عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/10/23, 06:13 PM   #5
بسمة الفجر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 332
تاريخ التسجيل: 2012/08/02
الدولة: دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
المشاركات: 12,345
بسمة الفجر غير متواجد حالياً
المستوى : بسمة الفجر is on a distinguished road




عرض البوم صور بسمة الفجر
افتراضي

حتى ترى من رأيك ويستبين لك ما أنت صانع ، فسر حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى أجأ امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن الأسود والأحمر ، والله ان دخل علينا ذل قط ، فأسير معك حتى أنزلك القرية ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجأ وسلمى من طيئ فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى يأتيك طيئ رجالا وركبانا ثم أقم فينا ما بدالك فان هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم والله لا يوصل إليك أبدا ومنهم عين تطرف فقال له جزاك الله وقومك خيرا انه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف ولا ندري على ما تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة ومضى الحسين حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به فإذا هو بفسطاط مضروب فقال لمن هذا الفسطاط فقيل : لعبيد الله بن الحر الجعفي
قال : ادعوه لي وبعث إليه فلما أتاه الرسول ، قال : هذا الحسين بن علي يدعوك ، فقال عبيد الله بن الحر إنا لله وإنا إليه راجعون ، والله ما خرجت من الكوفة الا كراهة ان يدخلها الحسين وانا بها ، والله ما أريد ان أراه ولا يراني ، فأتاه الرسول فأخبره ، فأخذ الحسين نعليه فانتعل ، ثم قام فجاءه حتى دخل عليه ، فسلم وجلس ، ثم دعاه إلى الخروج معه ، فأعاد إليه ابن الحر تلك المقالة فقال : فالا تنصرنا فاتق الله ان تكون ممن يقاتلنا فوالله لا يسمع وأعيتنا احد ثم لا ينصرنا إلا هلك ، قال : اما هذا فلا يكون ذلك أبدا إن شاء الله ، ثم قام الحسين من عنده حتى دخل رحله .

قال المؤلف : لعل الباحث يجد بادئ ذي بدء تناقضا بين موقف الإمام ممن تجمع عليه في منزل زبالة يفرقهم من حوله ، بين موقف الإمام هنا مع ابن الحر وقبله مع ابن القين وكذلك مع غيرهما حيث كان يدعوهم فرادى وجماعات إلى نصرته ، ولكنه إذا تدبر خطب الإمام وكلامه في كل مكان ومع أي إنسان كان ، أدرك ان الإمام كان يبحث عن أنصار ينضمون تحت لوائه ويبايعونه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستنكار بيعة أئمة الضلالة أمثال يزيد على الحكم ، أنصارا واعين لأهداف قيامه ، يقاومون الاغراء بالدنيا ، يصارعون الحكم الغاشم حتى يقتلوا في سبيل ذلك !

استقاء مرة أخرى :
روى الطبري وغيره واللفظ للطبري ( 1 ) عن عقبة بن سمعان ، قال : لما كان في
1 ) المصادر لا تزال هي التي ذكرناه في أول فصل " لقاء الإمام الحسين مع الحر . ( * ) "

- ج 3 ص 75 -
آخر الليل أمر الحسين بالاستقاء من الماء ثم أمرنا بالرحيل ففعلنا ( 1 ) قال فلما ارتحلنا من قصر بني مقاتل وسرنا ساعة خفق الحسين برأسه خفقة ثم انتبه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين . قال : ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا .
قال : فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين على فرس له ، فقال : يا أبت جعلت فداك مم حمدت الله واسترجعت ، قال : يا بني ، إني خفقت برأسي خفقة فعن لي فارس على فرس ، فقال : القوم يسيرون والمنايا تسرى إليهم ، فعلمت انها أنفسنا نعيت إلينا قال له : يا أبت ، لا أراك الله سوءا السنا على الحق ؟ قال : بلى والذي إليه مرجع العباد .
قال : يا أبت : إذا لا نبالي ، نموت محقين ، فقال له : جزاك الله من ولد خير ما جزي ولدا عن والده .


نزول ركب آل الرسول ( ص ) أرض كربلاء

قال فلما أصبح نزل فصلى الغداة ثم عجل الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد ان يعرقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيردهم فيرده ، فجعل إذا ردهم إلى الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا فلم يزالوا يتسايرون حتى انتهوا إلى نينوى المكان الذي نزل به الحسين .
قال : فإذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة فوقفوا جميعا ينتظرونه فلما انتهى إليهم سلم على الحر بن يزيد وأصحابه ولم يسلم على الحسين ( ع ) وأصحابه فدفع إلى الحر كتابا من عبيد الله بن زياد فإذا فيه اما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء وقد أمرت رسولي ان يلزمك ولا يفارك حتى يأتيني بانفاذك امرئ والسلام .
قال : فلما قرأ الكتاب ، قال لهم الحر : هذا كتاب الأمير عبيد الله بن زياد يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه ، وهذا رسوله ، وقد أمره أن لا يفارقني حتى انفذ رأيه وأمره ، فنظر إلى رسول عبيد الله ، يزيد بن زياد بن المهاصر أبو الشعثاء الكندى ثم الهندي فعن له فقال : امالك بن النسير البدى ؟ قال : نعم ، وكان احد كندة ، فقال له يزيد بن زياد : ثكلتك أمك ! ماذا جئت فيه قال : وما جئت فيه أطعت إمامي ووفيت ببيعتي ، فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربك وأطعت إمامك في
- ج 3 ص 77 -
هلاك نفسك ، كسبت العار والنار ، قال الله عزوجل : " وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون " فهو إمامك . قال : واخذ الحر بن يزيد القوم بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية فقالوا دعنا ننزل في هذه القرية يعنون نينوى أو هذه القرية يعنون الغاضرية أو هذه الأخرى يعنون شفية فقال لا والله ما استطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلى عينا فقال له زهير بن القين يا بن رسول الله ان قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا من بعد من ترى ما لا قبل لنا به ، فقال له الحسين ما كنت لأبدأهم بالقتال .


توقيع : بسمة الفجر
رد مع اقتباس