عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/10/23, 06:10 PM   #2
بسمة الفجر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 332
تاريخ التسجيل: 2012/08/02
الدولة: دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
المشاركات: 12,345
بسمة الفجر غير متواجد حالياً
المستوى : بسمة الفجر is on a distinguished road




عرض البوم صور بسمة الفجر
افتراضي

ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة فان كنت نويت بالكتاب صلتي وبرى ، فجزيت خيرا . . . ( 2 )

كتاب عمرة بنت عبد الرحمن :
وفي تاريخ ابن عساكر : كتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد ان يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ، وتخبره أنه انما يساق إلى مصرعه ، وتقول : اشهد لحدثتني عائشة انها سمعت رسول الله ( ص ) يقول : يقتل حسين بأرض بابل ، فلما قرأ كتابها ، قال : فلابد لي إذا من مصرعي ، ومضى ( 3 ) .

مع ابن عمر :
وفيه أيضا : ان عبد الله بن عمر كان بمال له فبلغه ان الحسين بن على قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ونهاه عن المسير إلى العراق فأبى الحسين ،
1 ) الطبري 6 / 219 - 220 ، ابن الأثير 3 / 17 ، وابن كثير 8 / 167 ، وفي 163 منه بايجاز وارشاد المفيد ص 202 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 343 .
2 ) في الطبري وابن الأثير وابن كثير تتمة للخبر السابق .
3 ) تاريخ ابن عساكر بعد الحديث 653 . وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية أكثرت عن عائشة ثقة من الثالثة ماتت قبل المائة . تقريب التهذيب 2 / 607 ( * ) .

- ج 3 ص 60 -
فاعتنقه ابن عمر ، وقال : استودعك الله من قتيل ( 1 ) .

وفي فتوح أعثم ومقتل الخوارزمي ومثير الأحزان وغيرها واللفظ للأخير : ان ابن عمر لما بلغه توجه الحسين إلى العراق لحقه وأشار عليه بالطاعة والانقياد ، فقال له الحسين : يا عبد الله أما علمت أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل - إلى قوله - فلم يعجل الله عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ، ثم قال : اتق الله يا ابا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي ( 2 ) .
1 ) تاريخ ابن عساكر ح ؟ 645 و 646 ، وتهذيبه 4 / 329 ، وقد اوردنا موجزا من الحديث . وانساب الاشراف ح 21 ص 163.
2 ) فتوح أعثم 5 / 42 - 43 ، والمقتل 1 / 192 - 193 ، ومثير الأحزان 29 ، واللهوف ص 13 ، ويبدو ان ابن عمر حاور الحسين في هذا الأمر مرتين أولاهما عند توجهه إلي مكة والثانية بعد خروجه منها متوجها إلى العراق .



خطبة الأمام ( ع ) : وفي مثير الأحزان بعد المحاورة السابقة : ثم قام خطيبا فقال : الحمد لله وما شاء الله ، ولا قوة الا بالله ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع انا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ، فيملان مني أكراشا جوفا وأحوية سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله لحمته ، وهي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقر بهم عينه وينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته ، وموطنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا فاني راحل مصبحا إن شاء الله ( 1 ) .

لفت نظر :
لم نتوخ في إيراد هذه المحاورات تسجيلها حسب تسلسلها الزماني أو المكاني كي نبحث عنها كذلك ثم نرتب تدوينها حسبما يؤدى إليه البحث لانا استهدفنا في هذا البحث اعطاء صورة عن رؤية الإمام الحسين ورؤية معاصريه لواقعة استشهاده لنتمكن من معرفة حكمة استشهاده وآثارها ، وكان يكفينا في هذا المقام إيراد المحاورات والحوادث حسبما أدى إليه ظننا وهكذا فعلنا .
1 ) مثير الأحزان ص 29 ، وفى اللهوف ص 23 انه خطب بها في مكة لما عزم على الخروج وفى لفظه " أجربة سغبا . ( * ) "

- ج 3 ص 62 -
أوامر الخليفة يزيد :
ولما بلغ نبأ مسير الإمام إلى يزيد كتب إلى ابن زياد : انه قد بلغني ان حسينا قد سار إلى الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان ، وبلدك من بين البلدان ، وابتليت به أنت من بين العمال ، وعندها تعتق أو تعود عبدا كما تعتبد العبيد ( 1 ) .
لعل يزيد يشير في كتابه إلى أن زيادا والد عبيد ابن زياد ، ولد من أبوين عبدين وهما عبيد وسمية ، وبعد ان الحقه معاوية بابيه أبى سفيان ، أصبح أمويا ( 2 ) ومن الأحرار في حساب العرف القبلي الجاهلي ، وان يزيد يهدد ابنه ابن زياد : انه ان لم يقم بواجبه في القضاء على الحسين فانه سينفيه من نسب آل أبي سفيان فيعود عبدا .
وفي رواية : ان عمرو بن سعيد أيضا كتب إلى ابن زياد نظير هذا الكتاب ( 3 ) .

مع الفرزدق : سار الإمام الحسين حتى انتهى إلى الصفاح ( 4 ) فلقيه الفرزدق بن غالب الشاعر فقال للإمام : بأبي وأمي يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الحج فقال : لو لم أعجل لأخذت .
ثم سأل الفرزدق عن نبأ الناس خلفه فقال له الفرزدق : قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء . فقال له الحسين : صدقت لله الأمر ، والله يفعل ما يشاء ، وكل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه ، وهو المستعان على أداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته ، والتقوى سريرته ، ثم حرك الحسين راحلته فقال : السلام عليك ( 5 ) .
1 ) تاريخ ابن عساكر ح - 657 ، وفى ح - 656 أمره بمحاربته ، وفى تهذيبه 4 / 332 ، ومعجم الطبراني ح - 80 ، وانساب الاشراف للبلاذرى بترجمة الحسين ح 180 ص 160 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 344 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 165 .
2 ) راجع كتاب عبد الله بن سبأ ج 1 فصل استلحاق زياد .
3 ) تاريخ ابن عساكر ح - 653 ، وتهذيبه 4 / 326 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 165 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 343 .
4 ) الصفاح بين حنين وانصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة .
5 ) الطبري 6 / 218 ، وابن الأثير 4 / 16 ، وإرشاد المفيد ص 201 ، وابن كثير 8 / 168 ، وانساب الاشراف ص 165 - 166 . ( * )

- ج 3 ص 63 -
ولما بلغ الحاجر أرسل إلى أهل الكوفة بكتاب يخبرهم فيه انه خرج من مكة يوم التروية متجها إليهم ( 1 ) .

مع عبد الله بن مطيع ( 2 ) :
وفي بعض المياه التقى بعبد الله بن مطيع العدوي فقال له : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أقدمك ؟ فاخبره الحسين بخبره فقال ابن مطيع : أذكرك الله يا ابن رسول الله وحرمة الإسلام ان تنتهك ، أنشدك الله في حرمة رسول الله ( ص ) ، أنشدك الله في حرمة العرب ، فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك : ولئن قتلوك لا يهابون بعدك أحدا أبدا ، والله انها لحرمة الإسلام تنتهك وحرمة قريش وحرمة العرب ، فلا تفعل ولا تأت الكوفة ولا تعرض لبني أمية ، فأبى الا أن يمضي ( 3 ) .
وفي رواية ، فقال الحسين : لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ، ثم ودعه ومضى ( 4 ) .

من رأى ان الحسين ( ع ) لا يجوز فيه السلاح :
خلافا لمن سبق ذكر رأيه كان عبد الله بن عمرو بن العاص من عصبة الخلافة من الصحابة يأمر الناس بإتباع الإمام الحسين ، قال الفرزدق بعد ذكره لقاءه للإمام الحسين : ثم مضيت فإذا بفسطاط مضروب في الحرم وهيئته حسنة فاتيته فإذا هو لعبد الله بن عمرو بن العاص فسألني فاخبرته بلقاء الحسين بن علي ، فقال لي : ويلك فهلا اتبعته : فوالله سيملكن ولا تجوز السلاح فيه ولا في أصحابه . قال : فهممت والله ان الحق به ووقع في قلبي مقالته ثم ذكرت الأنبياء وقتلهم فصدني ذلك عن اللحاق بهم . . . الحديث ( 5 ) .
1 ) الطبري 6 / 223 - 224 ، الأخبار الطوال للدينورى ص 245 ، وكان الحاجر ببطن الرمة ويجتمع فيه أهل الكوفة والبصرة بطريق مكة - مادة الحاجر وبطن الرمة بمعجم البلدان وراجع انساب الاشراف ص 166 .
2 ) عبد الله بن مطيع بن الاسود العدوى المدني ، له رؤية ، وكان رأس قريش يوم الحرة وأمره ابن الزبير على الكوفة ثم قتل معه سنة ثلاث وسبعين اخرج حديثه البخاري ومسلم . تقريب التهذيب 2 / 452 .
3 ) الطبري 6 / 224 ، وإرشاد المفيد ص 203 ، وانساب الاشراف ص 155 .
4 ) الأخبار الطوال للدينورى 246 .
5 ) الطبري 6 / 218 - 219 . ( * )

- ج 3 ص 64 -
مع زهير بن القين :
سار الإمام الحسين حتى نزل زرود فالتقى فيها بزهير بن القين - وكان عثمانيا ( 1 ) قال الراوي الذي كان مع زهير : اقبلنا من مكة نساير الحسين فلم يكن شئ أبغض إلينا من ان نسايره في منزل فإذا سار الحسين تخلف زهير وإذا نزل تقدم ، حتى نزلنا منزلا لم نجد بدا من ان ننازله فيه ، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب ، فبينا نحن جلوس نتغذى إذ أقبل رسول الحسين فسلم ، وقال : يا زهير بن القين ان ابا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه ، قال : فطرح كل انسان ما في يده حتى كاننا على رؤوسنا الطير .
فقالت له زوجته : أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه ؟ سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ! فأتاه زهير بن القين ، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه ، فأمر بفسطاطه ومتاعه فحمل إلى الحسين ، ثم قال لامرأته : أنت طالق ! الحقي بأهلك ، فاني لا أحب ان يصيبك من سببي الا خير ، ثم قال لأصحابه : من أحب منكم أن يتبعني والا فانه آخر العهد .
وفي رواية : من أحب منكم الشهادة فليقم ومن كرهها فليتقدم ( 2 ) . إني سأحدثكم حديثا غزونا بلنجر ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان الباهلي : أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من المغانم ؟ فقلنا : نعم . فقال لنا : إذا أدركتم شباب آل محمد - وفي رواية : سيد شباب أهل محمد ( 3 ) فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم بما أصبتم من الغنائم فاما أنا فاستودعكم الله 4 فقالت له زوجته : خار الله لك وأسألك ان تذكرني يوم القيامة عند جد الحسين ( ع ) .
1 ) في انساب الاشراف ط . الأولى ، 1397 ص 168 وص 167 وتاريخ ابن الأثير 4 / 17 انه كان عثمانيا وزرود في وسط رمال عالج كان منزلا للحاج العراقى .
2 ) الأخبار الطوال ص 246 - 247 ، وأنساب الاشراف ص 168 .
3 ) ابن الأثير 4 / 17 .
4 ) نقلنا الرواية من الطبري 6 / 224 - 225 ، وسلمان المذكور في الخبر هو ابن ربيعة الباهلي ارسله الخليفة عثمان لغزو اران من آذربايجان ففتح كورها صلحا وحربا وقتل خلف نهر بلنجر ، فتوح البلدان ص 240 - 241 ، وراجع اسد الغابة ترجمته 2 / 225 .


توقيع : بسمة الفجر
رد مع اقتباس