الموضوع: الغرور
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/06/27, 07:50 AM   #1
ابراهيم علي عوالي العاملي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 5752
تاريخ التسجيل: 2020/05/02
المشاركات: 21
ابراهيم علي عوالي العاملي غير متواجد حالياً
المستوى : ابراهيم علي عوالي العاملي is on a distinguished road




عرض البوم صور ابراهيم علي عوالي العاملي
افتراضي الغرور


معنى الغرور ـ ذمه طوائف المغرورين! المغرورون من الكفار والعصاة والفساق من المؤمنين ـ المغترون من أهل العلم وفرقهم ـ المغترون من الوعاظ كثيرون ـ المغرورون من أهل العبادة فرق كثيرة ـ المغترون من المتصوفة اكثر ـ المغترون من الأغنياء اكثر من سائر الطوائف ـ ضد الغرور الفطانة والعلم والزهد.

وهو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان. فمن اعتقد انه على خير اما في العاجل أو في الآجل عن شبهة فاسدة، فهو مغرور. ولما كان اكثر الناس ظانين بانفسهم خيرا، ومعتقدين بصحة ما هم عليه من الأعمال والافعال وخيريته، مع انهم مخطئون فيه، فهم مغرورون. مثلا من يأخذ المال الحرام وينفقها في مصارف الخير، كبناء المساجد والمدارس والقناطر والرباطات وغيرها، يظن ان هذا خير له وسعادة، مع انه محض الغرور، حيث خدعه الشيطان وأراه ما هو شر له خيرا، وكذا الواعظ الذي غرضه الجاه والقبول من موعظته، يظن انه في طاعة الله، مع انه في المعصية بغرور الشيطان وخدعته.

ثم لا ريب في ان سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل الطبع إليه عن شبهة ومخيلة، مركب من امرين: (أحدهما) اعتقاد النفس بأن هذا خير له مع كونه خلاف الواقع، (وثانيهما) حبها وطلبها باطنا لمقتضيات الشهوة أو الغضب. فان الواعظ إذا قصد بوعظه طلب الجاه والمنزلة معتقدا انه يجلب به الثواب، تكون له رغبة إلى الجاه واعتقاد بكونه خيرا له، إذ الغني إذا امسك ماله ولم ينفقه في مصارفه اللازمة، وواظب على العبادة معتقدا ان مواظبته على العبادة تكفي لنجاته وان كان بخيلا، يكون له حب للمال واعتقاد بأنه على الخير. ثم الاعتقاد المذكور راجع إلى نوع معين من الجهل المركب، وهو الجهل الذي يكون المجهول المعتقد فيه شيئا يوافق الهوى، فيكون من رذائل القوة العاقلة، والحب والطلب للجاه والمال من رذائل قوتي الغضب والشهوة. فالغرور يكون من رذائل القوى الثلاث، أو من رذائل العاقلة مع أحدهما.
يتبع..



hgyv,v



رد مع اقتباس