عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/05/22, 03:00 PM   #2
ولاية علي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3817
تاريخ التسجيل: 2015/05/22
المشاركات: 10
ولاية علي غير متواجد حالياً
المستوى : ولاية علي is on a distinguished road




عرض البوم صور ولاية علي
افتراضي اختصار رواية رحلة البقاء (عالم البرزخ)(أمواج يوم القيامه)


~: (( الحلقة الأولى))


كان هناك ثلاثة أصدقاء مؤمن وسعيد وجمال
كان جمال يحب الحياة الدنيا وجمالها وبعيدا عن الله اما سعيد كان أيمانه ضعيفا وكان بحاجة إلى من يقوي إيمانه،
فصديقه مؤمن هو الذي أرشد سعيد للألتزام بدينه، بعد أن أخذه إلى عالم جليل ،
قائلا له أرجو أن تسمح لي أن أشغل وقتك قليلا فقد ضاق صدري ولا أجد من يفتح قلبه لي ويستمع بتمعن لما أقول
فبقينا حيارى في الميدان نظر ألي بتأمل عميق وظهرت عليه ملامح التأثر والأهتمام بي فقال بني ماهي مشكلتك
قال: إن الدنيا صغُرت في عيني وحقرت في نفسي، حتى أصبحت كالصفحة السوداء تمنعني من الوصول إلى الله،
وكانت كلماتي ممزوجة بالبكاء الذي منعني من الأستمرار في الكلام مما جعل العالم الجليل أن يؤخر اللقاء إلى يوم غد بعد صلاة المغرب
غادرت المجلس الى بيتي مشيا على الأقدام لأتمكن من التفكير بالمسائل والمطالب التي سوف أعرضها على العالم الجليل يوم غد
وبعد وصولي الى البيت وخلال طرقي للباب فتحه ولدي مرتضى الذي يبلغ السنة الرابعة من عمره وهو مرتبك
ويقول أن والدته خرجت لتشتري بعض الحاجيات ولم تعد الى الآن ، اصطحبت مرتضى لنبحث عن أمه ما إن وصلنا الدكان الذي نشتري عادة احتياجاتنا منه
ظهر الأرتباك على وجه البائع فعلمت أن أمرا ما قد حصل وبعد السؤال عن ام مرتضى أخبرنا عند عبورها الشارع تعرضت إلى حادث دهس وهي الآن في المستشفى ، حين وصول سعيد للمستشفى أُخبر بوفاة زوجته، وبعد انقضاء الأيام الثلاثة لمراسيم الفاتحة،
أخذ يفكر كثيرا بالآخرة وهو يقول:( آه الويل لي، إذن أيامي في الدنيا قليلة، آه ٠٠٠كيف بالصكوك التي لم يصل وقتها ،
وكيف بحساب العمال الذي كله في دفتري الخاص ولا يكتبه ويقدمه للشركة أحد غيري،
أم كيف بالأسرار التي في صدري والتي طالما ترددت في كشفها متأملا أن يعود جمال لرشده ويتوب من أعماله،
إنها أسرار سرقاته من الشركة وقد لايعلم بها أحد غيري أم كيف ب ...ألخ.
أحسٓ بصداع شديد في رأسه فقرر أخذ ابنه مرتضى لأحد الحدائق وملاعبته كي ينشغل عن التفكير القاتل ،
شعر مرتضى بالتعب من اللعب نادٓ والده واسرع راكضا نحو أبيه وحضنه وضمه والده الى صدره
قال مرتضى لوالده أريد ماما لماذا لم تأتي معنا ، قال سعيد: تحيرت بالإجابة فقلت له إنها بجوار الله الرحمن الرحيم
الذي تصلي له كل يوم وأنت تلعب بمسباحها هل تتذكر؟ اثنى رقبته إلى الأرض وبدأت دموعه تسيل دون أن يصرخ أو يصدر منه صوت .
ذهبنا الى مسجد قريب لأداء فريضة الصلاة وبعد أدائها أحسست أن صلاتي هذه المرة تختلف عما قبلها فتسائلت في نفسي
لماذا انقضى عمري وأنا لم أحس بطعمها إلا هذه المرة، أتُرى أنها غير مقبولة عند ربي ؟ أم أنها لم تكن كاملة؟
فيا ويلاه ماذا عن صلاتي السابقة، وهل هي في محل قبول عند الحق تعالى، أم أنها مردودة على رأسي ؟
وتسائلت مرة أخرى : إذاكانت صلاتي هذه المرة صلاة مودع للدنيا، فلماذ الم تكن كذلك قبل هذا الوقت؟
وتلوح في الأفق كلمات الإمام زين العالدين في دعاء ابي حمزة الثمالي فأقتبس الأمل منها
عندما يقول
:(( فاعطني من عفوك بقدارأملي ولاتؤاخذني بأسوأ عملي، فإن كرمك يجل عن مجازاة المذنبين، وحلمك يكبر عن مكافأة المقصرين))،
أو عندما يقول
(( إلهي أن أدخلتني النار ففي ذلك سرور عدوك، وإن أدخلتني الجنة ففي ذلك سرور نبيك وأنا والله أعلم أن سرور نبيك أحب إليك من سرور عدوك)).
وبينما أنا في حديقة المنزل وإذا بجرس الهاتف يرن رفعت السماعة
وإذا بمدير الشركة يسأل إذا كان السقف الخامس للمبنى المسؤول عنه هل هو جاهز للصب غدا؟
أجبته فيه بعض النواقص يمكن إصلاحها في الغد إنشاء الله وسأشرف عليها بنفسي.




~:
(( الحلقة الثانية))


بعد أن قال سعيد لمدير الشركة إني سوف اشرف على العمل بنفسي،
طلب منه أن يلتقي معه اليوم بشأن جمال الذي يشتغل معه في الشركة والسرقات التي يقوم بها وغيرها من الأعمال التي لا يرضى الله عنها
كي يزيح هذا الثقل عن قلبه ويصفي نفسه من كل هذه الشوائب التي يمقتها الله سبحانه وتعالى،
ذهب سعيد الى مدير الشركة وصارحه بكل شئ و أحس أن هذا الثقل أخذ يخف عنه شيئا فشيئا،
بادره مدير الشركة ولماذا لم تخبرني من قبل وأولا بأول ، قال كنت أتأمل أن يعود إلى رشده ويعيد الأموال إلى محلها
كما كان يعد بذلك بين مدة وأخرى ويلمح على إنها قرض وله صلاحية التصرف بها .
قال المدير لسعيد ان جمال سيأتي غدا قبل الظهر الى المبنى وأن لا تتكلم معه بشئ عن حديثنا هذا ،
فأني أعلم كيف سأتصرف معه . وبينما أنا في دوامة الفكر هذه وإذا بأمر يخطر على ذهني .....
أنا شكوت للعالم الجليل الحُجُب التي تمنعني الوصول الى الله، وقد علمت الآن أنه لم يتركني دون جواب عن عدم مبالات عنه
بل أراد لي معرفة الطريق بنفسي، وقد لمست الآن أن الوصول إلى الله والدنو منه لايكون إلا بالتحرر من تبعات الدنيا و مادياتها والتزود بزاد التقوى للرحيل اليه ,
آه لماذا كل هذه الحجب قد وضعتها أمامي ، لا أدري لماذا يصنع الإنسان شقاوته بيده ليعيش في الدنيا في ظلمات الحيرة والضلال والحرص والغضب ،
ولايذوق السعادة حتى لقطرة منها،بل الأكبر من ذلك لماذا يفشل الإنسان في معبر قصير ، ونعيم الأبد ينتظره ،
ولماذا يقدم الإنسان بنفسه إلى جهنم كان يعلم أنها أمامه , آه لماذا كنت هكذا ولم أذق السعادة إلا هذه اللحظة ،
وقد خالطها الندم والحسرة على ماسبق .
في اليوم التالي ذهبت الى المبنى المعني وصعدت سلالمه حتى وصلت الطابق الرابع
وإذا بجمال واقف كأنه ينتظر شخصا ما، ولما رآني ابتسم ابتسامته الكاذبه التي تعودت عليها
ثم قال بلهجة ساخرة، ماذا ستفعل يامهندس سعيد، الصب غدا والسقف غير مهيأ.
قال سعيد لدي الوقت الكافي لم يبق إلا الشئ القليل، قال سعيد فأخذ بيدي يجرها
وهو يقول : هيا نصعد فليس لدينا وقت كاف ...
أخيرا صعد اإلى الطابق الخامس وكانت خطوات سعيد بطيئة وهادئة تدل على الجولات التي قام بها في المبنى ،
أما جمال فكانت خطواته مرتبكة، ووجهه مضطرب ولونه يتغير بين الحين والآخر ،
وبعد وصولهم الى السقف الخامس واستقرت أقدامهم فوقها ،
قال جمال لسعيد تعال وانظر الى الحديد كيف تم ربطه كما اردت وكان على حافة السقف وكان مربوطا بشكل جيد،
ما إن التفت سعيد على جمال ليقول له إنه عمل جيد حتى أحس بوضع يدي جمال على ظهره ودفعه بقوة من على السقف إلى الأسفل.




~:
الحلقة الثالثة


إن لحظات السقوط بين الطابق الخامس والأرض ماهي إلا نهاية حياة سعيد
حيث لاحظ قطع الحديد الحادة والمبعثرة هنا وهناك ، وماهي إلا لحظات قليلة وتنكشف الأسرار ،
ويظهر الغيب الذي أخفي طوال عمر سعيد وسيصل إلى ماتخوف منه تارة وما اشتاق اليه تارة أخرى .
يقول سعيد: إن في هذا السقوط لم يبق لي فيها أحد في الوجود أتوجه إليه ولم يبق لي سواه هو الله ،
حقا في تلك اللحظات أحسست بمعنى التوحيد ، وتذوقت طعمه حينها نطق لساني صارخا ياألله ياألله يا.....
يقول ولم أكمل الثالثة حتى سمعت صوت السقوط قويا على الأرض وبدأ الألم شديدا في بدني ،
وسلبت مني القدرة على الصراخ وانشلت أعضائي عن الحركة وحجبت عني الرؤية
فلم أعد أرٓ شيئا ولاأبصر أحدا وغرقت في إغماء شديد وعميق .....



~:
الحلقة الرابعة


ان هذا الإغماء الشديد والعميق الذي غرقت فيه،
وظهرت لي ملامح شخص لم أتعرف عليه مسبقا كلما أنظر إليه تبهت عيني لرؤيته،
وينبهر فكري لعظمة خلقه، يعجز الخيال عن وصفه ومقارنته بخلق من مخلوقات الدنيا يصاحبه عدة مخلوقات اخرى
ذات اجنحة لطيفة وأبدان خفيفة و العجيب في ذلك أن الناس كانوا مشغولين بي عنه ولم يلتفتوا اليه على الرغم من غرابة منظره وكأنهم لم يروه،
اما أنا فقد شغلني هو عن غيره ويبدو إنه كان جنبي ثم أخذ يبتعد عني،
والآن بدأ يقترب مني أكثر فأكثر فاضطربت حتى أحسست برجفة في بدني وكلّ لساني عن النطق والسؤال عمن يكون ،
ثم تكلم بكلام لم أفهمه مع من كان معه، أختلط كلامه مع دوي من حولي وصراخ عدة نساء،
التقطت منه بعض الكلمات منها قوله لهم : إنه من المؤمنين لكنه لم يصل الى مرتبة الأولياء فارفقوا به قليلا وأعينوه على نطق الشهادتين .
كان بدني لايتحرك يمينا ولايسارا وبصعوبة بالغة كنت التفت الى ماحولي فوجئت بصديقي مؤمن ذلك الوجه المشرق
ويجلس جنبي ليقول: سعيد سعيد هل تسمع كلامي ؟ اجبته بصوت خفيف نعم،
قال لي قل لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،
أردت النطق لكن ظهرت لي مخلوقات بوجوه قبيحة سوداء كالقير الأسود أصابني خوف شديد فأمسكوا لساني عن النطق ........



~:
الحلقة الخامسة


عندما أصابني الخوف الشديد من الوجوه القبيحة وأمسكوا بلساني من النطق بقول لا إله إلا الله ومنعوني من ذلك،
عندها سمعت مؤمنا مرة أخرى ينادي،
سعيد هل تسمعني؟ أجبته بصوت ضعيف نعم ،
ألم تستطيع قول لاإله إلا الله ؟ قلت بلى.
قال مؤمن : لعل الشياطين قد اجتمعت حولك لتمنعك عن النطق،

( قيل في الكافي عن أبي عبدالله قال:" مامن أحد يحضره الموت إلا وكل به أبليس من شياطينه
من يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتى تخرج نفسه فمن كان مؤمنا لم يقدر عليه ")
....،
ياسعيد الملائكة حولك يرشدونك إليه فاستعن بهم، إنك في حال احتضار ، لقد بدأ سفرك الطويل هل تفهمني ؟
قال سعيد إن مؤمنا لم يكن يرى ما أرى نعم إنها سكرات الموت وهذا ملك الموت مع أعوانه قد جاء ليقبض روحي،
نعم وهذه ملائكة الرحمة عن يميني، وهذه الشياطين عن يساري، إلهي يامن انطق عيسى في مهده انطق لساني بذكرك.......
التفت لي أحد ملائكة الرحمة وقال: إنك كنت كثيرا ماتذكر الله في دنياك، وسنحاول أن نجد لك شيئا يبعد الشيطان عنك.
التفت إلى أصحابه ليقول لهم: هل تجدون من أعماله شيئا ينفعه في أزمته هذه ؟ ادعوا أعماله وأوقاته لتتجسم أمامه .....




يتبع


رد مع اقتباس