تحدِّثنا النصوص عن فئةٍ خاصَّةٍ « شريفة » ، هي بطانة المهدي وأصحابه عج، وفئتُهُ الخاصَّة جدَّاً وقيادتُهُ على أهل الدنيا، وهي المعهودة المذكورة في النصوص . وهم على عدد
أصحاب بدر، وعدد
أصحاب طالوت : 313 رجلاً ، كأنهم ليوثٌ خرجوا مِن غابة ، قلوبُهُم مثل زبر الحديد ، لو همُّوا بإزالة الجبال لأزالوها عن موضعها ، الزيُّ واحد ، اللباسُ واحد ، كأنما آباؤهم أبِ واحد .
تخبرنا النصوص أنَّ منهم : الأبدال مِن أهل الشام ، والنجباء مِن مصر ، وعصائب العراق ، وعصائب أهلِ المشرق ، ونصير أهل اليمن ( اليماني ) الذي يُخرج مِن قرية باليمن يُقال لها كرعة ، أو كريمة ، أو أكرعة ، كما في رواية، وفي بعض النصوص مِن أصحابه حاكمٌ يكون في أفريقية يُؤدِّي إليه الطاعة ، ويُقاتل عنه ، ويقدِّم نفسه وما يملك في سبيل المهدي عج ، وحاكمٌ مِن ذرية جعفر بن أبي طالب ، وسبعة علماء مِن آفاقٍ شتَّى ، وأصحاب الكهف ، والعُمَد في زوايا الارض ، والأخيار السيَّاحون في الأرض ، والفارُّون مِن السفياني مِن بني هاشم ، وحاكم بلاد المشرق ، وشعيب بن صالح ، كما مِن أصحابه النَّفسُ الزكيَّة وهو الذي يُقتل قبيل ظهوره العام بـ 14 يوماً، أي أثناء ظهور المهدي الخاص الذي يدوم لأشهر . وأفراد عظماء مِن هنا وهناك، يكونون في نواحي الأرض، يجمعهم الله في ليلةٍ واحدةٍ لبيعة المهدي ع .
في رواية الإمام الباقر ع : « يبايع القائم ع بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف رجل، عدّة أهل بدر، منهم من النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق »
( البحار 52/ 334 ) . أيضاً يمكن مراجعة المصنف للصنعاني 11/371 والمصنف لإبن أبي شيبة 15/45 ومستدرك الصحيحين 4/553 . حيث تتفق متون أهل السنّة مع متون الشيعة بذلك .
وتُؤكِّد النصوص أنَّ أنصاره ع هم خيارُ الأمة. وأنَّ لهؤلاءِ الأصحاب دوراً عظيماً ، ومواقف مشهودة، وتضحياتٍ هائلة، يُقاتلون في سبيل الله، ويذودون عن المهدي عج ويأتَمِرُون بأمرهِ، وهم أطوع في يديهِ عج مِن الخاتم الذي في أصبعِهِ .. وأنَّهم يتحَلَّقون قربَهُ زمن الإعلان الأعظم عن ظهورهِ الشريف، ويُعلنون البيعة والطاعة التامَّة له ، فهم فرحون، فخُورُون مسرورون بظهورِهِ الأكرم ..
وتخبرنا عن حالهم ساعة الظهور، فتشير إلى أنَّهم يجتمعون في ليلةٍ واحدة، فمنهم مَن تُطوى بهِ الأرض، ومنهم مَن يُحمَل فوق الغيم (تعبيرا لاختلاف طرق المواصلات في ذلك الزمن).
وهم مِن بقاعٍ شتَّى، ونواحٍ عدَّة، قد أعدَّهم اللهُ تعالى لنصرة المهدي المنتظر عج وقيادةِ دولتِهِ الإلهيَّة المباركة .
ومنذ تلك اللحظات التاريخيَّة تبدأ رحلة الدولة المهدويَّة المباركة التي تبسط القسط والعدل في أرجاء الأرض ونواحيها ..