهناك إمام فعليه لعنة الله ... ، وقول المنصور بالله : إذا بويع الخليفتان قتل الآخر منهما ، وفي ص78 أن الإمام الأطروش قام في زمن الإمام الهادي ، اليس هذا تناقض؟؟!! مع شديداًًً إحترامي للإمامين الهادي والأطروش وكذا للعلامة مجد الدين ، فإن من حقي أن أبين نظري لعله يفتح عيوناًًً مغمضة وليس مني حقداًً أو جحوداً ، بل ليفهم الجميع أنهم إنما كانوا أئمة جهاد ، أفاضل ، علماء ومجتهدين وليسوا الأئمة المشار إليهم في الروايات والأحاديث النبوية لأنها لا تنطبق إلاّّ علي معصومين لا يختلفون في الحق ولا يخالفونه ، وفي التحف شرح الزلف ص73 ، قال زيد بن علي : ما فينا إمام مفترض طاعته بعد الحسين ....

وقال : فوالله ما إدعاها علي بن الحسين (ع) وهذا مناقض للقول بإمامة علي إبن الحسين كما في التحف وغيرها ، الأخيار من ذرية ... أولهم علي بن الحسين ... ، وقد أشرنا إلى من قال من الزيدية بإمامته (ع) في محله.
وقال : أن الإمام منا أهل البيت المفروض علينا وعلى المسلمين من شهر سيفه ، ولكن هل الإمام الحسن السبط (ع) أو الإمام زين العابدين (ع) أو الإمام الرضا (ع) وغيرهم هل شهروا سيوفهم؟ ، وقال : ( إنه كان عند محمد بن عبدالله الكامل سيف الإمام علي بن أبي طالب (ع) ( ذو الفقار ) ، وكذا غيره من الأئمة يتوارثون ذو الفقار والجفر و ....

لكن السؤال الملفت للإنتباه هو : من الذي يعطيهم هذا السيف وليست عندهم وصية أي أنه عندما يموت إمام فهو يوصي بالجفر والسلاح لفلان؟ ، وعندما يبقون لسنوات بدون إمام فعند من يبقى الجفر والسلاح؟ ، وعندما يقوم إمامان في قطر من الأقطار فأيهما يأخذهما؟.
وفي التحف أيضاًًً قال : إن الإمام علي بن المؤيد بن جبرائيل دعا إلى الله بعد إياسه من خروج الإمام المهدي من الحبس وبعد خروجه سلمها له ، وقال أيضاًًً : إن الإمام شرف الدين بن محمد دعا إلى نفسه حال غياب المهدي في السجن وذلك مع بقاء الإمام محمد الوزير على دعوته ... إذ كان كل منهم لا غرض له إلاّ إصلاح الأمة وإقامة الكتاب والسنة ، أقول هل الإمامة رئاسة يأخذها وينزعها متى ما شاء.

وفي كتاب الزيدية والإمامية وجهاً لوجه : أن الأمة أجمعت على أن المنصب في قريش ... وذلك المنصب هو قريش لما ورد من الأخبار النبوية : أن الأئمة من قريش ، وفي ترجمة السيد مجد الدين جاء في آخر كتاب التحف : اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجه والمؤلف ( يعني مجد الدين ) من مصاديق واقع هذه الأدلة الصادقة في عصرنا ... ، أقول : هذا إعتراف بحديث الأئمة من قريش بل ويستحج به على الغير ، ولكن لو دقق النظر في ذلك لعرف منهم الأئمة المقصودين بهذه الروايات ولي تعليق على قوله : إن السيد مجد الدين مع إحترامي الشديد له من مصاديق ذلك يعني إنه حجة الله ، فهل هو حجة على أهل اليمن فقط أم على الزيدية فقط أم على الخلق كافة ، حيث والظاهر من الروايات أن الإمام حجة على جميع الخلق ، فإذا كان ذلك فإنه يجب أن يدعو الناس ويخبرهم بأمره ، ولكني ما أظن السيد مجد الدين يدعي ذلك ولم يدعيه غيره قبله ألاّ المعصومين فقط يدعوا إنهم حجج الله على جميع الخلق فهل من متفكر في معاني الروايات يا أولي الأباب.

وفي كفاية الأثر ، عن أبي بكير أنه قال لزيد : يا بن رسول الله : هل عهد إليكم رسول الله متى يقوم قائمكم؟ ، قال : يا أبا بكير إنك لن تلحقه وإن هذا الأمر يليه ستة أوصياء من بعد هذا وأشار إلى الباقر ثم يجعل الله خروج قائمنا فيملأها قسطاًًً وعدلاًً كما ملئت ظلماًًً وجوراًًً قلت : يا إبن رسول الله : الست صاحب هذا الأمر؟ ، فقال : أنا من العترة ... ، وهذا الكلام واضح لا يحتاج تعليق.

وروى إبن شهر آشوب في المناقب أن الإمام زيد (ع) أشار إلى الإمام الباقر بأبيات وقال :

ثوى باقر العلم ملحد * إمام الورى طيب المولد
فمن لي سوى جعفر بعده * إمام الورى الأوحد الأمجد
أبا جعفر الخير أنت الإمام * وأنت المرجى لبلوى غد
العصمة : تقول الكاتبة عنها : موضوع مهم ومحل نقاش الكثيرين لنرى أي الفريقين أقوى دليلاً وأقطع حجة لنضم صوتنا معه لأن هدفنا هو إتباع الحق مع من كان وإينما كان ، نبدأ كالمعتاد بكتب الزيدية لأننا والله نحبهم ونحب أن تتبين لهم الحقيقة لذا نحاججهم من كتب أئمتهم وكبار علمائهم ، قال الإمام عبدالله بن حمزة : أهل البيت معصومون منقّبون من الخطاء ، وقال أيضاًًً : يقول الرسول (ص) : يمنع الخطأ منهم عاجلاً وآجلاً.

أقول : قول عبدالله بن حمزة مطلق ولم يقيده في الخمسة يعني كل من يصدق عليه لفظ ( أهل البيت ) فهل كل من يسمى أهل البيت في عقيدة الزيدية منقب عن الخطاء؟؟! ، أنهم لا يقولون بعصمة كل من يسموه أهل البيت ، بل أضاف إنهم معصومون عاجلاً وآجلاً أي قديماًً وحاضراً وإلى قيام الساعة ، فهل هذه العصمة تنطبق وتطبق في أي مذهب غير المذهب الإمامي الذي يخص العصمة بذرية الرسول الإثني عشر ، وهي في نظري العقيدة الوحيدة التي تقول بما ورد في أهل البيت وتطبقة في الواقع أي لهم أئمة يأخذوا عنهم كل دينهم وما عمل العلماء ومراجع التقليد إلاّّ البحث عن الروايات هل هي ثابته عنهم أم لا؟ ، فإذا ثبتت له فهي نص لا يجوز الإجتهاد في مقابلها ، أما المذاهب الأخرى فكل مجتهد يقول برأيه لهذا تشعّبت الفرق والمذاهب إلى ما نحن فيه الآن.

وقال السيد أبو الحسن : الإمام لابد أن يكون معصوماًً ، وقال الإمام المؤيد بالله : يجوز أن يخطي الإمام بلا خلاف في ذلك ... ، أقول هذا مناقض لكلام الإمام عبدالله بن حمزة فتأمل ، ولي أن أسأل كيف يكون الأئمة حجج الله في الأرض إذا كانوا يختلفوا فيما بينهم؟ بل قد حصلت هناك حروب بين إمامين من أئمة الزيدية كما ذكرنا مصدر ذلك فراجع ، فهل يصدق عليهم سفينة النجاة وباب حطة وإمام أهل الأرض وقرناء القرآن؟ والكلام قد يطول لو بحثنا كل ما جاء في كتبهم من تناقضات ، نكتفي بهذا القدر منها وفيها الكفاية للوصول إلى شاطىء الأمان.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس