عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/05/23, 03:32 PM   #4
ولاية علي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3817
تاريخ التسجيل: 2015/05/22
المشاركات: 10
ولاية علي غير متواجد حالياً
المستوى : ولاية علي is on a distinguished road




عرض البوم صور ولاية علي
افتراضي اختصار رواية رحلة البقاء (عالم البرزخ)(أمواج يوم القيامه)

~: (( الحلقة الحادية عشر))

لما سأل سعيد وماذا بعد ضغطة القبر
قال ملك الموت: سيأتيك ملكان ويسألانك عن ربك ودينك
ونبيك وإمامك وكتابك وقبلتك ، فإن أجبتهما تنجو ويفتح
لك باب من أبواب الجنة .
قلت له متعجبا: إن هذه الأسئلة بسيطة
قال ملك الموت: كلا ليس كما تتصور،فهنا في عالم
الملكوت تظهر الحقائق كما هي فإن حفظتها في الدنيا
ولم تكن قد صدقّت بها عن علم وفهم وتدقيق لم ينفعك
ذلك، إذ إن أصول العقائد لايكفي حفظها فقط،
ولايمكن التقليد بها، ومن كان يقلد فيها لم ينطق لسانه| عند سؤال الملكان ابدا. أراد ملك الموت الذهاب
لكن سعيد ترجاه بسؤال أخير، فقال لابأس قل ماعندك،
قال سعيد: كنا في الدنيا نخاف حتى من اسمك،
ونتصور انك تأتي وتقبض ارواحنا بقسوة وشدة وبصورة
موحشة، لكن الآن أرى خلاف ذلك
قال ملك الموت: إن ماتقوله صحيح بل اشد قسوة ووحشة
لكن هذا حين وصول أجل الكافر والعاصي
إذ آتيه بهيأة موحشة ومرعبة فيكون ذلك أول عذابه حين
موته، وانزع روحه بسيخ من نار فيصرخ ويستغيث ولامغيث له.
( في الكافي ) عن أبي عبد الله( ع ) أن أمير المؤمنين ( ع ) اشتكى عينه فعاده النبي ( ص ) فإذا هو يصيح، فقال له النبي : أجزعا أم وجعا ؟ فقال يارسول الله ما وجعت وجعا قط اشد منه، فقال: ياعلي إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فينزع روحه به......). )) .
قال سعيد:أحسست بشئ من الخجل لكثرة السؤال
من أكون أنا حتى أكثر من الأسئلة وهو ملك موت كل
الدنيا، لذا شكرته ثم فارقني، فأحسست بغربة ووحشة
شديدة ، غرقت في تفكير عميق لم أفق منه إلا بعد أن
رأيت الجنازة قد حملوها بعيدا عني فأسرعت للحاق بها....
كانت السيارة تسير بسرعة بالغة بعد أن وضعت الجنازة
فوقها، واستقلت عددا من الناس داخلها وكان صديقي
مؤمن أحدهم وقد سررت كثيرا عند رؤيته وهو مشغول
بقراءة القرآن والدعاء حتى وصلنا المقصد، وهو فحص
الجثة وأخذتهم الحيرة وأنا أحوم حولهم فياليتهم يسمعون
كلامي لأقول لهم ان جمالا هو الذي دفع بي من أعلى
السقف الخامس، بعد الانتهاء من الفحص حملوا الجنازة
واتفقوا على موعد ومكان التغسيل والتكفين والتشييع.......


~: (( الحلقة الثانية عشر))


وبعد ان اتفقوا على موعد ومكان التغسيل والتكفين والتشييع
يقول سعيد: كنت أحس بعلاقة غريبة تشدني إلى جنازتي
كما انه لن تغيب عن مخيلتي أنوار المعصومين والجنة
التي تمثلت لي وقدح ماء الكوثر الذي تذوقته عند
الأحتضار حتى نسيت ضغطة القبر التي تنتظرني
لذا كنت أنادي بمن يحمل جنازتي أن عجلوا بي إلى مثواي وغايتي
في مختصر بصائر الدرجات عن أبي جعفر (ع) قال: قال علي ابن الحسين( ع)موت الفجأة تخفيف على المؤمن وأسف على الكافر، وان المؤمن ليعرف غاسله وحامله، فإذا كان له عند ربه خير ناشد حملته بتعجيله، وان كان غير ذلك ناشدهم أن يقصروا به....)).
وبعد ان انتهت مراحل التغسيل والتكفين والناس شهود
على ذلك بين مدهوش ومبهور وبين من يستعجل الإنهاء
ليلحق في عمله، ويغرق مرة أخرى في دنياه ،
وكأن الموت كتب على غيره دونه ثم وضعوا الجنازة مرة
أخرى في التابوت وارادوا حملها للدفن
وإذا بأحدهم يقول لقد أجّل الدفن إلى غد لوجود مشكلة
في شراء أرض القبر ، ووضعت الجنازة في أرض مسجد
المنطقة لتبيت الى اليوم الثاني.
قال سعيد: أصابني قلق واضطراب شديدين وكيف
سأقضي هذه الليلة ومن سيكون مؤنسي، وبدءوا يأتون
جمعا وفرادى ليقرءوا الفاتحة، بعدها ازداد سواد الليل
وبدأ الحاضرون يغادرون المسجد وهذا مما زاد وحشتي
في عالمي الجديد، حتى خلا المسجد تماما، إلا من شخص
أجبروه على البقاء وهو لا يعرف آية من القرآن أو كلمة من
دعاء، فلم يكن غير مؤنس فقط بل ازددتُ وحشة وخيفة
منه. وأخذ يغط في نوم عميق وارتفع صوت شخيره،
وبدأت احوم في المسجد من مكان الى آخر حتى جلست
في زاوية منه وأحسست باطمئنان وسكون وهذا هو
المكان الذي كنت أخلو فيه لقراءة القرآن في عالمي
الدنيوي نظرت إلى جنازتي وإذا بوحوش مخيفة مرعبة
قد اقتربت منها وأحاطت بها وتهيأت لافتراسها
ياإلهي ماذا أفعل ليس لدي سلاح لأبعدهم
وكلما دنوت منهم توجهوا نحوي وألقوا عليّ نظرات مخيفة
أكاد أذوب من هولها، وكلما وضعوا أنيابهم على جنازتي
أحس بألم لايطاق وكأنهم يقطّعون روحي ويمزقونها
وليس بدني الملقى فلا أدري ماهذه العلاقة بيني وبين
بدني بعد انفصالي منه، ولم يكن هناك معين استعين به
ولا ناصر انتصر به وألوذ إليه فبدأت أصرخ وأستغيث
بصوت عالٍ وقلت في نفسي عجيب هذا الذي انتخبوه
ليبيت معي في المسجد ألا يسمع صراخي ألا ينهض
ياويلي ماذا أفعل.....


~: (( الحلقة الثالثة عشر))

وبعد الصراخ والاستغاثة ومامن مجيب يجيب
ساعة مضت من العذاب وكأنها سنين
هنالك أطلّت إشراقة صديقي مؤمن وهو يدخل المسجد
وبيده قرآنه الصغير، فتنفست الصعداء عند رؤيته
وتوجهت أنظار الوحوش نحوه، فتعجبت من عدم خوفه
منهم وجلوسه جنب التابوت وقد أحاطوا به
لكن مجرد ان فتح القرآن وبدأ يتلو ماتيسر منه
حتى لاذت الوحوش بالفرار من كل جانب حينها
أردت أن أشكر مؤمن لكن لم تكن لي طاقة الكلام معه
فألقيت بنفسي في مكاني، زال الألم عني بتلاوة القرآن
ورنين آياته، فقمت وجلست بجنب مؤمن وسلمت عليه
وكلمته مرة وناديته أخرى لكن لا جواب، حينها قلت لنفسي
يبدو إنك لاتريدين القبول بأنك خرجت من دار الدنيا،
وكل آدمي مازال فيها لايسمع كلامك، ولايرد جوابك
حينها تمنيت العودة للدنيا لا لشئ، إلا لأشكر صديقي مؤمن
وأمسح دموعه، وأقول له أني مازلت بخير على الرغم من
غموض المسير وجهل المصير. وبعد أن أشرقت شمس
الصباح، حتى حان موعد الرحيل فحملوا النعش مسرعين
بين بيوت المنطقة وهم ينادون
(( لاإله إلا الله محمد رسول الله على ولي الله))
وقد حلقت فوقهم أرى من ينادي ومن يبكي ومن يذكر الله
ويستغفر، ورأيت ابني الصغير يبكي ويصرخ بين أحضان
خالته، فاختلطت دموعه بدموعها، وبعد دخولهم المقبرة
وقد هيئوا الحفرة ووضعوا النعش بجنبها، كان خوفي
عميقا وفكري مشغولا بظلمة القبر ووحشته وغربته
ووحدته وماهي إلا ساعة وكل هذا الجمع العظيم سيغادر
المكان، ولايبقى غيري أنا وبدني داخل الحفرة الضيقة
وتحت هذا التراب الذي سيصب فوق رأسي ولا أدري
مايجري بعدها لا أدري ......
حملوا البدن المطوي بكفنه ترافقه أصوات الناس
بالصلاة على محمد وآله، ووضعوه فى محله ومأواه الأخير
حينها بدأ الملقن بالتلقين وكلما نطق كلمة أعدتها خلفه
وكلما قال ياعبد الله أجبت نعم إني أسمع ماتقول
."" في كتاب الزلفى (( عن أبي جعفر ( ع ) قال: قال رسول الله ( ص ) لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ، فإنها آنس للمؤمن حين يموت وفي قبره))"".
وبعد انتهاء الملقن من كلامه ونادى بالحاضرين الصلاة
على محمد مرة أخرى وبعد أكمالهم الصلاة حتى بدأوا
بإلقاء التراب على البدن المسكين ولم يتركوه حتى امتلأت الحفرة.........

~: (( الحلقة الرابعة عشر))


وبعد أن ملأ التراب الحفرة، وتساوت الأرض معه
بدأ المشيعون بمغادرة المكان الواحد تلو الآخر
وأنا أنظر إليهم وأسمع كلامهم، ذهب الجميع
ولم يبق غير صديقي مؤمن
إذ قال لهم إنني أبقى معه ساعة أخرى كي لايستوحش
سعيد في أول دخوله القبر، ولأعيد عليه تلقين الشهادتين
حتى لايكل لسانه بنطقها ولايتردد في جوابها عند سؤال الملكين إياه.
قال سعيد: بعد دخولي القبر أحسست بشئ ما يجرني نحو بدني
ولم استوحش من القبر بالرغم من إحساسي بألم الفراق
وضيق الآفاق، لعلمي بقرب مؤمن، وأٰنسي بقراءته للقرآن.
مضت ساعة على هذه الحالة حتى غادرني مؤمن وغادر
النور معه وبقيت وحيدا في منزلي، وازدادت ظلمة قبري،
وعظم خوفي ووحشتي، وإذا بالنداء يأتي من فوق القبر
وتحته وعن يمينه وشماله، فأطرق سمعي وشغل فكري
وهو يقول:(( أنا بيت الوحشة، أنا بيت الوحشة)).
''في كتاب نهج السعادة (( ورد في أحد كتب أمير المؤمنين ( ع ) .... ياعباد الله مابعد الموت لمن لم يٰغفر له اشد من الموت: القبر، فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته. إن القبر يقول في كل يوم: أنا بيت الغربة أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود والهوام ...)).
أصابني هول شديد ووضعت يدي على رأسي
وصرخت بأعلى صوتي: من المنادي؟ ومن أين هذا الصوت الذي أرعبني؟
عاد الصوت مرة أخرى ولكن بشدة أكبر، وصدى أكثر
أنا بيت الوحشة والدهشة، ألم تكن تحسب يوما انك سوف
تأتي وتنزل عندي ، كنت مشغولا بالدنيا فنسيتني
وكنت تعمل وتجمع الأموال لبناء منزل فيها ولم تفكر في منزلك بعد موت
كنت منبهرا خائفا من كلامه، التفت يمينا ويسارا لعلي
اعرف مصدرا لذلك الصوت، ولكن دون جدوى
فصرخت مرة أخرى: قل لي بالله عليك من أنت؟ وأين أنت حتى أجيبك؟
قال: أنا القبر الذي دفن فيه بدنك .
قلت: عجبا وهل القبر الذي كله جماد يتكلم؟!
نعم، ( انطقنا الله الذي أنطق كل شئ ) ( وقالوا لجلودهم لم
شهدتم علينا، قالوا انطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو
خلقكم أول مرة وإليه ترجعون )
لاتتعجب ان الذين بقوا في الدنيا يستخدمون الجمادات
ولايعلمون أنها سوف تشهد عليهم، بعضهم يصنعون
السياط ووسائل التعذيب ليؤذوا بها المؤمنين ونفسها
سوف تشهد عليهم وعلى ظلمهم . سكت قليلا
ثم قال: انك سوف ترى العجائب والأهوال عندي أولها ضغطتي عليك
قال سعيد: قلت في نفسي: بسم الله، هذا ماأخبرنا به
الرسول والأئمة الأطهار ( ع ) ، فكم قرأتُ في دنياي عن
ضغطة القبر وأنها شديدة تُخرج زين البدن منه، وتهشم
العظام وتكسر الأضلاع و.... آه آه والويل لي،
كيف سأتحملها أم من ينقذني وينجيني منها؟
وبدوامة الأفكار هذه كاد يغمى عليّ لولا أملي بالنجاة
وتذكري مقامي في الجنة الذي رأيته عند الأحتضار لذلك
عزمت على سؤاله
فقلت له: وهل هناك سبيل للنجاة من ضغطتك هذه؟
قال: الآن كلا ، كان السبيل لديك في الدنيا فلماذا أهملته،
~: ولم تعمل بما قرأته يوم ذاك. ........


~: (( الحلقة الخامسة عشر))


عندما قال القبر لسعيد لماذا أهملته في الدنيا ولم تعمل بما قرأته يوم ذاك.
قال سعيد: تذكرت أني عملت بما قرأته في دنياي،
فسألته متعجبا: لعلك نسيتها إذ إنني قد عملت بها
فهل ترغب بتذكيرك إياها، كانت الأولى كفران النعم وقد سعيت واجتهدت في شكر نعم الله مااستطعت
والثانية اجتناب النجاسات وقد اجتنبتها،
والثالثة الغيبة والنميمة وقد تركتها،
والرابعة سوء الخلق مع الأهل وقد كنت حسن الخلق مع
زوجتي وطفلي فماذا تقول في ذلك ؟
أجابني بصوته الخشن: صحيح ماتقول، ومن جعله الله
شاهدا عليك لايخطأ ولاينسى،
ولكن شكر النعم الذي قلت انك أديته، إنما كان الكثير منه
لقلقلة لسان فقط فعندما كنت تقول الحمد لله، لم تكن
تستحضرفي قلبك ذلك ولم يختلط معه الخشوع والذل
بمقابل المحمود عندما تحمده ، فعندما يقدم لك إنسان
مثلك خدمة صغيرة تشكره وفي قلبك إحساس بمنته
عليك وكأنك تستحي منه، فتنوي منحه هدية ما، أو تجازيه
بخدمة أخرى .قل لي هل كانت كل هذه الأحاسيس لديك
عندما كنت تقول: ( الحمد لله) ؟.
قال سعيد: تحيرت في إجابته، وماذا عساي أن أقول له
لذا التزمت الصمت ولم اجبه، فعاد مرة أخرى
ليقول: ولا يكفي ماذكرته، لأن شكر النعم لايكون كاملا إلا
بأداء حقها العملي، فمن رزقه الله المال عليه التصدق
ومساعدة الفقراء وأداء الحقوق الشرعية المترتبة عليها،
ومن رزقه العافية فعليه صرف قدرته وعافية جوارحه في
الله ومن اجل الله وفي خدمة الدين والناس، ومن رُزق
الجاه والمنصب فعليه العدل بين الناس وأداء حقوقهم
بما يتناسب مع منصبه ومنزلته.....
التزمت الصمت مرة أخرى، فليس عندي شئ أُدافع به عن نفسي،
وأصابني اليأس من النجاة منه،
ثم سألته قائلا: ماذا تقول في الأذكار التي كنت أداوم عليها
وهي مما يؤمنني منك ومن وحشتك وضغطتك، فأنني
كنت اقرأ سورة النساء في كل يوم جمعة،
(( عن أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب( ع) قال: من قرأ سورة النساء في كل جمعة، أو من من ضغطة القبر)). وأداوم على قراءة سورة الزخرف و
.....(( قال أبو جعفر( ع ) من أدمن قراءة حم، الزخرف آمنه الله في قبره من هوام الأرض وضغطة القبر حتى يقف بين يدي الله عز وجل .......)).
إن الملائكة يسجلون كل صغيرة وكبيرة منها رياءا ومنها إخلاصا وصدقا لله ومنها لقلقة لسان
وما اصدق قول الامام علي ( ع ) عندما يقول: يامن بدنياه اشتغل قد غره طول الأملالموت يأتي بغتةوالقبر صندوق العمل.
قال سعيد: انقطع الصوت فلم يعد له أثر يذكر،
وبدأت اسمع بدلا منه أصواتا غريبة مخيفة.......

يتبع


رد مع اقتباس