عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/06/17, 01:57 AM   #63
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

تعقيب توضيحي بخصوص تعريف الرسول والنبي والإمام
.........................................

☆ الرسول : هو النّبيّ الإمام، أي الجامع للمنزلتين معاً، النبوة والولاية، يبَلِّغ عن الله بغير واسطة بشريّة.

والرسل صنفان : -
أولوا العزم من الرسل ؛ وغير أولي العزم.

أولوا العزم : أصحاب الشرائع السماوية ، آتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة.

غير أولي العزم : النبيّون الذين آتاهم الله الحكم والعلم، وليسوا أصحاب شرائع، إنّما يحكمون بشريعة أولي العزم.

وأولوا العزم من الرسل هم : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

قال تعالى : ﴿ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴾.

الرسول على وزن فعول، من صيغ المبالغة، يستوي فيه المفرد والجمع والمذكر والمؤنث ، الجمع : رُسُل ونبيّون.

☆ النبي : بشر آتاه الله العلم وجعله نبيًا، ولم يؤته الحكم، يبلغ عن الله بغير واسطة بشرية ؛
الجمع : أنبياء، وهو على وزن فَعِيل بمعنى مفعول، يستوي فيه المفرد والجمع والمذكر والمؤنث.

☆ الإمام : بشرٌ آتاه الله الحكم والعلم ولم يؤته النبوة، يقوم مقام الرسول بالاستخلاف، يبلّغ عن الله بواسطة الرسول، ويحكم بشريعة الرسول.

( إمام ) على وزن فِعَال، من صِيَغِ الآلة سماعاً، يستوي فيه المفرد والجمع والمُذكَّر والمؤنَّث ، الجمع : أئمّة، وأُمّة وأُمم.

قال تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾.
قال : إماما ، ولم يقل : أئمّة ، لأنّ اللفظ يستوي فيه المفرد والجمع.

وقال تعالى : ﴿ وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾.

وقال تعالى : ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾.

(أمّة ) في الآيتين الكريمتين بمعنى أئمّة.

وقال تعالى : ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّـهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾.
أي إماماً هادياً إلى الحق، جامعاً لمكارم الأخلاق.

الأُمّة : لفظٌ يطلق على الواحد والجمع، والمذكر والمؤنث، وهو على وزن (فُـعـلَـة) وهذا الوزن يدل على المفعول مثل قُدوة وأُسوة.

ولهذا اللفظ معانٍ متعددة، ويتم تعيين المعنى المراد منه وتحديده وفقاً للسياق والقرائن ذات الصلة.

قوله تعالى : " إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتاً لله........ " الآية.
أمّة، هاهنا، بمعنى إماماً . بدليل ما يـلي :

* إبراهيم عليه السلام كان وليّ أمر، إماماً للنّاس ؛ قال تعالى :
﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ﴾.

واستخدام لفظ أمّة في الآية بدلاً من لفظ إِمام دلّ على تعدد معاني اللفظ، وجيء به لتكثير الفائدة، وعلى ضوئه يتمكن المسلم من معرفة معنى العديد من الآيات في القرآن الكريم.

الأمة، مأخوذ من ( الأَمّ ) - مفتوح الهمزة - بمعنى : القصد والوجهة.

ومأخوذ من ( الأُمّ ) - مضموم الهمزة - بمعنى : الأصل الذي يُعتمَد عليه ويُرجَع إليه.
《 وكلّ شيءٍ انضمّت إليه أشياء فهو أُمّ لها، وبذلك سُمّيَ رئيس القوم أماً لهم 》.
(المزهر في علوم اللغة - السيوطي - الجزء الأول ).

وفي الحديث قوله صلى الله عليه وآله : { كيف أنتم إذا نزلَ فيكم ابنُ مريمَ وأُمّكم منكم }.
( صحيح مسلم - باب نزول عيسى عليه السلام ).
أُمّكم منكم، هو بمعنى : إمامكم منكم .

وكلا المعنيين، أي معنى الأمّ ومعنى الأمّ ـ بالفتح والضم ـ متحققان في الإمام، وبهذه الدلالة المعنوية صار الإمام أمّةً.

"إنّ إبراهيم كان أمّـــة قانتاً..... " . أي إمــامـــا.

الإمام على وزن فِعَال، من صيغ الآلة سماعاً، مثل حِجَاب ورِداء......
وهو المُتّبَع والمؤتَم به، المُقتَدَى بقوله وفِعلِه، وهو الوسيلة الذي تتحصّل به المقاصد، كما أنّ الإمام أصلٌ يُعتمَد عليه في الأحكام ويُرجَع إليه في المعارف والعلوم، وهو الرئيس والقدوة لأتباعِه.

وبهذا البيان الوجيز، أخي القارئ، تتمكّن من معرفة المعنى المراد في قوله تعالى :

﴿ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾.

النبيّ الأمّيّ يعني : النبيّ الإمام ، منسوب إلى ( الأمّة ) وإلى ( الأُمّ ) بمعنى الإمام .

هذا هو المعنى الشريف للآية الكريمة، فدع عنك ترّهات الغافلين الذين يفسرون " الأمّيّ " هاهنا ، بمعنى الجاهل الذي لا يعرف القراءة والكتابة، أو الذي لا علمَ له بشيءٍ من المعارف، وما شابَهَ ذلك من المعاني المسيئة لمقام سيد الأنام ، الرسول محمد صلى الله عليه وآله.

الأمّيّ : إسمٌ منسوبٌ إلى أمّة بمعنى إمام، وحُذِفت تاء التأنيث بسبب النسبة.

وتمّ استعمال لفظ "الأمّيّ " بدلاً من لفظ " الأمّة " للدلالة على المبالغة في الوصف ، وبيان كمال الموصوف ، وأنّه صلى الله عليه وآله يتمتع بكافة مؤهلات الرئاسة العامة والسيادة التامة.

إنّ المفسّرِين يُصابون بالعمى ، ولا يكادون يفقهون حديثاً ، لاسيّما إذا كان متعلقاً بموضوع الإمامة.

أَلَيس من الزور والبهتان يا أهل العقول أن يُنسَب الجهل وقلّة المعرفة إلى مَن بعثه الله للعالمين نذيرا ؟

وَي وَي يا مشائخ التفسير ! لقد جئتم شيئاّ نُكرا

كيف يكون جاهلاً مَن علّمه شديد القُوى وأُوتيَ عِلم الأوّلين والآخرين ؟

كيف يكون جاهلاً مَن أَخبر عنه الذكر الحكيم بقوله :
وإنّك لَتهدي إلى صراطٍ مستقيم ؟

كيف يكون جاهلاً مَن أوجب الله اتّباعه، وجعله هادياً للبشرية جمعاء ؟

نبّئونا بعلمٍ إن كنتم صادقين ؟

إنّ الجهل وعدم المعرفة ، نقصٌ لا فضيلة ، والرسُل عليهم الصلاة والسلام منزّهون عن النقائص ، قد أكملَ اللهُ عقولهم وآتاهم حُكماً وعِلماً ، وجعلهم هُداةً للبشرية.

جاء في الذكر الحكيم :

﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ﴾.

وقال تعالى في شأن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم :
" واتّبعوه لعلّكم تهتدون ".

الهادي لا يكون إلّا عليماً.

قبيحٌ، شرعاً وعقلاً، أن يكون الجاهل متبوعاً في أيّ حالٍ من الأحوال. نعوذ بالله من سُبات العقول.

﴿ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾.

لا يصح أن يكون معنى الآية : فآمنوا بالرسول النبي الجاهل ! أو فآمنوا بالنبي الذي لا يعرف القراءة والكتابة !!.

معنىً فاحش وقبيح جداً ، لا يقول به إلّا شيطانٌ رجيم ، يريد أن يفسد عقيدة المسلمين بنيّهم العظيم صلى الله عليه وآله.

إنّ قوله تعالى : " النبيّ الأمّيّ " عبارة عن عطف بيان.

النّبيّ الأمّيّ : يعني النبي الإمام ؛ وهذا هو التعريف الشرعي للرّسول.

والإيمان بالرسول يستوجب الإيمان بالمنزلتين معاً ، النبوّة والإمامة.
فآمِنوا بالرسول النبيّ الأمّيّ ، النّبيّ الإمام.

إنّ محمّداً صلى الله عليه وآله كان أمّةً قانتاً هادياً إلى الصراط المستقيم.

أبو الزهراء صلوات الله عليهم إمامُ العالَمين وسيّدهم أجمعين.

حليمٌ رشيدٌ سيّدٌ وابنُ سيّدٍ
يؤولُ إليهِ العلمُ ليس بجاهلِ
( أبو طالب عليه السلام - ديوانه ).

.......................................

وتستمر الحكاية .............


رد مع اقتباس