عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/10/31, 12:57 PM   #1
أسد العراق

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1629
تاريخ التسجيل: 2013/06/12
المشاركات: 63
أسد العراق غير متواجد حالياً
المستوى : أسد العراق is on a distinguished road




عرض البوم صور أسد العراق
افتراضي وصية الإمام علي عليه السلام إلى كميل بن زياد رضوان الله عليه في فضل العلم والعلماء

وصية الإمام علي عليه السلام
إلى كميل بن زياد رضوان الله عليه
في فضل العلم والعلماء

أبو مريم العراقي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين .

أما بعد .....

صدق من قال إن كلام أمير المؤمنين عليه السلام دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق .
ذلك أنه سليل بيت النبوة , ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله أفصح من نطق بالضاد .
لا أطيل بذكره ولا بمدحه ومن أنا وذاك , فيكفي بتعريف علي بن أبي طالب أن علي بن أبي طالب .
لكن لابأس بذكر هذا المقطع من خطبة الشريف الرضي في مستهل نهج البلاغة قال قدس الله نفسه :
(( أذ كان أمير المؤمنين (ع) مشرع الفصاحة وموردها , ومنشأ البلاغة ومولدها , ومنه (ع) ظهر مكنونها , وعنه أخذت قوانينها , وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب , وبكلامه استعان كل واعظ بليغ .
ومع ذلك فقد سبق وقصروا , وتقدم وتأخروا , لأن كلامه (ع) الكلام الذي عليه مسحة من الكلام الإلهي , وفيه عبقة من الكلام النبوي )) .
ذاك أمير المؤمنين حقا حقا ..



أقول وبالله مستعينا ..
بالمطالعات والمراجعات لفت نظري كلام لأمير المؤمنين عليه السلام مع التابعي الجليل كميل بن زياد رضوان الله عليه ــ عرف هذا الكلام فيما بعد بـ وصية أمير المؤمنين لكميل بن زياد ــ لا اقول لفت نظري فصاحة وبلاغة الكلام فكلام أمير المؤمنين عقود لآلئ منتظمة ..
لكن ما لفت نظري أن الكل تلقوه بالقبول والترحاب , وعليه اعتمدوا وبه استعانوا .
كان كلامه عن تقسيم الناس الى ثلاث طبقات , عالم رباني , ومتعلم على سبيل نجاة , وهمج رعاع .
هذا التقسيم هو ما شد الناس وبقوة الى هذا الكلام دون البحث عن سنده او صحة صدوره , الا من شذ وندر , فالكل مطبق على نسبة هذا الكلام لأمير المؤمنين عليه السلام ونسبته اليه مشهورة شهرة الشمس في رائعة النهار ..
ولأهمية هذا الكلام فقد استدل به العلماء في كثير من كتبهم , وشرحه جم غفير منهم

ونحن اليوم وبفضل من الله وتوفيقه رأيت جمع طرق هذا الكلام وذكر كلمات العلماء فيه وشروحهم عليه من مصادرنا ومن مصادر أهل السنة....
وهذا العلم هو وفاءا مني لسيدي ومولاي أمير المؤمنين خالصا لوجه الله عز وجل.
سيكون محور البحث على هذه الأمور :
1ـ ذكر نص من الشيعة مع الإشارة الى بعض الموارد التي خالفت بها نصوص السنة.
2ـ ذكر المصادر التي ذكرت الحديث مسلسلة تاريخيا بدأ من الأسبق .
3- ذكر كلمات العلماء في اعتبار هذا الحديث .
4ـ ذكر من شرح هذا الحديث .
5ـ ذكر بعض النصوص من مصادر مختلفة .
6ـ رد ما اثير حوله من شبهات .
أبو مريم العراقي 29 / 9 / 2014
ـ 1 ـ
نص الحديث
سنعتمد على الكتب التالية في استخراج نص مقارب لكل النصوص , ( شرح النهج لابن أبي الحديد المعتزلي , شرح النهج لابن ميثم البحراني , نهج البلاغة بتحقيق السيد هاشم الميلاني , نهج البلاغة بتحقيق محمد عبده , نهج البلاغة بتحقيق صبحي الصالح ) .

قال كميل بن زياد : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام , فأخرجني إلى الجبان (1) ، فلما أصحر (2) ، تنفس الصعداء (3) ، ثم قال :
يا كُميل (بن زياد ) (4)، إن هذه القلوب أوعيةٌ (5) ، فخيرها أوعاها (6) ، فاحفظ عنّي ما أقول لك : الناسُ ثلاثةٌ : فعالمٌ ربانيٌّ (7) ، ومتعلمٌ على سبيل نجاةٍ (8)، وهمجٌ رَعَاعٌ (9) ، أَتْبَاعُ كُلِ نَاعِقٍ (1) ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ
ـــــــــــــــــــــــــهامشــــــــــــــــــــ
(1) الجبان : عند المعتزلي ابن ميثم والميلاني : الصحراء . وعند عبده وصالح : المقبرة .
(2) أصحر : عند الميلاني وصالح : صار في الصحراء .
(3) الصعداء : عند المعتزلي وصالح : تنفس تنفسا ممدودا طويلا . عند ابن ميثم : نوع من النفس يصعده المتلهف الحزين . عند الميلاني : نفس بمد طويل مرفوع .
(4) بن زياد : غير موجوده عند ابن ميثم وعبده .
(5) أوعية : عند صالح وعبده : جمع وعاء .
(6) أوعاها : عند صالح : أشدها حفظا . وعند عبده : أحفظها .
(7) العالم الرباني : عند صالح : العارف بالله , المنسوب الى الرب . عند عبده : هو المتأله العارف بالله.
(8) متعلم على طريق نجاة : عند عبده : اذا اتم علمه نجا .
(9) * الهمج : عند ابن ميثم : ذباب صغير كالبعوض . وعند الميلاني وعبده وصالح : الحمقى من الناس

رِيحٍ ، لَمْ يَسْتَضِئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ، وَلَمْ يَلْجَؤوا إلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ .
يَا كُمَيْلُ ، الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمْالَ ، وَالْمَالَ تَنْقُصُهُ النَفَقَةُ ، وَالْعِلْمُ يَزْكُو (2) ، عَلَى الْإنْفَاقِ ، وَصَنِيعُ الْمَالَ ، يَزُولُ بِزَوَالِهِ (3) .
يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ (4) ، مَعْرِفَةُ (5) الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ ، بِهَ يَكْسِبُ الْإنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ ، وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ ، وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ .
يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ (6) ، هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ، وَالْعُلَمَاءُ
ــــــــــــــــــــــــــهامشـــــــــــــــــــ
• الرعاع : عند ابن ميثم : الأحداث والعوام . وعند الميلاني وعبده وصالح : الأحداث الطغام الذين لا منزلة لهم عند الناس .
(1) الناعق : عند صالح وعبده : مجاز عن الداعي الى باطل أو حق .
(2) يزكو : عند صالح : يزداد نماء .
(3) عند عبده : من كان صنيعا لك متحببا إليك لمالك زال ما تراه منه بزوال مالك . أما صنيع العلم فيبقى ما بقي العلم , فإنما العالم في قومه كالنبي في أمته , فالعلم أشبه شيء بالدين ـ بكسر الدال ـ يوجب على المتدينين طاعة صاحبه في حياته والثناء عليه بعد موته .
(4) عند ابن ميثم وعبده : بدون ( بن زياد ) .
(5) معرفة : غير موجودة عند ابن ميثم .
(6) بن زياد : عند المعتزلي والميلاني , ولا توجد عند ابن ميثم وعبده وصالح .


بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ : أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ ، وَأَمْثَالُهُمْ فَي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ . هَا إنَّ ها هُنَا لَعِلْماً جَمَّا ( وأشار عليه السلام بيده الى صدره ) لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً (1)! بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً (2) غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ ، مُسْتَعْمِلاً آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا ، وَمُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ ، وَبِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ ، أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ (3) ، لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ (4) ، يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ ، أَلَا لَا ذَا وَلَا ذَاكَ (5) ، أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّةِ ، سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهْوَةِ ، أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ وَالاِدِّخَارِ ، لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شيْءٍ ، أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنْعَامُ السَّائِمَةُ (6) ، كَذلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ .
ــــــــــــــــهامشـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حملة : عند صالح وعبده : جمع حامل . وأصبت ( عندهما ) بمعنى وجدت , أي لو وجدت له حاملين لأبرزته وبثثته .
(2) اللقن : عند الكل هو سريع الفهم . , وعند عبده : من يفهم بسرعة إلا ان العلم لا يطبع أخلاقه على الفضائل , فهو يستعمل وسائل الدين لجلب الدنيا , ويستعين بنعم الله على إيذاء عباده .
(3) المنقاد لحاملي الحق : عند صالح وعبده : هو المنساق المقلد في القول والعمل , ولا بصيرة له في دقائق الحق وخفاياه , فذاك يسرع الشك الى قلبه لأقل شبهة .
(4) أجنائه : عند صالح : جوانبه , ومفردها : حنو .
(5) عند عبده : لا يصلح لحمل العلم واحد منهما .
(6) المنهوم : عند الميلاني وعبده وصالح : المفرط في شهوة الطعام . سلس القياد : عند عبده وصالح :


اللَّهُمَ بَلَى ، لَا تَخْلُو الأَرَْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلهِ بِحُجَّةٍ ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً ، أو (1) ، خَائِفاً مَغْمُوراً (2) ، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ الله ِ وَبَيّنَاتُهُ . وَكَمْ ذَا ؟ وَأَيْنَ أُولئِك ؟ (3)، أُولئِكَ – والله – الْأَقَلُّونَ عَدَداً ، وَالْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ(4) قَدَراً ، يَحْفَظَ اللهُ بِهِمْ(5) حُجَجَهُ وَبَيّنَاتِهِ ، حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوب أَشْبَاهِهِم .هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصيرَةِ ، وبَاشَرُوا رُوح َالْيَقِينِ ، وَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ (6) ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا
ــــــــــــــــهامشـــــــــــــــــــــــــــــ
سهله . المغرم بالجمع : عند الميلاني وعبده وصالح : المولع بجمع المال . ادخار المال : عند صالح : اكتنازه . الأنعام : عند صالح وعبده : البهائم . السائمة : عند صالح : التي ترسل لترعى من غير أن تعلف .
وعند عبده : وهذان ليسا ممن يرعى الدي شيء ..... فهما أحط درجة من راعية البهائم لأنها لم تسقط عن منزلة أعدتها لها الفطرة , أما هما فقد سقطا واختارا الأدنى على الأعلى .
(1) عند المعتزلي وصالح ( إما ) بدل ( أو ) .
(2) مغمورا : عندي صالح وعبده : غمره الظلم حتى غطاه فهو لا يظهر .
قال المعتزلي عن قول الامام ( لا تخلوا الارض من قائم لله بحجة ..) : وهذا يكاد يكون تصريحا بمذهب الإمامية , إلا ان أصحابنا يحملونه على أن المراد به الأبدال .... . فأقول : شتان ما بين التصريح الواضح , وبين تكلف أصحابكم .
(3) عند عبده : استفهام عن عدد القائمين لله بحجته , واستقلال له . وقوله : وأين أولئك : استفهام عن أمكنتهم وتنبيه على خفائها .
(4) عند ابن ميثم والميلاني لا توجد كلمة ( عند الله ) .
(5) عند ابن ميثم ( بهم يحفظ الله ) .
(6) استلانوا : عند صالح : عدوا الشيء لينا . استوعروه : عدوا الشيء وعرا خشنا .المترفون : أهل النعيم .


مُعَلَقَةٌ بِالْمَحَلِ الْأَعْلَى . أُولئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، وَالدُّعَاةُ إِلىَ دِينِهِ . آه آه شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ ! انْصَرِفْ يَا كَمَيْلُ (1) إّذَا شِئْتَ (2) .
ــــــــــــــــهامشـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كميل موجوده عند المعتزلي وصالح .
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي / طبعة دار إحياء التراث العربي , طبعة قديمة بـ 4 مجلدات , كل مجلد 5 أجزاء , المجلد الرابع الجزء 18 , ص 310 ـ 313 .
شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني , منشورات دار الثقلين , الجزء الخامس , ص 298 ـ 304 .
نهج البلاغة بتحقيق صبحي الصالح , مؤسسة انتشارات أنوار الهدى , ص 495 ـ497 .
نهج البلاغة بتحقيق محمد عبده , مؤسسة التاريخ العربي , ص 533 ـ 534 .
نهج البلاغة بتحقيق هاشم الميلاني , العتبة العلوية المقدسة , ص 511 ـ 512 .

يتبع ............


,wdm hgYlhl ugd ugdi hgsghl Ygn ;ldg fk .dh] vq,hk hggi td tqg hgugl ,hguglhx



توقيع : أسد العراق
أبو مريم العراقي

التعديل الأخير تم بواسطة أسد العراق ; 2014/10/31 الساعة 01:10 PM
رد مع اقتباس