عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/09/09, 10:56 AM   #1
ابوشهد

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل: 2012/03/04
المشاركات: 4,509
ابوشهد غير متواجد حالياً
المستوى : ابوشهد is on a distinguished road




عرض البوم صور ابوشهد
افتراضي فاطمة الزهراء هي الكوثر

فاطمة الزهراء هي الكوثر

(إنا أعطيناك الكوثر، فصلّ لربك وانحر، إن شانئك هو الأتبر) [سورة الكوثر: الآيات 1 - 3].

لك الله يا محمد!!

المجتمع الذي تعيش فيه، والذي أتيت لتقوض دعائم الجهل والفقر والفساد منه وتبني على أثر ذلك كياناً إنسانياً كاملاً... لا يزال يحمل في طياته رواسب الجاهلية المتمثلة في احتقار الأنثى واعتبارها مدعاة للذل والهوان حيث قال فيهم الله تعالى:

(وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب).

المجتمع الذي جئت لتنقذه من غمرات الضلالة، وتأخذ بيده إلى شاطئ السعادة والأمن والرفاه لا يزال يعتبر الرجل الذي لم يعقب ذكراً أبتر، ويعيّره على ذلك...

لك الله يا رسول الإنسانية! حين يراك العاص بن وائل خارجاً من المسجد، فتلتقيان عند باب بني سهم وتتحدثان.. وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد، وتنصرف لبعض شأنك، فيدخل العاص ويسألونه: من الذي كنت تتحدث معه؟ فيقول: ذلك الأبتر!!

أهكذا يجازى النبي على جهوده التي بذلها ليل نهار لهداية أولئك الغلاظ الشداد؟

أليس الأجدر بهم أن يعزوه بوفاة ولده عبد الله...

أهكذا تكون النكاية؟!

ولكن الله تعالى جلّ عن أن يترك النبي لوحده يتجرّع الغصص والآلام فها هو الأمين جبرئيل ينزل عليه بالوحي المبين، مفرحاً قلبه، مؤنساً وحشته...

(إنّا أعطيناك الكوثر، فصلّ لربّك وانحر، إن شانئك هو الأبتر).

وصدق الله العلي...

فقد أعطى رسوله الكوثر، والكوثر على وزن (فَوْعَل) من الكثير يستعمل للمبالغة. أجل فقد أعطى الله رسوله (صلى الله عليه وآله) الكثير الكثير:

الكثير الكثير من العلم.

الكثير الكثير من الجاه والمنزلة.

الكثير الكثير من الأتباع.

الكثير الكثير من الذرية.. إنهم ذريته التي ستزدهم وتنبع من معين فاطمة الزهراء، وتفنّد وصف العاص - وأمثال العاص - إياه بالأبتر.

إنهم وُلد فاطمة، وإن شئت فقل: وُلد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).

وجاءت الآية الكريمة مفّندة العموم في الدعوى التي كان يترنّم بها أبناء الجاهلية:

بنونا بنو أبنائنا، وبناتنا***بنوهن أبناء الرجال الأباعد

كلا، فالذرية من فاطمة، ذريّة رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وأصدق شاهد على ذلك تجده في سيرة النبي نفسه. فقد كان يبذل لأولاد فاطمة، وللحسن والحسين (عليهما السلام) بالخصوص ما كان لا يقصر عمّا يبذله أي أب تجاه أولاده.

وفي المحاورة التالية ما يوضح لك كون الحسن والحسين أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله).

(عن أبي الجارود، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) - يعني الإمام محمد الباقر -:

يا أبا الجارود، ما يقولون في الحسن والحسين؟

قلت: ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله).

قال: فبأي شيء احتججتم عليهم؟

قلت: بقول الله في عيسى بن مريم: (ومن ذرّيته داود - إلى قوله - وكلِّ من الصالحين) فجعل عيسى من ذرية إبراهيم. واحتججنا عليهم بقوله تعالى: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم).

قال: فأيّ شيء قالوا؟

قلت: قالوا: قد يكون ولد البنت من الولد، ولا يكون من الصلب.

قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام): والله يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب الله آية تسمى لصلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يردّها إلا كافر.

قلت: جعل فداك، وأين؟

قال: حيث قال الله: (حرّمت عليكم أمّهاتكم وبناتكم وأخواتكم - إلى قوله - وحلائل أبناءكم الذين من أصلابكم) فَسلْم يا أبا الجارود هل يحلّ لرسول الله (صلى الله عليه وآله) نكاح حليلتهما. فإن قالوا: نعم، فكذبوا والله، وإن قالوا: لا، فهما والله ابنا رسول الله لصلبه، وما حرّمت عليه إلا للصلب.



الدكتور السيد فاضل الحسيني الميلاني


th'lm hg.ivhx id hg;,ev



توقيع : ابوشهد
عظم الله اجرك و احسن عزاءك و غفر لشهدائك يا عراق
رد مع اقتباس