عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/09/03, 09:35 AM   #1
العقيلة

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3785
تاريخ التسجيل: 2015/04/19
المشاركات: 805
العقيلة غير متواجد حالياً
المستوى : العقيلة is on a distinguished road




عرض البوم صور العقيلة
افتراضي القاعدة القرآنية ....

القاعدة القرآنية ....
القاعدة القرآنية ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب

يحتاج اليوم اكثر من كل يوم بلدنا الحبيب هذه النظرية القرآنية وهي نظرية عقلية اقتصادية إنتاجية لا شوب فيها والتي مؤداها كون الرجل المناسب في المكان المناسب والقران الكريم هو بحر مليء بالجواهر والكنوز العلمية والمعرفية على كافة الأصعدة والميادين وتأتي الثمار على حسب الغوص ونتاجنا لا يحتاج الا الى القليل من التأمل والربط لننتج هذه النظرية العلمية العملية حيث ان بلدنا العزيز –مع الأسف – يشيع فيه عدم التخصص وعدم اشغال المكان المناسب من قبل الشخص المناسب والفوضى في الوظيفة والعمل وعدم معرفة ضوابط الوظيفة وهكذا من خلال التفاته بسيطة سنستفيد الكثير من الأمور من خلال الكتاب المبارك كما ان هذه القضية تطبق على كافة المستويات وليست محصورة بالأنظمة الحكومية بل تشمل الافراد فيستفيد منها الكل .
في سورة الزمر الآية 9‏ يقول تعالى :**..قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ**‏
هذه الاية المباركة وان كان كلامها الأساسي عن الامام علي واهل البيت عليهم السلام كما في بعض التفاسير لمدرسة الصحابة حيث انهم اهل العلم وتفضيلهم على الامة من هذا الباب وضمن هذه القاعدة فهم الأنسب والأفضل للخلافة وغيرها صلوات الله عليهم فلو جعلوا في مكانهم الصحيح لكان وضع الامة بالإيجاب والكمال ما تحسد عليه "فأقضاكم علي " "اشجعكم علي " "اعلمكم علي "....الخ ، الا ان الكلام عام يعم جميع الموارد حيث ينبغي الفصل والتمييز بين العلم والجهل وتفضيل العالم على الجاهل واختيار من له العلم والمعرفة بالصنعة والوظيفة على غيره..
وفي اية أخرى يقول تعالى على لسان يوسف عليه السلام : " قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ "يوسف اية (55). وفي بعض التفاسير " اني حفيظ عليم " معناه حافظ للمال عمن لا يستحقه عليم بالوجوه التي يجب صرفها اليه،...وهذه شروط أساسية في الرجل الاقتصادي والمسؤول المالي حيث ينبغي ان يشغل هذه المناصب من احتوى بالأساس هذه الشروط وهي الأمانة ومعرفة وتقدير حاجة كل قضية مالية وتقييم المشاريع بشكل علمي معرفي مسبق لان يوسف عليه السلام كان يعلم أنّ جانباً كبيراً من الاضطراب الحاصل في ذلك المجتمع الكبير المليء بالظلم والجور يكمن في القضايا الاقتصادية، والآن وبعد أن عجزت أجهزة الحكم من حلّ تلك المشاكل واضطروا لطلب المساعدة منه، فمن الأفضل له أن يسيطر على اقتصاد مصر حتّى يتمكّن من مساعدة المستضعفين وأن يخفّف عنهم ـ قدر ما يستطيع ـ الآلام والمصاعب ويستردّ حقوقهم من الظالمين. ويقوم بترتيب الأوضاع المترديّة في ذاك البلد الكبير، ويجعل الزراعة وتنظيمها هدفه الأوّل وخاصّةً بعد وقوفه على أنّ السنين القادمة هي سنوات الوفرة حيث تليها سنوات المجاعة والقحط، فيدعو الناس إلى الزراعة وزيادة الإنتاج وعدم الإسراف في استعمال المنتوجات الزراعية وتقنين الحبوب وخزنها والاستفادة منها في أيّام القحط والشدّة.
فعلى هذا ان الرجل المناسب في المكان المالي الاقتصادي هو الأمين الحفيظ النزيه العارف والعالم بالامور الاقتصادية ..
وفي مجال العمل ينبغي ان يتصف العامل بالنشاط كي يكثر الإنتاج وكذا الأمانة على صعيد الوقت والتعامل معه وعلى صعيد العمل من اتقان وغيره كما في اية موسى عليه السلام {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ **.
وفي المجال الحربي العسكري ينبغي ان يتصف الرجل في هذا المكان بالقوة والعلم القوة العضلية واللياقة البدنية كي يقاوم ويطارد المجرمين والمعتدين وينبغي ان يكون على معرفة واطلاع وعلم بعدوه والمجرمين والفنون الحربية المختلفة والطرق والأساليب التي يتعامل بها العدو وهكذا وتجد الإشارة القرانية في قائد الجيش طالوت ( وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ {البقرة: 247** )
ونلاحظ كيف قدم اهل الكفاءة والقدرة العالية العروض لسليمان عليه السلام لوظيفة جلب عرش بلقيس فقدم الأول عرض مغري وهو جلبه بوقت قياسي :** قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ **( النمل39 )..ولكن سليمان عليه السلام أراد عرض افضل وان كان هذا في قمة الفضل ولكن المدير الفعال المناسب في الإدارة يسعى لافضل العروض على الاطلاق للأنصاف وللرقي والكمال وللمنافسة الخادمة للقضية الشريفة فقدم الثاني عرض فوق هذا العرض ..حيث قال الثاني {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ**
وهكذا لو تتبعنا شواهد أخرى كلها تصب في مصب واحد هو ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ،والرجل الاعلم هو من يستحق ان يكون والعرض الأفضل هو من يستحق ان ينتخب والرجل الاكفأ هو الاجدر ... وعلى هذا مدرسة اهل البيت عليهم السلام حيث انما انهم قدموا اهل البيت على غيرهم –مع غض الطرف عن النص- لانهم الاكمل والأفضل والاعلم والاشجع والأكثر عبادة وطاعة وقرب من الله تعالى و هكذا في مسألة التقليد قدموا الاعلم والأورع وهكذا في امام الجماعة ان يكون العادل والأقرئ .
نسال الله ان يأخذ بأيدي الجميع لتطبيق القاعدة القرآنية ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب .

الكاتب: امير العامري





hgrhu]m hgrvNkdm >>>> hgrhu]m



رد مع اقتباس