عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/05/23, 03:46 PM   #5
ولاية علي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3817
تاريخ التسجيل: 2015/05/22
المشاركات: 10
ولاية علي غير متواجد حالياً
المستوى : ولاية علي is on a distinguished road




عرض البوم صور ولاية علي
افتراضي اختصار رواية رحلة البقاء (عالم البرزخ)(أمواج يوم القيامه)


~: (( الحلقة السادسة عشر))

بعد أن سمعت الأصوات الغريبة والمخيفة من القبر
كان يرافقها إحساس بضغوط عظيمة مؤلمة على بدني
الذي مازالت روحي مرتبطة به، وكأن القبر قد كُبس عليّ
من جميع جهاته بمكابس زيتية وفي ذلك الوقت سادت ظلمة شديدة،
فصرخت ومامن مجيب حتى انقطع نفسي
وبدأت اسمع أصوات تكسر عظامي
وزادت شدة آلامي بدرجة لاتوصف
ولو جمعت كل آلامي في الدنيا لما عادلت جزءا يسيرا ممايصيبني الآن....
انتهت ضغطة القبر وكأنها طالت سنينا وسنينا
فتركتني مكسر الأضلاع، مهشم العظام
لا أستطيع الحركة والنهوض، أصرخ صراخ الأطفال من
الألم، ومما زاد الأمر عسرا أن وحوشا سوداء مخيفة دخلت
القبرو استعدت للهجوم على بدني، وراحت تكشر بأنيابها
المرعبة، وتنظر إلي بنظراتها الحاقدة، وتحت أقدامها
ظهرت عقارب سوداء مخيفة، وفي جانب آخر انطوى ثعبان
ضخم الهيئة مخيف المنظر كان يُخرج لسانه الملتهب مرة
ويدخله أخرى، وكأنه يعطي تحذيرا باللدغ والأفتراس،
والذي يزيد المشهد وحشة أن جميعها كانت تصدر أصواتا
مخيفة للغاية، وتخرج من أفواهها شرارات ملتهبة تنذر
بافتراسٍ قريب الوقوع، حينها سالت دموعي أسفا وحزنا
على حالي وضعفي بين هذه الوحوش المفترسة والحيوانات المهولة
هنالك انقطع أملي من كل شئ غير الله
فانطلق لساني مرددا: ياغياث المستغيثين ياأنيس
المستوحشين، ياأمان الخائفين، (( يامفزعي عند كربتي
وياغوثي عند شدتي إليك فزعتُ وبك استغثت وبك لذت لا
ألوذ بسواك ولا اطلب الفرج إلا منك ))
ثم اعقبت استغاثتي هذه بالتوسل بأصحاب المنازل
العظمى عند الله (( يامحمد ياعلي ياعلي يامحمد اكفياني
فإنكما كافيان وانصراني فإنكما ناصران ......))
بدأت الوحوش تتقدم نحوي بهيئتها المخيفة
وراحت العقارب تقفز هنا وهناك وكأنها سعيدة بفريستها التي اقترب موعدها .
ياله من أمر عجيب! كانت بكل خطوة تقترب فيها تنكشف
ظلمة القبر اكثر فاكثر حتى انجلت، وإذا بكائنات لطيفة
منيرة ذات صور جميلة تدخل القبر، وتقف أمام هذه
الوحوش المتقدمة لتعلن الحرب معها، حينها عادت لي
أنفاسي وبقيت انتظر ماذا سيحدث ........
بدأ الصراع العنيف بين المجموعتين، وكم كان شديدا لدرجة
امتلأ القبر من غبرته واختفى الثعبان على أثره،
وبقيت الوحوش والعقارب بين الفر والكر حتى خرجت
هاربة، ولحقتها العقارب إلا واحدا قفز نحوي،
وعلق بقدمي فلسعها لسعة شديدة مؤلمة وغرز إبرته فيها ولم يخرجها منها،
فصرخت صراخا عظيما من ألمها، واستنجدت بالكائنات المنيرة
ولكن لاأحد يتجرأ على سحبها وإبعادها عني
فبقيت هكذا بين اللوعة والألم والصراخ والعويل
لا أعلم ماذا سيجرى لي بعد ذلك .........

(( الحلقة السابعة عشر )) ~:

بعد الصراخ والعويل اقترب مني أحدهم وكان أجملهم
صورة وأكثرهم نورا وأعذبهم كلاما
فراح يمسح على بدني بيده اللطيفة الشفاف
ويهوّن عليّ مالقيته من ألم ووحشة، حينها بدأ الألم
يغادرني ويزول شيئا فشيئا، وأحسست بقوة تمكنني من
النهوض والحركة حتى زالت جميع آلامي إلا ألم العقرب
الذي لم يزل عالقا في قدمي .
شكرته كثيرا مع رفقائه وشكوت له مالقيته
فقال: إن كل مارأيته وسوف تراه هو صور لمجسمات
أعمالك السيئة وعقائدك الباطلة المنحرفة
وهي ستكون مؤذية مهلكة لاتتهاون عن جلب الشر إليك
حتى تلقيك في قعر جهنم، ومارأيته من وحوش وعقارب
وثعبان إنما كان جزءا بسيطا منها،
لكن بمقابل هذه ستكون هناك جبهة أعمالك الحسنة
وعقائدك الحقة، وهاتان الجبهتان في صراع دائم في عوالم مابعد الموت،
سأل سعيد أحد الكائنات المنيرة: هل لك ان تخبرني عن
أعمالي السيئة التي تجسمت بهذا الشكل المرعب من
الوحوش والعقارب والثعبان؟
قال: إن كل مؤمن لايقضي حاجة أخيه المؤمن وهو قادر عليها
يسلط الله عليه في قبره ثعبانا يُعرف بالشجاع
ولأن لك بعض الأعمال الحسنة كان ثعبانك ضعيفا
أما العقرب الذي علق بقدمك ولم يزل يؤذيك
فهو دَين عليك لم تؤده إلى صاحبه.
قال سعيد متعجبا: ولكني أديت كل الذي كان عليّ من
أموال الناس، ولم يبق شئ في عنقي.
قال: قبل أحد عشر عاما اقترضت من صديق لك في
الجامعة ولم تؤده له حتى الآن.
قال سعيد: كنت أتلوى من الألم، وبين الحين والآخر يغرز
العقرب إبرته في قدمي،
فأصرخ صرخات عظيمة،
فقلت للكائن المنير: بالله عليك اخبرني كيف النجاة من هذا
العقرب الخبيث؟
قال له: إن العقرب سوف يبقى عالقا حتى يؤدي عنك
شخص ما دٓينك في عالم الدنيا، أو يبرئك صديقك منه.
أصابني غم عظيم، وغمرني الحزن على نفسي،
فليس هناك شخص يعلم بها وينقذني بأدائها عني
ولا أنا كتبتها في وصيتي ولا.....
وبينما أنا في تلك الدوامة من الفكر الذي اختلط به أنين الألم،
وإذا بصوت مرعب مهول يملأ القبر
فهو كصوت الرعد في السماء نظرت إلى صاحبي الذي
كنت أتحدث معه فإذا به مبهور من ذلك واتخذ جانبا من
القبر مع رفقائه ليراقبوا ما سيحدث اما أنا كنت أكثر
اضطرابا عندما دخلا كائنين الى القبر ذات ملامح عجيبة
غريبة وهيبة عظيمة مخوفة توحي إلى عِظم شخصيتهما،
فلم أرٓ مثلهما مخلوقا قط في عالم الدنيا،
في الكافي ؛ (( عن أبي عبدالله ( ع ) قال: يجئ الملكان منكر ونكير إلى المبيت حين يدفن، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف، يخطان الأرض بأنيابهما، ويطآن في شعورهما، فيسألان الميت من ربك وما دينك......)).

بادرني أحدهما قائلا: من ربك؟
ماذا سوف يقول له سعيد من الخوف

الحلقة الثامنة عشر .


بعد ان بادره احدهما قائلا له من ربك ؟.
قال لهما سعيد: هل انتما منكر ونكير ؟
قال الآخر: نعم، و لابد لك من الإجابة عن أسئلتنا كي نعلم
صحة عقائدك، وأنها نابعة من الإيمان القلبي بها، لا عن
تقليد ولقلقة لسان، والآن أجب عن السؤال الأول دون تأخير، من ربك؟
كان سؤاله للمرة الثانية بغضب أكثر وصوت أعلى
حينها أسرعت بالإجابة فقلت: - ربي... ربي ... ياإلهي إن
لساني غير قادر على نطق ما أردت نطقه، بل نسيت
ماأردت قوله ونويت الإجابه به
فأصبحت أنظر إليهما تارة وإلى الكائنات المنيرة تارة أخرى
لعل أحدهم يسعفني، وبدلا من ذلك رأيت رجلا أسود اللون
كالقير، قبيح الشكل، موحش المنظر، قد برزت أنيابه فزادته
قباحة فوق قباحته، وبدت منه رائحة كريهة زادتني نفورا
منه. بدأ يقترب مني حتى استقر أمامي
وقال: أراك كلّ لسانك عن النطق وتعثرت في الإجابة، ولكن
لابأس عليك فأنا سوف أنقذك من مأزقك، قل إن ربي هو
أنتما الملكين، وكل شئ بيديكما، ألا ترى قوتهما وتسلطهما
عليك، فلو شاء أحدهما أن يحرقك الآن لفعل، وعلى فرض
أنني أكذب عليك كما تظن ففي جميع الأحوال إن أجبت بما
قلته لك، فسوف تنجو منهما لأن أي شخص تمجده وتمدحه
فسوف تغمره نشوة الكبرياء والسلطة، وسوف يعفو عنك،
بل قد يكرمك ويكافئك على تمجيده إياه.
قال سعيد كنت متحيرا في أمري بين كلام هذا القبيح
الأسود، وبين ماكنت أؤمن به من توحيد الله
فقلت في نفسي لماذا لا يظهر هذا الإيمان بهيئة جواب
للملكين، فهل أن توحيدي لله لم يكن خالصا في الدنيا؟
ام انه لم يُعجن في روحي التي لم تفنى حين موتي
ولن تفنى حتى الأزل إذا ضعف الإيمان والتوحيد تجسد
بهذه الهيئة من التعثرات في الجواب
وبينما أنا في تلك الدوامة من الفكر وإذا بأحد الملكين
يصرخ في وجهي: لماذا لم تجب حتى الآن عن سؤالنا ألم
تعلم من ربك ومن كنت تعبد ؟
قال سعيد: وقبل ان أبدأ كلامي المتعثر سمعت أحد
الكائنات النورانية ينادي: قل ربي الله الذي لا إله إلا هو
بعدها نادت جميع الكائنات النورانية بصوت واحد منتظم
: قل ربي الله قل ربي الله الذي لا إله إلا هو.
وبعد أن سمعت كلامهم قلّ اضطرابي واطمئن قلبي وانطلق لساني
فقلت: ربي الله ، ربي الله الذي لاإله إلا هو الملك القدوس
السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر .
تنحى القبيح جانبا وكأنه فشل في مهمته السيئة
وبقي ينظر لي بنظرات حقد وشر منتظرا فرصة أخرى يتدخل بها
قال أحد الملكين: إن توحيدك لم يكن خالصا لله بصورة كاملة لقد كنت في بعض الأحيان تعلق الرزق أو النجاة من
مصيبة وقعتَ فيها بأشخاص مخلوقين مثلك
كما أن بعض أعمالك يخالطها الرياء وحب الشهرة والسمعة
، غافلا عن أن ذلك مخالف للتوحيد الخالص لله الذي بيده
أسباب الكون ومسبباته ، لذلك لم تتمكن من الإجابة إلا
بعد مساعدة الولاية ورفقائها من الصلاة والصوم والزكاة
والحج والعمرة والبر والإيمان والأحسان، ولولاها لفشلتَ
ولأحرقنا عليك القبر وجعلناه بابا إلى نار جهنم التي توعدكم الله بها.
قال منكر: بقيت أمامك أسئلة إن نجحتَ في الإجابة عنها نجوتَ، وإلا هلكتَ وبقيتَ في عذاب وبلاء إلى ماشاء الله .
والآن أخبرنا من هو الرسول الذي أرسله الله اليكم وبأي دين جاء فأطعتموه ؟
ياترى بماذا أجاب سعيد على هذا السؤال ؟



الحلقة التاسعة عشر


عندما سأل منكر سعيد من هو الرسول الذي أرسله الله اليكم
قال سعيد: كان لدي اليقين الكامل بنبوة محمد ( ص ) وبرسالته ،
إن نبينا هو محمد بن عبد الله ( ص ) آمنت به بالدليل دون
أن أراه ، واتبعت رسالته دون أن أكون معاصرا له واتبعت
خليفته من بعده علي ابن ابي طالب الذي كان حجة الله
على خلقه، ثم تلا في الإمامة أحد عشر كوكبا معصومون
من الزلل، أمرنا بطاعتهم، فكانوا هم سفينة للنجاة وسبيلا للهداية
يقول سعيد: كنت خلال حديثي مع الملكين
انظر لمن حولي فرأيت القبيح يشتعل غضبا ويمتلئ غيظا
لدرجة انه لم يحتمل البقاء، فترك موضعه واختفى
فلا أثر له ! أما منكر ونكير فبعد انتهاء كلامي سمعتهما
يتحدثان معا بصوت خافت لم أفهمه، بعدها توجه نكير
إلي بالكلام وقال: إنك سبقت سؤالنا حول الإمامة بحديثك
فلا نسألك عنها، ولكن قل لي بأي دين جاء نبيكم وأي
كتاب؟ وأي قبلة أوصاكم بالتوجه إليها؟
نبينا الكريم جاء بدين الأسلام وهو أكمل الأديان وخاتمها،
وكتابنا القرآن، وهو(( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن
حكيم خبير)).
وقبلتنا الكعبة فهي محور توجه المسلمين إلى
الله الذي أمرنا بها بقوله: (( وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم
شطره )).
كنت سعيدا جدا لتمكني من الإجابة .
قال منكر وقد بدت عليه ملامح التبسم الممزوج بالوقار والهيبة: إن أجوبتك كانت مصداقا للآية الكريمة
(( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )).
وهي إنما كانت حصيلة جهودك في البحث عن الحقيقة
وتحصيل العقائد الحقة خلال سني عمرك الأخيرة
كما إن تلقين صديقك مؤمن حين نزول بدنك في القبر
كان له الأثر في ذلك ، إضافة إلى مساعدة بعض الأعمال
والأذكار التي أديتها في الدنيا، هن قبيل صيام أيام شهر
شعبان، وإحياء ليلة الثالث والعشرين من رمضان وصلاة
مائة ركعة فيها .
((روى الشيخ الصدوق في ثواب صيام شهر شعبان أن من صام تسعة أيام منه عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه. وروي عن الإمام الباقر( ع ) ثواب كثير لمن أحيا ليلة الثالث والعشرين من رمضان وصلى فيها مائة ركعة ..... من جملة ذلك الثواب أن الله تعالى يدفع عنه هول منكر ونكير....)).
بعد ان انتهى منكر ونكير من أسألتهما
قال لهما سعيد: يبدو إن لديكما العلم والأطلاع بدرجة
الإيمان في قلبي وصدقه من كذبه وماهي العقائد القوية
والضعيفة لدي ، فما وجه تساؤلاتكما هذه؟
أجابه أحدهما: إن أسألتنا كانت لغرض إظهار مستوى
عقائدك إليك لتطّلع عليها،وان هذه الأسئلة والأجوبة تكون
سرورا للمؤمن إن أجاب عليها، وعذابا للكافر إن تعثر فيها
لم يترك الملك مجالا لسؤال
آخر فبادر قائلا: إن روحك سوف تترك بدنك الدنيوي المادي
بصورة كاملة ، وتستقر في قالب مثالي لطيف يشابه من
حيث الصورة والشكل قالبك الأول
( تفسير الصافي ، عن الصادق ( ع ) انه قال:...... فإذا قبضه الله عز وجل صير الله تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا).
قال الملك ذلك واختفى مع صاحبه فجأة ، التفت يمينا
ويسارا ابحث عنهما ولكن لا أثر لهما قط تركوني وحيدا لا
أدري ماذا سيحدث لي بعد ذلك .

الحلقة العشرون


اختفى الملكان عن سعيد وبقي حائرا لايعرف ماذا سيحدث
له بعد ذلك ، لكن بعد ان أخبره الملك إنه سوف يستقر
في قالب مثالي لطيف يشابه من حيث الصورة والشكل قالبه الأول
قال سعيد: فقد احسست بعد اختفائه بتفكك كل القيود
التي كانت تربطني ببدني المادي وكأن حبالا كانت تجرني
نحوه قد تقطعت ، وقيودا قد تمزقت، فأصبحت خفيفا
لطيفا، ولم أشعر بالتحاقي بالقالب المثالي إلا بعد
استقراري فيه لخفته ولطافته.
زالت همومي وآلامي بنجاتي من أسئلة منكر ونكير
إلا هم العقرب وألمه، فهو لايرتضي المفارقة ولايقبل
المساومة، لذا عاد أنيني وصراخي منه، وبينما أنا كذلك
لاحظت اتساعا في القبر وانفتاح باب منه نحو حديقة
واسعة كبيرة،حينها قال لي أحد الكائنات النورانية وهو
يجرني نحوه: لنخرج إلى الحديقة التي فتح القبر الباب أليها
تحركنا جميعا واتجهنا نحو الباب، فخرجنا منه وجلسنا وسط
خضرة واسعة، كانت سعته مد البصر، وجماله ملفت
للنظر، وقد وزّعت فيه الورود بشكل منسق ومنتظم، كما
ان ألوانها تتغير بين الحين والإخر لتعطي جمالا باهرا ورائحة
خلابة. كانت الكائنات الروحانية على شكل ست صور،
بينهن صورة أحسنهن وجها، وأبهاهن هيأة، وأطيبهن ريحاً
قد استقرت فوق رأسي، أما الأخريات فكانت واحدة عن
يميني، والثانية عن يساري، والثالثة بين يدي والرابعة خلفي
والخامسة عند رجلي،
فقالت أحسنهن صورة: من أنتم جزاكم الله خيرا؟
قالت التي على يميني: أنا الصلاة .
وقالت التي على يساري :أنا الزكاة،
وقالت التي بين يديّ: أنا الصيام،
وقالت التي خلفي أنا الحج والعمرة،
وقالت التي عند رجلي أنا البر والإحسان.
ثم قالت الصور جميعا ومن أنت ؟ فأنت أحسننا وجها،
وأطيبنا ريحا، وأبهانا هيأة ؟
قالت أنا الولاية لآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
(( عن الإمام الباقر ( ع ) قال: إذا مات العلد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور، فيهن صورة أحسنهن وجها وأبهاهن هيأة وأطيبهن ريحا و......))
قال سعيد كنت أشاهد وأسمع مايجري من حديث بين الكائنات النورانية
فسألتهن مستغربا: ألم تتعارفن قبل هذا الوقت ؟
قالت الولاية: كلا لم تترك أحداث القبر مجالا لذلك .
إنه كان اجتماع أنس مع هذه الكائنات النورانية،
لكنه انقضى سريعا لحلاوته إذ استأذنوا بمغادرة المكان
فأجبتهم مستغربا: أحقا ماتقولون ؟ وهل سأبقى وحيدا غريبا هنا؟
أجاب أحدهم: إن لكل منا طاقة محدودة في الدفاع عنك
ومرافقتك، وذلك يتبع مدى أدائك لنا في الدنيا وإخلاصك
لله حين الأداء، لذلك سوف يغادرك بعضنا ويبقى الآخ،
وبعد سويعات سوف يغادرك الجميع. وسيكون هذا منوالنا
خلال مسيرتك في عالم البرزخ، لكننا سنلتقي بين مدة
وأخرى، ولابد لك من أن تمر بمراحل وأشواط قد تكون
صعبة وموحشة في بعضها، وقد تكون ممزوجة بنعيم
أعمالك حتى تستقر لك درجة ومرتبة تكون عليها إلى يوم
الحشر والحساب الأكبر .
قال سعيد: وهل سيكون بإمكاني الرقي خلال مدة البرزخ ؟
قالت الكائنات النورانية إن ذلك مرتبط بأعمالك أيضا .
وكيف؟ قد يكون رقيك بسبب صدقة جارية لم تزل آثارها
ومنفعتها مستمرة على أهل الدنيا، فكل يوم يمضي عليك
ترقى درجة تتناسب معها، ومنها الولد الصالح الذي ترعرع
في أحضانك وقد بلغ رشده
(( في الكافي عن أبي عبد الله ( ع ) قال: ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال ، صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنة هُدى سنَّها فهي يُعمل بها بعد موته، أو ولد صالح يدعو له)).
فخدم الأسلام وأهله ، أو قد يكون رقيك بسبب دعاء خير
يأتيك من أهل الدنيا ، أو من صلاة أو صيام أو عمل خير
يُهدى ثوابه إليك .ثم ساد صمت قليل لنرى
ماذا ستقول الكائنات النورانية لسعيد .

الى اللقاء في الحلقة القادمة مع رحلة البقاء


رد مع اقتباس