عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/08/31, 10:22 PM   #1
نزف الخواطر

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3953
تاريخ التسجيل: 2015/08/07
المشاركات: 55
نزف الخواطر غير متواجد حالياً
المستوى : نزف الخواطر is on a distinguished road




عرض البوم صور نزف الخواطر
افتراضي : 🔹| إنا نبشرك بغلام |🔹

: 🔹| إنا نبشرك بغلام |🔹
تستحق القراءة والتأمل
.
.

لم تكن هي المرة الأولى التي أطلب فيها من زوجتي الإنفصال ، ودائماً ماكانت تجابه رغبتي بالرفض . 🔸- قلت لها ذات مرة : رنا ، للمرة المليون أقول، إن أردتي الإنفصال ... 🔹قاطعتني بِود : رضا .. لم أرتبط بك يوماً لأنفصل عنك يوماً ما❗
🔸ولكنني عقيمٌ، عقيم ❗
🔹- (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) أجابتني بثبات .
🔸نهرتها قائلاً : بعد ماذا يا رنا❓❗
بعد ماذا❓
عن أي محو وأي ثباتٍ تتحدثين❗❗
خرجنا للتو من أشهر طبيب بريطاني في لندن، أسمعتي ماقال❓❗
أسمعتي❓❗❗
لاقدرة لي على الإنجاب ، هذا ماسمعته في باريس ، وفي أوتاوا وفي ..وفي وفي ...
أجابت إنفعالاتي الجنونيه بصمتها المعهود .

لم تستطع أجواء لندن الخريفية أن تكبت حنقي المحموم، جلت الشوارع جيئة وذهاباً منذ خروجنا من العيادة صباحاً حتى منتصف الليل .. مرّ بي شريط الذكريات، حين تعرفت على رنا أيام دراستها الثانويه، كانت فتاة تسر الناظرين ، تأتي أحياناً للدراسة مع أختي وأحياناً أخرى مع والدتها لعيادة جدتي المريضة .

صادفتها أول مرة عندما كنت عائداً من بوسطن لقضاء الإجازة الصيفية مع أهلي في طهران، رأيتها بجلبابها الفضفاض ، شادورها الأسود، زادها رونقاً وجمالا .

لم أكن ممن يؤيد هذا الزي، فقد كنت أميل للانفتاح والتحرر، كنتُ دائم النقد لشكل أمي وأختي رغم معارضتهما واتهامهما إياي بغسيل مخٍ -بوسطني- من فتيات الجامعة ببوسطن . 🔸- من هذه أماه❓
🔹- مالك ومالها❗❗
🔸- لا شيء أمي، لكنني لكنـ ..
🔹- لكن ماذا❓
🔹ابتسمت بلطف 😊، هل أعجبتك الفتاه❓
🔸- هاه❗❗ أنا ❗
تعجبني فتاة ترتدي الشـ 🔹قاطعتني قائلة: اذهب بني، اذهب هداك الله .

خرجت من المنزل وبالي منشغلٌ بها، ماالذي اعجبني فيها❓
ولأي شيء ملت❓
لا .. لا
أنا الشاب الوسيم يفكر بهذه❗❗
أأترك حسن فتيات بوسطن لأجل فتاة ترتدي خماراً لم أرها إلا التو .
*******
جرت الأيام عرفت خلالها أنها تبلغ من العمر ستة عشر عاماً، على قدر من الأخلاق و الثقافة، وحيدة أبويها، جارة جديدة تسكن نهاية الزقاق .
أحببتها ، ولكن كيف❓❗❗ إنه سر - رنا -

كان موكباً مهيباً بحضرة الشيخ مصطفى زاده، يتقدمنا بطلعته النوراء وعلى جنبيه عمي ووالد رنا، دخلنا بوابة الصحن الرضوي المطهر لإجراء مراسيم العقد هناك، كانت تلك رغبة رنا، أن نسافر مشهد للزيارة ومنها إلى بوسطن و العائلتين إلى طهران .

تمت مراسم العقد تحت شرف وحنو الإمام الرؤوف، وبمباركة من عمي الذي كان بمثابة والدي المرحوم تكفل بكافة مصاريف المهر والسفر .
قالها الشيخ مصطفى واعتلت الأصوات بالصلوات .

أوصتني والدتي بالكثير من الوصايا، فرنا هي وحيدة أبويها والمدللة، وسوف تعيش الغربة بعيداً عنهما، تضحية منها لزوجها - لي أنا - ..
حانت لحظة الميعاد، شيعتنا دموع الأهل في المطار، متمنين لنا حياة ملؤها السعادة والخير . 🔹قرصت أمي خدي بحنان قائلة : رضا ❗ اهتم برنا كثيرا، وكن عند حسن ظنها ، فهي لم توافق إلا لأنك ابن المرحوم الملا أمين بهائي ذائع الصيت بالوفاء والكرم والشهامة . 🔸أجبتها : إن شاء الله .

أقلعت الطائرة، كان الوقت ليلاً، من ليالي كانون الباردة، التزم الجميع الهدوء طمعاً في قليلٍ من الدفء. 🔸بادرت رنا بسؤالي : لم اخترت زيارة مشهد على أن يقام لك حفل زفاف يليق بكِ كفتاة❗
🔹- لتباركنا يد الإمام . 😳تعجبت من إجابتها دون أن أنفي أعجابي أيضاً .
**********
كانت ليلة مليئة بالأحداث ، كان مضى على زواجنا خمسة أشهر، ليلة الجمعة، لم تكن تود رنا قضاء هذه الليلة في السينما، فقد اعتادت الذهاب إلى المجمع الإسلامي في الولاية لإحياء ليلة الجمعة من كل اسبوع، وتحت إصراري ذهبت ، في طريق العودة غشيني شيء من النعاس، لم استطع مقاومته، والطريق لازال في بدايته، أخذت الشوارع تتداخل والأضواء تختل في ناظري، لم أشعر إلا باهتزاز عنيف وصراخ من رنا : ياعلي بن موسى الرضا❗❗❗ ومن هنا كانت البداية .

كانت نجاتكما أعجوبة، وكأن يداً خفية قد انتشلتكما من براثن الموت ، كان هذا ماقالته الدكتورة المشرفة على حالتنا بعد الحادث .

ابتسمت😊 رنا كمن يعرف سر هذه اليد .

عقبت الدكتورة : لكن هناك خبر غير سار ، الحادث أثّر على مدى قدرتكَ على الإنجاب يارضا .

طوووووط، طوووط كان هذا صوت السيارات من خلفي، تنبهني أن قد أضاءت الإشارة الخضراء .
***********
أدرت مقود السيارة عائداً الشقه، حيث رنا، كنت تركتها منذ الصباح عند عودتنا من العيادة .
عندما عدت وجدتها توظب الأغراض داخل الشنط، استعداداً للعودة، بادرتها : هل لا زلتي ترغبين الحياة معي❓
🔹أجابت : بكل تأكيد .
🔸ولكنكِ يا رنا لازلتِ صغيرة، لمَ تعيشين العذاب معي❓ 🔸احد عشر عاماً عشتيها على أمل الإنجاب لكن دون جدوى ..
🔹أجابتني بثقه : باب الرؤوف لا يوصد❗

لم أكن على ثقة تامة من هذا السفر، لولا انه استجابة لرغبتها .

وصلنا مشهد المقدسة وذهبنا لأداء الزيارة ، كانت رنا قد اقترحت المبيت عند باب المراد الليلة الأولى، والليلة الثانية ، إلى أن كانت الليلة السابعة . 🔹قالت لي رنا سأدخل الحرم، وأنت❓
🔸- لن أدخل - أجبتها -
🔹- ولمَ ❓❗
تابع في الصورة التالية⬅
🔸- إن أراد منحي طفلاً، فلا يلزم مني الدخول، يكفيني الطلب على الباب (قلتها بكل صلافة)

لم تنبس ببنت شفه، واختفت في زحام الزائرات .

بقيتُ بالخارج، خاطبتُ الإمام بقولي ياعلي بن موسى الرضا إن لم يكن لأجلي فلأجل من ذابت في محبتكم، تقول رنا أنك عانيت من الحرمان بداية قبل انجاب ابنك الجواد، أي يعني أنك تعرف لوعتنا وشوقنا، أنا، أنا .. أنا أسألك بحقه إلا مننت علينا بقرة عين لنا ، ولا زلت ناحباً حتى أخذتني غفوة، رأيت فيها أعشاشاً صغيرة في كل عش فرخ صغير، جاءت الحمامة الأم وأطعمت كل فرخ من فراخها، حتى جاءت العش الأخير وقفت على طرفه دون أن تقترب أكثر ❗

يا رضا إنا نبشرك بغلامٍ اسمه ..
رضا .. رضا .. يارضا، قم لنذهب .

كان هذا صوت رنا وهي تهز كتفي تستحثني القيام من أمام باب المراد، للرجوع للسكن .

طوال الطريق وأنا ملتزم الصمت ، مشهد الحمامة وطيف المترائي يارضا إنا نبشرك بغلام .. لم أقصص لرنا مارأيت ، بل اكتفيت بالانتظار .
*********
الساعة الواحد بعد منتصف الليل، والأطباء يجوبون المستشفى جيئة وذهابا ، حالة من الاستنفار لولادة متعسرة ، ربما لا يرى الجنين النور، الأمل ضعيف في النجاه ، الأوكسجين الواصل له ضعيفٌ جداً، دقات قلب الجنين تتباطئ .. كل دكتور كان يدلي بدلوه بين الفينة والأخرى، اتجهت مسرعاً نحو مصلى المستشفى ، توسلتُ بالإمام ضربت بيدي على صدري، أنا الوقح يامولاي ..
أنا الحقير، أنا المذنب ، أنا المتجرء، أنت السيد وأنا العبد، سامحني سيدي، جد علي، تلطف علي، ياعلي بن موسى الرضا ، ياعلي بن موسى الرضا ، من أنا كي أتجرأ❗ من أنا❗
وأخذت ألطم على صدري وخدي، تاركاً لنفسي العنان في البكاء .. ذات المشهد الحمامة والفراخ، لكن هذه المرة ألقمت الفرخ الأخير كما ألقمت الفراخ الآخرين ..
صحوت على صوت عمتي -والدة رنا- لاهثة رضا❗❗
لقد ولدت رنا ، ولدت ، جاءك صبي يارضا، صبي ببركة الإمام الرؤوف .
رحت أهرول ناحية غرفتها، رأيتها ملاكاً بثوبها وخمارها .
أذن والدها في أذنه، ثم ناولني إياه، همست عمتي في أذني سمه يارضا سمه .
وتراءى لي طيف يارضا إنا نبشرك بغلام اسمه ... اسمه جواد، جواد يا عمة .
مضت ثلاث سنوات الآن، انتقلنا للسكن في مشهد، وجواد لا زال دائباً في زيارة باب المراد، يقدم التحية والشكر لمن وهبنا إياه .

قضا الله حوائجكم جميعا ببركة مولاي مولاي الامام الرضا عليه السلام
الصلاة على محمد وال محمد# اللهم ارزق طالبين الذريه وقر اعينهم بقضاء حوائجهم # نسألكم الدعاء


: 🔹| Ykh kfav; fyghl |🔹



رد مع اقتباس