عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/18, 04:26 PM   #6
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: الفرق بين الإتمام والإكمال في سورة المائدة /3
بسمه تعالى
قال تعالى في سورة المائدة الاية (3) (( اليَومَ أَكمَلت لَكم دينَكم وَأَتمَمت عَلَيكم نعمَتي ))
ما الفرق بين الاكمال والاتمام في الايه الشريفه؟
وهل يمكن وضع الاكمال موضع الاتمام وبالعكس في الاية الشريفة؟

الجواب:
الإتمام والإكمال متقارباً المعنى. قال الراغب: كمال الشيء حصول ما هو الغرض منه، وقال: تمام الشيء انتهاؤه إلى حد لا يحتاج إلى شيء خارج عنه، والناقص ما يحتاج إلى شيء خارج عنه.
قال السيد محمد حسين الطباطبائي في (تفسير الميزان): ولك أن تحصل على تشخيص معنى تلفظين (الإكمال والإتمام) من طريقة آخر، وهو أن آثار الأشياء التي لها آثار على ضربين: فضرب منها ما يترتب على الشيء عند وجود جميع أجزائه ـ إن كان له أجزاء ـ بحيث لو فقد شيئاً من أجزائه أو شرائطه لم يترتب عليه ذلك الأمر، كالصوم فإنه يفسد إذا أخلّ بالإمساك في بعض النهار، ويسمى كون الشيء على هذا الوصف بالتمام، قال تعالى: (( أَتمّوا الصّيَامَ إلَى اللَّيل ))(البقرة:187), وقال: (( وَتَمَّت كَلمَت رَبّكَ صدقاً وَعَدلاً ))(الأنعام:115).
وضرب آخر: الأثر الذي يترتب على الشيء من غير توقف على حصول جميع أجزائه بل اثر المجموع كمجموع آثار الأجزاء، فكلما وجد جزء ترتب عليه من الأثر ما هو يحسبه، ولو وجد الجميع ترتب عليه كل الأثر المطلوب منه، قال تعالى: (( فمَن لَم يَجد فصيَام ثَلاثَة أَيَّام في الحَجّ وَسَبعَة إذَا رَجَعتم تلكَ عَشَرَةٌ كَاملَةٌ )) (البقرة:196), وقالوا: ((ولتكملوا العدة)) فإن هذا العدد يترتب الأثر على بعضه كما يترتب على كله ، ويقال: تم لفلان أمره وكمل عقله ، ولا يقال: تم عقله وكمل أمره.




سؤال: وجه الإعجاز في القرآن الكريم
أجاب شخص حول هذا السؤال :
لماذا لم يستطع العرب الاتيان بمثل القرآن عندما التحدي؟
الجواب :
لان الابداع الادبي لا يقلد!
وهذا نيتشه تحدى شعراء العالم وادباءهم ان يكتبوا خطبة واحدة من خطب زرادشت في (هكذا تكلم زرادشت) فعجزوا !!!...
هيهات هيهات ... فاينا يستطيع أن يكتب مثل المتنبي وامرؤ القيس ونزار قباني وجبران وحتى علي بن أبي طالب في نهج البلاغة؟!
هل تستطيع أنت أن تكتب مثل كتابتي أو هل استطيع أن أكتب أنا مثلك؟!
الكلام هو هوية المتكلم ولسان حاله فكيف يكون لاثنان نفس الهوية؟!
الابداع الأدبي لا يكرر ولايثّنى ، ولكن علامة الابداع البشري هو انه لايأتي كله على درجة واحدة ونفس واحد بل تجد به البديع الذي تطرب له النفوس وتجد الممل.
فماذا تقولون عن هذا الجواب؟
الجواب:
لا يمكن إثبات كون القرآن الكريم معجزاً من جهة كونه إبداعاً أدبياً بمعنى الإبداع الشخصي للأديب!فالابداع الأدبي عمل إنساني ولا يصح أن يكون مورداً للتحدي , لأن التحدي في المعجز إنما يستند إلى إمتناع النظير لا على نسبة الابداع إلى صاحبه، فكل عمل سواء كان أدبياً أم علمياً أم فنياً يصح أن يقال فيه أنه معجز بهذا اللحاظ ، وسر ذلك أن الاعمال بلحاظ إنتسابها إلى أصحابها جزئيات حقيقية لا تنطبق إلاّ على خصوص متعلقاتها الخارجية.
أما الإبداع القرآني فبالإضافة إلى أنه نتاج غير بشري فكذلك هو عادم للنظير بغض النظر عن نسبته إلى السماء، بل هو في حد ذاته عادم للنظير والمثيل، والتحدي هو علامة الاعجاز فيه لا الإعجاز عينه.
وبعبارة أخرى: ان جهة الإعجاز فيه هي عدم القدرة على الإتيان بنظيره وشبيهه أو بتعبير القرآن بمثله، لا تقليده حتى تقول أن تقليد أي عملي أدبي بالضبط مستحيل أو أن لكل أديب ذوقه الأدبي ولا يقلد. فتأمل.

تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
ذكرتم أن الاعجاز ليس في تقليد القرآن؟
فهل هذا يعني امكانية تقليد اسلوب القرآن من قبل العرب سابقا؟
وقلتم الاعجاز يكمن في عدم القدرة على اتيان بنظير القرآن وشبيهه، نظيره في ماذا وشبيهه في ماذا؟
هلا استخدمتم شعر أحد الشعراء البارزين كالمتنبي وامرئ القيس في توضيح فكرتكم حول النظير والتقليد؟

الجواب:
أوضحنا لك في الأجابة السابقة أن إعجاز القرآن يقع في جهتين:
الجهة الأولى: نظمه المعجز وبلاغته التي لا ينهض بمثلها أي عمل أدبي مهما كان, ومن جملة ذلك روعة أسلوبه وإتقان مضمونه وعلو رتبته في البيان، بحيث يكون ذلك النظم فوق ما تقتضيه صناعة الأدب، بل يتفوق من حيث المضمون على أي كتاب آخر.
الجهة الثانية: تحديه لكل العرب فضلاً عن أدبائهم وشعرائهم وبلغائهم أن يأتوا بسورة من مثله، ولما كان فصحاء العرب المعاصرون لنزول القرآن قد سمعوا هذا التحدي ومع ذلك لم يتمكنوا من معارضته رغم أنهم لو فعلوا ذلك ـ على فرض قدرتهم على المعارضة ـ لكانت تلك المعارضة له بإيجاد سورة نظير سوره أو شبيهة بها لكان يكفيهم المؤونة في دحض حجة النبي(ص) وإبطال دعواه، وهذا هو غاية ما كان بعضهم يرمي إليه.
ولكنهم عجزوا عن تلك المعارضة فثبت أنه معجز وأنه من عند الله لا من عند النبي محمد(ص)، وهو (ص) لم يؤثر عنه قبل البعثة تفوقاً في شعر أو أدب أو علم أو كتاب.
وينبغي أن نلفت انتباهك إلى أن التقليد الذي يمتنع في كل عمل أدبي إبداعي، ليس هو سر إعجاز القرآن وإلاّ لكانت جميع تلك الأعمال إعجازية، وليس كذلك لأن قوام الإعجاز إنما يكون مستنداً إلى علو الرتبة بحيث لا يكون بنفس مستوى الأعمال الأدبية التي تقع كلها تقريباً في مرتبة واحدة ، لأن كل تلك الأعمال الأدبية تشترك في كونها عملاً أدبياً وأن تفاوتت مضموناً واسلوباً، ولكن القرآن ليس مجرد عملاً إبداعياً، بل هو أسمى من ذلك لمكان نظمه العجيب المقرون بالتحدي.
وقولنا أن مناط إعجاز القرآن ليس من جهة عدم تقليده لأن كل إبداع أدبي شخصي لا يقلد، لا يعني إمكان تقليد القرآن إذ هو في أعلى رتبة الأبداع لو صح لنا أن نقول ذلك (لأن الإبداع يقاس بالمستوى البشري والقرآن معجز غير بشري) وإنما كان نفينا للقاعدة الكلية التي أراد السائل أن يلزمنا بها وهي: لو كان مناط الإعجاز هو عدم إمكان التقليد فإن كل عمل أدبي يكون معجزاً لعدم إمكان تقليده فهو كبصمة الإبهام من حيث اختصاصها بصاحبها، فكان جوابنا أن دعوانا بإعجاز القرآن خص من المدعي وأن المناط في الأعجاز ليس هو عدم أمكان التقليد وإنما لخصوصيات خاصة (مع إثبات عدم التقليد) هو كونه عادم للنظير والمثيل فإن العرب كانت وما زالت تقارن بين شعر الشعراء الذي فيه الأعلى والأوطأ والمساوي، فإنهم كانوا مثلاً يقارنون بين أبيات للنابغة وأبيات لامرئ القيس ومن الواضح أن لكل أسلوبه وبلاغته ونمطه الخاص من أساليب البلاغة ولكن مع ذلك كانوا يحكمون بالمناظرة والمساواة بين الشعرين ولذلك اختاروا المعلقات ليكون فيها نوع من المكافئة والمناظرة ولكنهم عندما سمعوا القرآن أدركوا مباشرة بأنه لا نظير له ولا مثيل ولا يمكن مجاراته. فلاحظ.





السؤال: لا يوجد للقرآن مثيل في إعجازه
نعلم أن تحدي القرآن على الاتيان بمثله كان عاما، ولم يختص بالبلاغة والفصاحة فقط، ولكل زمان ومكان.
ولكن في اعجازه البلاغي الفصيح، قد يقول قائل صحيح أن قريش لفترة 23 سنة لم تستطع الاتيان بمثل القرآن، أي بنظيره في الفصاحة والبلاغة، ولكن هذا لا يعني أنه معجز تماما، فعجز البعض ليس دليلا على عجز الكل، وعجز البعض في فترة ليس دليلا على عجز البعض الآخر في فترة لاحقة، فبعد أن اتسعت رقعة الدولة الاسلامية، وقويت شوكتها، وقبل ان تفقد العرب فصاحتها وبلاغتها نتيجة الاختلاط، حتى لو تمكن أحدهم من الاتيان بمثل القرآن في الفصاحة والبلاغة، فانه لم يكن ليتمكن من اخبار الناس خوفا من القتل، وبطش المسلمين أو بطش السلاطين المسلمين.
فكيف تردون؟
الجواب:
أنك تتحدث عن احتمال أن يكون هنالك شخص له هذه القابلية ولكن لم يفصح عن نفسه، وهذا الاحتمال لا قيمة له، بل لو كان هناك شخص وأدعى ذلك لا نصدقه حتى يأتي بكتابه المماثل للقرآن، فمجرد فرضية تفرضها ليس لها واقع لا قيمة لها.
ثم إننا نجد في العصور المتقدمة هناك ادعاءات للنبوة لم تصمد أمام الاختبارات فلو كان هناك من لديه قدرة الإتيان بمثل القرآن لظهر وبان ولو من خلال كتابه دون معرفة شخصه، خاصة وأن الدواعي كانت كثيرة جداً لمقابلة القرآن سواء من المشركين أو من الزنادقة في العصر الأموي والعباسي، كما قد حاول بعضهم وفشل، أو سواء من الأدباء لنيل الشهرة وإظهار القدرة، ومع ذلك لم يظهر شخص ولحد الآن استطاع أن ينفذ هذا التحدي.





السؤال: محاولة رد إعجاز القرآن بأنه أخذ من الشعر الجاهلي
موضوع اهل الكتاب والرد عليهم.
سؤالي عن موضوع القران والاعجاز العلمي والشعر :
اولا: ان المسيحيين يدعون ان القران اخذت من الشعر الجاهلي مثل امرؤ القيس وعنترة وامية وغيرهم .
ثانيا : هناك ايات في القران الكريم قد اثبت الاعجاز العلمي, ولكن هذه الايات اخذت من الجاهلية قبل الاسلام كموضوع ان الارض بيضوية والجبال اوتاد الى غير ذلك فقد قالها شعراء الجاهلية قبل الاسلام ايضا, وساعطيك هذا الادعاء وسحبتها من احدى منتدياتهم وليك هذا الادعاء .
يقول احد المسيحيين في المنتدى :
*************************
الأرض كروية:
* قال أمية بن أبي الصلت :
وبث الخلق فيها إذ دحاها ***** فهم سكانها حتى التناد (القيامة)
(*) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي تفسير سورة غافر الآية29-33 (( وَالأَرضَ بَعدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ))
* قول زيد بن عمرو :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له ***** الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استوت شدها ***** بأيد وأرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ***** له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة ***** أطاعت فصبت عليها سجالا
* وأنشد المبرد :
دحاها فلما رآها استوت على ***** الماء أرسى عليها الجبالا
(*) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي تفسير سورة النازعات الآية 27-33.السيرة النبوية لأبن هشام باب شعر زيد حين كان يستقبل الكعبة.
(( أَخرَجَ مِنهَا مَاءهَا وَمَرعَاهَا * وَالجِبَالَ أَرسَاهَا )) (النازعات:31-32) (( وَأَلقَى فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم وَأَنهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُم تَهتَدُونَ )) (النحل:15)
* قال أمية بن أبي الصلت :
دار دحاها ثم أعمر بابها ***** وأقام بالأخرى التي هي أمجد
(*) مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي (النازعات : 27-46)
أفاضوا وأعادوا وكرروا وأسهبوا بأن كلمة دحاها تعني أن الأرض مثل البيضة وقدأثبتها العلم الحديث وهذا يدل على الأعجاز العلمي في القرآن وحشدوا كوكبة من الشيوخ تسبق كلا منهم ألقاب أقلها دكتور أو عالم أو أستاذ أو علامة والبعض حاذ على كل تلك الألقاب أو يزيد وتكتشف في النهاية بأنهم جميعا كذابين لصوص وشهود زور فكلمة دحاها قالها عرب الجاهلية قبل محمد فلو كان فيها أعجاز فكان من قبيل الأمانة والشرف أن ينسب هذا الإعجاز للشعراء الذين سبقوا محمد وليس لمحمد وقرآنه.
الجبال أوتاد ورواسي :
* قال زيد بن عمرو بن نفيل يسخر من فرعون :
وقولا له : أأنت سويت هذه ***** بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
(( أَلَم نَجعَلِ الأرضَ مِهَادًا * وَالجِبَالَ أَوتَادًا )) (النبأ)
(*)السيرة النبوية لأبن هشام باب شعر زيد في فراق الوثنية. البدء والتأريخ للمطهر بن طاهر المقدسي الجزء الأول باب القول في الأضداد. البداية والنهاية لأبن كثير باب ذكر ما يتعلق بخلق السموات وما فيهن من الآيات.
روى أبو نعيم ... عن أبي سلمة قال : كان كعب بن لؤي يجمع قومه يوم الجمعة، وكانت قريش تسميه العروبة، فيخطبهم فيقول : أما بعد فاسمعوا، وتعلموا، وافهموا،واعلموا، ليل ساج، ونهار ضاح، والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والنجوم أعلام، والأولون كالآخرين.
(*) البداية والنهاية لأبن كثير الجزءالثاني باب كعب بن لؤي.
أخيرا ما قولكم عن كعب بن لؤي الذي قال بأن الجبال أوتاد قبل محمد بقرون
ماذا عن أوتاد كعب بن لؤي قبل محمد بقرون ؟ وماذا عن أوتاد فرعون يا من تدعون أن لفظ الأوتاد في القرآن ينطوي على إعجاز علمي ؟.
(( كَذَّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرعَونُ ذُو الأَوتَادِ )) (ص:12) (( وَفِرعَونَ ذِي الأَوتَادِ )) (الفجر:10)
كل تلك الأوتاد والرواسي جاء بها شعراء الجاهلية قبل النبي فماذا تقولون ؟
* قال ابن إسحاق : وقال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ***** له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رآها استوت ***** على الماء أرسى عليها الجبالا
(( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا وَأَلقَى فِي الأرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوجٍ كَرِيمٍ ))
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ***** له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بــلدة ***** أطاعت فصبت عليها سجالا
(*) السيرة النبوية لابن هشام المجلد الثاني باب قول زيد حين يستقبل الكعبة
وكذلك في البداية والنهاية لأبن كثير الجزء الثاني باب زيد بن عمرو بن نفيل رضى الله عنه.
* قال العجاج يصف الأرض :
أوحى لها القرار فاستقرت ***** وشدها بالراسيات الثبت
(*) تفسير البحر المحيط لأبي حيان(سورة الزلزلة)
ماذا عن الجبال الرواسي التي لولاها لما استقرت الأرض ومن قرأ كتب التفاسير
سيصاب بصدمة وخاصة تفسير أبن كثير في سورة "القلم"
الليل والنهار
* قال علقمة بن قرط‏:‏
حتى إذا الصبح لها تنفسا ***** وإنجاب عنها ليلها وعسعسا
(( وَاللَّيلِ إِذَا عَسعَسَ * وَالصُّبحِ إِذَا تَنَفَّسَ )) (التكوير:17-18)
(*) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي باب سورة التكوير الآية رقم ‏(‏15 ‏:‏ 22‏)
ونسبه الزمخشري في الكشاف إلى العجاج.
وهنا نرى نفس بيت الشعر ولكن محمد قلبه فجعل عسعسة الليل قبل تنفس الصبح!!!
* قال أمية بن أبي الصلت:
خلق الليل والنهار فكــــل ***** مستبين حسابه مقدور
ثم يجلو النهار رب رحيم ***** بمهاة شعاعها منشور
(*)السيرة النبوية باب شعر أبي الصلت الثقفي في وقعة الفيل
(( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسبَحُونَ )) (الأنبياء:33)
قال علقمة بن قرط الصبح تنفس والليل عسعس وقال القرآن كما قال علقمة وقال الأستاذ أمية أبن أبي الصلت أن النهار والليل مخلوقان فقال محمدا في قرآنه مثلما قال أستاذه ...
الجنين والنطفة
* قال النابغة‏:‏
الخـالق البـارئ المصـور ***** في الأرحام ماء حتى يصير دما
(*) الجامع لأحكام القرآن سورة الحشر الآية رقم(‏ 24 ‏)‏. تفسير النكت والعيون للماوردي (الحشر)
* قال السموءل بن العاديا الغساني اليهودي:
نطفة ما منيت يوم منيت ***** أمرت أمرها وفيها بريت (خلقت)
كنها الله في مكـان خفي ***** وخفـى مكانهـا لو خفيت
ميت دهرا قد كنت ثم حييت ***** فاعلمي أنني كبيرا رزيت (ابتلي)
(*)المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية للإمام العيني محمود باب شواهد نون التوكيد.
(( ثُمَّ جَعَلنَاهُ نُطفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ )) (المؤمنون:13) (( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ وَالاُنثَى * مِن نُّطفَةٍ إِذَا تُمنَى )) (النجم:45-46) (( هَل أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَّذكُورًا *إِنَّا خَلَقنَا الإنسَانَ مِن نُّطفَةٍ أَمشَاجٍ نَّبتَلِيهِ فَجَعَلنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )) (الإنسان:1-2)
قالوا وصالوا وجالوا وترجموا أن كلمة نطفة هي الحيوان المنوي وقالوا ها هو القرآن قال بالحيوان المنوي قبل أن يكتشفه العلم بقرون طويلة فلو كان من عن غير الله فكيف لمحمد النبي الأمي أن يعرف الحيوان المنوي؟ لكن ما لم يقولوه كيف عرف السموءل الشاعر الجاهلي قبل محمد كلمة نطفة أو الحيوان المنوي حسب ترجمتكم؟ من الأسبق ومن أخذ من من؟ أما المدقق يجد أن آيات القرآن ما هي إلا نقل وانتحال وسرقة لأبيات السموءل فكلمة "نطفة ما منيت" هي "نُّطفَةٍ إِذَا تُمنَى" وكلمة "مكـان خفي" هي "قَرَارٍ مَّكِينٍ" وكلمة "بريت" هي "خَلَقَ" وكلمة "رزيت" هي "نَّبتَلِيهِ" .
*************************
الجواب:
كثرت في الآونة الأخيرة الهجمات بشتى ألوانها على الدين الإسلامي بصورة عامة وانصبت النقود والطعون على النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى القرآن بوجه خاص. وبطبيعة الحال فان الدوافع التي قادت إلى هذا الهجوم العنيف على الإسلام ونبيه العظيم (صلى الله عليه وآله) مختلفة غير أنها تتمحور حول نقطة أساسية واحدة وهي زعزعة العقيدة في قلوب المسلمين ليسهل اختراقهم ومن ثم كسبهم إلى صف أعداء الإسلام، ومن الواضح بمكان ان المرتدين عن دينهم إلى دين آخر أو عقيدة أخرى لن يكونوا مؤهلين لأن يكونوا مخلصين في الدين والعقيدة الجديدة، وهذا أمر لم يغفل عنه المبشرون أو بالأحرى المتصيدون في لعبة الاعتقاد والاعتقاد المضاد، فلا يراد من المتحولين أن يكونوا أعضاءاً نافعين في العقيدة الحادثة، ومن يظن غير ذلك فهو واهم، لأن القضية ليست هي قضية صراع عقائدي حقيقي يبحث فيه عن الغلبة في ميدان العقيدة والديانة بقدر ما هو استراتيجية تخريبية للنفوس لأجل إيصالها إلى مرحلة التشكك والحيرة والضلال، وهي مرحلة التحييد للدور الذي يمكن أن يلعبه المسلم تجاه. ما يعتز به من دينه، فحاله الحيرة والشك هي حالة اللاتدين أو كما أطلق عليها بعض الباحثين (اللاانتماء), وهي حالة القلق والاضطراب التي يسهل معها تحويل الفرد إلى اداة تخريب للمجتمع الإسلامي ككل هذا هو الغرض الذي يلوح من تلك الهجمات والطعون في شخص النبي (صلى الله عليه وآله) وفي القرآن الذي هو الكتاب الموحى به إليه.
إن دعوى كون القرآن مجرد كتاب وضعه محمد (صلى الله عليه وآله) لا يراد فيه التهوين من شأن القرآن الكريم بقدر ما يراد فيه نسبة الكذب والتزوير والتدليس وسرقة النصوص إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهي حلقة في سلسلة مؤلفة من حلقات كان أول من دشنها الصليبيون في هجومهم على مقدسات الإسلام في القدس الشريف أيام الأيوبيين وتبعها إنشاء مؤسسة الاستشراق التي لعب فيها المستشرقون أخبث دور في تشويه الإسلام وتفسير نصوصه المقدسة على ضوء المناهج التي ابتكروها في النقد والتحليل لأجل سلب صفة القدسية وصفة الروحانية منه ليسهل تفكيك بنيته من الداخل وبالتالي يمكن السيطرة على عقول وقلوب المتدينين به,ثم جاءت بعدها حلقات أخرى تمثلت بعضها فيما كتبه سلمان رشدي في روايته السيئة الصيت (الآيات الشيطانية) حيث أريد أن يضرب الإسلام هذه المرة أدبياً كما ضرب فلسفياً وتاريخياً على يد المستشرفين وقبلهم عسكرياً على يد الصليبيين، وعلى صعيد الفن بدأ هؤلاء المخربون. بالتهريج بالرسوم الكاريكاتورية عن النبي (صلى الله عليه وآله) والقرآن وهذه حلقة أخرى من تلك السلسلة وقد بلغت الجرأة ببعضهم أن جعل أجساد البغايا معرضاً لآيات القرآن الكريم.
وها نحن اليوم نستكمل تلك الحلقات من خلال محاولة ضرب مصداقية القرآن على الصعيد العلمي والبلاغي بواسطة المقارنة بين ما ورد في الشعر الجاهلي وبين بعض الآيات القرآنية والزعم بأن القرآن فيه سرقات نصيه من الشعر الجاهلي وهذا ينفي الأعجاز العلمي المدعى.
والجواب الذي يمكن أن يقال في هذا المقام: هو أن القرآن الكريم قد عجـّز فصحاء العرب وتحداهم بأن يأتو بسورة من مثله، وقد أقروا بعجزهم ودانوا ببلاغته وفصاحته بل ذهلوا بنظمه وأسلوبه وبيانه الأخّاذ المدهش، ولم يبق أحد ممن يشهد له بالفصاحة إلا وشهد بتفوق القرآن وعلوه وأنه لا يمكن أن يكون من كلام البشر,ولقد بهرتهم بعض آياته حتى خضعوا وسلموا له، ومنها قوله تعالى: (( وَقِيلَ يَا أَرضُ ابلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعداً لِلقَومِ الظَّالِمِينَ )) (هود:444), وغير هذه الآية كثير كآية الكرسي وقصار السور، بل إن القرآن بأجمعه عجيب النظم فائق الفصاحة تام المعنى حاو للطائف الاشارات وجامع لأصناف الاستعارات ومن يطلع على علوم القرآن يدرك مبلغ عظمته,أما أن العرب قد ذكروا في شعرهم بعض مضامين وردت في القرآن فما هو الضير في ذلك؟ أليس القرآن قد نزل بلغتهم؟ وهل يراد له أن ينزل بلغة لا يفهمونها أو بألفاظ متروكة مستهجنة قد عافتها الفطرة العربية حتى يقال أنه بليغ؟
فتحصل مما ذكرنا أن الملاك في اعجاز القرآن هو تحدي العرب بأن يأتوا بكتاب على منواله أو على الأقل سورة من مثله قال تعالى: (( وَإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمَّا نَزَّلنَا عَلَى عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِثلِهِ )) (البقرة:233), أي فأتوا بسورة كسور القرآن من مثل محمد (صلى الله عليه وآله)، فجميع التحديات الواقعة في القرآن هي نحو استدلال على كون القرآن معجزة خارقة من عند الله، والآيات المشتملة على التحدي مختلفة في العموم والخصوص، ومن أعمها تحدياً قوله تعالى: (( قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الأِنسُ وَالجِنُّ عَلَى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً )) (الاسراء:888), ومنها نعلم بأن التحدي لا يخص العرب فقط، بل يعم جميع البشر وجميع الجن.
فالقرآن آية للبليغ في بلاغته وفصاحته وللحكيم في حكمته، وللعالم في علمه، وللاجتماعي في اجتماعه، وللمقنن في تقنينه وللسياسي في سياسيته وللحاكم في حكومته، ولجميع العالمين فيما لا ينالونه جميعاً كالغيب والاختلاف في الحكم والعلم والبيان.
أما التحدي بالبلاغة فإن التاريخ لا يرتاب أن العرب العرباء بلغت من البلاغة في الكلام مبلغاً لم يذكره التاريخ لواحدة من الأمم المتقدمة عليهم والمتأخرة عنهم، وقد تحدى عليهم القرآن بكل تحد ممكن مما يثير الحمية ويوقد نار الأنفة والعصبية وحالهم في الغرور ببضاعتهم مشهور مذكور ولأجله عقدوا المجالس والمحافل فلم يجيبوه إلا بالتجافي ولم يزدهم إلا العجز، ولم يكن منهم إلا الاستخفاء والفرار كما قال تعالى: (( أَلا إِنَّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ أَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيَابَهُم يَعلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعلِنُونَ )) (هود:55).
وقد مضى من القرون والأحقاب ما يبلغ أربعة عشر قرناً ولم يأت بما يناظره آتٍ ولم يعارضه أحد بشيء إلا أخزى نفسه وافتضح أمره، فكيف يزعم هؤلاء النصارى أنهم قد عثروا في أشعار بعض العرب ما ينفي الجانب العلمي في أعجازه، من حيث أن ما نسبه بعض المؤلفين للقرآن من أعجاز علمي إنما هو مذكور في أشعار الجاهليين، فالأحرى إذن أن ننسب الأعجاز لتلك الأشعار؟
والإجابة على هؤلاء بجملة من النقاط:
1- إن القرآن الكريم وإن كان معجزاً في بلاغته ونظمه وأسلوبه إلا أنه يستعمل ألفاظ العرب بمعانيها ولا يستعير ألفاظاً من خارج لغة العرب، فما هو المانع من أن يرد في القرآن نحو ما ورد في الشعر من تلك الألفاظ بمعانيها؟!
2- لا نمنع أن تكون تلك الألفاظ الواردة في أشعار بعض الشعراء والتي تحمل مضامين علمية هي مستفادة عن شرائع سابقة أو عن أقوال الحكماء المتأثرين بشرائع الله كشريعة موسى (عليه السلام) وعيسى (عليه السلام) فاستفاد منها أولئك الشعراء وضمنوها في أشعارهم.
3- إن بعض من كتب في الإعجاز العلمي للقرآن قد اقترح لإثبات المدّعى ألفاظاً وردت في القرآن وحملها المحتوى العلمي عنوة، وعليه فإن اعتراض هؤلاء النصارى لا ينسحب على القرآن بقدر ما يستحب على توجيه ما كتبه أرباب الأعجاز العلمي أولئك.
هذا باختصار ردنا على رسالتكم، ولا يسعنا التفصيل في هذه العجالة، ويمكنكم الاطلاع على تفاصيل الجواب في الكتب الموضوعة في اعجاز القرآن.
لقد اطلعنا على ما نقلت لنا من مزخرفات أولئك المعترضين من أعداء الإسلام، واكتفينا، فلا نكلفك بإرسال المزيد منها، وننصحك بالتمسك بعقيدتك والمحافظة عليها، ولا يستفزنك الذين لا يعلمون.

تعليق على الجواب (1)
الرد الغير مقنع، ورد التحدي بالقرآن الكريم في خمس آيات من خمس سور:
1- (( وَإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمَّا نَزَّلنَا عَلَى عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ وَادعُوا شُهَدَاءَكُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (البقرة:23)
2- (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (يونس:38)
3- (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (هود:13)
4- (( قُل لَئِن اجتَمَعَت الإِنسُ وَالجِنُّ عَلَى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ لَا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظهيرا )) (الإسراء:88)
5- (( أَم يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤمِنُونَ * فَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِّثلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ )) (الطور:33-344)
وقد تحدى الوليد ابن المغيرة، جاء ذلك في كتب السيرة والسنة، فمن ذلك ما رواه الحاكم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً تتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟! فو الله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه! قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال: هذا سحر (يؤثر يأثره عن غيره)، فنزلت: ذرني ومن خلقت وحيداً. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
السؤال الذي يطرح نفسه التحدي كان بمكة أول الاسلام يعني قبل الهجرة و السور المذكورة جميعها نزلت في وقت متأخر
الجواب:
هذه السور المذكورة عدا سورة البقرة انما هي سور مكية بالاتفاق فكيف يدّعي المشكل انها نزلت بعد الهجرة (أي مدنية)؟ ان هذا الا افتراء !!
بالإضافة الى ان الاعم الاغلب من العلماء يقولون ان هناك آيات مكية في سور مدنية وبالعكس وقالوا ايضا بان كل آية تخاطب الناس (( يا ايها الناس )) فهي مكية لأنها تخاطب العامة وليس الخاصة فقط وهذا الخطاب في سورة البقرة يبدأ بـ (( يا ايها الناس )) ولو سلمنا كون هذه الآية مدنية فتكون معجزا وتحديا لأمثال صاحب الاشكال ولكل زمان ومكان وليست خاصة بالواقعة المذكورة.





السؤال: الإعجاز العددي (1)
ما الراى الشرعى فى الاعجاز العددى خاصة كتاب الشيخ بسم جرار زوال اسرائيل عام 2022م

الجواب:
الإعجاز العددي في القرآن إن كان المقصود منه الحسابات التي يجريها بعض علماء الجفر والحرف طبقاً لجداول وقواعد خاصة ثم يسقطوها على القرآن, فلا يمكن أن تقبل وذلك لعدة أسباب:
السبب الأول: أن هذا العلم من مختصات أهل البيت (عليهم السلام) ولا يحيط به تمام الإحاطة إلا هم (عليهم السلام).
السبب الثاني: يفتقر هذا العلم إن فهم تام للنص القرآني وأسباب النزول والتفسير والتأويل وتميز الناسخ من المنسوخ والمجمل من المبين والعام من الخاص والتوفر على فهم أسرار مقطعات السور... وغير ذلك, وهذا ما لا يتأتى لأحد إلاّ للأفذاذ من العلماء المؤيدين بالتوفيقات والإفاضات الإلهية.
السبب الثالث: ورد النهي عن التوقيت بقول مطلق, وجاء تكذيب الوقاتين على لسان أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
فإن قيل: إن ذلك فيما أتصل من التوقيت بظهور المهدي (عجل الله فرجه) والعموم المستفاد من بعض الروايات قد ورد عليه التخصيص في روايات أخرى حصرته في التوقيت المختص بظهوره(ع), نقول: إن زوال دولة إسرائيل يكون على يد الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
ودعوى الإطلاع على وقت زوال دولتهم يشير إلى الإطلاع على وقت ظهوره وهو ممنوع.


السؤال: الاعجاز العددي (2)
الاعجاز العددي في القران الكريم فيما يتعلق بعلم الغيب كما ورد بكتاب الاستاذ بسام جرار زوال اسرائيل عام 2022 نبوءة ام صدف رقمية
الجواب:
لاريب ان القرآن الكريم كله معجز,معجز بنظمه, معجز بلفظه,معجز باسلوبه,معجز بموضوعه,معجز بعلومه ...الخ) وحنئيذ فما يتوصل اليه بعض الباحثين في مفردات اعجازه المتنوعه( كالاعجاز العددي) لا يخلو من مصداقية, ولكن لا يسعنا ان نثبت صحة ما توصل اليه الباحثون من دون معرفة الأسس والمناهج التي اتبعوها للحصول على النتائج, وبما ان بعض تلك النتائج تشير الى حوادث لم تأت بعد (سوف تتحقق في المستقبل) فليس لنا الا القبول الاجمالي لها ذلك ان الضامن لصحة ما يستنبطه الباحثون في اعجاز القرآن هو الدليل العلمي الموضوعي وليس ثمة دليل موضوعي بالنسبة للامور المستقبلية لا سيما مع اعتقادنا بالبداء وان الله يثبت ويمحو ما يشاء,كما لا يوجد ضامن لصحة المناهج المتبعة للوصول الى النتائج المدعى كونها امور اعجازية متفرعة على اعجاز القرآن العددي... على سبيل المثال : ربما يستعمل البعض انماطا من الحساب مع وجود انماط اخرى كحساب الجمل الكبير او الوسيط او الصغير وكحساب المشارقة وحساب المغاربة وقس على ذلك .





السؤال: من نواحي الإعجاز في القرآن الكريم ودلالته على ثبوت نبوة الخاتم(صلى الله عليه وآله)
بسمه تعالى
س1/ يقول المتكلمون أنه لايمكن اعتبار القرآن أنه كلام الله لاثبات نبوة الخاتم لأن من جاء به وهو الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي قال بأنه كلام الله وهذه ليست حجة وسؤالي هو أن هؤلاء لماذا لم ينظروا في معجزة القرآن فاذا ثبتت معجزة القرآن وعرف أين يكمن الاعجاز في القرآن لما احتجنا الى الأدلة العقلية لاثبات نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
س2/يقول العلماء أن المفهوم اذا نسبنا او حملنا عليه الوجود الخارجي فهو اما أن يمتنع أو لا يمتنع واذا لم يمتنع فهو اما أن يكون واجبا لذاته ( وهو الذي لايحتاج الى علة في وجوده ) واما أن يكون ممكنا لذاته ( متساوي العدم والوجود )
وسؤالي هو من أين أوتي بهذا التقسيم؟ أقصد لماذا يجب أن يكون هناك موجود واجب لذاته غير محتاج الى علة؟
س3/يقسم العلماء الواجب الى ثلاثة أقسام: واجب لذاته وواجب لغيره وواجب بالقياس لغيره، وكذلك الممتنعات، فمالمقصود بكل واحدة من هذه؟ هل لي بأمثلة؟
س4/يقسم العلماء أيضا الممكن الى قسمين فقط: ممكن لذاته وممكن بالقياس لغيره، فلماذا ليس هناك ممكن بغيره؟
س5/عندما نقول واجب لذاته، وممكن لذاته، وممتنع لذاته، هل كل (( لذاته )) المذكورة في الأقسام الثلاث لها نفس القصد؟؟
وتجزون
الجواب:
1- الاستدلال على النبوة المدعاة وإثباتها يمكن أن يتم عن طريق البراهين العقلية، كما يمكن عن طريق دراسة المعجز الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فإن ثبت كونه معجزاً كان مما يصح الاستدلال به، وإلا فلا.
والغالب أن يُلجأ إلى الإستدلال العقلي في إثبات أصل النبوة، بينما يتم إثبات صدق دعوى النبوة لنبي معين عن طريق ما يأتي به من معجز كإحياء الموتى وقلب العصى ثعباناً، والقرآن الكريم هو معجز الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كانت لديه معجزات أخرى على حذو معجزات الأنبياء كتسبيح الحصى في كفه الشريف وشق القمر والعروج إلى السماء وغيرها، إلا أن للقرآن خصوصية ليست لسائر المعجزات، لأنه معجز أبد الدهر لا في خصوص زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا هو ما أشار إليه المتكلمون من ضرورة المصير إلى النظر في معجزة القرآن، فإن ثبتت يُستدل بها على صدق النبوة المحمدية الخاتمة، وإنما ندبهم إلى ذلك، لأن هذا المعجزة باقية ولها أنحاء تناسب جميع الأعصار، فالإعجاز البلاغي عام لجميع الأوقات، وإنْ ناسب أكثر عهد صدر الإسلام كون الفصاحة والبلاغة كانت حينئذ في أوجها، ولم تكن اللغة العربية قد اختلطت بعد باللغات الأخرى ما فقدت بالتدريج نضجها وسموها، فلا يمكن الاستدلال إلا لقلة من الناس اليوم بالجانب البلاغي، فالناس في عصرنا لا يحسنون أن يعبروا بها في حدّها الأدنى فكيف يتسنى لهم الإحاطة بأسرار البلاغة التي يعج بها كتاب الله عز وجل؟!.
ولكن إعجاز القرآن لا يقتصر على الناحية البلاغية فحسب حتى يقال: بأن أوان الاستدلال بذلك قد ولّى وحينئذ ينتقض كون القرآن معجزاً أبدياً كما هو المدّعى، فأن للقرآن جوانب من الأعجاز أخرى غير الجانب البلاغي تناسب كل عصر، كما أسلفنا ومنها الجانب العلمي حيث لم يكتشف العلم الحديث أي تناقض في القضايا العلمية التي طرحها القرآن بل على العكس ثبت أنه يُساير العلم فالعلم يشهد له من جهة سبقه للعلوم في الإشارة بل والدلالة الواضحة على جملة من القوانين والنظريات الحديثة، وقد ألف بعض الباحثيين وفيهم باحثون غربيون دراسات قيمة في هذا المضمون ومنهم موريس بوكاي الفرنسي الذي بحث في مقارنة الكتب السماوية وانتهى به المقام إلى اكتشاف ثبات القرآن وسموه وهيمنته وعدم تناقضه مع العلم الحديث، بينما وجد في الكتابين الآخرين: التوراة والإنجيل الحاليين مئات التناقضات.
ومن الجوانب الاعجازية كذلك كونه شفاء، قال تعالى: (( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ ))(الاسراء:82) حيث تمت معالجة كثير من الأمراض المستعصية عن طريق الآيات القرآنية، وهذا أمر ثابت لا ريب فيه.
ولا يسعنا في هذه العجالة أن نستعرض سائر الجوانب الاعجازية للقرآن فأن ذلك يفتقر إلى تأليف كتاب كبير.
والجواب المذكور مبني على كون القرآن معجزاً، فحقه أن يستدل به بالدليل العقلي، وما أشار إليه علماء الكلام وهو ما ذكرته في صدر سؤالك لا إشكال فيه على مبناهم من أن الاستدلال بالقرآن على نبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من جهة كونه نقلاً في (مقابل العقل) لا يمكن أن يتم به الاحتجاج، لأن كلام النبي من دون إثبات النبوة ليس بحجة، وحجيته إنما تثبت من خلال ثبوت النبوة للنبي له، فإذا كان القرآن الذي جاء به النبي وهو (كلام) يُراد به إثبات النبوة فسوف يلزم من ذلك أن يكون النبوة ثبتت بالقرآن الذي قاله النبي وأعتبره دليلاً على نبوته. وهذا دور واضح، أي توقف الشيء على نفسه، فإن ثبوت نبوة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) متوقفة على القرآن، القرآن تتوقف حجيته على ثبوت النبوة، وهذا هو الدور الباطل المشار إليه.
2- التقسيم إلى الأقسام الثلاثة هو بالحصر العقلي الدائر بين الإثبات والنفي، وأول من ذكر هذا التقسيم هو أبو نصر الفارابي ثم تبعه أبن سينا وسائر الفلاسفة.
أما لماذا يجب أن يكون هناك واجب لذاته غير محتاج إلى العلة؟ فتلك قضية تمت البرهنة عليها ببراهين كثيرة.




السؤال: معنى قول الإمام علي(عليه السلام): (لا تنقضى عجائبه ولا تفنى غرائبه)
روي عن أمير المؤمنين قوله عن القرآن في نهج البلاغة (لاتنقضي عجائبه ولاتنفد غرائبه) فما مقصود الإمام من هذه العبارة؟
وهل يمكن أن نفسرها مثلا بالإعجاز العلمي والإعجاز العددي كما يحلو للبعض أن يفعل كالدكتور زغلول النجار مثلا؟
الجواب:
(عجائب القرآن وغرائبه) قد يراد بها الجوانب الإعجازية أعم من أن يكون الأعجاز علمياً أو أدبياً أو بلاغياً أو غيره فيشمل كافة ميادين المعارف الإنسانية. وعجائب: جمع عجيبة، وهي الأمر المدهش للألباب والمحيّر للعقول بسبب خرقه للعادات والمألوفات. وغرائب: جمع غريبه: وهي الفريدة العديمة النظير التي لا يعرف لها مثال. فالقرآن حاو لجميع العجائب والغرائب، وليس بالضرورة أن يكون ملتفت إليها من كل أحد، بل تنكشف لأهلها ممن رزق الفطنة الوقادة والفهم الخارق للعادة، لأن للقرآن ظهرً وبطن ولبطنه بطون إلى سبعين بطناً كما ورد في بعض الأخبار، وبالتالي فلا يتاح لكل أحد أن يقف على بعض تلك العجائب والغرائب فضلاً عن جميعها، وكأن في قول أمير المؤمنين(ع): ((لا تنقضي عجائبه ولا تنفد غرائبه)) إشارة بليغة إلى أن علم القرآن ومعرفة أسراره وأغواره مقصور على عدله وهم حملة الوحي وموضع الرسالة ومختلف الملائكة أعني محمد وآله (صلوات الله عليهم)، وفيه إشارة كذلك إلى أن القرآن الكريم مهيمن على كل شيء لأنه تبيان كل شيء. وأما كيف يكون تبيان كل شيء وأن عجائبه لا تنقضي وغرائبه لا تنفد وهو المكتوب ما بين الدفتين؟ فجوابه: ما تقدم من أن البناء في هذه السعة والهمينة التي للقرآن غير مقتصر على ظاهره، بل على تأويله وتأويل تأويله وبطونه السبعين والإحاطة بكل ذلك غير متاحة للفرد العادي .
ولا ينبغي الزعم بأن تفسير العجائب والغرائب في القرآن هو الاعجاز العلمي أو العددي كما ذهب إليه الدكتور زغلول، نعم يمكن أن يكون ما ذكره الدكتور في جملة تلك العجائب والغرائب لا أنه كلها ولا أن المقصود هو هذا حصراً.




السؤال: إعجاز القرآن ثابت حتى عند الخصوم
هل يصح الاحتجاج على غير المسلمين بعجز المخالفين على الاتيان بمثل القرآن من مصادرنا التاريخية الاسلامية؟
الجواب:
ربما نفهم من سؤالكم بأنكم تقصدون الإشكال المطروح من خصوم الإسلام بأن قوة الإسلام وسلطانه وسيطرته على الأمور وعلى التأريخ ونقل الأحداث قد أدت وتسببت في إخفاء أثر كل من عارض القرآن فيسقط إدعاء المسلمين من عدم وجود معارض للقرآن وإلا فقد يكون هنالك من جاء بكتاب أو سورة مثله!
والجواب عنه واضح فإنه يبطل هذا الزعم وهذا الإدعاء ما يلي:
أولاً: نقل كلام وادعاء الكثير ممن عارضوا القرآن أو أدّعوا النبوة مثل مسيلمة الكذاب وسجاح والأسور العنسي وطليحة بن خويلد وعبد الله بن المقفع وأبو العلاء المعري والمتنبي, فمع نقل كلام ومعارضة هؤلاء للقرآن الكريم يسقط إدعاء من يدعي أن قوة الإسلام وسلطانه منع من نقل كلام معارضي القرآن,وكذلك يمكن للمعارض أن يذهب إلى فارس أو الروم ليحصل على الأمان ويعارض القرآن من هناك بسلام!!
ثانياً: إن الدواعي لنقل كلام معارضي القرآن ولو سراً وخفية متوافرة عند المشركين والمنافقين واليهود والنصارى والملحدين لإسقاط الإسلام, فلّما لم يدّع أحد من هؤلاء وجود شيء من ذلك فإنه يثبت عدم وجود مثل هذا المعارض للقرآن, مع أن عدم وجود معارض للقرآن أمر عدمي لا يحتاج إلى دليل وكل من يدّعي وجود ذلك فعليه المجيء بالدليل وليس العكس.
وقد ردّ السيد الخوئي (قدس) على مثل هذه الشبهة في ( البيان ص52) بقوله: ((إنّ هذه المعارضة لو كان حاصلة لأعلنتها العرب في أنديتها, وشهرتها في مواسمها وأسواقها, ولأخذ منه أعداء الإسلام نشيداً يوقعونه في كل مجلس, وذكراً يرددونه في كل مناسبة, وعلّمه السلفُ للخلف, وتحفظوا عليه تحفُّظ المدعي على حجته, وكان ذلك أقرّ لعيونهم من الاحتفاظ بتاريخ السلف كيف, وأشعار الجاهلية ملأت كتب التأريخ وجوامع الأدب, مع أنّا لا نرى أثراً لهذه المعارضة)).
وقال الخطّابي أيضاً في (بيان إعجاز القرآن ص50):
إنّ هذا السؤال ساقط والأمر فيه خارج عمّا جرت به عادات الناس من التحدّث بالأمور التي لها شأن وللنفوس بها تعلق, وكيف يجوز ذلك عليهم في مثل هذا الأمر الذي قد انزعجت له القلوب, وسار ذكره بين الخافقين.
ولو جاز ذلك في مثل هذا الشأن مع عظم خطره وجلالة قدره, لجاز أن يقال إنه خرج في ذلك العصر نبي آخر وأنبياء ذوو عدد, وتنزّلت عليهم كتب من السماء, وجاءوا بشرائع مخالفة لهذه الشريعة, وكُتم الخبر فيها فلم يظهر, وهذا ممّا لا يحتمله عاقل.
أقول مضيفاً: ولم يدّعه أحدٌ أيضاً فهذا كذاك.



السؤال: آية أئمة الهدى وأئمة الضلال
قال تعالى: ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)
وقال تعالى: ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ)
وبعض المخالفين يدّعون بعدم دخول الأئمة في الآية الأولى ولا تعنيهم لأنه قال: وجعلنا منهم أئمة يدعون الى النار ، فما هو ردكم على من ادعى؟

الجواب:
ورد عندنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن الأئمة في كتاب الله عز وجل إمامان قال الله تبارك وتعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)(الانبياء:73), لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال: (جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)(القصص: من الآية41) يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز وجل. فإستعمال كلمة (أئمة) في القرآن ليراد منها طائفتين جائز كما هو الحال في كثير من الألفاظ القرآنية التي أريد منها أكثر من مصداق.
وفي رسالة لأبي عليه عبد الله (عليه السلام) انه قال: فان الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم في كتابه في قوله: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا), وهم الذين أمر الله بولايتهم وطاعتهم والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم وهم أئمة الضلال الذين قضى الله أن يكون لهم دول الدنيا على أولياء الله الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله) يعملون في دولتهم بمعصية الله ومعصية رسوله (صلى الله عليه وآله) ليحق عليهم كلمة العذاب ويتم أمر الله فيهم .... ومن الذين سماهم في كتابه في قوله تعالى: (جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ), فتدبروا هذا واعقلوه




السؤال: أيهما أفضل القرآن أم النبي (صلى الله عليه وآله)
أيهما افضل القرآن ام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ؟
الجواب:
ورد في الحديث (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) و (أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته) وغيرها مما ورد في تبيين منزلة النبي (صلى الله عليه وآله) في عالم التكوين.
لذا يمكن أن يقال: لا تصح المقايسية والتفضيل بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتاب الله العزيز لعدم وحدة الموضوع.
وبشكل أوضح نقول : أن للأول الحق تجلياً وظهوراً في عالم التكوين كما هو متصور في أحاديث خلق نور نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، وله تجلياً وظهوراً آخر في عالم التدوين المتمثل في خلق القرآن وحقيقته.
ومن الواضح لكل فاهم سبق عالم التكوين على عالم التدوين، وان تدوين الكتاب العزيز هو رشحة من رشحات نور نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وعلمه ومعارفه، وقد ورد أنه (صلى الله عليه وآله) والأئمة كلام الله الناطق والقرآن كلامه الصامت) .
وأكثر من ذلك يقال: ان من انتقشت في قواه ألفاظ القرآن، وفي عقله معانيه، واتصف بصفاته الحسنة، واحترز عما نهى الله عنه فيه، وأتعظ بمواعظة، وصير القرآن خلقه، فهو أولى بالتعظيم والإكرام، كما ورد في الحديث (إن المؤمن أعظم حرمة من القرآن والكعبة) فكيف برسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!





لسؤال: لماذا لم يذكر في القرآن الديانات الأخرى كالهندوسية والبوذية
لي صديق هندوسي سألني هذا السؤال:
هل الدين الاسلامي نسخ جميع الاديان أو أنه نسخ الاديان التي كانت فقط في نفس منطقة انطلاق الاسلام (الشرق الاوسط) مثل اليهودية والمسيحية ؟
فقلت له: بل نسخ جميع الاديان !
فقال لي: إذا لماذا في القرآن الكريم تم ذكر الاديان التي في منطقة الشرق الاوسط ولم يذكر الاديان في المنطقة الهندية أو الاسيوية كالهندوسية والبوذية علما بانها كانت تمثل أكثر من ثلث سكان الارض آنذاك وكانت الديانة الهندوسية قبل الاسلام بالآف السنين، وهل القرآن أتى بذكر أنبياء أرسلت اليهم؟

الجواب:
قد ذكر القرآن الكريم حكماً عاماً يشمل كل دين وعقيدة سواء كانت في الشرق الأوسط أم غيره، ونعني بذلك قوله تعالى: (( وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الأِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ )) (آل عمران:855), فكل دين غير دين الإسلام لن يقبل من الإنسان وهو في الآخرة من الخاسرين بحكم هذه الآية سواء كان هندوسياً أو نصرانياً أو يهودياً.
وقد تكون إشارة القرآن إلى بعض الأديان دون غيرها من باب أنها ديانات إبتلائية في المنطقة التي نزل القرآن بها، إلا أن هذا لا يمنع من شمول غير هذا الديانات بحكم النسخ وعدم القبول الذي ذكرته الآية المشار إليها أعلاه .
هذا إذا قلنا باعتبار الديانات المذكورة على حد اليهودية والنصرانية والمجوسية، ولكن من الواضح أن هذه الديانات غير السماوية يدخل أصحابها في المشركين فلا نسخ لدياناتهم، بل أبطالها ، وإنما النسخ يكون للديانات السماوية. فلاحظ.




السؤال: بيان آيات السجدة الواجبة عن غيرها
لماذا نجد اختلافا في آيات السجود من مصحف لآخر ومن حدد هذه الأماكن وهل يجوز قطع الصلاة للقيام به عند الشيعة
الجواب:
1- الذي عليه اجماع الإمامية وما دلت عليه النصوص الشرعية عن أهل البيت(ع) بأن الآيات التي يجب عندها السجود هي آيات أربع في أربع سور تسمى سور العزائم، وهي ألم التنزيل، عند قوله: (ولا يستكبرون)، وحم فصلت، عند قوله: (تعبدون)، والنجم، والعلق ـ وهي سورة إقرأ بأسم ربك ، عند ختمهما ويستحب السجود في أحد عشر موضعاً أخرى، بل قالوا باستحباب السجود عند كل آية فيها أمر بالسجود ما عدا الآيات المشار إليها فالسجود واجب (راجع: مستمسك العروة الوثقى للسيد محسن الحكيم (6: 415)).
2- وأما قراءتها ـ آيات السجدة الواجبة ـ في الصلاة الفريضة فقد أفتى فقهاء الإمامية بعدم جواز ذلك ومن قرأ عمداً وجب عليه السجود للتلاوة فإن سجد بطلت صلاته، وإن عصى فالأحوط وجوباً له الأتمام والاعادة (انظر منهاج الصالحين للسيد الخوئي 1: 163).






السؤال: لماذا حفظ الله القرآن دون غيره ؟
لماذا سمح الله بتحريف التوراة والانجيل و لم يسمح بتحريف القرآن والحال كانا هما الممهدان للإسلام ؟
فالعقل يقول لنا ان يكمل واحدا منهم للآخر أي الانجيل يكمل التوارة والقرآن يكمل الانجيل والتوراة معاً وان القرآن هو الرسالة الشاملة .

الجواب:
إن القرآن الكريم له بعض الخصوصيات عما سواه مما سبقه من الكتب المقدسة مما جعل له الاهمية والحفظ دون غيره منها:
1- كون القرآن الكريم معجزة الإسلام ورسول الإسلام(ص) الخالدة.
2- كون القرآن الكريم آخر الكتب السماوية فلا يعقبه كتاب مصحح له أو متمم ولا نبي يرسل ولا دين جديد بعده يشرع.
ولذلك تكفل الله تعالى بحفظه دون سائر الكتب التي أوكل حفظها إلى من التزمها وابتلاهم وامتحنهم بالحفاظ عليها والسير على نهجها ولكن دون جدوى فقد فشلوا في الامتحان والاختبار الالهي بالحفاظ على كتبهم ودينهم فحرفوه بأيديهم (( فوَيلٌ لَّهم مّمَّا كَتَبَت أَيديهم وَوَيلٌ لَّهم مّمَّا يَكسبونَ )) (البقرة:79).
فالكتب السابقة كانت تتبعها كتب وديانات تصحح ما حرّف وما غيّر في الدين الذي قبله ويكمله حتى يحقق درجة أعلى من الكمال والصواب.
أما دين الإسلام فهو الدين الكامل والقمة في التكامل فلا يحتاج إلى غيره إلا أن يصدق ما جاء قبله على لسان أنبياء الله ورسله (ع)، فلا كتاب بعد القرآن الكريم ولا دين بعد الإسلام العظيم لأنه الغاية في الكمال سواء بأعلامه ورموزه كالنبي (ص) وآله (عليهم السلام) أو بكتابه وتشريعاته، فالكل حصلوا على مرتبة الغاية في الكمال وهي الغاية من خلق بني الإنسان وتفضيلهم على سائر خلق الله تعالى وأفضل خلفائه على المعمورة على الإطلاق فلا حاجة بعدهم إلى مكمل ومصحح بعدهم، فحصلت له العناية واختص بالحفظ الالهي لأنه كما قال تعالى: (( وَأَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ مصَدّقاً لمَا بَينَ يَدَيه منَ الكتَاب وَمهَيمناً عَلَيه فاحكم بَينَهم بمَا أَنزَلَ اللَّه وَلا تَتَّبع أَهوَاءَهم عَمَّا جَاءَكَ منَ الحَقّ لكلّ جَعَلنَا منكم شرعَةً وَمنهَاجاً وَلَو شَاءَ اللَّه لَجَعَلَكم أمَّةً وَاحدَةً وَلَكن ليَبلوَكم في مَا آتَاكم فاستَبقوا الخَيرَات إلَى اللَّه مَرجعكم جَميعاً فينَبّئكم بمَا كنتم فيه تَختَلفونَ ))(المائدة:48) فلو جاز على القرآن التحريف والفقدان لكان نقض للغرض من جعله معجزة خالدة مستمرة إلى آخر الدنيا، ولاحتاج البشر بعد وقوع التحريف الفرضي عليه إلى مكمل ومرشد (كتاب) آخر ليكون الفضل إليه إلى آخر الدنيا، فلاحظ.



السؤال: لا يجوز حرق ما فيه شيء من ذكر الله
بسمه تعالى
ماهو حكم حرق صفحات من القران الكريم اذا كان القران فاقد لبعض صفحاته؟
وماهو حكم حرق الجرائد والكتب والمجلات الحاوية على ايات قرانية كما يفعلها البعض للتخلص منها؟
هنالك رواي تاريخية مشهورة انه اتى رسول ابو مسلم الخراساني للامام الصادق عليه افضل الصلاة والسلام واعطاه رسالة من ابو مسلم الخراساني فاخذه الامام الصادق
عليه السلام حرقها بدون ان يفتحها, اليس من الشائع في كتابة الرسائل ان تبدا بالبسملة وان تحوي على لفظ الجلالة مثلاً (ابن رسول الله), الامام الصادق عليه افضل الصلاة والسلام معصوم وهو ادرى باحكام الله تعالى.
ارجو مناقشة الرواية اعلاه مع اني سالت عن الحرق فقيل بحرمته, وما هي افضل الوسائل للتخلص من هكذا اوراق بدون انتهاك حرمتها

الجواب:
وردت روايات عنهم (عليهم السلام) تنهى عن حرق القراطيس التي فيها شيء من ذكر الله, فعن أبي الحسن (عليه السلام) قال : سأله عن القراطيس تجتمع هل تحرق بالنار وفيها شيء من ذكر الله , قال : لا تغسل بالماء أولا قبل.
وعن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : لاتحرقوا القراطيس ولكن امحوها وحرقوها.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضا أنه سئل عن الإسم من أسماء الله يمحوه الرجل بالتفل قال امحوه بأطهر ما تجدون.
وعنه (عليه السلام) : إمحوا كتاب الله تعالى وذكره بأطهر ما تجدون ونهى أن يحرق كتاب الله ونهى أن يمحى بالأقلام.
وعن أبي الحسن موسى (عليه السلام) سٌئل عن الظهور التي فيها ذكر الله عز وجل قال : إغسلها.
أما الكتاب الذي ورد إلى الإمام الصادق (ع) من أبي مسلم الخراساني ,فإنه لابدّ أن لايكون فيه شيء من ذكر الله أو من أسمائه الحسنى والإ لما حرقه الإمام (ع) وهو أعلم بما في الكتاب وإن لم يفتحه وإن كانت بعض النقولات التي اطلعنا عليها تشير إلى أنه فتحه وقرأه ثم أحرقه فإحراقه له دليل على أنه ليس فيه شيء لا يجوز حرقه.




السؤال: الفرق بين (اسطاعوا) و (استطاعوا)
ما الفرق بين المعنى القراني لكلمة (استطاعوا) و (اسطاعوا)

الجواب:
اسطاع واستطاع بمعنى واحد، وأختلف أهل العربية في وجه حذف التاء من قوله تعالى: (( فَمَا اسطَاعُوا )).
فقال بعض نحويي البصرة: فعل ذلك لأن لغة العرب أن تقول: اسطاع يسطيع، يريدون بها استطاع يستطيع، ولكن حذفوا التاء إذا جمعت مع الطاء ومخرجهما واحد. وقال بعضهم: استطاع، فحذف الطاء لذلك. وقال بعضهم: أسطاع يسطيع، فجعلها من القطع كأنها أطاع يطيع، فجعل السين عوضاً من إسكان الواو.
وقال بعض نحويي الكوفة: هذا حرف أستعمل فكثر حتى حذف.
المصادر: تفسير الطبري 16: 5، تفسير الميزان للطباطبائي 13: 65.


لسؤال: القرآن يتعدى الإتيان بمثله
من المعلوم وبالضرورة التأريخية وعليه التسالم من الموالف والمخالف ونطق به القرأن الكريم ان النبي الاكرم ص تحدى مشركي قريش وفي مكه بان ياتوا بمثل القران الكريم بالكيفيه التي نطق بها القران العزيز وسؤالي هل ان هذا الامر متواتر روائيا بحيث توجد لدينا روايات سنية وشيعية متواترة ينتهي سندها الى عصر النبي الاكرم ص؟
الجواب:
لا نحتاج لإثبات وجود التحدي عن طريق الروايات ونثبت تواترها مع ذلك،فالقرآن الكريم صريح في التحدي وهو قد وصل إلينا بالتواتر، فالله سبحانه هو المتحدي على لسان القرآن فحتى لو لم يثبت تحدي الرسول (صلى الله عليه وآله)، يبقى القرآن هو المتحدي ولم يستطع حتى الآن أي شخص على معارضة هذا التحدي.





السؤال: الإبهام في معاني القرآن حصل بسبب وضع الحديث
لماذا ترك الرسول (ص) كل هذا الابهام مع ان الله تعالى انزل قوله (( اليوم اكملت لكم دينكم.. ))
الجواب:
لم يكن هناك إبهام حال نزول الآيات وإيضاحها من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما الإبهام جاء من خلال من عمل على تحريف معاني القرآن، فالآية بدلا من جعلها واضحة في سبب نزولها والمعنى المراد منها يجعل لها أسباب نزول أخرى ومعاني أخرى فأختلط الحق بالباطل وحصل الإبهام، ولو استطعنا تمييز الروايات الصحيحة الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) لصار الحق واضحاً لا لبس فيه.




لسؤال: هل في المعلقات جانب إعجازي
ماهو الرد على من يقول بأن شعر المعلاقات افضل من القران والعياد بلله.قد تعودنا على حجتكم العظيمه في الرد والاسلوب الاقناعي وان من يحاوركم يفهم ويعلم ويبصر.

الجواب:
لم يدع أحد من بلغاء العرب أن المعلقات أفضل من القرآن من جهة البلاغة أو غير ذلك بل الواردة عكس ذلك, وذلك أنه عندما ما نزل قوله تعالى: (( وَقِيلَ يَا أَرضُ ابلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقلِعِي وَغِيضَ المَاء وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعداً لِّلقَومِ الظَّالِمِينَ )) (هود:44). رفعوا المعلقات من الكعبة خوفاً من الفضيحة.
ثم إن القرآن الكريم ليس هو معجزة فقط بالبلاغة بل أن العلوم التي جاء بها والإخبار بالمغيبات وغير ذلك جعلته معجزة لا يمكن الإتيان بمثلها بخلاف المعلقات فإن الشعراء استطاعوا أن يأتوا بمثلها أو أفضل منها.




السؤال: بلاغة القرآن
يقول أحد المنكرين لقمة الاعجاز البلاغي في القرآن بأن شعراء الجاهلية كانوا أبلغ من القرآن.
ويقول آخر أن بلاغة محمود درويش أو العقاد او المتنبي أثر من بلاغة القرآن.
فهل يمكنكم أن تزودوني بأقوال شعراء وأدباء وبلغاء وفصحاء معاصرين أو غير معاصرين (وخاصة المعاصرين) من كتبهم كشهادة منهم على أن القرآن أبلغ منهم؟
الجواب:
لا وزن لقول هذا المنكر مع اعتراف فصحاء العرب وبلغاءهم بتفوق القرآن الكريم على سائر ما يؤثر من كلام البشر، وسواء عثرنا نحن وأنتم على شهادة من شعراء وأدباء العصر أم لم نعثر فإنه لا قيمة لتلك الشهادة إزاء عشرات الشهادات والتأييدات التي قيلت في عظمة القرآن من قبل أدباء وشعراء العرب الأوائل فإنهم أقرب إلى واقع اللغة العربية وأسرارها من هؤلاء المحدثين والمعاصرين الذين لا يتحدثون بالفصحى إلا حينما يكتبون، أما في حياتهم الاجتماعية والأسرية فإنهم يرطنون باللهجات المحلية فكيف يمكن أن تكون لشهادة هؤلاء قيمة؟
ولكننا سنذكر طرفاً مما قاله فصحاء العرب وأدباؤها الذين عاصروا نزول القرآن حينما كانت اللغة العربية في أوج مجدها..
روي عن ابن عباس قال: ((جاء الوليد بن المغيرة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له, فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ليعطوكه لأن لا تأتي محمداً ولتعرض لما قاله.
قال (الوليد): قد علمت قريش إني من أكثرها مالاً. قال (أبو جهل): فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك كاره له. قال (الوليد): وماذا أقول؟ فو الله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه معذق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته...)).
وروي أن أبا جهل قال في ملأ من قريش: ((قد التبس أمر محمد، فلو التمستم رجلاً عالماً بالشعر والكهانة والسحر، فكلمه ثم أتاه ببيان عن أمره)) فقال عتبة: ((والله لقد سمعت الشعر والكهانة والسحر وعلمت من ذلك علماً، وما يخفى علي))، فأتاه، فاسمعه رسول أوائل سورة فصلت، فلما بلغ قوله: (( صَاعِقَةً مِّثلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ )) (فصّلت:133) أمسك عتبة على فيه (أي على فم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وناشده الرحم, ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش، فلما احتبس عنهم قالوا: ما نرى عتبة إلا وقد صبأ، فانطلقوا إليه وقالوا: يا عتبة ما حبسك عنا إلا أنك قد صبأت. فغضب وأٌقسم لا يكلم محمداً أبداً، ثم قال: والله لقد كلمته فأجابني بشيء، والله ما هو بشعر ولا كهانة ولا سحر، ولما بلغ (( صَاعِقَةً مِثلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ )) (فصلت: 13). أمسكت بفيه وناشدته الرحم، وقد علمتم أن محمداً إذا قال شيئاً لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب)).
وفي حديث إسلام أبي ذر: وصف أخاه أنيساً فقال: ما سمعت بأشعر من أخي أنيس، لقد ناقض أثني عشر شاعراً في الجاهلية أنا أحدهم، وإنه انطلق إلى مكة وجاءني بخبر النبي، قلت: فما يقول الناس؟ قال يقولون: شاعر، ساحر، كاهن، لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعته على أقراء فلم يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شاعر، وإنه لصادق، وإنهم لكاذبون.
وروي أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ: (( فَاصدَع بِمَا تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ )) (الحجر:94).سجد وقال: سجدتُ لفصاحته.
وما يتصل بهذا ما روي أن أعرابياً سمع آخر يقرأ: (( فَلَمَّا استَيأَسُوا مِنهُ خَلَصُوا نَجِيّاً )) (يوسف:80).
فقال: أشهد أن مخلوقاً لا يقدر على مثل هذا الكلام.
وحكى الأصمعي قال: رأيت بالبادية جارية خماسية أو سداسية وهي تقول:
استغفر الله لذنبي كله ***** قتلت إنساناً لغير حِله
مثل غزالٍ ناعم في دَلّه ***** فانتصف الليل ولم أُصلّه
فقلت لها: قاتلك الله ما أفصحك! فقالت: أتعد ذلك فصاحة بعد قول الله عز وجل: (( وَأَوحَينَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَن أَرضِعِيهِ فَإِذَا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقِيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرسَلِينَ )) (القصص:7).
فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين.
وروي أن ابن المقفع طلب معارضة القرآن ورامه وشرع فيه، فمر بصبي يقرأ: (( وَقِيلَ يَا أَرضُ ابلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعداً لِلقَومِ الظَّالِمِينَ )) (هود:44).
فرجع فمحا ما عمل، وقال: أشهد أن هذا لا يُعارض وما هو من كلام البشر، وكان ابن المقفع من أفصح أهل وقته.
وشهد له حسان بن ثابت في بعض شعره حيث قال:
الله أكرمنا بنصر نبيه ***** وبنا أقام دعائم الإسلام
وبنا أعز نبيه وكتابه ***** وأعزنا بالضرب والإسلام
ينتابنا جبريل في أبياتنا ***** بفرائض الإسلام والأحكام
يتلو علينا النور فيها محكماً ***** قسماً لعمرك ليس كالاقسام
ويروى أن القصائد الجاهلية كانت معلقة على الكعبة, فأنزلتها العرب لفصاحة القرآن إلا معلقة أمرئ القيس فإن أخته أبت ذلك عناداً، فلما نزلت آية: (( وَقِيلَ يَا أَرضُ ابلَعِي مَاءَكِ )) (هود:44).
قامت إلى الكعبة فأنزلت معلقة أخيها.
هذه جملة من شهادات فصحاء العرب وأرباب البلاغة في القرآن الكريم، فهل يعبأ بعدها بشهادات من هم دونهم كالأدباء والشعراء المعاصرين، الذين ذكرتم بعضهم، وهم لو سألتموهم لاعترفوا بأن شعرهم وأدبهم لا يداني شعر وأدب العصر الإسلامي أوالجاهلي ويتصاغرون أمام قصائد مثل لبيد وعنترة والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والفرزدق وجرير وحسان بن ثابت, فكيف يتطاولون على من اعترف قول هؤلاء الفطاحل بتفوق القرآن عليها؟!

تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
يقول أحدهم أن الآيات القرآنية اضافة الى بلاغتها وفصاحتها تترك أثرا في نفس المستمع او القارئ, أي أن العبارة القرآنية ليست فقط مطابقة لمقتضى الحال (أو بليغة) بل اضافة الى ذلك فانها تترك أثرا في وجدان القارئ أو المستمع.
مثلا الآية (واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعاني) فهذه العبارة اضافة الى شدة مطابقها للقصد فانها تترك أثرا في وجدان القارئ او المستمع وتحسسه فعلا أن الله قريب منه.
فهل توافقون على ذلك اولا؟
ثانيا هذا الكلام حقيقة كان موجها الى أحد المنكرين لاعجاز القرآن، فرد قائلا بأن القرآن لا يترك أثرا عند غير المؤمن به، فماذا تقولون؟
ثالثا هناك في المصادر الاسلامية ان المشركين كانوا يستمعون الى تلاوة القرآن خفية أو سرا في الليل كقصة استماع أبو جهل وغيره بالليل لتلاوة القرآن وكذلك قول الوليد ين المغيرة (ان عليه - أي القرآن - لحلاوة وان عليه لطلاوة..) يمكن الاستدلال بها على أثر الاستماع الى القرآن على المشركين، ولكن لا يمكن الاستدلال بها عند مناقشة من لا يؤمن بالاسلام أصلا فضلا عن مصادره التاريخية، فهل هناك استدلالات على هذا الأثر وهذه الحلاوة من مصادر غير اسلامية أو ممن يمكن اعتبارهم محايدين في مثل هذه القضايا؟
الجواب:
ورد في المثل: إن الفضل ما شهدت به الأعداء، وقد ذكرنا لك في جوابنا السابق طرفاً من أقوال مشركي قريش في القرآن بعد استماعهم له، وكذلك أقوال أهل البادية وجماعة من نقاد الشعر كالأصمعي وابن المقفع.
أما تأثيره في وجدان غير المؤمن به فننقل لكم هذا الخبر زيادة على ما تقدم:
روي أن جبير بن مطعم ورد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في معنى حليف له: أراد أن يفاديه فدَخل والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ سورة (( وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسطُورٍ )) (الطور:1-22) في صلاة الفجر، قال: فلما أنتهى إلى قوله: (( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِن دَافِعٍ )) (الطور:7- 88).ونضيف إلى ما تلوناه عليك من قبل هذين الحديثين الشريفين, وهما أبلغ شهادة من جميع ما شهد به سواهما لأن صاحبي الحديثين من أصدق الناس وأبلغهم.
قال: خشيت أن يدركني العذاب فأسلمت.
روي أن النبي وصف القرآن وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) أفصح من نطق بالضاد فقال: (( ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه )).
وعن سيد البلغاء والمتكلمين أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء، هو الذي لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالت: (( إِنَّا سَمِعنَا قُرآناً عَجَباً * يَهدِي إِلَى الرُّشدِ.. )) (الجن:1-2).




السؤال: القرآن في أقصى مراتب البلاغة
يقول الله تعالى في القرآن: (( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين )) .
وقد قرأت في في صفحة الأسئلة العقائدية بموقعكم أن المثل هنا بمعنى النظير، فالقرآن يطالبوا منكري اعجازه بان يأتوا بنظيره ان استطاعوا.
سؤالي هو ماهي الشروط التي يجب أن تكون في هذا النظير؟
أقصد ماهي الشروط التي يجب أن تكون في النص المأتى به لكي يصح ان نقول أنه نظير القرآن؟
علما بأني أقصد النص وليس المحتوى، أي لاأقصد الاعجاز العلمي او الاخبار بالغيبيات أو الاحكام الاجتماعية والسياسية وغيرها المذكور في القرآن، لأن القرآن طالب ولو بمواضيع مفتريات، وحسب ما أفهم يقصد حتى لو لم يكن محتوى هذا النظير حقائق.
الجواب:
إن هناك ترتباً بين النصوص البلاغية، والقرآن الكريم هو في الرتبة العليا بحيث لا يدانيه نص بلاغي آخر مهما كان قوياً.
ولنضرب على ذلك مثالاً:
كان العرب ينظرون إلى الشعر بأعتباره إبداعاً أدبياً بلاغياً وكانوا يميزون بين الشعراء بحسب قوة النص الشعري،وتعد المعلقات السبع أو العشر من اروع ما كتبه شعراء العرب، ولشدة تفوق هذه القصائد فقد علقوها على أستار الكعبة، أي أنهم أعطوها رتبة فوق سائر ما قاله العرب من شعر وذلك لما تحمله هذه القصائد من نواحي بلاغية وفنية باهرة، فيمكن أن يصنف النص الشعري تبعاً لهذا التمييز إلى رتبتين: النص الشعري العام والنص الشعري المعلق على الكعبة.
وهكذا القرآن ـ مع الفارق ـ فإن نصه في أقصى درجات البلاغة والإبداع الفني، فهو برأسه رتبة مستقلة بالنسبة إلى سائر النصوص البلاغية، ولا يوجد في رتبته نص أخر يكون مثيلاً له في حين أن لمعلقة أمرىء القيس مثلاً نظيراً أو مثيلاً في رتبتها كمعلقة زهير بن أبي سلمى أو معلقة عنترة...
بينما لا يوجد نص أدبي بلاغي يمكن أن يتفوق على النص القرآني ولا أن يكون في مستواه وذلك بشهادة جميع البلغاء والفصحاء في عصر البلاغة والفصاحة.
ولكون القرآن في ذروة الإبداع الأدبي والبلاغي فإن الشروط الكفيلة بإيجاد المثيل له أو النظير لا توجد إلا عند الله تعالى، ولو كنا نعلم تلك الشروط أو يعلمها نوع البشر لساغ أن نكتب أو يكتب البلغاء نظيراً له، ولما كان ثمة موضوع للتحدي، فلاحظ.






السؤال: اعجاز القرآن في نظمه وبلاغته
قلتم في البداية ان الجهة الاولى من اعجاز القران هي نظمه المعجز وبلاغته وثانيا تحديه لكل العرب, ولكن كل الايات التي فيها تحدي على الاتيان بمثل هذا القران لايوجد معها قرينة تدل على ان التحدي مرتبط بالنظم والبيان, من اين جاءت فكرة ان تحقيق المثلية للقران هي في النظم والبيان؟؟
بل بالعكس! لان القران دائما يصف نفسه بانه كتاب هدى وليس كتاب فصاحة وبلاغة وغيره.
الجواب:
القرآن معجز ولا شك من أنه نزل على أمة الفصاحة والبلاغة والنظم في اللغة والنشر والبيان, أفلا يكفي هذا لمن شك في إعجازه, ولمّا كان العرب هم الذين يتذوقون هذا الفن والإبداع اللغوي الذي يحاكي لغتهم كان هناك معنى ومغزى لهذا الإعجاز الذي شمل كل جوانب اللغة من بلاغة ونظم وبيان ومعاني هذا إضافة إلى كل جوانب الحياة (( مَا فَرَّطنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيءٍ )) (الانعام:38).
ثم إن القرآن كله أعجاز في نظمه في بيانه في حكمته في سياسته في إجتماعياته في غيبياته وأخباره وقصصه يقول الشيخ الطوسي في كتابه (الاعتقاد):
(( وأقوى الأقوال عندي قول من قال إنما كان معجزا خارقا للعادة لاختصاصه بالفصاحة المفرطة في هذا النظم المخصوص دون الفصاحة بانفرادها ودون النظم بانفراده ودون الصرفة، والذي يدل على ما قلناه واخترناه أن التحدي معروف بين العرب بعضهم بعضا ويعتبرون في التحدي معارضة الكلام بمثله في نظمه ووصفه لأنهم لا يعارضون الخطب بالشعر ولا الشعر بالخطب والشعر لا يعارضه أيضا إلا بما كان يوافقه في الوزن والروي والقافية فلا يعارضون الطويل بالرجز ولا الرجز بالكامل ولا السريع بالمتقارب، وإنما يعارضون جميع أوصافه. فإذا كان كذلك فقد ثبت أن القرآن جمع الفصاحة المفرطة والنظم الذي ليس في كلام العرب مثله، فإذا عجزوا عن معارضته فيجب أن يكون الاعتبار بهما. فأما الذي يدل على اختصاصها بالفصاحة المفرطة فهو أن كل عاقل عرف شيئا من الفصاحة يعلم ذلك وإنما في القرآن من الفصاحة ما يزيد على كل فصيح وكيف لا يكون كذلك وقد وجدنا الطبقة الأولى قد شهدوا بذلك وطربوا له كالوليد ابن المغيرة والأعشى الكبير وكعب بن زهير ولبيد بن ربيعه والنابغة الجعدي )) (الاعتقاد - ص 183)
وقال في صفحة (174)
(( وأما اختصاصه بالنظم معلوم ضرورة لأنه مدرك مسموع وليس في شئ من كلام العرب ما يشبه نظمه من خطب ولا شعر على اختلاف أنواعه وصفاته، فاجتماع الأمرين منه لا يمكن دفعهما.
ملاحظة نود ذكرها ان من عارض القرآن لم يعارضه بأمر من خارج النظم والبيان وهذا مسيلمة لما جاء وعارض القرآن كتب: والنازعات غرقا والعاجنات عجنا والخابزات خبزا واللاقمات لقما أهالةً وسمناً )).
وقال العلامة السيد الطباطبائي:
(( التحدي بالبلاغة وقد تحدى القرآن بالبلاغة كقوله تعالى: (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ * فَإِلَّم يَستَجِيبُوا لَكُم فَاعلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلمِ اللَّهِ وَأَن لَا إله إِلَّا هُوَ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَ )) (هود:13-14).
والآية مكية، وقوله تعالى: (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ * بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ )) (يونس:38-39).
والآية أيضا مكية وفيها التحدي بالنظم والبلاغة فإن ذلك هو الشأن الظاهر من شؤون العرب المخاطبين بالآيات يومئذ، فالتاريخ لا يرتاب أن العرب العرباء بلغت من البلاغة في الكلام مبلغا لم يذكره التاريخ لواحدة من الأمم المتقدمة عليهم والمتأخرة عنهم ووطئوا موطئا لم تطأه أقدام غيرهم في كمال البيان وجزالة النظم ووفاء اللفظ ورعاية المقام وسهولة المنطق.
وقد تحدى عليهم القرآن بكل تحد ممكن مما يثير الحمية ويوقد نار الانفة والعصبية. وحالهم في الغرور ببضاعتهم والاستكبار عن الخضوع للغير في صناعتهم مما لا يرتاب فيه، وقد طالت مدة التحدي وتمادى زمان الاستنهاض فلم يجيبوه إلا بالتجافي ولم يزدهم إلا العجز ولم يكن منهم إلا الاستخفاء والفرار، كما قال تعالى: (( أَلَا إِنَّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ أَلَا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيَابَهُم يَعلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعلِنُونَ )) (هود:5).
وقد مضى من القرون والاحقاب ما يبلغ أربعة عشر قرنا ولم يأت بما يناظره آت ولم يعارضه أحد بشئ إلا أخزى نفسه وافتضح في أمره. وقد ضبط النقل بعض هذه المعارضات والمناقشات، فهذا مسيلمة عارض سورة الفيل بقوله: (الفيل ما الفيل وما أدريك ما الفيل له ذنب وبيل وخرطوم طويل) )) (الميزان1 :68).



السؤال: كيف تكون البلاغة معجزة بحق الذين لا يحسنون العربية
ان لكل نبي معجزه والمعجزه تكون لبيان الحق واثبات المدعي وتصديق المدعي وقهر الخصم بحيث لايكون عنده اي
مجال للشك كما في معجزه ابراهيم عليه السلام وخروجه من النار سالما وموسي وعيسي ومعجزه نبينا عليه الف التحيه والسلام هي القران الكريم ومعجزه القران هي البلاغه التي تحدي بها صناديد البلاغه انذاك والسوال هو كيف تكون البلاغه دليل لاقناع الذين لايجيدون اللغه العربيه ولايتحسسون موسيقي البيان ولا يتذوقون المعني البلاغي
الجواب:
لمكان الرسالة وزمانها واللغة التي يتكلم بها النبي الجائي بالمعجزة وطبيعة العلوم في الفترة التي تأتي بها المعجزة كلها لها مدخلية في قوة إذعان الناس للرسالة وللمعجزة, فكون البلاغة هي الإعجاز بلحاظ أنها أقوى الصنائع في ذلك, مع أن هذا الأعجاز مازال قائماً ويصم أذان الدنيا بالإتيان بسورة واحدة من مثل ما جاء في القرآن.. والحجة على الآخرين من الذين لا يحسنون البلاغة أو الذين لا يجيدون اللغة العربية تقام عليهم من طريقين:
الأول:
بعد معرفتهم واطلاعهم بأن اللغة العربية تمتاز بشيء أسمه البلاغة, وهذا علم معروض معلوم عنها, وله قوانين واسس يعرفها أهلها, وأنه قد جاء النبي (صلى الله عليه وآله) لهؤلاء القوم الذين يجيدون هذه الصناعة - صناعة البلاغة - ومع ذلك تحداهم بالإتيان بثلاث آيات ـ وهي أقل سور القرآن ـ تكون بلاغتها بمستوى بلاغة القرآن وقد عجزوا عن ذلك, فهذا المعنى لابد أن يذعن له كل إنسان سواء كان عالماً بالبلاغة أو جاهلاً بها.. كما نذعن نحن بأن فلاناً هو أمهر الأطباء, أو أن فلاناً هو أعظم الفنانين في الاختصاص الفلاني, وذلك لأن أهل الخبرة ـ من صنفه وصناعته ـ قد شهدوا له بذلك .. وهذه سيرة عقلائية لا يمكن لأحد إنكارها أو التغاضي عنها.
الثاني :
إن القرآن الكريم قد حوى علوماً جمة ومعاجز أخرى غير معجزة البلاغة, كالإخبار بالغيبيات من انتصار الروم على الفرس ونحوها, والقوانين والأنظمه والأسس السياسية والإجتماعية والأقتصادية والأخلاقية التي لا يمكن لإنسان عاش في تلك الفترة الزمنية كالنبي محمد(صلى الله عليه وآله) وفي تلك البيئة البدوية التي لا تجيد من علوم الدنيا الشيء الكثير أن يأتي بمثل ما جاء به القرآن .. فهذا دليل قاطع أن ما جاء في القرآن هو ليس من النبي (صلى الله عليه وآله) بل ليس ذلك صياغة البشر وترتيبهم.





السؤال: هل هناك تشابه بين القرآن وبعض ما قاله قس بن ساعدة
ماحقيقة شخصية قس بن ساعدة؟؟
ومامدى صحة ماينقل عنه من خطب تطابق مضامين بعض سور القران الكريم كما في سورة الفاتحة والتوحيد اواشارته الى دوران الليل ورسو الجبال وغيرها من حقائق اعجازية علمية؟؟ لقد قيل ان النبي ص كان يحب سماع مواعظه وخطبه ومن هنا فلو صح ما ادعي لماذا لم يتخد المرجفون من قريش وسواهم هذا دليلا لاتهام النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) باستقاء معلوماته ومعارفه من قس مع فرض تشابه المضمون وشيوع خطبه بدلا من ترهاتهم وسخفاتهم التي اتهموه (ص) بها؟؟
الجواب:هو قس بن ساعدة بن صداق بن زهر بن أياد بن نزار الإيادي من خطباء العرب المشهورين وحكمائهم عاش ستمائة سنة وقيل ثلاثمائة سنة.
كان من النصارى يسيح في الأرض، بشر بالنبي (صلى الله عليه وآله) وآله، مات قبل البعثة بعشر سنين.
له خطب يذكر فيها بعض مضامين المعارف الدينية من التوحيد والإيمان والبعث وغيرها، وهذه المعاني والمعارف واحدة في كل الأديان، فاذا وردت على لسان أحدهم فلا دلالة فيها على المشابه للقرآن، فإن أسلوب الخطابة عند العرب ومنها خطابة قس بن ساعدة يختلف اختلافاً جذرياً عن أسلوب القرآن الكريم فهو أعلى شأناً وأبعد منالاً ولذا لم تجد أحد من العرب توهم المقارنة بين ما قاله قس وبين القرآن.
وقد وردت روايات في ترحم النبي(صلى الله عليه وآله) عليه وسؤاله عنه وعن أخباره,وهناك رواية في أنه (صلى الله عليه وآله) رآه يخطب في سوق عكاظ، هذا ولا علم لنا من أين جاء هذا التوهم من أنه (صلى الله عليه وآله) كان يحب أن يسمع مواعظه وخطبه فهو لم يكن في مكة أصلاً, فلاحظ.


يتبع


رد مع اقتباس