عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/01/01, 01:34 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي أهمية الكلام ومسؤولية الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


أن المشرع الحكيم شدد في مسألة الكلام إلى الحد الذي يذهل الإنسان ، ويغمره بالحيرة عندما يطرق سمعه بعض ما ورد في ذلك .
وما هذا التشديد والتهديد والوعيد إلا لإيقاظ الخلق من سبات الغفلة عن الحقائق التي تشكل لهم من الخطورة أجسمها ، وهم عنها غافلون .
وهذا التشديد على هذه المسؤولية ، والتبعات للكلمة ، قد يتجلى بأشكال مختلفة :
فتارة بتحدث الشرع عن أهمية الكلام ذاتها ، ومن ذلك ما ورد عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لرجل وقد كلمه بكلام كثير .. فقال أهمية الكلام ومسؤولية الكلمة ايها الرجل !.. تحتقر الكلام وتستصغره .. إن الله لم يبعث رسله حيث بعثها ومعها فضة ولا ذهب ، ولكن بعثها بالكلام ، وإنما عرف الله نفسه إلى خلقه بالكلام ، والدلالات عليه والإعلام ).

وأخرى يتحدث عن ما يترتب عليه من مسؤولية :
فعن علي بن الحسين عليهما السلام قال : ليس لك أن تتكلم بما شئت لان الله يقول :{ ولا تقف ما ليس لك به علم }وليس لك أن تسمع ما شئت ، لان الله عزوجل يقول : { ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا }.
وقال الإمام علي ( ع) : ( الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به ، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ، فرب كلمة سلبت نعمة ).

وثالثة يشير إلى هول وفظاعة بعضها :{ كبرت كلمة تخرج من أفواههم } .
وأحيانا : بشدة التهديد الذي يطلقه المشرع في بعض االمورد ، كقوله تعالى { ولو تقول علينا بعض الاقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطنا منه الوتين }. وقوله تعالى { ولكم الويل مما تصفون } .
وأحياناً أخرى : بالتأكيد على مراقبة الله والملائكة للإنسان ، وانه سبحانه عند قول كل قائل وانه { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} .
: بالإشارة إلى عواقب الكلام : كما حكى القرآن حال أهل جهنم عندما سئلوا عن الأسباب التي أوردتهم إلى سقر فأجابوا :{ وكنا نخوض مع الخائضين } ..ووبخ من يقول ما لا يفعل { لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } .
وكما ورد عن أمير المؤمنين ( ع) : ( بالكلام ابيضت الوجوه ، وبالكلام اسودت الوجوه ).
وعن رسول الله (ص) : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه .. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ).

بنقل تجارب مرت على الإنسانية تجلت فيها عواقب الكلام وأدت إلى حلول الغضب الإلهي ونزول الصواعق والنكال ، كقوله تعالى : {فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } . وقوله :{ولعنوا بما قالوا } . وقوله : { أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة } .
يقول العلامة في الميزان : فقالوا { أرنا الله جهرة } أي إراءة عيان نعاينه بأبصارنا ، وهذه غاية ما يبلغه البشر من الجهالة والهذر والطغيان { فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } . انتهى


ولعله بهذا قد اتضح شيء من آثار الكلام ، وأن هذه الآثار قد تتعدى دائرة الأثر النفسي أو الانطباع الذهني للمتكلم والمستمع ، لتصل إلى التأثير التكويني على حياة الفرد والمجتمع والطبيعة ، ولا غرابة ..
فقد ورد في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم إذا وجدت قساوة في قلبك ، وسقما في جسمك ، ونقصا في مالك ، وحريمة في رزقك ، فاعلم انك قد تكلمت فيما لا يعنيك ).







Hildm hg;ghl ,lsc,gdm hg;glm hg;glm hg;ghl



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس