موسى إبنُ مَدرَسَةِ الخَليقَةِ جَعفَرٍ - ناءَت لِشُكرِ صَنيعِهِ الأزمانُ
هذا هُوَ النِبراسُ شَعَ ومَن لَهُ - صَلى الظَلامُ وصَلَت القُضبانُ
مِن قَبلِ إيجادِ الوُجودِ ولَم يَزَل - نوراً بِهِ يَتَوَضئُ القُرآنُ
أزكى الأنامِ عُلاً وأَسخاها يَداً - بَحرٌ وراحَةُ كَفِهِ طوفانُ
ظَهَرَت بِحَضرَتِهِ المَعاجِزُ لِلوَرى - وعَلى يَدَيهِ تَلألأ البُرهانُ
سَل عَنهُ مَن أعَيا الأُساةَ بِدائِهِ - وسَل الَذي ضاقَت بِهِ الأوطانُ
مَلِكٌ تَزاحَمَت المُلوكُ بِبابِهِ - وهَوت عَلى أعتابِهِ التيجانُ
يا كاظِماً لِلغَيظِ آيَةُ حِلمِهِ - لِلواهِبينَ مَحَجَةٌ وَبَيانُ
يا واهِبَ الأحرارِ أيَ بَصيرَةٍ - يَومَ النِزالِ إذا إلتَقى الأقرانُ
عَلَمتَ أجيالَ العَقيدةَ ثَورَةً - مِن عِندِها يَتَعَلَمُ البُركانُ
فإذا القُيودُ على يَدَيكَ مَشاعِلٌ - ورُؤى بِها يَتَحَرَرُ الإنسانُ
يا راهِباً لِبَني العُلى مِن هاشِمٍ - بِكَ فاخَرَت أهلُ السَما عَدنانُ
يا زاهِداً والمُلكُ طَوعَ بَنانِهِ - وعلى شِفاهِكَ يَسجُدُ الإحسانُ
يا قِبلَةَ العُبادِ راحَ على المَدى - مُتَوَشِحاً بِرِدائِكَ الإيمانُ
وَفَرَ الذي يَسعى إلَيكَ بِحاجَةٍ - والجاهُ عِندَكَ كُلُهُ والشانُ
تِلكَ السَلاسِلُ حَولَ جيدِكَ أُحكِمَت - هِيَ حِكمَةٌ يَعنو لَها لُقمانُ
قَوَضتَ عَرشَ الا رَشيدِ فَلَم يَعُد - يَحويهِ لا قَصرٌ ولا إيوانُ
أَودى بِهِ كَأبيهِ ظِنَةُ واهِمٍ - أنَ المَعالي خَمرَةٌ وقِيانُ
فإذا بِهِ لَحدٌ يَضُمُ مَخازِياً - جَسَداً عَلَيهِ تَصارَعُ الديدانُ
وإذا بِقُبَتِكَ الكواكِبُ دونَها - وإذا ثَراكَ الرَوحُ والرَيحانُ
اليَومَ أحشاءُ الوَديعَةِ وُدِعَت - وتَصَدَعَت مِن مَكَةَ الجُدرانُ
هارونُ مَزَقَ مُهجَةً لِمُحَمَدٍ - ومَخالِبٌ أهدى لَهُ مَروانُ
يا ظُلمَةَ التأريخِ كَم مُتَلَفِعٍ - بِكِ وَهوَ في عَينِ النَهارِ جَبانُ
يا صاحِبَ العِلمِ اليَقينِ تَحيَةً - مِن عَرشِهِ أزجى لَكَ السُبحانُ
فَوَحقِ مَدمَعِكَ الغَزيرِ وسَجدَةٍ - فيها جَبينُ المُنتَهى يَزدانُ
وبِساقِكَ المَرضوضِ والعَرشِ الَذي - حَلَقُ القُيودِ لِساقِهِ عِنوانُ
ما أَشرَقَت لَولاكَ أقمارُ الهُدى - يَوماً وأُسمِعَ لِلصَلاةِ أذانُ
يا مُحسِناً يَكثوا بِكَفَيكَ النَدى - يا كَوثَراً يَصبوا لَهُ له الظَمآنُ
يا سَلسَبيلَ اللهِ سالَ عَلى الحِجى - فإذا بِقَفراءِ العُقولِ جِنانُ
لَو لَم تَكُن بابَ الحَوائج ما سَعى - قَصداً وأصبَحَ بابُها الِحرمانُ
( الشاعر مهدي جناح الكاظمي )
نسألكم الدعاء
rwd]m gh hgsA[kE dQp[EfEiE ,gh hgsQ[hkE l;j,fm