عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/06/24, 11:31 PM   #1
العقيلة

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3785
تاريخ التسجيل: 2015/04/19
المشاركات: 805
العقيلة غير متواجد حالياً
المستوى : العقيلة is on a distinguished road




عرض البوم صور العقيلة
افتراضي الصوم: حرمان هادف

الصوم: حرمان هادف
الصوم: حرمان هادف
الإنسان هذا الكريم على الله.. والذي خلق الله الكون ومافية من اجله وسخره لخدمته..
هذا الإنسان لماذا يفرض عليه هذا الحرمان القاسي من طعامه وشرابه ولذاته لمدة شهر؟!!
الواقع: أن فرض هذا الحرمان لم يكن تشهيا ولا اعتباطا فهو صادر عن جهة حكيمة لا تعرف العبث والتشهي، انه حرمان هادف نابع من صميم مصلحة الإنسان وخيره، وأقل ما نستطيع أن شصوره أنه كالحرمان الذي يفرضه الطبيب على مريضه ليس إلا ليودع المرض وبعانق الشفماء سريعا.

ونسجل هنا بعض النقاط التي يهدف إليها هذا التكليف الشاق:
ا- يعيش الإنسان طوال السنة يتقلب بين اطباق اطعام الشهي والشراب اللذيذ وفي أحضان الجنس الناعم، فتشغله لذة هذه النعم وتستولي على تفكيره، فيغفل عن ما خلفها من منعم متفضل وما تستلزمه من شكر متواصل...
فالإنسان قد لا يقدر النعم مادامت متوفرة له وإنما يراها كشيء طبيعي ناله باستحقاقه لا فضل لأحد عليه به.. ولكن إذا فقد إحدى النعم فحينئذ يشعر بقيمتها وبالفراغ الذي تركته ومن هنا انطلقت الحكمة التي تقول: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى.
والصوم موعظة عملية يحرم فيها الإنسان من النعم التي تغمره طوال السنة ويحس بألم الحرمان.. فيشعر بقيمة تلك النعيم ويعرف قدرها، ويفكر في فضل المنعم عليه بها.. فيتوجه إلى الله ويشكره على تلك النعم ويطلب إليه دوامها واستزادتها..

2- نظام الحياة يقتضي وجود التفاوت بين الناس اقتصاديا. فالناس ليسوا في مستوى واحد من الطاقات والقوى فمن الطبيعي أن يكون نصيب الأقوى من خيرات الكون أكثر من نصيب الضعيف.
ولو كان الناس كلهم في مستوى واحد لفقد التعاون والتفاعل بينهم لعمارة الحياة. فالعامل إذا كان مليونيرا فعلى ما يجهد نفسه في العمل، والكناس إذا كان ثريا فسوف لــــن يتنازل إلى مستوى الكناسة.. يقول القرآن الحكيــم:﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا الزخرف- 32.
ومن ناحية أخرى فإن الله خلق الحياة كمرحلة ابتلاء وامتحان للبشر، وتفاوت المستوى الاقتصادي شكل من أشكال الامتحان و ﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ الأنعام- 165.

وإذا كان من الحكمة وجود هذا التفاوت الاقتصادي فليس من العدالة أن تستأثر فئة بخيرات الكون وثروات العالم وتتفرج على بقية الناس يعانون من ألم الفقر والحرمان!
فما هو العلاج الصحيح لهذه المشكلة الإنسانية؟
الحضارة المادية بلونيها الرأسمالي والاشتراكي أخفقت في حل هذه ا!مكلة وأثبت الواقع فشلها.
فالمذهب الرأسمالي يوسع شقة التفاوت بين الناس وينمي الطبقية البغيضة في المجتمع بما يتيح للأثرياء من حرية فردية تجعلهم يتفننون في امتصاص ثروات المجتمع..

وكذلك المذهب الاشتراكي الذي يغذي روح الفرقة والعداوة بين طبقتي المجتمع، فهو يغرس في قلوب الحمال الحقد والبغض على الطبقة الثرية ويحكم على الطبقة العاملة أن تعيش صراعا مستمرا ضد الطبقة الأخرى، وبالطبع لا تطيب نفوس الأثرياء أن تسلب منهم أموالهم بقوة وعنف!
بالإضافة إلى ما نتج عن هذين المذهبين من مضاعفات خطيرة لم تعد خافية على صعيد الواقع..
أما الإسلام وهو الدين السماوي الخالد فقد قدم للمشكلة علاجا إنساناً ناجحا حيث فرض للفقراء النصيب الوافر في أموال الأثرياء ووضع الطرق السليمة العادلة التي تضمن لهم حقوقهم.

وأول مرحلة يقوم بها الإسلام في هذا المجال هي: توليد التعاطف والتراحم بين الطبقتين واستعمل لذلك نوعين من الأسلوب:
أسلوب فكري: ففي الآثار الإسلامية كتابا وسنة أحاديث كثيرة تحث على مراعاة الفقراء والمساكين وترغب في أنعاشهم ورفع مستواهم المعيشي..
وأسلوب عملي: وذلك أن فرض على الإنسان فترة من الحرمان تذكره بتلك الأغلبية من الناس التي تعيش مثل هذه الحالة طوال حياتها.
فالإنسان في الصوم حينما يضنيه الظمأ ويزعجه الجوع وترتفع عنده درجة الحرارة الجنسية.. وحينما يحس بألم الحرمان وقساوتة.. يفكر في حالة هؤلاء الفقراء والمساكين والذين يعيشون هذه الصعوبة والحرمان دائما وأبدا.

وحينما تتولد الرحمة وينشا العطف فسيكونان بداية ناجحة لحياة تعاون ورفاه للطبقتين.
يقول الإمام الصادق عليه السلام:"أما العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك لأن الغني لم يكن ليحس الجوع فيرحم الفقير لأن الغني كلما أراد شيئا قدر عليه، فأراد الله عز وجل أن يسؤي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والألم ليرق على الضعيف ويرحم الجائع ".
وسئل الإمام الحسين عليه السلام: "لم افترض الله عز وجل على عبده الصوم؟ فقال عليه السلام: "لجد الغني مس الجوع فيعود بالفضل على المسكين ".

المصدر - شبكة المعارف الاسلامية



hgw,l: pvlhk ih]t pvlhk



رد مع اقتباس