عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/18, 04:21 PM   #3
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: آخر ما نزل من القرآن
سؤالي حول قوله تعالى: (( سأل سائل بعذاب واقع )) من حيث الترتيب حيث اننا نؤمن بان آية (( اليوم اكملت لكم دينكم )) قد نزلت بعد آية (( بلغ ما اوحي اليك )) وهي آخر ما انزل.
السؤال: ما وجه القول بان قوله تعالى: (( سأل سائل بعذاب واقع )) قد نزلت بعد الايات السابقة ؟
أرجو أن توضحوا المسألة بالتفصيل قدر الامكان لكون السائل من اخواننا السنة، ودمتم ذخرا وسدد الله خطاكم. ولكم الشكر على ما اسلفتم من ردود في أمان الله.
الجواب:
انّ المتسالم عليه عند أهل البيت (عليهم السلام) أن آخر ما نزل من القرآن سورة المائدة وبالتحديد آية إكمال الدين .
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (يقول الله عزوجل : لا أنزل عليكم بعد هذه ـ فريضة الولاية ـ فريضة ، قد أكملت لكم الفرائض) (الكافي : 1/289) .
ويؤيد هذا الرأي روايات صحيحة وكثيرة في مصادر السنّة منها مثلاً :
1- عن أبي ميسرة قال : آخر سورة أنزلت سورة المائدة ، وأن فيها لسبع عشرة فريضة. (الدر المنثور : 2/252) .
2- روينا من طريق عائشة أم المؤمنين أن سورة المائدة آخر سورة نزلت ، فما وجدتم فيها حلالاً فحللوه ، وما وجدتم فيها حراماً فحرّموه . (المحلى : 9/407 ).
3- قال عبد الله بن عمر : آخر سورة نزلت المائدة . (تفسير التبيان : 3/413) . ويمكن القول: بأنّ آية (( اليوم أكملت لكم دينكم )) [المائدة:3] وحدها تكفي دليلاً على أنها آخر آية نزلت من كتاب الله تعالى لأنها تنص على أن نزول الفرائض قد تمّت بها ، فلا يصح القول بأنه نزل بعدها فريضة . وعليه فكل ما نزل بعدها من القرآن ، لابد أن يكون خالياً من الفرائض والأحكام ، لأن التشريع قد تمّ بنزولها ، فلا حكم بعدها .
وآية (( سأل سائل بعذاب واقع ))[المعارج:1] ليست حكماً ولا فريضة ، فلا مانع من نزولها بعد آية الإكمال ، فتكون آية الإكمال آخر آية تشريعية نزلت، وآية السائل آخر آية غير تشريعية نزلت .





السؤال: هل القرآن مخلوق؟
هل القرآن مخلوق؟
الجواب:
لا يخفى عليك أيها الأخ الكريم إن هذا السؤال طرح في زمن الأئمة (عليهم السلام), واستغلّه ملوك العباسيين لتثبيت مناصبهم من جهة ولايجاد التفريق بين المذاهب من جهة أخرى, وحصلت فيه الكثير من القضايا التي أبعدت المسلمين عن أمورهم الأساسية وتقوية الدولة الاسلامية, لذا نجد أن أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يحاولون تجنيب أنفسهم وشيعتهم من الدخول في مثل هذه الفتنة العمياء.
فكان يقول الصادق (عليه السلام) حينما يسئل عن خلق القرآن: ( كلام الله ), ولكن بعد أن انجلت الفتنة وانتهى أمدها صرح أهل البيت (عليهم السلام) بحدوث القرآن .
هذا وإن كان في الجواب الأول للامام (عليه السلام) دلالة على خلقه وأنه ليس بقديم, إذ أن كلام الله معناه غير الله, وكل ما كان غير الله فهو حادث مخلوق .

تعليق على الجواب (1)
رجاء توضيح اكثر
الجواب:
اختلف المسلمون في ان القران مخلوق ام غير مخلوق وكفر بعضهم بعضا بناءا على ذلك وتدخل الخلفاء العباسيون في هذه العقيدة فتبنى المأمون والمعتصم القول بخلق القران بينما وقف الى جانب الطرف الاخر المتوكل وسجن وعذب وقتل بسبب هذه العقيدة بعض المسلمين بما فيهم بعض علماءهم .
ولاجل الحفاظ على الشيعة حاول الائمة ان يذكروا رأيا يجعل اتباعهم في مأمن من الدخول مع احد الطريقين حتى يسلموا من الفتنة التي وقعت وكلامهم المجمل بالتعبير عن القران بانه (كلام الله) وان كان يستبطن المعنى الحق الا انه يدفع اتباعهم من التخندق مع احد الطرفين .
واما كيف يدل القول بانه (كلام الله) على ان القران مخلوق فذلك للمغايرة بين الله سبحانه وتعالى وبين كلامه والمغايرة تعني ان الكلام يكون من صفاته الفعلية لا الذاتية والصفات الفعلية حادثة بمعنى انها لم تكن ثم كانت وبهذا ينتفي القدم الذي وصف به القران من قبل القائلين بان القران غير مخلوق .



السؤال: مسألة خلق القرآن
هل يعتبر القرآن الكريم مخلوق أم لا ؟
الجواب:
إن منهج أهل البيت (عليهم السلام) هو الاهتمام الجدي والحقيقي بالقضايا الإسلامية الحيوية ، وعدم اقتحامهم في قضايا لها حساباتها السياسية الخاصة ، لذا فانك تجد أئمة الهدى (صلوات الله عليهم) أهملوا مسألة خلق القرآن، لعدم علاقتها بالفكر الإسلامي الحقيقي متجنبين وشيعتهم كذلك مخاطرات اللعب السياسية التي كانت الأنظمة تفتعلها لأغراض ليس هنا محل ذكرها .
ولو تأملت في قضية خلق القرآن لوجدتها قضية مفتعلة ليس لها آثارها الواقعية على بساط البحث العلمي. فلو قلنا أن القرآن مخلوق أو غير مخلوق، فما هي آثار هذه القضية بالضبط في حياة الأمة وفي مستقبل المسلمين، بل في واقعية الفكر الإسلامي عموماً ؟ سؤال نطرحه إلى كل من آثار هذه القضية العقيمة التي ليس لها آثارها على المستوى الفكري لا من قريب ولا من بعيد ، لذا فان أئمة آل البيت (عليهم السلام) أغلقوا باب النزاع العقيم هذا وحثوا شيعتهم إلى الاهتمام بقضايا لا تشغلهم عن واقعهم المأساوي الذي يعيشونه ، وبذلك أجاب الإمام الرضا (عليه السلام) بإجابة لا تعطي معها نتيجة واضحة تدليلاً على أن أصل هذه القضية لا تعدو عن محاولات سياسية لتصفية حسابات خصوم سياسيين، فقال (عليه السلام) في معرض إجابته هل القرآن مخلوق أم لا فقال (عليه السلام) : لا أقول فيه إلاّ أنه كتاب الله ــ هذا مضمون إجابته (عليه السلام) ــ، وبذلك أراد الإمام (عليه السلام) أن لا يشغل الشيعة أنفسهم في قضايا عقيمة غير ذات بال.
فأغلقوا باب السؤال في هذا المضمار.




السؤال: قول الائمة (عليهم السلام) حول خلق القرآن
ما موقف الشيعة من مسألة خلق القرآن؟
نجد في التاريخ أن علماء قد امتحنوا في هذه القضية على رأسهم أحمد بن حنبل ونعيم المروزي، لكن لا نجد أثراً يذكر لأئمة أهل البيت للتصدي لهذه المقولة! فهل القول عندهم كان هو أن القرآن مخلوق (كما يقول الخوارج والمعتزلة) أم كان لهم موقف لم يصلنا خبره، أفيدونا.
الجواب:
إن مسألة خلق القرآن إذا كنا قد عرفنا دوافع إفتعالها اتضح لنا موقف أهل البيت (عليهم السلام)! فمسألة خلق القرآن لا تحمل طابعها العلمي والديني بقدر ما تحمل طابعاً ودوافع سياسية صرفة، أهمها تصفية حسابات الخليفة العباسي المأمون مع أهل السنة لأسباب عديدة لا يمكن ذكرها في المقام ، على أن أهل السنة قد استفادوا من الإصرار على القول بعدم خلق القرآن اعتبارات سياسية أخرى ، إذ كان المتوكل العباسي الذي رفض سياسة المأمون قال بعدم خلق القرآن وقرّب الذين رفضوا بالخضوع لقول المأمون السياسي وأسبغ عليهم طابع الإصرار على عدم التساوم في دين الله ... إلى آخرها من الأمور التي استفاد بها بعضهم سياسياً كمعارضين ومؤيدين لسياسات هو جاء غير صحيحة .
لذا فقد أريقت دماء لقضية ليس لها أثرها العلمي والديني بحال ، فخلق القرآن وعدم خلقه لا يعني إلاّ لعبة سياسية مقيتة ليس لها آثارها على المجتمع الإسلامي ، وبذلك فان أهل البيت (عليهم السلام) يعرفون دوافع هذه القضية فأمروا شيعتهم بتجنب هذه المزالق السياسية صوناً لحياتهم الشريفة، وبالمقابل فان أهل البيت (عليهم السلام) رفضوا الدخول في هذه اللعبة السياسية التي ترجع عوائدها إلى النظام لا غير . لذا فإن الإمام الرضا (عليه السلام) تدارك هذه القضية حينما سئل عن القرآن أهو مخلوق أم لا فقال : لا أقول فيه إلاّ أنه كتاب الله ــ هذا مضمون حديثه (عليه السلام) ــ وبذلك تجد أن الإمام (عليه السلام) قد اجتنب الدخول في هذه اللعبة السياسية التي أريقت بسببها دماء دونها طائل .
نعم، ان الأئمة (عليه السلام) أكدوا على قضايا حيوية مثل البداء والأمر بين الأمرين وغيرهما من القضايا الإسلامية الحيوية ، في حين تجنّب الأئمة (عليهم السلام) إقحام أنفسهم وشيعتهم بقضايا لم تجد لها أي تأثير على المستويين العلمي والعقائدي كما قلنا .


تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
هذا مضمون حديثه (عليه السلام) لماذا لا تذكروا نص الحديث ؟؟؟؟
ولم توضحوا رأي الشيعة بجلاء كل اجابتكم حول خلق القرآن هي انه كلام لا فائدة منه وانه قضية سياسية ولم تصرحوا بانه مخلوق ام لا وماذا يترتب على قولنا انه مخلوق مثلا او كان من الازل ؟؟؟
انا هنا اتعرض بعض الاوقات لاسئلة في الجامعة واعتبر موقعكم خير مركز لاخذ منه اعتقاداتي لا ان اسمع كلام مبهم
الجواب:
سُئل الإمام العسكري (عليه السلام): القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟ فقال: للسائل: يا أبا هاشم، الله خلق كل شيء وما سواه مخلوق. (مناقب آل أبي طالب ج2/ 525).
وسُئل الإمام الرضا (عليه السلام): ما تقول في القرآن؟ فقال: كلام الله لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا. (أمالي الصدوق/ 326).
وسُئل الإمام الصادق(عليه السلام): جُعلت فداك إختلف الناس في القرآن فزعم قوم أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وقال آخرون: كلام الله مخلوق. فكتب (عليه السلام): القرآن كلام الله مُحدث غير مخلوق، وغير أزلي،مع الله تعالى ذكره...) الحديث (التوحيد/ 156).
وقال أيضاً: ((قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ووحي الله وقول الله وكتاب الله ، ولم يجئ فيه أنه مخلوق، وإنما امتنعنا من أطلاق المخلوق عليه ؛ لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوباً، ويقال: كلام مخلوق أي مكذوب، قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوثَاناً وَتَخلُقُونَ إِفكاً )) (العنكبوت:17). أي كذباً.
وقال عز وجل حكاية عن منكري التوحيد: (( مَا سَمِعنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ إِن هَذَا إِلاَّ اختِلاَقٌ )) (ص:7). أي افتعال وكذب.
ومن قال: إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب.
(بحار الأنوار ج89/ 199).




السؤال: متى بدأت فتنة خلق القرآن , وما هو رأي الشيعة في ذلك ؟
متى كانت فتنة خلق القرأن كما يقال عليها، وفي أي عصر كانت ، ومن كان الإمام المعصوم وقتها من الائمة الأثنى عشر ، وهل القرأن مخلوق فعلا ؟

الجواب:
أولاً: إنّ فتنة (خلق القرآن) تقريباً كانت في القرن الثاني للهجرة ، فلقد شاع في أواخر هذا القرن كون كلام الله غير مخلوق وقد اعتنقه أهل الحديث وفي مقدمتهم إمام الحنابلة (أحمد بن محمد بن حنبل), وتحمل في طريق عقيدته هذه ألوان التعذيب.
وقد اعترف من إعتنق هذه الفكرة بأنه لم يرد فيها نصٌ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا جاء من الصحابة فيها كلام.
وقد تسربت تلك العقيدة الى المسلمين من اليهودية والنصرانية, حيث قالت اليهود بقدم التوارة ( اليهودية: ص222 تأليف أحمد شلبي كما في بحوث مع السلفيين: ص153) والنصرانية بقدم الكلمة (المسيح).
ثم اشتهرت هذه الفتنة كثيراً في عصر الخلفاء العباسيين خصوصاً فترة المأمون والمعتصم والواثق. وقد عاصرها من الأئمة المعصومين (عليهم السلام). كل من الإمام الصادق (ع) والإمام الكاظم (ع) والإمام الرضا (ع) والإمام الجواد (ع) والإمام الهادي (ع).
ثانياً: ان الحكم الصحيح في هذه المسألة (خَلْق القرآن) أنه مخلوق تبعاً لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين أدلوا برأيهم في هذا الموضوع بعد ما كانوا ينهون أصحابهم عن الخوض في هذه المسألة التي لم يكن الجدال فيها جدالاً إسلامياً لمعرفة الحقيقة وتبّينها, بل استغلت المسألة كل طائفة خاضت فيها للتنكيل بخصومها. فَعذبَ فيها مَن عذب وسجن فيها من سجن وقتل فيها من قتل؛ إلى غير ذلك من الأمور التي لم يرد بها وجه الله سبحانه وتعالى.
وبعدما أحس أهل البيت (عليهم السلام) بسلامة الموقف صرحوا بأن الخالق هو الله وغيره مخلوق, والقرآن ليس نفس الخالق, وإلا يلزم إتحاد المنْزَل والمنْزل, فهو غيره, فيكون لا محالة مخلوقاً.
فقد روى الشيخ الصدوق في كتابه التوحيد (ص224ـ حديث رقم 3) بسند صحيح عن الإمام الهادي (عليه السلام) أنه كتب إلى بعض شيعته ببغداد ((بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة, فانْ يفعل فقد أعظم بها نعمة, وإنْ لا يفعل فهي الهلكة, نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب, فيتعاطى السائل ما ليس له ويتكَّلف المجيب ما ليس عليه, وليس الخالق إلا الله عزّ وجل, وما سواه مخلوق, والقرآن كلام الله, لا تجعل له إسماً من عندك فتكون من الضالين, جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون)).






السؤال: تفصيل حول موضوع خلق القرآن الكريم
اريد تفصيلاً عن مسألة خلق القرآن من عرض للروايات والأقوال , مع جمع وتحليل .
الجواب:
ان مسأله كون القران قديماً, أو مخلوقاً , والاختلاف في معنى المخلوق , ونفي الإمام (عليه السلام) كونه مخلوقاً , وانما كلام الله , ويريد بذلك نفي ما ربما يتصور من كونه مخلوقاً ان يطرأ عليه الكذب أو احتمال أن يكون منحولاً , والا فلا مجال للاختلاف من كون كلام الله حادثاً , ومع هذا فهو غير مخلوق , بمعنى غير مكذوب . روي عن عبد الرحيم انه قال : كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) : جعلت فداك اختلف الناس في القرآن، فزعم قوم: ان القرآن كلام الله غير مخلوق ، وقال آخرون : كلام الله مخلوق ؟ فكتب ( عليه السلام ) : القرآن كلام الله محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره ، وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، كان الله عز وجل ولا شيء غير الله ، معروف ولا مجهول ، كان عزوجل ولا متكلم ولا مريد ولا متحرك ولا فاعل ، جل وعز ربنا .فجميع هذه الصفات محدثه غير حدوث الفعل منه ، عز وجل ربنا ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، فيه خبر من كان قبلكم ، وخبر ما يكون بعدكم ، انزل من عند الله على محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .[ التوحيد 158 ] . قال الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) : (كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن ، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنه غير محدث ، لانه قد قال : محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره. وقال أيضا : قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ، ووحي الله ، وقول الله وكتاب الله ، ولم يجيء فيه أنه مخلوق ، وإنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوباً ، ويقال : كلام مخلوق أي مكذوب , قال الله تبارك وتعالى : (( إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا )) [العنكبوت:17] أي كذباً ، وقال عز وجل حكاية عن منكري التوحيد : (( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق )) [ص: 1 ] أي افتعال وكذب ، فمن زعم أن القرآن مخلوق بمعنى أنه مكذوب فقد كذب ، ومن قال : إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب ، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ ، فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب . وقد أجمع أهل الإسلام على أن القرآن كلام الله عز وجل على الحقيقة دون المجاز ، وأن من قال غير ذلك فقد قال منكرا وزورا ، ووجدنا القرآن مفصلاً وموصلاً ، وبعضه غير بعض ، وبعضه قبل بعض ، كالناسخ التي يتأخر عن المنسوخ ، فلو لم يكن ما هذه صفته حادثاً بطلت الدلالة على حدوث المحدثات ، وتعذر إثبات محدثها ، بتناهيها وتفرقها واجتماعها . وشيء آخر : وهو أن العقول قد شهدت ، والأمة قد أجمعت : أن الله عز وجل صادق في اخباره ، وقد علم أن الكذب هو أن يخبر بكون ما لم يكن , وقد أخبر الله عز وجل عن فرعون وقوله : (( أنا ربكم الأعلى )) [النازعات: 24 ] وعن نوح أنه (( نادى ابنه وهو في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين )) [ هود 42 ] . فان كان هذا القول وهذا الخبر قديما فهو قبل فرعون وقبل قوله ما أخبر عنه , وهذا هو الكذب ، وإن لم يوجد إلا بعد أن قال فرعون ذلك ، فهو حادث , لانه كان بعد أن لم يكن . وأمر آخر وهو : ان الله عزوجل قال : (( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك )) [ الأسراء 86 ] ، وقوله: (( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )) [ البقرة 106 ] وما له مثل أو جاز أن يعدم بعد وجوده ، فحادث لا محالة). الى هنا انتهى كلام الشيخ الصدوق [كتاب التوحيد : 158 ]. وقال الشيخ الطوسي: كلام الله تعالى ، فعله ، وهو محدث ، وامتنع أصحابنا من تسميته بأنه مخلوق ,لما فيه من الايهام بكونه منحولا). وقال أكثر المعتزلة : أنه مخلوق . [تفسير الفخر الرازي 22 / 140 ، والملل والنحل للشهرستاني 1/45، والمجموع 18 / 41 ] . وفيهم من منع من تسميته بذلك ، وهو قول أبي عبد الله البصري وغيره . وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد : أنه مخلوق . [ حلية العلماء 7 / 249 ، تاريخ بغداد 13 / 378 ]. قال أبو يوسف : أول من قال بأن القرآن مخلوق أبو حنيفة . [ تاريخ بغداد 13 / 378 ] . قال سعيد بن سالم : لقيت اسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة في دار المأمون ، فقال : ان القرآن مخلوق , هذا ديني ودين أبي وجدي . وروي عن جماعة من الصحابة الامتناع من تسميته بأنه مخلوق . [ الدر المنثور 5 / 326 ] . وروي ذلك عن علي ( عليه السلام ) أنه قال يوم الحكمين : والله ما حكمت مخلوقا ولكني حكمت كتاب الله .[ شرح نهج البلاغة 17 / 13 ، التوحيد للصدوق 224 ح 6 ] . وروي ذلك عن أبي بكر ، وعمر، وعثمان، وابن مسعود .[الدر المنثور 5 / 326 ] . وبه قال جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) - فانه سئل عن القرآن - فقال : لا خالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله.[ تفسير العياشي 1 / 6 ح 14 باختلاف يسير ] . وقال سفيان بن عيينة : سمعت عمرو بن دينار وشيوخ مكة منذ سبعين سنة يقولون : ان القرآن غير مخلوق.[ السنن الكبرى 10 / 43 ، والدر المنثور 5 / 326 ، واللآلي المصنوعة 1 / 8 باختلاف يسير في اللفظ ] . وقال إسماعيل بن أبي أويس ، قال مالك : القرآن غير مخلوق . وبه قال أهل المدينة ، وهو قول الأوزاعي وأهل الشام ، وقول الليث بن سعد ، وأهل مصر ، وعبيد الله بن الحسن العنبري البصري ، وبه قال من أهل الكوفة ابن أبي ليلى وابن شبرمة ، وهو مذهب الشافعي إلا أنه لم يرو عن واحد من هؤلاء أنه قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم. [ السنن الكبرى 10 / 43 ، والمحلى 8 / 33 ، واللآلي المصنوعة 1 / 5 ] . وأول من قال بذلك الأشعري ومن تبعه على مذهبه ، ومن الفقهاء من ذهب مذهبه . [ انظر الملل والنحل 1 / 96 ] . دليلنا على ما قلناه : ما ذكرناه في الكتاب في الأصول [ عدة الاصول 2 / 46 ] ليس هذا موضعها ، فمنها قوله : (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه )) [ الأنبياء 2 ] فسماه محدثا وقال : (( إنا جعلناه قرآنا عربيا )) [ الزخرف 3 ] ، وقال : (( بلسان عربي مبين )) [ الشعراء 195 ] فسماه عربيا ، والعربية محدثة ، وقال : (( انا نحن نزلنا الذكر )) [ الحجر 9 ]، وقال : (( وانزلنا اليك الذكر )) [ النحل 44 ] فوصفه بالتنزيل . وهذه كلها صفات المحدث ، وذلك ينافي وصفه بالقدم ، ومن وصفه بالقدم فقد أثبت مع الله تعالى قديما آخر ، وذلك خلاف ما أجمع عليه الأمة في عصر الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم إلى أيام الأشعري ، وليس هذا موضع تقصي هذه المسألة ، فان الغرض ها هنا الكلام في الفروع . وروي عن نافع قال : قلت لابن عمر : سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في القرآن شيئا ؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : (القرآن كلام الله غير مخلوق ، ونور من نور الله) . ولقد أقر أصحاب التوراة أنه كلام الله ، وأقر أصحاب الانجيل أنه كلام الله . وروى أبو الدرداء أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : القرآن كلام الله غير مخلوق ( [الدر المنثور 5 / 326 ، واللآلي المصنوعة 1 / 5 ] . وقد مدح الصادق ( عليه السلام ) بما حكيناه عنه بالنظم ، فقال بعض الشعراء لاشتهاره عنه . قد سأل عن ذا الناس من قبلكم * * ابن النبي المرسل الصادق فقال قولا بينا واضحا * * ليس بقول المعجب المايق كلام ربي لا تمارونه * * ليس بمخلوق ولا خالق جعفر ذا الخيرات فافخر به * * ابن الوصي المرتضى السابق إلى هنا انتهى كلام الشيخ الطوسي ( قدس سره ) [راجع كتاب الخلاف ج 6 ص119 المسألة 12].وفي الختام ننقل لكم عدة روايات حول الموضوع , وذلك لاهميته القصوى :1ـ عن ابن خالد قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق ؟ فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله عزوجل.[ التوحيد : الباب الثلاثون 156 ، أمالي الصدوق 326 ] .2ـ عن الريان قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : ما تقول في القرآن ؟ فقال : كلام الله لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا .[ التوحيد 157 ، عيون الأخبار 2 / 56 ، أمالي الصدوق 326 ]. 3ـ عن علي بن سالم ، عن أبيه قال : سألت الصادق ( عليه السلام ) فقلت له : يا بن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله ، وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.[ التوحيد 157 ، أمالي الصدوق 326 ]. 4ـ عن اليقطيني قال : كتب أبو الحسن الثالث ( عليه السلام ) إلى بعض شيعته ببغداد : بسم الله الرحمن الرحيم ، عصمنا الله وإياك من الفتنة ، فان يفعل فأعظم بها نعمة ، وإلا يفعل فهي الهلكة ، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة ، اشترك فيها السائل والمجيب ، فتعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه ، وليس الخالق إلا الله ، وما سواه مخلوق ، والقرآن كلام الله ، لا تجعل له اسما من عندك ، فتكون من الضالين ، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب ، وهم من الساعة مشفقون.[ التوحيد 157 ، أمالي الصدوق 326 ] . 5ـ عن الجعفري قال : قلت لأبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ما تقول في القرآن : فقد اختلف فيه من قبلنا فقال قوم : إنه مخلوق ، وقال قوم : إنه غير مخلوق ، فقال ( عليه السلام ) : أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون ، ولكني أقول : إنه كلام الله عزوجل.[ التوحيد 157 ، أمالي الصدوق 330 ] .6ـ عن فضيل بن يسار قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) عن القرآن فقال لي : هوكلام الله .[ تفسير العياشي 1 / 6 ] .7ـ عن زرارة قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن القرآن فقال لي : لا خالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الخالق.[ تفسير العياشي 1 / 6 ] .8ـ عن زرارة قال : سألته عن القرآن أخالق هو ؟ قال : لا ، قلت : مخلوق ؟ قال : [ لا ] ولكنه كلام الخالق.[ تفسير العياشي 1 / 7 ] .9ـ عن ياسر الخادم ، عن الرضا ( عليه السلام ) أنه سئل عن القرآن فقال : لعن الله المرجئة ولعن الله أبا حنيفة ، إنه كلام الله غير مخلوق ، حيث ما تكلمت به وحيث ما قرأت ونطقت ، فهو كلام وخبر وقصص.[ تفسير العياشي 1 / 8 ] . 10ـ هشام المشرقي أنه دخل على أبي الحسن الخراساني ( عليه السلام ) فقال : إن أهل البصرة سألوا عن الكلام فقالوا : إن يونس يقول : إن الكلام ليس بمخلوق ، فقلت لهم : صدق يونس إن الكلام ليس بمخلوق ، أما بلغكم قول أبي جعفر ( عليه السلام ) حين سئل عن القرآن : أخالق هو أم مخلوق ؟ فقال لهم : ليس بخالق ولا مخلوق ، إنما هو كلام الخالق فقويت أمر يونس ، فقالوا : إن يونس يقول : إن من السنة أن يصلي الانسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة ، فقلت : صدق يونس .[ رجال الكشي 414 ]





السؤال: رأي الأشاعرة والمعتزلة في خلق القرآن
ماهي نظريه الشيعة الاماميه في مسالة خلق القران - مع بيان راي الاشاعرة والمعتزله ان امكن

الجواب:
تبنى المعتزلة القول بخلق القرآن وأنبروا يدافعون عنه بشتى الوسائل ولما كانت الخلافة العباسية في عصر المأمون وما بعده إلى زمن الواثق بالله تؤيد حركة الاعتزال وآراءها لهذا قال جميع الفقهاء في ذلك العصر بنظرية الخلق ولم يمتنع إلا نفر قليل على رأسهم الإمام أحمد بن حنبل. فقد أخذ يروج لفكرة عدم خلق القرآن أو قدمه ويدافع عنه بحماس متحملاً في سبيلها من المشاق ما هو مسطور في زبر التاريخ وامتنع من الإقرار بخلق القرآن عند استجواب الفقهاء فسجن وعذب وجلد بالسياط.
قال أحمد بن حنبل: ((والقرآن كلام الله ليس بمخلوق فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ومن زعم أن القرآن كلام الله عز وجل ووقف ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو أخبث من الأول ومن زعم أن الفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم...)).
وقال أبو الحسن الأشعري: ((ونقول أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر)).
وأما المعتزلة فيقول القاضي عبد الجبار: ((أما مذهبنا في ذلك أن القرآن كلام الله تعالى ووحيه وهو مخلوق محدث أنزله الله الى نبيه ليكون دالاً على نبوته...)).
وأما رأي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في ذلك فارجع إلى الموقع/ الأسئلة العقائدية/ القرآن وعلومه:
1- هل القرآن مخلقوق.
2- متى بدأت فتنة خلق القرآن وما هو رأي الشيعة في ذلك.
3- تفصيل حول موضوع خلق القرآن الكريم.






لسؤال: تكفير الحنابلة لمن قال بخلق القرآن
لماذا كفّر الحنابلة من يقول بخلق القرآن؟
وهل المسألة تستحق التكفير؟
الجواب:
يظن الحنابلة بأن القرآن كلام الله، وكلامه صفة قديمة من صفات ذاته، فالقائل بخلق القرآن ـ حسبما يعتقدون ـ قائل بأن الله لم يكن متكلماً منذ الأزل وأن كلامه مخلوق، وذلك يستلزم أن تكون ذاته جل وعلا مخلوقة ما دامت صفتها مخلوقة.
والحال أن كلام الله عز وجل ليس صفة ذات حتى يكون قديماً، بل هو صفة فعل، وصفات الأفعال حادثة بحدوث الأفعال.
ولذلك فإن ابن حنبل إمام الحنابلة كان يقول: ((والقرآن كلام الله ليس مخلوق، فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله عزوجل ووقف ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو أخبث من الأوّل، ومن زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي، ومن لم يكفّر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم))(السنة 3/53) .



السؤال: نزل على حرف واحد
أود من فضيلة العلماء ان يرشدوني في مسألة ماتزال غامضة الى الان, خاصة ان كثيرا ممن تطرق اليها، لا يوفي حقها ويترك أمام القارئ سلسلة من الاحتمالات, والمفاهيم الناقصة, التي لاتشفي غليل الباحث عن الحق.
ذلك اني قرأت كتابا للشيخ مناع القطان, بعنوان مباحث في علوم القرآن تطرق فيه الى مسألتين مهمتين: الحروف السبع التي انزل عليها القرآن الكريم, والقرآءات التي يقرؤ بها.
فذكر ان القول الراجح هو ان معنى الحروف السبع المذكورة في الاحاديث هي عدد لهجات العرب, وهذا تخفيفا على الناس كما ذكر, ثم لما وقع الاختلاف والتنازع زمن عثمان بن عفان تم جمع الناس على لغة قريش، أما القراءات فان اختلاف القراءات يرجع الى الرسول (صلى الله عليه واله), وذلك باحد امرين: اما ان يكون الاختلاف في القراءة صادرا عن النبي الكريم, كقراءة ملك ومالك, واقراء النبي (صلى الله عليه واله) سلمان الفارسي ذلك بان منهم صديقين ورهبانا بدل قسيسين ورهبانا الاية, وغير ذلك مما هو كثير، او ان النبي (صلى الله عليه واله) اقر من يقرأعلى هذه القراءة.
اذن فكل قراءة توفرت فيها الشروط ومنها التواتر عن رسول الله (صلى الله عليه واله)هي قراءة صحيحة, كما انني كنت قرأت عن بعض علمائكم انكم لاتعتبرون الا قراءة حفص عن عاصم, فما مصير القرآءات الاخرى ؟
ونخبركم اننا في المغرب لا نعرف الا قراءة ورش عن نافع المسندة عن ابن عباس وأبي بن كعب .
الجواب:
الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) : أن القرآن نزل على حرف واحد , لا على سبع حروف كما يدعون , فالقرآن واحد نزل من عند الواحد أنزله الواحد على الواحد .
هذه هي عقيدة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بالقرآن .
وأما سبب الاختلاف في القراءة فله تأويلات وأسباب كثيرة .
وعلى كل حال , فالقرآن لم ينزل على أشكال وقرآءات , وإنما الاختلاف من البشر .





السؤال: تواتر القراءات
السؤال:
اولا: هل هناك اجماع بين علماءنا رحمهم الله على القراءات؟
ثانيا: ذهب الشهيد الاول والخوانساري في روضات الجنات الى ثبوت القراءات وحجيتها، فمن وافقهم ومن خالفهم ولماذا؟
الجواب:
انّ المجمع عليه عند الفريقين تواتر القرآن الموجود، وهذا غير تواتر القرآءات .
وأمّا بالنسبة لثبوت تواتر القراءات السبع أو العشر ، فانّ المعروف والمشهور عند الشيعة والمحققيّن من أهل السنّة عدم ثبوت تواترها، فقد صرّح بهذا المطلب صاحب المدارك ونجم الأئمّة والشيخ الطوسي في التبيان وابن طاووس في سعد السعود والسيّد الجزائري وجمال الدين الخوانساري من الشيعة والزمخشري والزركشي والحاجبي والرازي والعضدي من السنّة . نعم، قد تبنّى الشهيد الأوّل في الذكرى والشهيد الثاني في (شرح الألفيّة /137) تواتر القراءات السبع والعشر ، ونفى البأس عنه المحقّق الكركي في تعليقته على الألفيّة ؛ ولكن ليس مقصودهم أنّ كلّ ما ورد من هذه القراءات هو متواتر ، بل المراد حصر المتواتر الآن فيما نقل من هذه القراءات .
وأيضاً ذهب إلى القول بالتواتر من العامّة جماعة منهم قاضي القضاة أبو نصر عبد الوهاب ابن السبكي الشافعي (مناهل العرفان للزرقاني /433) ؛ ونسب إلى أبي سعيد فرج بن لهب ـ مفتي البلاد الأندلسيّة ـ أنّ القول بعدم تواتر القراءات السبع كفر (مناهل العرفان / 428) وهو كما ترى لا سبيل إلى الالتزام بأصل التواتر فكيف بالحكم على منكره . وأمّا حجيّة القراءات فهذا شيء آخر مردّه إلى الروايات المجوّزه في هذا المجال (الكافي 2/633) ، وعليه لا دليل لحصر القراءات في السبع أو العشر ، بل كلّ قرائة كانت معروفة في زمن المعصومين (عليهم السلام) تجزي في الامتثال بها .
وبالجملة فانّ تواتر القراءات ـ في غير النصّ القرآني المتداول عندنا ـ لا سبيل إلى إثباته فلا إجماع في الموضوع ولا تلازم بين تواتر القرآن وتواتر القرائات ولا بين حجيّة القرائات وتواترها .





السؤال: جواز قراءة القرآن بالقراءات المشهورة
قرأت كلاما للعلامة جعفر السبحاني في احدى كتبه مفاده ان القراءة المعتمدة في القرآن الكريم هي القراءة المسندة الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) دون باقي الروايات، فهل هذا يعني ان القراءت الاخرى لا تعتبرونها ؟ وكيف يكون ذلك والقراءات الاخرى مروية بالتواتر وتسند الى أجلة الصحابة كأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم .
ونحن في المغرب لا نعرف سوى رواية ورش عن نافع التي تنتهي الى ابن عباس ، ثم اقرار الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) لعمر بن الخطاب والصحابي لما اختلفا في قراءة اية ، وغير ذلك، اليس اصلا لاختلاف القراآت .

الجواب:
إن الشيعة تفتي بجواز قراءة القرآن بالقراءات المشهورة , وكون القراءات السبع مجزية عند فقهاء الشيعة, ولكن الاختلاف بين الشيعة واخوانهم أهل السنة في كون القرآن نزل على سبعة أحرف , حيث تنفي الشيعة هذا , وذلك بالاعتماد على ما روي عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من أن القرآن نزل على حرف واحد , وان القرآن واحد نزل من عند الواحد أنزله الواحد على الواحد .






السؤال: رأي الشيعة في القراءات
ما هو موقفنا نحن الشيعة من القراءات ؟ ومن اين أتت ؟ فإن كانت من احدى هذه القراءات قراءة قريش فيجب الأخذ بهذه القراءة وترك القراءات الأخرى ( لأن جبرائيل ع جاء بقراءة واحدة ولم يقل للنبي : إقرأ هكذا أو هكذا ).
هذا الامر مشتبه عليّ ارجو توضيح هذا الامر بالتفصيل .أريد من فضلكم جوابا شافيا حول هذا الموضوع ..
الجواب:
قد عرفنا ان عثمان أمر بتوحيد المصاحف بعد أن نبهه الصحابة على ذلك، ولكنه انتدب لهذا الأمر أفراد غير أكفاء ! فوقع بين النسخ المرسلة الى الأمصار أخطاء واختلافات إملائية الامر الذي أدى الى عودة الخلاف المسلمين، حيث ذكرنا أن عثمان أرسل مع كل نسخة قارئا يقرأها على الناس، وهذا القارئ كان يقرأ على النسخة التي عنده والناس في نفس المصر يتبعون قارئهم ، فرجح الاختلاف وأصبح لكل مصر قرآنه، وكان هذا هو السبب الرئيس له إضافة إلى بداءة الخط الذي كتب به النسخ والخلو من النقاط والاعراب واسقاط الالفات ، ثم تاثير اللهجة واختلافها بين القبائل العربية حتى ان النبي (ص) قد نهى عن بعضها، وتأثير الاجتهاد والرأي الشخصي لبعض القراء وعلماء العربية الذين غالوا بالقواعد والأدب وغير ذلك. ومن يراجع ما ذكر من تفاصيل اختلاف القراءات يتضح له ان دعوا تواترها مجازفة وشططا لا تمت الى الواقع بشيء.
ومن هنا فرق علماؤنا الأعلام بين تواتر القراءات فردوها وبين تواتر القرآن، أذ لا تلازم بينهما، فالقرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان ، فالقرآن هو الوحي المنزل على الرسول (ص) والقراءات هي اختلاف في كتابة الألفاظ او تلفظها، وقد روي عن الصادق (ع) : ( ان القرآن واحد نزل من واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة ) (الكافي 2 : 630) ، وقال السيد الخوئي : ( ان تواتر القرآن لا يستلزم تواتر القراءات ، لان الاختلاف في كيفية تعبير الكلمة لا ينافي الاتفاق على أصلها، كما ان الاختلاف في خصوصيات حدث تأريخي كالهجرة مثلاً لا ينافي تواتر نفس الحدث ، على أن الواصل الينا بتوسط القراء انما هو خصوصيات قراءاتهم، وأما أصل القرآن فهو واصل الينا بالتواتر بين المسلمين ، وبنقل الخلف عن السلف وتحفظهم عليه في الصدور وفي الكتابات ... الخ ) (البيان : 173) .
ومن ثم نقول: إن القراءة الصحيحة هي القراءة المشهورة بين المسلمين التي تلقتها الامة بالقبول وتركت الشاذ المخالف لها وانكرت على من يقرأ بها، فهي متواترة جيلاً بعد جيل ، وذكر بعض العلماء ان تجتمع لها ضوابط هي: موافقتها مع ما هو مكتوب في الرسم القرآني ، وموافقتها للأفصح والافشى في العربية ، وان لا يعارضها دليل قطعي.
وقد كانت القراءة المعروفة والمشهورة بين المسلمين هي قراءة عاصم برواية حفص ، وليس ذلك التزاماً بقراءة أحد القراء حتى يفرض بالفرق، بل إذا عرفنا أن عاصماً من القراء المعروفين كان ظابطاً متقناً محتاطاً فيمن يأخذ عنه كان حريصاً على الالتزام بما يوافق قراءة العامة والرواية الصحيحة المتواترة عند المسلمين ، فان الامر بالحقيقة هو الاخذ بقراءة المسلمين التي اتبعها عاصم لا أخذ المسلمين بقراءة عاصم.
مع أن عاصماً أخذ عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي (عليه السلام) وكان يعرض قراءته على زر بن حبيش عن ابن مسعود، فلاحظ !
ومن المعلوم صدور الامر لنا من الأئمة (عليهم السلام) بالقرآءه كما يقرأ الناس.




السؤال: بحث في القراءات
بسمه تعالى

من فوائد إثبات عدم تحريف القرآن هي القدرة على استنباط الأحكام والمفاهيم من القرآن الكريم مع اليقين بأنها صادرة عن الله تعالى . وبالتالي نستطيع الإعتماد على القرآن الكريم في جميع أمورنا الدينية .
لكن مع وجود قراءات مختلفة للقرآن الكريم (سبع قراءات) فذلك قد ينفي الفائدة المذكورة أعلاه أو يقلل من شأنها بسبب عدم يقيننا بالنص الوارد في القرآن الكريم .
كمثال واضح :
قال تعالى في سورة يوسف: (( فَلَمَّا سَمعَت بمَكرهنَّ أَرسَلَت إلَيهنَّ وَأَعتَدَت لَهنَّ متَّكَأً وَآتَت كلَّ وَاحدَة مّنهنَّ سكّينًا )) وبحسب إحدى القراءات كما سمعت في إحدى المحاضرات (( وَأَعتَدَت لَهنَّ متكاً )) وهو نوع من الفاكهة .
فالمعنى يتراوح بين المتّكَأ والفاكهة .
فتغير القراءات يغير المعاني وبالتالي قد تتغير المفاهيم والأحكام تبعاً لذلك .
فكيف نوفق بين القراءات وبين حفظ القرآن الكريم ، وبالخصوص في المثال الذي ذكرت؟

الجواب:
إن ثبوت القرآن وإتصاف كلام بكونه كذلك أي قراناً ينحصر طريقه بالتواتر كما أطبق عليه المسلمون بجميع نحلهم المختلفة ومذاهبهم المتفرقة.
والمعروف عن الشيعة الإمامية ان القراءات غير متواترة بل هي بين ما هو إجتهاد من القاريء وبين ما هو منقول بخبر الواحد، واختار هذا القول جماعة من المحققين من العامة، ولا يبعد دعوى كونه هو المشهور بينهم.
وهناك أدلة كثيرة يستدل بها على عدم تواتر القراءات، ومن ضمن الأخبار الوارد في ذلك خبر الفضيل بن يسار، قال: (قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إن الناس يقولون: ان القرآن على سبعة أحرف، فقال: بل على حرف واحد من عند واحد)، ويؤيده خبر زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام): (إن القرآن واحد نزل من عند واحد).
وبعد معرفة عدم تواتر القراءات لا يبقى مجال للاستدلال بتلك القراءات إلا أن يقال إنها أخبار آحاد وتشملها الأدلة القطعية الدالة على حجية خبر الواحد، ولكن هذا غير ظاهر، لعدم ثبوت كونها رواية بل يحتمل أن تكون إجتهادات من القراء واستنباطات منهم وقد صرح بعض الأعلام بذلك.
وعلى فرض كونها رواية إلا أنه لم يحرز كونها مستوفية لشرائط الحجية، ومع جمعها للشرائط يبقى انه مع العلم الاجمالي بعدم صدور بعضها عن النبي (صلى الله عليه وآله) يقع بينها التعارض ولابد من إعمال قواعد التعارض من الترجيح أو التخير فلا يبقى مجال لدعوى الحجية وجواز الاستدلال بكل واحدة منها كما هو الظاهر.
وقد صرح السيد الخوئي بعدم الحجية بقوله: (ولكن الحق عدم حجية هذه القراءات فلا يستدل بها على الحكم الشرعي، والدليل على ذلك إن كل واحد من هؤلاء القراء يحتمل فيه الغلط والاشتباه ولم يرد دليل من العقل ولا من الشرع على وجوب إتباع قاريء منهم بالخصوص، وقد إستقل العقل وحكم الشرع بالمنع عن اتباع غير العلم).
أما ما يتعلق بجواز القراءة بتلك القراءات فقد ورد عنهم (عليهم السلام) امضاء القراءات المعروفة في زمانهم (عليهم السلام) بقولهم (عليهم السلام) ((إقرأ كما يقرأ الناس)).
وبعد كل هذا وما عرفت من عدم الاعتماد على تلك القراءات في استنباط الحكم الشرعي ينحل ما أشكل عليك في الآية القرآنية التي استشهدت بها، إضافة الى أن صاحب (مجمع البيان ج5 ص228) نقل عن الطبري قوله: ((وروي في الشواذ قراءة مجاهد متكاً خفيفة ساكنة التاء)).



السؤال: القرّاء العشرة
سؤالي حول القراءات السبع او العشر للقران الكريم حيث اود معرفة مصدركل منها( يعني عمن اخذ ذلك القاريء وصولا الى الرسول الاكرم صلى الله عليه واله) ولماذا سميت كل منها بقراءة فلان عن فلان مثلا قراءة حفص عن عاصم فلماذا حفص وليس عاصم نفسه؟

الجواب:
القراء السبعة الذين تسمت القراءات بهم هم:
1ـ عبد الله بن عامر الدمشقي: وهو ابو عمران اليحصبي قرأ القرآن على المغيرة بن أبي شهاب وقد ورد في اسناده تسعة اقوال اصحها انه قرأ على المغيرة ونقل عن بعض انه قال (لا يدري على من قرأ) ولعبد الله راويان رويا قراءته ـ بوسائط ـ وهما هشام وابن ذكوان اما هشام فهو ابن عمار بن نصير بن ميسرة اخذ القراءة عرضا عن ايوب بن تميم.
وفيمن روى القراءة عنه خلاف فليراجع كتاب الطبقات وغيره.
اما ابن ذكوان فهو عبد الله بن احمد بن بشير ويقال: بشير بن ذكوان اخذ القراءة عرضا من ايوب بن تميم وكذلك الحال فيمن روى القراءة عنه خلاف.
2ـ ابن كثير المكي: هو عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروز ان بن هرمز المكي الداري فارسي الأصل. اخذ القراءة عرضاً ـ على ما في التيسير ـ عن عبد الله بن السائب.. وعرضاً ايضاً على مجاهد بن جبر ودرباس عبد ابن عباس.
ولعبد الله بن كثير راويان ـ بوسائط ـ هما: البزي وقنبل.
اما البزي فهو احمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن ابي بزة اسمه بشار فارسي من اهل همدان اسلم على يد السائب بن ابي السائب المخزومي قرأ البزي على ابي الحسن احمد بن محمد بن علقمة المعروف بالقواس وعلى ابي الاخريط وهب بن واضح المكي وعلى عبد الله بن زياد بن عبد الله بن يسار المكي, والكلام في من أخذ القراءة عنه فيه خلاف كما تقدم في غيره, وأما قنبل: فهو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد ابو عمرو والمخزومي مولاهم المكي اخذ القراءة عرضا عن احمد بن محمد بن عون النبال وهو الذي خلفه بالقيام بها بمكه وروى القراءة عن البزي والكلام في رواة قراءته فيها خلاف كما تقدم في غيره.
3ـ عاصم بن بهدلة الكوفي: هو ابن ابي النجود ابو بكر الاسدي مولاهم الكوفي اخذ القراءة عرضا زر بن حبيش وابي عبد الرحمن السلمي وابي عمرو الشيباني.
قال ابو بكر بن عياش قال لي عاصم : ما اقرأني احد حرفاً الا ابو عبد الرحمن السلمي وكنت ارجع من عنده فاعرض على زر وقال حفص قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي اقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على ابي عبد الرحمن السلمي عن علي وما كان من القراءة التي اقرأتها ابا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت اعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود .
ولعاصم ابن بهدلة راويان بغير واسطة هما حفص وابو بكر اما حفص فهو ابن سليمان الأسدي كان ربيب عاصم والحال فيمن روى القراءة عنه كما تقدم.
واما ابو بكر فهو شعبة بن عياش بن سالم الحناط الاسدي الكوفي قال ابن الجزري عرض القرآن على عاصم ثلاث مرات وعلى عطاء ابن السائب واسلم المنقري.
4ـ ابو عمرو البصيري: هو زبان بن العلاء بن عمار المازني البصري قيل انه من فارس قرأ بمكة والمدينة وقرأ أيضاً بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة فليس في القراء السبعة اكثر شيوخاً منه.
ولقراءة ابي عمرو راويان بواسطة يحيى بن المبارك اليزيدي هما: الدوري والسوسي.
اما يحيى بن المبارك فانه اخذ القراءة عرضاً عن أبي عمرو وهو الذي خلفه بالقيام بها واخذ ايضاً عن حمزة روى القراءة عنه ابو عمرو الدوري وابو شعيب السوسي وله اختيار خالف فيه ابا عمرو في حروف يسيرة واما الدوري فهو حفص بن عمرو بن عبد العزيز الدوري الأزدي البغدادي والكلام فيمن اخذ القراءة عنه كما تقدم.
واما السوسي فهو ابو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله والكلام فيمن اخذ القراءة عنه كما تقدم.
5ـ حمزة الكوفي: هو ابن حبيب بن عمارة بن اسماعيل ابو عمارة الكوفي التميمي ادرك الصحابة بالسن اخذ القراءة عرضاً عن سليمان الأعمش وحمران بن اعين وفي كتاب (الكفاية الكبرى والتيسير) عن محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى وطلحة بن مصرف وفي كتاب (التيسير) عن مغيرة بن مقسم ومنصور وليث ابن ابي سليم وفي كتاب (التيسير والمستنير) عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
قالوا: (استفتح حمزة القرآن من حمران وعرض على الأعمش وأبي اسحاق وابن ابي ليلى وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش...)
ولقراءة حمزة راويان بواسطة هما: خلف بن هشام وخلاد بن خالد.
اما خلف فهو ابو محمد الأسدي بن هشام بن ثعلب البزاز البغدادي واما خلاد بن خالد: فهو ابو عيسى الشيباني الكوفي والكلام في رواة قراءته كما تقدم.
6ـ نافع المدني: هو نافع بن عبد الرحمن بن ابي نعيم اخذ القراءة عرضاً عن جماعة من تابعي اهل المدينة ولقراءة نافع راويان بلا واسطة هما قالون وورش.
اما قالون فهو عيسى بن ميناء بن وردان ابو موسى موسى بني زهرة يقال انه ربيب نافع وهو الذي سماه قالون لجودة قراءته فان قالون باللغة الرومية جيد اخذ القراءة عرضا عن نافع والكلام فيمن روى القراءة عنه كما تقدم.
واما ورش فهو عثمان بن سعيد، والكلام في رواة قراءته كما تقدم.
7ـ الكسائي الكوفي: هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم من اولاد الفرس اخذ القراءة عرضاً عن حمزة الزيات اربع مرات وعليه اعتماده واخذ عن محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى وعيسى بن عمرو الاعمش وابي بكر بن عياش وسليمان بن ارقم وجعفر الصادق عليه السلام والعزمي وابن عيينه......
وللكسائي راويان بغير واسطه هما الليث بن خالد وحفص بن عمر.
اما الليث فهو ابو الحارث بن خالد البغدادي. والكلام في رواة قراءته كما تقدم واما حفص بن عمر الدوري فقد تقدمت ترجمته.
واما الثلاثة المتممة للعشرة فهم:
8ـ خلف بن هشام البزار ولقراءته راويان هما اسحاق وادريس اما اسحاق فقال ابن الجزري هو ابن ابراهيم بن عثمان بن عبد الله ابو يعقوب المروزي ثم البغدادي والكلام فيمن قرأ عليه كما تقدم.
واما ادريس فقال ابن الجزري هو عبد الكريم الجداد ابو الحسن البغدادي والكلام فيمن روى القراءة كما تقدم.
9ـ يعقوب بن اسحاق: هو يعقوب بن اسحاق بن زيد بن عبد الله ابو محمد الحضرمي مولاهم البصري قال يعقوب قرأت على سلام في سنه ونصف وقرأت على شهاب بن شرنقة المجاشعي في خمسة ايام وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب الحاربي في تسعة أيام وقرأ مسلمة على ابي الأسود الدؤلي على علي بن ابي طالب عليه السلام.
وليعقوب راويان هما رويس وروح.
اما رويس فهو محمد بن المتوكل ابو عبد الله اللؤلؤي البصري روى القراءة عنه عرضا محمد بن هارون التمار والإمام أبو عبد الله الزبير بن احمد الزبيري الشافعي.
واما روح فهو ابو الحسن بن عبد المؤمن الهذلي مولاهم البصري النحوي والكلام فيمن عرض القراءة عليه كما تقدم.
10ـ يزيد بن القعقاع: ابو جعفر المخزومي المدني عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن ابي ربيعة وعبد الله بن عباس وابي هريرة. ولابي جعفر راويان هما: عيسى وابن حمّاز.
اما عيسى فهو ابو الحارث عيسى بن وردان المدني الحذاء عرض على ابي جعفر وشيبة ثم عرض على نافع. والكلام فيمن عرض عليه كما تقدم.
واما ابن حمّاز فهو سليمان بن مسلم بن جماز ابو ربيع الزهري مولاهم المدني.
وبعد معرفة اسماء القرّاء العشرة لابد ان تعرف أيضاً انهم لم يكونوا يرجعون في قراءتهم إلى النبي صلى الله عليه وآله بل كانت قراءتهم تستند إلى اجتهادهم وآراءهم ولو كانت القراءات عند القراءة متواترة عن النبي(صلى الله عليه واله) لم يحتج في اثبات صحتها إلى الأستدلال والاحتجاج كما فعلوا كذلك. انظر البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص125 ـ 147 أما سبب تسمية القراءة بفلان عن فلان فلانهم لا حظوا في التسمية الترتيب في الرواة فقيل مثلاً قراءة حفص عن عاصم يقصدون ان حفص روى تلك القراةء عن عاصم ولو سميت فقط قراءة عاصم وعاصم روى عنه قراءتين لما عرف أي قراءة يقصد منها.

تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
الحمد لله و المنة رغم ان افترق كلمة الفرق الاسلامية فإن من رحمة الله تعالى فهم موحدون و متحدون على كتابه حرفا و كلمة و سورا و اجزاءا و احزاباً..
ولكن نرى في هذه الايام تساؤلات كثيرة حول تحديد مذهب اعلام كثيرة. و أقصد تحديد المذهب فرعا و اصلاً..فعلى هذا الاساس ارجو منكم تحديد مذهب كل واحد من هؤلاء القراء فرعا و اصلا مع ذكر بالمصادر من كل الفرق...
بالتوفيق.
الجواب:
وبعد فكما هو واضح أن القراء العشرة كانوا في زمن المتقدمين فهم أما تابعون أو تابعو التابعين أو تابعيهم, ولذلك فهم من أبناء القرن الأول والثاني فهم لا ينتسبون إلى المذاهب المتأخرة أصولاً وفروعاً.
وإنما يمكن أن يستشف من قراءة تراجمهم أن نصفهم أو أكثر من نصفهم إن لم نقل الأغلب منهم قد كانوا من الشيعة ونقلوا قراءات أهل البيت (عليهم السلام) وتلاميذهم ومن يمت بصلة بهم، مع الأخذ بنظر الاعتبار كون تلك الحقبة تجمع الثقافات المتعددة في بوتقة واحدة للاختلاط الحاصل بين المذاهب المختلفة دون تميز أي مذهب عن الآخرين في العيش وطلب العلم وما إلى ذلك.
فلو دققت النظر أيها الأخ الكريم لرأيت من بين العشرة القراء ستة قد أخذوا قراءاتهم عن علي (عليه السلام) أو تلاميذه وأصحابه أو عن الأئمة من أهل بيته (عليهم السلام) !
فإنك تجد أن ابن كثير المكي ويزيد بن القعقاع المكي قد أخذا قراءتهما عن ابن عباس تلميذ أمير المؤمنين (عليه السلام) وابن عمه.
وتجد أيضاً أن عاصم بن بهدلة الكوفي ويعقوب بن إسحاق البصري تنتهي قراءتهما إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).
وتجد أيضاً أن حمزة الكوفي والكسائي قد ذكروا في مشايخهم الذين أخذوا عنهم تلك القراءة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام).
وأما الباقي من هؤلاء العشرة وهم أربعة قراء فقد ذكروا بأنهم أخذوا عن مشايخ كثيرين وبعضهم لم يذكروا مشايخهم بالإضافة إلى عدم ذكرهم انتهاء رواياتهم إلى أي صحابي أو حتى التابعي الذي يسبق الصحابي.
فهؤلاء الأربعة أيضاً يمكن أن يُدّعى أن فيهم إن لم نقل جميعهم من أخذ القراءة عن أئمة أهل البيت أو أصحابهم أو شيعتهم.
- فنافع مثلاً ذكروا أنه أخذ القراءة عرضاً عن جماعة من تابعي أهل المدينة.
- وعبد الله بن عامر أشتد اختلافهم في مشايخه إلى تسعة أقول ونُقل عن البعض قولهم فيه: (لا يُدرى على من قرأ).
- وأما أبو عمر البصري فقد قالوا فيه أنه كان أكثر القراء شيوخاً وهم من مكة والمدينة والكوفة والبصرة.
- وأما خلف بن هشام البزار فلم يذكروا عنه شيئاً بحسب إطلاعنا.
وقد تتبعنا رواياته في الحديث فوجدناه يروي أحاديث علي (عليه السلام) وجابر بن سمرة الذي يروي حديث الخلفاء الإثني عشر المشهور عنه عند السنة.
فعلى هذا تكون مذاهب أكثر القراء العشرة تدور في فلك أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم والله العالم.




السؤال: قراءة حفص قراءة شيعية خالصة
من بعض ما ذكره الوهابي عثمان الخميس
لماذا لا توجد رواية خاصة للشيعة لقراءة القرآن الكريم مثل رواية عاصم ورواية حفص إلخ... وإن الشيعة تعتمد على هذه الرويات السنية وإن السنة يحتجون بأن أعظم كتاب هو القرآن ومعتمد من قبل السنة والشيعة فلماذا لا توجد رواية خاصة للشيعة مثل تلك الرويات الموجودة لدى السنة
الجواب:
إن نقل القرآن وصل إلينا عن طريق التواتر أي أن المسلمين جيلاً بعد جيل حفظوا لنا القرآن وأوصلوه إلينا بهذا الشكل الذي وصل إلينا.
وهؤلاء القراء السبعة أو العشرة ليس هم الذين حفظوا لنا القرآن وإلا لما صار وصوله إلينا متواتراً، بل أن قراءاتهم وصلت إلينا وهي غير وصول القرآن إلينا.
ونحن نعتمد من القراءات القراءة المشهورة التي كانت سائدة عند المسلمين، وهي رواية حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
وهذه القراءة قراءة شيعية خالصة وهي المتداولة اليوم بين جميع المسلمين فما يذكره عثمان الخميس من الكذب من أن الشيعة اليوم تعتمد على القراءة السنية كذب واضح.
فحفص من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وعاصم من أعيان شيعة الكوفة، وأبي عبد الرحمن السلمي من خواص علي (عليه السلام) .




السؤال: تعدد القراءات وهل هناك أخطاء في القرآن
الرجاء ما هو الرد علي هذه الشبهات التي کتبها احد المسيحيين:
*************************
كتب: خالد عبد الرحمن (( أَم كُنتُم شُهَدَاءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِي قَالُوا نَعبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ )). (البقرة:133)
كما هو واضح من الأية فأن أبناء يعقوب (أسباط إسرائيل) يجيبون سؤال أبيهم حول من سيكون معبودهم بعد وفاة أبيهم بأنه إله يعقوب (أبوهم) وإله أباء يعقوب الذين هم بحسب الأية إبراهيم، إسماعيل، إسحاق.
كلنا نعرف بأن إسماعيل وإسحاق أخوة من أب واحد هو إبراهيم. ونعرف أيضا بأن أبو يعقوب هو إسحاق. وطبعاً إسماعيل هو عم يعقوب.
لكن القرآن يأبى أن يكون إسماعيل مجرد عم ويضعه في خانة الأباء. مخالفاً بذلك أيات سابقات تبين أستحالة أن يكون إسماعيل أباً ليعقوب. وأيضاً مخالفاً للتوراة والإنجيل.
لا تغضب عزيزي القارئ، ولا تتهمني بعدم فهم عادات العرب. أغلبكم سيقول أن العم بمثابة الأب، لهذا وضع القرآن إسماعيل في خانة الأباء لكونه عم يعقوب.
كلام جميل، فقط لو لم يكن هناك أراء أخرى لا يدري بها أغلب القراء.
أنت تعرف بأن هناك عدة قراءات للقرآن، ربما لم تتطلع عليها بنفسك. دعني أخبرك بهذه القراءات.القراءات القرآنية:
قرأ أبن عباس، الحسن، أبن يعمر، أبو رجاء، عاصم الجحدري هذه الأية (وإله أبيك إبراهيم):
(( أَم كُنتُم شُهَدَاءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِي قَالُوا نَعبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبيكَ إِبرَاهِيمَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ )) .
قرأ أبي الأية (وإله إبراهيم):
(( أَم كُنتُم شُهَدَاءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِي قَالُوا نَعبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ )).
المصدر: معجم القراءات القرآنية / الطبعة الثالثة / المجلد الأول / صفحة 262 - المؤلف: د. أحمد مختار عمر / د. عبد العال سالم مكرم - الناشر: عالم الكتب / القاهرة - مصر.
أراء المفسرين:
يورد مفسري القرآن هذه القراءات في تفسيرهم.
يقول الطبري: وقرأ بعض المتقدمين: (( وإله أبيك إبراهيم )) ظناً منه أن إسماعيل إذ كان عما ليعقوب، فلا يجوز أن يكون فيمن ترجم به عن الآباء وداخلا في عدادهم.
يقول القرطبي: وقرأ الحسن ويحيى بن يعمر والجحدري وأبو رجاء العطاردي (( وإله أبيك )) وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون أفرد وأراد إبراهيم وحده، وكره أن يجعل إسماعيل أباً لأنه عم. قال النحاس: وهذا لا يجب ; لأن العرب تسمي العم أباً. الثاني: على مذهب سيبويه أن يكون (( أبيك )) جمع سلامة.
أنا أفهم أمكانية وضع العم في خانة الأباء، ولكن وجود قراءات أخرى تحاول أن تتخلص من أشكالية وضع إسماعيل في قائمة أباء يعقوب تثير الريبة.
هل قراءة (( وإله أبيك إبراهيم )) مفتراة مثلاً؟ أو ليس قارئيها ثقات؟
لماذا يحاول القرطبي والطبري أظهار القراء بأنهم حاولوا تغيير أية من أيات القرآن من عندياتهم لقلة علم هؤلاء القارئين؟
إلم يقل الطبري: ظناً منه؟ إلم يقل القرطبي: وكره؟
هل هؤلاء القراء يغيرون كلام الله لأنهم ظنوا فيه وكرهوا قرائته كما أنزل على محمد؟
لو كان هذا صحيحاً لك أن تتخيل ماذا أيضاُ كره القراء قرائته، وما ظنوا أنه صحيح ولم يكن صحيح.
و ايضا اعتبر هذه ،أخطاء لغوية في القرآن الكريم !
1. النساء آية 162 (( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة )) ، والصواب: والمقيمون الصلاة.
2. آل عمران آية 59 (( ثم قال له كن فيكون )) ، والصواب: فكان.
3. الحجرات آية 9 (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما )) ، والصواب: اقتتلتا أو: بينهم.
*************************
الجواب:
القراءات التي قرأ بها القرآن كثيرة حتى ذكر بعضهم خمسة وعشرين قارئاً للقرآن، ولا نقول أن كل تلك القراءات صحيحة بل نقول أن بعضها حتماً خاطئة، بل نقول أن بعضها موضوعة وبعضها شاذة وبعضها قرأ بها في زمان المعصوم وبعضها لم يقرأ في زمان المعصوم.
وقد صرح السيد الخوئي في البيان في تفسير القرآن 4 ص 197 بقوله:فقد أثبتنا لك فيما تقدم عدم تواتر القراءات ومعنى هذا أن القرآن المُنزل إنما هو مطابق لأحدى القراءات وأما غيرها فهو إما زيادة في القرآن وإما نقيصة فيه.
وصرح أيضاً أن النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على نفس القرآن المنزل قد وقع أيضاً في صدر الإسلام وفي زمان الصحابة قطعاً حتى أن عثمان أحرق جملة من المصاحف وأمر ولاته بحرق كل مصحف غير ما جمعه، وكان ما جمعه عثمان هو القرآن المعروف بين المسلمين الذي تداولوه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يداً بيد.
إذن نحن لا نقول بصحة جميع القراءات، بل نخطأ بعضها جزماً وإذا كان الموجب لتغير القراءة معروفاً عندنا كان ذلك أدعى لرفض تلك القراءات كمثل ما فعل ذلك القارئ الذي أعتقد عدم جواز أطلاق الأب على إسماعيل وإسحاق، ففعل ما فعل، ولكن ذلك لم يجعل الباقين يسكتوا على الرد ورفع ذلك التوهم الذي حصل عند أولئك القراء وإظهار القراءة الصحيحة للآية القرآنية.
وما أنتحله هذا النصراني من الجواب عنا بقوله: (أن العم بمثابة الأب) وإن كان في أصله صحيحاً ولكنه غير صحيح في الجواب عما ورد في القرآن فالجواب الصحيح: (إن لفظة الأب تطلق على العم في لغة العرب) فالاستعمال القرآني صحيح من هذه الجهة فضلاً عن صحته من جهة المعنى، فلاحظ.
وأما قوله بأن هناك آراء أخرى فهو غير صحيح، لأن الرأي المرفوض المسلم بخطأه والقراءة الغير ثابتة لا تسمى رأياً قبال الصحيح، إلا أن يشار إليها بالتخطئة، وجعل هذا النصراني هذه الأقوال المرفوضة في قبال الصحيح أيهاماً ومغالطة منه.
وكذا قوله بأن هناك عدة قراءات للقرآن بإطلاقه في هذا المورد غير صحيح، لأن المورد هنا مورد تمييز بين القراءات فلابد أن لا يذكر تعدد القراءات ويسكت وإنما يجب أن يوضح الصحيح منها والباطل مع أن اللفظ القرآني الحالي ثبت بالتواتر لا بإحدى القراءات،ومن هذا لا موضع لما ذكره أخيراً من كونهم ظنوا أو كرهوا أو حاولوا التغيير من عندياتهم ، فأن قراءة أي أحد مهما كان حتى لو كان ثقة لا تثبت النص القرآني لأنه يبقى ظناً، ولا يخرج إلى القطع إلا بالتواتر،وهذا ما نقوله.
أما الآيات التي ذكرتها فنقول للإجابة عنها
1- في إعراب الآية القرآنية: (( وَالمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالمُؤتُونَ الزَّكَاةَ )) (النساء:1622) ذكر الفرّاء والزجاج وغيرهما من النحويين: هو من صفة الراسخين لكن لما طال وأعترض بينهما كلام نصب المقيمين على المدح وذلك سائغ في اللغة كما في الآيات التي تتلونها وفي قوله: (( وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ )) (البقرة:177).
وقال آخرون هو من صفة الراسخين في العلم ها هنا، وإن كان الراسخون في العلم من المقيمين، وقالوا: وموضع (المقيمين) خُفض عطفاً على ما في قوله: (( وَالَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ )) (البقرة:4).
ويؤمنون بالمقيّمين الصلاة. والمعنى يؤمنون بإقامة الصلاة.
2- أما قوله تعالى: (( ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )) (آل عمران:59).
فقوله كن فيكون صحيحة وذلك بملاحظة كونها حكاية ماضية وهو جائز في اللغة العربية.
3- وأما قوله تعالى: (( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا )) (الحجرات:9).
فأن الجمع في اقتتلوا باعتبار المعنى،فأن كل طائفة جمع، وقال الطباطبائي في الميزان: ورجوع ضمير الجمع في اقتتلوا إلى الطائفتين باعتبار المعنى،فإن كلاً من الطائفتين جماعة ومجموعهما جماعة كما أن رجوع ضمير التثنية إليهما باعتبار المعنى.
ونقل عن بعضهم في وجه التفرقة بين الضميرين: إنهم أولاً في حال القتال مختلطون فلذا جمع أوّلاً ضميرهم ، وفي حال الصلح متميزون متفارقون فلذا فلا ثنى الضمير.

تعليق على الجواب (1)
تقول الآية من ماء دافق فلماذا لم يقل من ماء مدفوق
الجواب:
يمكن في العربية أن تأتي صيغة اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول ومنه قوله عز وجل: (( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ )) (الذاريات:55), فإن الصادق هنا بمعنى (مصدوق) أي أن الوعد أو الموعود به لمصدوق فيه لا مكذوب به. ونظير ذلك قوله تعالى: (( فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ )) (الحاقة:21) أي مرضية.
وعليه فإن قوله تعالى: (( مِن مَّاء دَافِقٍ )) (الطارق:6) أي من ماء مدفوق.



يتبع


رد مع اقتباس