عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/17, 03:53 PM   #9
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: اتهام النبي (صلى الله عليه وآله) بشدّة حبّه للنساء
ما هو سر حب النبى لمعاشرة النساء
الجواب:
قال السيد الطباطبائي في تفسير الميزان :
ومما اعترضوا عليه تعدد زوجات النبي (صلى الله عليه وآله), قالوا إن تعدد الزوجات لا يخلو في نفسه عن الشره والانقياد لداعى الشهوة وهو (صلى الله عليه وآله) لم يقنع بما شرعه لامته من الأربع حتى تعدى إلى التسع من النسوة.
والمسألة ترتبط بآيات متفرقة كثيرة في القرآن والبحث من كل جهة من جهاتها يجب أن يستوفى عند الكلام على الآية المربوطة بها ولذلك أخرنا تفصيل القول إلى محاله المناسبة له وإنما نشير ههنا إلى ذلك إشارة اجمالية.
فنقول من الواجب أن يلفت نظر هذا المعترض المستشكل إلى أن قصة تعدد زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) ليست على هذه السذاجة أنه (صلى الله عليه وآله) بالغ في حب النساء حتى أنهى عدة أزواجه إلى تسع نسوة بل كان اختياره لمن اختارها منهن على نهج خاص في مدى حياته فهو (صلى الله عليه وآله) كان تزوج أول ما تزوج بخديجة (رضوان الله عليها) وعاش معها مقتصرا عليها نيفا وعشرين سنة وهى ثلثا عمره الشريف بعد الازدواج منها ثلاث عشرة سنة بعد نبوته قبل الهجرة من مكة ثم هاجر إلى المدينة وشرع في نشر الدعوة وإعلاء كلمة الدين وتزوج بعدها من النساء منهن البكر ومنهن الثيب ومنهن الشابة ومنهن العجوز والمكتهلة وكان على ذلك ما يقرب من عشرة سنين ثم حرم عليه النساء بعد ذلك إلا من هي في حبالة نكاحه ومن المعلوم أن هذا الفعال على هذه الخصوصيات لا يقبل التوجيه بمجرد حب النساء والولوع بهن والوله بالقرب منهن فأول هذه السيرة وآخرها يناقضان ذلك.
على أنا لا نشك بحسب ما نشاهده من العادة الجارية أن المتولع بالنساء المغرم بحبهن والخلاء بهن والصبوة إليهن مجذوب إلى الزينة عشيق للجمال مفتون بالغنج والدلال حنين إلى الشباب ونضارة السن وطراوة الخلقة وهذه الخواص أيضا لا تنطبق على سيرته (صلى الله عليه وآله) فإنه بنى بالثيب بعد البكر وبالعجوز بعد الفتاة الشابة فقد بنى بأم سلمة وهى مسنة وبنى بزينب بنت جحش وسنها يومئذ يربو على خمسين بعد ما تزوج بمثل عائشة وأم حبيبة وهكذا.
وقد خير (صلى الله عليه وآله) نساءه بين التمتيع والسراح الجميل وهو الطلاق إن كن يردن الدنيا وزينتها وبين الزهد في الدنيا وترك التزيين والتجمل إن كن يردن الله ورسوله والدار الآخرة على ما يشهد به قوله تعالى في القصة: (( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما )) (الأحزاب:299) وهذا المعنى أيضا كما ترى لا ينطبق على حال رجل مغرم بجمال النساء صاب إلى وصالهن.
فلا يبقى حينئذ للباحث المتعمق إذا أنصف إلا أن يوجه كثرة ازدواجه (صلى الله عليه وآله) فيما بين أول أمره وآخر أمره بعوامل اخر غير عامل الشره والشبق والتلهي.
فقد تزوج (صلى الله عليه وآله) وسلم ببعض هؤلاء الأزواج اكتسابا للقوة وازديادا للعضد والعشيرة وببعض هؤلاء استمالة للقلوب وتوقيا من بعض الشرور وببعض هؤلاء ليقوم على أمرها بالانفاق وإدارة المعاش وليكون سنة جارية بين المؤمنين في حفظ الأرامل والعجائز من المسكنة والضيعة وببعضها لتثبيت حكم مشروع وإجرائه عملا لكسر السنن المنحطة والبدع الباطلة الجارية بين الناس كما في تزوجه بزينب بنت جحش وقد كانت زوجة لزيد بن حارثة ثم طلقها زيد وقد كان زيد هذا يدعى ابن رسول الله على نحو التبني وكانت زوجة المدعو ابنا عندهم كزوجة الابن الصلبي لا يتزوج بها الأب فتزوج بها النبي (صلى الله عليه وآله) ونزل فيها الآيات.
وكان (صلى الله عليه وآله) تزوج لأول مرة بعد وفات خديجة بسودة بنت زمعة وقد توفى عنها زوجها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية وكانت سودة هذه مؤمنة مهاجرة ولو رجعت إلى أهلها وهم يومئذ كفار لفتنوها كما فتنوا غيرها من المؤمنين والمؤمنات بالزجر والقتل والاكراه على الكفر.
وتزوج بزينب بنت خزيمة بعد قتل زوجها عبد الله بن جحش في أحد وكانت من السيدات الفضليات في الجاهلية تدعى أم المساكين لكثرة برها للفقراء والمساكين وعطوفتها بهم فصان بازدواجها ماء وجهها. وتزوج بأم سلمة واسمها هند وكانت من قبل زوجة عبد الله أبى سلمة ابن عمة النبي وأخيه من الرضاعة أول من هاجر إلى الحبشة وكانت زاهدة فاضلة ذات دين ورأي فلما توفى عنها زوجها كانت مسنة ذات أيتام فتزوج بها النبي (صلى الله عليه وآله).
وتزوج بصفية بنت حيي بن أخطب سيد بنى النضير قتل زوجها يوم خيبر وقتل أبوها مع بنى النظير وكانت في سبى خيبر فاصطفاها وأعتقها وتزوج بها فوقاها بذلك من الذل ووصل سببه ببني إسرائيل.
وتزوج بجويرية واسمها برة بنت الحارث سيد بنى المصطلق بعد وقعة بنى المصطلق وقد كان المسلمون أسروا منهم مئتي بيت بالنساء والذراري فتزوج (صلى الله عليه وآله) بها فقال المسلمون هؤلاء أصهار رسول الله لا ينبغي أسرهم وأعتقوهم جميعا فأسلم بنو المصطلق بذلك ولحقوا عن آخرهم بالمسلمين وكانوا جمعاً غفيرا وأثر ذلك أثرا حسنا في سائر العرب.
وتزوج بميمونة واسمها برة بنت الحارث الهلالية وهى التي وهبت نفسها للنبي (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة زوجها الثاني أبى رهم بن عبد العزى فاستنكحها النبي (صلى الله عليه وآله) وتزوج بها وقد نزل فيها القرآن.
وتزوج بأم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان وكانت زوجة عبيد الله بن جحش وهاجر معها إلى الحبشة الهجرة الثانية فتنصر عبيد الله هناك وثبتت هي على الاسلام وأبوها أبو سفيان يجمع الجموع على الاسلام يومئذ فتزوج بها النبي (صلى الله عليه وآله) وأحصنها.
وتزوج بحفصة بنت عمر وقد قتل زوجها خنيس بن حذاقة ببدر وبقيت أرملة وتزوج بعائشة بنت أبي بكر وهى بكر.
فالتأمل في هذه الخصوصيات مع ما تقدم في صدر الكلام من جمل سيرته في أول أمره وآخره وما سار به من الزهد وترك الزينة وندبه نساءه إلى ذلك لا يبقى للمتأمل موضع شك في أن ازدواجه (صلى الله عليه وآله) بمن تزوج بها من النساء لم يكن على حد غيره من عامة الناس أضف إلى ذلك جمل صنائعه (صلى الله عليه وآله) في النساء وإحياء ما كانت قرون الجاهلية وأعصار الهمجية أماتت من حقوقهن في الحياة وأخسرته من وزنهن في المجتمع الانساني حتى روى أن آخر ما تكلم به (صلى الله عليه وآله) هو توصيتهن لجامعة الرجال قال (صلى الله عليه وآله) : الصلاة الصلاة - وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون - الله الله في النساء فإنهن عوان في أيديكم الحديث.(الميزان 4/195)
ولعل معترض يتشبث بالحديث الوارد عن رسول الله (ص) : (حبب الي من دنياكم النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة) فانه لا يدل على كثرة الشهوة والاستزادة من النساء وانما ورد بالحب المطلق الذي يصدق عليه النوع المتعارف منه خاصة قوله (من دنياكم) فنتبين منه أنه حبب اليه النساء بالحب المتعارف عند الناس في دنياهم بما يليق به صلوات الله عليه فليس المتعارف عند أغلب الناس شدة الشهوة والشبق كما عند الملوك والمسرفين, فانه صلوات الله عليه يريد أن يقول أنه أحب ثلاث اشياء دنيوية هي الطيب والنساء والصلاة ولا مطعن في ذلك.
ثم ان سند الحديث عامي روي عن أنس ولم يرد في مصادرنا الا عن طرقهم




لسؤال: رواية أنه (صلى الله عليه وآله) رأى امرأة فأعجبته
ما صحة هذه الروايات التي سأرفقها لكم سادتي فقط طال تشبث النواصب بها مع العلم ان لها مثيلها بكتبهم و لكنهم ماسكين علينا بحث لأخ اسمع مفجر الثورة و قد احتج بهم بما في كتبهم و الآن يقولون ان في كتبكم شبيه لرواياتهم نرجو منكم اطلاعنا على الجواب المناسب مع جزيل الشكر و التقدير هذه هي الروايات:
الكافي
الحسين بن محمد, عن العلى, عن الوشاء, عن حماد بن عثمان, عن أبي عبدالله عليه السلام قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة فأعجبته فدخل على ام سلمة و كان يومها فأصاب منها وخرج إلى الناس ورأسه يقطر فقال : أيها الناس إنما النظر من الشيطان, فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله
كما رواه الكليني في القوي كالصحيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله و اعلم أنه كان ذلك للتعليم و إلا فذاته صلى الله عليه و آله و سلم أقدس من هذا و ليس للشيطان عليهم سبيل.
و في القوي، عن مسمع، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن الذي معها مثل الذي مع تلك فقام رجل فقال يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع؟ قال: فليرفع نظره إلى السماء و ليراقبه و ليسأله من فضله.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج‏8،
المؤلف: المجلسي الأول - محمد تقي بن مقصود علي الأصفهاني‏
وأورد المجلسي الحديث فى مجلد أخر :
روى الكليني في القوي كالصحيح، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله- و ظاهر أن المراد نظرهم لا نظره عليه السلام.و في القوي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن معها مثل الذي مع تلك فقام رجل فقال: يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع؟ قال فليرفع بصره إلى السماء و ليراقبه و ليسأله من فضله أي لأنه قبلة الدعاء و لينظر إلى عظمة بارئها ليمنعه عن مخالفة الله تعالى فإن النظر ينجر إلى الزنا.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج‏9، ص: 437
المؤلف: المجلسي الأول، محمد تقي بن مقصود علي الأصفهاني‏ - للمولى محمد تقي بن مقصود علي المجلسي
يقول العلامة يوسف البحراني
روى في الكافي عن حماد بن عثمان «1» «قال: رأى رسول الله صلى الله عليه و آله امرأة فأعجبته فدخل على أم سلمة و كان يومها، فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر، فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان، فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله».
أقول:في هذه الأخبار دلالة ظاهرة على ما تقدم من جواز كشف الوجه و اليدين من المرأة الأجنبية، و عدم وجوب سترها، و إلا فلو كان النساء يومئذ مسترات مخمرات غير مسفرات لم يعلم حال الجميلة من القبيحة حتى يترتب عليه ما ذكر في هذه الأخبار، قوله صلى الله عليه و آله و سلم «إنما النظر من الشيطان» يعنى حب النظر و معاودته بعد حصول النظرة الأولى التي وقعت اتفاقا إذا ترتبت عليها اللذة و الفتنة.و أما قوله عليه السلام «فأعجبته» فإنه لا منافاة فيه لمقتضى مقامه صلى الله عليه و آله فإن استحسان الحسن و استقباح القبيح، و الرغبة في الأول و النظرة من الثاني أمر جبلي و خلق بشري كما لا يخفى.
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة - ج‏23 ج ص: 151 - ص: 153
وعن عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن محمد بن الحسن بن شمون, عن عبدالله بن عبد الرحمن, عن مسمع, عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن الذي معها مثل الذي مع تلك, فقام رجل فقال : يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع ؟ قال : فليرفع نظره إلى السماء وليراقبه وليسأله من فضله .
الكافي ج 5
باب أن النساء أشباه
: 494 | 2 .
[ 25155 ] 3 ـ محمد بن عليّ بن الحسين في ( الخصال ) : بإسناده الآتي (1) عن علي (عليه السلام) ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإنّ عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلا ليصرف بصره عنها فاذا لم يكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيرا وليصل على النبي (صلى الله عليه وآله) ثم يسأل الله من فضله فانه ينتج (2) له من رأفته ما يغنيه .
الخصال : 637 .
(1) يأتي في الفائدة الاولى من الخاتمة برمز ( ر ) .
[ 25156 ] 4 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) : عن أمير المؤمنين (عليه السلام), انه كان جالسا في أصحابه إذ مرت بهم امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم, فقال (عليه السلام) : انّ عيون (1) هذه الفحول طوامح, وإن ذلك سبب هبابها (2) فاذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله, فإنما هي امرأة كامرأة, فقال رجل من الخوارج : قاتله الله كافرا ما أفقهه, فوثب القوم ليقتلوه فقال (عليه السلام) : رويدا فإنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب .
نهج البلاغة 3 : 253 | 420 .
(1) في المصدر : ابصار .
(2) الهباب : شهوة الجماع . ( الصحاح 1 : 236 )
11- ويستحب المبادرة إلى مباشرة زوجته إذا أُثيرت غريزته بالنظر إلى امرأة أخرى، هكذا أدبنا الإسلام على لسان الإمام علي (ع) حيث قال: (إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإن عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلاً ليصرف بصره عنها)(44).
أحكام العبادات للمؤلف العلامة اية الله محمد تقي المدرسي
الباب الرابع: أحكام الزواج والأسرة
القسم الثامن: السنن والآداب
آداب الحياة الزوجية
عن أمير المؤمنين عليه السلام " أنه كان جالسا في أصحابه إذ مر بهم امرأة جميله فرمقها القوم بأبصارهم فقال علي عليه السلام: إن أبصار هذه الفحول طوامح، وإن ذلك سبب هبابها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبة فليلامس أهله فإنما هي امرأة كامرأته - الحديث ".
نهج البلاغة الحكم رقم 420، الوسائل ج 14 ص 73 ح 4.
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة
تأليف العالم البارع الفقيه المحدث الشيخ يوسف البحراني قدس سره
الجزء الثالث والعشرون
مؤسسة النشر الاسلامي (التابعة) لجماعة المدرسين بقم المشرفة (ايران)
151 - 152
مأجورين بحق الزهراء
الجواب:
ليس هناك إشكال في كل ما نقلت سوى ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه رأى امرأة فأعجبته الذي ورد في الخبر عن أبي عبد الله (عليه السلام)،ويمكن رده من عدّه وجوه:
1- ورد في السند المعلى، الذي قال عنه النجاشي مضطرب الحديث والمذهب فيمكن القدح في السند من جهة المعلى.
2- إن ما ورد عن مسمع عن أبي عبد الله، لم يرد فيه نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المرأة فيمكن اعتبار ذلك زيادة من الراوي.
3- ثم إن الرواية ليس فيها ما يقدح بالعصمة! فإن إعجابه (صلى الله عليه وآله) كان من النظرة الأولى،والإعجاب بالحسن والتنفر من القبح شيء جبلي في طبع الإنسان، وأما النظرة التي هي من الشيطان، فهي النظرة المكررة أو معاودة النظر،وهذا ما لم يحصل منه (صلى الله عليه وآله)،ومع ذلك فقد فصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما حث عليه الشارع من إتيان الزوجة كما هو واضح في الروايات الأُخر دفعاً لأي إشكال وطلباً للإكمال وتطبيقاً للشريعة.
ولا يمكن أن نقول أن النظرة الأولى منه (صلى الله عليه وآله) كانت من الشيطان،لأن الأنبياء (عليهم السلام) معصومون من الشيطان، كما ذكر ذلك القرآن الكريم بخصوص النبي (صلى الله عليه وآله).
4- من هذا حمل بعض أصحابنا الرواية على التعليم ليس إلا،وذلك هو المستفاد من مقارنتها بالروايات الأخرى الواردة عنه (صلى الله عليه وآله) أو عن علي (عليه السلام). فلاحظ.






السؤال: كونه (صلى الله عليه وآله) أمياً لا تعد منقصة
إننا نعتقد بعصمة الرسول وآله (عليهم السلام) ونعتبره أكمل ما خلق الله , وكذلك المعروف من ان النبي (صلى الله عليه وآله) أمي لا يقرأ ولا يكتب فهل تعتبر هذه منقصة في كمال الرسول (صلى الله عليه وآله)؟
الجواب:
إن القراءة وعدم القراءة لدى الانسان العادي لعلها تعد نقصاً, إذ أن القراءة والكتابة الرافد الثقافي الطبيعي لدينا نحن, أما علم النبي (صلى الله عليه وآله) وعلم المعصومين (عليهم السلام) فهو علم حضوري لدنّي لا علاقة له بالاكتساب العلمي, وليس للقراءة والكتابة من أثر في ذلك, هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: لعلّ الحكمة من كونه (صلى الله عليه وآله) أمياً لكي لا يتاح للمشركين من إثارة تهمتهم وشبهاتهم حول القرآن , وأنه من صنع البشر, وأن محمداً هو الذي كتبه وألّفه, فإذا علموا أنه (صلى الله عليه وآله) أمياً علموا أن ذلك إيحاء أو إعجازاً وليس ليد البشر من دخل.
على أن البعض نفوا كون النبي (صلى الله عليه وآله) أمياً, أي لا يقرأ ولا يكتب وأنه سيحتاج إلى من يكتب له, والنبي (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق فلا يحتاج إلى مَن هو دونه , وفسروا أن الأمي نسبةً إلى أم القرى أي مكة.




السؤال: الكلام في قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابة
ما معنى ان يكتب لهما الرسول(صلى الله عليه وآله) في التراب ورسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يكتب ؟
أرجو التوضيح
الجواب:
الشائع عند البعض أن النبي (صلى الله عليه وآله) امي بمعنى عدم قدرته على الكتابة وعدم معرفته بها، لكن المسألة فيها اختلاف.
فيرى البعض قدرته على الكتابه والقراءة ويستدل بعدة أدلة: منها: انه قد سأل البعض أبا جعفر الجواد (ع): لم سمي النبي صلى الله عليه وآله الامي؟ قال: (ما يقول الناس؟) قلت له: جعلت فداك يزعمون انما سمي النبي (صلى الله عليه وآله) الامي لانه لم يكتب, فقال: (كذبوا عليهم لعنة الله , انى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: (هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)، فكيف كان يعلمهم مالا يحسن، والله لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لساناً وإنما سمي الامي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى في كتابه: (( ولتنذر ام القرى ومن حولها ))
وقد يستدل على عدم قدرة الرسول (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابه بقوله تعالى: (( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون )) (العنكبوت). وقد رد على ذلك: بأن المراد بالآية نفي العادة والممارسة لا نفي القدرة، فان المراد: ما كان من عادتك قبل نزول القرآن ان تقرأ كتاباً ولا كان من عادتك ان تخط كتاباً أو تكتبه أو ما كنت تمارس قراءة كتب الاديان السابقة، وهو يكفي في نفي الارتياب واثبات صحة القرآن وعدم كونه تلفيقاً من كتب السابقين (أنظر أسماء الرسول المصطفى ج1 ص311.)
ويستدل أيضاً القائل بعدم قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابه بقوله تعالى: (( الذين يتبعون النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم... )) (الاعراف:157)، وبقوله تعالى: (( فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله... )) (الاعراف:158).
وهناك من يفصل، فيرى أن النبي(صلى الله عليه وآله) غير قادر على القراءة والكتابه قبل بزوغ دعوته وهو قادر على القراءة بعد بزوغ دعوته، ويستدل على ذلك برواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: (كان مما منَّ الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) انه كان امياً لا يكتب ويقرأ الكتاب) ويرجع ذلك الى أيام نبوته وعهد رسالته بقرينة قوله: (كان مما من الله عز وجل به على نبيه).
والذين يرون بهذين الرأيين والتي يجتمع فيها عدم قدرة النبي(صلى الله عليه وآله) على الكتابة بعد البعثة يردون هذه الرواية المذكور فيها ان النبي(صلى الله عليه وآله) كان يكتب لهما في التراب بانها رواية ضعيفة السند ،لاجل الحسن بن عباس بن الحريش الذي ضعفه النجاشي والغضائري. أما الذي يرى الرأي الأول وهو قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القرآءة والكتابة، فلا تعارض بين قولهم وتلك الرواية، بل يمكن أن تكون الرواية شاهداً على صحة قولهم.

تعليق على الجواب (1)
اذا نفينا امية النبي الاعظم (ص) وقلنا انه (ص) كان يجيد القراءة والكتابة فهل في ذلك ادنى تأثير على الوجه المنير في معجزته وهي انه امي لم يقف على معلم ولم يذهب الى مدرسة ومع هذا جاء بنظم ومعارف وتشريعات يستحيل صدورها ممن هو على شاكلة (ص) ؟؟
الجواب:
حتى لو ثبت قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابة فإن ذلك لا يقلل من إعجاز القرآن لأنه لا يتطرق الاحتمال إلى أن ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) من نظم عجيب وكلام بليغ هو من عند الأقوام السابقة أو من الأديان السالفة بل الكل أدرك أن ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) هو شيء جديد يختلف عما سمعوه سابقاً من كلام السابقين بل تحدي القرآن للإتيان بمثله لوحده, وعجز الجميع كافٍ لأن يكون هو كلام يفوق كل كلام سابق أو لاحق.

تعليق على الجواب (2)
قولنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمي يناقض معتقد الشيعة الأمامية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ماكان ومايكون الى يوم القيامة !! وأنه قد جمع علوم الدين والدنيا !! حيث ان القراءة علم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لايعلم بهذا العلم .
أضف الى ذلك أن الله تعالى قال عنه : (( وماعلمناه الشعر وماينبغي )) أي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعلمه الله تعالى الشعر .
فكيف نقول : النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع كل العلوم الدنيوية والأخروية ؟!
الجواب:
نحن عندما نقول ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم ما كان وما يكون فان ذلك بتعليم من الله تعالى اما اذا كانت مشيئة الله ان لا يتعلم الشعر او القرآءة والكتابة فهذا لا يعد نقصا فيه بل كمالا وذلك لانه لو تعلم ذلك فانه يضر بالرسالة هذا على رأي من يرى ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان اميا ,اما من يرى انه لم يكن كذلك فما ذكرته يدعم قوله ثم اننا عندما نقول انه يعلم ما كان وما يكون فليس المقصود علم كل العلوم حتى المحرمة او المكروهة له او التي لا ينبغي له كالسحر والشعر فان هذه العلوم بالنسبة له عدم تعلمها هو الراجح له .





السؤال: لا قيمة للتواتر والتسالم في إثبات أميّة النبي (صلى الله عليه وآله)
قرأت كلاما منقولا عن رسالة التوحيد للشيخ الازهري محمد عبده:جاء الخبر المتواتر أن النبي (ص) نشأ أميّا.
وسؤالي هل يوجد فعلا خبر متواتر يثبت انه (ص)‎ كان اميّا؟؟
وهل يمكن التعويل على التسالم في هذه القضية من الاجيال المتواصلة لاافادة القطع بها؟؟؟.
الجواب:
1ـ نحن لا نلتزم بمثل هذا التواتر على فرض وجوده ولو وجد لا نقطع الكلام في أميّة النبي(ص) وعدمها ـ بالمعنى المتعارف للأمّية ـ لأن التواتر يورث القطع واليقين،وبه لا مجال للمناقشة في قضية الامية.
2ـ لا نلتزم أيضاً بالتسالم وإن وجد على الفرض فلا نعتبره دليلاً يفيد القطع بأمية الرسول الأكرم(ص).
3ـ نعتبر أصل البحث ليس في التواتر وعدمه وإنما أصل البحث في كيفية فهم وتوجيه الآيات الشريفة القائلة بأمية الرسول، وفي هذا المجال نجد نظريات وأقوال وعرض واستدلال.





لسؤال: هل كان النبي (صلى الله عليه وآله) امّياً
المعروف لدينا أن نبي الله المصطفي صلوات الله عليه وآله امي لكن ورد في سورة الجمعة في الآية رقم 2 (( وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ )) فهل كان الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) يعلمهم كيفية الكتاب أم ماذا؟
الجواب:
ذكر في تفسير الاُمّي معنيين:
الاول: أنه منسوب إلي ام القري أي مكة المكرمة.
والثاني: أنه لم يتعلم الكتابة والقراءة عند معلم.
وعلي كل حال فليس معني الاُمّي أنه لايعرف القراءة أو الكتابة نعم لم يكن يكتب أو يقرأ الكتاب قبل البعثة لكنه كان يعلم ذلك وقد لعن الامام الجواد (عليه السلام) من زعم أن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) سمي اُمّياً لأنه لم يحسن أن يكتب وأن الاُمّي يعني أنه منسوب إلي اُم القري يعني أنه مكي وقال الجواد (عليه السلام): أنه (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ ويكتب باثنين وسبعين - أو قال: بثلاثة وسبعين - لساناً. البحار ج 16، ص 132.
وروي الصفار في بصائر الدرجات: أن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ ويكتب بكل لسان.
وفي رواية ‌الكافي: أنه (صلي الله عليه وآله وسلم) كتب سورة (إنا أنزلناه في ليلة القدر إلي آخره) علي التراب لفلان وفلان.
وفي حديث وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: ايتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تظلوا أبداً إلي آخره، فقال بعضهم: إن الرجل ليهجر، ونقل في صحاح العامة أن عمراً قال: النبي غلب عليه الوجع حسبنا كتاب الله.



السؤال: دينه (صلى الله عليه و آله) قبل بداية الوحي
ما كان دين الرسول الأعظم (ص) قبل بداية الوحي ؟
و هل كان يمارس بعض الطقوس الدينية؟
الجواب:
كان النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على دين الحنيفية دين جده إبراهيم الخليل (عليه السلام) وكان آباؤه وأمهاته صلوات الله عليه أيضاً على دين الحنيفية.
وقد سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن الحنيفية , فقال: (هي الفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله , وقال : فطرهم على المعرفة به).
وعن الصادق (عليه السلام ) انه قال: (كانت شريعة إبراهيم (عليه السلام) التوحيد والأخلاص وخلع الانداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه الميثاق ان لا يعبد الا الله ولا يشرك به شيئا وأمره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظافر وحلق العانة وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته), وفي رواية أخرى عدد عشرة أشياء من الحنيفية بأضافه اعفاء اللحى وطم الشعر والسواك والخلال وغسل الجنابة والطهور بالماء.
وقد كان العرب قبل الاسلام يعملون ببعض الاعمال التي هي من الحنيفية, فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( ان العرب لم يزالوا على شيء من الحنيفية يصلون الرحم ويقرون الضيف ويحجون البيت ويقولون اتقوا مال اليتيم فان مال اليتيم عقال ويكفون عن شيء من المحارم مخافة العقوبة.......). هذا هو الرأي الأول: وهو ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يتعبد على دين إبراهيم (عليه السلام).
وهناك من يرى أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يتعبد على دين الاسلام الذي جاء به فيما بعد، إلا انه لم يؤمر بتبليغ تلك الاحكام الى الناس حتى بلغ الأربعين، وهذا هو الرأي الثاني.
وهناك من يرى وهو الرأي الثالث ان نبينا لم يكن متعبداً بشريعة من تقدم من الانبياء , ولكن وافقت شريعته شريعة إبراهيم(ع) , فلذلك قال تعالى: (( فاتبعوا ملة ابراهيم )) (آل عمران:955), والا فالله تعالى هو الذي أوحى بها اليه وأوجبها عليه وكانت شريعة له. وقد روي عن أبي جعفر (عليه السلام): ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال بعد ذكر إبراهيم (عليه السلام): (دينه ديني وديني دينه وسنته سنتي وسنتي سنته وفضلي فضله وانا افضل منه). وقد روي عن الصادق (عليه السلام) انه قال: (الحنيفية هي الاسلام).
ويذكر جعفر العاملي في (الصحيح من السيرة) : (أن ايمان النبي (صلى الله عليه وآله) وتوحيده قبل بعثته يعتبر من المسلمات , ولكن الاختلاف وقع في انه (صلى الله عليه وآله) هل كان متعبداً بشرع أحد من الانبياء قبله أو لا؟
وهل هو متعبد بشرع نوح أو إبراهيم أو عيسى أو بما ثبت أنه شرع أو لم يكن متعبداً بشرع أحد؟ ذهب الى كل فريق) (انظر, الصحيح من السيرة ج2 ص195).
ثم يذكر في موضع اخر: (نعم ثمة روايات كثيرة تلمح وتصرح بنبوته قبل بعثته أشار اليها المجلسي, وأشار العلامة الاميني أيضاً الى حديث: انه (صلى الله عليه وآله) كان نبياً وآدم بين الروح والجسد. ورواه عن العديد من المصادر من غير الشيعة, ولكن لا يمكن الحكم بمضمون هذه الروايات الا بعد التأكد من أسانيدها ودلائلها وثبوت ذلك بشكل قطعي حيث انه يراد اثبات , أمر اعتقادي بها والمطلوب في الاعتقادات هو القطع ولا يكفي ما دونه.
وبعد كل ما تقدم فان ما نستطيع نحن الجزم به هو أنه (صلى الله عليه وآله) كان مؤمناً موحداً , يعبد الله, ويلتزم بما ثبت له انه شرع الله تعالى مما هو من دين الحنيفية شريعة إبراهيم (عليه السلام) وبما يؤدي اليه عقله الفطري السليم وانه كان مؤيداً ومسدداً وانه كان افضل الخلق واكملهم خلقاً وخلقا وعقلا وكان الملك يعلمه ويدله على محاسن الاخلاق.
كما اننا نجدهم ينقلون عنه (صلى الله عليه واله) انه كان يلتزم بأمور لا تعرف الا من قبل الشرع وكان لا يأكل الميتة ويلتزم بالتسمية والتحميد الى غير ذلك مما يجده المتتبع لسيرته صلوات الله عليه) (الصحيح من السيرة ج2 ص198).
ثم يقول: (وقد حرصت الآيات القرآنية العديدة على ربط هذه الامة بابراهيم (عليه السلام) فلاحظ قوله تعالى: (( وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم, هو سماكم المسلمين من قبل ))(الحج:78).
وقال تعالى: (( ومن احسن ديناً ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفاً )) (النساء:125).
وقال سبحانه: (( قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفاً )) (آل عمران:95).
وقال جل وعلا: (( ان اولى الناس بأبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي , والذين امنوا )) (آل عمران:68).
وقال تعالى: (( وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين ))(البقرة:135).
ثم نجد القرآن يصرح أيضاً ان النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) شخصياً كان مأموراً أيضاً باتباع ملة إبراهيم (عليه السلام) فقد قال سبحانه: (( ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفاً ما كان من المشركين ))(النحل:121)، وقال في موضع آخر: (( قل انني هداني... حنيفاً وما كان من المشركين )) (الانعام:161).
وهذا وان كان ظاهره انه (صلى الله عليه وآله) قد امر بذلك بعد البعثة وبعد نزول الوحي عليه, لكنه يثبت أيضاً انه لا مانع من تعبده (صلى الله عليه وآله) قبل بعثته بما ثبت له انه من دين الحنيفية ومن شرع إبراهيم (عليه السلام) , وليس في ذلك أية غضاضة ولا يلزم من ذلك ان يكون نبي الله إبراهيم (ع) أفضل من نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) فان التفاضل انما هو في ما هو أبعد من ذلك.
هذا كله لو لم نقتنع بالادلة الدالة على نبوته (صلى الله عليه وآله) من صغره (صلى الله عليه وآله وسلم) (الصحيح من السيرة ج2/ ص199).



السؤال: كان (صلى الله عليه وآله) على الديانة الحنيفية قبل بعثته
لماذا لم يدن النبي (ص) بدين نبي الله عيسى (ع) وهو السابق الله ورسالته شاملة لكل البشر، ويجب على كل نبي أن يعمل قبل بعثته بدين النبي السابق له؟
الجواب:
كان النبي (ص) على ديانة أبيه إبراهيم الخليل (ع) وهي عقيدة التوحيد المسماة بالديانة الحنيفية.. ولم يثبت أنه يجب على كل نبي أن يؤمن بشريعة النبي الذي بعده ما عدا دين الإسلام الذي أوجب المولى سبحانه الاعتقاد به على جميع الناس من دون استثناء.






السؤال: الأوصياء قبل نبينا (صلى الله عليه وآله)
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي اسئلة تخص عم النبي (صلى الله عليه وآله) ابو طالب (عليه السلام) ارجوا من سماحنكم الاجابة عليها‎ ولكم جزيل الشكر والتقدير.
1- هل يوجد اوصياء قبل النبي (ص) وبعد زمن النبي عيسى (ع) ومن هم‎.
2- هل يمتلك هؤلاء الاوصياء العصمة وهل تنطبق على ابو طالب (ع‎)
3- هؤلاء الاوصياء كيف يحصلون على التشريعات الخاصة في زمنهم.
الجواب:
1- لابد أن يكون هناك أوصياء بين نبي الله عيسى (عليه السلام) ونبي الله محمد (صلى الله عليه وآله) لأن الأرض لا تخلوا من حجة وقد اختلف في آخر الأوصياء قبل نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فقيل: أنه أبو طالب وقيل غيره.
2- لابد أن يكون الأوصياء معصومين لأنهم يؤدون دوراً في هداية البشرية وهم مفترضو الطاعة, فلابد أن يكونوا معصومين, وإذا كان أبو طالب واحداً منهم فلابد أن يكون معصوماً.
3- لابد أن تكون هناك قناة للإتصال بالسماء، فالوصي لا يكون وصياً إلا إذا كانت له القدرة على هداية البشرية، ولا يتصور وصياً جاهلاً بأحكام السماء وبأحكام النبي الذي هو وصيه.





السؤال: رواية مرسلة عن نزول جبرائيل (عليه السلام) في بداية الوحي
إعلام الورى بأعلام الهدى ص53 طبعة مؤسسة الأعلمي الأولى:
ذكر علي بن إبراهيم – و هو من أجل رواتنا و رواة أصحابنا – في كتابه أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما أتى له سبع و ثلاثون سنة كان يرى في نومه كأن آتيا أتاه فيقول : يا رسول الله فينكر ذلك فلما طال عليه الأمر و كان بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب فنظر إلى شخص يقول له: يا رسول الله، فقال له : من أنت ؟ قال: جبرئيل ، أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا ، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) خديجة بذلك و كانت خديجة قد انتهى إليها خبر اليهود و خبر بحيراء و ما حدثت به آمنة أمه ، فقالت : يا محمد إني لأرجو أن يكون كذلك و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكتم ذلك فنزل جبرئيل (ع) و أنزل عليه ماء من السماء فقال : يا محمد قم توضأ للصلاة ، فعلمه جبرئيل الوضوء و غسل الوجه واليدين من المرفق و مسح الرأس و الرجلين إلى الكعبين و علمه السجود و الركوع ، فلما تم له (صلى الله عليه وآله) أربعون سنة أمره بالصلاة و عمله حدودها ، و لم ينزل عليه
أوقاتها فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت .. الخ .
الجواب:
الرواية ذكرت في قصص الأنبياء للراوندي المتوفي 573 هـ وكذلك في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المتوفي سنة 588 هـ ونقلها عنهما صاحب البحار وكذلك وردت في أعلام الورى للطبرسي المتوفي سنة 548 هـ وفي كل هذه الكتب لم يذكر لهذه الرواية سند غير ما ذكرت من أنها رواية عن علي بن إبراهيم, فالرواية في مصطلح علم الحديث تسمى مرسلة وبذا تعد رواية ضعيفة لأرسالها.
وعلى فرض صحة الرواية يمكن قبولها بوجه مقبول وذلك على فرض عدم إنكار الرسالة بل إنكار تقدمها وان لها موعداً خاصاً يعرفه فوصفه بها قبل بعثته هو مورد الإنكار ويمكن القول بإنكار الرسالة بمعنى عدم المعرفة بها ولو كانت هناك اخبار تفيد معرفته بالنبوة قبل البعثة فإنها تشير إلى معرفة بالنبوة دون الرسالة وهما مقامان مختلفان.
وأما إنكار خديجة فأنها سلام الله عليها ما كان لها العلم التفصيلي بنبوة النبي(صلى الله عليه وآله) إلا تلك الإشارات التي عرفتها قبل زواجها منه وبعد زواجه وكان رجاء خديجة قبل إخبار النبي لها بنبوته وإلا فأنها بعد اخبار النبي لها آمنت به وصدقته فالرجاء حصل لفترة معرفتها بنزول شخص عليه وقبل معرفتها بأنه الوحي المرسل من السماء وانه جبرائيل (عليه السلام) ولعل هذا يُعرف من قوله بعد ذلك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله يكتم ذلك.
وأما تعليمه الصلاة فلم يعلم ان تعبّده قبل البعثة كان من نوع الصلاة والوضوء بل لعله كان على ملة إبراهيم.
واما عدم معرفته بجبرائيل وان جبرائيل خُلق من نوره فلاختلاف العوالم ففي ذلك العالم خلق جبرائيل من نورهم صلوات الله عليهم وفي هذا العالم جاء بصورة اخرى وفي بعض الروايات على صورة دحية الكلبي فلاختلاف خصوصيات كل عالم حصل السؤال في جبرائيل انه من هو؟.



السؤال: لم يكن (صلى الله عليه وآله) محتاج الى ورقة بن نوفل
هناك روايات واظن بعضها في كتب الامامية تشير لشخصية ورقة بن نوفل ولست متيقناً أعلى ملة إبراهيم أم مسيحي أم صابئي, وهل فعلاً ذهب إليه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بمعيه زوجته خديجة (عليها السلام) للاستفسار عن...
الجواب:
أخي العزيز ان ظنك ليس في محله، فإن كتبنا لم تنقل مثل هذه الروايات التي تقلل من شأن ومكانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بانه كان خائفاً من الوحي شاكاً في أمره يحتاج الى من يشجعه ويأخذ على يده ويبشّره بالنبوة وأن الذي أتاه كان ملكاً من الله تعالى، حاشا وكلا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم أجمعين.
وقد ردّ أئمتنا (عليهم السلام) وأنكروا مثل هذه المقالات كما ردّها وأبطلها علماؤنا الاعلام. فقد روى الشيخ الكليني في (الكافي ج1 ص271) وفي البحار وغيره: عن زرارة أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يَخَفْ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يأتيه من قبَل الله أن يكونَ مما ينزغ به الشيطان: قال الامام (عليه السلام): (إنّ الله إذا اتخذ عبداً رسولاً، أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله عزّوجلّ مثل الذي يراه بعينه).
ويقول العلامة الطبرسي في تفسيره: (إن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة والآيات البيّنة الدّالة على أن ما يوحى إليه إنما هو من الله تعالى، فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزَع ولا يفرق)(مجمع البيان ج10 ص284).
وقال السيد شرف الدين في (النص والاجتهاد) بعد نقل نص البخاري في هذه المسألة: (تراه نصاً في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ـ والعياذ بالله ـ مرتاباً في نبوته بعد تمامها وفي الملك بعد مجيئه إليه وفي القرآن بعد نزوله عليه وأنه كان من الخوف على نفسه في حاجة إلى زوجته تشجعه وإلى ورقة الهرم الاعمى الجاهلي المتنصر يثبت قدمه ويربط على قلبه ويخبره عن مستقبله ...)(النص والاجتهاد:421).




السؤال: اطمئنانه وسكينته (صلى الله عليه وآله) عند نزول جبرئيل عليه بالرسالة
كيف نرد على روايات العامة في بدء نزول الوحي : التي تصور النبي بأنه خائف , وأن جبريل عصره ثلاث مرات , و أن ورقة بن نوفل أو نسطور أو بحيرا أو عداس أو خديجة ـ حسب الروايات ـ نبأوه بنبوته ؟
مع العلم أن بعض العامة يبررون عصر جبريل لمحمد كان بدافع إعطائه قوة إيمانية وجسدية , أو أنه يريد إخباره بأنه في يقظة لا في منام .
الجواب:
الأخبار والأقوال التي ذكرتها معظمها ضعيفة السند والدلالة :
أمّا سنداً , فيجب أن يراجع في كل مورد حتى يتبيّن وهن الأسانيد التي يعتمدون عليها .
وأمّا من جهة الدلالة , فلا تنطبق على الموازين العقلية والنقلية القطعية , ولا تنسجم مع أصول العقيدة , إذ كيف يكون النبي (صلى الله عليه وآله) خائفاً من أمر إيجابي وكأنه لم يعرّف بالوحي بل أتاه دفعةً ومن غير مقدمة ؟ أو هل يعقل أن لا يعرف النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي بنفسه وساعده الآخرون في تعريفه ؟ وكأنما الآخرون كانوا أولى منه في معرفة الوحي , نعوذ الله .
هذه هي تساؤلات ونقوض لابد من اعتبارها على رأي هؤلاء .
وأمّا الحل , فيجب علينا أن نعتقد أنّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الذي هو أشرف الكائنات لا يحتاج في معرفة شؤون الوحي وأطواره وكيفية نزوله إلى أيّ شخص وجهة تعينه , وإلا لتوقّفت مصداقيّة نبوته على الآخرين , وحتى في موارد توسيط جبرائيل (عليه السلام) يعتقد المحققّون بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان بأمكانه الاتصال بمبدأ الوحي والكون بدونه ـ كما هو الحال في موارد متعددة من نزول الوحي المباشر التي نقلتها مصادر معتبرة عند الفريقين ـ ولكن نزول جبرائيل كان من باب إظهار عظمة الوحي , كما ورد في تنزيل بعض السور والآيات من السماء بمعيّة الآلاف من الملائكة لبيان جلالتها وعظمتها.
وأخيراً : كم هو الفرق بين هذه الأقوال غير الصحيحة في كتب العامّة , وبين ما ورد في هذا المجال عند الشيعة , فمثلاً جاء في (تفسير العياشي) عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان ؟ قال (عليه السلام) : ( إن الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه ).

تعليق على الجواب (1)
هل لكم أن تشرحوا : ((وحتى في موارد توسيط جبرائيل (عليه السلام) يعتقد المحققّون بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان بأمكانه الاتصال بمبدأ الوحي والكون بدونه ـ كما هو الحال في موارد متعددة من نزول الوحي المباشر التي نقلتها مصادر معتبرة عند الفريقين ))
كيف ذلك؟
ومن ذكره من المحققين؟
الجواب:
المراد بمبدأ الوحي هو الله تعالى وبالوحي المباشر هو التلقي عن الله من دون واسطة جبرائيل او احد من الملائكة ومن مصاديقه القذف في القلب والالهام وسماع الصوت والرؤيا .
ومن الامثلة التي ذكرها الفريقان على حصول الوحي المباشر هو خطابه تعالى مع مريم ففي بعض الاحيان لم يكن بتوسط ملك من الملائكة بل كان مباشرا ويدل عليه ما ورد في قوله تعالى عن لسان مريم : (( قَالَت رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَم يَمسَسنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ )) (ال عمران:47) .
ومن امثلة الوحي المباشر رؤيا ابراهيم انه يذبح ولده : (( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذبَحُكَ فَانظُر مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )) (الصافات:102) .
وجميع رؤى الانبياء تعد من الوحي المباشر, ومن امثلته الواضحة كذلك تكليمه عز وجل لنبيه موسى بن عمران في مواطن عديدة .





السؤال: علمه (صلى الله عليه وآله) بنبوته
:
هل الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) كان يعلم من قبل انه نبي, أم من بعد نزول الرسالة؟
وهل كان معصوم قبل البعثة؟
واذا كان معصوم فهل كان معصوم على دين عيسى(عليه السلام) أم إبراهيم الحنيف(عليه السلام)؟
الجواب:
هناك بعض فرق المسلمين ممن يعتقد أن الرسول الاعظم لم يكن يعرف قبل البعثة انه نبي أو سوف يكون نبياً ولذلك حسب روايات هؤلاء خاف من الملك حين رآه أول مرة وأخذته زوجته الى ورقة بن نوفل. ولكن الحق عند الامامية أنه (ص)كان نبياً ولم يخلق عارياً عن العلم والنبوة.
غاية ما هنالك كان اللازم عليه بأمر من الله الصمت وعدم الاعلان الى حين ما يأمره الله سبحانه به وهكذا حصل.
وأما انه كان يعمل على طبق أية شريعة، فمسألة طرحت في الكتب الأصولية القديمة كـ(العدة) للشيخ الطوسي وغيره، وليس لنا فعلاً طريق الى إحراز ذلك، والذي نعتقده أنه كان يعمل على طبق ما أراد الله سبحانه منه، وأفضلية شريعته يرجح احتمال كونه يعمل بهذه الشريعة الغرّاء، ولا ينافي ذلك تأخر نزول القرآن فان الاحكام الشرعية ليست كلها موضحة في القرآن دائماً عرفها النبي الاعظم بطريق الوحي والالهام ولم ينقطع الاتصال بينه وبين الله سبحانه طرفة عين في حياته، والله العالم.




السؤال: علمه بنبوته
هل النبي (ص) يعرف انه نبي منذ الولادة اما لا؟ مرفق مع الدليل؟
الجواب:
نعم يعلم أنه نبي والدليل قوله صلى الله عليه وآله كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد وقال الترمذي حسن صحيح وصححه الحاكم أيضاً.




السؤال: قصة غار حراء وبدء الوحي
أريد قصة غار حراء الحقيقية والصادقة , وماذا كان فعل الرسول آن ذاك ... وخديجة... يعني حقيقة القصة كاملة ..

الجواب:
قال السيد جعفر مرتضى العاملي: الذي نطمئن إليه هو أنه قد أوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في غار حراء فرجع إلى أهله مستبشراً مسروراً بما أكرمه الله به, مطمئنناَ إلى المهمة التي أوكلت إليه (كما يرويه ابن إسحاق)... , فشاركه أهله في السرور, وأسلموا, وقد روي هذا المعنى عن أهل البيت (عليهم السلام).
فعن زرارة انه سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يأتيه من قبل الله: أن يكون مما ينزغ به الشيطان؟ فقال: (ان الله إذا أتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار, فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه) (تفسير العياشي 2: 201).
وسئل(ع): كيف علمت الرسل أنها رسل؟ قال: كشف عنهم الغطاء (البحار 11: 56).
وقال الطبرسي: أن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة والآيات البينة. الدالة على أن ما يوحي إليه أنما هو من الله تعالى, فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزع ولا يفرق (مجمع البيان 10: 384).
وقال عياض: لا يصح أن يتصور له الشيطان في صورة الملك أو يلبس عليه الأمر, لا في أول الرسالة ولا بعدها, والاعتماد في ذلك على دليل المعجزة, بل لا يشك النبي أن ما يأتيه من الله هو الملك, ورسوله الحقيقي أما بعلم ضروري يخلقه الله له أو ببرهان جلي يظهره الله لديه, لتتم كلمة ربك صدقاً وعدلاً, لا مبدل لكلمات الله(رسالة الشفاء: 112)( الصحيح من السيرة2: 307).
وأما ما روي في ذلك عند أهل السنة (فيراجع ما أجبنا عليه سابقا من أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن خائفاً عند نزول الوحي عليه).
وللتفصيل أكثر لا بأس بمراجعة كتاب (الصحيح من السيرة للسيد جعفر مرتضى العاملي الجزء الثاني الفصل الثاني: روايات بدء الوحي..)







السؤال: ليلة الإسراء والمعراج
وبعد، يقال إن ليلة الـ27 من رجب الأصب توافق ذكرى الإسراء والمعراج، لكنني بحسب تتبعي في المصادر المتوفرة تحت يدي لم أعثر على رواية صحيحة أو ضعيفة تذكر ذلك،
ثم عثرت على كتاب باسم (أرمغان إسلام) باللغة الأردو ومحرر بالكتابة (الكجراتية) لمؤلفه "آية الله محمد حسن نجفي ـ طاب ثراه ـ" كذا مسجلٌ على جلد الكتاب، ولم أعثر على غير هذا
الرجاء أن تتفضلوا علي بالتعليق على هذا الموضوع، وإعانتي عاجلاً في بيان حقيقة الأمر من الناحية العلمية وبالاستناد إلى الدليل سواء كان رواية شريفة أو تصريح لأحد الأساطين الذين يمكن التعويل على كلامهم الشريف.
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير، وجزاكم الله خيرا.

الجواب:
يقول محمد هادي اليوسفي في موسوعه (التاريخ الاسلامي): (ومجموع ما نقله المجلسي في باب المعراج في تاريخه كما يلي: ذكر خبر الخرائج ونقل عن المناقب عن ابن عباس انه كان في شهر ربيع الاول بعد النبوة بسنتين. وفيه عن الواقدي والسدي انه: كان قبل الهجرة بسته اشهر في السابع عشر من شهر رمضان.
وعن الواقدي أيضاً في (المنتقى) للكازروني قال: كان المسرى في ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان في السنة الثانية عشرة من النبوة قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً. وفيه قيل: ليلة سبع عشرة من ربيع الاول قبل الهجرة بسنه من شعب ابي طالب الى بيت المقدس وقيل ليله سبع وعشرين من رجب. وقيل: كان الاسراء قبل الهجرة بسنه وشهرين وذلك سنه ثلاث وخمسين من عام الفيل.
وعن (العدد القويه) قال: ليلة احدى وعشرين من رمضان قبل الهجرة بستة أشهر كان الاسراء برسول الله, وقيل في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت وقيل: ليلة الاثنين من شهر ربيع الاول بعد النبوة بسنتين. وفيه عن كتاب (التذكرة): في ليلة السابع والعشرين من رجب السنه الثانية من الهجرة كان الاسراء فالاختلاف من سنه بعد البعثة الى سنتين بعد الهجرة).
إلى أن يقول: (ولعل من أقوى ما يدل على تاريخ المعراج بأوائل السنة الخامسة ما مر من اثبات ميلاد فاطمة الزهراء (عليها السلام) في السنة الخامسة من النبوة بالاضافه الى ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام ) وابن عباس وسعد بن مالك وعائشة: انها اذا عاتبته على كثرة تقبيله لابنته الزهراء قال لها: يا عائشه: لما اسري بي الى السماء أدخلني جبرئيل الجنه فناولني منها تفاحه فاكلتها فصارت نطفه في صلبي ففاطمه من تلك النطفة ففاطمه حوارء إنسية وكلما اشتقت الى الجنه قبلتها.
وقد علم مما مر أن فاطمة ولدت بعد البعثة بخمس سنين اي في السنة الثانية من الرسالة والتنزيل ـ وهو محمل قول الشيخ المفيد ومن قال بولادتها في السنة الثانية ـ واذا كان ظهور نطفه فاطمة واستقرارها في موضعها طبيعياً اقتضى ان يكون المعراج قبل ذلك بأكثر من تسعة أشهر ولا أقل منها، ولكن لا يدري هل هي من المعراج الاول أو الثاني؟ فلو كانت من الاول اقتضى ذلك ترجيح القول الاول بأن المعراج كان بعد سنه من الرساله ليكون ميلاد الصديقه في السنة الثانية.
وبما أن التاريخ بسنة البعثة بالنبوة لا السنة العربية بدءاً بمحرم, فالحساب من شهر شعبان ـ بعد البعثة في أواخر شهر رجب واليه, وعليه فيترجح القول بكون المعراج الاول في شهر رمضان ولعله في احدى ليالي القدر: التاسع عشر أو الحادي والعشرين كما مر في (العدد القوية) وكما مر عن (المنتقى) عن الواقدي وعن (المناقب) عن الواقدي والسدي. وبعد تسعة أشهر من شهر رمضان يكون شهر جمادي الثانية ميلاد الصديقة (عليها السلام) وفي شهر رجب بعد الجمادي الثانية تنتهي السنه الثانية للرسالة والخامسة للنبوة)
للمزيد راجع (موسوعة التاريخ الاسلامي ج1 ص533).



السؤال: ذكره في الكتب السماوية
المشهور انه الاديان السماوية خبرت بالنبي و دين الاسلامي في اي مكان من هذه الكتب اعني التورات و الانجيل نجد هذا؟

الجواب:
يكون البحث في سؤالك المذكور حول ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) في الكتاب المقدس على أقسام - علماً أنا اختصرنا مباحث بعض الأقسام اعتماداً على نباهتك في مراجعة مظانها وذلك امراً ميسوراً لأمثالك جزاك الله خيراً - منها:.
البحث الأول: في الآيات القرآنية المؤكدة للبشارة بالنبي (صلى الله عليه وآله) في ورودها في التوراة والأنجيل مما يعني علم النصارى واليهود بالنبي محمد (ص) عن طريق كتبهم ومن تلك الآيات الكثيرة.
1- (( قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لَستُم عَلَى شَيءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّورَاةَ وَالأِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنهُم مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ طُغيَاناً وَكُفراً فَلا تَأسَ عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ )) (المائدة:68). ((حَتَّى تُقِيمُوا التَّورَاةَ وَالأِنجِيلَ )) (المائدة:68), بالتصديق لما فيهما من البشارة بمحمد والعمل بما فيها (تفسير جوامع الجامع الشيخ الطوسي 1/518).
2- (( وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُم وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ )) (البقرة:41)
3- (( وَإِذ آتَينَا مُوسَى الكِتَابَ وَالفُرقَانَ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ )) (البقرة:53), أي: لكي تهتدوا بما في التوراة من البشارة بمحمد (ص) وبيان صفته كما جاء في مجمع البيان 1/215.
4- (( وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخَاسِرِينَ )) (يونس:95),
5- (( قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَن آمَنَ تَبغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُم شُهَدَاءُ )) (آل عمران:99), قال في مجمع البيان 2/3522 فيها قولان واحدهما: أنتم شهداء بتقديم البشارة بمحمد في كتبكم فكيف تصدون عنه من يطلبه
6- (( يَا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَكفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ )) (آل عمران:70), وآيات الله: (المراد منها الآيات الواردة في التوراة والإنجيل).
البحث الثاني: ما كان من بشارات الأنبياء السابقين بنبينا محمد (ص) والموجودة في التوراة اليهودية.
فقد وردت جملة بشارات في العهد القديم أي التوراة اليهودي الذي هو كتاب موسى بأسفاره الخمسة منها مايلي:.
أولا: بشارة سيدنا إبراهيم بالرسول محمد (ص).
ففي سفر التكوين الفقرة 17و 20 ص22- 23 جاء: (واسماعيل أباركه وأثمره واكثره جداً جداً, واثنا عشر إماماً يلد, واجعله أمةً كبيرة).
ونحن نعتبر ان هذا النص العبري التوراتي يشير بشكل صريح إلى البشارة بالنبي (ص) بأسمه الصريح أيضاً (محمد) حيث نلفت النظر ان كلمة جداً جداً الواردة في النص هي (بمئود مئود) بنصها العبري والتي تعني محمد (ص).
1- خصوصية لفظة (مئود مئود), وان ترجموها إلى كلمة (جداً جداً) وذلك كما يلي من الأدلة:
أ - ثمة وجه تشابه واضح بين اللفظين عند النطق يدلك على كون الظن بأن كلمة (مئود مئود) هو نفس محمد ظناً متاخماً لليقين إن لم نقل هو اليقين بنفسه.
ب - وربما يكون لفظها بـ (مئود مئود) بمقتضى تغيير طريقة النطق بالحرف وبحسب تغير اللهجات واللغات وطبيعة مخارج الحروف المستتبعة لذلك والمعلومة بالوجدان والتجربة فصارت تلفظ وكأنها أقرب إلى محمود لا محمد وان كانت قريبة إليها, بمقتضى ذلك السبب.
ح - وربما أريد لها التفكيك من قبل المحرفين خشية انطباقها على مصداقها الأوحد محمد (ص) أو لتأخذ معنى آخر كما فسروه هم بـ (جداً جداً) وهذه الاحتمالات غير بعيدة عن البنية المثبتة.
2- ويساعد بقوة على صحة هذا الاعتقاد كون العبارة اللاحقة (واثنا عشر إماماً يلد) هي أكثر وضوحاً ودلالة على أن المراد من لفظ (مئود مئود) محمد (ص) فهو له أبناء من علي (ع) وفاطمة (ع) وهم بهذا العدد وهم أصحاب الأمر الواقعي في معتقدنا ولا ضير في كون علي ليس من أبناء الرسول (ص) كما يلي:.
أ - أن العبارة تقول يلد ولم تشر أنهم يولدون من رسول الله (ص) صراحة إنما استفدنا ذلك من واقع الحال وجملة الأدلة.
ب - إننا حتى لو فهمنا منها انهم أبناء للرسول (ص) فلا يخدش خروج علي عن الأثني عشر باعتبار عدم كونه ابناً لرسول الله (ص) لأن المنظور في كلمة يلد حملها على التغليب في المقام, والغلبة من حيث العدد واضحة في أحد عشر من ابناء الرسول (ص), وواحد وهو (علي) قبال ذلك العدد لهم وفق هذا الأساس لا يمكن عده قدحاً في حال ضمه (ع).
ج - ويمكن القول باحتساب علي (ع) من أبناء رسول الله (ص) أما بالاعتبار لأن الرسول (ص) أب لجميع المسلمين وهو(ع) فرد منهم.
أو بالتبني والتربية فالمعروف أن النبي محمد (ص) تبناه (ع) صغيراً والتزامه كبيراً فكان بهذا الاعتبار كأنه إبنه من حيث العناية به ومن حيث اتباع علي (ع) له (ص).
3- وعده لسيدنا إسماعيل بالكون أمة واسعة وكبيرة فلم يكن أمة كبيرة إلا بنبي الله محمد (ص) ولده الذي من صلبه كما يعترف بذلك واحد من أهم كتابهم وهو (المؤرخ الأرمني سبيوس وهو من رجال القرن السابع للميلاد من أوائل المؤرخين الذين أشاروا إلى الرسول - قد ذكر: أن محمداً (ص) كان من الإسماعيليين وقد أنذر قومه بالعودة إلى دين آبائهم إبراهيم (ABRAHAM) ووعدهم بالفوز), كما ورد في كتاب أهل البيت في الكتاب المقدس ص38.
والمعروف ان بني إسرائيل على كثرة عددهم يحرصون على تأكيد أتباعهم لإسحاق(ع) ويحرصون على عزل إسماعيل عنه وعنهم, فالكثرة متحققه لسيدنا إسماعيل(ع) بموجب كون محمد (ص) من ولده الذي اتسعت نسبة أمته لتصل إلى أكثر من ربع العالم البشري وهي بهذا الأعتبار كبيرة جداً وهي أمة محمدية إسماعيلية إبراهيمية كما لا يخفى.
إذن انحصار الكثرة لإسماعيل وتأسيس أمة عظيمة بولده الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم جعلنا نعتقد بأن هذا دليل على كون المراد (بمئود مئود) هو محمد الخاتم (ص).
و - أن القيمة الرقمية (أي حساب مجموع أرقام الحروف المثبتة لكل حرف) متساوية تقريباً بين اللفظين (بمئود مئود) و(محمد) فالقيمة الرقمية لكلمة (محمد) 92 و(بمأد مأد) 92 كذلك, وهذه تصلح قرينة مؤيدة يمكن أن تطمئن لها النفس لأن هذا لا يحدث اتفاقاً وبلا عناية من لدن الحكمة الربانية, ولمزيد التفصيل راجع كتاب (أهل البيت في الكتاب المقدس) ص36.
وبهذا نعتقد أن أصل الكلمة هي محمد (ص) ليس إلا.
ثانياً: بشارة سيدنا موسى (ع) بنبينا محمد (ص).
فقد جاء في سفر التثنية 18: 15- 22: (سوف أقيم لهم نبياً مثلك).
فهي تشير بوضوح إلى وجود نبي له نفس الخصائص التي كانت عند موسى (ع) فلا يعترض على هذه العبارة بأن المقصود منها هو يوشع إذ يوشع لا يصلح ان يكون مثل موسى (ع) فعالمية الرسالة وكونه من أصحاب العزم خصوصية لا تجدها في يوشع,هذا من جهة ومن جهة أخرى إن الفقرة العاشرة من الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية ترفض ذلك بقولها (ولم يقم بعد ذلك بني إسرائيل مثل موسى يعرف الرب وجهاً لوجه).
كما لا يصح القول بأن المقصود هو عيسى (ع) لأن شريعة موسى (ع) مشتملة على الحدود والتعزيرات وأحكام الطهارات والمحرمات بخلاف شريعة المسيح(ع), كما ان اليهود الذين كانوا في زمن السيد المسيح لا يرونه المبشر به لعدم انطباق صفات السيد المسيح على صفات النبي الذي بشر به موسى (ع).
ثالثاً: بشارة سيدنا داود(ع) بنبينا الأكرم(ص): ويتضح هذا في المزمور الخامس والأربعين من مزاميره (الزبور) وهناك تلاحظ كل الصفات التي وردت في البشارة بالنبي لا تنطبق إلاّ على نبينا محمد (ص) كونه أفضل البشر وصاحب السيف وكونه مباركاً إلى دهر الداهرين....الخ.
رابعاً: بشارة سيدنا موسى (ع) في التوراة اليهودية بمحمد (ص) في جبل فاران (اقبل الرب من سيناء, وأشرق لهم من ساعير وتجلى من جبل فاران) كما هو النص في سفر الت..... 33/2.
فهذا النص يشير بوضوح إلى سيناء حيث موضع الكلام مع الكليم (ع) وساعير حيث موضع الوحي من عيسى (ع) أما پاران - بحسب النطق العبري - فهو جيل في مكة فيكون المعنى في العبارة التوراتية حصراً بالإيحاء لنبينا محمد (ص) وبشارة بثبوته ووجوده الأشرف قبل ان يولد فضلاً عن قبلية النبوة.
وللتأكيد نقول: أن ياقوت الحموي أشار إلى هذا المعنى بأن فاران كلمة عبرانية معربة وهي من أسماء مكة, وفاران أسم بجبال مكة وهي جبال الحجاز, والوجدان والتأريخ يصدق أصل القضية فضلاً عن الوحي الموسوي..
وللتأكيد يرجى مراجعة كتاب (أهل البيت في الكتاب المقدس) لمؤلفه الواسطي.
البحث الثالث: ما كان من بشارات الإنجيل بسيدنا محمد (ص) وهو على قسمين:
القسم الأول: البشارات الواردة في إنجيل برنابا وهي أيضاً على جهتين:
الجهة الأولى: ما صرحت منها بأسمه الشريف (محمد)(ص) ومنها مثلاً:.
1- الفصل 39/ الفقرة 14 وما بعدها.
(14 فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها لا إله إلا الله ومحمد رسول الله 15 ففتح حينئذٍ آدم فاه وقال: أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني 16 ولكن أضرع إليك ان تنبئني ما معنى هذه الكلمات (محمد رسول الله) 17 فأجاب الله مرحباً بك يا عبدي آدم 18 وإني أقول لك أنك أول إنسان خلقت 19 وهذا الذي رأيته إنما هو إبنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة 20 وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء 21 والذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم 22 الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق الأشياء).
إلى آخر الكلام الذي لا ينطبق مفهومه إلاّ على مصداقه الأتم والأوحد النبي الأعظم(ص).
2- الفصل 41 / الفقرة (30).
(30 فلما إلتفت آدم رأى مكتوباً فوق الباب (لا إله إلا الله محمد رسول الله) 31 فبكى عند ذلك وقال (أيها الأبن عسى الله أن يريد أن تأتي سريعاً وتخلصنا من هذا الشقاء).
3- الفصل 44/ الفقرة (19) وما بعدها...
(19 لذلك أقول لكم أن رسول الله بهاء يسر كل ما صنع الله تقريباً 20 لأنه مزدان بروح الفهم والمشورة 21 روح الحكمة والقوة 27 ما اسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم 28 صدقوني إني رأيته وقدمت له الأحترام كما رآه كل نبي 29 لأن الله يعطيهم روحه نبوة 30 ولما رأيته امتلأت عزاً قائلاً: يا محمد ليكن الله وليجعلني أهلاً أن أحل سير حذائك 31 لأني إذا قلت هذا صرت نبياً عظيماً وقدوس الله 22 ولما قال يسوع هذا سر الله) ومصدر هذه الفصول الثلاث كتاب (إلى كل مسيحي ومسلم انجيل برنابا) ترجمة د - خليل سعادة.
وللباحث المحقق في أنجيل برنابا المزيد من التصريح بأسم النبي إنما ذكرنا هنا البعض لوجه الحاجة إليه وذلك يكفي.
الجهة الثانية: ما ذكرت أوصافه التي لا تنطبق على غيره (ص) دون التصريح باسمه الشريف, والحق أنها كثيرة في انجيل برنابا نذكر هنا القليل منها:.
1- في أحد الفصول:
(لأني لست أهلاً أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله أي تسمونه مسيّا 9 الذي خلق قبلي وسيأتي بعدي 10 وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية).
والحق أن هذا النص يتفق مع ثوابت عقيدتنا برسول الله (ص) في أنه أول نور خلقه الله وأن نبوته بعد عيسى (ع) وكلام الحق هو القرآن (( إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يُؤمِنُونَ )) (هود:17) (( وَلِيَعلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَيُؤمِنُوا بِهِ فَتُخبِتَ لَهُ قُلُوبُهُم )) (الحج:54) و (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ بَل هُوَ الحَقُّ مِن رَبِّكَ )) (السجدة:33), فهذه الآيات وغيرها تشير على أن كلام الرسول الذي هو كلام الله هو الحق وهو نفس النص في الفصل المذكور حيث قال (وسيأتي بكلام الحق).
وأما بخصوص كونه لا نهاية له فهذا اشارة إلى كون القرآن هو المعجزة الإلهية المحمدية الخالدة المحفوظة إلى نهاية الدنيا فقد قال تعالى: (( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9) و (( قُل لَو كَانَ البَحرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَو جِئنَا بِمِثلِهِ مَدَداً )) (الكهف:109), و(فيه تبيان كل شيء) والآيات الموافقة لعبارتهم (ولا يكون لدينه نهاية) كثيرة في القرآن الكريم.
2- الفصل 43/ الفقره 31.
(صدقوني لأني أقول لكم الحق أن العهد صنع بإسماعيل لا بأسحاق).
ودلالتها على النبي محمد (ص) واضحة لانحصار بنوة النبي (ص) لإسماعيل(ع) فهو(ع) أبوه ومحمد (ص) ولده الأقدس كما ذكرنا من قبل.
3- وراجع الفصل 72.
4- وراجع الفصل 91 وغير هذا الكثير.
القسم الثاني: ما ورد فيه ذكر النبي (ص) في غير انجيل برنابا من الأناجيل.
فقد ورد في سفر يوحنا 15: 16 الأصل العبري على ما يثبته صاحب كتاب أهل البيت في الكتاب المقدس, والنص الإنجيلي هو: (إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي, وأنا أطلب من الأب فيعطيكم فأرقليط آخر ليثبت معكم إلى الأبد).
على أن معنى فارقليط (الذي له حمد كثير) والأنصاف يقتضي القول أن هذه العبارة على ترجمتها الطويلة لكلمة فارقليط توافق في العربية كلمة واحدة لو جاءت على وزن أفعل التفضيل فهي ليست إلاّ (أحمد) الذي تعني في العربية (كثير الحمد).
وعبارة التبشير هذا بالنبي محمد (ص) هذه والواردة في سفر يوحنا تنطبق من حيث المحتوى مع قوله تعالى: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) الصف 5.
وهنا لابد من معالجة إشكال قد يرد على الذهن وهو أن كلمة أحمد غير كلمة محمد فكيف نحتج عليهم بقولنا المقصود من أحمد هو النبي محمد (ص) والحال أن أحمد من جهة اللفظ والتسمية غير محمد...
ويمكن الجواب عليه بما يلي:.
1- إن أصل الاشتقاق في الكلمتين واحد وهو (حمد) أو (كثير الحمد) فلا مانع أن نسمي محمد أحمد وأحمد محمد أو محمود بناءاً على تأديته نفس المعنى وفق معيار الاشتقاق المذكور.
2- كثيراً ما يطلق عرفاً على المسمى بأسم أسماً آخر قريباً من اسمه المسمى به أو شبيهاً به وهذا أمر سائد في العرف ولا يبعد كونه سائد أيضاً في زمن النبي (ص), من قبيل تسميه كريم بكرم أو جميل بجمال أو سلمى بسلامة أو سعاد بسعدى وهكذا والعكس يصح طبعاً.
3- أن النبي محمد (ص) كان له بالواقع أسمان الأول محمد والاسم الآخر أحمد, طبعاً وهذا يفرق عن النقطة السابقة إذ السابقة أن الاسم الآخر بلحاظ العرف كما يفرق عن الأولى أن الاسم في الأولى بلحاظ اتحاد الاشتقاق, أما هنا فبلحاظ نفس الواقع فلمحمد (ص) واقعاً أسمان أو أكثر ويشهد لذلك:
أ - أنه(ص) هو القائل: إن لي أسماء (أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقب) تفسير بن كثير عن البخاري.
ب - ورود لفظ أحمد في كثير من اشعار المعاصرين للنبي (ص) وغير المعاصرين مما ينفع في رفع أي ريب في كون أسم النبي أحمد بالإضافة إلى محمد مثل قول أبي طالب:
ألا إن خير الناس نفساً ووالدا ***** إذا عد سادات البرية أحمد
وقول أبي طالب وقيل علي كما في شرح النهج لابن أبي الحديد والصحيح من السيرة 3/230 وبحار الأنوار 35/165.
ياشاهد الله علي فاشهد ***** إني على دين النبي أحمد
وفي كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 3/193. قال أبو عباس الضبي.
حب النبي أحمد ***** والآل فيه مجتري
أحنو عليهم ماحنا ***** على حياتي عمري
أعدهم لمفخري ***** أعدهم لمحشري
وقال قيس الرقيات كما في هامش ص406 من كتاب المراجعات
نحن منا النبي أحمد والصد ***** ديق منا الثقي والحكماءُ
وعلي وجعفر ذو الجنا ***** حين هناك الوصي والشهداء
وقول أبي طالب مخاطباً أخاه حمزة وكان يكنى ابا يعلى في شرح نهج البلاغة 14/76.
فصبراً أبا يعلى على دين أحمد ***** وكن مظهراً للدين وفقت صابرا
والظريف أن له بيتاً من الشعر يجمع فيه الأسمين الشريفيين معاً.
لقد أكرم الله النبي محمداً ***** فأكرم خلق الله في الناس أحمد
وشق له من أسمه ليجله ***** فذو العرش محمود وهذا محمد
وعلى لسان أبي الفضل العباس(ع) وهو يذب عن اخيه الحسين(ع) في معركة الطف بكربلاء كما في شرح الأخبار القاضي النعمان المغربي 3/191 ونبايع المودة لذوي القربى للقندوزي 3/67.
أقاتل القوم يقلب مهتدٍ ***** أذب عن سبط النبي أحمد
أضربكم بالصارم المهند ***** حتى تحيدوا عن قتال سيدي
إني أنا العباس ذي التودد ***** نجل علي المرتضى المؤيدِ
والأشعار في ذلك كثيرة لكن ما جئنا به لغرض محل الشاهد فقط.
ج - أمكانية أن نسمي الفرد الواحد باسمين أو أكثر في وقتنا الحاضر فيه دلالة على إمكانية إطلاق أكثر من أسم على النبي محمد (ص) لاتحاد الذائقة والفطرة الوجدانية عند جميع البشر وخضوعهم نفسياً لنفس المؤثرات التي تمنحهم هذه الإلتفاتات.
د - يقولون كلما زادت شرفية الشيء زادت وكثرت أسماءه فتلاحظ أن للقرآن الكريم أسماء كثر غير القرآن فهو الفرقان والذكر والنور والبيان وغير ذلك.
وللزهراء مثلاً أسماء عديدة مثل فاطمة, البتول,البضعة,الصديقة, أم أبيها... وغير ذلك الكثير, فما المانع أن يكون تعدد أسم النبي مبني على هذا المعنى على فرض المفروغية من القاعدة فتتعدد أسمائه (ص) لظهور شرفيته المعروفة قبل خلقه وولادته ونبوته.
و - إمكانية أن يكون له أسمان واحد في الأرض وآخر في السماء, فقد جاء نفر من اليهود إلى الرسول محمد (ص) وسألوه عن سبب تسميته (محمد وأحمد) فقال النبي (أما محمد فاني محمود في الأرض وأما أحمد فأنى محمود في السماء) الأمالي للصدوق 256 علل الشرائع 1/627 الاختصاص للمفيد 34.
4- ونلفت النظر باهتمام إلى قوله تعالى:
(ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) فذكره بالقرآن وبصيغة اللفظ هذه (أحمد) يعني تصديق قول وبشارة عيسى عليه السلام وما ورد في الأنجيل بهذا الصدد وتأكيد على صحة تسمية النبي محمد (ص) بأحمد وإلا كيف يبشر النبي محمد (ص) بأحمد الذي هو غير محمد في قرآن محمد ويقول أن الإنجيل وعيسى إنما بشران بي ويتخذ من هذه البشارة دليلاً على نبوته (ص) ويحتج بها على أهل الكتاب أو هي قد جاءت في سياق الاحتجاج عليهم فلا تصح ان تكون كذلك - أي حجة ً- لو لم يكن أسم أحمد مفروغ من معلوميته وثبوته عند النصارى بأنه هو محمد نفسه وثبوته له (ص) كاسم ثان ٍ.
وإلا فكيف يدعو القرآن إلى نبي آخر لم يأت بعد أسمه أحمد هو غير محمد والقرآن يصرح (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِجَالِكُم وَلَكِن رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) (الأحزاب:400) فكونه خاتم النبيين يمنع تبشيره بنبي آخر, فقد أثر عنه (ص) قوله (لا نبي بعدي).
ومن دون هذا التوجيه تصلح الآية أن تكون حجة للنصارى لا عليهم وهذا خلاف منطق الاحتجاج بها عليهم ووردوها لهذا الغرض.
وبهذا الدليل نفرغ من كون اسم احمد موجوداً ومعلوماً وإلا لما صح ذكره في القرآن بمقام الاحتجاج.
5- ويمكن القول تنزلاً - يعني على فرض عدم وجود أسم أحمد إنما سماه الله في الأنجيل أحمد من باب ما نسميه في العصر الراهن الأسم المستعار أو الأسم السري الذي يمكن أن يحقق أخفاء شخص النبي (ص) مع القدرة على معرفة كونه(ص) هو المقصود منه ولو بملاحظة القرائن, وقد كان ذلك الإخفاء للتحفظ عليه من غدر أهل الكتاب والمتربصين به الدوائر من أن يقتلوه أو يوقعوا به خطراً فكان أسمه الواقعي في قريش محمداً وأسمه الذي بشر به عيسى أحمد لتحقيق هذا الفرض.
والله العالم بالحق والحقيقة:
واللطيف أن الكاتب الأردني عودة مهاوش يقول في كتابه (الكتاب المقدس تحت المجهر/ هامش صفحة 143.
(عند مراجعتي لأحد الأناجيل الأسكندنافية فيه المتداولة اليوم والتي طبعت قبل حقبة من الزمن بالنزويجية, وجدت أن كلمة أحمد لا زالت موجودة بالشكل التالي amat وهذا الأسم لا زال يستعمل إلى يومنا هذا من قبل الأمريكيين نرويجي الأصل, ويكتب بالشكل التالي aodt وهذه الكلمة موجودة في نفس الأصحاح المذكور اعلاه بالنرويجية فراجع) المؤلف ويقصد بالأصحاح اصحاح يوحنا.
ولكي نزداد وثوقاً بأدلتنا - فمن المناسب أن نشير إلى أن دائرة المعارف الفرنسية في شرحها لكلمة محمد (ص) تقول:.
(محمد (ص) هو مؤسس الدين الإسلامي ومبعوث الله وخاتم الأنبياء وجاءت كلمة محمد من الحمد واشتقاقها من حمد يحمد الذي هو معنى التمجيد والتجليل, ومن الصدف العجيبة أن هناك أسماً آخر مشتقاً من الحمد وهو مرادف اللفظ(محمد) وهو كلمة (أحمد) التي يغلب الظن أن المسيحيين في الجزيرة العربية كانوا يستعملونها مكان فارقليط, وأحمد معناه المحمود كثيراً والمحترم جداً وهو ترجمة لكلمة (بريكلوتيوس) التي أخطأوا فوضعوا مكانها (بارا كليتوس) الكتاب المقدس تحت المجهر 142 وفي أنيس الإعلام لفخر الإسلام, مايزيدك يقيناً ورسوخاً لكون معنى كلمة فارقليط هو أحمد فراجع.
وهنا ملاحظة صغيرة:
إن إستبصار وتحول جماعة من اليهود في زمن النبي (ص) مثل عبد الله بن سلام, وأبن يامين وابن صوريا وأسد وثعلبة وسلام - والمعترفين غيرهم بالنبي وان لم يسلموا - وإلى يومنا هذا من المتحولين إلى الإسلام والمستبصرين الحقيقة.
طبعاً ومن النصارى من زمن النبي إلى يومنا هذا كذلك فيه دلالة واضحة على قبولهم بالقرآن بشكل قطعي وبالتالي هذا يعني أقرارهم بالبشارات وبلفظ أحمد الوارد وعندهم فلنتدبر هذا المعنى فان فيه دليل ظريف والله الموفق.

تعليق على الجواب (1) ذكره في الكتب السماوية
ما هي لأدله على نبوة النبي محمد
الجواب:
الدليل هكذا :
1- ان الله تعالى شاءت حكمته ان يبعث الانبياء والمرسلين لاجل هداية البشرية.
2- انه سبحانه لا يجعل انبياءه غامضين مجهولين عن الناس بل يعرفهم لخلقه، وشاءت قدرته سبحانه وتعالى ان يعرفهم بتأييدهم بالمعاجز .
3- نبينا الاعظم صلى الله عليه واله يمتاز بمعجزة خالدة ومعاجز اخرى . اما المعجزة الخالدة فهي (القران الكريم) الذي تحدى به جهابذة وكبار فصحاء العرب وبلغائهم على ان يأتوا بمثله فعجزوا . وهي معجزة خالدة لان القران باق الى اخر الزمان يتحدى الجميع في الاتيان بمثله .
4- واما المعاجز الاخرى فهي كثيرة في كتب التاريخ منها : تسبيح الحصى بين يديه الشريفتين، ونبوع الماء بين اصابعه . وشق القمر وغير ذلك .



يتبع


رد مع اقتباس