عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/12/13, 12:06 AM   #3
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

اتّباع القانون الإلهي

كان صلى الله عليه وآله وسلم شديد المحافظة والرعاية للقانون ولم يسمح لأحد بأن ينقض القانون – سواء كان من جانبه أو من جانب الآخرين – فكان

محكومًا للقوانين. والآيات القرآنية تنطق بهذه المسألة. كان يعمل بشكل دقيق بالقوانين التي يجب على الناس العمل بها ولم يسمح بالتخلّف على الإطلاق. عندما جلبوا الرجال في حرب بني قريظة، فقتلوا الخائنين وأسروا الباقين وأحضروا أموال وثروات بني قريظة تحدّثت بعض نساء النبيّ إليه – ومن جملتهن أمّ المؤمنين زينب بنت جحش، أمّ المؤمنين عائشة، أمّ المؤمنين حفصة – وقلن: أعطنا مقدارًا من هذا الذهب وهذه الثروة التي جُمعت من اليهود لكنّ الرسول لم يلبِ طلبهنّ على رغم محبّته لهنّ وتصرّفه الحَسَنِ معهنّ. ولو أراد النبيّ أن يعطي نساءه من تلك الثروات، لما اعترض المسلمون بيد أنّه لم يكن مستعدًّا لذلك. أصرّت نساءه على ذلك، فابتعد الرسول عنهنّ مدّة شهر. بعد ذلك نزلت الآيات الشريفة في سورة الأحزاب: ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء﴾[29]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[30]. أوضح الرسول لهن: أنّكنّ إذا أردتنّ الحياة معي، فالحياة، حياة زهد، لا مجال فيها لتجاوز القانون[31].

معرفة العدوّ

من جملة النّقاط المهمّة في حياة الرسول، أنّه كان لا يساوي بين الأعداء. بعض الأعداء، كان عداؤهم عميقًا, وإذا وجد الرسول أنّهم لا يشكّلون خطرًا أساسيًّا، كان يتركهم ويتساهل معهم. والبعض الآخر من الأعداء كانوا يشكّلون خطرًا، فكان يراقبهم أمثال عبد الله بن أبي. فقد تآمر عبد الله بن أبي -وهو منافقٌ من الطراز الأوّل- على الرسول, غير أنّ الرسول كان يراقبه فقط، ولم يتدخّل في أعماله وقد بقي حيًّا حتّى نهاية عمر الرسول. توفّي عبد الله بن أبي قبل وقت قصير من وفاة الرسول، إلّا أنّه تحمّله حتّى النهاية. كانت تلك مجموعة من الأعداء الذين كانوا لا يشكّلون تهديدًا حقيقيًّا للحكومة والنظام الإسلاميّين وللمجتمع الإسلاميّ, وأمّا الأعداء الذين كانوا يشكّلون خطرًا، فكان الرسول شديدًا عليهم. فقد أمر هذا الإنسان العطوف الرحيم المتسامح، بقتل الخائنين من بني قريظة – عدّة مئات من الأشخاص – في يومٍ واحد وأخرج بني النضير وبني قينقاع وفتح خيبر, لأنّهم كانوا أعداءً خطرين. تعامل معهم الرسول عندما دخل المدينة – بادئ الأمر- برفقٍ وعطف, إلّا أنّهم قابلوه بالخيانة وطعنوه من الخلف وتآمروا عليه وهدّدوه. تحمّل النبيّ عبد الله بن أبي, وتحمّل يهود المدينة, وتحمّل القرشي الذي آوى إليه أو الذي لا يشكّل خطرًا. وعندما فتح مكة، كان عطوفًا مع بعض الكبار ومن جملتهم أبي سفيان حيث زال خطرهم في حين أنّه قمع بشدّة هذا العدو الغدّار الخطير الذي لا يمكن الوثوق به[32].

أمرنا الإسلام بالمحبّة، والمداراة، واللطف، والتغاضي، والعفو عن العدو، – وليس فقط الصديق – فصديقنا هو منّا, فإذا أحببنا الأصدقاء فنحن لا نؤدّي عملًا مهمًّا بل إنّ القيمة في الرؤية الإسلاميّة والأخلاقيّة تبرز عند محبّة العدو, ونحن نرغب في إحياء هذه القيمة[33].

إنّ معرفة العدوّ، هي خلاصة كافّة تلك المعارف ومتمّمها ومكمّلها. وبدونها يكون قلب وذهن المسلم مخزنًا غير محصّن، وغير مصان أمام اعتداء الخائنين والمغيرين. وفي أعمال الحج نفسها يُعدّ رمي الجمرات رمزًا لمعرفة العدوّ ومحاربته, وقد تلا رسول الإسلام الأكرم آذان البراءة في الحجّ وردّدت حنجرة أمير المؤمنين آيات البراءة[34]، في تلك المراسم. وإذا تخلّص الإسلام والأمّة الإسلاميّة في يومٍ من الأيّام من وجود العدو الجرّار وأصبح هذا الشيء ممكنًا، فحينها سينتفي مسوّغ البراءة حينئذٍ من (المشركين)، ولكن مع وجود الأعداء وعدائهم الحالي، فإنّ الغفلة واللامبالاة بالبراءة هي من جملة الأخطاء الكبيرة[35].



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس