عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/18, 04:23 PM   #4
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: هل يوجد في القرآن أخطاء لغوية
أنتشرت في السنوات القليلة الماضية وخصوصاً في الغرب شبهة وجود أخطاء لغوية في القرآن الكريم ، وهذه الشبهة تثار كثيراً في أوساط المستبصرين الجدد والباحثين عن الحقيقة من غير المسلمين فنرجوا من الأخوة الأفاضل القائمين على مركز الأبحاث العقائدية تقديم رد شافي على هذه الشبهات الخطيرة
وهذه نص الشبهات
**************************
1- رفع المعطوف على المنصوب.
جاء في سورة المائدة 5: 69 (( إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا )) وَالصَّابِئُونَ . وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17.2 - نصب الفاعل.
جاء في سورة البقرة 2: 124 (( لَا يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) . وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون .3 - تذكير خبر الاسم المؤنث.
جاء في سورة الأعراف 7: 56 (( إِنَّ رَحمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ )). وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول قريبة .
4 - تأنيث العدد وجمع المعدود.
جاء في سورة الأعراف 7: 160 (( وَقَطَّعنَاهُم اثنَتَي عَشرَةَ أَسبَاطاً أُمَماً)) . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطاً .5 - جمع الضمير العائد على المثنى.
جاء في سورة الحج 22: 19 (( هذا نِ خَصمَانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم )). وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان اختصما في ربهما6 - أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً.
جاء في سورة التوبة 9: 69 (( وَخُضتُم كَالذِي خَاضُوا )) . وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول خضتم كالذين خاضوا .7 - جزم الفعل المعطوف على المنصوب.
جاء في سورة المنافقون 63: 10 (( وَأَنفِقُوا مِمَّا رَزَقنَاكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَولاَ أَخَّرتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصَّالِحِينَ )) وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المصوب فأَصدق وأَكون .8 - جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً.
جاء في سورة البقرة 2: 17 (( مَثَلُهُم كَمَثَلِ الذِي استَوقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حَولَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِم )) . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول استوقد... ذهب الله بنوره .9 - نصب المعطوف على المرفوع.
جاء في سورة النساء 4: 162 (( لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ مِنهُم وَالمُؤمِنُونَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤتِيهِم أَجراً عَظِيماً )). وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والمقيمون الصلاة .10 - نصب المضاف إليه.
جاء في سورة هود 11: 10 وَلَئِن أَذَقنَاهُ نَعمَاءَ بَعدَ ضَرَّاءَ مَسَّتهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ . وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ .11 - أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة.
جاء في سورة البقرة 2: 80 (( لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعدُودَةً )) . وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول أياماً معدودات .12 - أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرةز
جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 (( كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعدُودَات )) . وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول أياماً معدودة .13 - جمع اسم علم حيث يجب إفرادهز
جاء في سورة الصافات 37: 123-132 (( وَإِنَّ إِليَاسَ لَمِنَ المُرسَلِينَ... سَلاَمٌ عَلَى إِليَاسِينَ ... إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُؤمِنِين )) . فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف. وجاء في سورة التين 95: 1-3 وَالتِّينِ وَالزَيتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمن الخطالغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.14 - أتى باسم الفاعل بدل المصدر.
جاء في سورة البقرة 2: 177 (( لَيسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ )) . والصواب أن يُقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
15 - نصب المعطوف على المرفوع.
جاء في سورة البقرة 2: 177 (( وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأسِ )) . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والموفون... والصابرون .16 - وضع الفعل المضارع بدل الماضي.
جاء في سورة آل عمران 3: 59 (( إنّ مثَل عيسى عند الله كمثَل آدمَ خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون )). وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان .17 - لم يأت بجواب لمّا.
جاء في سورة يوسف 12: 15 (( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجمَعُوا أَن يَجعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوحَينَا إِلَيهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هذا وَهُم لاَ يَشعُرُونَ )) . فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى.18 - أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى.
جاء في سورة الفتح 48: 8 و9 (( إِنَّا أَرسَلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً )) . وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب النبي محمد (صلى الله عليه واله) إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!19 - نوَّن الممنوع من الصرف.
جاء في سورة الإنسان 76: 15 (( وَيُطَافُ عَلَيهِم بِآنِيَةٍ مِن فِضَّةٍ وَأَكوَابٍ كَانَت قَوَارِيرَا )) بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ إنها على وزن مصابيح.
وجاء في سورة الإنسان 76: 4 (( إِنَّا أَعتَدنَال لكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغلاَلاً وَسَعِيرا)) . فلماذا قال سلاسلاً بالتنوين مع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟20 - تذكير خبر الاسم المؤنث.
جاء في سورة الشورى 42: 17 (( اللهُ الذِي أَنزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانَ وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ )) . فلماذا لم يتبع خبر لعل اسمها في التأنيث فيقول قريبة ؟21 -أتى بتوضيح الواضح.
جاء في سورة البقرة 2: 196 (( فَمَن لَم يَجِد فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبعَةٍ إِذَا رَجَعتُم تِلكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ )) . فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟22 - أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل.
جاء في سورة الأنبياء 21: 3 (( وَأَسَرُّوا النَّجوَى الذِينَ ظَلَمُوا )) مع حذف ضمير الفاعل في أسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين .23 - الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنىز
جاء في سورة يونس 10: 21 (( حَتَّى إِذَا كُنتُم فِي الفُلكِ وَجَرَينَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتهَا رِيحٌ عَاصِفٌ )). فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمر على خطاب المخاطب.24 - أتى بضمير المفرد للعائد على المثنى.
جاء في سورة التوبة 9: 62 (( وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ )) . فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول أن يرضوهما ؟25 - أتى باسم جمع بدل المثنى.
جاء في سورة التحريم 66: 4 (( إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا )) . والخطاب (كما يقول البيضاوي).موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟
**************************
الجواب:
الرد على ما أدعي أنّ في القرآن الكريم أخطاء لغوية:
المقدمة: إن كان ما ورد في الكتاب العزيز ليس في عداد الشبهة كما هو ليس في عداد الخطأ لغة فما وصف بهذه الدعوى إنما هو دعوى مغالى فيها وما كان الباعث فيها إلا الجهل بحقائق اللغة العربية فلولا إذ ذهب هذا المدعي إلى مظان اللغة ودقائقها ثم تصفحها جيداً لعرف جيداً ان ليس في القرآن الكريم كما وصف من أخطاء وإليك الردود على التوالي كل ازاء الاشكال وفي النقاط التالية:
1 - فيما يتعلق برفع المعطوف على المنصوب إنما هو لحقيقة خفت على القارئ وهي ان الواو الواردة في قوله تعالى الداخلة على: (( الصابئون ))... (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون )) (المائدة _ 69), إنما هي للإستئناف وليست كما ادعي للعطف فما يرد بعدها جملة ابتدائية أولها المبتدأ المرفوع وما يلحقه الخبر فتدبّر جيداً (اعراب القرآن الكريم _ محي الدين الدرويش).
2 - فيما يتعلق بدعوى ان الفاعل ورد منصوباً في قوله تعالى: ((لاَ يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ..)) (البقرة _ 124).
والجواب: لم يرد الفاعل منصوباً وإنما ورد في هذه القراءة الفاعل مرفوعاً محلاً وهو (عهدي) والظالمين مفعولاً به منصوباً ولا إشكال في الموضوع وقد فُسّرت هذه القراءة على أساس: ما نالك تناله, وقد قرأ بعضهم الآية هكذا: لا ينال عهدي الظالمون. فما ورد في الآية إنما هو اختلاف في قراءتها وليس موصوفاً بغلط لغوي. (كما أشار الطبرسي _ مجمع البيان).
3 - فيما يتعلق بتذكير خبر الاسم المؤنث: ((إِنَّ رَحمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحسِنِينَ )) (الأعراف _ 56). قال الزمخشري: وإنما ذكرّ قريب على تأويل الرحمة بالرحم أو الترحم أو لانه صفة موصوف محذوف أي: شيء قريب أو لأن تأنيث الرحمه غير حقيقي.
4 - فيما يتعلق بتأنيث العدد وجمع المعدود : كما ورد في قوله تعالى: ((وَقَطَّعنَاهُمُ اثنَتَي عَشرَةَ أَسبَاطًا أُمَمًا...)) (سورة الأعراف _ 160), فإذا أعربنا الآية كانت (اثنتي عشرة) منصوبة به على الحال من مفعول قطعناهم أي فرقناهم معدودين بهذا العدد. وأسباطاً بدلاً من اثنتي عشرة, أي فرقة فيكون المعنى المراد: وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة...
5 - الاشكال الوارد في جمع الضمير العائد على المثنى:. كما ورد في قوله: ((هَذَانِ خَصمَانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم...)) (الحج - 19). والجواب: لا إشكال فيما ورد لأن المتخاصمين كانوا فرقاً شتى وطوائف كثيرة.
6 - الإشكال في قوله تعالى: ((وَخُضتُم كَالَّذِي خَاضُوا...)) (التوبة _ 69), حيث لم يجمع اسم الموصول (الذي) فيكون: خضم كالذين خاضوا... والجواب: هو أن الكاف ومدخولها في محل نصب على المفعولية المطلقة فيكون التقدير : وخضتم خوضهم.
7 - الإشكال في الآية عطف المجزوم على المنصوب (( فاصدّق واكن...)) (المنافقون _ 10).
والجواب يتضح في اعراب الآية: كما ورد في اعرابها: الفاء عاطفة ... واكن فعل مضارع مجزوم بالعطف على محل: فاصدّق فكأنه قيل: إن أخّرتني أصدّق وأكن. وقرئ بنصب أكون واثبات الواو فتكون الواو للسببية وأصدّق بعد فاء السببية في جواب الطلب أي التحضيض واسم أكن مستتر تقديره أنا ومن الصالحين خبرها.
8 - الآية ((مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذِي استَوقَدَ...)) (البقرة _ 17).
والإشكال في: ذهب الله بنورهم... وكان الصواب: ذهب الله بنوره... فقد ورد في الآية ما يشير إلى التشبيه التمثيلي وحقيقته أن يكون وجه الشبه فيه صوره منتزعة من متعدّد أي ان حال المنافقين في نفاقهم واظهارهم خلاف ما يسترونه من كفر كحال الذي استوقد ناراً ليستضيء بها ثم انطفأت فلم يعد يبصر شيئاً.
وقد وردت في هذا التشبيه مخالفة بين الضميرين فقد وحّد الضمير في (استوقد وحوله) نظراً إلى جانب اللفظ لأن المنافقين كلهم على قول واحد وفعل واحد وأما في جانب المعنى في (بنورهم وتركهم) فلكون المقام تقبيح أحوالهم وبيان ذاتهم وضلالهم فاثبات الحكم لكلّ فرد منهم واقع.
9 - ((لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ مِنهُم... )) (النساء _ 162).
الإشكال في عطف: والمقيمين على: لكن الراسخون في العلم…
يتضح في حقيقة الأعراب التالي:
الواو اعتراضيه والمقيمين نصب على المدح باضمار فعل لبيان فضل الصلاة. (كما قاله سيبويه وغيره) والتقدير: أعني أو أخص المقيمين الصلاة الذين يؤدونها على أوجه الكمال. فما ورد هنا من الاختلاف في ظاهر الأعراب إنما يشير إلى نكته بلاغية تلفت النظر إلى وجوب التأمل والتفكير, ومع ذلك فقد قرئ بالرفع أيضاً (والمقيمون)…
10 - الاشكال في قوله تعالى: ((وَلَئِن أَذَقنَاهُ نَعمَاء بَعدَ ضَرَّاء مَسَّتهُ )) (هود _ 10) وهو العلامة التي في ضراءَ وقد تصورها علامة نصب في حين ان الكلمة (ضراء) ممنوعة من الصرف مجرورة وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة. وهي مجرورة بالاضافة. وما كان للسائل أن يخطأ أو يغيب عنه ما لا ينبغي له من السؤال كهذا.
11 - الاشكال في الآية: ((لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعدُودَةً )) (البقرة _ 80). حيث أراد السائل وصف (أياماً) بـ معدودات بدلاً مما ورد . والجواب هو ان أياماً كجمع قلة على وزن أفعال وقد وصف بما يعني الكثرة لتهويل هذه الأيام وإن كانت إلى أجل.
مع ملاحظة ما ورد في اللغة العربية قول (ابن يعيش في شرح المفصل): ان العرب أحياناً تستعمل جمع الكثرة في مقام القلة واخرى بالعكس تستعمل جمع القلة فيما يعني الكثرة ومقامها.
12 - الاشكال في الآية (( أياماً معدودات )) (البقرة _ 183 _ 184). والجواب: لا إشكال في وصف (أياماً) بـ معدودات فأيام جمع قلة ومعدودات جمع مؤنث سالم يفيد القلة إنما وصفت الأيام هنا في هذه الآية تسهيلاً على المكلفين بصفتها وكونها (معدودات).
13 - جاء في سورة الصافات 123 _ 132: التردد بين كلمة إلياس وأل ياسين.
ففي تفسير إل ياسين قال الزمخشري انه قرئ على اِلياسين وادريسين وادرايسين على انها لغات في الياس وادريس ولعل لزيادة الياء والنون في السريانية معنى. وقيل المراد بياسين هذا: الياس فعلى هذا فهو مفرد مجرور علامة جره الفتحة لأنه غير منصرف للعلَمية والعجمه وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغليباً كقولهم للمهلب المهلبون فعلى هذا هو مجرور بالباء لأنه جمع مذكر سالم.
14 - الإشكال في الآية: ((لَّيسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم … وَلكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ …)) (البقرة _ 177), ووجه الإشكال قوله: (مَن آمن) على أن يكون الصواب أن يقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن والجواب: - هو ان التقدير حذف المضاف أي بِرَّ مَن آمن وإنما جعل البر نفس مَن آمن للمبالغة.
15 - جاء في سورة البقرة _ 177: الاشكال في عطف المنصوب على المرفوع قوله تعالى: (( والصابرين في البأساء والضراء…)) بدلاً من القول والصابرون . والجواب هو: _ إن في قوله: ((والصابرين)) إشعاراً في القطع عن العطف ونصباً على المدح بفعل محذوف تقديره أمدح إشعاراً بفضل الصبر وتنويهاً بذلك الفضل.
16 - جاء في قوله تعالى: (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم… _ إلى قوله _ كن فيكون )) (آل عمران_ 59), والإشكال لماذا لم يقل: كن فكان. والجواب: الاشكال والغلط حقاً في اعتراضك الخاطئ لأنك لو أدركت دلالة الأمر والمضارع فيما ورد في اللغة العربية لما أشكلت هذا الاعتراض فاعتراضك يعني انك لا تعرف دلالة الأمر فدلالة الأمر إرادة الفعل في واقع الزمن الحاضر والمضارع يعني وقوع الفعل أما في الحاضر أو المستقبل فإذا عرفت هذه الحقيقة فكيف تجمع بين الفعل (كن) وبين (كان) الدالة على الماضي الذي مضى وانقضى أليس في هذا شطط فتدبر جيداً.
17 - الاشكال في عدم ورود جواب لـ (لما) في قوله تعالى: (( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجمَعُوا أَن يَجعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوحَينَآ إِلَيهِ…)) (يوسف _ 15). والجواب: ان جواب (لما) محذوف تقديره: فعلوا به ما فعلوه من الأذى.
18 - لرفع الإشكال كما تدعيه في آية (الفتح _ 8 / 9) راجع تفسير الآيتين.
19 - الاشكال في تنوين الممنوع من الصرف (الإنسان _ 15 و(الإنسان 4). (( ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا…)). والجواب لم ترد كلمة (قواريرا) كما زعمت مصروفة وإنما وردت في حال الوقف بالألف ولا يعني الوقف تنويناً. أما قوله: (( اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً )): حيث قرئ بالصرف للمناسب مع اغلالاً كما قرأ بعض القراء الكلمة بالتنوين وصلاً وبالألف المبدلة منه وقفاً وهي قراءة الأعمش, قيل وهذا ما حكاه الأخفش من لغة من يصرف كل ما لا ينصرف إلا افعل. إذن المسألة لا تعدو أن تكون مسألة قَراءة قارئ ولا إشكال.
20 - الاشكال في تذكير خبر الاسم المؤنث: ((وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ )) (الشورى _ 17). فالتقدير (كما ورد) هو لعل مجيء الساعة قريب. وقال أبو البقاء: يجوز أن يكون ذُكّر على معنى الزمان أو على معنى البعث.
21 - الاشكال في سببب ايراد كلمة (كاملة): - (( فتلك عشرة كاملة )) في قوله تعالى: (( ثلاثة في أيام الحج وسبعة إذا رجعتم )). والجواب: أي إشكال إذا أريد وصف الخبر بصفة: فتلك عشرة كاملة. ففي الآية فن بياني رفيع ودقيق المأخذ ويسميه علماء البلاغة التكرير وحدّه انه يدل اللفظ على المعنى مردداً . والأمر إذا صدر من الآمر على المأمور بلفظ التكرير ولم يكن مؤقتاً بوقت معين كان في ذلك أهابة إلى المبادرة لامتثال الأمر والانصياع للحكم على الفور فتدبر جيداً.
22 - الاشكال في قوله تعالى. (( وَأَسَرُّوا النَّجوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا…)) (الأنبياء _ 3) حيث جيء بضمير الفاعل مع ذكره ظاهراً.
والجواب يتضح في اعراب الآية المذكورة: (أسورا النجوى: فعل وفاعل ومفعول به والذين بدل من الواو في (أسرّوا) اشعاراً بأنهم الموسومون بالظلم الفاحش الذين جاؤوا به وجملة ظلموا صلة لا محل لها من الاعراب.
23 - وجه الاشكال في قوله تعالى (سورة يونس _ 21) هو الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل اتمام المعنى. الجواب: قال الرازي: الانتقال من مقام الخطاب إلى مقام الغيبة في هذا المقام دليل المقت والتبعيد كما ان عكس ذلك في قوله تعالى: (( إياك نعبد )) دليل الرضا والتقريب)).
24 - الاشكال في قوله تعالى: (( وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ …)) (التوبة _ 62) فلماذا لم يثنَ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول: ان يرضوهما . والجواب: _ انما وحّد الضمير لتلازم الرضاءين, وافراد الضمير في يرضوه أما للتعظيم للجناب الإلهي بافراده بالذكر ولكونه لا فرق بين ارضاء الله وارضاء رسوله فارضاء الله ارضاء لرسوله أو المراد أحق أن يرضوه ورسوله كذلك كما قال سيبويه ورجحه النحاس أو لأن الضمير موضوع موضع اسم الإشارة فانه يشار به الى الواحد المتعدد.
25 - الآية أتت باسم جمع بدل المثنى كما ورد قوله تعالى: (( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا …)) (التحريم _ 4), فلم يقل فقد صغا قلباكما. والجواب: انه أتى بالجمع في قوله (قلوبكما) وساغ ذلك لاضافته إلى مثنى وهو ضميراهما والجمع في مثل هذا أكثر استعمالاً من المثنى والتثنية دون الجمع والقياس أن يعبر عن المثنى بالمثنى ولكن كرهوا اجتماع اثنتين فعدلوا إلى الجمع لأن التثنية جمع في المعنى والافراد لا يجوز عند البصريين إلاّ في الشعر.

تعليق على الجواب (1)
تكملة للسؤال المتعلق بالاشتباه فيما يزعم أنها أخطاء لغوية ، هناك مثال آخر وهو في آية الوضوء (( وَامسَحوا برؤوسكم وَأَرجلَكم إلَى الكَعبَين )) ، إن كلمة (وأرجلكم) قد جاءت معطوفة على المجرور (برؤوسكم) ومع ذلك نصبت ، فما علة ذلك؟

الجواب:
فيما يتعلّق بسؤالكم وأشكالكم في قوله تعالى: ((وَامسَحوا برؤوسكم وَأَرجلَكم إلَى الكَعبَين ...)).
1ـ بأن في الآية المذكورة خطأً لغوياً....
قبل كل شيء عليك أن تعلم مسبقاً ان كلام الخالق فوق كلام المخلوق، ومعنى ذلك انه (كلام الله تعالى) في مستوى الاعجاز والعصمة والكمال بحيث لا يأتيه الباطل , فما تراءى لك من الاشكال انما هو لجهلك بخصوصيات الألفاظ نحواً وصرفاً وبلاغة.
ولو كان في القرآن كما تدعيه لا عترضه الفصحاء والبلغاء من العرب الأوائل ، بينما التحديات البلاغية ومستوى البيان القرآني المعجز قد أذهل اصحاب البلاغة والبيان حتى انصاعوا له وآمنوا به, اذن فالاحرى بك ان تسأل استفساراً واستيضاحاً لا اعتراضاً ولا حكماً على الكتاب.
2ـ إن الاشكال الذي تعنيه لا يسمى (خطأً لغوياً) وانما هو مسألة نحوية واردة في علم النحو وليست لغوية .
3ـ والجواب يحسمه الاعراب الصحيح، وهو كالآتي:
(وأمسحوا) فعل وفاعل (من دون تفصيل) ولا حاجة لنا في ذلك.
(برؤسكم) الباء حرف جر زائدة.
(رؤس) اسم مجرور بالباء لفظاً منصوب محلاً على انه مفعول به على اعتبار ان الفعل(امسح) فعل متعد يجب ان يستوفي مفعوله وما مفعوله إلا (رؤس) وقد اسبقت بحرف الجر الزائد وكثيراً ما يؤتي بحرف الجر توكيداً بمعنى وآمسحوا رؤسكم.
(وأرجلـَكم): الواو عاطفة، أرجلـَكم معطوف على (رؤوسـكم) تقديراً ومحلاً وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف اليه.
فأين الإشكال ؟! ولا نعرف كيف نشأ الاشكال! نعم، مما يرد في النحو ان في حال سقوط حرف الجر عن المجرور تنتقل الحركة من الخفض الى فوق الكلمة نصباً ولذلك يقولون في هذه الحال الاسم منصوب بنزع الخافض على اساس ان (أرجلـَكم) كانت اصلاً (بأرجلكم) معطوفة على (رؤوسـكم) فلما نزع حرف الجر عادت الحركة الى فوق لتكون الكلمة (أرجلـَكم) معطوفةً على سابقتها المنصوبة وما في ذلك من اشكال.
وبعبارة اخرى ان الآية المذكورة على تقدير:
وامسحوا رؤوسـَكم وأرجلـَكم، بعد تجرّد المفعول به المعطوف عليه من حرف الجر (الباء) .
أو على تقدير: وامسحوا برؤسـكم وبأرجلـكم، ففي هذه الحال فيما يتعلق بالمعطوف (بأرجلـكم) لما سقط حرف الجر انتقلت الحركة من تحت خفضاً الى فوق نصباً وليس في هذا التقدير ما يضير في حكم الآية ودلالتها.
فتأمل جيداً

تعليق على الجواب (2)
1- يقول سبحانه في سورة الكهف (( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين عددا )), لماذا لم يقل سنة عددا.
2- وردت كلمة الأرض في القرآن الكريم بصيغة المفرد وذلك في عدة آيات بخلاف السماوات مع أننا نعلم بعددها وهي سبعا مثلما توضحه بعض الروايات والتفاسير
الجواب:
1- معنى (سنين عدداً) أي سنين ذوات عدد، فيحتمل أنه تعالى يريد بها الكثرة أو أن يريد القلة، لأن الكثير قليل عنده كقوله: (( لَم يَلبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِن نَهَارٍ )) (الاحقاف: 355) لعمر الدنيا أجمع، قال الزجاج: إذا قل فُهم مقدار عدده، فلم يحتج أن يُعد، وإذا كثر احتاج إلى أن يُعد.
واعتراض المعترض جهل محض باستعمالات اللغة العربية، كما وردت عن لسان العرب.. والظاهر أن الهدف الوحيد من التطرق إلى أمثال هذه الإشكالات هو تشكيك السذج من الناس في عقائدهم، وقد كثر في الآونة الأخيرة من قبل بعض النصارى أخزاهم الله العبث في معاني القرآن الكريم، وهم في الواقع أذل وأجهل من أن ينالوا من عظمة القرآن وبلاغته بعد أن عجّز فصحاء العرب.
2- الأرض لم ترد في القرآن بصيغة الجمع مع أنها وردت في بعض الأخبار والأدعية بصيغتي الجمع والمفرد معاً، وعدم ورودها بالجمع في القرآن الكريم لا يكشف عن خطأ. فقد عبر القرآن عن السماوات السبع كذلك بالمفرد، فقال: (( السَّمَاءُ بَنَاهَا )) (النازعات:27), وقوله : (( ثُمَّ استَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ )) (فصلت:11). وغيرها من الآيات.
وهذا يدل على جواز استعمال مفردة (السَّمَاءِ) في الجمع لاتحاد الجنس، وكذلك الحال في (الأَرضِ).

تعليق على الجواب (3)
إني أسأل عن بغية المعرفة عن أمر لغوي في القرآن الكريم، وهو ما جاء في قول الخالق عز وجل (( الحَجُّ أَشهُرٌ مَّعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلبَابِ )) (البقرة:197).
نلاحظ هنا أن جمع كلمة شهر جاء مؤنثا بدليل قوله تعالى (( الحَجُّ أَشهُرٌ مَّعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ )) والسؤال هو هل يصح أن أقول سبع أشهر لأن الأشهر اسم مؤنث، أم أقول سبعة أشهر لأن الشهر الواحد اسم مذكر؟ ولماذا أُنثت الأشهر هنا ولم نجد تأنيثا لكلمة شهر؟
الجواب:
ان ( معلومات ) في الاية المباركة جمع ( معلومة ) وواحد الاشهر هو شهر وهو مذكر, لكن الاشهر مشتملة على ساعات كثيرة فيجوز ان تكون ( معلومات ) وصفا لتلك الساعات التي تشتمل عليها الاشهر, واما تنكير ( معلومات ) فهو لاجل التفخيم وهذا الاسلوب مستعمل في كلام العرب كقوله تعالى (( كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعدُودَاتٍ... )) (البقرة:183-1844) فأيام جمع يوم وهو مذكر, ولكن معدودات هو جمع ( معدودة) بلحاظ ساعات تلك الايام .





السؤال: فائدة الآية المنسوخة
ما الفائدة من الآية المنسوخة ؟
الجواب:
يتضح الجواب على سؤالكم الاول بعد بيان عدة نقاط :
النقطة الأولى : ما معنى النسخ ؟
أ- النسخ في اللغة : هو الاستكتاب, كالاستنساخ والانتساخ, وبمعنى النقل والتحويل, ومنه تناسخ المواريث والدهور, وبمعنى الإزالة, ومنه نسخت الشمس الظل, وقد كثر استعماله في هذا المعنى في ألسنة الصحابة والتابعين فكانوا يطلقون على المخصص والمقيد لفظ الناسخ .
ب- النسخ في الاصطلاح : هو رفع أمر ثابت في الشريعة المقدسة بارتفاع أمده وزمانه, وسواء أكان من المناصب الإلهية أم من غيرها من الأمور التي ترجع إلى الله تعالى بما أنه شارع, وهذا الأخير كما في نسخ القرآن من حيث التلاوة فقط .
النقطة الثانية : هل وقع النسخ في الشريعة الاسلامية ؟
لا خلاف بين المسلمين في وقوع النسخ, فان كثيراً من أحكام الشرائع السابقة قد نسخت بأحكام الشريعة الاسلامية, وإن جملة من أحكام هذه الشريعة قد نسخت بأحكام أخرى من هذه الشريعة نفسها, فقد صرح القرآن الكريم بنسخ حكم التوجه في الصلاة إلى القبلة الأولى, وهذا مما لا ريب فيه .
النقطة الثالثة : أقسام النسخ في القرآن :
1- نسخ التلاوة دون الحكم :
وقد مثلوا لذلك بآية الرجم فقالوا : إن هذه الآية كانت من القرآن ثم نسخت تلاوتها وبقي حكمها, والقول بنسخ التلاوة هو نفس القول بالتحريف, ومستند هذا القول أخبار آحاد, وأخبار الآحاد لا أثر لها .
2- نسخ التلاوة والحكم :
ومثلوا لنسخ التلاوة والحكم معاً بما روي عن عائشة انها قالت : كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرّمن ثم نسخن بـ : خمس معلومات, فتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهن فيما يقرأ من القرآن .( صحيح مسلم : كتاب الرضاع ح 2634 ) . والكلام في هذا القسم كالكلام على القسم الأول بعينه .
3- نسخ الحكم دون التلاوة :
وهذا القسم هو المشهور بين العلماء والمفسرين, وقد ألّف فيه جماعة من العلماء كتبا مستقلة, وذكروا فيها الناسخ والمنسوخ, وخالفهم في ذلك بعض المحققين, فأنكروا وجود المنسوخ في القرآن, وقد اتفق الجميع على إمكان ذلك, وعلى وجود آيات في القرآن ناسخة لأحكام ثابتة في الشرائع السابقة, ولأحكام ثابتة في صدر الاسلام .
النقطة الرابعة : ما الفائدة من الآية المنسوخة ؟
سئل الامام علي (عليه السلام) عن الناسخ والمنسوخ ؟ فقال : ( ان الله تبارك وتعالى بعث رسوله (صلى الله عليه وآله) بالرأفة والرحمة, فكان من رأفته ورحمته أنه لم ينقل قومه في أول نبوته عن عادتهم حتى استحكم الاسلام في قلوبهم وحلّت الشريعة في صدروهم, فكان من شريعتهم في الجاهلية أنّ المرأة إذا زنت حبست في بيت وأقيم بأودها حتى يأتيها الموت, وإذا زنى الرجل نفوه من مجالسهم وشتموه وآذوه وعيّروه ولم يكونوا يعرفون غير هذا .
فقال الله تعالى في أول الاسلام : (( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم ... فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفيهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا * واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فان تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إنّ الله كان تواباً رحيما )) (النساء 15 ـ 16) .
فلما كثر المسلمون وقوي وأستوحشوا أمر الجاهلية أنزل الله تعالى : (( الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة ... )) (النور :2), فنسخت هذه الآية آية الحبس والأذى .
يظهر من هذه الرواية أن هناك مصلحة إلهية اقتضت تغيير الحكم تدريجياً .
ومنها : بيان عظمة وقدرة الباري عزوجل على تغيير الحكم مع وجود مصلحة موقتة في كلا الحكمين, ولكن في الحكم الأول كانت مصلحة موقتة, وفي الحكم الثاني كانت المصلحة دائمية, وكلا المصلحتين كانتا بنفع المؤمنين .
ومنها : اظهار بلاغتها وإعجازها وغير ذلك .


السؤال: ماهي الآيات المنسوخة
كم هو عدد الناسخ والمنسوخ, وما هي تلك الايات؟

الجواب:
بالنسبة إلى الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، فقد بالغ أبو جعفر النحاس وعدها (138) آية منسوخة.
وجاء السيد الخوئي بـ (36) آية مما أدعي فيها النسخ وأنكر صحة نسبة النسخ لها سوى آية واحدة قال بثبوت نسخها وهي آية النجوى ، فراجع لمزيد من الإيضاح في كتاب (البيان في تفسير القرآن) للسيد الخوئي تحت عنوان النسخ في القرآن.





السؤال: أم الكتاب
ما أم الكتاب؟ هل هي بنفسها الإمام المبين و الكتاب المكنون و اللوح المحفوظ و الكتاب المبين ومحكمات القرآن و أمير المومنين و الأئمة عليهم أفضل الصلوة ؟
الجواب:
نعم، ان المعاني التي ذكرتموها يطلق عليها أم الكتاب على بعض الأقوال, فالنذكر المعاني مع الأقوال :
1- الإمام المبين:
ورد في (تفسير الصافي/ للفيض الكاشاني 4 / 246) ما نصه : في المجمع أن بني سلمة كانوا في ناحية من المدينة, فشكوا الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد منازلهم من المسجد والصلاة معه, فنزلت الآية (( وكل شيء احصيناه في إمام مبين )) قيل : يعني اللوح المحفوظ, والقمي يعني في كتاب مبين .
فعلى هذا القول الذي نقله الفيض الكاشاني, أن الإمام المبين هو اللوح المحفوظ .
وقد ذكرنا في معنى اللوح المحفوظ أنه أم الكتاب, إذن فالإمام المبين هو أم الكتاب .
وورد في (تفسير الميزان/ للسيد الطباطبائي 17 / 66) ما نصه : والمراد بكتابة ما قدموا وآثارهم, ثبتها في صحائف أعمالهم وضبطها فيها, بواسطة كتبة الأعمال من الملائكة, وهذه الكتابة غير كتابة الأعمال وإحصائها في الإمام المبين, الذي هو اللوح المحفوظ .
فيرى السيد الطباطبائي, أن الإمام المبين هو اللوح المحوظ, والنتيجة كسابقه أي : أن الإمام المبين هو أم الكتاب .
2- الكتاب المكنون :
قال العلامة الطباطبائي في (تفسير الميزان 3 / 54) ما نصه : ثم إنه تعالى قال: (( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون )) (الواقعة: 799) ولا شبهة في ظهور الآيات في أن المطهرين من عباد الله هم يمسّون القرآن الكريم الذي في الكتاب المكنون والمحفوظ من التغير ومن التغير تصرف الاذهان بالورود عليه والصدور منه, وليس هذا المس إلا نيل الفهم والعلم, ومن المعلوم أيضا أن الكتاب المكنون هذا هو أم الكتاب المدلول عليه بقوله : (( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )) وهو المذكور في قوله : (( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )) .
فيرى السيد الطباطبائي أن الكتاب المكنون هو أم الكتاب .
3- اللوح المحفوظ :
ورد في (تفسير مجمع البيان/ للشيخ الطبرسي 3 / 402), في تفسير هذه الآية ما نصه : (( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول )) من القرآن (( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق )) أي : لمعرفتهم بأن المتلو عليهم كلام الله, وأنه حق (( يقولون ربنا آمنا )) أي : صدقنا بأنه كلامك أنزلته على نبيك (( فاكتبنا )) أي : فاجعلنا بمنزلة من قد كتب ودوّن .
وقيل : فاكتبنا في أم الكتاب, وهو اللوح المحفوظ (( مع الشاهدين )) أي : مع محمد وأمته الذين يشهدون بالحق, عن ابن عباس.
فعلى هذا القول الذي نقله الشيخ الطبرسي, أن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ .
4- الكتاب المبين:
ورد في (تفسير نور الثقلين/ للشيخ الحويزي 4 / 623) ما نصه : عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال : كنت عند أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إذ أتاه رجل نصراني فقال : إني أسئلك أصلحك الله فقال : سل, فقال : أخبرني عن كتاب الله الذي أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله) ونطق به ثم وصفه بما وصفه فقال : (( حم * والكتاب المبين * إنا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منزلين )) ما تفسيرها في الباطن ؟ فقال : أما حم فهو محمد (صلى الله عليه وآله), وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه, وهو منقوص الحروف, وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وأما الليلة ففاطمة (صلوات الله عليها) ...
فالكتاب المبين هو أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ), وعلي هو أم الكتاب, إذاً يمكن أن يقال : أن الكتاب المبين هو أم الكتاب .
قال العلامة الطباطبائي في (تفسير الميزان 17 / 70) : لا مانع من أن يرزق الله عبدا وحده, وأخلص العبودية له العلم بما في الكتاب المبين, وهو (عليه السلام) سيد الموحدين بعد النبي (صلى الله عليه وآله) .
5- محكمات القرآن أو الآيات المحكمات, اطلق عليها المولى عز وجل أنها أم الكتاب في قوله : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب وأخر متشابهات ... )) (آل عمران: 7).
6- الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من ولده :
ذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : أنا والله الإمام المبين, أبين الحق من الباطل, وورثته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) (تفسير القمي 2 / 212) .
فعلي (عليه السلام) إمام مبين, والإمام المبين هو أم الكتاب, إذاً يمكن أن يقال : أن علياً (عليه السلام) هو أم الكتاب .
وفي (أصول الكافي) بسنده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : (( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب )) ـ قال : أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) ـ (( وأخر متشابهات )) ـ قال : فلان وفلان ـ (( فاما الذين في قلوبهم زيغ )) ـ أصحابهم وأهل ولايتهم ـ (( فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام). (نقلا عن تفسير نور الثقلين/ للشيخ الحويزي 1 / 312) .


تعليق على الجواب (1)
(( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب )) - قال : أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) - (( وأخر متشابهات )) - قال : فلان وفلان - (( فاما الذين في قلوبهم زيغ )) - أصحابهم وأهل ولايتهم....
اذن لماذا لم يقل هم ام الكتاب وليس هن لان هن مؤنث وهم مذكر وقال وأخر متشابهات ايضا مؤنت ولم يقل واخرين متشابهين.
الجواب:
التفسير المذكور هو من التفسير الباطن أو من التأويل والضمائر العائدة لا تعود إلى المعاني بل إلى الألفاظ, ونظير ذلك: الجبت والطاغوت فإنها وإن كانت مؤنثة لفظاً فمصداقها الخارجي ومعانيها مذكرة.
ومنها أيضاً دابة الأرض حيث ورد في الأخبار أن المقصود بها أمير المؤمنين(عليه السلام), فهي مؤنثة لفظاً والمعنى المقصود منها مذكر...




السؤال: كيفية تصحيح الآراء المختلفة في تفسير القرآن
نسمع كثيرا عن اختلاف أصحاب المذاهب الاربعة في تفاسير القرآن، مثل تفسير (الله الصمد) و محتوى التابوت الذي فيه آثار آل موسى وهارون. والمفسر يستشهد بهذه الآراء المخلتفة على انها صحيحة. سألت بعض المشايخ فلم أرى جواباً شافياً. أرجو اعطاء بعض التفصيل
الجواب:
. إن أصحاب المذاهب الأربعة يجتهدون بآرائهم واختلافهم يكون اختلاف بين مجتهدين ، وهذا بخلاف أقوال الأئمة (سلام الله عليهم) ، فانهم معصومون يستقون العلم من أصل أصيل ، وعليه فإذا وجد اختلاف في رواياتهم في تفاسير القرآن ، فهنا تجري عدّة مراحل : 1 ـ ملاحظة الأسانيد أولاً ، ليعمل بالصحيح المروي عنهم . 2 ـ بعد التسليم بصحة الاسانيد ، فان الاختلاف في تفاسير القرآن محمول على تعدّد معاني هذه الآيات ، وأن للقرأن عدّة بطون ولكل بطن بطون … وأمّا التابوت الذي فيه آثار موسى ، فبعد التسليم بصحة أسانيد كلّ ماورد من روايات في محتوى التابوت ، فلعلّ أن كلّ رواية ناظرة إلى قسم من محتويات التابوت ، والجمع فيما بينها يعطينا نظرة عن محتويات التابوت






السؤال: الفرق بين التدبر والتفسير والتأويل
ما هو الفرق بين التدبر في القرآن والتفسير والتأويل، وما هو التفسير المنهي عنه في روايات أهل البيت عليهم السلام ؟
الجواب:
إنّ التدبّر هو: الوقوف عند الآيات والتعمّق وأخذ العبر للعمل بها، فهو في الواقع ناتج عن التفسير والتأويل الصحيحين.
أمّا التفسير في الاصطلاح هو: كشف الغوامض والأستار عن ظاهر القرآن بمعونة شرح الالفاظ والتفقّه في موارد اللغة واستنتاج المفاهيم والمعاني، خصوصاً بمراجعة المأثور من كلام المعصومين (عليهم السلام) على الأخصّ في مجال تمييز المتشابهات عن المحكمات وبيان المراد منها.
أمّا التأويل فهو في الحقيقة: تطبيق المفاهيم والآيات في الخارج، أي تعيين المصاديق الخارجيّة لمعاني الآيات. فالتأويل الصحيح يترتّب من ناحية المعنى على التفسير الصحيح. ولا يخفى انّ التأويل الصحيح لا مجال للوصول اليه إلاّ من طريق الوحي وكلام المعصومين (عليهم السلام).
وأمّا التفسير المنهي عنه في كلام أهل البيت (عليهم السلام) فهو: اظهار معان خاصّة تناقض كلام الوحي والعصمة اعتماداً على آراء وأهواء، والذي يسمى بالتفسير بالرأي؛ إذ لا يعقل ان يكون تفسير آية ـ مثلاً ـ على خلاف باقي الآيات أو نقيض كلام الرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) فانّها كلّها نزلت من مبدأ واحد فلا بدّ من التوحيد.



السؤال: المقصود من تفسير القرآن بالرأي
قرأت في أكثر من مصدر روايات تنهى عن التفسير بالرأي ( من فسر القرآن برأيه فاليتبوأ مقعده من النار ) ممكن لو توضحوا لي ما المقصود هنا بالتفسير بالرأي ؟ ولماذا نهي عنه بهذه الدرجة ؟
الجواب:
هناك احتمالات ثلاثة في معنى (التفسير بالرأي) الذي يكون موضوعاً للنهي عنه الوارد عن المعصومين (عليهم السلام)الاحتمال الأول: أنّ المراد من التفسير بالرأي, هو أنْ يفسر الأنسان النص القرآني اعتماداً على رأيه وذوقه الشخصي في مقابل الفهم العام للقرآن المتمثل بالظهور العرفي والذي يعتمد على القرائن الخاصة باللفظ أو المعنى وغير ذلك. وتوضيح ذلك: أنّ علماء الاصول يذكرون أنّ ظهور الكلام يمكن أنْ يكون على نحوين:
النحو الأول: (الظهور النوعي): وهو أنْ يكون ظهور الكلام ظهوراً قائماً لدى العرف العام ويفهمه (نوع الناس وعامتهم)
النحو الثاني: (الظهور الشخصي) وهو الفهم الذي يختص به شخص ما من الناس والذي يعتمد عادة على الظروف الذهنية والنفسية والذوقية لذاك الانسان, حيث تجعله تحت تأثيرات معينه بحيث يفهم من الكلام معنىً خاصاً لا يفهمه غيره من الناس.
وهذا النحو من الفهم للقرآن الكريم وهو الفهم الشخصي له والمعتمد على الظهور الشخصي لدى المفسر هو تفسير القرآن بالرأي وهو التفسير المنهي عنه, مثل تفسير المتصوفة أو بعض أصحاب العقائد الفاسدة الذين لهم ذهنيات ومصطلحات خاصة تكونت ضمن ثقافتهم, ويفسرون القرآن على أساس تلك التصورات والمصطلحات.الاحتمال الثاني: أنْ يكون النهي الوارد على لسان الرسول (ص) عن التفسير بالرأي هو معالجة لظاهرة برزت في زمن الرسول (ص) في تفسير القرآن وبشكل محدد, ثم تطورت وبشكل واسع حتى تكونت على أساسها مدارس في المجتمع الإسلامي.
حيث ورد النهي آنذاك عن البحث في تفسير الآيات العقائدية أو التاريخية تأثراً بالديانات السابقة, وفلسفاتها, وتأريخها كاليهودية والنصرانية والبوذية وغيرها, الأمر الذي أدى الى ابتعاد بعض المسلمين عن المفاهيم القرآنية.
ونتيجة لذلك, فقد حاول بعض المسلمين الاوائل أنْ يفرضوا مثل هذه الآراء على القرآن ويفسروه بها على خلاف مضمونه ومعناه الصحيح, متأثرين في ذلك بالمتبنيات الذهنية والفكرية والعقائدية المسبقة على القرآن ((وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه))[البقرة:75], (( يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ))[النساء:46].
ولا شك انّ هذا النوع من التفسير يختلف عن تفسير القرآن على أساس العقائد المستنبطة من القرآن نفسه.الاحتمال الثالث: وهو المعنى الذي ينسجم مع معنى (الرأي) في (مدرسة الرأي) في الفقه الإسلامي, ففي الفقه الإسلامي يوجد اتجاهان في (الاستنباط):
أحدهما: الإتجاه الذي يعتمد في الاستنباط وفهم الحكم الشرعي على القرآن وسنة المعصوم (ع) باعتبارهما, المصدرين الاساسيين واليهما يرجع (العقل) و (الاجماع) أيضاً.
والآخر: اعتماد الفقيه في إستنباط الحكم الشرعي ـ اذا لم يجد نصاً يدل عليه في الكتاب والسنة ـ على (الاجتهاد) و (الرأي) بدلاً من النص, و(الاجتهاد) هنا يعني الرأي الشخصي للفقيه, مثل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وغيرها.
وحينئذ يكون (الاجتهاد) دليلاً من أدلة الفقه ومصدراً من مصادره إضافة الى الكتاب والسنة.
وقد نادت بهذا المعنى للاجتهاد مدارس كبيرة في الفقه السني, وقامت منذ أواسط القرن الثاني مدرسة فقهية كبيرة كانت تحمل اسم مدرسة (الرأي والاجتهاد), حيث أنه لم يصح لدى أبي حنيفة صاحب هذه الدروس إلا عددٌ محدود من الاحاديث قيل: إنها دون العشرين.
وقد انتقد الأئمة (عليهم السلام) هذه المدرسة واتجاهها انتقاداً شديداً, وقد يشكل هذا الانتقاد الشديد للأئمة (عليهم السلام) قرينة على أن المراد من (التفسير بالرأي المنهي عنه هو (الرأي) في هذه المدرسة باعتبار أنها تشكل اتجاهاً خطيراً في الفكر الاسلامي, لا من ناحية النتائج التي انتهت إليها فقهياً فقط, وانما باعتبار الاتجاه والطريق الخاطيء الذي إنتهجته في عملية الاستنباط والمعتمد بالأساس على القياس والاستحسان والمصالح المرسلة, وما أشبه ذلك من قضايا مرجعها الى الرأي والتي تنتهي في نهاية المطاف الى انحراف خطير في فهم القرآن والسنة. (علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم)





السؤال: سبب نزول القرآن الكريم
ماهو سبب نزول القرآن الكريم ؟
الجواب:
1- سبب نزول القرآن الكريم واضح, وهو يتمثل في عدة جهات منها: إثبات نبوة النبي محمد (ص) إذ كان القرآن الكريم هو معجزته (ص) الخالدة وبه تحدى قومه والأجيال اللاحقة.
2- كونه دستور هداية للبشرية جمعاء, يرسم لهم الخطوط العريضة لعقيدتهم وما يصلحهم في حياتهم ودينهم.
3- تعضيد إمامة الأئمة من آل البيت (ع) للزوم وجود قيّم في كل زمان يبين للأمة علوم القرآن المختلفة من محكم ومتشابه ومجمل ومبين ومطلق ومقيد وخاص وعام وناسخ ومنسوخ, وكان هذا الدور واضحاً للأئمة (ع) في القرنين الأولين من تاريخ الإسلام.



السؤال: مراحل نزول القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحيه طيبه وبعد ..كيف نزل القرآن الكريم ؟ وما هي المراحل التي استغرقها نزوله ؟ وهل نزل جملة واحدة على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم نزل على فترات متباعدة ؟وهل نحن الشيعة نعتقد كما يعتقد أهل السنة والجماعة بأن القرآن الكريم نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بفترات متباعدة و لم ينزل جملة واحدة ؟أتمنى أني أجد منكم الإجابة الوافية ومع الأدلة القاطعة ومن كتب الطرفين إن كنا نختلف معهم بالرأي .
الجواب:
لا شك أن القرآن نزل تدريجاً ، وأن آياته تتابعت طبق المناسبات والظروف التي كانت تمر بها الرسالة الألهية في مسيرتها تحت قيادة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد لمحت إلى هذا النزول التدريجي للقرآن الآية الكريمة : (( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ))[الإسراء:106] ، وقوله تعالى : (( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ...))[الفرقان:32] . ومع ذلك فان هناك نصوصاً قرآنية تشير إلى دفعية النزول القرآني ، على ما يفهم من ظاهرها ، وذلك كما في الآيات المباركة التالية : قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ))[البقرة:185] ، وقال تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ))[الدخان:3] ، وقال تعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ))[القدر:1] . وقد اختلف الباحثون في وجه الجمع بين الأمرين ، وقد ذكروا في ذلك آراء ونظريات ، نذكر فيما يلي أهمها : النظرية الأولى : وهي التي تعتبر للقرآن نزولين . النزول الأول إلى البيت المعمور ، أو بيت العزة ـ حسب بعض التعابير ـ وهذا هو النزول الدفعي الذي أشارت إليه بعض الآيات السابقة. والنزول الثاني على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالتدريج ، وطيلة المدة التي كان يمارس فيها مهمته القيادية في المجتمع الإسلامي . وقد خالف المحققون من علماء القرآن هذا الرأي ، ورفضوا النصوص التي وردت فيها ، ورموها بالضعف والوهن ، وأقاموا شواهد على بطلانه . وأهم ما يرد على هذه النظرية يتلخص في شيئين :1 ـ ورود الآيات القرآنية في بعض المناسبات الخاصة ، بحيث لا يعقل التكلم بتلك الآية قبل تلك المناسبة المعينة .2 ـ عدم تعقل فائدة النزول الأول للقرآن من حيث هداية البشر ، فلا وجه لهذه العناية به في القرآن والاهتمام به . النظرية الثانية : ان المراد من إنزاله في شهر رمضان ، وفي ليلة ابتداء القدر منه ابتداء إنزاله في ذلك الوقت ، ثم استمر نزوله بعد ذلك على الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بالتدريج ووفقا للمناسبات والمقتضيات . ويبدو أن هذا الرأي هو الذي استقطب أنظار الاغلبية من محققي علوم القرآن والتفسير ، نظراً إلى كونه أقرب الآراء إلى طبيعة الأمور ، وأوفقها مع القرائن وظواهر النصوص القرآنية ، فان القرآن يطلق على القرآن كلّه كما يطلق على جزء منه ، ولذلك كان للقليل من القرآن نفس الحرمة والشرف الثابتين للكثير منه .وتأييداً لهذه الفكرة ، فإننا نحاول الأستفادة من التعابير الجارية بين عامة الناس حين يقولون مثلا : سافرنا إلى الحج في التاريخ الفلاني ، وهم لا يريدون بذلك إلا مبدأ السفر ، أو : نزل المطر في الساعة الفلانية ، ويقصد به ابتداء نزوله ، فإنه قد يستمر إلى ساعات ، ومع ذلك يصح ذلك التعبير . ولابد أن نضيف على هذا الرأي إضافة توضيحية ،و هي : أن المقصود من كون ابتداء النزول القرآني في ليلة القدر من شهر رمضان ليس ابتداء الوحي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لانه كان لسبع وعشرين خلون من رجب ـ على الرأي المشهور ـ وكانت الآيات التي شعت من نافذة الوحي على قلب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لأول مرة هي : (( إقرا باسم ...))[العلق] ، ثم انقطع الوحي عنه لمدة طويلة ، ثم ابتدأ الوحي من جديد في ليلة القدر من شهر رمضان ، وهذا الذي تشير إليه الآية المباركة ، واستمر الوحي عليه ( صلى الله عليه وآله ) حتى وفاته . وبما أن هذا كان بداية استمرار النزول القرآني فقد صح اعتباره بداية لنزول القرآن .النظرية الثالثة : وهي النظرية التي اختصّ بها العلاّمة الطباطبائي ، وهي تمثل لوناً جديداً من ألوان الفكر التفسيري انطبعت بها مدرسة السيد الطباطبائي في التفسير . وهذه النظرية تعتمد على مقدمات ثلاث تتلخص فيما يلي :11 ـ هناك فرق بين ( الإنزال ) و ( التنزيل ) ، والإنزال إنما يستعمل فيما إذا كان المنزل أمراً وحدانياً نزل بدفعة واحدة ، والتنزيل إنما يستعمل فيما إذا كان المنزل أمرا تدريجياً ، وقد ورد كلا التعبيرين حول نزول القرآن : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ))[الدخان:3] ، (( ونزلناه تنزيلا ))[الإسراء:106] .والتعبير بـ ( الإنزال ) إنما هو في الآيات التي يشار فيها إلى نزول القرآن في ليلة القدر ، أو شهر رمضان بخلاف الآيات الأخرى التي يعبر فيها بـ ( التنزيل ) .2 ـ هناك آيات يستشعر منها أن القرآن كان على هيئة وحدانية ، لا أجزاء فيها ولا أبعاض ، ثم طرأ عليه التفصيل والتجزئة ، فجعل فصلا فصلا وقطعة قطعة ، قال تعالى : (( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) [هود:1]. فهذه الآية ظاهرة في أن القرآن حقيقة محكمة ، ثم طرأ عليها التفصيل والتفريق بمشيئة الله تعالى ، والاحكام الذي يقابل التفصيل هو وحدانية الشيء وعدم تركبه وتجزئه .3 ـ هناك آيات قرآنية تشير إلى وجود حقيقة معنوية للقرآن غير هذه الحقيقة الخارجية اللقيطة ، وقد عبر عنها في القرآن بـ ( التأويل ) في غير واحدة من الآيات ، قال تعالى : (( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين * بل كذبوا بمالم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ))[يونس:38،39] ، وقال تعالى : (( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله ... ))[الأعراف:52] .فالتأويل على ضوء الاستعمال القرآني هو الوجود الحقيقي والمعنوي للقرآن ، وسوف يواجه المنكرون للتنزيل الالهي تأويله وحقيقته المعنوية يوم القيامة . واستنتاجاً من هذه المقدمات الثلاث ، فللقرآن إذن حقيقة معنوية وحدانية ليست من عالمنا هذا العالم المتغير المتبدل ، وإنما هي من عالم أسمى من هذا العالم ، لا ينفذ إليه التغير ولا يطرأ عليه التبديل . وتلك الحقيقة هو الوجود القرآني المحكم الذي طرأ عليه التفصيل بإرادة من الله جلّت قدرته ، كما أنه هو التأويل القرآني الذي تلمح اليه آيات الكتاب العزيز . وإذا آمنا بهذه الحقيقة فلا مشكلة اطلاقا في الأيات التي تتضمن نزول القرآن نزولاً دفعياً في ليلة القدر وفي شهر رمضان ، فإن المقصود بذلك الإنزال هو هبوط الحقيقة المعنوية للوجود القرآني على قلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وانكشاف ذلك الوجود التأويلي الحقيقي للقرآن أمام البصيرة الشفافة النبوية ، فان هذا الوجود المعنوي هو الذي يناسبه الإنزال الدفعي ، كما أن الوجود اللفظي التفصيلي للقرآن هو الذي يناسبه ( التنزيل ) التدريجي . وليس المقصود ممّا ورد من روايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) حول النزول الأول للقرآن في البيت المعمور إلا نزوله على قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنه هو البيت المعمور الذي تطوف حوله الملائكة ، وقد رمز اليها الحديث بهذا التعبير الكنائي . وهذه النظرية مع ما تتصف به من جمال معنوي لا نجد داعياً يدعونا إلى تكلفها ، كما لا نرى داعياً يدعونا إلى محاولة نقضه وتكلّف ردّه ، فليست النظرية هذه تتضمن أمراً محالاً ، كما لا لزوم في الأخذ بها بعد أن وجدنا لحل المشكلة ما هو أيسر هضماً وأقرب إلى الذهن




السؤال: الاختلاف في أسباب النزول
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
لدي سؤال يخص الرواة لماذا في بعض الاحيان عندما نقراء سبب نزول الايات يكون فيها اختلاف مع العلم انها ماخوذه من علم اهل البيت ومن رسول الله (ص) مثلا العلامة الطباطبائي والمجلسي بغض النظر عن ثوابت بعض الايات كالمباهلة
الجواب:
الاختلاف في أسباب النزول لو كان موجوداً في الكتب المعتبرة فإن سببه الرواة عن أهل البيت (عليهم السلام) فقد يخطأ الرواة،وقد يأخذون ممن يضع الحديث لمصلحة ما, وما موجود من أسباب النزول في كتب التفاسير ليس مرجعه دائماً إلى أهل البيت (عليهم السلام) ، فقد تذكر الروايات ويكون الراوي لسبب النزول هو أحد الصحابة من غير أهل البيت (عليهم السلام) ، ومثل هكذا أشخاص يمكن أن يخطأوا في تشخيص ذلك.




السؤال: الفائدة من إظهار الامام الحجة (عجل الله فرجه) لمصحف الامام علي (عليه السلام)
توجد هناك بعض الروايات لدينا نحن الشيعة بأن الإمام القائم (عجل الله تعالى فرجه) سيخرج و معه مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) و الذي لا يختلف عن قرآننا هذا سوى أن الآيات مرتبة كما في نزولها ووجود بعض التوضيحات التي دونها من الرسول ( ص) .
أما السؤال فهو : ما الفائدة من خروج الإمام (عج ) بهذا القرآن الغير مختلف عن قرآننا الحالي ؟ و ماذا نستفيد من ترتيب الآيات حسب نزولها ؟ ووفق نص حديث الثقلين الذي ينص على أن القرآن الكريم لن يفترق عن أهل البيت (ع) فكيف يكون القرآن موجود بيننا و الإمام إلى الآن غائب ؟ ألا يستلزم أن القرآن الذي بين أيدينا غير القرآن الذي لدى أهل البيت (ع) ؟
. . .
الجواب:


إن مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يختلف عن قرآننا، إلا أن فيه تفسير وتأويل للآيات القرآنية، وان فيه المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد وأسباب النزول، وان الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عندما يظهر ذلك المصحف انما يظهر كل تلك المعاني والتفاسير التي هي غائبة عن الناس قبل ظهوره يظهرها من ذلك المصحف، ولا يخفى ما لاظهار تلك المعاني والتفاسير من فائدة لفهم الكثير من الحقائق التي لم يأن الأوان لاظهارها اضافة للمعلومات التي سنعرفها والتي تدرس في علوم القرآن.
ثم إن ما في مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) من تغير في ترتيب السور والآيات كما يظهر من بعض الروايات فائدة في معان أخرى للآيات القرآنية لا تتم الا بذلك الجمع، وهذا لا يتعارض مع ما موجود عندنا من معان للقرآن على هذا الترتيب، لأن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) قد أقروا بصحة الاستفادة من هذا القرآن على ما هو عليه الآن وبهذا الترتيب, بل هي معان اضافية يظهرونها في وقتها كما يصرحون هم (عليهم السلام) بذلك بقولهم: (هذا عطاءنا فامنن او امسك بغير حساب).
وعدم الافتراق الذي نقوله للإمام مع القرآن لا يعني عدم الافتراق المكاني! فان هذا الافتراق حاصل منذ أول يوم جمع فيه القرآن على شكل مصحف، فكم مرة يكون الإمام في مكان وكتاب القرآن في مكان آخر!
وانما عدم الافتراق الذي نقوله: ان أعمال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) لا تخالف مع مضامين القرآن الكريم، فكل عمل يصدر منهم هو مطابق للقرآن وكل ما في القرآن هم ممن عمل به وصدقه وامن به، وهو معنى العصمة الذي نستفيده من الملازمة.
اضافة الى أن فيه معنى آخر يظهر من تفسير آية (( لا يمسه الا المطهرون )) (الواقعة:79).






السؤال: هل كان أول كتابته منقط
تشتمل بعض كتب الامامية لحديث عن الامام علي عليه السلام يقول فيه عن نفسه بأنه قادر على أن يفسر النقطه تحت الباء في بسم الله الرحمن الرحيم بحمل بعير...
هل كان القرآن منقط وقت ذاك؟
الجواب:
الرواية تقول لو طويت لي الوسادة لقلت في البسملة حمل بعير (أو أربعين بعير)، وهي رواية غير مسندة ولا نستطيع تصحيحها سنداً . وأما دلالة فليس ممتنع من باب مدينة العلم الكتابة في البسملة هذا المقدار وأكثر لولا الانشغال.
وأما مسألة النقطة التي تحت الباء، فقد وردت بعض روايات المؤرخين كابن النديم وحاجي خليفة بأن من وضع الحروف العربية ثلاثة أخوة من طي وفيها ، وأحدهم وضع التشكيل والتنقيط، فعلى هذا الرأي فإن التنقيط متعارف في الجاهلية وقبل نزول القرآن، ولكن كتابة القرآن بحروف لم تكن منطقة وأدخل التنقيط والتشكيل فيه على يد أبي الأسود الدؤلي، ومن بعده تلميذه ويسمى الاعجام، ويشهد له قول ابن منظور في (لسان العرب ج12 ص 248): رقم: الرقم والترقيم: تعجيم الكتاب. ورقم الكتاب يرقمه رقما: أعجمه وبينه. وكتاب مرقوم أي قد بينت حروفه بعلاماتها من التنقيط .




السؤال: من كتب الوحي في شعب أبي طالب
معروف إن خلال مدة المقاطعة والتي دامت ثلاث سنين في شعب أبي طالب لم ينقطع الوحي من النزول، ولم يكن من كتّاب الوحي سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولم يكن في الشعب أحد من الصحاب المصنفين من كتاب الوحي
السؤال : من كتب الوحي خلال تلك السنين الثلاث وماذا نزل من الذكر الحكيم خلال تلك المدة المهمة
وهل نزلت آيات بخصوص تلك الفترة ومعانات أصحابها...
الجواب:
الجواب يتم برسم أمور :
1- ان أمير المؤمنين (ع) كان يكتب الوحي من بدء نزوله , وقد كتب القرآن كله بإملاء رسول الله (ص), قال (ع) : (فما نزلت على رسول الله (ص) آية من القرآن إلا ّ اقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها )(الكافي 62:1) , وغيرها عنه كثير بنفس المضمون , وهي صريحة في أن أمير المؤمنين (ع) كتب الوحي كله , وهو يشمل القرآن النازل في الشعب قطعاً.
وأما هل كتب غيره الوحي النازل في الشعب؟ فليس عندنا نص على أحد غيره فلا نستطيع الإثبات كما لا نستطيع النفي , فإن الأمر يعرف من الأخبار , وليس لنا القطع الإ بأن علياً (ع) قد كتب الوحي في الشعب خاصة ، وأن من نص المحققين على أنه من كتاب الوحي لم يكن أحد منهم موجوداً في شعب أبي طالب سنين المحاصرة , فلاحظ.
2- لقد نزلت في تلك الفترة الآيات الدالة على معجزة شق القمر , لأن المعجزة حدثت في تلك الفترة , وإن كان الأظهر أن هناك آيات أخر غيرها .
ولم نعثر على آيات نقل المفسرون أنها تذكر أيام الحصار في الشعب أو تشير إليها , ولعل الأمر يحتاج إلى تقص كامل





السؤال: مجيء القرآن يوم القيامة
ما هو مصدر الحديث " ان القرآن يأتي يوم القيامة على هيئة شاب وسيم يشع لاصحابه يوم القيامة "
هل هو حديث صحيح، ما هو سند هذا الحديث وقوله تعالى " خالق كل شيء " ؟

الجواب:
لم نجد لهذا الحديث بهذا اللفظ أي مصدر ولكن ورد الحديث بألفاظ متقاربة منها:
أ ـ عن سعد الخفاف عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : يا سعد تعلموا القرآن فانّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة, نظر إليها الخلق. (ذكر الحديث في شرح أصول الكافي 11/3, والوسائل ج6/165 , والبحار 7/131)، وسند الرواية ضعيف.
ب ـ عن الفضل بن يسار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون.... (الكافي باب فصل القرآن 2/603)، وسند الرواية صحيح.
هذا فيما يخص روايات أهل البيت (عليهم السلام).
وأما روايات أهل السنة فمنها:
أ ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). وهي رواية صحيحة (على مبنى أهل السنة) رواها (مسلم في صحيحه 2 /117, ابن حبان في صحيحه 1/322 ,والطبراني في المعجم الكبير 8/118, وفي المعجم الأوسط 3/156, وفي مسند الشاميين 4/106).
ب ـ عن يحيى بن أبي كثير قال: بلغني أنّ القرآن يأتي يوم القيامة في صورة الشاحب... (رواه المحدث عبد الرزاق الصنعاني في كتابه المصنف 3/374)، وهي رواية ضعيفة ــ بحسب مبنى أهل السنة ــ لأنها مرسلة.





السؤال: روايات رجم الشيخ والشيخة , هل هي منسوخة التلاوة؟!
ورد في الكافي الجزء السابع عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبدِ اللهِ (عَلَيهِ السَّلام) الرَّجمُ فِي القُرآنِ قَولُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا زَنَى الشَّيخُ وَالشَّيخَةُ فَارجُمُوهُمَا البَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهوَةَ .وفي من لا يحضره الفقيه روى هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: (قلت لابى عبدالله عليه السلام: في القرآن رجم؟ قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: (الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة (من لا يحضره الفقيه ج4).
وقال شيخ الطائفة الطوسي قدس سره في كتب التبيان في تفسير القران الجزء الاول ولا يخلو النسخ في القرآن من أقسام ثلاثه : احدها نسخ حكمه دون لفظه والثاني ما نسخ لفظه دون حكمة ، كآية الرجم فان وجوب الرجم على المحصنة لا خلاف فيه ، والآية التي كانت متضمنة له منسوخة بلا خلاف وهي قوله : ( والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البته ، فانهما قضيا الشهوة جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) ).
سؤالي : هل يعتقد الشيعه الاماميه بنسخ التلاوه وان لم يعتقدوا ما رايكم في هذه الاحاديث؟.
الجواب:
الجواب يتضح من خلال بيان المقدمات التالية:
المقدمة الأولى: انّ القرآن الكريم كما أنّ أصله يحتاج إلى التواتر في إثباته كما هو معروف ومقطوع به, كذلك نسخه يحتاج الى تواتر برفعه.
المقدمة الثانية: المتفق عليه بين السنة والشيعة انّ كل آية من آيات القرآن لا تثبت بخبر الآحاد, حتى لو كان الخبر صحيحاً ما لم يبلغ حد القطع بصحته, بحيث أنهم ذكروا في مسائل تدوين القرآن أنّ الصحابي إذا أتى وحده بآية ما يطلب معه شاهد على تلك الآية وإنّ كان المتأخرون من السلفية قد خالفوا هذه القاعدة وقالوا بأن خبر الآحاد حجة في الأحكام العقائدية.
المقدمة الثالثة: إنّ الشيعة الإمامية متفقون على أنّ المسائل العقائدية لديهم لابد أنّ تكون ثابته عن طريق التواتر, وعليه فكل مسألة لها صلة بالعقيدة يجب أنّ تثبت بالتواتر المؤدية الى اليقين والقطع, وبما أنّ نصوص القرآن تدخل في العقيدة فلا بد أنْ تكون ثابتة بالتواتر أيضاً, وهذه الأحاديث وانْ سلّمنا بصحتها لكنها من أخبار الأحاد التي تفيد الظن لا القطع بحجيتها, وعليه فهي ليست من القرآن لكونها أخبار آحاد فضلاً عن كونها منسوخه التلاوة.
إذا اتضح ذلك, نقول:
انه لما كان القرآن الكريم هو ما بين الدفتين ثابت لا خلاف فيه, ظهرت جملة من الأحاديث بين الفريقين (السنة والشيعة) التي ظاهرها يؤول الى أنّ في القرآن زيادة في بعض آياته أو نقصاً أو ما شابه ذلك. ومن هنا تصدى العلماء لبيان حقيقة هذه الأحاديث وأجابوا عنها جملة, وتفصيلاً, غير أنّ بعض هذه الاجابات عن مثل هذه الأحاديث كانت في نظر المحققين من أهل العلم أنها تسيء الى القرآن بطريقة غير مباشرة!!
ومن هذه الاجابات, القول بفرضيه (نسخ التلاوة)، والتي مفادها أنّ ما جاء في الاحاديث من كلمات أو جّمل أو سور, إنما كان قرآناً, ولكن نسخت تلاوتها أي رفعت قرآنيتها, وإنْ بقي حكمها سارياً ولم ينسخ!!
وهي فرضية باطله حسب رأي المحققين لانها تتضمن الاعتراف بانّ المحذوفات كانت قرآناً, وإذا نسخت تلاوتها لم تنسخ أحكامها, مع أنّ الهدف من نزول الآية هو الحكم والمفروض أنّ النزول قد تحقق والحكم باق, فليس هناك أي معنى في (رفع التلاوة) (وانظر كلام ابن الخطيب المصري في الفرقان ص157، وكذا كلام الشيخ علي حسن العريض في كتابه فتح المنان في نسخ القرآن ص223ـ 230) وغيرهما.
وهذه النتيجة (أي بطلان فرضية نسخ التلاوة) تكاد تكون مما أجمع عليه العلماء الشيعة الإمامية كما هو واضح في كلمات المتأخرين، كالعلام الطباطبائي صاحب (تفسير الميزان) عند تفسيره لقوله تعالى: ((ما ننسخ من آية....))[البقرة:106]، والسيد أبو القاسم الخوئي (قدس) في كتاب (البيان في تفسير القرآن)، والشيخ والمظفر في (أصول الفقه)، وغيرهم.
نعم، يظهر من كلمات المتقدمين كالسيد المرتضى (قدس) والشيخ الطوسي (قدس) أنهما كانا يميلان إلى القول بالجواز!
ولكن بمجرد التأمل والفحص في كلماتهما يتضح لك أنهما كانا في معرض التنقيح والمناقشة لكل الآراء المطروحة من قبل علماء أهل السنة حول حقيقة النسخ وجوازه وما يدور حوله, فمالا إلى القول بجواز نسخ التلاوة، كحل وسط من بقية الحلول المطروحة لدفع الاشكال عن شبهة تحريف القرآن وما شابه ذلك. فليس قولهما بملزم لمن جاء بعدهما من الإمامية فضلاً عن جمهور المتأخرين منهم.
وعموماً فانّ هذه الاحاديث قد أعرض عنها علماؤنا مستندين في حكم الرجم الى قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (حددت بالقرآن ورجحت بالسنة). فلو كانت هذه الاحاديث ثابته لا إشكال فيها لكان الأولى بأمير المؤمنين(عليه السلام) أن يستند إليها لكونها من القرآن الكريم! ومن هنا كانت هنالك مجموعة من الاجابات عن هذه الأحاديث وهي قابلة للتأمل منها:
أولاً: انها من أخبار الاحاد حسب رأي السيد المرتضى (قدس) الذي لا يعمل بكل خبر آحاد.
الثاني: انها من أخبار الأحاد التي تفيد الظن فهي لا تعارض الاخبار القطعية التي تقول بثبوت القرآن وكونه خالياً من الزيادة والنقيصه وكل ما يؤدي الى القول بتحريفه.
الثالث: انها تحمل على التقية أو الالزام للمخالف.
الرابع: إننا نتوقف في تفسيرها لعدم معرفة ظروف الرواية كما أمرنا أئمتنا بذلك ويوكل أمرها إليهم.

تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وردت روايات فيها آية الرجم في بعض المصادر الفقهية الشيعية , و لعل الرواية مروية بعدة طرق :
بِإِسنَادِهِ عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ ع الرَّجمُ فِي القُرآنِ ‏قَولُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا زَنَى الشَّيخُ وَ الشَّيخَةُ فَارجُمُوهُمَا البَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهوَةَ ‏ الكافي ج : 7 ص : 177‏ وَ رَوَى هِشَامُ بنُ سَالِمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قُلتُ لِأَبِي عَبدِ اللَّهِ ع فِي القُرآنِ ‏رَجمٌ قَالَ نَعَم قُلتُ كَيفَ قَالَ الشَّيخُ وَ الشَّيخَةُ فَارجُمُوهُمَا البَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهوَةَ ‏ من‏لايحضره‏الفقيه ج : 4 ص : 26‏
1- أبي رحمه الله عن سعد بن عبد الله رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة لانهما قد قضيا شهوتهما . وعلى المحصن والمحصنة الرجم .
2- حدثنا محمد بن الحسن عن الحسن بن الحسن بن أبان عن اسماعيل بن خالد قال قلت لابي عبد الله عليه السلام : في القرآن الرجم ؟ قال : نعم ، قال الشيخ : والشيخ إذا زنيا فارجموهما البتة فانهما قد قضيا الشهوة.
المصدر: علل الشرائع لابن بابوية القمي ج 2 ص 540 طبع المطبعة الحيدرية بالنجف
3- الحسين بن سعيد عن ابن ابي عمير عن حماد عن الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام قال : إذا قذف الرجل امرأته فانه لا يلاعنها حتى يقول رأيت بين رجليها رجلا يزني بها ، وقال : إذا قال الرجل لامرأته لم أجدك عذراء وليس له بينة يجلد الحد ويخلى بينه وبين امرأته ، وقال : كانت آية الرجم في القرآن ( والشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا الشهوة ) قال : وسألته عن الملاعنة التي يرميها زوجها وينتفي من ولدها ويلاعنها ويفارقها ثم يقول بعد ذلك الولد ولدي ويكذب نفسه قال : أما المرأة فلا ترجع إليه ابدا ، وأما الولد فاني ارده إليه إذا ادعاه ولا ادع ولده ليس له ميراث ، ويرث الابن الاب ولا يرث الاب الابن يكون ميراثه لاخواله وان لم يدعه ابوه فان أخواله يرثونه ولا يرثهم ، وان دعاه احد يابن الزانية جلد الحد .
المصدر: تهذيب الأحكام الطوسي ج 8 ص 195 فعدا عن كون صدورها تقية من المعصوم عليه السلام
ما حال هذه الروايات من ناحية السند ؟
و هل هناك روايات أصح منها و أثبت ؟
هل عمل بعض علماء الشيعة بهذه الروايات , و أثبتوا نسخ التلاوة ؟
الجواب:
إن بعض الروايات التي ذكرتم هي صحيحة السند وكان ينبغي أن يفهم ذلك من الجواب فانه بشقوقه الأربعة مبني على صحة الرواية.
وهذه الروايات المذكورة هي كل ما ورد في هذا الموضوع وهي مخالفة للرواية المعروفة والمشهورة عن أمير المؤمنين(عليه السلام) عند الفريقين والتي تنص على أن الرجم ثابت بالسنة لا بالقرآن الكريم. فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لما أقام الحد على سراجة الهمدانية : (جلدتها بكتاب الله ورجمتها بسنة رسول الله(صلى الله عليه وآله))، واستدل بذلك فقهاء الفريقين ولم يدع مدع بأن آية الرجم في القرآن الكريم أو كانت في القرآن ثم نسخت تلاوة وبقي الحكم، أي لم يعمل أحد من علماء الفريقين بتلك الروايات التي ذكرتها أو التي برواية عمر في نفس المجال حين أراد إثبات آية الشيخ والشيخة في القرآن الكريم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولكن لم يوافقه أحد من الصحابة على ذلك فقال: (لولا أن تقولوا زاد عمر في كتاب الله لأثبت آية الرجم فيه)! وكأن القرآن بابه مفتوح لإبداء الرأي وإدخال الآيات أو إخراجها بحسب الاجتهاد والرأي وقبول الناس أو رفضهم لذلك ليس إلا!!
وبالتالي فهذه الاحاديث وكل أحاديث تخالف صريح القرآن الكريم أو لم تثبت بالتواتر فإنها ليست قرآناً قطعاً ولا تثبت شيئاً ، وخصوصاً مع وجود المعارض لها كما أوضحنا وكما هو الحال في كل ما ورد في التحريف أو النسخ وما إلى ذلك فلا يهم ذلك، وإن صحت الرواية سنداً فانها تبقى ظنية يتوفر الاطمئنان بذلك في ثبوتها وصدورها عن النبي(صلى الله عليه وآله) أو الأئمة (عليهم السلام) فتكون تلك الروايات أما شاذة أو منكرة أو غير صادرة في الواقع أو يجب تأويلها أو إيكال علمها إلى أهلها وبالتالي تكون مطروحة على جانب ولا يجب العمل بها ، والله العالم.
أما بالنسبة الى القول بنسخ التلاوة، فإنه لم يثبت عن أحد علمائنا القول بذلك حول ذلك، بل المشهور هو قولهم بأن القول بنسخ التلاوة هو أخو وصنو القول بالتحريف والعياذ بالله! وقد يفهم خطأً من كلام شيخ الطائفة الطوسي(قدس سره) في (العمدة في الاصول) أو في تفسير بأنه يقول بالنسخ ! والصحيح أنه في معرض الكلام بالجواز أو الاستحاله فمال بحسب رأية واجتهاده الى جوازه العقلي ولم يقل بوقوعه، وكذلك فإنّ قوله ليس بحجة على الشيعة فإن لكل زمان وعصر علماءه ومجتهديه فلا نلتزم بقول المجتهد الميت في آرائه ، ولنا قول مشهور في ذلك وهو (ان الميت تموت معه آراؤه وأقواله)، فعلينا بالاجماع أو المشهور أو قول علماء عصرنا وزماننا وهي التي تلزمنا.




السؤال: هل كلام الله بعضه أفضل من بعض؟
سؤالي هو.. اذا كان القرآن الكريم هو أفضل الكتب المنزلة من الله تبارك وتعالى مع أن كل الكتب السماوية هي كلام الله تبارك وتعالى..
فهل يجوز لنا أن نقول ان كلام الله عز وجل بعضه أفضل من بعض؟

الجواب:
يمكن القول أنها أفضلية لحاظية , أي ليست بلحاظ المنشأ والمصدر وإنما بلحاظ المتعلقات الأخرى، فالقرآن أفضل من التوراة والإنجيل لأنه إحتوى على شريعة كاملة متكاملة تشكل منهجاً شموليّاً تمتد أحكامه وتشريعاته إلى يوم القيامة، بخلاف التوراة والإنجيل التي إقتصر العمل بها على وقت محدد وقد نسخها القرآن الكريم جميعها , وإلى هذا المعنى يشير القرآن الكريم بقوله : (( وَأَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ مصَدّقًا لّمَا بَينَ يَدَيه منَ الكتَاب وَمهَيمنًا عَلَيه ...)) (سورة المائدة:48).
ويأتي نفس الكلام في تفضيل بعض آي القرآن الكريم على بعض , فسورة الحمد مفضلة على السور الأخرى، وآية الكرسي لها من فضل ما ليس لآيات آخر وهكذا.




السؤال: لماذا الاجمال في القرآن والتفصيل في السنة
1- هل هناك امورا لم يتطرق لها القرآن الكريم وتطرقت لها السنة الشريفة؟ ارجو ذكر امثلة
2- ماهي الامور التي لم يتطرق لها القرآن بنفي او اثبات؟
3- ماهي الحكمة من عدم تطرق القرآن لمواضيع وبالتالي تم التطرق لها بالسنة الشريفة؟
4- قال تعالى: (( ما فرطنا في الكتاب من شيء فيه تبيان لكل شيء )) وفي الحديث : (( فيه خبر ماقبلكم ونبا مابعدكم وحكم مابينكم ))
كيف يمكن التوفيق بين النقطة 4 وبين ماذكرتموه في المقدمة؟ ارجو توضيح ذلك تفصيلا

الجواب:
لقد وردت الكثير من الأمور سواءاً فيما يتعلق بالعقائد أو فروع الدين على نحو مسائل كليه وقواعد عامة تكفّلت السنة الشريفة ببيانها وتفصيل إجمالها وبيان المنفي فيها والثابت منها سواءاً في شروطها أو في أجزائها, أو ما يتعلق بصحة الاعتقاد أو صحة الفعل. ونذكر على سبيل المثال الصلاة. فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم مجملاً ولم يسم المولى سبحانه في عدد الركعات ثلاثاً أو أربعاً لصلاتي المغرب أو الظهر أو العشاء, وأيضاً لم يذكر القرآن كيفية الركوع وما يجب القول فيه وما لا يجب, أو ما هي المنافيات للصلاة من قهقهة وتكلم والتفات عن جهة القبلة وغيرها من الشروط التي تكفّلت ببيانها نفياً أو إثباتاً السنة الشريفة المعصومة دون الكتاب الكريم.
وهناك أحتمالات متعددة في بيان الحكمة من عدم تطرق القرآن لموضوع ما ، وبالتالي تم التطرق له بالسنة الشريفة, ويمكن لنا أن نذكر من هذه الأحتمالات:
أ ـ المحافظة على القرآن من التحريف, إذ الأختصار في الكلام والإيجاز غير المخل يسهل حفظه من أكبر عدد ممكن من المسلمين, الأمر الذي يسهل تواتره وتداوله بين الأجيال ويسد على ذوي الأغراض محاولة تحريفه أو تغييره.
ب ـ دفع الملل والسأم من قراءة كتاب الله, إذ لتطويل والتفصيل في أي مجال كان يبعث على التعب والملالة, بينما الإيجاز وجوامع الكلم تبعث على الانشداد والتشويق إلى البحث والتأمل.
ج ـ الاختبار والأمتحان, ونعني به أن تبليغ بعض الأوامر الألهية والأحكام من خلال السنة الشريفة يراد به مجالاً آخر من مجالات الأختبار التي شاء المولى سبحانه أختبار هذه الأمة بها, ومن هنا نفهم قوله تعالى في القرآن الكريم: ((لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) [البقرة ـ143].
ولا يتنافى إيكال التفاصيل إلى السنة الشريفة مع قوله تعالى: ((ما فرطنا في الكتاب من شيء))[الانعامك38] أو ما ورد في الحديث:( فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم), فكل ذلك مذكور في القرآن على نحو المسائل الكلية والقواعد العامة التي فتحت السنة من خلالها أبواب العلوم والعارف على هذه الأشياء التي ذكر أصولها القرآن الكريم...


يتبع


رد مع اقتباس